هاء السّكت - تو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2010, 01:48 PM

جعفر خضر

تاريخ التسجيل: 08-09-2008
مجموع المشاركات: 1600

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: الصادق يحيى عبدالله)

    Quote: استاذي العزيز/ د. بشرى الفاضل
    من "امنول دود وا لاقينا" في المنبر ان لم تخني الذاكرة. امتع نفسي بالقراءة و لا زلت في المنتصف و لكني ساصل ان شاء الله.
    متعك الله بالصحة و العافية


    لك الود أخي الصادق
    تقبل مني إلى أن يعاود الدكتور
                  

06-20-2010, 06:34 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)

    Quote: وصاح كمعكوس أرخميدس.. لم أجدها.. لم أجدها.. وأوقفوه وقد عرفوه فسألوه، لم تجد ماذا؟
    لكن التكنوقراطي كان قد أصابته هاء السكت فسكت.


    حقيقة أدركتني هاء السكت فوقفت عاجزا عن التعبير عن مدى النشوة والدهشة والتحليق في سماوات العبقرية الذي تولده قراءة هذه الدرر في نفس القارئ، لك الشكر دكتور بشرى الفاضل على هذه الروائع فأنت تثبت أن قدرة الكاتب المبدع تتجدد ولا تنضب والموهبة الخلاقة لا تدركها هاء السكت!
                  

06-21-2010, 08:52 AM

جعفر خضر

تاريخ التسجيل: 08-09-2008
مجموع المشاركات: 1600

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: محمد عثمان الحاج)

    ضربات ترجيحية(باك وورد)

    اللاعبون العشرة ركلوا الكرة داخل وخارج الشباك .. لا زال التعادل قائما .. تبقى هو ..
    يكره مفترقات الطرق .. القطار وسيلته المفضلة للتسفار .. الطائرة خياراتها لانهائية .. يكرهها .
    تبقى هو فقط .. كقط منفذ هربه الوحيد حيث يقف مفترسه .. أيركلها يسار الحارس أم يمينه ؟ سؤال لم يحدد إجابته وهو يصلح وضع الكرة في نقطة الجزاء .
    في طفولته لم تكن هناك لعبة أخرى تضاهي كرة القدم ، وإلا لما صار لاعبا لهذه ولا لتلك .. لكان الآن محبوس الأنفاس بين الجمهور .
    تراجع خطوات إلى الوراء .. تضاعفت الأسئلة يمين أم يسار .. أرضية أم علوية .. وتراجع خطوات .. تراجع .. تراجع .. هتاف الجماهير يتحول في أذنيه إلى عويل .. تراجع .. تراجع ..
    بعد أن أكمل المرحلة الثانوية تعددت فرص دخول الجامعة .. لم يدخل أيا منها .
    مع تراجعه للوراء يحس أن المرمى يضيق رويدا رويدا .. يسار أم يمين .. هذه التي تضج أنفاسه أم أنفاس الأعين الجاحظة .. تراجع .. تراجع .. المرمى يضيق .. يمين أم يسار .. وصل دائرة السنتر .. فُتحت صفحة جديدة في موسوعة جينز .. يسار أم يمين .
    تراجع حتى دخل هو في المرمى الآخر .. فأصابت الجمهور هاء السكت فسكت .
                  

06-22-2010, 09:05 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)

    عزيزي محمد عثمان الحاج
    أشكرك.إن لم تخني الذاكرة فلدي نص منك تعليقاً على بعض حلقات سيمفونية الجراد وسأجعله في مقدمة كتاب السيمفونية لدى صدوره.
                  

06-23-2010, 08:12 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)


    وصلتني الرسالة التالية من الدكتورة عائشة موسى

    الأخ الدكتور بشرى


    آلاف التحايا



    منذ أن بدأت القراءة وأنا أقول هذه إذن القصص التي كنت أبحث عنها!

    القصص التي لا تُقرأ للنوم..

    لله درًك! ولك الشكر

    ولعلي اوصل لك هذه الرسالة الهامة:





    ومنذ أن بدأت صابرين المهمومة بقلة النوم القراءة, حتى غدت دائمة الابتسام

    حتى إن كل من حولها تعجب!

    كان منظر الورق في الآونة الأخيرة - الورق المكتوب- يسبب لها السأم فتظل تتثاءب

    كقطارعلى وشك دخول المحطة الأخيرة...

    والآن تحترق الحلة, وتقع المقصوصة والباب يدق ويدق والولية مركبة

    نضاراتها وتقرا وتتبسم!

    وفجأة اتعدل ضهرها الذي قوسه طول الجلوس..

    وتغيرت الإبتسامة إلى دهشة من رأى دش موية كابة في الأبيض!

    ولكنها لم تصرخ...

    بل خرجت عبارة لوم لم يسمعها أحد...فلا أحد في الصالة أصلاًً:

    " حتى أنت يا بشروتس!"

    قال مونديال قال!

    وسكتت صابرين...

    ( ربما انطلق اللسان بعد المونديال)...

    عائشة موسي
                  

06-23-2010, 08:52 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)

    عزيزي محمد عثمان الحاج
    هذه هي كتابتك التي زادت من حماستي لإكمال رواية سيمفونية الجراد هذا العمل الذي تعثر منذ عام 2001م ونشرت مقاطع منه هنا وهناك .لكنني أكملته أخيراً وبقي أن أنشره في كتاب.وقد نشرت عشر حلقات منه في صحيفة الرأي العام في العام الماضي.

    Quote: في البداية ظننت أنني أقرأ fable من نوع جديد رائع، ومن ثم ذكرتني جاك لندن و قدرته المذهلة على رؤية العالم بعيون كائن آخر ولكن هذه تميزت على رؤية جاك لندن بلغة موسيقية رائعة و ببناء حقيقة افتراضية virtual reality ينتمي الى عصر فيلم سيد الخواتم Lord Of The Rings. إنها حقا سيمفونية رائعةورحلة كرحلة منطق الطير لفريد الدين العطار. وإن كان من المحزن أنها لو ترجمت فسيستحيل أن يحس القارئ الأجنبي بمعجزة الجناس البلاغي العربي فيها. إنها مغامرة نثرية تطاول مغامرة حسن طلب الشعرية. وهي تمتلك ما يكفي من خيوط الإثارة لتشد انتباه القارئ. قراءاتي في الأشهر الأخيرة غلبت عليها الـ thrillers مع ذلك فهذه المقاطع من سميفونية الجراد لم تشعرني أبدا بالملل فبها عنصر إثارة استكشاف عالم جديد مجهول. لقد وجدت كولن ويلسون مملا في كتابته عن عالم العناكب وبالكاد استطعت إكمال الكتاب لكن سيمفونية الجراد تبشر بكتاب سأنتظر صدوره بتشوق.
    محمد عثمان الحاج
                  

06-23-2010, 09:19 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)


