|
هاء السّكت - تو
|
هاء السّكت - ون نشرتها أول مرّة في مجلة الثقافة السودانية عام 1983م ثمّ ضمن كتاب (حكاية البنت التي طارت عصافيرها)عام 1990م .وها أنذا أواصل في (هاء السّكت الجديدة). أحاول أن أعثر بين أوراقي على ما كتبته منها ولم أنشره واثبته هنا؛ كما أكتب الجديد الذي آمل أن ياتيني وارده أيضاً فلا ينضب وافسح المجال لآخرين من زملائي أن يكتبوا بل أستحثهم مع الشكر.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
هاء السكت 2 حكيم استطاع سرب عصافير بقيادة حكيمها أن ينجو من قبضة قفص لعالم في علم الحيوان كان يطعمها أفضل طعام ويسقيها شراباً مقطراً محسوباً لكنه يطوق أقدامها بحلقات نحاسية عليها كتابة وربما كان ينوي إطلاق سراحها في يوم معلوم لغير العصافير. لم تكن لدى العصافير خطة لكنها طارت وطارت بقيادة حكيمها إلى أن وصلت إلى طرف الصحراء وهناك وجدت نفسها فجأة وهي تحاول تلبية نداء أمعائها الصغيرة ، أسيرة شبكة هائلة لصياد ماكر. نظرت العصافير تجاه حكيمهاعبثاً، ونظرت عسى أن يسعفها بحيلة. وإزاء صمته الداوي أصابتها هاء السّكت فسكتت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
Quote: .وها أنذا أواصل في (هاء السّكت الجديدة). أحاول أن أعثر بين أوراقي على ما كتبته منها ولم أنشره واثبته هنا؛ كما أكتب الجديد الذي آمل أن ياتيني وارده أيضاً فلا ينضب وافسح المجال لآخرين من زملائي أن يكتبوا بل أستحثهم مع الشكر. |
استاذنا بشري الفاضل . كل الود وفي الانتظار عبري ابلغ تحيات محمد جب الدين .. دائما فيى سيرتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: باسط المكي)
|
يا باسط تحياتي زاكيات وشكري بالله بلغ حب الدين حبي وسؤالي الشديد عنه .وهذا هو ايميلي bushralfadil على الياهو دوت كوم او الهوت ميل دوت كوم أو الجي ميل دوت كوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
Quote: لكن أصابتها هاء السكت الفأرية الاضطرارية فسكتت. حسناً أنها سكتت ، إذ لو صرخت بسيكاتها الضئيلة تلك لما فعلت غير أن تنقل مشاعر الحزن واللوعة لأم مكلومة لا تستطيع فعل شيء . |
سلام يادكتور ونحن آيضا.. ليس لنا إلا ها السكت أمام هذا (التكثيف) المبدع.. تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
* "سرحان ولد بجزيرة أرقو.حفظ الكتاب وحج إلى بيت الله الحرام .حصل عليه جذب وغيبة، وسرح مع الغزلان. وشرّك له أهله فقبضوه وزوجوه" عندما سرح مع الغزلان شكا لها من غرابة البشر وخذلانهم له .كانت الغزلان تستمع إليه وتستمع بلا كلل وهي ترعى .كان يحكي ويحكي ويحكي ولمّا لم تبادله غزالة منها ولو بكلمة غزل، صرخ صرخة هائلة ردد صداها جبل عند نهايةالخلاء العريض ثمّ سكت سرحان فسكت الجبل .
____________________ * انظر طبقات ودضيف الله حرف السين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: محمد الطيب يوسف)
|
أشكرك يا عزيزي محمد الطيب يوسف وأدعوك للمشاركة باسمك هناعلى منوال ما قرأنا لك سابقاً في البورد؛ لكن بكبسلة وليس يهم الشكل الوارد هنا.ثمة مواسم في السودان للكتابة الجماعية. أفراد بصيغة الجمع.ورش، لكن كل واحد يحمل فرشاته وألوانه هو.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
استخدمه سيده عصاة ينهال بها علي لحم اعدائه الطرئ
كان مخلصاً في عمله ومخلصا لرصيده البنكي المتضخم أيضاً
وعندما انكسرت العصا ألقي بها سيدها بعيدا وأتي بعصا جديدة
حاولت ان تحتج ولكنها انتبهت أن العصا لا لسان لها
فأصابتها هاء السكت
وسكتت
______________________________________________
شكرا لمنحي هذا الشرف أستاذي الجليل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
استاذنا الجميل ود الفاضل الفاضل نحمد الله كثيرا ان ابلغت هذا الحد من السكت الضاج الحمد لله الذي جعلك ممتلئ به الي هذا الحد (واقلق به سكونك ) وجعلك تخرجة الينا عبر مسامك مصحوبا بعرق واضح منك قليل الملوحة لنغسل به غشاوة اعيننا ويحرك لنا من خلفك عصب لساننا الفاتر ...
وشكرا لي الله الذي منحك القوة اخيرا واتاك المنعه لتخرج الي حكاياك وهاءك الساكتة دون سكت او هاءه أخرى(تلك المفروضة فرضا) شكرا لي الله الذي منحني عمرا اضافيا لاشهد به خروج هاءك الساكتة ..
من 1983 ساكت وشايل جواك (ما بالغت معانا ياخ وبالغت في روحك ) عموما اسمح لنا بنتبع هذا الخيط معك لنبلغ حد الضجيج (المتزن حتما )..
ما عارف لية انا بقراء في تلك الهاءات الخارجة من سكتتها حضرتني قولة جدتي المالوفة (( ربنا يخدر ضراعك)) عندك مانع من قبولها- هذي القوله- فاظن لكلانا في الجدات مشترك اعظم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
هلا دكتورنا المبدع نتابعك من زمان ( البنت التي طارت عصافيرها ) وعمك عبدالقيوم وحملاته الإنتقامية مرورآ بزمن ( الطفابيع ) بغعجاب كامل الدسم
طبعت الهاءات الثلاث مؤونة لنهاية الأسبوع وزادآ لعطلة يومين وعقب نعقب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: أبو ساندرا)
|
هاء السكت
5
مصادرة
حفروا قبواً خلسةً إلى يافوخه عبر ظلام الليل و هناك احتطبوا خلايا غالية من دماغه.لقد سرقوا في حقيقة الأمر صور الجنة من خيال هذاالكائن الجسور الذي لا يطيقون.لم يعد في علبة المخ التي كانت غنية فيما مضى سوى صور الجحيم.وصاح قائد فصيل إعدام الأحلام،وهو يدمر الخلايا الغالية باسم الخالق: - بعد هذا يا مارق لن ترى الجنة حتى في الحلم! الدهشة أصابت المدوّنان الرقيبان النورانيان الدائمان حيال هذه الجسارة البشرية التي تتحدث باسمهما وباسم المعبود هكذا بوثوق تام كأنماهناك تفويض مكتوب. الدهشة أصابتهما، ولما كانا أصلاً في حالة صمت فلم تصبهما هاء السكت لكنهما سكتاإلى حين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: فيصل عباس)
|
عزيزي فيصل عباس مقبولة منك تحويل قولة جدتك تلك المليئة بالمحبة لك، إلى شخصي أيضاً. الجدات مستودع حكمة ومحبة. القصص هاء السكت حين كتبتها كنت أظن أنها دائرة مقفولة. بعد مجلة الثقافة في عدد ماعام 83م ؛ نشرتها ضمن مجموعة (حكاية البنت التي طارت عصافيرها) عام 1990م التي صدرت في طبعتها الثالثة عام 2009 م في كتاب به مجموعات ثلاث بعنوان (قصص بشرى الفاضل) ويباع حالياً بمكتبة الشريف بشارع الجمهوريةبالخرطوم وفي دار الحضارة بمصر.هذه دعاية للكتاب. رأيت حالياً أن أقوم بتجميع هاء السّكت التي كتبتها هنا وهناك ولم أنشرها سأضيف إليها قطع جديدة يمكن التامل فيها وكتابتها ولو بواقع قطعة كل يومين ونشرها هنا. ساورد في هذا البوست هاء السكت -ون أيضاً لك تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
سئل رجل عن إذا ما كان هنالك أحسن من هاك فقال بالحيل فقيل له ماذا فقال أقيف النزيدك وكأنى بك يا دكتور من قال فزدنا زادك الله خيرا وصحه ولك السلام...............................................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: munswor almophtah)
|
عزيزي محمد عبدالجليل أشكرك. استعمال ما بمعنى (تب) في العامية السودانية يحدث ربكة محببة قبل الاستدراك في القراءة الثانية في حالة الكتابة فيسحبها المرء في البداية هي ما النافية.
Quote: لكين السكات ما سمح لما يكون إبداع |
عندما كنا طلبة جامعيين سافرنا ضمن طلبة جمعية الفلسفة بآداب جامعة الخرطوم لجبل مرّة وهناك في نيالا استمعت لاستخدام ل(ما) مختلف عن استخدامها في وسط السودان .فلو سألت صاحب دكان عن بضاعة ولم تكن لديه فسيقول لك - ما في. أما "ما" فهي النافية وأما كلمة "في" فهي نفسها كلمة "في" عندما تكون السلعة موجودة. كما في قولك سائلاً: كبدة في؟ - في الإمالة هناك تختلف والنبر يختلف عنه في عامية وسط السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
شكر يا دكتور هل لهاالسكتو أخوات
كأن نقول أخواتها آ الإنصياع
واو الولوغ
وصاد الصهينة
خرجو زمرة نادوا أولاد الحلة لفزعة فزعوعم حملوا معهم حمل ومواسير
وأوراق مكتوبة
ثقل الحمل ونافحهم ريح تركوا الحمل ودخلوا الغرفة المقابلة
يسمعون أصوات الريح ويخشون المطر ويتثامرون أويتناقشون
نخرج الآن أم ننظر هطول المطر ثم وقوفة ثم نخرج
تركوا الصبية يجرون خلف الورق يلتقطونه
هطل المطر وصاروا يتجادلون سوف يشتد لا سوف يخف ثم نخرج
والصبية ينتظرون متلذذين بزاز المطر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: rummana)
|
عزيزتي الأمدرمانية رمّانة لك كل الشكر على المتابعة، نتوق لأن ننعم منك بكلمة نقدية تنظر في التواءات هذه الهاءات ومناطق رهافتها قبل أن يداهمها ثقب قيتم الرتق قبل الفتق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: زينب بدر الدين)
|
العزيزة زينب بدر الدين حلوة هاء السكت وأخواتها.أعجبني فيها ابتداعك ل ( صاد الصهينة) على نحو خاص .هذه الأخوات ما خطرت على بالين لهذا فالمثاقفة دائماً عنصر مهم للرقي بفعل الكتابة وتوسيع آفاقها. ما للمعرفة من حدود. في إحدى قصصي صهين أحدهم وصهين وصهين حتى صار صهيونياً. قصتك هنا لابد من أن تجدي لها غاية وإلا ظلت شخوصها في انتظار انقطاع المطر. الصورة تضج بالحركة. أنت قلت يتسامرون أنت قلت يتسامرون أنت قلت يتسامرون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
العزيز ابو ساندرا شكراً وفي انتظار عودتك بالنقد والفلفلة .ذلك اجدى للكاتبين. عزيزي منصور المفتاح في انتظار دلوك أيضاً بالكتابة الإبداعية القصصية هنا أو في بوست جديد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
السكوت من دهب
ما أجمل السكوت بعد القول القاطع
شكرا أستاذنا بشرى الفاضل وأعدتنا لتسعينيات القرن الماضي حين طالعتنا حكاية البنت التي طارت عصافيرها وهاءات سكونها البديعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر محي الدين)
|
عزيزي جعفر محيى الدين نعم أنت احرزت بالضبط بعض ما في دواخلي بقولك
Quote: ما أجمل السكوت بعد القول القاطع |
لكني سأضيف: وما ابلغ السكوت بعد الفعل القاطع، ويالها من أداة مجانية-أعني هاء السّكت- ساعة نقص الحيلة وأداة للمواساة ساعة الحزن الكظيم ويمكنني تعداد الزيد انتظرني كي أتأمل ويمكنك أن تتأمل معي والدعوة موجهة لكل راغب. :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
كنت ومصطقى سيد أحمد ورابعنا الونس المعافى .. وأعرف عنه تماما الدقة فى الوصف .. قال لى والكلام عن ( نفسى فى داخلك أعاين )
( تعرف , بشري الفاضل ده كلماتو زي شافع جواك .. شقى جدا وشديد الازعاج , لكن بتراد )
.. أذكر ان تخضل ذاك المساء بكاف الكلام و .. نونه
,,
أصيبت ليلذاك ( حنان ) بهاء السكت ,,, والتوهج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: محمد حيدر المشرف)
|
عزيزي محمد حيدر المشرّف شوقتني بكلامك هذا لبقية النظر الثاقب. ليتك تحكي لي أكثر ليبين لي (من قال ماذا) ودونك بريدي بأعلاه.هذه المعلومة تعبر عن واقع تلك القصيدة بعمق فقد كتبتها في أخر سنة لي وأنا طالب بالجامعة وهي تمور بقلق تلك السنوات وتوقها الحبيس.وعندما سلمتها لمصطفى عام 90 بوسكو كان بي حياء ذكرته له وهو أن ذائقة الشعر بالعامية تخطتني وتوغلت بعيداً عند امثال القدال وزملائه.لكن مصطفى أصرّ . فيما بعد كتبت قصائد بالعامية متفرقات ولا زال في داخلي شيء من حتى لجهة القصور في هذا الجانب. التحية لحنان وأمنياتي لها بالتوهج الدائم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
( حنان ) بطرفكم وما زالت , عرفتها ومنذ أن دفعت أنت لها تذكرة إضافيه لذلك الكمساري الذى ببالك ليس الا .. او كما ورد فى الحكايه ..
صاحبى خالد بسطامى مثلا .. كان يشعل جنبات المجمع الطبى بالهتاف المدوي
( الكشه ضرورى يا حموري ) ( فلتسقط كل الاشياء اللزجه )
ثم يعين ما شاء من طلاب لا يدركون الا الكتب الجامعيه .. ليخصهم بالهتاف
( إطردوا الوهم )
وما كان ذاك الا تمام وداعه ل ( حنان ) .. بعيد ال ( late ) الرسمى لداخلية ( كرار )
..
سأحكيك أطراف الحديث .. أذكر جيدا ما عناك به مصطفى سيد أحمد .. وما خص به مظفر النواب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: munswor almophtah)
|
[size="5"]ودعشاب والحيره
ودعشاب ودعشاب جزيرة ساحرة دفقت فيها الخضرة من خلالها إلى خلخالها..و تتنوع فيها الخضر والفاكهه..وتتخللها جدائل كماالأوردة والشرايين..نافذة إلى قلبها الأخاذ للألباب..آتية من ذراعى النيل الذى يحتويها بساعديه..ويجلسها على فخذيه دلالا وتيه كالطفلة الغضة البضه..الا وهي ودعشاب بالجزيره إسلانج..وما أدراك ما إسلانج..الزمان إحدى ليالي الخريف القمريه بيد أن السحب وكثافة الأشجار التى تسدل ضفائرها المتعثكله..لتقف حاجزا من أن ينفذ الضوء إلى ذلك المكان الصغير..أو النادى القروي..الذى يدمنه السمار والأخلاء والندامى لقتل الوقت..ومن ثم الحوار فى شتى المواضيع الحساسه..التى هي مواضيع الساعه..ومنها الإستعداد لحمايةالجزيرة من فيضان النيل الذى يهدد الزرع والضرع بالغرق..فالبعض يلعب الورق..والبعض الآخر يتجاذب الأحاديث والسمر..والكل بحتسى أكوابا من الشاى على أنغام العصافير..وهديل القمري..وأصوات الحيوانات الصغيرة منها والكبير..وحفيف الريح مع الأشجار والخضر..يحدث سيمفونية يصعب وزنها أو فك رمزها..وبينماالكل يناغي الاضواء الخافتة المنبعثه من فوانيس مبعثرة هنا وهنالك..فإذابرجل يطل وسط الجمع في ثياب ليست بالباليه ولكنها ممزقة إربا إربا..يتقطر منها الماء والدم..فى إنسجام مخيف..لم يبق جزء ما بين هامته وأخمص قدميه,,إلا وفيه جرح أو أذى.. الرجل غريب في الزمان والمكان كذلك..حيث لا أشرعة ولا مراكب تأتى لصحن الجزيرة..عند ذلك الوقت..ففزع البعض وهرع البعض ليسعفه..والبعض بهت من الدهشة..فسألوه من أين أتيت..وكيف أتيت إلى هنا..أجاب بسؤآل أين أنا الآن..أجابوه بالجزيره إسلانج..25 كيلو شمال أمدرمان..فوجم ثم أنهارت الدموع من عينيه..لتختلط بالماء والدم محدثة قوس قزح من الحزن الدفين..على ما تبقى من سريرة وجهه,,مرسلة إستفهام غامض عن ماهيته,,سالوه ثانية من أنت ومن أين جئت..ثم أجاب بسؤآل آخر..أسعفونى بما أسد بة رمقى وكوب شاى..ومن ثم سأخبركم..جاءوه بقدح من الزلابيه..وحافظة شاي ثم جلسوا حوله حيث لا حولة له ولا قوه..الكل بجهد عقله..والبعض يهمس لبعض نفسه..في صمت مريب.. بعد أن فرغ قال بحشرجة وصوت مكلوم..أنا من الدمازين..مزارع مثلكم..ذهبت للنيل الأزرق لأتوضأ لصلاة العصر..وبعد النية والإستغفار.. بدأت بغسل يداي.. فاذا بتمساح عات يخطفني من مكاني ذلك..إلي عمق الماء..ومن ثم يتجة بي مع التيار إلى ما شاء اللة..آخذا سطح الماء..وعندما وصل هذه المنطقه لفظنى إلى البرالفسيح..وإن كنتم تودون التأكد من ذلك فهيا بنا..الشك واليقين كانا رتقا في عقول الكل..ومن ثم تحرك الجمع معه إلى المكان الذى إنتهت فيه رحلته المجهولة المخيفه..وفى ذات الصمت الذى ساد آنفا..حتى وقف بهم عند القيف علي حافة ودعشاب الشرقيه..فأخذ يشرح ويشير بيده..وقف التمساح هنا..ولفظني هناك.. وبينما الحيرة تستغرق الجميع..فإذا بالتمساح يخطفه مرة أخرى..لتزداد الحيرة والدهشه من جراء الغرابة والمباغته والغموض..الذى مازال وسيظل عالقا بأزهان أهل ودعشاب.............................................
منصور عبداللة المفتاح [/size]
(عدل بواسطة munswor almophtah on 05-26-2010, 10:33 PM) (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-26-2010, 10:51 PM) (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-27-2010, 00:07 AM) (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-28-2010, 10:46 PM) (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-31-2010, 09:51 PM) (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-31-2010, 10:20 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: munswor almophtah)
|
عزيزي محمد حيدر المشرّف عزيزي منصور المفتاح ساعود للتعليق على كتاباتكما .اليوم إما أن المنبر حدث له جرد أو حدثت لي ربكة فظننته كذلك لانني مشغول. عزيزي حامد محمد حامد أشكرك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
أبو القدح يتخطى هاء السّكت اقبل منير على قريته المظلمة التي هي بلا كهرباء فلا مصابيح فيها إلا (حبوبة ونّسيني) ولا تلفزيونات إلا حبوبة حجيني ؛ أقبل عليهم في الخريف بسلحفاة. .الدهشة ملأت حناجر الأطفال فاقبلوا على الكائن العجيب الذي ظنوه للوهلة الأولى مع الخلعة ضفدعاً كبيراً .الصغار لم يشاهدوا سلحفاة من قبل وكبار القرية كلهم لم يشاهدوا سلحفاة في حياتهم ولا في السينما المتجولة على أيام الستينات، فهي لم تعرض قط سلحفاة.أما أطفال المدن والقرى الأخرى التي حظيت بالكهرباء فقد توغلوا عبر الشاشات الصغيرة بعيداً حتى وصلوا إلى سلاحف النينجا. أطفال هذه القرية المنسية لو لا الطين وأعواد القصب فهم بلا ألعاب تقريباً. ما سمعوا بهذا الكائن لكن لم يعدموا حيلة .ولاندري من أطلق عليه اسم (أبو القدح) في تلك الظهيرة المطيرة إذ انطلقت به ألسنتهم المبتهجة وهم يتجولون ويتقاذفونه كأنه (مونة) طين نهارهم كله، من يدين لرجل، ومن رجل ليدين إلى أن حلّ الظلام ،حتى أنهم خرقوا ناموس القرية العام الذي من أول بنوده النوم المبكّر. لم يخبرهم منير كيف يطعمونه ولذا في صباح اليوم التالي جاءوا للكائن الجديد ، و كانوا قد تركوه في بيت زعيمهم، بالعنكوليب والقنقر وأم فتفت والموليتة. والكائن ساكت لا يلوي على شيء.ولا يعرفون إن كان نباتياً أم آكل لحوم .قلبوه بقسوة كي يتعرفوا على نوعه، ولو في مقدورهم لأدخلوا عبر فمه أنبوباً مليئاً بالعصيدة بملاح الرّوب . لكن السلحفاة لم تأبه لاستكشافاتهم الحائرة. وجلبوا لها الماء في علبة صلصة فارغة وهي تذهب برأسها الصغير إلى الأمام وإلى الوراء كأنها مجذوب في ليلة ذكر لكنها لا تشرب.. ثم ما لبث الأطفال أن تجولوا بها وسط الطين وهم يتصايحون -أبو القدح.. أبو القدح ..الصوت با بّح بهذا الاسم أصبح الكائن التعيس ذكراً. يقذفونه إلى أعلى وإلى أسفل. بعضهم تعلم فيه الدافوري والكثيرون منهم اعتلوا قدحه الصلب إلى أن مد عنقه الأنبوبي كأنه يطلب النجدة لكنه ظلّ مع ذلك صامتاً لا يتكلم. عند العصر أصبح قدحاً فقط لا رأس له ولا ذنب.لم يصرح أحد بمن اجتث مظاهره الحيوانية وتركه جثة في أصلها الحجري. تفرق دمه بين الأيدي والأرجل المليئة رؤوس أصحابها بحب استطلاع بدائي. هكذا دخل أبو القدح تاريخ القرية لكن انتهى به الحال خلال يومين إلى أن أصبح قدحاً في صمته الأبدي ؛ حتى هاء السكت لم تطف بخياله. ولم يعلم منير الذي سافر في رحلة استكشاف جديدة بالقصّة الفاجعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
هاء السّكت -تو
7
حياة في مهب الريح
نملة ضئيلة .. ضئيلة ، لا تعض ولا تأكل من طعام آدمي محفوظ ،وما بها من شراسة. كانت تسير في الطريق العام فوق خشبة هي، ما عدا مناطق الحصول على الطعام المجهولة لدينا- نحن الرواة العجولين- كل عالمها. نملة لا قبيلة لها ولا تشترك مع النمل في بيت جماعي .هي من الضآلة بحيث ربتما يحسبها المتأمل لانملة . لكنها تأكل مثل كل الكائنات الحية من خشاش الأرض . ومن قال إنها بلا بيت؟ هي ببيتها ولها بعل وهو أيضاً ينتمي للنمل ولها بنات وأبناء. - كم ترى يكون مقياس اللذاذات أو الآلام لديها مقارنة بالحوت أكبر الكائنات أو الفيل؟ هكذا تساءل شاعر كان يهز رجليه قبالة النافذة (مجرة النملة) في غرفته معمل قصائده.وكان سيدخل في أسئلة أخرى لا حصر لها لولا أن تيار هواء مر فأطار النملة عن مسارها بعيداً وربما وقعت على الأرض. - ستحتاج لقرن نملي بحساباتها حتى تعود للخشبة في أعلى الشباك . هكذا نبس الشاعر لنفسه.وما لبث أن طوى الأمر كله من سريرته. ولو أنه مضى في التأمل لغايته لجاد لنا بقصيدة تأملية أو اكتشاف يفيد العلماء ولو بعد حين ، .لكن الشاعر ملول. الهاء إياها ألمت به فتحول يبحث عن صورة شعرية كان قد ترك للتو ما هو أفضل منها لو كان يعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: munswor almophtah)
|
ينصر دينك يا دكتور بشرى كل الذى رأيته صححته ولكن عينك أكثر حدة من عينى فأخبرنى إن رأيت هنة ولامحالة واجد والشكر لك وكانت تلك هى عين ها السكت التى كنت أجهل مكانها فى الكيبورد ومازلت أجهل الكثير ولك السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: حامد محمد حامد)
|
يقال أن إمرأة كانت فى أزمنة إنعدام التيار الكهربائى والغلاء الذى تجلى فى كل شئ تاجرة تبيع الفخار..توابيرا مكواريه وقللا وسطيه وأزيارا متنوعة تربتها ودرجات حرقها..وريق الناس ناشف من عطش السموم والحرور.. وأحلامهم هبطت من الثلاجات إلى الأزيار فزاد الطلب عليها وأرتفعت أسعارها كسائر المعدومات والنوادر فجاء رجل يستبضع من معروضها المطلوب بشدة لا مثيل لها فوضع يده على تيبار مكوارى مدوعل.. فقالت له السعر الذى كاد أن يصيبه بجلطة دماغيه فقال لها دا ما طين بس فقالت هو فى تين.
ويا دكتور بشرى لك الشكر على الصبر الجميل ولى صديق كان أكثرنا ذكاءا فأمتحن الشهاده السودانيه ثلاثة مرات فسقط على التوالى وأصررنا عليه بمحاولة أخرى فقال والله تانى يافطه ما بقراها ياخ والله فترت من التصليح ولك عظيم التقدير والإمتنان..............
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)
|
Quote: عزيزتي الأمدرمانية رمّانة لك كل الشكر على المتابعة، نتوق لأن ننعم منك بكلمة نقدية تنظر في التواءات هذه الهاءات ومناطق رهافتها قبل أن يداهمها ثقب قيتم الرتق قبل الفتق |
استاذنا الكريم بشرى الفاضل لا أملك الا أن أقول لك ردا على تعقيبك الا "ولو" بلغة الزلمي وهل أجرؤ؟.. كتاباتك تعجبنا (أو دعني أخصص تعجبني) لأنها مثيرة للدهشة وداعية للابتسام. أنا أمامها كطفل العام الذي ينظر لكل الاشياء البسيطة والمعقدة هكذا، بدهشة ثم ضحكة. وقتها لا أعرف ان كانت أعجبتني لأني قرأتها بصورة صحيحة (لست متأكدة إن كان هناك معيار لذلك) أو أنني أحببتها لانها جعلتني أفرح فشكرا لك على احياء ذلك الشعور الغائب داخل حشا ذاكرة الطفولة القاصرة. القصة أو الاقصوصة وفكرتها الجديدة أو القديمة - مثيرة للدهشة في اختيار الشخوص the characters كالبلحة في قصة تطلع. وأيضا في "المصطلحات" المتفردة والمفردات التي طوعت لتصبح فصدراجة. حبيت من هاءات السكت بصورة خاصة تكنوقراطي وأغلبية وأبو القدح يتخطى هاء السّكت ومخلب - لولا اني لم افهم فيها إن كانت امهات الفئران واباؤهم يخافون السناير أم لا يخافوهم.. زمان طاردتني فكرة لمدة يومين تلاتة حتى قررت أن أتخلص منها بكتابتها على الورق. وبعد أن قمت بذلك أعجبني كتيرا ما خطرفت به لأني نظرت اليه بدهشة ثم ضحكت وقلت لنفسي والله الــ كتبته يستاهل يقراه د. بشرى الفاضل. وبما انك لم تكن "في متناول اليد" استعنت بصديق فاذا به يمسخها علي أيما تمسيخ. فاعتزلها إلى حين ثم كتبتها في سودان.نت وتونس بها بعض القراء. ومن الجائز اني كتبتها هنا - لا أذكر والله - لكن أذكر اني وجدتها يوما ما وأنا أطل من شبابيك المنتدى مقتبسة في كتابات أحدى عضوات المنبر! بس حبيت لو قالت انها اقتبست ذلك من خطرفاتي أو لو أشارت انها أحبت أو لم تحب ما كتبته... ما علينا.. انا اعتبر ما اونس به نفسي هو ممتلكاتي الخاصة وهذا يساعدني لاعادة الطبع فوقها في أي وقت أحب. وفي ذات يوم تلبستني روح واحدة متثاقفة متأدبة فقررت أن أصبغ على تلك الخطرفة صفة القصة القصيرة وبعد أن انتهيت وقرأتها وجدت أنها فقدت فنها (من fun) فتوقفت عن العبث بها. أنا كتبت التالي وقد ظننته قصة قصيرة قبل سنوات عديــــــــ عديدة ــــــــــــدة ثم بعد ذلك نشرتها في ما كان يسمى بنادي القلم ولا أشك أني قد عبثت بها منذ نشرها لكن عموما لقيتها الآن كالآتي:
Quote: عرفته طوال حياتي فقد كان قريبا لنا من بعيد، ثم شاءت الظروف أن ننتقل للسكن في نفس الضاحية. كان الابن الوحيد لوالده الضابط السابق بالجيش وغرة عين والدته .لم يكن يشبه أيا من الشبان الذين عرفتهم. كان وقورا ، عذب الحديث، به شيء من حياء. دائما أجد نفسي مجذوبة الى حديثه الشيق ، أكاد من فرط استغراقي في الانصات اليه أن أنسى طبيعتي المسرفة في الكلام... كنت أعلم أنه معجب بي كثيرا ولم أنتظر بل بادرته بالبوح..أحببته بعمق كبير ومنحته قلبي خضوعا وبادلني الغرام. مرت الأيام وقلبانا على نار الهوى يستويان وانتظرنا اللحظة المناسبة لنتوج أحاسيسنا باكليل الزواج .
يوم دفعني شوق دائم للقيا حبيبي لاقناع والدتي بزيارتهم. في الطريق راحت أمي تثرثر وتحكي ساخرة عن خادمة خالتي (والدته) الجديدة التي ترتدي الجينز والملابس الأنيقة وتطلي أظافرها الطويلة بالأحمر وتتحدث العربية والانجليزية بطلاقة. هناك رأيتها، أمهرية لوزية العينين ، عند قدميها سجد الجمال وسلم. أحسست بشي من الغيرة التي تغشى قلوب النساء عندما يقابلن من تفوقهن جمالا ، لكني كنت بقربه منتشية. كانت خالتي تفصل في احدى حكاويها عندما التقطت عيناي صدفة نظرة متبادلة بينه وبين الأمهرية التى كانت تجلس عن قرب أمام التلفزيون...نظرة ضعضعت كياني وهزت دواخلي السابحة في السكينة فاقدتني الأمان وتركتني كشاة مذعورة تنظربفزع إلى سكين السلخ. كل يوم مر علينا بعدها كان يتهيأ لي أن حبه لي ينحسر رويدا رويدا ، وأنا أحاول أن أقنع نفسي بأنه من المستحيل أن يجفى حبنا ويتعلق بأجنبية تعمل خادمة في بيتهم. واجهته يوما فاستنكر أفكاري وسقاني من خمر الهوى كأسا. لكن نواقيس الخطر ظلت تضني أذني وعرفت انني يجب أن أفعل شيئا لحماية حبنا. هداني قلبي الملهوف أن اوحي لأمي لتطلب تعجيل الزواج. كانت سعادتي كبيرة عندما حدد عمي يوم زفافنا... يومها لبست أحلى فستان وتزينت بأحلى ابتسامة ..كانت سعادتي تمتد مني إلى كل من حولي ..ضحكت غنيت رقصت وزغردت وعندما غاب الجميع إلا أنا وهو والحب لمحت في عينيه بريق دمعة دامية ، حاول أن يبتلعها حتى لا تكشفها عيناي ولم يدري أني قد رأيتها . تأملته وتابعتها وهي تنزلق الى أعماقه .تسلك دربها لتتوارى في قلبه، لكنها تتوقف لهنيهة حائرة تبحث عنه فلا تجده.. عندها مد قلبي يده واختطفها قبل أن تضيع في تجويف صدره الفارغ ، ولف ذراعيه حولها واحتضنها بقوة في جوف تغضن ربيع فرحه ....وخمد . تلك اللحظة عرفت أني قد تزوجت للتو حزني. |
وجدت من المناسب أن تنتهي هذه الكتابة بأن هاء السكت قد أصابت تلك المسكينة فسكتت.
الأخ منصور كتب كتابات ممتعة أكثر ما عجبني فيها هو وصفه للأشياء فله شكري على الامتاع. والشكر كذلك لجميع من كتب هنا. لكم تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: rummana)
|
عزيزي منصور عبدالله المفتاح أحسست أن في قصصك روح الفكاهة والنكتة وهي الصفة نفسها التي وصف بها الكاتب السوداني الشهير عثمان الحوري قصصي.أنت لديك بيئات قصص مثالية يمكن أن يتم نسج قصص عليها في غاية الإمتاع.
عزيزتي رمانة Quote: في تلك اللحظة عرفت أني قد تزوجت للتو حزني |
خاتمة موفقة. بالطبع هذه القصة تحتاج في نظري لتعديلات خصوصاً والذي يحكي فيها هو ضمير المتكلم أنا المؤنث، وذلك خشية أن يتم إفراغ للأنا الوجودية لكاتبة النص لا الراوية.أنا لا اقصد بأن الراوية هي رمانة نفسها لكن أريد أن لا يشك القاريء ولا للحظة في العلاقة بين الشخصيتين. هذا الحبيب سلبي ومسالم لدرجة بعيدة ولا تشبه شخصيته المرسومة هنا شخصية من يكون في مستواه الطبقي. كيف يمكن لشاب وقور عذب الحديث أن يستكين هكذا فيزوجه أبوه وهو لم يحل إشكاله بعد؟ لم يقم بترتيب بيت القلب. لدي غير ذلك من مسوغات مناقشة النص لكنه أعجبني وفي القلب شيء من "لو".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
نملة السكر
عاشت قبيلة من النمل قرب نمولي، كانت قبيلة من نمل السكر، ونمل السكر كما نعلم قبيل حلو ومسالم. وهكذا حدث أن تعرفت نملة على نامل متنمل الأطراف . تعارفا ومن خلال دوران الحياة وعنفوانها تحابا، ثم أصبح ذلك الفتى النملي بعلاً مرتقباً للنملة الصغيرة. وذات يوم اكتشف ذلك البعل المرتقب " مساخة" النملة الصغيرة ونمل السكر لا يجامل في طعم بناته الفاتنات. وعندما أخبر نامل القبيلة بالأمر نصحوه بأن يغمسها في حوض به سائل حلو، فغمسها فيه فخرجت منه دائخة بلا سكر تفوح منها رائحة البن. وأخبر القبيلة بعدم الجدوى فنصحته بأن يحقنها بمضاد الانسولين ولكن ذلك كذلك لم يجلب نفعاً. وهكذا فكر الزوج المرتقب وفكر؛ ثم قرر أن يصبح زوجاً غير مرتقب وأخبر النملة الحائرة بقراره فقالت له حانقة: - سكّر. ثم نبست لنفسها: - هل كان ذلك القميء يرغب في الزواج مني أم من السكّر؟ وارتاحت النملة البديعة لاكتشافها دواخل البعل المرتقب ؛ حتى شعرت بالسكّر يجري في أحشائها مقام الدّم ولم تخبر بأفراحها الداخلية أحداً. لكنها طفقت تمني نفسها بأجنحة وشراسة تطير بها كالنمل اللاذع نحو منابع العسل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
سلام د. بشرى
Quote: وهكذا فكر الزوج المرتقب وفكر؛ ثم قرر أن يصبح زوجاً غير مرتقب وأخبر النملة الحائرة بقراره فقالت له حانقة: - سكّر. ثم نبست لنفسها: - هل كان ذلك القميء يرغب في الزواج مني أم من السكّر؟ وارتاحت النملة البديعة لاكتشافها دواخل البعل المرتقب ؛ حتى شعرت بالسكّر يجري في أحشائها مقام الدّم ولم تخبر بأفراحها الداخلية أحداً. لكنها طفقت تمني نفسها بأجنحة وشراسة تطير بها كالنمل اللاذع نحو منابع العسل |
عجبتني جداً الحتة دي عجبتني و ذكرتني حوار كمبيوتر و كمبيوترة . . مشوا في المشوار دا اكتر من كدا ، نجحوا لحدٍ ما . . حد مفروض يفشلوا بعد دا ! و قد كان ، الكومبيوتر الظاهر ما حسبا كويس او الـ " هاردسك " بتاعو ضاقت " راماتو " باللحظات الحلوة ، و المعالج انهكتو الايام . و دار الحوار التالي بينهم : الكمبيوتر : الحكاية دي ما ممكن تستمر . . دي النهاية . . انتي طالق الكمبيوترة : يخسي عليك !! . . و مصير الـ CD الفي بطني دا شنو !؟
اهتز المعالج ( الهرم ) جواه ، و زادات اصوات مراوح التبريد اعلانأً لارتفاع الحرارة الداخلية في الكمبيوتر . . فاصيب بهاء السكت فسكت
-----------
دي نكتة متداولة هنا . . قلنا نرفع البوست برواية قيقا راوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: munswor almophtah)
|
rummana لك من المولى السلام والثواب والشكر وكتر خيرك على القراءة والملاحظة والتعليق
والشكر لدكتور بشرى الذى يرى كذلك فكاهة فى النصوص كما الفاكهه فى نصوصه الزاحفه والماشيه برجلين أو أربعه والطائرة بأجنحة من حرير والسلام والتقدير
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: اشرف السر)
|
عزيزي محمد حيدر المشرف أمتعني سردك القصصي .قرأت الآن تلك الكتابة القديمة فاعذرني .أشياء كثيرة أنا غافل عنها.
عزيزي أشرف السر أشكرك. نملة السّكر وردت في كتاب حكاية البنت المنشور في طبعته الأولى عام 1990م أوردتها هنا عسى أن تكون من المحفزات لكتابة هاء سكت جديدة عنها وقد أصبحت نملة باجنحة (رتيلاء) تلسع كل من يهينها لكن طعمها حلو. سأمر على البوست هناك واكتب معلقاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
الأستاذ ..بشرى الفاضل
مرور عاجل لشكرك على اشراكنا قراءة هاء السكت تو عادة ما أدخر المواضيع التى أستشف مقدار ما تحمل من متعة لقراءتها على مهل وهذا البوست ما زلت أضعه بمكان أثير علىّ وأنتظر أن يحين أوان قراءته القراءة التي يستحق .. ولي عودة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
سلام د. بشرى
Quote: أقول العمل فيها لأنني أحس بانها لم تكتمل وجاءت نهايتها ضعيفة. |
لاحظت انها - هاء سكت النملة - انتهت بكلام كتير جداً ، على غير عادة هذه الهاءات
في قصة النشوء و الارتقاء . . ما بين السيرورة و الزوال
كتب خالد عباس الطاهر ( خالد مونيكا ) :
Quote: كتب عماد بوصالح * قائلاً بعد أن خرجت البشرية جريح من مشوار التثوير الطويل لاذ الكاتب بعالمه الخاص يتأمل ويتعلم من تأملاته أن الديناصورات بوحشيتها الأسطورية هي التي انقرضت وعاش النمل كائناً رقيقاً يموت أن مسه الماء عاش حليفاً للسكر واحتل سورة خاصة باسمه في ذاكرة تسمى القرآن الكريم |
-------
* مع اني ما عارفو بالضبط - لكن الرواية لخالد مونيكا تستحق المجازفة . . مع انو بو صالح دا بالغ !
قيقا ابتدرها " كيكي " في الراكوبة . . و انا اتماهيت فيها بروايتها ( الديغيتال ) الكاملة " قيقا راوي " . . و أهو بنتمها موية ، زي ما حضرتك شايف . . مع العلم انو " القيقر " قرية وادعة بشرق النيل الابيض ، بشمال أعالي النيل . . و دا موضوع هويلوجيا مقامو آخر . . و الله يستر من هاء سكت وشيكة و احتمالاتا بتزيد مع الايام .
شكرن يا دكتور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: قيقراوي)
|
عزيزي قيقراوي السودان به كم قيقر .ذلك من أثر التركية .خذ عندك القيقر الحي في طرف بربر وغير ذلك قيقرات كثيرة.قيقر اعالي النيل شهيرة وبها أمشاج من شعوب السودان.شاهدت فيلماً تسجيلياً عنها.هل أنت منها؟
نتأمل في الكائنات الحية والموجودات تليدها وحاضرها والمقصود إنساننا هذا الهومو سابينز. نعم القصة طالت بلا آخر يطمئنني.لابد أن لها امتدادات تسكت أو لا تسكت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
Quote: السودان به كم قيقر .ذلك من أثر التركية .خذ عندك القيقر الحي في طرف بربر وغير ذلك قيقرات كثيرة.قيقر اعالي النيل شهيرة وبها أمشاج من شعوب السودان.شاهدت فيلماً تسجيلياً عنها.هل أنت منها؟ |
هي ذاتها قيقرنا . . أيا مدينةَ القيقر، هل من عودة ؟ . . هي مسقط رأس لا يؤلم ابداً ( معكوس نص زميلنا حافظ حسن ) القيقر ( أحياء ) : الابيض . . ربك . . عطبرة ( مسقط رأس استاذنا / ابو جهينة )
---------
واصل الامتاع يا دكتور . . . لا اسكت الله لك حساً او تأمل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: قيقراوي)
|
أحزان شافع مهووس برائحة التبش كل فسحة فطور كان يخرج ليشم رائحة التبش الذي تعده زينب بائعة مثل هذه الأطعمة المكشوفة لتلاميذ المدرسة. زينب سلعتها نظيفة وهي تنظف التبش وتتركه سالماً داخل حافظة مياه تدخل فيها التبش: تبشة ..تبشة.. بعد أن تغسله جيداً لكن قشوره الخارجية تبقيها في سطل بقرب أوانيها العديدة أما صحن الشطة والليمون فليس من البلاستيك وهو موضوع فوق طاولة قصيرة اقرب إلى أن تكون بنبراً من الخشب بالقرب من المبخر الذي يطرد الذباب ولعل هذه النظافة الفقيرة أقصر طرق الفقراء إلى الظرف هي ما يجعل بعض المدرسين أحياناً يرسلون تلاميذ المدرسة في طلب التبش. لكن نادراً ليس لديه قرش التبش؛ أيان كان كل شيء بقرش وعلى الرغم من اسمه الفريد الذي يوحي بأنه من أسرة تمتلك أطنان من القروش فقد اجبرته ظروفه التي ما اخبر بها أحداً من اقرانه لأن يأتي يومياً ويجلس قرب بائعة التبش ويشم الرائحة التي لن ينساها عمره كله. فيما بعد كانت رائحة الخيار والعجور تذكره عبق التبش حين غاب عنه عندما سافر إلى ديار لم تسمع به.بائعة التبش بعد أن شاهدته في عدة أيام في جلسته تلك قربها أحرزت ضيق حاله فحاولت أن تعطيه شرائح من التبش اللذيذ والتبشة الصغيرة والتبشتين لكنه كان يرفض في كل مرة بهزة رأس من إباء تعلمه من أمه فضل الساتر.وهي أم قوية أسمته نادر كي تردم الفجوة بينه وبين أقرانه على الأقل في منطقة الأسماء، في ظرف غياب الوالد الباكر وفي ظروف غياب الأم المباشرة أيضاً ففضل الساتر جدته ولكنه يقول لها أمي لأنها عودته على ذلك أو لعلها عوضته عن ذلك.لكن الصحيح أنه لم ير أماً غيرها. وما ان يرن جرس نهاية الفسحة حتى يلم نادر جسمه النحيل من قعدته تلك ويعود إلى الفصل وهو مضمخ برائحة التبش.أمه فضل الساتر كانت تطعمه اللقيمات في الصباح مع الشاي قبل أن تذهب بشايها ولقيماتها لمحطة البصات السفرية مجاهدة من أجله لو أنه حدثها ان ثمة تبش يباع بالناحية لما توانت وأعطته قرشاً كل يوم .لكن نادر يفكر هو الآخر بان القرش أولى به الرغيف وحسبه رائحة التبش تفتح مسامات وجهه ومساحات بدماغه فيتقبل دروس ما بعد الفسحة بيقظة وأحياناً بأحلامها. ذات يوم فاز في مسابقة بالمدرسة بجائزة مالية قدرها خمسة وعشرون قرشاً فجاء في فسحة الفطور واشترى بقرشين تبشاً له ولصديقه عبدالحليم واحتارت بائعة التبش في المبلغ ولولا ما رأته فيه من تهذيب وهدوء وأنفة لاتهمته بالسرقة وسرعان ما علمت بفوزه من ثرثرة بعض أقرانه أما نادر فقد ذهب هو وحليم وراء المزيرة وتناولا وجبة تبش بالملح والشّطة.(يتوحوحان) ويبتسمان كأنما يحاوران الشّطة. وذهب نادر ببقية المبلغ لوالدته. وعندما أخبرها بقصة القرشين صارت كل يوم تلح عليه بأن يأخذ قرشاً للتبش.وأمام إلحاح فضل الساتر لأسبوع ورضوخ نادر له، جاء الفرج من حيث لا يحتسب. صار نادر لا يشم رائحة التبش. كانت مجرد نزوة طعامية أطفأتها الجائزة وحبه لأمه الحنون. أو لعل الذي أطفأها هو إيثاره لجدته فالقريشات المتبقية أولى بها دواء أو كساء أو طعام آخر. مرّ أكثر من عقد.وعندما أصبحت تصادف نادر رائحة التبش اللذيذة العبقة تنتعش روحه، لكن سرعان ما يلفه حزن دفين عليها تلك لم تدخل مثله المدارس لكن علمته ؛ وعندما تخرج لم تنتظره كي يتوظف.غابت في الشهر الذي اشتغل فيه فلم تذق معه حلاوة الراتب الأول.في ذلك الشهر الكئيب ،وهو المسكون بحبها وحبّ نكهة التّبش،سكت سكتة عميقة لم تمرّ عليه مثيلتها حياته كلها، وسكت.سكت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
عزيزي منصور محمد حسين الثانوية... السروراب... النقادي هنا أنت تتحدث عن تجربة شخصية بطلهامنصور المفتاح حينما كان طالباًً(تين ايج) له عين حساسة لاقطة وقدرة هائلة على الاختزان.بطيخة النقادي هذه استطعت من رسم غضبه تصور ما حدث لها من جهجهة في (حنان حمرتها) بلغة شباب هذه الأيام فاندلقت لا تلوي على مائدة!. رسمت القفشات والمشاعر كافة بدقة بحيث صار المنظر كله في حالة حركة. لكن من ناحية أخرى لابد من أجل أن يكون الحكي عملاً فنياً من الفصل بين الكاتب والراوي وصنع غلالة من التعمية تخفي السروراب لتحل محلهاشبيهة (ود حامد) متخيلة أخرى وتخفي مدرسة محمد حسين الثانوية وتخفي منصور والاهم تخفي كلمة (نقادي) هذه فالناس لا يعرفون بأعراقهم أو قبائلهم. وبالطبع يمكنك الإبقاء على الصورة كلها كما هي لكن في هذه الحالة سيكون التصنيف لهذا النص مختلفاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
أستاذنا الكبير بشرى الفاضل تحيات عاطرات .... و ها قد إنتقلت إلينا عدوى (هاء السكت) فى محراب إبداعك ، تسعدنى متابعته و محاولة فهم معانى أخرى بعيده ... أو ربما هى قريبه جدا ... متعك الله بالصحه و العافيه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: مصدق مصطفى حسين)
|
عزيزي مصدّق مصطفى تسعدني متابعتك.احاول أن أرسم من خلال غلالة التعمية باستخدام تبديات وأداء الكائنات والموجودات والناس باعتبارهم أكثر الكائنات رقياً، عالماً من الحكي يصلح لأزمنة مختلفة.بي توقٌ شديد لأسر اللحظة في كل موقف.ملاحظاتكم تعينني على كل هذا. الحكايات بها ups and downsوتخطئ وتصيب.عندي أنا نفسي نقد لها هنا وهناك لكن دائماً يكون قد سبق السيف العزل فيما هو منجز منها.أشكرك على المتابعة ودايرة لها رفيق هو النقد الصارم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
أطول كتابة لهاء السّكت كانت في (سيمفونية الجراد)وهي رواية نشرت مسلسلة في عدد من الصحف السودانية آخرها في العام الماضي بصحيفة الراي العامز ينتهي كل فصل منها بهاء سكت. فيما يلي نموذج منها هو الفصل الاول ويمكن اعتباره حكاية مكتملة عن الجرادة (جريرة) في بحثها عن (جرير) الغائب. لم انشر الراوية في كتاب منفصل بعد لكنني بعد إعمال التنقيح اللازم أعد قرائي بها قريبا.
جريرة: الرحيل إلى جنة الجراد
خرجت جريرة وهي جرادة نشطة في رحلة من رحلاتها الدورية للبحث عن جرير الغائب منذ خمس جردات, والجردة هي سنة الجراد, وعن الخضرة في ديار احطوطبت مشاعرها وعن سرب لا يجيء. قالت راوية هذه الحكاية وهي جرادة ذات استطرادات لراوٍ آخر سيوبر إن الكلوروفيل هو موسيقى الجراد ولذا فنحن لسنا معادين ًللنباتات البرية بل نسمعها ونستنشقها ولا نروي ظمأنا منها إلا بالتهامها حيث تنبت من جديد . لكن الذي يقلقنا أكثر- قالت الجرادة الحكيمة - هو هذه المزروعات التي يخص بها بنو الجن- سان أنفسهم دون سائر الكائنات ويخصون من تدجن من بني جلدتنا من الكائنات بالكلاليق الناشفة وبالأعلاف المهجنة المفرغة من الحس الموسيقي الشيء الذي يجعل سائر أمعاء الكائنات المستغفلة عدا الطير الطائر والجراد تجتر الموسيقى النشاز بدلاً من موسيقى الخضرة الطبيعية الساحرة. .ما فتيء بنو الجن- سان يجتثون كلوروفيل الغابات ويقيمون الحيازات الخاصة بهم ويبيدوننا حين نسعى للكلوروفيل الصناعي الجديد. نحن نواجه حرب إبادة منذ اكتشف الإنسان الزراعة قالت الجرادة الراوية ذات الاستطرادات ثم عادت لحكاية جريرة بنت الجزيرة.
خرجت جريرة في صيفٍ امتد فيه الرماد من نشاف بلاعيم البشر إلى انطواء السجلات الخضراء عن الجداول والقنوات والأنهار والمروج والمهج. كانت جريرة قد عادت في الشتاء الماضي من ديار جنجة. فعاتب وهو من الجراد العتاب كان قد جاءها ذات يوم جذلاً وقال لها أنه شاهد جريراً هناك . سافرت جريرة إلى جنجة على عجل ثم عادت من رحلتها بهاء سكت مريرة كالغصة وباتت شتوياً تنضح بالحسرة. كانا وجرير لم ينجبا ولا تجريدة واحدة فجرير سافر كما قال كي يأتي بالنال ولذا لم تعترف أسراب الجراد بحبهما إذ لا تعترف أسراب الجراد العليا بفاعلية الإسهام في حفظ النوع ضد سلاح المبيدات المحرم سربياً إلا بإنجاب ثلاث تجريدات. خرجت جريرة أملاً في العثور على حبيبها ومن أجل تقدم السلالة. و حب الجرادات صادق دائماً.في هذه المرة أخبرتها جرة الجرادة ذات التحركات المريبة العائدة للتو من نواحي القصبة أن جريراً يرتع بين قريناته الجديدات وسط بساتين جارودي عاصمة الجراد. تتأفف جريرة . تزفر أحزانها من خلال فمها الصغير فتقول ـ أوففف وتلتقط الريح فقاعة الهواء الصغيرة وتدخلها ضمن صغار تابعاتها الخفية الساريات معها، فلا يكاد أحد يسمع شيئاً ولذا يظن الجميع أن ليس للجراد أصوات.كانت جريرة في حالة جوع دائم حد التصاق جنبها الأيسر بالأيمن . وحين خرجت قاصدة جارودي أفردت دفتها الصغيرة وفتحت فوانيسها المحورية وعدلت من الساري ثم أسلمت نفسها لتيار الرياح العاتية. طارت بها الريح وطارت جاغة وجاغة فجاغات والجاغة هي ساعة الجراد وهي (39 ق) بالزمن الإنسي. زمن الجراد الداخلي من أسرار الكون. كانت جريرة تسكن في انقاية جرداء في (بلاد) تروى بالمطر في بطن الجزيرة قرب بلدة واصل نومك. وكل جراد واصل يعرف جريرة بنت الجزيرة، هذه الجرادة المتجردة التعيسة الحسناء.
في أثناء طيرانها نحو جارودي كانت جريرة ترقب حركة العتاب وهو جراد شبه طائر شبه سائر وتضحك وترمق بفوانيسها الدوارة حالة انحسار موسيقى الجراد من جنبات الترع وأب عشارين والجداول والتقانت وسط الحواشات البور. تحلم جريرة ببساتين ملأى بالبازلاء وفول الصويا والسبانخ والعنب والمشروم بدلاً عن مكرور العدس والبصل والفوم.آه من نكهة حليب الصويا!تقول خواطر جريرة المكبوتة. طارت جريرة وطارت ثم طارت وطارت وشيئاً فشيئاً امتلأت ذاكرتها بالأشجان ودماغ الجراد كله ذاكرة . وما لبث أن غنت عذاباتها بشعرٍ آسرٍ ـ أوف .... تكْ تكمْ . تكْ تكمْ تـكْ تكْ تكمْ.
طارت جريرة وطارت ثم طارت وبعد جاغات وجاغات أصبحت على مشارف جارودي. في البداية دخلت الجرادة التعيسة الحسناء منطقة الريح الأصفر الذي يفصل الأقاليم القاحلة عن الأقاليم المتجهة نحو الحضارة الخضراء. وطارت طارت ثم طارت وطارت حتى وصلت إلى زون الريح الأزرق ففقدت هناك وزنها وصارت ريشة في مهب الذكريات. طارت بها الريح وطارت ثم طارت وطارت وفجأة انبثقت أمام جريرة خضرة موسيقية كالخضرة التي كانت تراها في الأحلام انبهرت جريرة وانبهم حنينها فحلقت بالمرح كله فوق مروج خضراء تراها لأول مرة في حياتها. مروج جمعت عصارة الخضرة منذ عيذاب التي كم اخفت وراءها من شقاء للأسراب ومن زمن غابات تركاكا والزمن القديم مما رواه جدودها عن رغد العيش قرب ودسلفاب حين كانت الغابات تمتد وتمتد مابين النيلين قبل أن يجتثها عدو موسيقى الجراد الغاشم. لكن هذه الخضرة الجديدة ربما تدخل في تباعيضها جنيات الجينات. خضرة حاضرة خضراء مخضرة . وفي سرها ضحكت جريرة وهي في حبورها العظيم هذا حين تذكرت النكتة القديمة التي روتها لها والدتها حين زارت منذ عشرات الجردات نرتتي بجبل الجراد العظيم سألت والدة جريرة جراد نرتتي المحظوظ: ـ صفق اللوز دا كلو هيلكم يا الحبان فأجابها جراد نرتتي الخضراء من غير سوء ـ بالحيل فردت الجرادة الأم: ـ نان ما تقرضوا
لجردات وجردات ظلت الأم تكرر نكتتها لجريرة حتى ربتها على حب الفكاهة وفي كل مرة تعودان معاً إلى النكتة بدءاً من آخرها ـ نان ماتقرضوا حلقت جريرة وحلقت فرحة فوق المروج الخضراء ومن علٍ رأت الجداول الرقراقة والمياه الدفاقة والثمار البراقةلكن فرحتها لم تستفرق سوى نصف جاغة وسرعان ما علا خواطرها شجن دفين حين تذكرت شحوب إنقاية واصل نومك. ومن عل لاحت لها أسراب عجيبة من الجراد بدينة تمشي الهوينا وأحست جريرة أن هذا الجراد تكاد تقتله الفاقة. وما أن هبطت أكثر حتى حل بها الفزع وهمست لنفسها ـ هذا الجراد ليس من بني جلدتنا.
كان هناك جراد سمين وجراد سمين وبدين , جراد لاحم وجرادلاحم و شاحم, جراد مكتنز وجراد ينز , جراد وديك وجراد سميك, جراد منيع وجراد عاتي , جراد فات وجراد فاتي وأعجب من هذا كله فصائل أخرى من الجراد الأممي حيث كان هناك الجراد الجامبو والجراد الجائر والجراد الجائز والجراد الحائز والجراد الجراند وغيره من الجراد الذي لا تعرف جريرة له كنهاً. هبطت جريرة بمدرج مطار جارودي وكانت دهشة الجراد العجيب لرؤيتها أكبر من دهشتها فقد كانت جريرة تبدو على الرغم من حسنها غبشاء هنا كفت جريرة عن تذكر النكتة القديمة وا لتمعت في ذاكرتها الدماغية خاطرة عن أنها ربما حلت بجنة الجراد. و اقتربت جريرة من جموع الجراد أكثر فشاهدت لدهشتها انشغال الجميع بالتهام نوع من الخضرة الملفوفة المحشوة باللوز. رأت الحشود تتوجه بأسلوب حضاري نحو المنصة فتقدم لها كواعب الجراد الخضرة الملفوفة في آنية خضراء مع مناديل من سندس .
دارت جريرة ثم دارت ودارت حول جموع الجراد المتعجبة. نسيت جرير وما جرى منه وتذكرت بحزن عميق أمها وأبيها في جرداء التي قرب واصل. وتملكتها شفقة طاغية وحزن ماله من قرار لكون أمها لا تعرف شيئاً عن طلعات الإستهلاك الراقية أما أبوها الزاهد فكان يسألها دائماً عن الفرق بين الإستهلاك والهلاك . أمها تقضي سحابة نهارها بين الورتاب والبتاب, تقبع بين مشلعيبها ورواكيبها وكراكيبها وغاية أمنياتها أن تحظى بصفقة عنكوليب .وفي الخريف يكون صفق العدار راقد هبطرش في الإنقاية قرب واصل نومك ويغيب القصب مباشرة عقب موسم (الدرت). أسفت جريرة بنت الجزيرة التعيسة الحسناء لكونها لم تعلم من قبل بوجود بساتين كهذه. غاب بال جريرة في تلافيف ذاكرتها لجاغتين فبكت بكاءً يفيض بالحنين وجريرة جرادة ليست قياسية فهي لا تعرف الأنين . وعندما أفاقت كان الجوع هو سيد موقفها ودنت في حركة عفوية من أول جرادة عبرت علها تحظى منها بطبقٍ مما يتداولون , فتلقت لطمة مفاجئة صاعقة مصحوبة بصيحة ارتجت لها مكبرات الساحة: ـ أخرجي من هنا أيتها الشحاذة الجرداء القذرة.
انطلقت جريرة إلى أعلى بالدفع الميكانيكي بسرعة هائلة فاقدة للوعي من هذه الضربة الجراند ثم هوت مثل قذيفة وارتطمت بروث البقر في أطراف القصبة .وظلت هناك بلا حراك لجاغات وجاغات وحين أفاقت لم تعد تذكر إلا تلك الصيحة الأخيرة ـ شحاذة قذرة أخرجي ! وفتحت جريرة فمها لتصرخ لكن هاء السكت كانت قد دهمتها فسكتت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
هاء السكت -تو 9 بدايات خلايا الشّر
الرتيلاء تخلقت فيها خلايا الشّر.طاف أحد أبناء إبليس غير المرئيين بجانبها وعندما رأى البوخ يخرج من جهة الخلايا صاح فرحاً - يا ويلهم البشر من القرصات الحراقة لهذه البنت ومثيلاتها. إبليس وابناؤه (جنّهم جن البشر). هذه الرتيلاء المتحورة غير معنية بالمهمة الشاقة التي أوكل إبليس نيابة عن نسله نفسه بها إلى يوم يبعثون.هي رتيلاء مسكينة متحورة عن نملة سكّر فحسب . ولذا فإن كانت لديها نوايا انتقام فامثال بعلها غير المرتقب نامل متنمل الأطراف أولى. في طلعتها الشريرة الاولى حلقت وحلقت حتى وصلت إلى مرتع قبيلتها قرب نمولي .حطت فوق نملية حتى لا تخلع صويحباتها السابقات بجسمها النملي الجامبو.وراعهاأن الجميع غير موجودين كأنما شفطهم آكل نمل.لم تعلم الرتيلاء المتحورة أن نقصاً حاداً في السكّر حل بمساكن قبيلة السكّر. وحانت منها التفاتة فرأت القارة التي كانت تسكنها الكائنات العملاقة قد خلت من سكانها والصهاريج الزجاجية الموضوعة فوق قواعد عملاقة من الخشب قد خلت من السكر. واستبدت بها حيرة شديدة مالبثت أن تحولت لحزن أسكتها فسكتت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: munswor almophtah)
|
Quote: ثم حسا من ماء هذه التفاحة الغريبة وعاد للصغار ببقايا لحمها ودمها ومائها الفراتْ وحيث لا غصونْْ لم يبق في ديارها سوى الشجون في الجذوع و دمعة كطل. وعم في فراغ ما كانته وهي حنظلةْ |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أستاذي الفاضل شوف كحتنا دي
سماية
اليوم الأول "نصر" قطع على أن يسميها "نصر" تهلل وجهه بالسرور .. كانت تلك الصرخة المغايرة أجمل ما سمع منذ أن خلقه الله .
اليوم الثاني سأسميها "نضال" لم تستطع هي أن تنبس ببنت شفة أمام تعبيراته القوية الصارمة .. تذكّر كبش السماية .. ارتاح قليلا حين تذكر أن كبشا واحدا يكفي في هذه الحالة .
اليوم الثالث قال : لا بل سأسميها "صمود" . لم ينتبه لاقتراحها فقد كان غائصا في أعماقه يردد (حليلك بتسرق سفنجة وملاية وغيرك بيسرق خروف السماية) .. أوشكت أن تعيد اقتراحها .. استغربت لمّا صاح في وجهها (هي السرقة دي ساهلة كده) .
اليوم الرابع اقترح "صابرين" .. تلبدت في عينيه دمعتان .. دفعت هي باقتراحها "ولاء" .. اشترى تلفازا بضعف ثمن السوق بضمان مرتبه من مدير الحسابات .. وكسره بنصف ثمن السوق لمدير الحسابات .. فأحضر كبشا ليس أبيضا ولا أقرن .. ما فتئ الكبش يردد (باع) كأنه يرقد على رأي أو يُلح على اقتراح . .......
اليوم السابع سمّتها هي على اسم أمها فأصابته هاء السكت فسكت .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)
|
عزيزي جعفر خضر حلوة .تضج بالحركة. كسرة التلفاز مباشرة .النهاية كما لو تخلصت من الحكي كما أفعل أنا هنا أحياناً عزيزي منصور ومحمد تحياتي وشكراً عدت من سفرة.عندما يجيء المونديال سيصيب هذا البوست من قبلي هاء السّكت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
أستاذي الفاضل هذه القصة فكرتها قديمة .. ممكن تقول كتبتها قبل أكثر من عشرة سنوات ولكن ليس في الورق تحمست لكتابتها بسبب هذا البوست كتبتها ثم عدلتها اليوم الثاني ثم بعثتها إليك تهمني ملاحظاتك كثيرا سأحاول رعاية هذا البوست بس ما تنسى يا دكتور رفعه للربع الثالث نهاية هذا الشهر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)
|
Quote: هاء السكت 1 المخلب خرجت فأراية لتلعب في باحة مخزن للحبوب على الرغم من تحذيرات أمها المتكررة من خطورة اللعب على المكشوف. وفي غمرة انتشاء الفأرة الطفلة بالهواء الطلق مقابل هواء الجحور الفاسد وجدت نفسها نهباً لمخلب قط. كان المخلب حاسماً إذ تمكن من حلق الفأرة وبلعومها وأنفها وكبريائها وفمها فلم يبق لها إلا مشاعر الخوف التي هي تيار داخلي قوي متصل بمراثي الذات، لا يسمعه أحد فيأتي بالنجدة إن كانت أمهات الفأرات الصغيرات وآباؤها تستطيع مقاومة السنانير. كانت الفأرة تنوي أن تقول - سيك سيك سيك. لكن أصابتها هاء السكت الفأرية الاضطرارية فسكتت. حسناً أنها سكتت ، إذ لو صرخت بسيكاتها الضئيلة تلك لما فعلت غير أن تنقل مشاعر الحزن واللوعة لأم مكلومة لا تستطيع فعل شيء . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)
|
Quote: هاء السكت
5
مصادرة
حفروا قبواً خلسةً إلى يافوخه عبر ظلام الليل و هناك احتطبوا خلايا غالية من دماغه.لقد سرقوا في حقيقة الأمر صور الجنة من خيال هذاالكائن الجسور الذي لا يطيقون.لم يعد في علبة المخ التي كانت غنية فيما مضى سوى صور الجحيم.وصاح قائد فصيل إعدام الأحلام،وهو يدمر الخلايا الغالية باسم الخالق: - بعد هذا يا مارق لن ترى الجنة حتى في الحلم! الدهشة أصابت المدوّنان الرقيبان النورانيان الدائمان حيال هذه الجسارة البشرية التي تتحدث باسمهما وباسم المعبود هكذا بوثوق تام كأنماهناك تفويض مكتوب. الدهشة أصابتهما، ولما كانا أصلاً في حالة صمت فلم تصبهما هاء السكت لكنهما سكتاإلى حين. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)
|
Quote: مصيبة هبط جيش لا شعب له في ارض شعب لا جيش له، كان الظلام قد هبط مع هبوط الجيش، فقال الشعب هذه أرضي، أغرب عنها. فقال الجيش: لا بل سأحكمك. وقال الشعب: أنا أحكم نفسي بنفسي. فقال الجيش: لا حكمك لنفسك سيؤدي لمفترق الطرق. واعتصم الشعب بحبل الوحدة ضد الغزاة. فرفع الجيش هراواته الغليظة وحارب الشعب الأعزل وحاربه واستبسل الشعب حتى استشهد آخر فرد فيه وخلا للجيش الميدان. وتلفت قائد الجيش حواليه فلم يجد شعباً يحكمه، كانت الخيول المتعبة المستعبدة تنتظر دور المحكومين وصاح القائد في جنوده أين ذهب الشعب؟ وأصابت الجنود المندهشين هاء السكت فسكتوا.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)
|
نملية العشق قرب مدينة "نمولي" عاشت قبيلة من النمل. ملكة وحمالات وحمالون، أمينات وأمناء مخازن.عشقت صبية النمل نايلة نمول الفتى. هو روميو وهي تاجوج، ربط قيس يده الحبلية في دلو عبلة وخرجا نحو قصر الملكة. قال الفتى جميل: - أحبك يا جولييت. فأجابت الصبية ليلى: - أموت فيك يا المهلب. في الطريق صادفهما الوزير المتنمل الأطراف فقال: - ما خطبكما؟ فردا: -نحن في طريقنا للملكة لنعجن عصارة العشاق جميعاً. نلتقي نفرح؛ إذ تبارك الملكة زواجنا. سارا مائة وخمسون سنتميتراً بأكملها ولاحت في الأفق الملكة تعتلي نملية العرش. قالت: -هاي أيتها النمولة اللطيفة قد جئت في موعدك، لكن أين خطيبك؟ قال نمول: - ها أنذا.. التفتت الملكة لترى حبيباً يوسفياً لونه كأبهى ما يكون السواد. فمه واسع يقوي على حمل حبة من الذرة الشامية . تحرك سائل الحسد في دماغ الملكة نحو الخلايا العادلة في الدماغ. عقدت قرانهما ثم وزعتهمافي ورديتي عمل مختلفتين للعمل في الحقول لجمع الحبوب . صارت النملة نايلة تخرج في السادسة صباحاً إلى الخلاء تدخل جحراً، تأخذ حبة وتخرج وهكذا وحين تعود لبيت الزوجية في المساء تصادف زوجها في قارعة الطريق تلوح له بمنديلها المبلل بالدموع النملية الباردة الصامتة. كان الفتى يعزق .. يجد حبة وإن لم يجدها صنعها ثم يأخذها ويخرج. يدخل ؛ يأخذ حبة ويخرج. يدخل؛ يأخذ، يخرج... وهكذا ظلا يتناوبان الدوريات والتحيات العابرات وعدم اللقيا حتى قضى نحبهما.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كنا قد نظمنا نحن في رابطة الطلاب المعوقين وأصدقائهم بجامعة الخرطوم محتضرة تحت عنوان (تكنيكات تابة القصة القصيرة)بقاعة عبد الله الطيب (102)في العام 1991 تحدث فيها الدكتور بشرى الفاضل ، وكانت محاضرة في قمة المتعة والفائدة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)
|
عزيزي جعفر خضر اشكرك على الإنطباع عن تلك المحاضرة. لكن أعتقد ان ذلك كان بعد يونيو عام 1992م أي بعد فصلي للصالح العام مباشرة وأذكر انه بعد الأمسية مباشرة خرجت أمام القاعة والتف بعض الطلبة والحضور من اجل مزيد من النقاش فاقترب أحد افراد الامن وقال لي بصوت هامس حتى لا يسمع الآخرون : يجب أن تخرج من هنا حالاً.كان وجهه صارم القسمات في تعويض طرح سؤال عن هويته أو عن إبراز بطاقته. كانوا في تلك الايام يخشون التجمعات حتى داخل الحرم الجامعي.يمكنك أن تدقق معي في التاريخ فربما أكون مخطئاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: Bushra Elfadil)
|
Quote: عزيزي جعفر خضر اشكرك على الإنطباع عن تلك المحاضرة. لكن أعتقد ان ذلك كان بعد يونيو عام 1992م أي بعد فصلي للصالح العام مباشرة وأذكر انه بعد الأمسية مباشرة خرجت أمام القاعة والتف بعض الطلبة والحضور من اجل مزيد من النقاش فاقترب أحد افراد الامن وقال لي بصوت هامس حتى لا يسمع الآخرون : يجب أن تخرج من هنا حالاً.كان وجهه صارم القسمات في تعويض طرح سؤال عن هويته أو عن إبراز بطاقته. كانوا في تلك الايام يخشون التجمعات حتى داخل الحرم الجامعي.يمكنك أن تدقق معي في التاريخ فربما أكون مخطئاً. |
أستاذي دكتور بشرى أنا لست متأكدا من التاريخ لكنني افترضت أن المحاضرة كانت قبل منع النشاط في الجامعة .. الأرجح أن كلامك صحيح لأن الرابطة لم يطالها الحل وكان ـ ربما ـ لها هامش حرية أ؟وسع قليلا من غيرها . كانت القاعة قد اكتظت بالطلاب .. وكنت قد أهيت للحضور فكرة قصتين إحداهما عن الكبري . ولما تحدثت عن أهمية الصراع (ربما) في القصة ضربت مثلا بالطماطماية طماطماية حمراء مستديرة كبيرة الحجم ..الخ هذا لن ينتج قصة .. ولكن إذا قلت أن بعض البذور هيمنت على العصير داخل الطماطمية دون باقي البذور .. وازداد حجم البذور المهيمن وتضاءلت تلك وتجمعت محاولة استرداد نصيبها من الغذاء ... احتدم الصراع بين المعسكرين ... البذور المهيمنة تواصل امتصاص ما تبقى..... حتى انفجرت الطماطماية!!! فضجت القاعة بالتصفيق كانت قصة على الهواء مباشرة يبدو أن البذور المهيمنة قد أرسلت لك الأذن الذي همس في أذنك ولا زالت الطماطماية قيد الإنفجار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)
|
عزيزي جعفر كم شتاء كم صيف مرا على تلك الأمسية! قصة الكبري أذكرها هي من قصصي الشفاهية التي لم اكتبها .كنت أسميها (اما بعد) وأحكيها في مناسبات مختلفة؛ وهي عن الجسر الذي انهار سقفه الحديدي على عربات كانت تسير فيه وجاء مسؤول يسعى بالحلول بعد الكارثة. لكن لا أذكر سردية تلك الطماطماية لعلها من قطع اللحظة كما أشرت أنت. سردك لها أمتعني ولو أنك كتبتها لقراتها باعتبارها قصتك هل تصدق؟ هذا تضيع مني بعض الأفكار مما أسميه رؤوس السمك الميت في (الأوفر سيز) وهو منطقة ملازمة بمنزلي حيث حللت به الهمهمات غير المكتملة والمشاريع الضائعة وأكثر هذه المشاريع من القصائد.أهديك يا جعفر فكرة الطماطماية هذه فهي لك وأنت من أحياها الآن، ولأنك قلت ان القاعة ضجّت وقتها بالضحك فاكتبهافضحك الجمهور بعض من مسوعات احتمال نجاحها..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)
|
أستاذي بشرى الفاضل قبل تلك المحاضرة بأسابيع أو شهور كنت قد استلفت مجموعة (حكاية البنت التي طارت عصافيرها) وسافرت بها إلى القضارف (سلفة حسنة) قرأتها فانعقد لساني بالدهشة ... وأصدقك القول أحسست بأن هذا الكون رائع (الكون كلو) قرأتها مرات ومرات .. حفظت عبارات منها بل قصص . وأعدت المجموعة لصاحبها بنهاية العطلة .. ولم أر المجموعة مرة أخرى إلى الآن ... اكتشفت في هذا البوست أن قصة (حل جيش لا أرض له ...) والتي قصصتها كثيرا أنني قد حرفتها قليلا إنني مدين لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاء السّكت - تو (Re: جعفر خضر)
|
استاذي العزيز/ د. بشرى الفاضل من "امنول دود وا لاقينا" في المنبر ان لم تخني الذاكرة. امتع نفسي بالقراءة و لا زلت في المنتصف و لكني ساصل ان شاء الله. متعك الله بالصحة و العافية
| |
|
|
|
|
|
|
|