هل صحيح انك تنتوي الترشح للرئاسة ضد البشير ؟ نعم انا عازم للترشح ضد مرشح المؤتمر الوطني وقد دعوت وادعو الى ان تتفق المعارضة على مرشح موحد ضد مرشح المؤتمر الوطني. ولكن اذا لم تتفق المعارضة ولم تقدم مرشحها فأنا ماضٍ في الترشح ضد مرشح المؤتمر الوطني على مقعد الرئاسة وبدعم من حملة سودان المستقبل . مع العلم ان البشير لا يحق له الترشح بحكم الدستور حيث يمنع الدستور الرئاسة اكثر من دورتين
* أستاذ عادل دعنا نتوقف عند حملة سودان المستقبل والتعريف بها ؟ حملة سودان المستقبل حملة جماهيرية لاسقاط حكومة حزب الموتمر الوطني الفاشلة والفاسدة في انتخابات ٢٠٢٠ العامة . الحملة تقوم على اكتاف الشباب وتدعمها بعض الاحزاب السياسية والتجمعات الأهلية والقيادات المجتمعية من قيادات الادارة الأهلية والطرق الصوفية والمفكرين والمبدعين والمتخصصين. كما تهدف حملة سودان المستقبل الى بناء حكومة راشدة تقوم على اهل التخصص والكفاءة وتحت برنامج علمي أسميناه برنامج سودان المستقبل ويعالج معظم قضايا الواقع السوداني يتكون حالياً من ألف صفحة قابلة للزيادة .
* ما هي الاحزاب والقوى السياسية التي تدعم حملة سودان المستقبل ومستعدة للانخراط فيها ؟ لا نزال في حوارات مع اغلب القوى السياسية وأرسلنا رسائل بهذا الصدد لأغلبها وحتى الان اعلن كل من الحزب الليبرالي وحركة تغيير السودان وحزب التواصل وجناحين من حزب الحقيقة الفيدرالي وحزب الخضر السوداني وحزب العمال الجديد الخ استعدادهم للعمل في الحملة او معها. ومع أهمية الاحزاب السياسية لكن التركيز الاول في عمل الحملة هو على الكوادر المستقلة وعلى جماهير الشعب السوداني التي نؤمن انها ستكون الحاضنة الرئيسية لحملة وبرنامج سودان المستقبل .
*البعض لديه تحفظات على مستشاري الحملة وهنالك من يشير إلى عنصرية في الاختيار وذهب البعض إلى تسميتها (نوبية زنجية ) ما قولك ؟ لا اعتقد ان فريق مستشاري الحملة منحصر في شعوب سودانية بعينها بل فيه تعدد ثقافي وجهوي كبير ، ولكن قبل كل شيء هم اناس مؤهلون وذوي خبرة وكفاءة عالية في مجالاتهم . عموماً من الناحية العلمية السودان أمة أفريقية زنجية ويجب ان نعترف بهذه الحقيقة ونتعايش معها بل ونفخر بها ، مع وجود مؤثرات عرقية وثقافية اخرى لا يستهان بها من بينها الثقافة العربية التي تحظي بوجود واسع في السودان .
* بعض الذين طالعوا برنامجك الانتخابي ذهبوا إلى وصفك (بالحالم ) كيف تنظر إلى هذا الاتهام ؟ من الواضح ان من اطلق هذا الاتهام لم يطلع على برنامجي الانتخابي والذي هو برنامج علمي مدروس تم عرضه على متخصصين سودانيين واجانب وأقروا كلهم بانه افضل برنامج مطروح حالياً على الساحة . صحيح ان البرنامج طموح ويريد ان يلبي كل حقوق المواطن السوداني الاقتصادية والسياسية من ماء نقي واكل صحي وتعليم وكهرباء ونقل وسكن وضمان اجتماعي والحق في تكوين أسرة الخ . كما يسعى البرنامج لبناء دولة ناجحة تكون في عدال افضل خمس دول في افريقيا خلال خمسة سنوات . هذا الامر يراه البعض حلماً وهو كذلك لكنه حلم مشروع وقابل للتنفيذ .
* ما هي الرؤية التي تستند عليها في حكم السودان ان فزتم بهذا ؟ هي رؤية وطنية سودانية خالصة تقوم على مبدأ المواطنة وتساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات وكذلك على التنمية البشرية والاقتصادية وإطلاق طاقات البلاد بناءاً على الموارد المتاحة والتخطيط السليم والنزاهة وقطع دابر الفساد . رؤيتنا ايضا تقوم على العدالة الاجتماعية وأعمال مبدأ العدالة والانصاف عموما سواء كانت العدالة التنموية او القانونية . ايضا تقوم رؤيتنا على حكم القانون والمؤسسات وتخفيف الظل الاداري للدولة مع قيامها بمهامها الاساسية والأعتماد على الحكم المحلي في ظل دولة فيدرالية حقيقية .
