الدفعة (56) الف مبروك ... (1987م - 2009م من مستجدين الى حملة وسام الخدمة الطويلة الممتازة)

Quote: ) يناير يوم يعلق جيداً ويتشبث بذاكرتنا نحن طلبة الدفعة (56) بكلية الشرطة، ففي هذا اليوم وكان يصادف السبت أول أيام الأسبوع وتحديداً في تمام السـ9ـاعة صباحاً حضرنا إلى مباني كلية الشرطة ببري.. جئنا إليها من كل أنحاء السودان بعد أن سمعنا عنها ما سمعنا، جئناها ونحن نختلف في سحناتنا ولهجاتنا وفي عاداتنا وتقاليدنا ولكن نتفق جميعاً في حب السودان والشرطة، جئنا إليها مائه ستة وثمانون طالباً من كل حدب وصوب فينا من يحمل شنطة الحديد وكثيرون منا يحملون شنطة الجلد وبعضنا يحمل هاندباق راقية وجميلة وواحد فقط جاء يحمل كرتونة . وكنا الدفعة (56) – بالقديم طبعاً – وحالياً أصبحنا الدفعة (45).. كنا وكانت كلية الشرطة والتـي قضينـا فيهـا عامين بالتمـام والكمـال وإثنان وعشرون يوماً- طبعاً دي الزيادة . كانت لنا فيها ذكريات جميلة بالرغم من قساوتها في بعض الأحيان، لن ننسى تلك الأيام وأبطالها من دفعتنا، ناصر عبد الحفيظ أول من خالف التعليمات وأصبح ينادى بالطالب الخالف التعليمات، وأبراهام مشيك أشول الذي كنا نرتجف عندما يرفع يده مختبراً خوفاً من عاقبة سؤاله والتي كانت في الغالب الأعم تعم علينا، لن ننسى عمر عباس بكراوي وسر الختم محمد الحسن ذلك الشايقي الساخر والذي يملك إجابة لكل سؤال ويأتيك دائماً رده قبل أن تكمل سؤالك، لن ننسى فلكس شارلس وسؤاله عن الفيلق وغيرهم كثيرون ولو كان في المكان متسع لذكرتهم جميعاً الـ 186 وهم يستحقون . وإن ننسـى لـن ننسـى آبائنا التعلمجية الذين يحترقون من أجل كلية الشرطة ، المساعد/ حسن تيه شوكه، حسن صالح، محمد علي الزقندي، عبد العزيز ، الجدي ، دفع الله صبر، الميج ، محمد سلمي عطرون نسأل الله الرحمة والمغفرة لمن توفى منهم والصحة وطول العمر لمن بقى على قيد الحياة .. أما عمنا المساعد / محمد عبد الرحيم ( قربينه) له قصة شهيرة معنا ففي واحدة من الإدارات الداخلية وبعد مرور حوالي الساعة من وقوفنا في وضع الإنتباه مطبقين ملاحيظ قيام النفر البيادة الإثنا عشر، سألناه مداعبين :- (كم تبقى لنا من الزمن يا أفندم؟) فرد علينا قائلاً بعد أن نظر إلى ساعة يده :- ((تبقى لكم الكثير فقد مرٌ حتى الآن ثلاثة أرباع ربع الليل الأول)) وما زلنا نحسب فيها لكي نعرف الزمن الذي تبقى لنا وما استطعنا . وبالرغـم مـن الذكـريات الكثيرة إلا أن لنـا ذكـري خاصة وحزينة لزميلنا المرحوم/ محمد عبد الحليم محمد ذلك الفتى الناحل الخجول القادم من مدينة كوستى وقد فجعنا فيه ونحن طلبة بالكلية، ذهب بهدوء كما جاء بهدوء ولم نكن نسمع صوته حتى ونحن نجاوره داخل قاعة المحاضرات وستظل ذكراه عالقـة بأذهـاننا وداخل قلوبنا وتمتد الذكريات الحزينة لآخرين رحلوا من هذه الدنيا ، المرحوم/ موسى عبد الله الأمين الشهيد/ قـرشي عبد القـادر قـرشـي، الشهيـد / إبراهيـم محمـد يوسف الشهيد/ قاي قرنق أتيم ، المرحوم/ فيصل علي الرضي، المرحوم / موسى الطاهر علي المرحوم / حسام الدين عثمان صالح ، والمرحوم/ أبو بكر باشري نسأل الله الكريم رب العـرش العظيـم أن يدخلهـم الجنـة مـع الأنبيـاء والصـديقين والشهداء.. أما الشهيد / البوشي الصديق محمد فإن جرحه سيظل فينا نازفاً ما حيينا، لأن البوشي كان محوراً للدفعة وكان مركزاً لدائرتها ، كان البوشي ريحانة الدفعة وفاكهتها وكان حكيمها وعمدتها وسلطانها، كان المك والشرتاى وكان الأم وكان الأب و الأخ ... كان البوشي ................، والله العظيم لم أجد أبلغ من كلمات أخي حسن مصطفى صادق والتـي قالها عن الشهيد/ البوشي حيث قال عنه في مرثيته التي لم تكتمل :- (كان البوشي أب (56) عند الأتراح صبراً ، أم (56) عند الأفراح حناناً ، أخت (56) عند النجاح فرحاً، أخ (56) عند الأسرار بئراً عميقاً لا غرار له).. اللهم أدخل عبدك البوشي الصديق الجنة وأغفر له وأرحمه يا أرحم الرحمين... وفي الختام أخوتي بالدفعة (56) أنتهز هذه الفرصة لأحييكم وأبلغكم سلامي جميعاً الذين بالخدمة والذين تركوها وسعوا في مناكب الأرض، والذين تفرقت بهم السبل في جميع أنحاء العالم ، لكم مني التحية في كل مكان وزمان ولكم مني التحية مرة ثانية وثالثة ورابعة ولكم مني التحية مرة أخرى حين تقومون وعشياً وعند أدبار النجوم..