كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: المقامات ( مقام الرضـــا ) (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
11. وقد قسم الكاشانى الرضا عند الصوفية إلى خمسة أنواع (1) : أ. رضا العامة : هو أن يرضى هو بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، بحيث يكون الله ورسوله أحب الأشياء إليه ، وأولاها عنده بالتعظيم وأحقها بالطاعة . ب. رضا الخاصة : هو أنهم كما رضوا بالله ربا ، فإذا قد رضوا به مالكا ومتصرفا فى جميع أحوالهم بما قضى وقدر ، بحيث لا يجد العبد فى نفسه حرجا من قطع يده ، وموت ولده ، وهذا هو الوقوف الصادق ، مع مراد الحق تعالى وقوفا بالحقيقة ، من غير تردد فى ذلك . ج. رضا المحب : وهو قريب من رضى الخاصة ، بحث لا يجد العبد فى نفسه حرجا من قطع يده ، وموت ولده إلا أن هذا المحب ، هو الذى يكون رضاه بذلك ، لكونه لا يجد لنفسه رضا ولا سخطا لسقوط مراداته ، فإن الرضا فرع عن الإرادة ، وقد سقطت فى حق هذا العبد بمشاهدته ، بأن هذا الواقع ليس إلا على وفق إرادة الحكيم فى صنعه الرحيم بفعله ، ومن كان هذا بالنسبة إليه أرجح وأميز من غيره ، فقد زال أيضا عن التحكم وسقوط الإختيار وفقد التمييز ، ولو أدخل النار لأنه لا يرى ، أن ذلك عن إرادة الحق الصادرة عن الحكيمية والرحيمية ، وعند ذلك يتحقق بالرضا عن الله فى كل ما يريده ، وفى ذلك تصحيح مقام الرضا المختص بأهل المحبة الصادقين فيها . د. رضا الحق على العبد : وهو ثمرة رضا الخاصة ، وهو أن لا يفقد تعالى عبده حيث أمره ، ولا يجده حيث نهاه ، وذلك بأن يكون العبد مطيعا لربه فى كل ما أمره به ونهاه عنه ، وهذا هو العبد الذى قد أرضى ربه . ه. رضا العبد عن الرب : هو رضا المحب كما مر ، وهو أن لا يبقى للعبد تعلق بغير ، ما أراده الحق تعالى له ، وذلك بأن لا يجد فى نفسه حرجا مما قدره الحق وقضاه ، ولو فى قطع يده وموت ولده ، فإن المحبة الحقيقية لا تصح إلا مع محبة ما هو مراد المحبوب (1) . ــــــــــــــــــــ 1. لطائف الإعلام 1/492:490 .
|
|
|
|
|
|
|
|
|