لكل شواذ قاعدة

Quote: لكل شواذ قاعدة الأسرة يُلقى عليها باللائمة في صلاح النشء أو فساده، وهي التي يتأسس عليها بنيان الشواذ في مجتمعنا. بقلم: زياد العيساوي -ليبيا ولنتناول الآن قاعدةً أخرى معروفة لدى الجميع، ولنرَ معاً، ما إذا كانت ستتماشى مع طرحنا هذا من عدمه، وهي قاعدة حسابية مفادها أنه، إذا ما أضفنا إلى العدد واحد مثيله ونظيره من الأعداد، فإن الناتج سيكون مساوياً للعدد اثنين، وهذا أمر منطقي وبديهي ولا غبار عليه، لكننا نقف مستغربين حيال من يخالف ذلك، سواء بمغالطته لصحة الناتج أو بتشكيكه فيه. ونرى في ذلك تعنتاً منه، ذلك لأنه قد شذَّ عن أمر لا لبس فيه كما نوهنا، ونعزو ذلك إلى أمرين لا ثالث لهما، فإما أن يكون هذا المتعنت غير سوي العقل، أو أن في نفسه مرضاً، وحال ترجيحنا لكفة الاحتمال الأول كسبب وراء تعنت هذا الشخص، نجد أن طرحنا هنا يسقط، ذلك أن هذا الشخص لا يؤاخذ على سلوكياته. ولكن الحال تختلف إذا أخذنا في الاعتبار الاحتمال الثاني كسبب وراء ذلك التعنت، لأن لهذا الشواذ قاعدة، تعزى ربما إلى الدلال الزائد، ففي سبيل إرضائه، قد اعتاد دائماً من أسرته عدم نصحه وعدم تحميله مسؤولية وجنية خطئه، حينما يقع فيه، الأمر الذي من شأنه، أن يجعل منه إنساناً متعنتاً، يصر على الاستمرار في الخطأ، ولايأبه لأحد، وإن خالف الناس في أبسط الأمور وأكثرها وضوحاً، مريداً بذلك الوصول إلى شيء ما في نفسه المريضة.