كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشكر الخواض بعد 4 yrs من نشرالموضوع هنا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 00:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-14-2007, 05:24 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشكر الخواض بعد 4 yrs من نشر (Re: بكرى ابوبكر)

    يقول امين معلوف في مقدمته لكتاب :
    الهويات القاتلة-قراءات في الانتماء والعولمة
    منذ أن غادرت لبنان في عام 1976 لأستقر في فرنسا،سئلت مرات عديدة ،بأفضل ما في العالم من نوايا إن كنت أشعر أولا أنني فرنسي او لبناني وكنت أجيب دائما "هذا و ذاك".
    ليس من قبيل الحرص على التوازن أو المساواة،وإنما لأنني إن أجبت بشك مختلف لكذبت .إن ما يجعلني نفسي وليس شخصا آخر هو أنني بهذا النحو على تخوم بلدين،ولغتين أو ثلاث،والعديد من التقاليد الثقافية.هذا بالضبط ما يحدد هويتي.هل أكون أكثر أصالة إن اقتطعت جزء من ذاتي؟
    إذاً كنت أشرح بصبر ،للذين يطرحون علي السؤال،أنني ولدت في لبنان وعشت فيه حتى بلغت السابعة والعشرين من العمر،وان العربية هي لغتي الأم ،وأنني اكتشفت دوماس وديكنز ورحلات جليفر في ا لترجمة العربية أولا،وأنه في قريتي الجبلية،قرية أجدادي،عرفت أفراح الطفولة الأولى وسمعت بعض القصص التي سأستوحي منها في ما بعد في رواياتي.كيف يمكنني أن أنساه؟كيف يمكنني أن انساه؟و كيف يمكنني أن انسلخ عنه يوما؟و لكنني من الجهة الأخرى،أعيش على أرض فرنسا منذ اثنين وعشرين عاما،وأشرب ماءها ونبيذها ،و تلامس يداي أحجارها القديمة يوميا،و أكتب كتبي بلغتها،لذلك لن تكون ابدا ارضا غريبة بالنسبة لي.
    إذاً أنا نصف لبناني ونصف فرنسي؟أبداً.فالهوية لا تتجزأ أبداً،ولا تتوزع أنصافا أو اثلاثا او مناطق منفصلة.أنا لا أمتلك هويات عدة ،بل هوية واحدة مكونة من كل العناصر التي شكلتها وفق "معايرة" خاصة تختلف تماما بين رجل وآخر.
    ثم يمضي في سياق آخر قائلا:
    عندما أسأل عما أنا أياه في قرارة نفسي فهذا يعني أن لكل ‘إنسان قرارة نفس ،انتماءً واحدا مهما ،هو حقيقته العميقة بشكل ما،جوهره يتحدد عند الولادة مرة وإلى الأبد،ولا يتغير أبدا.كما لو أن الباقي ،كل الباقي،اي مسيرته كرجل حر،وقناعاته المكتسبة،وتفضيلاته،وحساسيته الخاصة،و ميوله وحياته كمحصلة ،لا تهم في شيئ
                  

11-14-2007, 09:18 AM

Adrob abubakr

تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 3895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشكر الخواض بعد 4 yrs من نشر (Re: بكرى ابوبكر)

    العزيز أسامة
    Quote: الحاضر في زمن العولمة ،يحيلنا الى ان العرق اصبح من ذاكرة التاريخ
    ده موضوع مهم جدا لازم ندلي بدلونا في وأرجو الآخرين أيضا أن يثروا هذا النقاش



    ترقد عافي
    لغاية نهاية اليوم....
                  

11-15-2007, 03:15 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشكر الخواض بعد 4 yrs من نشر (Re: Adrob abubakr)

    عزيزي ادروب
    اصبح دور العرق دورا محدودا كما في حالة رواندا.
    وما يزال الدين يشكل واحدا من مصادر العنف.
    يبقى السؤال الرئيس لماذا يحاول بشاشة ان يهرب من مكونه العربي عبر اللسان؟
    وهل هذا لا يجعله ذا صلة بالعرب طالما ارتضى ،او قل انه فرض عليه ذلك ؟
    لماذا يصر على الرجوع الى الماضي؟
    وما هي علاقته بالحاضر ،
    وما دور اللغة الانجليزية مثلا في تحوله لكائن ذي هوية اكتشفها مؤخرا؟
    المشاء
                  

11-16-2007, 06:26 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشكر الخواض بعد 4 yrs من نشر (Re: osama elkhawad)

    لو فكّر بشاشة في الهوية كمركب من عناصر وليس ككائن تاريخي معزول عن الواقع وتغيراته،
    لكان توصل الى تصالحات كثيرة ،
    مثل ان له علاقة بالعرب الذين يحاول عبثا ان يطردهم،
    والغرب الذي يحاول ان يطرده لصالح مركزية افريقية مهاجرة من الماضي.
    المشاء
                  

12-11-2007, 04:34 PM

Ghassan Ghosn

تاريخ التسجيل: 11-05-2007
مجموع المشاركات: 76

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشكر الخواض بعد 4 yrs من نشر (Re: بكرى ابوبكر)

    إلى الأخَوات والإخوة الذين لم يطّلعوا على كامل النَّص محورِ هذا الموضوع، والذين طلبوه مني، ها هو الآن بعد طباعته بنظام ’الوورد‘ – مع الاعتذار عن التأخير.

    مع التحيّة والشكر والتقدير

    غسّان
    ---

    أيها السود: أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانيّة!
    غسّان غصن


    "إنهم سقْطُ المَتاع ليس إلاّ، كلُّ أولئك الذين همُ من غير الأنقياء عِرْقيًّا"
    (هتلر)

    بالأقوال: نحن شعبٌ طيّبٌ، حنونٌ، خيِّرٌ، مِضياف.
    بالأقوال: نحن شعبٌ متعلّمٌ، مثقَّفٌ، متحضِّرٌ، متمدِّنٌ، راقٍ!
    بالأقوال: نحن بعيدونَ كلَّ البُعد عن الأنانيّة، والكراهية، والعنصريّة، والطبقيّة، نكافح الاستبدادَ والعبوديّة، ونناضل في سبيل العدالة والحريّة!
    بالأقوال: يُحِبّ بعضُنا بعضًا، ونُحِبّ كلَّ العالم، وكلُّ العالم يُحِبُّنا! لكنَّنا في يوم الحساب والدَّينونة، كما يقول لاهوتِيٌّ ألماني من القرن السابعَ عشر، "لن نُسأل عمّا [قُلْنا]، بل عمّا فعَلْنا"!
    نَكره الهيمنةَ والاضطهادَ والتّعسُّف، عندما نكون ضحاياه أو مُبتَلِين بها؛ لكنّنا نُمارِسها على الأضعف منّا، مثْلما – وحتى وقْتما – يُمارسها علينا مَن هم أقوى منّا. ومن المحزن جدًّا أنّ أكثر ضحايانا هم الذين يقومون بالأعمال التي نترفّع نحن عن القيام بها، أو لا نقدِر على القيام بها. وما هو أكثرُ مدعاةً للأسف وللخجل على السَّواء أنّنا حوَّلنا أعمالَ هؤلاء، في لُغتنا اليوميّة، إلى صفاتٍ تحقيريّة: "فاعِل" للذي يفعل، و"صانِعة" للتي تصنع! ولسوف أتوقَّف في هذا المقال عند موضوعٍ واحد، هو العنصريّةُ البشِعة التي يُمارسها كثُرٌ منّا، وبخاصَّةٍ على السُّود.
    يقول الكاتبُ المغربيُّ الفْرَنكوفوني، الطاهر بن جلّون، في كتابه "العنصريّةُ كما شرحْتُها لابنتي"، إنّ العنصريّةَ ليست فِطريّةً أو وِراثيّة، لكنها تصرّفٌ غيرُ طبيعي يتعلَّمه الإنسانُ في البيت، والمدرسة، والمجتمع. ويدعو بن جلّون، كما تقول حنان عاد، إلى محاربة هذا الشّعور والقضاء عليه نهائيًّا – وهو في رأيي، مع الأسف الشديد، أمرٌ (شبْهُ) مستحيل: "يجب أن تكون قادراً في أي مكان... على مواجهة العنصري والرد عليه، على جعل غطرسته وحججه عرضة للاهتزاز. لا يكفي الغضب أمام تصرّف أو خطاب عنصري... إن أتحنا للعنصري أن يتكلم ويتصرف كما يشاء، فهذا يعني أننا نسمح للعنصريّة بأن تنمو وتتعاظم حتى لدى الأشخاص الذين كان يمكنهم تجنّب الغرق في هذا التيار" (حنان عاد، "الطاهر بن جلّون يعلّم ابنته: الإنسان لا يولد عنصرياً"، "النهار"، 28/2/98).
    إبنُ السنوات الأربع الذي يُخاطبني والداه المثقَّفان بكلمة الاحترام – المغلوطِ فيها لُغَويًّا – "عمّو"، يضحك عليّ، أنا المتجاوزُ الخمسين منذ بضع سنين، لأنني أُجلِس خادمتَنا السِّريلَنْكِيّة في المقعد الأمامي: "هيدي السَّوْدا..."! سيدةٌ تقول لها والدتي إنّ "لينا" لم تأكل اليومَ من هذه الطَّبخة باللحم لأنّ... فتقاطِعها بحدَّةْ: "عمْرا ما تاكُل"! وحتى عندما نشرح لها الظَّرفَ الذي يُملي على لينا الامتناعَ عن أكل اللحم ثلاثةَ أشهر، أيْ طَوال فترة الحَداد على والدتها، يأتيك التعليقُ الاحتقاريُّ التالي: "... عليها وعلى تقاليدها. لَشُو هالتّقاليد السخيفِة، بْحْياةْ الله!".
    الأسودُ ... عبدٌ، وعلينا ألاّ ’نشتري العبدَ إلاّ والعصا معه، لأنّ العبيدَ... أنجاسٌ مَناكيدُ! ألمْ نتعلَّم ذلك في المدرسة مع المتنبِّي، الذي وصفه عبّاس بيضون، قبل بضع سنوات في "الملحق" ("النهار")، بأنه عنصريٌ حاقد؟ وأتّفِق كثيرًا في الرأي مع طالب اللاّهوت النَّيجيري إبراهيم شابْواي (Shabwai)، الذي يقول: ما دامت كلمةُ "عبْد" باقيةً في الاستعمال لوصْف الأسْود، فإنّ اللبنانيِّين لن يتعلَّموا على الإطلاق احترامَ السُّود (راجع المقالةَ المؤثِّرةَ التي كتبتها رِيم حدّاد عن معاناة السُّود في لبنان، "الدّايلي سْتار"، 27/7/98)! وحتّى إذا كان الأسوَدُ أستاذًا جامعيًّا، راقيًا، أنيقًا، مثلما هو الپروفسور في الجامعة اللبنانيّة- الأميركيّة "مارْك پَري" (Perry)، فإنه سوف يُسأل عن "صاحب" السيارة التي يقودها، ويُترك واقفًا في المحالِّ التجاريّة إلى ما بعدَ ذهاب آخر الزّبائن - وحتى عندَذاك، يُسأل باستعلاءٍ وربّما بفظاظة: "شو بِدَّك؟" وقد فوجئ هذا الأستاذُ الأميركيُّ من أصلٍ أفريقي، أكثرَ من مرّة، بردود الفعل على إعلانه عن هويته: "يَظنُّون أنَّ البِيض وحدَهم هم أميركيّون" (المرجِعُ السابق).
    يُشير استطلاعٌ غيرُ رسميٍّ لآراء اللبنانيِّين، أجرَتْه صحيفةُ "الدايلي ستار" (شمل عيّنةً من مئة شخصٍ في عين الرّمّانة، والشِّيّاح، والكَسْليك، والحمراء، وڤرْدان، والأشرَفيّة)، إلى أنّ نحوَ نصف الذين ردّوا على الأسئلة يَعتبرون كلمةَ "عبْد" تعبيرًا صحيحًا لوصْف إنسانٍ أسْود. ويعتقد ربْعُ المستطلَعةِ آراؤهم أنّ السُّودَ أقلُّ ذكاءً من البِيض، في حين يعتبرهم أربعون في المئة أدنى مقامًا، وأقلَّ تمدُّنًا، من البِيض (المرجِعُ نفسُه).

    اللّغةُ مرآةُ العنصريّة

    يقول الطاهر بن جلّون إنّ "محاربةَ العنصريّة تبدأ من العمل على اللغة". لنأخذ، على سبيل المثال لا الحصر، ما يَرِد في الإنكليزيّة والعربيّة من معانٍ عنصريّة لكلماتٍ ثلاث: أسْود، أبيض، مُلوَّن:
    في ترجمة black، يُعطي قاموسُ "الموْرد"، المعتمِدُ في المقام الرَّئيسي على معجم وِبْسترْز الدوليِّ الجديد، النماذجَ التالية: أسْود – زنْجي – متَّسِخ، قذر – مُظلِم – شرّير – شائن – قاتِم، متشائم – معادٍ – ثوبُ الحِداد. وفي ترجمة white: أبيض – شاحب – فِضِّي – طاهر، بريء – غيرُ مؤذٍ – محافِظٌ أو رجْعيّ. وفي ترجمة colored: ملوَّن، من غيرِ العِرْق الأبيض، وبخاصَّةٍ زنْجي – مُغرِض، متحيِّز، هَجين، غَرّار، خادِع، مضلِّل. ومن معاني الفعل (to color) يُشوِّه، يُحرِّف!
    عربيًّا، يصف "المعجمُ الوسيط"، الصادرُ عن مجمَع اللّغة العربيّة في القاهرة، الأسْودَ والسَّواد وفعْلَ الاسوِداد... على النّحو التالي: "يقال: اسودّ وجهه من كذا: تغيّر واغتمّ... ويقال: هو أسود الكبد: عدوّ. وهم سود الأكباد... والأسْود (من التحيّات): أخبثها وأنكاها". عن الأبيض والبياض: "ابيضّ الوجه: سرّ وتهلّلَ... ويقال: وجه أبيض: نقي اللون من الكلف والسواد الشائن. وفلان أبيض: نقي العرض. وموت أبيض: أتى فجأة لم يسبقه مرض يغيّر اللون... الحجة البيضاء: الظاهرة القويّة. واليد البيضاء: النعمة العظيمة لا يشوبها منّ ولا أذى. ويقال : كلمته فما رد عليّ سوداء ولا بيضاء: كلمة قبيحة ولا حسنة... وبيضة القوم: حوزتهم وحماهم". أمّا "الملوَّنون" من الناس فَـ "غير البيض منهم"، وهذه كلمةُ الذي قال عنه الإمامُ عليّ: "لا خيرَ في وُدِّ أمرئٍ متلوِّنٍ/ إذا الريحُ مالَت مالَ حيثُ تَميلُ"!
    للإنصاف، أضيفُ أنّ ثمّةَ تعابيرَ قليلةً في اللُّغتين تُستعمل فيها كلمةُ "أسْود"... إيجابيًّا. فالأسْودُ من السِّهام هو "المبارك يُتيمّن به"، والأسْودُ بين أحزمة الجُودو والكَراتيه هو الأرفع، والترابُ الأسْود للآلئ السَّوداء. في المقابل، على سبيل المثال لا الحصْر: الرِّيشةُ البيضاء (رمزُ الجُبن)؛ القُمامةُ البيضاء (فقراءُ البِيض)؛ الرِّقُّ الأبيض (البَغاء الإكراهي)؛ الفيلُ الأبيض (شيءٌ لا قيمةَ له، أو أرضٌ تحتاج إلى عنايةٍ فائقة ونفقاتٍ مرتفعة، ولا تعطي إلاّ أرباحًا قليلة). أضِف إلى ذلك، أنّ الأسْودَ – أو أيَّ لونٍ داكِنٍ قاتم – هو الذي يُتيح لي كتابةَ هذه السُّطور، وللصحيفة الصّدور، ولكُم القراءة.

    الأوروپِّيّون و... عمى الألوان

    أظنّ، شبْهَ مُمازحٍ، أنّ الأوروپيِّين الأوائلَ كانوا مصابين بعمى الألوان، وإلاّ فكيف يُعلِّلون منطقيًّا، هم وأحفادُهم السائرون على خُطاهم، أنهم رأَوا البشَرةَ البُنيّةَ أو البْرونزيّة لأبناء أميركا الأصليِّين... حمراءَ، والبشَرةَ السوداءَ أو السمراء... ملوَّنةً، واللونَ الأحمرَ لدماء العاديِّين منهم... أبيضَ – ولدماء ملوكهم وأمرائهم... أزرقَ! وفي اقتناعي التامّ، بكلِّ جِدِّيّةٍ هذه المرّة، أنّ المتعصِّبَ والعنصريّ، مهما كان لونُه أو عِرْقُه أو جنْسُه أو دِينُه أو مركزُه، هو فعلاً "أحمرُ"... ممّا يعتقد (راجِع مقالتَيَّ: "اللبنانيُّ أيضًا ملوَّن"، "الأنوار"، 29/1/1995، و"البيضُ، لا السُّود، هم الملوَّنون"، "الحياة"، 14/4/1997).

    خلاصةٌ و... اعتذار
    في "سِفْر لوقا" من "العهد الجديد": "عامِلوا الناسَ مثْلما تريدون أن يُعاملوكم"؛ وفي "سِفْر متّى": "عاملوا الآخَرين مثْلما تريدون أن يعاملوكم. هذه هي خلاصةُ الشَّريعة وتعاليمِ الأنبياء". وفي وصيّة الإمام عليٍّ لابنه الحسَن: "إجعل نفسَك ميزانًا في ما بينك وبين غيرك. فاحبِب لغيرك ما تُحِبّ لنفسك، واكرَه له ما تكرَه لها. ولا تظلم كما لا تُحِبّ أن تُظلَم... ولا تقُل ما لا تُحِبّ أن يُقال لك" (راجِع "مصابيح التجربة"، قاموس المورِد، منير البعلبكي، دار العلم للملايين).

    لو طبَّق السّودُ في أفريقيا مبدأَ "المعاملة بالمِثل"، فكلُّنا، نحن اللبنانيِّين، نكون الخاسرين؛ لأنّ عددَ الأفريقيِّين عندنا لا يُشكِّل، نسبيًّا، نقطةً في وعاء أعدادنا الكبيرة عندهم. وما نستفيده نحن منهم هناك يَفوق بملايين المرّات - ولا أبالِغ - ما يستفيدون هم منّا... هنا! "وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقِيَت..."!
    أيها السُّود، كلُّ السُّود، في لبنان: أعتذر إليكم مخلِصًا وصادِقًا عن عنصريَّتنا تجاهكم، وسوءِ معامَلتنا لكم!



    "السفير"، قضايا وآراء، 19 آب/أغسطس 1998
                  

01-16-2012, 08:46 PM

محمد زكريا
<aمحمد زكريا
تاريخ التسجيل: 09-01-2009
مجموع المشاركات: 4909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: Ghassan Ghosn)

    بشاشا والخواض ارجوكما ان تستمرا فى الحوار او النقاش فلقد اثريتم هذا البوست ليكون من اكثر (البوستات) اثارة وموضوعية والتى قرأتها اخيراً فى هذا المنبر
    ايضاً سرد الاخ الاريترى ابراهيم كان مشوقاً خصوصاً بتذكيره لنا ناس برى و دكان ( حسن المصرى ) الذى يفتح على الميدان الفاصل بين نادى برى المحس الثقافى الاجتماعى
    وبجانبه دكان تانى دور من الناحيه الشرقيه وقدرة الفول
    لكم التحيه جميعاً وانتم تعطون المنبر طعماً خاص

    ولا انسى الترحيب بالضيف المحترم غسان غصن والذى لا شك انه لوجوده الدور المهم فى هذه الاتحافات
                  

01-16-2012, 11:11 PM

Elsanosi Badr
<aElsanosi Badr
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: محمد زكريا)

    الأخ غسان حللت سهلا وبك مرحبا ...

    اولا نحن نسعد دوما ان يكون هناك شخصا من الطرف الاخر -تصنيفك جاء هكذا- لنتحاور وربما يحمل عليك البعض وتتقطع انفاسك وتختفي .. او تصبر فيتحول احترامك اضعاف ...


    انا لا اعترف بشئ اسمه العنصرية اللبنانية ولا اعرف لماذا يتعنصر اللبنانيون وعلي ماذا تستند بالضبط عنصريتهم !!! هل تستند علي العرق مثلا!!! .. اذا كان كذلك فهل هم عرب ?? والي اي القبائل في العرب ينتسبون!!! وهل يعود نسبهم الي العرب.

    كثير من الناس في لبنان لا يعرفون اصولهم وهذا ليس عيبا في حياة المدن وعند غير العرب ... لكن يكون عيبا عندما يمارس الاخر استعلاءا علي اخر منتحلا هوية غيره كما هو الحال عند اللبنانيين ... كثير من اللبنانيون الذين التقيتهم عرفتهم من اصول غير عربية ويدعون العروبة ... ويمارسون اشياء تسيئ الي العروبة ...


    الناظر الي التاريخ يري جورج حبش من الروم الأرثوذكس هو منظر القومية العربية وكذلك قسطنطين زريق أحد أبرز دعاتها يري الخلط هنا, ما الذي يجعل شخصا من الروم الأرثوذكس ينتحل الهوية ويدعو لها ويتسبب في خلق معاداة للعرب دون ذنب جنوه مع بعض الاقليات في مناطق العرب !!!

    بعض المفكرين في منطقة الهلال الخصيب حاول اجراء عملية جراحية لتهذيب مصطلح العروبة ليصبح مرادف للقومية العربية ومنهم المطران الماروني يوسف الدبس!!!... لكن يجب فك هذا الازدواج الوهمي لانه غير جائز اصلا ... فما الفرق بين اهل الكنغو والسنغال وجزيرة قبرص من جهة اذا تحدثوا العربية و اهل لبنان وبعض مناطق الهلال الخصيب وتركيا اللذين هم من غير العرب اثنيا ويتحدثون العربية, الا اذا كان هذا المصطلح يعرف القومية العربية بانها ليست رابطة دم او عرق تتسلح بأدوات اللغة تسعى إلى أن تصبح أمة ذات سيادة ولا مانع ان ينضم الكنغو واهل جزيرة كريت ومالطة الي هذه الامة بمصطلحها الجديد...

    اثناء تحصيلنا الجامعي في مدينة مانشستر الانجليزية ..اجتمع نفر من العرب سكن بعضنا في مسكن واحد .. ناكل علي الارض ... ونقرض الشعر ... ونتحدث عن حياة البداوة وتراثها ... كنا من ليبيا والسودان والسعودية والاردن ..
    نحزن لبعض ونختلف ونتصالح ... ويؤم بعضنا البعض ... ويهجو بعضنا الاخر بابيات من الشعر الركيك ... حل علينا رجل من لبنان ...اعجبة انصهارنا ...فدعوناه للسكن معنا ... ولم يستطع التأقلم لانة لا يجيد الحديث عن البادية ولا يعرف اي القبائل ينتمي ... وكان في داخلة يكره العرب ... ورحل ... جاء اخر من نفس الجهه ولم نتذكر اسمة كان يتمشي مع الفتيات الانجليزيات ويكذب احيانا ان والدتة انجليزية ولم نعرف الي اي قبائل العرب ينتمي ... ورحل ... تعرف الشباب الي لبناني اخر يعمل في محل للبيتزا يملكة ارستقراطي لبناني وجئ به الي المنزل ..وحاوره الشباب من السعودية وليبيا وانا معهم عن ماهية اصول الاخوة بلبنان فغضب الرجل واحتكم الي DNA وخرجت النتيجة بانة من جهة ليست من العرب في شئ ... وقبلها قد ملأ الحجرات ضجيجا بان لا احد غيره من العرب ... وبعد النتيجة اختفي ولم نتذكره...


    لماذا لايكون الكنغو بدل لبنان في جامعة العرب يقول احدهم ... واذا من بد فلماذا لايكون الاثنان معا ... ويذهب العرب بسيوفهم واقلامهم لتعليمهم اللغة العربية يردف متسائلا اخر مثلما فعلوا من قبل بلبنان مع أولئك القادمين مع جيش الصليب او من سكن تلك البقاع من فينقة وسريان واقوام اخر فجعلوا منهم عرب...




    بدر السنوسي




                  

01-16-2012, 11:44 PM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: Elsanosi Badr)

    شعب معقد .. تجرحه الكلمة .. وتفرحه الكلمة
    فليتعنصر اللبنانين ما قدر الله لهم وما تحتمله طاقتهم .. عن نفسي ساتعنصر ضد كل من يتعنصر ضدي غض النظر عن جنسيته

    لن يحزنني تصرف الجاهل .. ولن يفرحني اعتذار الكريم
    فانا سوداني دنقلاوي ممذوجة بدماء عربية، غصباً عن اي لبناني او غيره

    اتواضع مع المتواضع واقبل حذائه .. واعتلي فوق هامة كل مغرور واضع حذائي فوق جبهته


    اما بالنسبة للاستاذ الكريم غصان .. من دون اعتذارات نضعك فوق اعيننا طالما انك اتيتنا في دارنا مٌريدا ودودا .. ونحملك على كفوف الراحة ونهديك اروحنا ان لذم .. لا نلوي على شي ..
    من ياتيا شبرا .. نركض نحوه فرسخا
    دمت بيننا .. سيد دار نحن ضيوفه
    وحللت اهلا وسهلا ..
    لك كل حقوق الوالد وزيادة

    مودتي


    ___________
    ملاسي بطل حركات

    (عدل بواسطة وليد محمد المبارك on 01-16-2012, 11:49 PM)

                  

01-17-2012, 00:18 AM

سارة علي
<aسارة علي
تاريخ التسجيل: 07-08-2008
مجموع المشاركات: 4413

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: وليد محمد المبارك)

    بعد الترحيب بالأخ غسان..


    يا وليد الشفت ،البوست دا من سنة 2007 ولا علامات الكبر من طشاش وغيره بدت تظهر فيني!؟

    اتجازى كان فهمت حاجة"فيما يخص تاريخ المداخلات"
                  

01-17-2012, 00:20 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8927

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: وليد محمد المبارك)

    هذا البوست عمره خمسة سنوات، واخر مداخلة للاستاذ غسان غصن قبل خمسة سنوات؟ ما الجديد؟؟؟؟؟
                  

01-17-2012, 00:32 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: محمود الدقم)


    ما الجديد؟؟؟؟؟
                  

01-17-2012, 05:53 AM

haroon diyab
<aharoon diyab
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 23215

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: Elmoiz Abunura)

    يدقشني قندراني....!!!!

    سايقو حبشي....!!!!

    مسطول بسجارة بي كرتين....!!!!!

    اكان فاهم حاجة

    لكن....

    للضمان كده انا مع اخوي وليد الشفت

    هاسة في هكاية دنقلاوي دي....!!!!!
                  

01-17-2012, 10:42 AM

Ghassan Ghosn

تاريخ التسجيل: 11-05-2007
مجموع المشاركات: 76

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: haroon diyab)

    الأخت سارة والإخوة محمد وبدر ووليد ومحمود والمُعزّ وهرون

    سلامٌ وتحية

    لتوضيح التساؤل المُحِقّ "ما الجديد": حاولتُ قبل بضعة أيام التعقيبَ على موضوعٍ قديم لا علاقةَ له بالعنصرية و’المتعَنصرين‘، ولا بالعرب و’المستعرِبين‘، وإنما بالصحة البدنية والعقلية التي أتمنى وفْرتَها للجميع، فلم أتمكّن بسبب إلغاء عضويّتي – ربّما تقنيًّا لعدم مشاركتي منذ عام 2007.

    بعثتُ برسالة استفسار، فردَّ الأخ بكري متكرِّمًا بكلمة سرٍّ جديدة ورفْعِ رابط الموضوع المذكور آنِفًا ومن ثمَّ هذا الرابط لكي أتمكّن من الدخول. وبعد أن أتعبته بفشلي، اقترحَ عليَّ تغيير المتصفِّح فعدتُ إلى ’الأكسپلورَر‘ الذي استخدمتُه سنة 2007 وحُلَّت المشكلة :).

    كلمةٌ عابرةٌ أخيرة: إذا قابلْتَ الإساءةَ بالإساءة، فمتى تنتهي الإساءةُ؟ (غاندي)

    مودّتي

    غسّان
                  

01-17-2012, 10:43 AM

Ghassan Ghosn

تاريخ التسجيل: 11-05-2007
مجموع المشاركات: 76

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: haroon diyab)

    الأخت سارة والإخوة محمد وبدر ووليد ومحمود والمُعزّ وهرون

    سلامٌ وتحية

    لتوضيح التساؤل المُحِقّ "ما الجديد": حاولتُ قبل بضعة أيام التعقيبَ على موضوعٍ قديم لا علاقةَ له بالعنصرية و’المتعَنصرين‘، ولا بالعرب و’المستعرِبين‘، وإنما بالصحة البدنية والعقلية التي أتمنى وفْرتَها للجميع، فلم أتمكّن بسبب إلغاء عضويّتي – ربّما تقنيًّا لعدم مشاركتي منذ عام 2007.

    بعثتُ برسالة استفسار، فردَّ الأخ بكري متكرِّمًا بكلمة سرٍّ جديدة ورفْعِ رابط الموضوع المذكور آنِفًا ومن ثمَّ هذا الرابط لكي أتمكّن من الدخول. وبعد أن أتعبته بفشلي، اقترحَ عليَّ تغيير المتصفِّح فعدتُ إلى ’الأكسپلورَر‘ الذي استخدمتُه سنة 2007 وحُلَّت المشكلة :).

    كلمةٌ عابرةٌ أخيرة: إذا قابلْتَ الإساءةَ بالإساءة، فمتى تنتهي الإساءةُ؟ (غاندي)

    مودّتي

    غسّان
                  

01-17-2012, 11:10 AM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: Ghassan Ghosn)

    مرحب استاذ غسان

    Quote: كلمةٌ عابرةٌ أخيرة: إذا قابلْتَ الإساءةَ بالإساءة، فمتى تنتهي الإساءةُ؟ (غاندي)


    ان شاء الله ما تنتهي ابدا ..
    عن نفسي لن اكون الاذل ما حييت ..وما اضمنه لك استاذي هو اني لن ابادر باساءة احد ابدا .. وان افرق بين الخطاء والقصد تحت ظروف وضغوط وملابسات .. والقصد المباشر المتربص

    فنحن كسودانيين .. نتجاوز الاخطاء وان اقتلعت اعيننا نتيجة لذلك .. لا نقبل العوض ولا نذل المخطي
    وكذلك اننا نتفهم من يخطي فينا تحت ظروف وضغوط ايا كانت ، نفسيه او اجتماعية او خلافة .. صحيح نحن نحزن لذلك، لكننا نادر ما نرد اي اساءة تاتينا من هذا النحو
    اما من يقصد الاساءة الينا متربصا عاقد العزم .. نلزمه حده ونحن قادرون

    اما بالنسبة لحديث غاندي
    احيانا يجب التصدي للجبابرة والظلمة .. ويكون ذلك هو الحل لانهاء الاساءة.. غير ذلك , تستمر ..
    فمن لا يفهم مشاعر الناس .. يحتاج ان يجرب نفس الشعور .. وحينها سيفهم


    مودتي
                  

01-18-2012, 11:51 AM

محمد عبد الماجد الصايم
<aمحمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: وليد محمد المبارك)

    يدقشني نفس القندراني الدقش سرور كان فهمت حاجة!!!





    عموما .. مرحباً بالأستاذ غصن!
                  

01-18-2012, 01:11 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: محمد عبد الماجد الصايم)

    Quote: الأسودُ ... عبدٌ، وعلينا ألاّ ’نشتري العبدَ إلاّ والعصا معه، لأنّ العبيدَ... أنجاسٌ مَناكيدُ


    لا أدري لماذا اقترنت كملة العبد بالأسود أو الأسود بالعبودية، علما بأن العبيد منذ الأزل كانوا من كل الألوان وكل الأعراق، فالعبودية نظام اجتماعي ساد كل المجتمعات تقريباً ، والعبد المملوك كان ضحية الحروب والغزوات والنهب، ففي أوروبا كان العبيد اوربيون، وفي الجزيرة العربية كان العبيد اوروبيون (الروم) وفارسيون وعرب وأحباش (افارقة)، فلماذا ارتبط السواد بالعبودية أو العبودية بالسود؟

    في نظري أن في الجزيرة العربية في وقت المتنبي لم يكن للسود وجود كبير، فمعظم الموجودين من السود كانوا أرقاء، واما غير السود من العبيد فكان لونهم يذوب في محيطهم العربي الى حد ما، اي اذا تحرروا لا يدل على ماضيهم شئ.. أما في العصر الحديث فقد كان لأكبر عملية رق في التاريخ بجلب أحرار افريقيا ليكونوا عبيدا في امريكا، كان لها دور حاسم في وصف السود عامة بالعبيد، فكثرة عددهم وضخامة العملية وشهرتها ربطت ربطاً محكماً في أذهان البشرية ما بين السود والعبودية..

    العنصرية في نظري تدل على قصور في شخصية الممارس لها، فهو قد لا يبديها إلا حينما يرى في خصمه أنه أفضل منه في شئ ما، كدراسة او فكر او مال او مركز، فيبحث عن شئ داخل نفسه ليرضي هذه النفس بأن يقنعها بأن خصمه اسود او دونه في العنصر- على فكرة، قد يكون العنصري اسوداً ويرى أنه أفضل من خصمه الأبيض، اي ليست العنصرية قاصرة على الأبيض او الأحمر او الأصفر ضد الأسود او ضد بعضهم البعض، وفي ذاكرتي كلمة (حلبي) أو (عربي) المتداولة في السودان.. (بالله ما تحملوها أكتر من معناها يا ناس سودانيز اونلاين)

    وشكرا لغسان غصن

    عمر حسن غلام الله
    الرياض- السعودية
                  

01-18-2012, 10:21 PM

Ghassan Ghosn

تاريخ التسجيل: 11-05-2007
مجموع المشاركات: 76

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: Mandingoo)

    مرحبا عُمَر

    إنك مُحِقٌّ جدًّا، يا سَمِيَّ وحيدي

    إليكَ ما كتبتُه في "الحياة"، 14/4/1997:

    البيضُ، لا السُّودُ، هم "المُلَوَّنون"!
    غسّان غصن*


    لا خيْرَ في وُدّ امرِئٍ مُتَلوِّنٍ/ إذا الرِّيحُ مالَتْ مالَ حيثُ تَميلُ
    (الإمامُ عليّ)

