ليت كلماتي توفيكم حقكم شكراً / لا أراكم الله مكروهاً في عزيز لديكم

Quote: تعودت علي العجز في مثل هذه الحالات .. للدربة التي داهمتني وانا لين الاظافر شفيف الروح حيث فقدت والدي وانا ابن سبع سنوات وفقدت امي وانا اتلمس الطريق نحو الصبا .."عليهما الرحمة والمغفرة" .. عاجز لانني وان كتبت حروفي بالدم والدموع لن تطفيء مرجل الحزن الذي يثور في شرايينك .. ولو ربت علي كتفك اياما وسنينا لن اعوضك ضحكة صباحية من وجهه ..وان رسمت لك علي صفحة الافق سعادة الكون لن تسوي عندك جلسة بجواره في وجبة او عقب صلاة .. ولو بكيت معك بالدمع الثخين لن اخفف عليك هول الرحيل الاليم .... الفقد عظيم يا عاطف والالم جسيم ومهلك .. وكان الارض اضحت "كخرم ابرة" .. كل شيء يمكن احتماله يا عاطف الا رحيل الاب او الام .. فهذه لغة يخاطبنا بها القدر وهي مرحلة يجب ان تتوقف عندها كل خلية في اجسادنا .. فماذا اعددنا لهم يا عاطف ؟ .. وهم الان في اشد الحوجة لنا من ذي قبل .. العمل الذي لاينقطع ..الدعاء ..الصدقات ..الصلوات .. والعمرة الموهوبة لهم احياءا وامواتا .. ما هو جزاءنا السخي لرحلة تقمصتهم الآمها واحزانها وافراحها وشقاءها .. مشوها بصبر وجلد خالدين الي ان استوي عودنا ورعوهوا بلطفهم وحنانهم وبهائهم ونقائهم .. ااااااااااااه يا عاطف علي هذا الجرح الذي ارهق خيالي وروحي وفت عضدد صبر ونهش جسمي "اداريه دوما بالضحك الملغوم بالحزن.. بالفرح المتخيل والاماني" غير اني ماقضيت "ثانية" في عمري من غير ان يصطحبوا ذاكرتي وذكرياتي فتنتشر صورهم لتعم ارجاء الذاكرة والروح .. والحمد لله من قبل ومن بعد .. مازلت اري صورة ابي تطايفني كل صبح ومساء وتعلو وجهه ابتسامة بيضاء يشبه ملامح الملائكة .. لطيف وشفيف .. حدثوني اصحابه الذين ما انقطعت عنهم قط ولكن بعضهم قد قطعني عنه موته .. كانوا يسردون لي قصص وروايات عنه وعن كرمه وضحكته التي لاتفارق محياه الجميل .. وعن حبه لاطفالهم وكيف كان يلاعبهم ويجلس معهم علي الارض وكانه واحدا في عمرهم .. وكيف كان ياتي في المساء يحمل "كيس به طماطم وبصل اخضر" ليصطحبهم كلهم "لي عيزومة فتة" في دكان فول ..اسمع حديثهم واتذكره في الصباحات الانيقة عندما يتكيء في السرير ويسال امي الحبيبة لتصب علي شاي الصباح السمنة البلدية "نصف الكوب شاي بي لبن ونصفه الاخر سمنة بلدية" وكان يجهز لنا بنفسه هريسة "التمر البلدي بالعسل والسمن" كل ذلك في الصباح الباكر .. احسه الان يجري في اوردتي .. ومنذ ذلك الحين والي الان ماتذوقت طعم شاي الصباح ولا طعم التمر البلدي بالعسل .. وما اظن انني استطيع .. كان ابي رسولا للمحبة والابتسامة والفرح الاصيل .. وكانت امي نبية الدنيا ورحمة عمري وبهاء امنياتي .. اسال الله ان يجعل قبورهم جميعا تطل علي محيا النبي الكريم محمد الف صلاة عليه وسلام واسال الله ان يجعلهم في معية الاخيار والاطهار وفي صحبة والياء الله الصالحين .. آمين.. . . لو تعلم يا عاطف ما انا عليه الان .. لحزمت امتعتك وجئتني زائرا ومعزيا .. . . وهناك في اواخر التواريخ الكونية يكمن انطفاء الحزن وهدأة الدموع .. حيث لا موت ولا رحيل ..والخلود آية الله في الجنان العلية .. . . اللهم ارحم والدي الحبيب عمر محمد صالح .. واجعل قبره روضة من رياض الجنة واحشره في زمرة الشهداء والصديقين .. والهم آل وزويه الصبر والسلوان ..آمين