باقان يدعو الجنوبيين لإعادة التفكير في الانفصال وانا معه !

Quote: تقرير: (وكالة رويترز)--ترجمة: أحمد حسن محمد صالح يقول مسؤولون في حكومة جنوب السودان وجماعات التنمية ان بيروقراطية البنك الدولي وعدم توفيره المال الذين تعهدت به الدول المانحة يعرقلان اعادة بناء الاقليم. جنوب السودان يتوقع ان يكون احدث دولة في العالم اذا قرر اهل الاقليم الانفصال في الاستفتاء المقرر له العام المقبل. حكومة الجنوب التي تتمتع بحكم ذاتي منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل العام 2005م كانت تتوقع مبلغ ملياري دولار تعهد بها المجتمع الدولي بعد توقف الحرب الاهلية في السودان، ولكن بعد مضى خمسة اعوام منذ توقيع تلك الاتفاقية لم يقدم المانحون سوى (524) مليون دولار فقط فظل الاقليم على حاله مدمراً بالحرب التي دامت (22) عاماً، فاغلب مناطق الجنوب تعوزها المدارس والطرق والخدمات الصحية والماء الصالح للشرب. ويقول لويس قور جورج مدير عام وزارة التخطيط في جوبا «اننا محبطون اننا نشعر اننا كأول بناء دولة من العدم ولكننا مازلنا في المربع الأول.. يصلنا اقل من (25%) من الاموال الموعودة بالقطارة. ان مشاكل البنية التحتية هائلة». مستر جورج ناشد السودانيين الجنوبيين في الشتات ان يعودوا (الى الوطن) للمساعدة قائلاً: «اننا نبني قطراً من العدم وهي مهمة صعبة، اننا نحتاج لفنيين وعاملين في المرافق المدنية ومهندسين مدنيين ومهندسي مياه ومعماريين، اننا نريد من الوكالات البريطانية ومثيلاتها الدولية الاخرى ان تعيد توجيه معوناتها لاعادة هؤلاء لمساعدة بلدهم، ان ابناءنا وبناتنا في استراليا ولندن والولايات المرة وفي كل مكان. اننا نريد عودتهم حتى لفترات محدودة تتراوح بين ثلاثة واربعة شهور للمساعدة. ليس عليهم ان يبقوا هنا طويلاً انهم سيشاهدون الامكانيات الهائلة المتاحة في جنوب السودان. جوبا وهي مركز صناعة المعونات - يبدو فيها قدر بسيط من جهود اعادة البناء. كالمدينة الواقعة على ضفتي النيل تضاعفت في حجمها خلال خمس سنوات لأكثر من (400.000) نسمة. توجد في عاصمة الجنوب بعض الطرق والمباني الجديدة. وكالة التنمية الدولية اليابانية انشأت ميناء نهرياً لتسهيل استيراد مواد بناء ومواد غذائية باسعار اقل من نقله بالشاحنات. ولكن الحقيقة ان التنمية مازالت متخلفه جداً. وحسب بيتر ما هال شولي وهو مسؤول كبير في وزارة المياه فان اموال البنك الدولي لمشاريع مثل المدارس والطرق والمياه ومهابط الطائرات لم تصل. في الاقليم برمبته هناك (60) كيلومتراً فقط من الطرق المعبدة. اما خارج العاصمة جوبا فانه البنية التحتية أسوأ حالاً مما كانت عليه قبل أكثر من (35) عاماً. ويقول شولي إن الاولوية الآن «ممنوحة» للماء فتلاتين في المائة (30%) فقط من احياء جوبا تتمتع بماء صالح للشرب وليس هناك اي نظام صرف صحي «انه وضع خطر». هناك ايضاً احباط متعاظم ان هذا القليل من المعونات التي يتم ضخها في الاقتصاد المحلي لا يؤدي إلى خلق وظائف للجنوبيين لأن قلة منهم تلقوا التدريب اللازم، ولهذا القطاع الخاص ووكالات الامم المتحدة تستخدم أكثر من (30.000) يوغندي وكيني. جوبا اصبحت كذلك واحدة من اغلى المدن في افريقيا، فكل غذائها وكثير من مياه شربها مستوردة. ويقول الخبراء إن القواعد المعقدة التي يفرضها البنك الدولي ايضاً تعيق التنمية بصورة خطيرة.. ففي ورقة نشرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الشهر الماضي قالت فيونا ديفيس التي كانت حتى عهد قريب مستشارة في برنامج الامم المتحدة للتنمية في جنوب السودان ان البنك الدولي يلزم حكومة الجنوب باستيفاء (62) اجراء لتقديم اي شيء وهذا يؤدي الى التأخيرات والاحباطات. وتقول فيونا ديفيس: «اجراءات البنك الدولي ليست مصممة لتسليم سريع للاموال فلا سبيل لحكومة الجنوب لعبور هذه الاجراءات المعقدة». الجماعات غير المحلية هي بدورها تتهم البنك الدولي والحكومات المانحة بفرض قواعد معقدة. ويقول مايير ميلر من اوكسفام كاتب تقرير حديث عن تقدم جنوب السودان «ان ممثلي كبار المانحين الذين يتخذون الخرطوم مقراً لهم يقضون فترات قليلة في جنوب السودان. عدم فهم السياق المحلي يسهم في تفاقم التأخيرات في تسليم المعونة. نظام الانذار المبكر بالمجاعة الذي ترعاه الحكومة الامريكية يشير إلى ان عدد الناس الذين يحتاجون الغذاء الكافي في جنوب السودان تزايد «بدرجة ملحوظة» بسبب تصاعد النزاعات والطقس الرديء. حسب تقارير الامم المتحدة فإن هناك (350.000) نازح على الاقل في جنوب السودان الذي شهد أكثر من (350) نزاعاً قبلياً في ديسمبر الماضي. النزاعات بين القبائل اودت بحياة عدة آلاف من سكان الجنوب وكان أكثرها دموية في وحول ولاية جونقلي الواسعة والتي يصعب التنقل فيها. اعلنت بريطانيا في الاسبوع الماضي توفير (54) مليون جنيه استرليني كمساعدات انسانية للانتخابات وجزء كبير من تلك الاموال سوف تستغلها وكالات الامم المتحدة والوكالات غير الحكومية لتوفير المياه والرعاية الصحية والملاجيء. وفي تقرير لوكالة (رويتر) في نفس الاسبوع اعترف البنك الدولي انه عليه ان يسرع تمويل اعادة بناء الاقليم ولكن مسؤولي البنك علىهم التأكد ان المعونات لا يتم تبديدها بالفساد أو سوء الادارة. أبياقيلي ازيكويزيلي بانبه رئيس القسم الافريقي في البنك الدولي قالت لمراسلة (رويتر) ان مؤسستها تعمل مع المانحين وحكومة جنوب السودان لتسريع تنفيذ برامج اعادة البنك في الاقليم. المسؤولة الاقليمية للبنك أقرت باخفاقات في صندوق المانحين الذي يديره البنك قائلة انه لم يلب معاييرنا التي طبقت في صناديق الدعم الاخرى التي يديرها في اقطار مماثلة». وتقول ازيكويزيلي انه «رغم الانتقادات فان هناك تقدماً في جنوب السودان ولكن البنك يجب ان يتأكد من دقة المعايير حتى يتم انفاق الموارد على الفقراء وليس على كبار القوم». وتقول ان البنك ضاعف تقريباً عدد موظفيه العاملين في الجنوب خلال العامين الأخيرين وكثيرون منهم يقيمون في الخيم، كما قام ان البنك بتبسط متطلبات المقاولين من صغار اصحاب العمل.