الشـــــــــــــايقية... ماضيهم المُشرق... حاضِرهم الأخضر... ومستقبلهم الواعد...

Quote: تعقيب على قصيدة الشاعر الفحل الطيب محمد ود بادي ود محمد سعيد العكودابي,, نظم هذا الهجاء وكما قال في حق ولد بندرواي من اللذين أطعموا بملاعق من ذهب. والحصل كانت مشداة بين شاعرنا وذاك الولد في أهمية الريف بالنسبة للحضر وتأثيره عليه. والظاهر الوليد رمى ليهو كلمة في حق الريف هيجت ود بادي وحركت قريحة الشعر فيه. ونتمنى أن يسلط الله على ود بادي كل مرة وكل يوم مثل كذاك الولد حتى يشجي اسماعنا بقصيدة كهذه.قال ود بادي كنت جاي من الريف للجامعة في الخرتوم البندر اسود السنحة أغبش البشرة مثل عود الطنضب اليابس الحرقان وكان هو مثل قصبة الصفاف لين يتقصف بين الأصابع تتدلى سلسلة على جيده. وبرضو ود بادي يقول ليهو هات صدرك مع صدري. فعلا كانت المقارنة شبه مستحيلة أو معدومة بينه وبين الوليد الذي حرمه حتى من صفة ولد, استخفاف به وليست حقد عليه, الوليد مولود لما كان في الفة فوق اسفنج وابوه فاتح له حساب في البنك والتأمين من وحتى ختانه كان على الطريقة الحديثة بالبنج, وطبعا طبيبنا ختن بالموس والقصبةوسواها ليهو بصير الحلة أو مزينها. في هذه العملية ( الختان بالقصبة ) كان يدخل لب القصبة في الغلفة ويربط الجزء المراد قطعه بخيط ومهمة لب القصبة حتى يفصل رأس القضيب من الغلفة.وبعدها يقول المزين للصبي أبشر.... وهو يردد ماباشر... ابشر... ماباشر وبعدها يشّدهو باي شئ مثال ( شوف الحدية ديك يلتفت الصبي ليراء الحدية ) وتف يقطع الغلفة بودون بنج وبعدها تخاط. تفاخر الشاعر بصور ولوحات جمالية رائعة تصور حال الناس في الريف وهي صور تخلب العين للعايشها يسمو بها وللذي لم يعشها كان التصوير دقيق وأجمل مافيها كان تنقل الفحل ودبادي من صورة لاخرى. اللوحة الأولي حياة الطفولة في الريف. الخوض في الوحل والطين, وشراب الموية من الترعة وفي الغالب تكون بدغلوبه وروث البهائم, والمقيل تحت الشدر وتعلم العوم في سن مبكرة حتى يصل الواحد منهم لمرحلة تمكنه من السباق مع الوزين وعكس الموج نعم... نعم هي حياة كل اطفال الريف وقد صورها واجاد. الصورة الجمالية الثانية هي صورة موسم الخريف في تلك المنطقة,وكت البروق تتراقص الرعد يدوي في الظلام كلعنات الجن, وزاد جمال الوصف حين مثل صوت الزيفة لما تهب علي جبال النقعة ( وهي منطقة قبل بانقا ) (( فووووو )) كأنه صوت نفخ على صور. وبعدها تأتي وصورة الحصى عندما يجرفه السيل علي حافة الوديان ويرقد على حافة الوادي بعد انحسار المياه عنه كالؤلؤ والمرجان, وفي وسط هذا كله صورة انسان المنطقة الفرح ..المفجوع ..المخلوع..من خير ما تجلبه المطر وشر عواقبها عندما تتفرطق صاعقة وتكب النار الدمار .... تلقى عرق مقلوع.. فرع مكسور.. جمال غرقانة بحاله... والانسان نجاته تكون في ابسط الاشياء التي يقدرها له المولى... مثل ان يمسك في قرون تور ولا عودا ماكن جارفو السيل. في المنطقة بين شندي والخرطوم توجد الكثير من الوديان التي تأتي بالسيل مثل ( وادي العوتيب وهواكبرها والعروس والكربكان وغيرها.. ) اللوحة الثالثة وهي وصف لايام السدور للمراعي.. وهي عادة اهل تلك المنطقة قبل موسم الخريف ونزول المطر في مناطقهم بتكون مراتع المراعي في مناطق الجنوب الشرقي رويت تب بالمطر, لذا بسدروا الخلاء ببهائمهم. هوي يا وليد حصل سادرته بالديداب إلى ...... خلاف برقا يشيل حرقاص أو رعداً تقول رصاص وكت اتفركع.... واللوحة الأجمل هي تلك التي وصفها عندما تصحو بعد نوم عميق تحت فردة نسيج النقادة بصوت شتماً بعيد مخنوق ويجيك الصوت من بعيد وتقوم لاك مخلوع ولا مفجوع لكن بدافع مجهول يسوقك سوق للدلوكة وتتابع الصوت للحفلة متلفح توبك الجرجار. وصف ودبادي واجاد وابدع في لوحة الحفل والفورة بتحصل بين الناس الحضور لما تشوف صبي تالي ضرعاتو ( ابشروا بالخير ) وتتفجر ذغرودة تطلق في الجلود النار وفي ديك اللحظة بتقوم نوارة السمحة من البنات ترقص وتهج الداره وتودي صديره قدامه وتميل زي البان ينكبو الجنيات في الداره دايرين البطان وكل منهم يحب ان يثبت لها شهامته ورجولته. وطبعا لكل شئ اصول ( والشبال بحقو ) يعني الداير يشيل شبال من البت لازم ياخد حقو معروف و قوانين البطان متعدده ومنها مثلا ان يكون العريس عزيز عليك فتنجلد في زواجه أو ان يكون العريس انجلد في زواجك وانت تقوم تنجلد في زواجه وتوفي دينك ومنها التحدي ( الدق سداد ) وغيرها. وجمال تصوير الشاعر لأخوان أم شلخ يصطفو في روق عارية اعالي اجسامهم مغطاة اسفلها وكل واحد مرتكز على عصاه المضبب ومقدم كراع ومأخر الثانية كأنه تمثال أصم والطاقية محدره وهي هدية من الحبيبةوما مشرية من السوق . والعنجاوي الجلد به في البطان يحتاج لخبرة ومعرفة وعلى الذي يجلد لا يهوى به بل يخرته خرت حتى يغرز في الجلد. آخره يبدأ صائب للترقوة وهي عظمة الكتف وينحدر لتحت حتى يصيب طرفه الضلع القصار.. والجنى واقف زي الحيطة لا يحرك رمش لا بدن وبعد ما ياخد حقو يمشي متبختر ويرش بالدم بنيات اعمو ويزغردن ليهو وياخد شبالو ويمرق أو يعاود مرة اخرى. الصورة الاخير هي صورة الصراع الحلو المر المذاق بين الناس والنيل فيه حياتهم وهو مصدر الخير والأمل وايضاً فيه ممات البعض منهم .....والبحر بياخد عوامو,,, في هذه اللوحة بدأ شاعرنا في تسأل وصفي جميل وبديع للوليد ,, هل جربت العوم في البحر ايام التساب وفي مخانق النيل ( الشلالات ) وهي أيام يصعب العوم فيها حتى للخبير به. ثم عرج لفعل النيل في تلك الايام بالأرض يحزم ويطفح الكيل ويحفر بجريانه ويهدم الجزاير ومويتو الهايجه تبلع جب... وصورة العشاري وهو اكبر انواع التماسيح منشري في الرملة معشعش بين نوايبو الطير... نعم كان تصوير دقيق وبعين شاعر مرهف يحس وما يمر علينا عابراً كأنه لا يهمنا....والتمساح العشاري ومرق لانو المياه طمرت جزائره موطنه الذي يعيش فيه,, وفي زخم هياجان النيل كانت هناك مركب تصارع في الهلاك كسيرة الجناح يلفحها الموج يمين وشمال ويجاهد النواتي ويصارع في الامساك بالمجداف ويقوم لا فوق ويرجع تاني للدفة يحكم السيطرة لكن في نهاية الامر يروا انه لافائدة مع عتاوة الموج وخيروا النزول للج الموية وفعلا كان... طفروا في قلب الموية وهم طبعا ولاد النيل يعرفهم ويعرفوه وهم تماسيح في العوم ساعة يعومو بالضرعات وساعة يفجو الموية فج ومن ميزات الانسان العوّام ان لا ينبل صدره يعوم كأنه واقف. وبعد ما تاه شاعرنا مع الاشواق وحال اهله في تلك الديار تذكر الوليد البندري ورجع ليهو وقال بلسان حاله صه يا ود صه يا ود اعذروني في التعقيب لكن ودبادي حملنا نحن كمان في الاشواق وكنت احس كل كلمة وكل تعبير قاله مما دفعني دفع للتعقيب فأعذروني ان اثقلت عليكم لكن حملني الشوق والحنين للبلد وناس البلد