    لا أدري، ولا أفهم، لماذا يدأب بعضُ الأساتذة الجامعيِّين، والكتّابِ المَرموقين، والصَّحفيِّين المعروفين، على "تلوين" الإنسان الأسود، أو الخلْطِ بين السُّود و"المُلَوَّنين".
    من الأمثلة على ذلك – وهو في رأيِّي من "أفضل" النماذج الصارخة، على رغْم قِدَم عهْده – تحليلُ أحد أساتذة العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية لظاهرة "السُّود والمُلَوَّنين" في الولايات المتحدة، وقولُه: "إضافة إلى السود الإفريقيِّين، تضم [تلك البلاد] 18 مليونًا من الأميركيِّين اللاتينيِّين، و... من الآسيويِّين، و... من الهنود الحمر... أي أن هناك كتلة سكانية تربو على خمسين مليونًا من الملوّنين..."!
    وأسألُ بسذاجة: هل يَعقُل أنّ الأَسْودَ، إنسانًا كان أم شيئًا، أسْودُ ومُلَوَّنٌ في وقتٍ واحد؟ وكيف تكون كلمةُ "مُلَوَّنين" صفةً للسُّود، وللسُّمْر، ولِمَن هم ليسوا من الهنود ولا بالحُمر، على السّواء؟
    لنبدأ بكلمتَي "أسود" و"أبيض" ومعانيهما العنصرية في الإنچليزية والعربيةِ كِلْتَيْهما. ففي ترجمة (Black)، يُعطي قاموسُ "المَوْرِد"، المعتَمِدُ في المقام الأول على مُعجَم وَبْستَرْز الدوليِّ الجديد، النماذجَ التالية: أسودُ – زِنْجيٌّ- متَّسِخ، قذِرٌ – مُظلِم – شِرِّير – شائن – قاتم، متشائم – مُعادٍ – ثوبُ الحِداد!
    ولكلمة (White): أبيضُ – شاحب – فِضِّي – طاهر، بريء – غيرُ مؤذٍ – محافِظٌ أو رِجْعي!
    في "المعجم الوسيط"، الصادرِ عن مجمَع اللغة العربية في القاهرة، "ابْيَضَّ الوجهُ: سُرَّ وتَهلَّل... ويقال: وجهٌ أبيضُ: نقيُّ اللون من الكَلَف والسَّواد الشائن. وفلانٌ أبيضُ: نقيُّ العِرْض. وموتٌ أبيضُ: أتى فجأةً لم يَسبِقْه مرضٌ يُغيِّر اللون". وفيه أيضًا: "الحِجّةُ البيضاء: الظاهرةُ القوية. واليَدُ البيضاء: النِّعمةُ العظيمة لا يَشوبها مَنٌّ ولا أذًى. ويُقال: كلَّمتُه فما ردَّ عليَّ سوداءَ ولا بيضاء: كلمةً قبيحةً ولا حسَنَة... وبَيْضةُ القوم: حَوْزتُهم وحِماهم".
    في المُغايَرة، يُورِد "المعجمُ الوسيط" ما يلي: يُقال: اسْوَدَّ وجهُه من كذا: تغيّر واغْتمَّ... ويقال: هو أسودُ الكبِد: عدوٌّ... والأسوَدُ (من الحَيّات): أخبَثُها وأنكاها...". وللإنصاف، أُضيف أن ثمّةَ تعابيرَ قليلةً في الإنچليزية تُستعمَل فيها كلمةُ "أسْودَ" إيجابيًّا: الحِزامُ الأسود (جودو، كرَاتيه، إلخ.)؛ الذهبُ الأسْود (پتْرول)، ربْطةُ العُنُق السّوداء (حفلةٌ رسمية)، الترابُ الأسْود (لآلئُ سوداء) الجَمال الأسْود (الحِصانُ المسمّى: Black Beauty). أضِف إلى ذلك أنّ لِكَلمة "الأبيض"، المستخدَمةِ استعارةً ومَجازًا لِما هو "جيِّد"، بعضَ الدَّلالات والمفاهيمِ المُعاكِسة: الرِّيشةُ البيضاء (رمْزُ الجُبْن)، القُمامةُ البيضاء (فقراءُ البِيض)، الرِّقُّ الأبيض (البَغاءُ الإكراهي)، الفيلُ الأبيض (شيءٌ لا قيمةَ له، أو أرضٌ تحتاج إلى عنايةٍ فائقة ونفقاتٍ مُرتفِعة؛ ولا تُعطي إلا أرباحًا قليلة)، الغسيلُ التَّبيِّيضي (تمويهُ الرذائل أو الجرائم؛ إلحاقُ هزيمةٍ منكَرة بالعَدوّ)، تَبيِّيضُ الأموال... إلخ!
    سياسيًّا، في ما يُعرَف الآنَ بالولايات المتَّحِدة، استعمل الجَنوبيُّونَ وبعضُ الدِّيموقراطيِّينَ الشماليِّين، قبلَ الحرب الأهليةِ الأميركية وبعدَها (وبالطَّبع، في خلالها)، تعبيرَ "الجمهوريِّين السُّود" تحقيرًا للحزب الجمهوريِّ الجديد؛ ووصفوه بأنه "متعصِّبٌ" في تأيِّيده للزُّنوج. واضْطُرَّ المُرشَّحُ للرِّئاسة الأميركية، آيْبْرَهَمْ (آيبراهام) لِنْكُون - حرفُ اللام الثاني في اسمه (Lincoln) يُكتَب ولا يُلفَظ - لتخصيص جانبٍ من إحدى خُطَبه لـ"دحْض" التهمة وتفنيدِها. وعلى رغْم تكرار معارَضةِ حِزْبه للرِّق والعبودية، فإنه دفَع بكَوْن العبيد الأُميِّين – في معظمهم – غيرَ مُدرِكين لموقف الحزب؛ وبالتالي فإن من غير المعقول تحميلَ الحزب مسؤوليةَ القلاقل وأعمال العنف في صفوفهم. واتَّهَم لِنْكُون أعداءَ الحزب الجديد، وعلى رأسهم مٌنافسُه الرئيسيّ سْتيڤَن دُوچْلَسْ، بأنهم "مَسْرَحوا" قضيةَ العبيد؛ بقَوْلهم إن الاسوِدادَ الجُمهوريَّ يعني "التمرّد"، والدَّم، والرُّعب" بين السُّود. ومن "الطُّرَف" في هذا المجال، أنّ الضابطَ الأبيض، جونْ جُوزَفْ پْيرْشِنْچ (وصيغةُ التحبُّب لأصحاب هذا الاسم، مثْل جونْ كنيدي، هي "دْجاكْ " - Jack)، الذي قاد إحدى فِرَق الخَيّالة الزُّنوج إبّان الحرب الأميركية-الإسپانية، سُمِّي بنتيجة ذلك... "بْلاكْ دْجاكْ " – ومن معاني هاتَينِ الكلمتَين: الجِلْدانيّة، وهي هِراوةٌ يتألَّف طرَفُها الضّارِبُ من معدِنٍ مَكْسُوٍّ بالجِلْد؛ أو الرّايةُ السَّوداء التي كان القراصِنةُ يَستعملونها!
    حتى الرُّبْع الأول من هذا القرن، واصَل البِيضُ استعمالَ كلمة "الأسْود" تعصُّبًا؛ وكإهانةٍ عِرْقيّة تعني ضِمْنًا أن الزُّنوجَ الأميركيِّين قريبون جدًّا من أجدادهم "في الأدغال". ففي العام 1916، على وجْه التقريب، بدأ السياسيُّونَ والكتّابُ البيض يشيرون إلى مُواطِنيهم السُّود على أنهم "زُنوج"، أو "مُلَوّنون"، أو "غيرُ بِيض" (استعمَل موظفو الإحصاء هذه الصفةَ لتشمل أيضًا أبناءَ پْوارْتُريكو والمكسيك والصين، وسكّانَ أميركا الأصليِّين)، أو "أقَلِّيّات".
    في السِّتينيّات من القرن العشرين، ومع ازدياد الاعتزاز العِرْقيِّ الزِّنجي، بدأ الجِهاديُّون السياسيُّون من دُعاة الحقوق المَدنية السُّودُ باستبدال "الأسْود" بـ"الزِّنجي". وشَنّ الزعيمُ الوطنيُّ الأسْود، مارْتِن لُوثَر كِنْچ، حملةَ مُلصَقاتٍ عامَ 1967 شعارُها "السَّوادُ جميلٌ". وفي هذا المجال، ثمّة رسَّمانِ كاريكاتُورِيّانِ ظريفان، مع أنهما قاسيانِ ولاذعان: في الأول، يبدو الرئيس كنيدي على الهاتف قائلاً: "نعم، يا دْكْتُر كِنْچ. أعرفُ ذلك، يا دْكْتُر كِنْچ، أفهمُ ... لكنَّه عُرِف دائمًا بالبيت... الأبيض" (غمزةٌ من قناة الزعيم الرّاحل لحركة الحقوق المدنية، وكأنه ساعٍ إلى "تَسْويد" كلِّ شيءٍ؛ بما في ذلك، قصرُ الرِّئاسة... الأبيض).
    في الرَّسم الثاني، انتقادٌ لتبديل السُّود صِفَتَهم مرّاتٍ عِدّةً؛ إذْ يَظهر مفكِّرٌ زنْجيُّ مُلتَحٍ منظِّرًا في الاستعمال السياسي لكلمة "أسْوَد"، ويقول: من مبدأ الاعتزاز العِرْقيّ، نريد أن نُدعى "السُّود" – التي حلّت محلَّ "الأفرو–أميركيِّين" – التي حلّت محلَّ "الناس الملوّنين" – التي حلّت محل "الدّاركِز" (وهي صفةٌ لِلْحطّ من قدْر "القاتِمين") – التي حلتّ محلَّ "السُّود". بالمناسبة، فإنّ الصفةَ الغالبة هذه الأيام هي: (African Americans)، أي "أميركيُّون من أصلٍ أفريقي".
    أما "المُلوّنون" من الناس، كما في "المعجم الوسيط"، فهم "غيرُ البِيض منهم"؛ وهذه كلمةٌ "مُحدَثة". و"تَلوّن فلانٌ: لم يَثبُت على خُلُق". ويَشرح معجمُ "المَوْرِد" كلمةَ (Colored) على هذا النحو: "ذو لوْنٍ معيَّن – مُلَوَّن: من غير العِرْق الأبيض، وبخاصةٍ زنجي؛ هجين – ذو علاقة بالمُلَوّنين أو الزُّنوج – مُغرِض، مُتحيِّز...". ومن معاني الفِعل: "يُشوِّه، يُحرِّف" (كما في الأخبار)! وفي رأيِي، كما ذكرتُ في صحيفة "الأنوار" في 29/1/95، أنّ الأوروپيِّين الأوائل الذين أطلقوا هذه التسمياتِ اللاّمنطقيةَ كانوا مُصابين بعَمى الألوان! وإلاّ فكَيْف نُفسِّر أنهم رأَوْا البَشَرةَ البُنِّيّة (لأبناء أميركا الأصليِّين)... حمراء، والبَشَرةَ السوداءَ أو السمراء... مُلَوَّنةً، واللونَ الأحمرَ لدِماء العاديِّين منهم... أبيضَ – ولِدِماء مُلوكهم وأُمَرائهم... أزرق!! وفي اعتقادي أن المُتعصِّبَ والعُنْصريّ، مهما كان لوْنُه أو عِرْقُه أو جِنْسُه أو دِينُه، هو "أحمرُ"... ممّا يَظنُّ، أو ممّا يُحاول إظهارَ نفسِه.
    خِتامًا، أُكرِّر ما قاله أحدُ الأميركيِّين السُّود في رسالةٍ إلى "أخيه" الأبيض، الذي يُسَمِّي الأسوَدَ "مُلَوَّنًا". وألْفِتُ الانتباهَ إلى ما تحمله هذه الرسالةُ، في فَحواها الجِدِّيِّ والمَنطقي، من مشاعر الغضب والألم، و... السُّخرية:

    "عندما وُلِدْتُ، كنتُ أسْودَ.
    وعندما كبِرْتُ، بَقِيت أَسْودَ.
    وعندما أمرضُ، أبقى أَسْودَ.
    وعندما تَحرِقني الشمس، أظلّ أَسْودَ.
    وعندما أموت، أكون أَسْودَ!

    أما أنت...
    فعندما تُولَد، تكون زَهْريًّا.
    وعندما تكبَر، تتغيّر إلى أبيضَ.
    وعندما تتعرَّضُ للشمس، تَصير أحمرَ.
    وعندما تبرُدُ كثيرًا، تتحوّل إلى أزرقَ.
    وعندما تموت، تكون أخضرَ...
    وتُسمِّيني أنا... مُلَوّنًا؟".
    ـــــــ
    * باحث وأكاديمي لبناني
                  

01-19-2012, 05:09 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: Ghassan Ghosn)

    أُضيف، أنّ اليأسَ هو انتحارُ القلب (ريختر)، ولا يَليق بكبار النّفوس (أحمد أمين). إنه طريقٌ سهلٌ لا يَسلُكه إلاّ العاجِزون (أمين الريحاني).

    ومَن لا يُحِبُّ صعودَ الجبال
    يَعِشْ أبدَ الدَّهر بينَ الحُفَر (الشّابّي)
    التحيات الندية
    مودتي وسوف احيلك الى مواضيع في الترجمة اتمنى ان تعجبك
    محبتي
                  

01-19-2012, 07:04 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: محمد سنى دفع الله)

    شكسبير وسوناتو الـ 18 ، في زول نصيح يشبه حبيبو بنهار الصيف؟- ترجمات
                  

01-19-2012, 08:15 AM

صلاح الدين نزلاوى
<aصلاح الدين نزلاوى
تاريخ التسجيل: 11-10-2011
مجموع المشاركات: 959

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: محمد سنى دفع الله)

    سجل التاريخ وبطلب من سوريا ولبنان واصرارهم على تدوينه فى محاضر الجامعة العربية برفض وعدم قبول عضوية السودان فى جامعة الدول العربية، هم فعلوا ذلك من باب العنصرية وان السودان دولة افريقية غير عربية ونحن نعلم ان الاجناس التى تسكن بلاد الشام غير عربية خالصة فهى مزيج من الشركس والارمن والاتراك والروم والفرس والعرب وهلم جرا ، والسودان ايضا هو خليط بين البرابرة والعرب والنوبة والحبش ، الفرق بيننا وبينهم هم من ذوى البشرة السمراء والبيضاء ونحن من ذوى البشرة السوداء ، وتربطنا بهم بعض الدماء العربية التى تجرى فى عروقنا وعروقهم ، هم اقرب الى الشعوب الاروبية ونحن اقرب الى أهل مكة والمدينة .

    أنا فى الموضوع ولا بره الموضوع؟
                  

01-19-2012, 04:57 PM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: صلاح الدين نزلاوى)

    انت جوه الموضوع
    بل فقد اثبت العلم الحديث اننا نحن في السودان والحبشة ابائهم هم والاربويون
                  

01-19-2012, 05:52 PM

Salwa Seyam
<aSalwa Seyam
تاريخ التسجيل: 04-12-2004
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: وليد محمد المبارك)

    خلاصة الكلام
    Quote: اتواضع مع المتواضع واقبل حذائه .. واعتلي فوق هامة كل مغرور واضع حذائي فوق جبهته

    شكرا وليد
    ومرحبا بالاستاذ غسان مجددا
                  

01-19-2012, 11:58 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: Salwa Seyam)

    مرحبا مرة أخرى بالأستاذ غسّان غصن
    أدناه مقال جيد للكاتب محمد جميل،نتمنى أن يعطي الأستاذ غسان فكرة جيدة عن إشكالية الهوية عندنا،و أركيولوجيا و تجليّات العنصرية في الخطاب العربسإسلامي السوداني.


    سيمولوجيا السواد في خطاب الهوية السوداني
    بقلم:محمد جميل أحمد
    October 19, 2011

    لا تفترض هذه الكتابة عن سيمولوجيا السواد في خطاب الهوية السودانية تأويلا مسبقا لحمولة تاريخية أو جمالية أو اجتماعية عن اللون الأسود . ولا تنزع إلى تحيزات ذاتية تمنح الشعور الجمعي بهذا اللون قيمة خاصة من داخل حقل التعاطف والمشاركة الوجدانية ، التي لا تسلم عادة من ردود أفعال لتحيزات لونية أخرى.

    بل تهدف إلى قراءة دلالة اللون الأسود وانعكاساته في تعبيرات الهوية التي تستجيب لتأثيره السلبي والإيجابي ، قراءة ً موضوعية عبر تأمل المعنى وتأويلاته التي تتذرر في دلالات مختلفة : دينية جمالية وأخلاقية واجتماعية ؛ ينشأ من مجموع تأويلها الخام ردود أفعال تعبر أحيانا ـ بفعل تشابك تلك الدلالات ـ عن مفاهيم توحي بمعنى النقص أو النبذ لذلك اللون .

    وهذه الطبيعة الشائكة لتعبيرات (السواد) في تلك الحقول المختلفة ، وضرورة قراءة الفرز المعرفي بينها ، وانعكاسات ذلك الفرز في النتيجة النهائية للخروج بقيمة موضوعية ؛ يحتاج إلى تدوير الزوايا في هذه القضية عبر استبطان القراءات الدينية والجمالية والأخلاقية لقضية اللون الأسود من أجل التأويل المعرفي/الإنساني .

    ولعل في استخدامنا لمصطلح (سيمولوجيا) ، فلسفيا ، ما يتجاوز المعنى المباشر لمفردة (العلامة / السيمياء) إذ أن استخدام مصطلح (السيمولوجيا) في هذه القراءة يستجيب لشمول النظر في حقل المعاني المختلفة التي تختزنها دلالة السواد؛ بحيث يصبح التعاطي معها محاولة لتحقيق أكبر قدر من الفهم الموضوعي الذي ينتبه لتجلياتها المتعددة ، ويختبر فرزها في الحقول المتباينة للوصول إلى أقصى حدود التأويل الإنساني .

    ومن الطبيعي أن هذا المدخل مدخل شائك ، وينطوي الاستقراء فيه لتلك القضية على ضرورة المرور بحيثيات دينية ، وجمالية ، وتاريخية ، وأخلاقية ، واجتماعية للكشف عن جذور التعبيرات المختلفة والملتبسة التي تنشأ في وعي الناس عبر خلفياتهم المتعددة في نظرتهم لمسألة اللون الأسود.

    وهذه القراءة محاولة للتعبير عن تأويل خاص بكاتب هذه السطور لقضية اللون الأسود وتعبيراته في خطاب الهوية السودانية سلبا وإيجابا ؛ يحاول من خلالها قراءة دلالات اللون عبر مجموع تأويلاته الدينية والجمالية والأخلاقية…ألخ ؛ من أجل الوصول إلى معنى إنساني يختزن سموا عميقا للاختلاف اللوني بين البشر.

    لكن الانطباع العام للحس البشري المتواطئ مع عوائده ، وتبلد الطبع ، والميل الفطري إلى حب الصور بطريقة مطردة منعكسة … والكثير الكثير من التراكمات التاريخية المختلفة لمعنى اللون الأسود في وعي الجماعات البشرية ؛ كل ذلك ، تاريخيا ، نزع في الوعي البشري الخام إلى تأويلات تخالف ذلك المعنى الإنساني الذي يدرج (السواد) في اختلاف الألوان ، في خانة اختلاف الألسنة .

    وبحسب الآية القرآنية : ( ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم) فإن اختلاف الألوان بين البشر تماما كاختلاف ألسنتهم يقتضي المغايرة ، ولا يقتضي المفاضلة و لا يعني تفوقا بالضرورة.

    لكن إدراك قيمة هذا الاختلاف اللوني بمعناه الإنساني البسيط ـ كما هو في الآية القرآنية ـ يصبح أكثر تعقيدا في تاريخ المجتمعات البشرية ، و يحتاج إلى إيمان عميق بحكمة الخالق ، و الفطرة الإنسانية ، والصبر على الكثير من ردود أفعال :

    ( عصبية اللون) التي ربما اختزنت تعبيرات عنصرية خفية و مبطنة ـ خصوصا في مجتمعات متخلفة كمجتمعاتنا العربية المعاصرة.

    بداية يمكننا التأكيد على أن المعطيات الدينية ، والجمالية ، والأخلاقية المجردة ، لا يمكن أن تنزع إلى اعتبار السواد في الجسد البشري نقيصة أو علامة سالبة أو دونية. فالنصوص المؤسسة للإسلام مثلا ( القرآن وصحيح السنة النبوية ) تنطوي على تأويلات إنسانية صافية وواضحة في هذه القضية : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ( ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم) وفي السنة ( لافضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى) وكلمة (فضل) هنا معناها الحصري هو (الزيادة) أي ليس هناك من إنسان يحمل قيمة مضافة على إنسان آخر بمجرد لونه أو عرقه . بل بكسبه فقط كالتقوى والعلم والأخلاق . ومعنى (الزيادة) هذا لكلمة (فضل) يفسره حديث آخر في نفس المعنى (الناس سواسية كأسنان المشط) أي لا تفاضل بينهم من حيث الأصل .

    بيد أن التحيزات عادة تنشأ في مراحل متأخرة حين ينتشر الجهل والعصبيات ، فمن يستقرئ سيرة وحياة المجتمع الإسلامي الأول ـ جيل الصحابة ـ يجد تطبيقات وحوادث ووقائع متعددة نابذة لعنصرية اللون و تعزز المعنى الديني والحقيقي لمفهوم المساواة الإنسانية في مسألة اختلاف الألوان .

    لكن دلالة التعبير بالسواد ، التي تأتي في بعض آيات القرآن بمعنى سالب ، وربما أوحت ـ في تأويل ناقص ـ بمعنى عنصري في بنية النص الديني المؤسس (القرآن) كقول القرآن ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) للدلالة على أصحاب الجنة وأصحاب النار يوم القيامة ؛ بيد أن قراءة المعنى بدقة في القرآن لا تدل على ذلك التأويل الناقص .
    ذلك أن دلالة البياض والسواد هنا دلالة رمزية بلاغية ناشئة من طبيعة نظام المفردات ومعانيها التي تأخذ طابعها في التقبيح والتحسين من أسلوب التعبير اللغوي الخاص لمفهومي البياض والسواد في استعمالات العربية ؛ لأن القرآن نزل بلغة لم يكن أهلها يعرفون سواها . وعليه فدلالة السواد والبياض لا يمكن أن تحمل طابعا عنصريا ـ لأن ذلك يعني تناقضا ً جوهريا ً في منطوق القرآن .

    الإشكال الكبير ينشأ عادة من تحويل الإحساس العام بجماليات البياض في الجسد البشري ـ وهو إحساس فطري تتواطأ عليه الأمزجة ـ إلى حقول أخرى كالعلاقات الإنسانية . فكون البياض في الجسد البشري ينطوي على دلالة جمالية لا يبرر بأي معنى من المعاني تحويل هذه الحقيقة إلى معنى آخر يمنح الإنسان الأبيض قيمة مضافة على الإنسان الأسود أو الملون لمجرد البياض الذي هو هبة وهوية طبيعية قـَبلية واضطرارية ، تماما كالسواد الذي هو أيضا ، هبة وهوية طبيعية قبلية واضطرارية. هذا التطابق الذي يحول القيمة الجمالية للبياض إلى قيمة مضافة للإنسان الأبيض على الإنسان الأسود ، في حقل العلاقات الإنسانية ـ أي حين يقع الخلط بين القيمة الجمالية للبياض والسواد من حقل الذوق والجمال (على ما فيه من نسبية) وينسحب ذلك على خلق علاقات تفاضل عنصري بين البيض والسود في القانون والمجتمع ؛عند ذلك يصبح هذا الخلط عادة هو الذي يمثل التعبيرات الظاهرة و الخفية للعنصرية في المجتمعات التقليدية والمتخلفة ـ كالمجتمع العربي والمجتمع السوداني ـ ويظل هذا الالتباس ( الذي يحتاج إلى سبر وتقسيم معرفي ينبني عليه نظام أخلاقي قانوني كشرط للتحضر الذي نفتقده ) هو الذي يعيد انتاج التعبيرات العنصرية بعد أن تصبح أعرافا مثلا ، أو حين تشتغل كإحساس خام ينحو بمثل شعبي مثل (اللون يحن) إلى تحيزات عنصرية . وتتحول طريقة اشتغال ذلك الخلط في تغذية التعبيرات والممارسات العنصرية الصامتة والناطقة إلى أسلوب عام في نظام اجتماعي يجد في مجموع الموروثات التاريخية الملتبسة لبنية الثقافة العربية الشعبوية وممارساتها التي نشأت في ظل تراكمات طويلة في السودان ، ملاذا يمنح الفرد ذلك التماهي مع التعبيرات التي تختزن معاني العنصرية بصورة توشك أن تكون طبيعية وعادية من ناحية ، ويشكل له ضغطا عصبيا مدمرا حين يحاول مخالفة تلك الأعراف ( سواء لسبب إنساني بسيط وعميق وعابر للألوان والأعراق ـ كـالحب والزواج ـ أو لسبب معرفي عميق كالوعي الحقيقي بتفاهة العنصرية) من ناحية ثانية.

    وهذه التعبيرات العنصرية الصامتة والناطقة هي أيضا ً تأويل للسلطة الثقافية التقليدية المتنفذة رمزيا أو فعليا . فمن خصائص السلطة الثقافية الآيدلوجية في المجتمعات التقليدية ، أنها تنطوي على تفعيل إحساس طاغط لدى الفرد لناحية تمثل العنصرية كسلوك يتغذي من ذلك الخلط الملتبس والمريح لمجتمعات الجهل والتخلف المتمثل في بنية راسخة من الأمثال والمقولات والعادات والرموز ، والتماهي مع تأويلاتها ومفاهيمها للعنصرية الناشئة من المزج بين دلالات البياض والسواد في حقول مختلفة والمحيلة لها إلى معنى واحد وثوقي يبلور تلك العنصرية اللونية كقيمة مضافة للأبيض على الأسود ، أو حتى للملون على الأسود ، كما للخلاسي الهجين على الأسود بحسب اختلاف المجتمعات .

    و المفارقة هنا أن هذه السلطة الآيدلوجية للعنصرية تتصرف في تأويلها للنقاء اللوني بخلاف قابليات الفطرة البشرية، أي ظهور اللون الهجين حين ينشأ من لقاء البيضاء بالأسود أو الأبيض بالسوداء ، وهذه الفطرة من أكبر علامات كشف الآيدلوجيا العنصرية المغلقة كنظام وثوقي متوهم يقوم على : أن تميز العنصر مبني على ضرورة اختلاف الأصول الجوهرية . مخالفا بذلك حكمة : أن ما تقبله الفطرة هو من حقائق الحياة . ولهذا فحكمة الخالق التي تسمح بظهور اللون الهجين ذي الهوية المتميزة عن الأصلين المختلفين من ناحية اللون ، تتحول في سلطة آيدلوجيا العنصرية اللونية القائمة على نقاء العرق من ناحية ، وعلى احتقار اللون الأسود من ناحية أخرى ؛ تتحول إلى تابو مسكوت عنه . بحيث يتم فرز الهجين الجديد عن العرق الصافي/الأبيض ، و إلحاقه بدائرة الطرف الأضعف أي اللون الأسود حفاظا على نقاء متوهم . وضمن هذه الرؤية صنف البيض في أمريكا (الخلاسيين) المتولدين من لقاء العرقين الأبيض والأسود( من أمثال باراك أوباما المرشح الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية ) في دائرة السود .

    ويمكننا ـ بقياس مع الفارق ـ القول أنه بفعل سلطة رمزية شعبوية للون الأبيض في المجتمعات العربية يتم إدراج هوية العنصر الشمالي السوداني (نقصد الشمال السياسي بما في ذلك شرق السودان وأجزاء كبيرة من غرب السودان) خارج الهوية العربية المركبة ، ضمن مشاكلة لونية ، تهدر الشروط الحقيقية المتماثلة لنشأة الهوية العربية لشمال السودان ، تاريخيا ، مع شروط نظيراتها في البلاد العربية الأخرى . وهو إدراج يؤسس على غيرية اللون ، غيرية المعنى والمضمون بفعل اقتران شرطي نابع من سيولة نظرة شعبوية في المجتمعات العربية تتوهم ـ بطريقة اقتران لا شعوري ـ اللون كهوية مغلقة وقائمة بذاتها شرطا حصريا للانتماء العربي ؟! (رغم أن نشأة الهوية العربية في شمال السودان ، ديمغرافيا ، تناظر نشأة الهوية العربية في البلاد العربية ، فهي في السودان قائمة على ثنائة الزنج والعرب التي تناظرت تماما مع ثنائية العرب والقبط في مصر ، والعرب والبربر في شمال أفريقيا ، والعرب والفينيقيين في الشام ، والعرب والآشوريين والفرس في العراق) .

    والحال أن الفارق الذي تتوهمه هذه النظرة الشعبوية في ذلك التصنيف لا ينبع من اختلاف شروط نشأة الهوية العربية في شمال السودان عن مثيلاتها في البلاد العربية وإنما بسبب نظرتها إلى اختلاف اللون الأسمر الهجين والمختلف عن اللون الذي تتوهمه شرطا للانتماء العربي

    وضمن تأمل هذه الملاحظات لتفسيرها عبر حقائق الواقع التاريخي دون أن تكون تبريرا في حد ذاتها ، نحاول رصد تأويل السواد في الهوية السودانية بعيدا عن أي تحيز لأحد ضد أحد .

    و ربما كان من نماذج هذه السلطة الشعبوية القائمة على (عصبية اللون الصامتة) ـ إن جاز التعبيرـ : ما نراه في برنامج إعلامي معروف في قناة عربية شهيرة يبدي اهتماما بقضايا العرب في برنامجه الأسبوعي الحواري المفتوح . وحين تفيض حاجته عن قضايا العرب يلجأ إلى جيرانهم في (إيران) و(تركيا) دون أن يخصص حلقة لقضية (دارفور) التي ملأت الدنيا وشغلت الناس . والحال أنه لايمكن استبعاد هذا التجاهل لأهل دارفور في ذلك البرنامج العربي إلا في حالة (العنصرية الصامته والمسكوت عنها في بنية الممارسات الإعلامية للمجتمع العربي المتخلف) .

    أما تأويلات هذه القضية وتجلياتها في المجتمع السوداني ؛ فلها وجوه وأقنعة شديدة التعقيد ، وردود أفعال في ناحيتي السلب والإيجاب .

    ويمكننا القول أن تسوية قضية اللون ومفاعيلها في المجتمع العربي والسوداني هي جزء من صيرورة هذه المجتمعات ضمن سباق المسافات الطويلة في دروب الوعي والتحضر الإنساني والأخلاقي .

    والعلامة الاجتماعية/ الثقافية المعبرة عن ذلك التقدم في القضاء على العنصرية اللونية بمستوياتها المختلفة وغيرها: هي في السخرية منها دون حساسية ؛ سخرية تشبه جدوى نظرية الضحك لدى (ميخائيل باختين) . فحين يسخر المجتمع بكل فئاته من تفاهة العنصرية ، دون أن يستدعي ذلك عراكا وثأرات وشتائم ؛ ستكون تلك السخرية السوية نتيجة ، لعلامتين فارقتين : الأولى عدم الاستحياء لدى جميع فئات المجتمع من الكلام عن واقع الظلم والاستعباد والعنصرية وكل أصناف الاعتداء العنصري الرمزي والفعلي لكشفه وفضحه أخلاقيا وإنسانيا .

    والثانية تشريعات قانونية وجزائية نافذة ضد الممارسة العنصرية في الحياة العامة (قضية السخرية عادة ترتبط بالفن والكوميديا وهي مجالات تجوز فيها تلك السخرية للسياق الإبداعي والإنساني للفن عادة) .

    لكن الأهم من ذلك هو أن هذه الحالات المتقدمة من التسوية لقضية العنصرية اللونية في السودان وارتباطها بقضية الهوية ، ستكون التعبير الأسمى لوصول المجتمع العربي والسوداني آفاق رحبة ، يحتاج الوصول إليها وقتا ً طويلا ً ضمن جهد تاريخي كثيف ونضال وطني أخلاقي مديد.
    وفي ذلك الأفق ستنتهي قضية العنصرية القائمة ضد اللون الأسود . وهذا يعني أن قضية العنصرية اللونية لا يمكن تسويتها إلا ضمن تسوية قضايا التخلف أصلا ، التي تتجلى في كل جانب من جوانب المجتمع العربي و السوداني.

    كما أن ذلك يعني بالضرورة أن أغلب المقاربات والتأويلات والكتابات الشعبوية اليوم عن قضية السواد وارتباطها بالهوية السودانية ستظل تحمل طابعا لا يكاد يسلم من إسقاطات التخلف ، شئنا أم أبينا ، لأن التخلف بنية واحدة لا تتجزأ . اللهم إلا في بعض الكتابات النادرة التي تحاول باستمرار اجتراح مقاربة القضية من خلال منهج معرفي غير آيدلوجي .

    وحتى الوصول إلى ذلك الأفق الإنساني الذي يرى في جوهر الإنسان قيمة عابرة للألوان والأعراق والأديان ؛ ستظل آليات إنتاج خطاب الهوية السوداني المرتكزة على مفهوم السواد ، سلبا أو إيجابا ، تتجدد عبر العديد من الأقنعة التي تنطوي على مقولات أو أفكار مركوزة في الفضاء التاريخي والاجتماعي لصيرورة العلاقات في المجتمع السوداني وأعراقه وثقافاته .

    ذلك أن التمايز عن الآخر بإطلاق ، لا يمكن أن يشكل ضغطا قويا لتأسيس الهوية الخاصة بالأنا على حساب هذا الآخر ؛ إلا إذا كان هذا الآخر يشاطرها جوهرا ما ، بحسب صالح بشير. يقول صالح بشير : (الآخر هاجس مقيم أصلي لدى كل كائن إنساني يلابس مختلف أوجه كينونته تلك في أبعادها النفسية والاجتماعية والحضارية ، مشكلة كل (أنا) هو الآخر ، ليس الآخر بإطلاق ، ليس الآخر المطلق ، بل ذلك الذي يشاطرها جوهرا ما . أي ينازعها جوهرا ما ، لا سمات خارجية أو نافلة . الآخر الناجز الغيرية محسوم أمره فهو إلى الحياد أو إلى اللامبالاة أدعى . أما الآخر النسبي ذلك الملتبس في اختلافه والملابس في تماثله ، فهو التحدي والإشكال ، وهو التهديد الماثل دوما بفقدان الذات وفنائها في المثيل أو الشبيه ، لذلك يكون التمايز عنها جهدا دؤوبا وفعلا دراماتيكيا ، أي فعل تأسيس ووجود) 1

    ذلك أن هذه الفكرة : فكرة تأسيس الأنا على آخر يشاركها جوهرا ما ، وجوديا عبر تميزها عن هذا الآخر ـ هي بالفعل فكرة تكاد تكون مطردة المعنى في تمثلاتها لتلك الشروط . إذ تكشف عنها صيرورة العلاقات التاريخية في التمايزات التي أنشأتها المجموعة المستعربة في شمال السودان تجاه المجموعات الزنجية فيه.

    بيد أننا سنجد دلالة اللون الأسود هنا ليست هي العنصر الكافي لتأسيس التمايز الذي قام على الفرز العنصري في بنية الثقافة العربية الشعبوية في السودان . إن السواد هنا ـ ولأنه الجوهر المشترك بين المجموعات المستعربة الهجينة في السودان وبين المجموعات الزنجية فيه ـ والذي لكونه كذلك ، شطرا مشتركا بين المجموعتين ، يقوم عليه تأسيس وجود الهوية الغالبة والقوية ؛ فإن دلالته هنا ستتجاوز محض اللون إلى الرمز الذي يدل عليه العنصر الأسود أي الزنجي صاحب اللون الأصلي المنتقل إلى المجموعات الشمالية المستعربة عبر الهجنة . وهذا يعني بالضرورة الملامح العضوية المتصلة باللون الأسود في معناها العنصري .

    أي أن اللون الأسود هنا لا يأخذ دلالته العنصرية من كونه لونا ، بل من الخصائص البيولوجية والعضوية للعنصر الزنجي . فدلالة السواد في وعي المجموعة الشمالية المستعربة لا تشترك بالضرورة في بنية واحدة ، أوهي دلالة لونية منزوعة القيمة من حيث اللون ، ولا يتم تأويلها كدلالة نقيصة وقائمة على العبودية إلا حين ترتبط بالخصائص العضوية الأخرى للزنوجة . والمفارقة هنا أن علامة السواد ـ لكونها جوهرا مشتركا بين المجموعتين السودانيتين ـ تأخذ دلالة تكاد تنزع عنها المعنى الشايع للون الأسود في كونه تأويلا للعبودية في العديد من الثقافات والأساطير البيضاء .. حتى أصبح اللون الأسود بفعل ذلك المعنى الآيدلوجي العنصري ، ينزاح على حقول تستوي مع تلك الدلالة في معناها الذي يفيد النبذ والتهميش أي أن السواد قد يأخذ معناه السياسي كعلامة على المهمشين سياسيا أو نوعيا ـ ولو كانوا بيضا أو ملونين ـ كالأقليات ، والنساء اللواتي يقع عليهن الفصل العنصري النوعي مثلا . على ما ذهبت إلى ذلك الناشطة والباحثة السودانية بجامعة فيينا الدكتورة إشراقة مصطفى في العديد من دراساتها المكرسة لهذا المفهوم.

    فبالرغم من أن اللون الأفريقي الأسمر الداكن هو الغالب على جميع سكان السودان ـ بدرجات متفاوتة (تبدو غير ذات معنى للآخر الناجز الغيرية من ناحية اللون كالعرب مثلا) ، إلا أن الأساطير المؤسسة لنقاء العنصر الهجين ـ تأمل في مفارقة الهجنة ـ لدى المجموعات الشمالية المستعربة ، عن العنصر الأفريقي الصرف والذي هو جزء أصلي من مكونها البيولوجي(المجموعات الشمالية المستعربة) ، كانت توهم نفسها بتحيزات عنصرية بشعة تأسيسا على مقولات بغيضة، تحولت فيما بعد، إلى ماركة عنصرية تمييزية ، وأخذت شيوعها كأمثال شعبية للهوية والفرز العنصري مثل مقولة : ( العبد رأس) التي تستند في دلالتها إلى نظام شامل يقوم على الفرز العنصري المستفاد من معناها . هذه المقولة الشنيعة التي هي المثل الخاص لتعريف (العبد) لدى المجموعات المستعربة في الشمال ؛ لا يمكن فهمها إلا في إطار تلك الفكرة المطردة في طريقة اشتغال تأسيس هوية الأنا المتوهمة على الآخر الذي ينازعها جوهرا مشتركا . فالآخر ـ الذي هو هنا المجموعات الزنجية في السودان ـ ؛ ولأنها تشاطر المجموعات المستعربة لونا واحدا ـ وإن بدرجات مختلفة ـ لجأت المجموعات الشمالية المستعربة إلى اختراع هذه الوصفة (العبد رأس)‍ ؛ ذلك (العبد) الذي لا يشبهها إلا في اللون . وبالتالي فإن هوية (العبد) لدى هذه المجموعات المستعربة ليست ناشئة من لونه ، وإنما من رأسه (أي في الشعر الأكرت والأنف الأفطس ، والشفاه الغليظة) ـ وهذه كلها يجمعها الرأس ـ (على رغم تهافت هذه المقولة بيولوجيا) ؛ فالهجنة البيولوجية تنتج السواد في سلالاتها مع عناصره الأخرى .

    وعلى هذه المقولة ينشأ الفرز العنصري لهذا الآخر الشبيه ، ويظل التمايز عنه باستمرار هو مبرر الوجود والقيم والعلاقات البينية القائمة على التعالي والنبذ . وهي علاقات لا تزال تضمر مفاعيلها في الواقع السياسي والاجتماعي في السودان . وتشتغل في حقل الإجماع السكوتي لتلك العلاقات ، التي تظهر طاقاتها التدميرية الشعبوية المستندة على الاستعلاء العنصري المبطن في الحروب والكوارث السياسية مثل حرب الجنوب التي تجسدت فيها تلك النزعات ضمن التأويل العام للحرب الانفصالية ، فيما كانت بواعث بعض الممارسات القتالية طوال سنواتها المتقطعة تتغذى من ذلك الفرز العنصري البغيض ، وهو فرز من طبيعة استئصالية تنتج ردود أفعال مثيلة لها عند الآخر . وهذه الطبيعة الإستئصالية تنتفي معها أو تذوب كل الأهداف السياسية المعلنة في الشعار العام للحرب لدى الجانبين ، فبعض رواسب العداء القوية ـ بالإضافة إلى تلك الناشئة عن التهميش السياسي والتباين الديني ، وسياسة الفرز الاستعمارية بين الشمال والجنوب ـ تعود إلى تلك النظرة العنصرية كجزء من ثقافة شعبوية تاريخية لمجموعات الشمال المستعربة ، تفعل فعلها في الممارسات بطريقة تبدو عادية جدا ومبررة حتى في القتال .

    وربما كانت المفارقة الأقوى تبدو بصورة واضحة في مأساة دارفور التي اندلعت بطريقة كارثية منذ العام 2003 . ففي هذا النزاع ـ المتجدد دائما في الصراعات القبيلة عبر تاريخ منطقة دارفور بين العرب) الرعاة وبين الزنوج (الزرقة) المزارعين ـ والذي تم تسييسه من طرف نظام الإنقاذ الإسلاموي بوقوفه ودعمه لمجموعات (الجنجويد) ؛ كان من فاعليات التأجيج لهذا الصراع هو: استبطان الميز العنصري لمجموعات الجنجويد تجاه (الزرقة) ـ وهو اسم محلي يقصد به المجموعات الزنجية لمواطني دارفور وأهلها الأقدمين مثل قبائل ” الزغاوة” و ” الفور” و”المساليت ” وغيرهم ـ أن وصل إلى صورة تتماهى مع حدود (عادية الشر) ـ بحسب حنة أرندت ـ إذ تمارس تلك المجموعات قتل (الزرقة) بشهوة استعلائية تصل حد التبرير ، عبر استبطان الميز العنصري المسنود بقوة دعم الحكومة المركزية في الخرطوم . وهكذا حين انفجر هذا الصراع بعد أن تم تسييسه ، وانتقل من حدود الطبيعة إلى حدود السياسة ، كان ـ في وجه من الوجوه ـ تعبيرا نشطا عن طريقة اشتغال هوية الأنا المتمايزة عن الآخر الشبيه في أشد صورها عنفا ، وهي بطبيعتها تلك تبدو مثالا واضحا على قوة الطاقة الاستعلائية والتدميرية لدى المجموعات الهجينة تجاه مجموعات الزنوج ، بالرغم من الدين الواحد ، واللون الذي يكاد أن يكون لونا واحدا .

    وكان لكل هذه الحيثيات المركبة في تعبيرات السواد في معناه السلبي وانعكاسه على العلاقات الاجتماعية التاريخية ، في ضوء طريقة اشتغال الأنا المتوهمة ، وصناعة ذاتها عبر محاولات إلغاء وتهميش الآخر الذي يشاطرها جوهرا واحدا ؛ كان لكل ذلك ردود أفعال قوية بدأت مفاعيلها مع قيام دولة الاستقلال التي قامت على أكتاف الطبقة الشمالية المتعلمة ، ولكنها لم تنفجر على نحو فعال إلا مع الاندلاع الجديد لحرب الجنوب الذي فجره الدكتور (جون قرنق) في العام 1983 م استئنافا للنضال من أجل قضية الجنوب ضمن رؤية جديدة للسودان ، واحتجاجا على تطبيق الرئيس النميري للقوانين الإسلامية في ذلك العام .

    لكن الانفجار الأكبر كان مع قيام انقلاب نظام الإنقاذ الإسلاموى في العام 1989م الذي زامن انهيار نظام القطبين ونهاية الحرب الباردة ، وبداية العولمة . وتطبيقه لآيدلوجيا إسلاموية خلفت آثارا كارثية في النسيج الوطني والاجتماعي ، والبنية الكيانية المختلة أصلا ، وأججت الحرب في الجنوب على خلفيات صراع ديني مدمر وجففت الكثير من ملامح الحياة السودانية التي كانت تختزن صورة ما لهوية قابلة للتطور باتجاه ذاتها .

    ضمن هذه التحولات نشأت ردود أفعال منعكسة في خطاب الهوية السودانية ؛ تستعيد سرديات جديدة حاولت أن تؤسس خطابها على مركزية السواد واللون الأسود الأفريقي كهوية أصلية للسودان ، و تقرأ الهوية التاريخية للسودانيين على ضوء حضارة (كوش) القديمة في السودان . بل وتجاوز بعضها منطقة السودان إلى (مصر) فمن ضمن الأفكار التاريخية للراحل الدكتور جون قرنق ـ مؤسس ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ في تفسيره لجدوى السودان الجديد والموحد : فكرة الأصل الزنجي للحضارة الفرعونية ، وأن الحضارة الفرعونية انتقلت من شمال السودان إلى مصر ، مستتندا في ذلك على أبحاث المؤرخ السنغالي (شيخ أنتا ديوب) صاحب كتاب : (الأصول الزنجية للحضارة المصرية)2 الذي ترجم من الفرنسية إلى الإنجليزية والعربية ونشر في مصر ، وكتب أبحاثا في هذا الصدد انطلقت من مفهوم مضاد للمركزية الأوربية يعتمد على ترجيح المركزية الأفريقية التاريخية للعالم القديم ، وفكرة المهد الجنوبي للحضارة الإنسانية ، مستضيئا في ذلك ببعض كتابات الأوربيين من أمثال (مارتن برنال) صاحب كتاب (أثينا السوداء) الذي ذهب إلى أرجحية المهد الجنوبي (الأفريقي) للحضارة الإنسانية .

    ولقد لقيت هذه الأدلوجة الجديدة أصداء في شمال السودان من خلال كتابات بعض المثقفين الشماليين الذين أرادوا رد الإعتبار للأصل الزنجي وفكرة السواد كأساس لهوية جميع السودانيين من أمثال المثقف الشمالي د. الباقر العفيف 3 صاحب كتاب (أزمة الهوية في شمال السودان … متاهة قوم سود ذوو ثقافة بيضاء) الذي انطلق من ضرورة البحث عن الأسباب والأصول العنصرية الراسبة في أعماق المجتمع السوداني تحت دعوى العروبة ضد الزنوجة لفهم وتفسير الحرب الأهلية الطويلة في جنوب السودان وأكلافها الباهظة (مليونا قتيل ).

    وحاول (الباقر العفيف) استقراء بعض مقولات الهوية وتعريفاتها ومظاهرها لدى (شارلس تايلور) و(توماس شيللنج) مستندا في كل ذلك على مفارقة اللون . فهو يؤسس مقولته على أن الشماليين ليسو عربا ، لا من خلال الحيثيات التاريخية المركبة للهوية الثقافية العربية ونشأتها ، بل على ضرورة محايثة اللون الأسود للغاته وثقافاته المحلية المسكوت عنها بفعل سطوة النظام الاجتماعي العربي (الإسلامي) التاريخي على الحياة في شمال السودان. ذلك أن تلك الثقافات المحلية كانت تعبيرا عن وجود حضاري كوشي نوبي عريق بشواهده الأركلوجية . والغريب أن الكاتب يستثمر تلك النظرة الشعبوية في المجتمعات العربية التي تدرج الشماليين في السودان في منزلة على هامش العروبة المقترنة في وعيهم باللون الأبيض ، يستثمرها إلى أقصى حدود التناقض ويبني عليها (حقائق) ، كالتالي : بما أن عرب الشام ومصر والخليج هم الذين يمثلون المركزية العربية بألوانهم البيضاء (الصافية) فلابد أن يكون الهامش السوداني الهجين ـ خارج الدائرة العربية ـ في حاجة إلى تأكيد عروبته عبر تطويب ذلك المركز ، ولذلك فإن استحقاق الشماليين في السودان للهوية العربية استحقاق وهمي لأن ألوانهم تختلف عن ألوان عرب المركز !؟
    والحال أننا نجد أنفسنا أمام قضية تتعلق بموضوعة اللون أكثر منها بالهوية (الهوية بمعناها المركب) . فالكاتب يتماهى عكسيا مع تلك النظرة الشعبوية للمجتمع العربي المعاصر دون أن يدري أن مثل هذه المقارنات لا تصلح لقراءة معرفية جادة في قضايا الهوية ، أو تنتج عنها ؛ فلا تلك النظرة العربية الشعبوية المستندة فقط إلى اللون الأبيض يمكن أن تكون معيارا لحيثية الهوية العربية المركبة ، ولا تعبيرا سويا لرؤية إنسانية متقدمة وواعية للمجتمع العربي الذي يعيش أسوأ مراحل انحطاطه. ولا اختلاف اللون في سحنة الشماليين السودانيين يهدر القيمة الموضوعية لمعنى الهوية العربية ونشأتها وعناصرها التاريخية المركبة في الشمال . هذا فضلا عن تلك الرؤية المغلقة والدوغمائية من طرف الكاتب التي تجد في بياض اللون محض عروبة عرقية صافية في تلك المجتمعات العربية؟ ولهذا ـ بحسب هذا المنطق ـ يكفي اللون الواحد لتذويب كل الأعراق الكردية والبربرية والقبطية …ألخ ، ضمن هوية متماسكة وصلبة في تلك المجتمعات !؟
    هكذا تنوس سمة(السواد) بين حدين أقصيين في خطاب الهوية السودانية ، دون أن تمتلك تأويلها الإنساني الأسمى ضمن خطاب معرفي للهوية سياسيا واجتماعيا ووطنيا ، يفكك كل الآيدلوجيات والسرديات القائمة على سمة (السواد) . ويردها إلى معناها الطبيعي المؤسس على محض الاختلاف اللوني الذي يجمّـل الروح الإنسانية .

    وهذا التردد بين الحدين الأقصيين لتعبيرات السواد في خطاب الهوية في السودان ، هو الوجه الآخر لأزمة الكينونة ، فالهوية ليست معطيات قبلية فحسب كاللون واللغة؛ وإنما هي أيضا صيرورة وصناعة تنطلق من تلك المعطيات ضمن متخيل مشترك في منظومة من القيم والقوانين تحتاج إلى مصهر وطني خلاق .

    هذه الهوية موجودة بالقوة ، وغائبة بالفعل ـ كما يقول المناطقة ـ لعجز النخب الثقافية السودانية عن اجتراحها وخلقها على مثالات تحققت بعمق وجمال في الفن السوداني : الشعر والغناء والتشكيل ، أي في أجمل تجليات هذه الهوية الصافية ؛ فالغناء في السودان استقطب تناقضات الهوية في كلماته العربية وإيقاعاته الأفريقية وجسد أقنوما جماليا صافيا يشد كل السودانيين إلى وتر واحد رغم اختلاف أعراقهم وأديانهم (الفنان السوداني الموسيقار محمد وردي أجمل من جسد هذه الهوية في ألحانه) .
    وإذا كانت الهوية السودانية تملك وضوحا صافيا في الفن والشعر والغناء ؛ فلأن الفنون هي أصفى تعبيرات الروح حين تتصالح مع ذاتها وتصغي إلى ما هو إنساني وجميل في أعماقها . كذلك جسدت مدرسة (الغابة والصحراء) في الشعر السوداني أقنوما جميلا لتك الهوية بين حدي الزنوجة (الغابة) والعروبة (الصحراء) لهذا هتف رائد هذه المدرسة الشاعر السوداني الراحل د. محمد عبد الحي بعد أن عاد من التيه المضني عن هويتة ؛ ليكتشف معناها في أقنوم الزنوجة والعروبة الذي يجري بدماء مختلطة في أهل مدينته / وطنه ، تماما كالصوفي المعذب أبي يزيد البسطامي الذي عاد إلى بلدته ليجد فيها ما خرج باحثا عنه … يقول عبد الحي :

    (أفتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة

    ـ بدوي أنت ؟

    ـ لا

    ـ من بلاد الزنج ؟

    ـ لا

    ـ أنا منكم / تائه عاد يغني بلسان / ويصلي بلسان)

    نقلا عن موقع الأوان

    هوامش

    1ـ مقال : (عن الذات والغيرية : الآخر مؤسسا ً) صالح بشير الأوان 2007

    2 ـ صدر كتاب (الأصول الزنجية للحضارة المصرية) في القاهرة عن دار ثقافات العالم الثالث ، ترجمة حليم طوسون عام 1995م

    3 ـ الباقر العفيف أكاديمي سوداني مقيم بأمريكا

    4ـ ديوان العودة إلى سنار ص 16 /17 ـ من الأعمال الشعرية الكاملة الصادرة عن مركز الدراسات السودانية : القاهرة 1999
                  

01-20-2012, 05:31 PM

Ghassan Ghosn

تاريخ التسجيل: 11-05-2007
مجموع المشاركات: 76

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: osama elkhawad)

    Quote: أدناه مقال جيد للكاتب محمد جميل،نتمنى أن يعطي الأستاذ غسان فكرة جيدة عن إشكالية الهوية عندنا،و أركيولوجيا و تجليّات العنصرية في الخطاب العربسإسلامي السوداني.


    العزيز أسامة

    مقالٌ متعمِّق تتطلَّب مناقشتُه علميًّا تخصًّصاتٍ ودراساتٍ متعمِّقةً مماثلة ليست متوفِّرةً لديّ

    سلامات من لبنان

    * سؤال هامشي بسيط للجميع: في أسفل الصفحة خانةُ "ارسل لى رسالة بريدية اذا رد على هذا الموضوع" أنقر مربَّعَها دومًا لكنني لا أتلقّى أي رسالة بريدية عن الردود. فهل من حلّ، حتى لا أُبقي الصفحةَ مفتوحةً طوال الوقت - أو أُغلقها وينسيني العمل أن أعود إليها
                  

01-21-2012, 07:07 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: Ghassan Ghosn)

    عزيزي غسان
    بنجورك

    قلت سيدي:
    *
    Quote: سؤال هامشي بسيط للجميع: في أسفل الصفحة خانةُ "ارسل لى رسالة بريدية اذا رد على هذا الموضوع" أنقر مربَّعَها دومًا لكنني لا أتلقّى أي رسالة بريدية عن الردود. فهل من حلّ، حتى لا أُبقي الصفحةَ مفتوحةً طوال الوقت - أو أُغلقها وينسيني العمل أن أعود إليها

    كانت تلك خدمة توفرها الإدارة بواسطة إرسال أيميل يفيد بأن هنالك من تداخل في بوستك،و هي غير متاحة الآن.

    و لأن المنبر صار غابة من البوستات،فأحيانا في بعض الكمبيوترات،تظهر البوستات التي قرئت بلون أحمر.
    و إذا لم يكن ذلك موجودا في كومبيوترك،فيمكن أن تقوم ببحث عن اسمك في المنبر العام،و ستعرف إذا كان هنالك من تداخل في بوستاتك.

    تحياتي للأصدقاء:
    دكتورة يمنى العيد.
    عباس بيضون.
    و الشاعر علي مطر.

    و أرجو أن نلتقي في بوست "الألزهايمر و الخرف".

    كنْ بخير.
                  

01-22-2012, 03:44 PM

Ghassan Ghosn

تاريخ التسجيل: 11-05-2007
مجموع المشاركات: 76

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: osama elkhawad)

    Quote: بنجورك

    :) - من أين أتيتَ بهذه الـ ’بون جورَكْ‘، ي أسامة؟؟ كنتُ أظنّ أنه تعبيرٌ يقتصر على أهل كسروان في لبنان

    Quote: كانت تلك خدمة توفرها الإدارة بواسطة إرسال أيميل يفيد بأن هنالك من تداخل في بوستك،و هي غير متاحة الآن.

    هل من سببٍ وجيه لإلغاء هذه الخدمة؟

    بتوقيت لبنان: ’بون سْوارَك‘ :)

    غسّان

    ملحوظة للتاريخ: قبل الكومپيوتر، ولأنني منعتُ التدخين في بيتي منذ عام 1982 (إكرامًا لعينَي وحيدي)، كنت أكتب على ’المصطبة‘ خارج البيت.

    كانت صبيّةٌ من جُبيل (متأثِّرةٌ باللهجة الكسروانية) تمرّ صباحًا أمام بيتي وتحيّيني بتهذيب: ’بونجور إستاذ‘، فأُجيبها: يِسْعِد صباحِك. وفي أواخر بعد الظهر: ’بونسْوار إستاذ‘، فأُجيبها: يِسْعِد مساكِ.

    بعد أسبوعين، مرّت صباحًا وقالت: ’صباحِ الخير إستاذ‘، فقلتُ لها بسعادةٍ بالغة (لأنني حقَّقتُ ما أردْت): يِسْعِد صباحِك.

    في أمسية ذلك اليوم بالذات، مرَّ عاملٌ مصريّ وجرت المحادثةُ التالية التي أنقلها حرْفيًّا لطرافتها ومغزاها:

    - بونسْوار، يا أُستاذ.
    - إيه دا يا بَرهوم؟ بونسْوار!!
    - طَبْ حأُولَّك إيه، يا أُستاذ؟
    - أُولْ مساء الخير، أو السلامٌ عليكم
    - السلامُ عليكم؟ ما إنتو هِنا بلدة مسيحية!
    - إنتْ فِكرَكْ ’السلامُ عليكم‘ تحيِّي إسلاميِّي بس؟ يابْني هاي لَكِلّ الناس، ومِن أجمل التحيّات في العالم
    - طَبْ إزا أُولْتَها لْحَدْ هِنا وْزِعِل منّي، أأُلُّو الأُستاذ آل كِده؟
    - طبعًا
    - طَبِ السلامُ عليكم يا بو عُمَر
    - وعليكُم السلام، يا ابراهيم
                  

01-23-2012, 09:35 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: Ghassan Ghosn)

    عزيزي غسان
    نهارك سعيد بتوقيت الفضاء الذي شكّل روايات "جون شتاينبك"

    قلت سيدي:
    Quote: - من أين أتيتَ بهذه الـ ’بون جورَكْ‘، ي أسامة؟؟ كنتُ أظنّ أنه تعبيرٌ يقتصر على أهل كسروان في لبنان

    تعلّمتها من "أفواه العاملين بمبنى "الجفنور" الفخم،الذي كنت أعمل فيه عامل تنظيفات في الوردية الصباحية.
    و ما أعجبني أكثر الرد على التحية:
    Quote: بنجورين

    هذا تعريب للفرنسية مدهش.
    ولعي بالأمكنة يجعلني حاضرا في كل تفاصيلها،و هذا أمارسه خلافا لما يفعله الكثير من بني و بنات جلدتي من تبرُّم بالأمكنة،و لوم للزمان الذي صيَّرهم من قاطنيها.
    و قد وردت "بنجور " في نصي الشعري عن بيروت:
    Quote: صباح الخير با "بنجور"،
    كم تبدين ساحرةً مُكبْرتةً على طبق من الدلع "الفرانكفوني"

    و الكبرتة يا عزيزي هي طقس من طقوس الحب السوداني،تمارس فيه النساء دلك بشراتهن ب"الكَبَرَيت" و هو مزيج من عطور مختلفة.
    ألم أقلْ لك قبلا "أن الشعراء السودانيين يسودنون الشعر العربي الفصيح"؟

    و مثل ذلك النحت و المزج اللغويين،فعل تلاميذي الأمريكان حين مزجوا بين "ممتاز" و "فانتاستيك" الأنجليزية،و صكّوا لنا الكلمة الهجين التالية:
    Quote: ممتاستيك

    و كذلك فعلوا الشيء نفسه مع كلمتي "شكرا" و "ثانكس"،لتصير:
    Quote: شُكْسْ

    مثل هذه الهجنة اللغوية تساعد في تخفيف التوتر بين اللغات و الثقافات و الأجناس،
    و تقلّل من ظواهر العنصرية و الاستعلاء العرقي و اللغوي و الديني و الثقافي،
    و تفتح كوّة لتأسيس ما أسماها اللبناني الفرنسي "أمين معلوف":
    Quote: الهويَّة المركَّبة"

    لكي تنأى البشرية عن "الهويات القاتلة".

    و طالما الكلام جاب الكلام،فدعني أتذكر إعجابي بالغناء "الفرانكوآراب"،
    و دهشتي كقروي من النساء الطالعات من أغلفة مجلة "الشبكة" التي كان أخي الأكبر من المداومين على الإطلاع عليها.

    أما عن سؤالك:
    Quote: هل من سببٍ وجيه لإلغاء هذه الخدمة؟

    لا أدري،و لكن هي قد ألغيت قبل مدة طويلة،و لم يسأل أحد عن سبب ذلك،و الواضح الا أحد كان مهتما بها،و شخصيا كنت أتجاهل الايميلات التي تردني منبهة عن متداخلين.

    و قد أعجبتني قصتك مع "المصري الفصيح"،و خاصة حينما قلت له متعجِّبا:
    Quote: - إنتْ فِكرَكْ ’السلامُ عليكم‘ تحيِّي إسلاميِّي بس؟ يابْني هاي لَكِلّ الناس، ومِن أجمل التحيّات في العالم

    كنْ بخير.

    المشّاء
                  

01-25-2012, 05:35 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب"أيها السّود أعتذر إليكم عن عنصريّتنا اللبنانية" يشك (Re: osama elkhawad)

    عزيزي غسان
    يسعد مساك

    أين أنت يا صاحبي؟

    قلت سيدي:
    Quote: قبل الكومپيوتر، ولأنني منعتُ التدخين في بيتي منذ عام 1982 (إكرامًا لعينَي وحيدي)، كنت أكتب على ’المصطبة‘ خارج البيت.

    دعني أسألك:
    هل لديك طقس أو طقوس معينة للكتابة؟
    و إذا كانت الإجابة بنعم:
    كيف استطعتَ تحقيق الانتقال السلس و "السلمي" من طقسك القديم إلى الطقس "المصطبي"؟
    و هل هنالك علاقة بين "المصطبة" و "حي المصيطبة

    و على ذكر "كسروان" و ما ورد في حوارك مع "المصري الفصيح" حين تحدثت عن "منطقة مسيحية"،
    و علاقة ذلك بموضوع البوست و "الطوائف"،
    لاحظت أن الكتّاب اللبنانيين لا يعيرون اهتماما لمسالة "الطائفة"،
    هل ملاحظتي سليمة؟و في محلها؟

    و إن كانت كذلك،كيف فعلوا ذلك؟
    هل ساهم "الوعي" في عبورهم من "الطائفية" و "المذهبية" إلى علاقة "القلم"،و لاحقا "الكيبورد"؟

    كنْ بخير.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de