حملة سودان المستقبل ﻭ ﺑﺮﻏﻢ برنامجها الانتخابي ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻠﺒﻴﺎ ﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻨﻬﻢ. ﻫﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ والليبرالية؟ اولاً حملتنا ليست ليبرالية ولا يسارية فهي أوسع من ذلك وهي حملة وطنية عامة تسع كل سوداني يرغب في رؤية بلده ناجحة ومتطورة ومحكومة بالقانون ، كما هي قائمة على برنامج علمي وليس على ايدلوجية معينة. ثانياً حملتنا لا تزال في بداياتها ومن الصعب الحديث عن التقبل او عدمه . عموما اذا كان هناك ضعف في التعاطف فهذا يرجع لضعف ﺍﻋﻼﻣﻨﺎ ﻭﻋﻤﻠﻨﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻱ حالياً ﻭﺿﻌﻒ ﺗﻮﺻﻴﻠﻨﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻖ . ولكن مع ذلك دعني أطمئنك والقارىء الكريم انه ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻥ نصل للمواطنين ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺎﻃﻒ ﺟﻴﺪ ﻣﻊ ﺍﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﺤملة .
هل تستطيع التاكيد في ظل ما هو معروف من علمانيتك انك لن تفرض افكارك على الآخرين اذا انتخبت رئيساً؟ ﺍﺧﺘﻼﻓﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ فضلاً عن ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ( ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ) ﻭﺗﺴﻠﻄﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴاسي يكمن ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ انها ﺗﺴﻌﻲ ﻟﻔﺮﺽ ﻧﻤﻮﺫﺟﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﻮﻟﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﻭﺍﺣﺪ. ﻫﺬﺍ ﻧﻬﺞ ﻓﺎﺷﻲ ﻭﻓﺎﺷﻞ . ﻧﺤﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﻣﻠﺒﺴﻪ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﻻ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺣﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺍﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ. . فكرتنا قائمة على الطواعية والرضائية وان يكون السودان بلدا لكل مواطنيه غض النظر عن عقيدتهم وفكرهم وملبسهم ، ولا تقوم على الفرض والعنف المصاحب للأفكار الشمولية . وحتى الظواهر السلبية في المجتمع مثل العنصرية وتحقير المراة والقبلية نسعى لمناهضتها بالتعليم وضرب المثال الجيد وليس بالفرض والقمع . ذلك ان الحملةتستمد ﻗﻴﻤها ﻭ ﺍﻓﻜﺎﺭها ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻄﻮﺭه وستصل للسلطة وتنفذ برنامجها فقط عبر دعم هذا المجتمع فلا يمكن ان تفرض شيئاً عليه .
حملتكم رغم انها غير مسجلة الا انها ارتضت العمل السلمي القانوني واتخذت خيار الانتخابات ﺃﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ؟ ﻧﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﺴجل الحملة بعد لان قانون الاحزاب لا يعطيك فرصة تكوين كتل انتخابية ونحن لسنا حزباً كما تعلم . ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﺣﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻟﻨﺎ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ويعطيه لنا الدستور . الانتخابات نفسها ليست هبة وانما استحقاق واجب للشعب السوداني وكل الشعوب لتقرير مصيرها ومن يحكمها ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﺰعته الشعوب ﻋﺒﺮ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﺟﻤﺔ. ﻟﻜﻦ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺗﻀﻴﻨﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ السلمية فمن المنطقي خوض معركة الانتخابات وفقاً للدستور الحالي مهما كان ﻣﻌﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺍﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻼ .
اﻟﺘﻘﺎﺭﺏ والتنافر ﺍﻟﺬﻱ يحدث ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ بين الفينة والأخرى ، ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ ﻟﻬﺬﺍ ؟ التقارب بين هذين الحزبين ﺷﻲﺀ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻻﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﺓ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻤﻴﻦ ﻭﺗﻘﺎﻃﻊ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻤﺎ ؛ ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ مؤسس ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ قد كان ﻫﻮ ﻣﻬﻨﺪﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻣﻔﻜﺮﻩ ﻭﻣﻨﻈﺮﻩ. ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﺛﻘﺔ ﺃﺑﺪﺍ ﺑﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﻗﺪ ﺭﻓﻀﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﻛﺤﺰﺏ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻣﺎ ﻇﻞ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻳﺪﻟﻮﺟﻴﺘﻪ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔﻭﻗﻴﺎﺩﺗﻪ القديمة ﻓﺎﻗﺪﺓ ﺍﻟﻤﺼﺪﺍﻗﻴﺔ. ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ المسلمين ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺦ ؛ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻭﻇﻦ ﺍﻟشعبي ﺍﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬ النظام ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ككل ﻣﻘﺎﺑﻞ إشراكه في السلطة ﻭﺍﺭﺟﺎﻋﻪ ﻟﻤﻮﻗﻌﻪ ﻛﻘﺎﺋﺪ ﻓﻌﻠﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ. اما أسباب التنافر فهي تكمن في الاختلاف في الموقف من الأزمة القطرية وربما السورية ، وكون الشعبي لم يحظ الا بالفتات في الحكومة ، والصراع القديم على السلطة الذي هو اس الخلاف بين هذين الأخوين الخصمين . اي الامر لا علاقة له بمصالح المواطنين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة