1933ـ 2017 بمزيد من مشاعر الحزن والأسى تنعي الجبهة السودانية للتغيير فقيدة الوطن الأستاذة/ فاطمة أحمد إبراهيم التي انتقلت إلى جوار ربها بالأمس الموافق الـ 11/08/2017 بعد معاناة مع المرض. انضمت إلى الحزب الشيوعي السوداني عام 1954، حتى وصلت إلى اللجنة المركزية، تسلمت الفقيدة في عام 1955، رئاسة تحريرمجلة صوت المرأة التي لعبت دورا هاما في مقاومة الحكم الديكتاتوري للفريق إبراهيم عبود. تعتبر الفقيدة أول نائبة برلمانية سودانية في برلمان 1965، ساهمت الفقيدة في تكوين الاتحاد النسائي مع مجموعة من رصيفاتها الرائدات اللآئي كون لاحقا رابطة المرأة المثقفة في عام 1947، لتصير عضوا في اللجنة التنفيذية لذلك الكيان النسوي، كما كانت الفقيدة من الرائدات الأول في حركة التنوير والإستنارة والمعرفة من أجل تحرير المرأة السودانية واحترام حقوقها في التعليم والأجر المتساوي ونيل حقوقها السياسية والدستورية. نالت الفقيدة الكثير من الأوسمة داخل وخارج السودان، واختيرت رئيسة للإتحاد النسائي الديموقراطي، وتعتبر أول إمرأة من دول العالم الثالث تنتخب في هذا الموقع، حصلت عام 1993 على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان انخرطت الفقيدة في مجال العمل العام والسياسي منذ صباها الباكر نسبة للبيئة التعليمية التي نشأت في كنفها، الأمر الذي أتاح لها معرفة واسعة بحقوقها وحقوق غيرها من النساء، شاركت في الكفاح ضد الاستعمار برصيد حافل من النضال، لم تثنها المضايقات و الملاحقات عن العمل العام، لتصل قمة فاجعتها عندما أعدم الطاغية جعفر نميري زوجها القائد النقابي الشفيع أحمد الشيخ عام 1971، فتعرضت للاعتقالات التعسفية وتم وضعها تحت الإقامة الجبرية لأكثر من عامين، لتغادر بعد ذلك وطنها مرغمة لمواصلة نضالها من الخارج. عُرفت الفقيدة فاطمة أحمد إبراهيم بالجسارة والمواجهة والمجاهرة بقول الحق في الشأن العام، فظلت صامدة ومتمسكة بمبادئها وقيمها حتى آخر لحظات حياتها العامرة بالكفاح والنضال، ولم تقف ظروفها الصحية حائلا دون أداء رسالتها الإنسانية السامية التي كرست حياتها لها في خدمة العمل النسوي والدفاع عن حقوق المرأة. تم تكريمها في حياتها من قبل جهات عديدة، واليوم يكرم الشعب السوداني ذكراها وهي راحلة عنه بما قدمته من خدمات جليلة رهنت لها كل وقتها وصحتها، فلترقد روحك الطاهرة في سلام، فقد أديتي ما عليك من واجب نحو وطنك وشعبك وبنات جنسك. لفقيدة الوطن الرحمة بقدر ما قدمت إلي وطنها من خدمات جليلة ستظل شاهدة لها على مر التاريخ. وللشعب السوداني، وأهلها وأحبائها وأسرتها الصغيرة، وأسرتها الممتدة من الديمقراطيين والوطنيين والشيوعيين جليل تعازينا، وإننا نفتقدها في هذا الظرف الحرج من تاريخ شعبنا، رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فردوسا عليا. وإنا لله وإنا إليه راجعون
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة