محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2007, 05:03 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!!

    قضية السودانيين بين الحقيقة والتوهم يلعب فيها الطرح وزاوية التناول من وجهة نظر صديقنا زوربا دورا مقدرا في الالتباس الذي ألم بها. فزوربا في تناوله للقضية اختار طوعا العزف على وتر المؤامرة ولعب دور الممثل الشرعي للضحية في مستواها الجمعي. ومع أنه كان يبحث عن التعاطف والمؤازرة فيما توسل له، إلا أن مداخلة "بيان" ،كما سنوضح أدناه، أتت ليس كما يشتهي.وبين هذا وذاك سيكون مدخل تناولنا للموضوع مثار النقاش

    هنا رابط بوست أخونا "زوربا"
    الجالية السودانية باسنراليا تتعرض لحملة اعلامية شنيعة تهدد مستقبلها

    مخلص وجهة نظر "زوربا" كما توحي بها هذه الفقرة:
    Quote: الموضوع مزعج جداً وخطير
    والذي تفعله اجهزة الاعلام هنا او الميديا هو البحث عن موضوع

    اما الحديث عن جريمة وعصبات وعدم اندماج في المجتمع هو غطاء لنزعة عنصرية اصيلة عند بعض العناصر وقد تكون خلف كل الموضوع قضايا متعلقة بالانتخابات وحين تعرضت الجالية الشرق اوسطية في استراليا قبل عدة اشهر الى حملة اعلامية ونتجة عن ذلك بعض القرارات المتعلقة بقانون الجنسية حذر رئيس الوزراء السابق من هذه النزعة موجهأ اللوم الى حكومة الاحرار بقيادة جون هور ومنوهاً الى تكرار النزعة العنصرية التي تعرض لها الصنيين في استراليا خلال القرن الماضي

    ونحن من جانبنا نطالب مقارنة الجريمة التي تحدث في استراليا نوعاً وكماً

    ولان فلان الذي ارتكب جريمة لونه اسود هذه جريمة نكراء
    هناك بعض الجاليات سجلها الاجرامي هنا عالي جداً ولكن لم تتخذ الحكومة أو الميديا ذلك موضوع لاتأخذ قرار مثل هذا
    اذن ماهو الغرض
    ومن يقف خلف هذه الحملة

    ماهي نسبة الجريمة التي يرتكبها السودانيين وما هو نوعها مقارنة مع نسبة الجريمة ونوعها التي ترتكب هنا
    هل هناك قانون في كل دول العالم يحاكم جالية لان فرد منها ارتكب جريمة


    وهذه هي مداخلة "بيان":
    Quote: المشكلة الكبيرة في قصة المهاجرين من السودان
    مشكلة تعبئة الفورمات بصورة خاطئة والكذب فيها..
    وهذه جريمة كبيرة في الغرب وعادية في بلدنا
    مثلما يحدث في امريكا الان
    نهب الولفير بالتزوير و كذلك التأمين..
    اذكر قبل سنوات اتى سوداني هنا من امريكا
    وسالنا لماذا تركنا امريكا لانه بي اربعة اطفال ممكن يدونا ولفير كثير
    بس الواحد يسجل ما شغال.. وممكن يشتغل بعداك في حتة تانية.
    اندهشنا لطريقة تفكيره وبعد ذلك اكتشفنا عدد كبير يفعل ذلك وهي عادية جدا
    رغم انها جريمة يعاقب عليها القانون..
    تخيل لو فتحت فوايل الولفير وتمت مراجعتها بمحققين
    بالتاكيد سيكون للسودايين نصيب الاسد...


    يلزمك كقاريء أن تعيد النظر كرتين وعشرة ومائة أو حتى "تنقلب الهوبة" لكي تجد أدنى صلة بين هذه الفقرة لزوربا ومداخلة بيان ومع ذلك لن تحظى سوى بنتيجة واحدة مفادها أن هذه المداخلة الخشنة لبيان لا تمت للسياق الذي يدور فيه الموضوع-المشكلة بصلة، بل هي مقحمة تماما وبشكل ينم عن القصد وسوء النية ويظهر صاحبتها بأنها زاهدة في التحري عما يجري عن كسب والاكتفاء بهذه الخشونة اللفظية بالغة التجريح والتي ترقى لمستوى الإساءة المجانية لا لشيء سوى أنها تنطلق من طهرانية متعالية تنزع بسبب أو بدون للتجريح وكشف الحال من باب اطلاقية الحقيقة. علما بأن الحقيقة نفسها إن لم تكن مصحوبة بالموضوعية التي تمنحها المعنى والمعقولية تصبح مجرد "درابة" تقع في الرؤوس دون تمييز. ولا يخفف من غلواء المداخلة هذه النزعة إلى التعميم باستعمال كلمة "الغرب"، لأن السياق هنا محدد وواضح ولا يحتمل التعميم،وذلك حسبما طرحه زوربا، حيث نجد لا علاقة له بتزوير الوراق الرسمية أو الولفير. وفي ظني أن هذا محض تمويه لاخفاء العجلة المصحوبة بسوء نية القصد. فلو كانت بيان تتوخى الموضوعية في مداخلتها لكان تعقيبها مرتبط أساسا بسياق البوست كما اجترحه زوربا، ولها الحق بعد ذلك في الاتفاق أو الاختلاف من واقع علاقتها باشكالات السودانيين باستراليا بعيدا عن الحقائق المحفوظة والمعلبة واستخدامها متى ما دعت الحالة المزاجية باعتبارها حقيقة مطلقة ومتعالية "تركب في أي مقاس"!!. ولست هنا في مقام التشكيك في صحة معلومات بيان من عدمه بقدر ما أحب أن اضغط على خطل الطرح من أساسه. فالشاهد أن ما يدور في الساحة الأسترالية من سوء فهم عام ليس مبعثه تزوير السودانيون لأوراقهم الرسمية أو أكلهم للولفير كما أتحفتنا بيان بذلك، بل الأمر أعمق من ذلك ،وهو أمر ليس بقاصر على السودانيون دون غيرهم من غالبية الجماعات الثقافية التي تستوطن استراليا وهو في مجمله صراع ثقافي، اجتماعي وسياسي بين الثقافة المهيمنة وثقافات الاقليات الوافدة. وهذا مبلغ اختلافي مع زوربا الذي سوف أتي له في ما بعد.

    أقول أن النهج "الأرثوذكسي" لبيان ورؤيتها للسلوك السوداني في المهجر من منظور الخطيئة الدينية وما يتبعه من رغبة في التقريع الأخلاقي جعلها تزهد في تتبع ما يحدث هناك حتى تظفر برؤية شاملة يتبعها تحليل هادئ وعميق وعادل، هذا إذا آمنا أن العدل كمفهوم هو غاية الدوافع النبيلة دنيا وآخره.
    ليس هناك من مجموعة ثقافية أو أثنيه في استراليا لا تمارس لعبة الالتفاف على النظام البيروقراطي للدولة "السيستم"System من واقع سياق الصراع غير المتكافئ بينها وبين الثقافة المهيمنة المتسقة مع موجبات سيستم الدولة الرأسمالي. وهذا وحده يدحض أن هذا إشكال سوداني محض. فالمعروف أن أكثر من 60% من الفيتنام والإندونيسيين يدخلون استراليا عن طريق التهريب عبر الشواطئ الأسترالية الشاسعة دون أن يصاحب ذلك أوراق ثبوتية بالمطلق، كما أن الصوماليون يستفيدون استفادة كاملة من عدم وجود دولة لهم ولذلك يضيفون ويحذفون ما شاءوا من البيانات. والصينيون يمثلون أكبر مورد للمخدرات ، والإيطاليون هم ملوك العالم السفلي بكل تجارته غير المشروعة...الخ، والأمثلة أكثر من أن تحصى أو تعد في هذا الصدد. ولذلك ومقارنة بما يحدث هنا، فمثل تزوير الأوراق الثبوتية لدخول استراليا يمثل جنحة. وربما لهذا ، وللمفارقة، نجد أن مثل هذه التصرفات تحظى بتعاطف الكثير من المنظمات الطوعية أو الأفراد المنخرطون في الدفاع عن حقوق الاقليات، وذلك من واقع قراءتهم للدوافع غير الأخلاقية التي يتبعها السيستم لتحجيم فرص الاقليات ومحاولة دفعهم للهامش ومن هنا تكون مساعدتهم اللا محدودة لهذه الاقليات في مجال برنامج "لم الشمل" رغم علمهم بأن معظم المعلومات المتوافرة غير صحيحة، ولكن علمهم بأن الصراع في مجمله غير أخلاقي ومن ثم يجب أن لا يأخذ مثل هذه الصيغة. باختصار فإن ما يجري في هذا المستوى فهو "لعبة"Game تحاول فيه الدولة الفوز عن طريق هيبة وقوة القانون بجانب صرامة السيستم ومحاولة تقوية نقاط الضعف فيه حتى يصعب اختراقه، ومن الجانب الآخر تحاول الجماعات المهمشة والمستغلة أن تجد لنفسها موطئ قدم في هذا الصراع "الطبقي" الحامي مستفيدة بشكل أو بأخر من مساحة الحرية لتلتف على السستم وتخرج من دائرة الدونية والتهميش. وهذا مسرح سوسيولوجي بالكامل سينتج اشكالات اجتماعية مستعصية أفرد لها عظماء علم الاجتماع ، منذ زمن ليس بالهين، مساحات واسعة من التحليل كما هو معروف. وما يهمني هنا هو هذه الأمراض الاجتماعية مثل: "الأنانية، الأنوية، الدعارة، الاغتصاب، إدمان المخدرات والكحول، الانسلاخ، الشذوذ، الإحباط، العدمية، الأمراض العقلية..." والتي انبثقت عقب انفراط المجتمع التقليدي وتكون المجتمع الصناعي في الغرب. لأن هذه المشكلات أو الأمراض الاجتماعية هي ما أشكل على أخونا زوربا للحد الذي جعله يخلط الأوراق حتى يخرج بنتيجة سهلة مريحة تناسب طرحه. في اعتقادي أن مدخل اللبس في طرح زوربا هو خلطه الفادح بين هذه الاشكالات الاجتماعية التي أشرنا إليها وبين ما يمكن تسميته بالانحرافات المعيارية اللصيقة بالمعايير القيمية للمجتمع. فالمجتمع الأسترالي شأنه شأن كل المجتمعات في الدنيا له معاييره القيمية الخاصة نتاج تطوره التاريخي وتراكم خبراته الإنسانية، وهي معايير يستمد منها رؤيته الوجودية لما يجب أن تكون عليه الحياة اتفقنا مع ذلك أم اختلفنا. وهذه المعايير تمثل النقطة المرجعية التي يتكون منها مفهومه للعيب والعار والتخلف وذلك بما يتسق مع المزاج العام. وبالتالي أي محاولة لتهشيم هذه المعايير القيمية من خلال سلوك مفارق للجماعة لابد إن يصحبه ضجيج إعلامي واجتماعي، خصوصا وان الإعلام يستمد أهميته وقوته من واقع تمثيله للحس العام. هذا هو في اعتقادي جوهر المشكلة القائمة اليوم بين الإعلام الأسترالي وبعض نماذج السلوك السوداني الذي يعتبر خروجا على معايير القيم الأسترالية. وهذا ربما يفسر هذه الهبة القوية غير المحتملة. ولذلك لا اعتقد أن الأمر يدخل في بند العنصرية الصريحة كما أراد لها أن تكون زوربا. فمثلا حكاية أن يتبادل 5 أشخاص رخصة قيادة واحدة أو يتم القبض على طفل في الحادية عشرة من عمره حوالي 6 مرات في أسبوع واحد وهو يقود سيارة "ملكه" أو أن يتجمع شباب بأعداد كبيرة وفي أحياء هادئة للتحدث بأصوات عالية والضحك بطريقة نزقة أو معاكسة الفتيات أو ارتفاع معدلات السواقة في حالات السكر البين وما يصحب ذلك من حوادث مأساوية ليس آخرها قصة تعبان دينق الذي فقد التحكم بسيارته ليدخل مدرسة أطفال ويتسبب في أحداث مأساوية، أو ايقاد النيران في مقالب الزبالة بغية الاستمتاع الطفولي بمجيء شرطة المطافيء، أو...أو....،هذا فضلا عن المواقف "الغريبة" التي يمارسها بعض سائقو التاكسي من الاخوة الصوماليون، حين يتوقفون بالزبون فجأة على الطريق بحجة آداء الصلاة أو رفضهم السماح للكلاب المدربة بصحبة الاعمياء بحجة أنها "نجسة"، كل هذا من شأنه أن يمثل صدمة وصدمة كبيرة للحس العام الأسترالي وبالتالي يلقى رواجا واستنكارا عبر الإعلام اليومي الذي يمارس في هذه الحالة سياسة "التخجيل" حين يؤكد على همجية وتخلف مثل هذه السلوكيات. والحقيقة أن التخجيل مفهوم كامل في الثقافة الإعلامية الغربية بشكل عام ويمثل رادعا اجتماعيا قويا ربما يفوق في قوته العقوبات القانونية. من هذا المنطلق يمكن الاستنتاج بوعي الإعلام الغربي للتفريق بين الاشكالات الاجتماعية والانحرافات القيمية. ورغم صعوبة الفصل بينهما وذلك لتداخلهم في أحايين كثيرة ، إلا أن الرأي العام ، كمنتج للقيم، بمقدوره أن يعي مثل هذه الفوارق. وهنا يكمن مأزق أخونا زوربا حين يقول: "
    Quote: ونحن من جانبنا نطالب مقارنة الجريمة التي تحدث في استراليا نوعاً وكماً

    ولان فلان الذي ارتكب جريمة لونه اسود هذه جريمة نكراء
    هناك بعض الجاليات سجلها الاجرامي هنا عالي جداً ولكن لم تتخذ الحكومة أو الميديا ذلك موضوع لاتأخذ قرار مثل هذا
    اذن ماهو الغرض
    ومن يقف خلف هذه الحملة

    ماهي نسبة الجريمة التي يرتكبها السودانيين وما هو نوعها مقارنة مع نسبة الجريمة ونوعها التي ترتكب هنا".

    فهو هنا يتحدث عن "جريمة" بفهم مطلق حتى يسهل فرز الكيمان من منطق لغة الحساب حسب وجهة نظره، في حين أن الأمر ، كما أبنا، أعقد من ذلك. فجرائم الاشكالات الاجتماعية لا تمثل في كثير من الأحيان "صدمة" للرأي العام لأنه يعي أنها في كثير من الأحوال تتخفى وراء دوافع نفسية أو اختلالات عقلية ولذلك يكتفون بتصدي القانون لمثل هذه الجرائم وكذلك دوائر البحث العلمي الاجتماعي والنفسي لاستكشاف خباياها، وهذا وحده يفسر عدم تصدرها صدر الإعلام الرسمي. ولكن بالمقابل نجد مثلا، أن ضرب سائق تاكسي من قبل بعض المراهقين - حتى ولو كانوا انجلو- استراليين - وهربهم يقابل بهبة إعلامية ضخمة ويتم استخدام قاموس التخجيل في مثل هذه المواقف من شاكلة: "عار، فضيحة، خزي أو مثير للغثيان". الأمر الملفت للنظر والذي تخطاه زوربا من منطلق الحذف والانتقاء الذي مارسه لتدعيم وجهة نظره أن الإعلام في كل المواقف التي تمثل انحرافا عن الحس العام كان حياديا إن لم يكن كامل القسوة حد العنف للمحسوبين على الثقافة السائدة. ويمكن أن نضرب مثلا بذلك ، يتوفر فيه الجمع بين الجريمة وخرق المعايير القيمية، حين نشير للحادثة التي تأمر فيها شخص مع عشيقته على زوجته حين قفل عليها الشنطة الخلفية للسيارة لعدة أيام وحين تم اكتشافها كانت في غيبوبة لم تنجو منها بعد ذلك. ورغم أنه ليست هناك دلائل قانونية كافية تدين الزوج، إلا أن أسلوب سياسة التخجيل الذي مارسته الصحف كان أقوى من اي قانون مما دفع بالعشيقة للاعتراف، وبالزوج للانهيار وشنق نفسه في مشهد بالغ الدراما. وللتدليل أكثر في كشف الجوانب الفلسفية لمفهوم التخجيل كسلاح في محاربة الانتهاكات القيمية نحيل الأخ زوربا إلى إعلان شرطة المرور ذو الدلالة البالغة ، والذي يطالعك في كل مكان ،والذي ما معناه" أنت في منتهى التخلف حين تقود السيارة وأنت مخمور" drink, drive, bloody idiot. الدلائل أكثر من أن تحصى لو حاولنا تتبع هذا المسار، ولكن سوف أختم بتأكيد ما سبق أن ذكرته بوعي الإعلام لما أسميته بالانحرافات الاجتماعية للمجتمع الحديث والانحرافات القيمية الصادمة للذوق العام في هذين الموقفين:" في منتصف العام الماضي تم القبض على عارضة أزياء أسترالية في إندونيسيا بتهمة ترويج الحبوب المخدرة، وفي أثناء محاكمتها أعلنت إسلامها وتنقبت، وتم الحكم عليها بـ6 أشهر كانت قد قضت منهم 4 أشهر انتظارا، وبمجرد أن عادت إلى استراليا قامت بنزع الحجاب وعادت إلى عملها حتى هاجمها الإعلام والرأي العام ووصفت بالجبانة، بالمقابل نجد أن "ديفيد هكس" وهو أسترالي مسلم مسجون بـ"قوانتنمو" حيث تم القبض عليه بأفغانستان عقب الحادي عشر من سبتمبر محل تعاطف الرأي العام والإعلام الرسمي وكل منظمات المجتمع المدني، والضغوط تمارس صباح مساء على الدولة في هذا الصدد لاطلاق سراحه أو تعرضه لمحاكمة عادلة، والإعلام يفرد مساحة واسعة لتحركات والده "المسيحي" الرامية لاطلاق سراح ابنه.

    نخلص من كل هذا أنه لا بيان كانت محقة في تصورها للإشكال القائم هذا إن لم نقل أنها كانت تعرض خارج الزفة، ولا زوربا كان موضوعيا في تناوله لما يحدث ،رغم علمي التام بصدق نواياه، ولكن نزوعه للإثارة وحرصه على الحذف والانتقاء جعل من الموضوعية أمر ثانوي بالنسبة له. فمبلغ الأمر ، حسبما تؤكده قرائن الأحوال، هو ذلك الصراع الاجتماعي الثقافي القائم بين ثقافة مهيمنة تنزع دوما للحفاظ على مكاسبها التاريخية وذلك من خلال استمرار منظومة المعايير القيمية التي تتبناها وبين ثقافات وافدة تعاني عثرة الانتقال من بيئة لاخرى مما يصحب ذلك من عدم التوازن وفقدان الهوية المولد لليأس وهذا ما يتمظهر في العنف والفوضى وتحدى النظام المصاحب لسلوك شباب هذه الاقليات الثقافية. ويستحضرني هنا مقال يائس كتبه قبل عدة أسابيع كاتب عمود في "الهيرالد صن" نقلا عن ضابط شرطة يصف فيه سلوك بعض الشبان السودانيين في منطقة "داندنونق" شمال مدينة ملبورن. يقول: "أنه لا يكاد يصدق أن هؤلاء الشباب لا يعرفون خطورة مسلكهم الفوضوي على مستقبلهم. ويضيف:.. كثيرا ما أضبطهم يقودون بدون رخصة قيادة أو أحيانا مخمورين فوق المعدل المسموح به أو يمارسون فوضى وإزعاج في الشارع العام، واحذرهم بأن هذه المخالفات بمجرد أن تصبح سجلا في دوائر الشرطة سيكون أثرها على مستقبلهم الدراسي والوظيفي مدمرا مدى الحياة، ولكن يجيبوني بضحكات غريبة وإيماءات جسدية كتلك التي نشاهدها عند الأمريكان السود!!. أنني أكاد أجن.... كيف يمكن إقناع هؤلاء الشباب أنهم يدمرون حياتهم دون سبب منطقي..؟" انتهى . بالطبع لا يمكن القول أنه لا توجد نزعات عنصرية أو كره للغريب من بعض المتطرفين، ولكن من المؤكد أن الأمر ليس كما يطرحه زوربا عندما يشير إلى استراليا البيضاء دون مراعاة للسياق، فذلك وضع مختلف، حيث كانت تلك هي سياسة الدولة الرسمية، ومن هناك كانت معاناة المهاجرين الأول لأن المطلوب منهم في ذلك الوقت هو التحول إلى أنجلو- أستراليين بالكامل لسانا وثقافة. ولكن في عصر التعددية الثقافية الذي تبنته الدولة في مطلع سبعينات القرن الماضي، فالأمر مختلف تماما. فحقوق الجماعات الثقافية محفوظ ومرعي بنص الدستور ويحظى بالدعم المادي للدولة، رغم أنه باب واسع للفساد بين أوساط نخب هذه الاقليات، ولكن هذا مقام آخر. ويكفي أن الصينيون والفيتنام يديرون "بزنسا" يفوق مليارات الدولارات ومع ذلك فمن النادر أن تجد بينهم من يتكلم اللغة الإنجليزية. هذه هي استراليا بقضها وقضيضها تموج بكل أشكال الصراع الاجتماعي-الثقافي في كل أوجه حياتها، منه ما هو خلاق ومثمر ومنه ما هو غير ذلك وهو الذي يعكس أحيانا صلف الامتياز التاريخي أو عنجهية المجتمعات المغلقة الرافضة للاندماج، وهي في هذا ليست استثناء، أما الحديث عن عنصرية لون وخلافه فهذا نوع من المغالاة ليس إلا.

    محبتي
    عبد الخالق السر/ ملبورن
    18/2/2007
                  

العنوان الكاتب Date
محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! atbarawi02-18-07, 05:03 AM
  Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! doma02-18-07, 12:23 PM
    Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! بشرى محمد حامد الفكي02-18-07, 03:52 PM
      Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Tragie Mustafa02-18-07, 04:24 PM
        Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! wesamm02-18-07, 04:31 PM
          Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! bayan02-19-07, 07:30 AM
  Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Sabri Elshareef02-18-07, 04:40 PM
    Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! ابن النخيل02-19-07, 00:35 AM
      Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Amin Mahmoud Zorba02-19-07, 01:52 AM
        Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! atbarawi02-19-07, 04:42 AM
          Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Outcast02-19-07, 05:13 AM
            Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! bayan02-19-07, 06:25 AM
              Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! wesamm02-19-07, 07:06 AM
                Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! bayan02-19-07, 07:23 AM
  Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! بشرى محمد حامد الفكي02-19-07, 03:24 PM
    Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! atbarawi02-20-07, 02:54 AM
      Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! bayan02-20-07, 03:18 AM
  Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Deng02-20-07, 03:36 AM
    Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Amin Mahmoud Zorba02-20-07, 05:32 AM
  Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! بشرى محمد حامد الفكي02-20-07, 05:32 AM
    Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Amin Mahmoud Zorba02-20-07, 01:13 PM
      Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Amin Mahmoud Zorba02-20-07, 01:21 PM
        Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Amin Mahmoud Zorba02-20-07, 01:30 PM
          Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Amin Mahmoud Zorba02-20-07, 01:34 PM
            Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Amin Mahmoud Zorba02-20-07, 01:36 PM
              Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Amin Mahmoud Zorba02-20-07, 01:47 PM
                Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Amin Mahmoud Zorba02-20-07, 01:55 PM
                  Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! Amin Mahmoud Zorba02-21-07, 03:06 AM
                    Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! atbarawi02-21-07, 05:38 AM
                      Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! رقم صفر02-22-07, 07:32 AM
  Re: محنة السودانيين باستراليا بين "هواجس" زوربا واساءات بيان!! بدرالدين كاجوري02-24-07, 04:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de