والمفجع جدا اننا كشعب صرنا شعبا بلا وطنية ولا اخلاق وانصرافيون لا مبالون وقد تهمنا جدا اخبار شائعات انفصال (البشير ووداد ) اكثر من حقيقة انفصال الجنوب الحبيب عن شقيقه الشمال ولا تهزنا وتحزننا سيناريوهات الإبادة الوحشية الرسمية لاهلنا في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق والكجبار وقبلها ابادات اهلنا في الجنوب وفي الشرق وكأنها شأن خاص بقاطني تلكم المناطق والتي كأنها مناطق خارج جغرافيا الوطن مثلها مثل (غزة وكابول والبوسنة) والتي يجد اهلها تعاطفا واهتماما من بعض الغافلين منا اكثر من اهتمامهم بإخوة الوطن الدم والمشاعروالجغرافيا والتاريخ المشترك ولا زلنا نوغل ايضا في حضيض الاخلاق عندما لا نحسن الوفاء تجاه ابطال تاريخنا الوطني وصناع هذا الوطن العظيم الذي عمدوه بدماء ارتال من الشهداء الشرفاء تجاهلنا مآثرهم وبطولاتهم لأجلنا الي درجة منحطة من الجحود وعدم العرفان والوفاء حين نضن عليهم حتي بالتخليد الرمزي بمجرد رسومات تذكارية نطبعها علي عملتنا الوطنية او علي طوابع البريد او في شكل نصب تذكارية نضعها في ساحاتنا العامة تمجيدا لابطالنا وشهدائنا لتخليد بطولاتهم كما تفعل كل شعوب الدنيا لتمجيد وتثمين سير ابطالها التاريخيين كنوع من الوفاء والتربية الوطنية للاجيال القادمات كي تحسن البذل والفداء علي درب ذات الأجداد ولكنا للاسف لم نحسن الوفاء لابطالنا الي درجة انك حينما تمر بجوار قبة البطل القومي السوداني محمد احمد المهدي لايحس الكثيرون منا بهيبة ورهبة هذا المكان الذي يضم رفات رائد ثورة التحرير الوطنية الكبري و محرر الوطن من الاحتلال وكأن المكان مجرد ضريح لأي شيخ من شيوخ الغفلة!! وايضا ايغالا في حضيض الجحود لم نجهد انفسنا حتي الان في التحري عن مكان مدفن البطل القومي المك نمر المدفون في الحبشة القريبة وهوالبطل الذي ثار لكرامتنا وما وجد من احفاده غير الاهمال وعدم الوفاء وكأنه مجرم هارب من العدالة لا يستحق منا الوفاء وايضا أمعانا في هذا الحضيض لا يعرف الكثيرون منا عن مكان مرقد بطلهم القومي علي عبد اللطيف المدفون في الدولة الشمالية ( الشقيقة ) المحتلة ل( حلايب) السودانية والتي ضمته منفيا فيها حيا وميتا حتي اليوم ولم تكرمه كمناضل وحدوي كان منفيا اليها بسبب زوده عن حريتها وحرية وطنه الام في وجه الاحتلال الانجليزي ولكن الحسرة الكبري عندما يضن عليه الأحفاد من ابناء شعبه الاصلي بالوفاء المستحق عليهم وهم الي اليوم لا يفكرون في تكريمه وذلك باستعادة رفاته الي وطنه الام لينعم أخيرا جسده الطاهر بميتة شريفة في الارض التي دافع عنها ورفاقه الشهداء حتي الموت واحبها حد الجنون مثلما استشهد لاجل حريتها وعزتها لاحقا حفيده ( القرشي) وحفيدته ( التاية) و اللذان لايعرف جل شعبنا حتي اليوم عنهما شيئا اي من هو القرشي ومن هي التاية ومن هو سليم ومن هو محمد عبد السلام ومن هو محمد موسي ومن هم شهداء جامعة الجزيرة الاربعة الذين استشهدوا قبل ايام معدودات في قلب الوطن وليس في دارفورلاجل الوطن وليس لاجل دارفور كما استشهد من قبل أجدادهم الابطال في معارك تحرير السودان الكبري بقيادة البطل المهدي في كل جهات ونواحي الوطن الواحد من غير ان ينحازوا لجهاتهم وقبائلهم وهم بلا ادني شك اول من اوجد لنا بنضالهم الوطني الشريف وطنا قوميا واحدا في زمن قياسي جدا اذا ما قيس باعمار الشعوب الي درجة انك اليوم لا تستطيع ان تفرق فيه بين مواطني الكرمك وكبكابية وبين اهل القضارف ونيالا بل حتي في قلب العاصمة القومية حيث يتوهط اليوم احفادهم تلافيفها بسحناتهم السودانية القحة تعبيرا عن هذا النضال الوطني الذي خاضوه في كل الجبهات وهم مستحقون هذا التوهط بسبب نضالهم ونضال أجدادهم القادمين من كل الهوامش والذين حرروا بسودانيتهم الحقة كل الوطن من الاحتلال ولذلك هم اليوم وغدا لن يكونوا فيه مجرد مواطنين مهمشين من الدرجة الثانية بل هم مواطنون ( اهل جلد وراس) لانهم الي اليوم لا زالوا هم من يتحملون وحدهم عبء تحرير الوطن من اعداء الشعب السوداني ولذا لن يجرؤ ان يزايد بالوطنية عليهم اولئك التنابلة قليلو الحيلة من عنصريي اخر الزمان السوداني الرديء والذين لا زالوا يمارسون الفرجة في المشهد الوطني بلا اي عطاء واي فداء وبحماس اعتقد انه ادني من حماس تفرجهم علي مباراة بين ( الزومة وقلب الاسد)!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة