|
Re: الخواجة الشايقي الذي جاء ليثأر من نساء الشايقية!! (ملحمة) (Re: حبيب نورة)
|
باقي النص
قرية ( ود الريح) شأنها شأن كل القري السودانية ,, تمانع في أستسلام للتواصل مع الغريب ,, تتوجّس خيفةً مقتربة بفطرة فضولية ,,, والنساء النصف الآخر هن الأكثر فضوليةً ,, فلم تتعب كثيراً ( الجودلية) أرملة ( الفكي أب رايات) في أقتحام العباب الأنجليزي ,,, ولم تخشي ضبابية موانيه ولكنها أختارت طوعــاً الأبحار في أعماقه ,, لقد أصابها ( سامبسون) بدوار البحر في أول لقاء معه ولكنها تشــبّـثت بكثيف شعرِ صدرهِ ,,,,, كانت مجنونة أستبدّ بها الشبق حتي كادت أن تنهك خيول الانجليز ,, لم تعد تستطع ان تتزكر عن زوجها الراحل الا أبريقــــــــهُ النحاسي وسجادته العتيقة,,, وفي الخاطر ( ريتــــــــــا) متجزّرة التفاصيل...... ولكن !؟!! لماذا لا يكون قتاله في صدور النساء من أجل (مسز روبنسون) الأم؟؟ أو (جين مورس) أو ( أيزابيللا سيمور) أو ( شيلا جرينيود) أو ( آن همند)؟؟؟؟؟ هل تراه قادمٌ فقط ليثـــــــــــأر من ( مصطفي سعيد) الذي غزا أوروبا جنسياً وحطم ما حطم من أفخـــاذ و أفئدة و صدور ؟؟؟؟ أيخــال أن ما تبقي من أشلاء الماضي في زاكرته الجريحة أجدر و أوجب للمحافظة عليه من حاضرٍ مبعثر أحق بالمناهضــــــــة و الأدانــة ؟؟؟؟؟ أنها ليست غلطة التأريخ ولا حماقة جغرافية ,,,,,,, ولكنها أقرب ما تكون الي تفاهة عبثية و طــــأت ضمير الزمان وداست علي كبد الأمكـــنة !! حاجة الزمن لهندسة البناء الأخلاقي أكثر من معمــــــــــارية!! والعقد الدفينة في ضمير البني آدم تتنــاسل أحقــاداُ ,, وتتبــوّل ضغائن... بالرغم من أن الزاكرة البازخـــــــة تنضح ب ( ريتـــــــا) وتفاصيلها الثرية!!! شيخ حميد ينادي علي فتيح وهو شبه منبطح في ( اللقـــدابة) ووقت صلاة المغرب لم يتبقي منه مثــقـــال ركــــعةِ !! : يا شقي أمِش لي ستّك في ( القـاطـــوع) خلّها أتّجهِز الغداء ,, كعادة أهل الريف يعودون من المزارع وبعدها يتناولون وجبة الغداء والعشاء معــاً ... وبعد ان عاد ( فتيح) من الداخل و أحضر ما طلبه الحاج قفل مسرعـــاً لا يلوي علي شئ متبوعٌ بسخط ولعنات العجوز بعد ان تــأخر عليه كثيراً حتي أنتهائه من صلاة العشاء أنهي (منصور سامبسون) تسكعه في أرجاء القرية بغير هدف حتي سمع صوت يستوقفه يا زول انت وين انا من الصباح كايسك؟؟ أستدار الرجل ليجد الكلام ينهمر هميمـــاً من لسان ( فتيح) الذي حكي له القصة كاملة. (عرفـــــــــــة) ؟؟؟ بت الشيخ ؟؟؟ أين؟؟؟؟ ومتي ؟؟ ولماذا ؟؟ وكيف ؟؟؟ وهل؟؟؟؟!!! ولكن لماذ ترسل له( فتيح) ؟؟ وكيف حُلّت عقدة لسانها ؟؟ ولماذا تختاره هو بالتحديد؟؟ مهما كانت الملامح التي يحملها والدم الذي يجري في عروقه.... ولكن شيخ حميد هو بمثابة والده الروحي ,,,,, انه يشعر بميولهــــــــا تجاهه منذ أن حاولت غوايته نهــارئذٍ وهي تسبح مع مجموعة من الصبايا في النيل,,, لم يدري ساعتها أنها كانت تستحم بالماء ام ان الماء يستحم بعرقــها؟؟! أحس بها حين أقتربت قليلاً وطازج نهدها يزيح عنه الماء و يكتفي بالرذاذ والجلباب! طاردته بعينيها وجسدها و كشفت له عن ساقيها موفورات الصحة,,,,,,,,, حتي تبيّن له هزيل الشعر فيهما ..! ولكن !!!! الليلة !!! وفي بيت من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ( الجودلية) ؟ تلك القوادة البزيئـــــــــة . دارت في رأسه الهواجس و أحتار في أمره ,, هل يلبي نداء الجسد أم يستجيب لصوت الضمير ؟؟؟ ولكنه في الآخر قرر أن يحسم الأمر تماماً أخذ القمر يتمشّي بصعوبة في طرقات الغيم... فيما خلت الشوارع الا من نباح كلاب وهطرقات السكاري ورقصهم علي أوتار طمبور بائس ..,, أكتفت الكلاب بوميض زمجرة ,, ولم تشتعل نبــاحاً ,, فهي حتي الآن لاتعترف به مواطناً شرعياً في القرية ,,, بيت ( الجودلية) يقع في أطراف المكان ,,,, هادي و موحش ,, ولكن الغافل من يظن أن الاشياء هي الأشياء !!! ,, أخذ ( سامبسون) يتلفّت حتي تسلق السور القصير الا ان وجد نفسه في باحة الدار ,,, و ( فِتيح) يراقبه من بعيد بخباثة العالم كله.. ( الجودلية) بفستانها القصير ( جكسة في خط ستة) او ( نو تايم) بتسمية معاصرة,, يكتظ جسدها اللادن بالعزوبة و الثراء ,,,, فيما تثرثر عيونها المومسات بفاجر اللغات كانت أشبه ب ( لوليتـــا) الغانية المشهورة ,,,, كيفاً ومضموناً ,,, أما الصبية ( عرفـــــــــة) فلم تكن أقل من ( أزميرالدا) في أقصوصة ( أحدب نوتردام) تلك العيون الثرية الحسن البخيلة النظرات,,,, و الســراج الشحيح يمانع في أدرار ضوئه ليترك المكان بين بين ,,, كل هذا و (سامبسون) يتأرجح بين ميزان الضمير والوعي .... بدت اللحظة ثقيلة ورتيبة تارةً ,,, وطائشة ومنفلتة في بعض تفاصيلها والصورة ظهرت مهزوزة تماماً مع ثبات الديكور و الخلفية,, فحاولت ( الجودلية) تلك القوادة العاهرة آخلاء المكان ليمثل(سامبسون) مشهده الاول في مسرح الرجل الواحد,,!! فيظهر الأرتباك و الخجل في وجه ( عرفة ) صغيرة التجربة ... بنفس درجة صدق الملامح في وجه ( ريتــــــــــا) التي لا ينسي تفاصيلها الطازجة مطلقاً ! يا لسخافة الاقدار التي أحالت و قولبت المواقف ,, ويا لحماقة الحيـــــــــاة!! نعم ان كيدهن عظيم ,,,, ولكن الاعظم من ذلك هو كيد الزمان. وفجــــــــــــأةً ....! تنامي الي سمع ثلاثتهم بعض الضجيج الذي أخذ يعلو ويعلو ألا ان شعروا بالقلق الشديد ,,,, ( الجودلية) تلصّصت لآستجلاء الأمر ,,,,,, كانت الحلة بخيلها وخُيولائـــها خرجت مجتمعة يحملون العصي و السكاكين والسلاح وبان مقصدهم ,,,,,,,,,, و لحظتها جرو الثلاثة نحو النيل وخوف الدنيا كله في وجوههم وو .... وتعالت الصيحات المستنكرة تردد: أمسكوا الكافر ........ ود الحرام الكافر النجس !!! و ( فتيح) يراقب الموقف من بعيد وخبث العالم كله في وجهـــــــــه ,, وبلغ ب (عرفة) التعب و كذا ( الجودلية) أما ( داف) فقد كان لا يفكر الا في الخلاص و النجـــــاة!! حتي ( ريتـــــــــا) ! التي لاينسي تفاصيلها الطازجة أبداً !!! وفي الصباح تمدد ( سامبسون) و ( الجودلية) في شبه أغمائة فيما أبتلع النيل( عرفة) كعــــــــادة النيل في بلادي !!! لا يؤمن الا بعقيدة القرابين!!
|
|
|
|
|
|