    جرير
    باتت جريرة شتوياً فنحن لا ننام لكننا نبيت وشتاؤنا ثمانون جاغة أي إثنتان وخمسون ساعة بحساب البشر. كانت جريرة في خلوتها مع غصة هاء السكت حين دهمتها أحلام الجراد . وأحلامنا بخلاف أضغاث البشر تتحقق بعد جردات أحلامنا كالسيمفونيات تبدأ بجرادة فريدة تغني صولو ثم جرادتان في دويتو ثم ينطلق شجو الكورال السرب ثم أوركسترا الأسراب الكونية المصفاة الراقية. حيث صيغة منتهى الخضرة . كل جرادة تغني بواحد من الألف من التون بموسيقى لم يحلم بها موتسارت . و ما يلبث الحلم الحقيقي أن يدخل في غرضه ثم يبدأ الإنسحاب التدريجي في الحلم من الخضرة المتناهية إلي (الخضرة - أي كلام) البشرية إلى الأزرق البرزخ فالصفرة ثم الصحو باللون الذي يكيل به البشر دائماً حماد.
    رأت جريرة أولاً جريراً يخاطبها مغمغماَ . هو يتكلم ببطء شديد وهي لا تكاد تفهم شيئاً بدا لها جرير غريباً في الحلم حتى أنها كادت تبكي وفتحت فمها لكي يبدأ النشيج لكن هاء السكت دهمتها فجأة. جريرة لم تسكت هذه المرة بل ملأت بالتحدي جوفها واستغرقت في ضحك كتوم حين أدركت أن هذا يتم أثناء الحلم . ضحكت جريرة في سرها وضحكت ثم ضحكت وضحكت حتى قادها شلال الضحك إلى صحوة مفاجئة لا تشبه تلك الصحوات البشرية غير البريئة. ثم تذكرت أنها جائعة حد التصاق جنبي بطنها الرشيقة . ذلك ثم ما لبث أن سمعت حركة تدب بالقرب منها فالتفتت لترى عتابةً نشطة . كانت من قبيلة الجبورة . طارت جريرة نحوها كالسائرة دون أن تفرد جناحيها كأنها طائر متردد لم يتخذ قراراً بعد بالطيران ولا بالسير . طارت سائرةً نحو العتابة لتسأل
    - قولي لي يا شابة ألا توجد دوحة بالناحية ؟
    هزت العتابة رأسها بالنفي لكنها قالت مستدركة
    ـ لا. اللهم إلا طندبة التطبيب.
    ونظرت الجبورة الى بطن جريرة الملتصقة ففزعت ثم تب تب عتبت قافزة نحو النهر وبعد ربع جاغة عادت تنوء بأحمالها من الجرجير والقت به أمام جريرة .طارت جريرة من الفرحة ثم جرت اليها جرجيرة وجرجيرة وجرجيرتين وعشر حتى استردت عافية سنين ورمقت الجبورة بامتنان وقالت مداعبة
    ـ هل اسم قبيلتكم جبورة أم قبورة ؟
    فردت العتابة الكريمة
    - جبورة والغريبة جراد الشمال يسمينا قبورة فهل هذا مهم؟
    ومدت جريرة يدها وقالت بمودة:
    ــ جريرة
    وسرعان ما تلقت رداً:
    ــ عتبة
    فهتفت بفرح
    - يا ألف مرحب.
    وهكذا تعارفتا خلال شائق الابتسام.
    بين العتاب والجراد علاقة تاريخية ورفقة ممتدة الجذور. يقول مؤرخو الأسراب المنحازون للجراد أن العتاب كان جراداً في طور التكوين لكن يبدو كما لو أنه انتقصت منه حركة واحدة فلم تكتمل صورته إن كان الطيران يعني الكمال . ولذا يتحرك العتاب مثل حركة الممثلين من أيام شارلي شابلن. ويسخر فلاسفة الجرا د العتاب من ارتباط الكمال بالطيران ويستدلون بالبشر الذي لا يطير إلا مستعيناً بالحديد الهدار الذي يدمر الأكوان سعياَ وراء محاكاة الجراد. الرفقة بين العتاب والجراد أكثر من حميمة. العتاب يخدم الجراد بأفضل مما تخدم البشر الكلاب .البشر يستغلون الكلاب لكن الجراد يرد على خدمة العتاب في المسائل الاستراتيجية كالتنبيه من خطر القنبلة المبيدة أو شباك أكلة الجراد من الإنس المتوحشين والوحوش وغير ذلك وبما أن التاريخ الحميم مكتوب في جيناتنا فلا اتفاقيات ولا شروط كل يؤدي دوره في خدمة المجموع . ولولا تدخل البشر لما حصل مثل هذا الإنفلات الجديد في عالم الجراد فهنالك فصائل جرادية قطنت مؤخراً جوار حي بني طفيل البشري تشربت أفكار أولئك البشر .الوحوش وهذه الفصائل الجرادية الجديدة أصبحت تحكم الآن سائر أسراب الجراد بالحيلة أو الزندية . المشكلة أن بقاء جريرة قرب إنقاية واصل نومك جعلها جرادة ساذجة مسكينة فهي لا تعلم ما حل بحبيبها جرير لكن يبدو أنها ولحسن الحظ وقعت في طريق فيه مخرج لها من أزماتها فهذه العتابة عتبة لها معارف من الجراد المثقف أمثال الشاعر جرداق وجابودي وجراري وجارد الحازم وغيرهم .
    أكلت جريرة الجرجير بمتعة كأنه موليتة خريفية من واصل نومك. ولمعت في خاطرها أثناء الازدراد صورة ريحانة آسرة العطر فتذكرت أيام مجدهما الغابر هي وجرير قبل شتات القنبلة المبيدة الأخير التي ذهبت بريح كتلة سربهم الأخاذ الملون قبل جردات طويلة سابقة لنكوص جريرة وعشيرتها ولجوئهم الاخير للجرداء قرب واصل ببطن الجزيرة. تذكرت جريرة كل ذلك في جانيات معدودات ثم طفقت تغني باللوعة كلها وانطلق الحنين
    ــ تكْ تكمْ. تكتكْ تكمْ. تكْ تكمْ. تكا تكْ تكمْ.
    ثم أفردت جناحيها ودارت راقصة في فضاء القصبة وجارودي رغم غموض الأحداث. وشاق عتبة رقص جريرة البديع وأخذتها حركتها الرشيقة هناك في الأعالي فأيقنت أن ضيفتها عاشقة وسألتها وجريرة لا زالت تدور في بداية التسخين
    - إلى أين ونحن لم نتعارف بما فيه الكفاية؟
    ومن علٍ سمعت صوت الراقصة العاشقة يقول
    ـ هو مشوار ضروري . سأعود ونفتح المغاليق. شكراً لحزمة الوجبة الدسمة
    وردت عليها عتبة
    ـ طيب. تجدينني هناك ــوأشارت لأكمةــ عند طندبة التطبيب . وهذا الحي اسمه جرورة. تذكري .
    لكن جريرة كانت قد طارت ولمع في مفاعل التسريع الدماغي لديها خاطرة خافتة من البعيد البعيد عن مذاق حسوة بشرية تذوقتها صدفة وثملت بها. وفي سرها قالت هذه الجرادة الحريرية الشاعرة العاشقة
    ـ آه وآه ثم آه من غموض الأكوان .
    ولو كانت جريرة نشأ ت في صحبة بعض شباب وشابات حي جرورة المتفتح لآمنت بال ( ري انكارنيشن) وهذا أيضاً من أسرار الكون .
    طارت جريرة وطارت طارت وحلقت فوق سماء القصبة وهالها الحجم الهائل للحجارة والحركة شبه الجرادية للحديد الهدار الأرضي بأكثر من الجوي وللبشر غادين رائحين . كان الوقت أول الليل .دارت جريرة دورة كاملة حول المدينة متجهة نحو جارودي . وأعجبها من علٍ السيف المجوهر بالنجوم ولأنها مبرمجة بحب جرير وحده فما كان في خلدها سوى الانطلاقة من جديد نحو بستان الخضرة الرهيب. طارت جريرة لكنها فقدت بوصلتها اليه فرأت أنه من الأفضل المجيء من جديد من ناحية الجزيرة وهكذا طارت فوق صوتياً إلى هناك . وبعد جانيتين أو ثلاث لمحت جرادة أخرى تطير مسرعة رغم وزنها الزائد . كانت تبدو مع الضوء الخافت مثل خياراية. شيئاً فشبئاً اقتربت جريرة من الجسم الجرادي فتعرفت من خلال ابتسامتها على جرة بنت ناحيتها في الانقاية الجرداء . جريرة لا تقاطع جرة كما يفعل الكثيرون في واصل . فقط تعتقد أن جرة أخطأت التقدير مثل الكثيرين بعد الهجوم النووي الأخير . وخلال تبادل النظرات صاحت جرة كالمندهشة
    ـ هاي جريرة. لسة ما وصلتي ؟
    تعجب جريرة الشاعرة من لغة الشابات الطالعات. متقنة في بيان أغراضها لكنها شالو وغير شاعرية .تتيقن جريرة أنها لغة ليست جينوين. ردت جريرة كما لو أن الأمر فزورة
    ــ وصلت ولم أصل . لم أقابل جريراً بعد .
    وغمغمت جرة في سرها ماذا لو حكيت لها عن تحرشات جرير بي أول ما وصلت للبستان ؟ لكن جرة عدلت عن فكرتها وقالت من تحت فمها متأوهة
    ـ أوه شابكانا جرير .. جرير .
    ثم توكلت وقالت
    ـ سأكلمك الآن بصدق . جرير يرافق ثلاث في غيابك عن بستان النعيم.
    فاجات جريرة كلمة الغياب الواردة هنا وردت مستنكرة :
    ـ ها.
    زفرت جريرة رفضها للخبر ثم ما لبث أن ملأ الغضب جوفها العامر بالمحبة وانقطع الحديث بينهما فطارت صامتة لا تدري ما تفعله تجاه تصريحات هذه الجريدة الحاقدة. لكن جرة واصلت حديثها فقالت
    ـ أعلم أن الجميع يعتقد أنني منزلقة . لكن هيلاه وهيلاه ما انزلقت ولم أورد خبراً واحداً عن جراد الجزيرة لأتباع جبادة . أنا اجيء لهذه الجنة لأن العيشة فيها سهلة وما خصاني كان الرجال بيجوا عشان حورها أو ما يجوا ما خصاني وتعالي ياجريرة النسألك واصل ديك شن فيها بلا السجم؟
    استمرت جرة تثرثر وتثرثر ناسجة خيوط مرافعتها أمام قضاة سرب جراد وهمي لكن جريرة كانت في شبه غيبوبة تطير لأن هناك هواء رحيم يدفع بها آلياً مثل طائرة معطوبة . وفي سرها قالت جريرة
    ـ هيلاه . يا جرير ..جرير هل ترى ما تقوله هذه الجرة وهل ما رأيته في الحلم صحيح؟ أين أنت الآن يا حبي . يا جرجاري في عالم مليىء بالأسمال . يا حصن الأوزان والقوافي والحلم بسربنا الأبدي .
    صدحت جريرة بذلك ثم دهمتها سنة من نعاس حتى كادت أن تهوي فالهواء الشفوق يدفعها نعم لكن من شروطه الوعي. وصاحت جرة مرة أخرى من أمامها :
    ـ اسمعي يا جريرة أنا أتفهم أنك لا تصدقينني . لكن سأستعين بذكائك الذي يتحدث به الجميع في واصل وقدراتك التي أثنى عليها المعلم أبو الحصين كثيراً ,لأشرح لك ما جرى فبعد أقل من نصف جاغة سنصل إلى البستان وستتحققين بنفسك من صحة ما أقول . البستان يحكمه جبادة وكما تعلمين فهو يحكم سائر الجراد من جابودي إلى كافة النواحي والإنقايات. جبادة يحكم حتى مناطق لم يرها ولم يسمع بها .
    سكتت جرة ثم واصلت إزاء صمت جريرة الذي كان يوحي بأنها تصغي
    ـ مش تقولي واصل القريبة دي . جبادة يحكم الجراد من قرب جامينا وجراد جنينة وجبل الجراد وجراد جابرة وجوبا والجبيلية وجبيت وجيلي وجبل أم علي وجابرية والجراد من قرية جرادة الرائعة التي لا ياكل اهلها الجراد إلى عند جبلاية الجقر وجراد جـنيفا نفسها...و .....
    وهنا قاطعتها جريرة المبرمجة التي لم تكترث لمبالغات جرة :
    ـ هل ما قلته عن جرير صحيح يا جرة؟
    فردت جرة :
    - هو لم ينس عشرتك. يذكرك دائماً . لكن يبدو أنه مشغول لقد عينوه حامياً للصوتيات التي ترسل اشاراتها لسائر الجراد في جابودي وعواملها مما ذكرت. يرافق جرير ثلاث أخريات هن جغمة وجافلة والثالثة نسيت إسمها.
    صمتت جرة . وطارت جريرة حانقة موازية لها بالدفع الآلي حائرة فلا تسمع من طيرانهما إلا خفق الأجنحة. طارتا وطارتا وفي كل هذه المدة كانت كلمة واحدة مثبتة في دماغ جريرة شبه المعطل. كانت الكلمة تقول: جرير
    وبدأ هسيس شعر جريرة الصافي يغني حيرتها نيابة عنها:
    تك تكا كم . تك تككم. تك تككم تكاكم تككم .
    وشيئاً فشيئاً دخلت الجرادتين في اللون الأصفر ثم الأزرق وفيه صاحت جرة
    ـ هيلاه
    اقتربنا أخيراً من النعيم
    ثم لاح البستان الغريب .الخضرة الباسقة. تلك الخضرة التامة التي كادت أن تنسي جريرة برمجتها الجريرية. قالت جريرة في سرها حين أحكي لجرير عن كذب هذه الجرة فما ترى سيصنع بها ؟
    حلقت الجرادتان الجزيريتان وحلقتا معجبتين كل واحدة لأهدافها بالخضرة ونسيت جريرة غصة اللطمة التي تلقتها سابقاً حين زارت البستان لأول مرة . وطفقت تتخيل ما سيحل بعد جوان حين يشرق جرير الفتى الوسيم الرشيق رفيق الصبا والشباب . وقادتها جرة لمسكن جرير وصاحت جرة ما أن اقتربتا من الفيلا
    ــ جرير .جرير أنظر .. من ترى قادمة اليك ؟
    وخرجت جرادة من الفيلا. هي رفيقة جرير اليافعة الأخيرة فيما يبدو . ثم ما لبث أن غامت الدنيا حين خرج فتىً جرادياً ضخم الجسد والبنيان لا تكاد تعرف أوراكه من أوداجه . ولأن جرة تعرفه صاحت به:
    ـ يا جرير أنظرإلى أعلى .ألا ترى؟ هذه جريرة.
    ـ جرير؟
    قالت جريرة قافزة هلعة . وعاودت النظر تحتها نحو جرير فأرعبها ترهله وتخمته غير المتناسقة مثل حكام الجراد الريفيين. ولم تجد فيه غير كائن يشبه الجرذ.
    وصاح جرير بلا انفعال
    ـ أهلاً جريرة. كنت سأعود قبل جردتين وأحكي لك بالتفصيل سر غيابي ولكن ع أت كم ته ت
    تلعثم جرير.
    وما كان لائقاً من الجرادة اليافعة أن تضع جناحها فوق كتف جرير المترهل لكي تؤكد حيازتها له . كانت تلك حركة زائدة منها فهي لا تعرف جريرة . أما جريرة فقد أجرت عملية حاسوبية كونية في جوانٍ فأدركت كل شيء. وتيقنت أن جريرها إنما أصبح في الذاكرة وقد ذهبت به السنون الغوابر . أما هذا الذي أمامها فهو ليس إلا كتلة لحم توجهت نحو الخضرة المعدلة وراثياً ترتع فيها وترتع كأن ليس هناك معذبون في واصل نومك وضواحيها التي هي ضواحي الضواحي . ترتع كتل اللحم القميئة هنا كلها ولا شك وتأكل مما يزرع الجراد العتاب دون حساب. أقبل جرير نحوها رافعاً قوادمه وهو يقول بصوت خال من التعبير
    ـ أهلاً
    ومد يده في تراخ ، لكنه فوجىء بصرخة جريرة الموجوعة الداوية:
    ـ شييييل إيدك يا جرذ!
    ذلك ثم دارت جريرة دورة سريعة فارتفعت فوق أحزانها وفجيعتها إلى أعلى مثل عامودبة بشرية وحلقت معها غضبتها فلم تسمع رجاءات جرة التوفيقية المتوسلة. غابت الخضرة في سيكلوجيا الغضب وهكذا حين نظرت جريرة خلفها بغضب أبصرت البستان وكأنه حقل من النيران ونبست لها نفسها فقالت
    ـ يا لها من جنة جهنمية.
    ذلك ثم طارت جريرة وطارت طارت وطارت إلى أن لاحت لها شجرة دليب وهناك حطت أحزانها وتأوهت علها ترتاح وكان يلفها طنين الكون. كان الوقت ليلاً لا زال ,غابت عنه جمرة الجراد القمراء فاشتبكت ظلمته بالظلمة التي حلت بروحها وحلت بحلقها غصة فظنت أنها ستبكي لأول مرة في حياتها فجريرة لا تعرف الأنين لكن تلك الغصة كانت هاء السكت التي حلت بها وهي بين براثن الفاجعة فسكتت.
                  

06-24-2010, 09:55 AM

جعفر خضر

تاريخ التسجيل: 08-09-2008
مجموع المشاركات: 1600

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)

    هاء السّكت - تو
                  

06-26-2010, 01:32 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)

    بين العتاب والجراد علاقة تاريخية ورفقة ممتدة الجذور.
    يقول مؤرخو الأسراب المنحازون للجراد أن العتاب كان جراداً
    في طور التكوين
    لكن يبدو كما لو أنه انتقصت منه حركة
    واحدة فلم تكتمل صورته إن كان الطيران يعني الكمال
                  

06-27-2010, 05:53 AM

جعفر خضر

تاريخ التسجيل: 08-09-2008
مجموع المشاركات: 1600

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    هاء السّكت - تو
                  

06-27-2010, 08:22 PM

جعفر خضر

تاريخ التسجيل: 08-09-2008
مجموع المشاركات: 1600

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)

    هاء السّكت - تو
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de