سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 08:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-05-2009, 05:20 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي (Re: Nazar Yousif)

    أخبار اليوم تنفرد بنشر النص الكامل لخطاب زعيم حزب الأمة للرئيس الأمريكي باراك أوباما

    المهدي: لا معنى للحديث عن تمدد النفوذ الإيراني مع مشروعية الإحتلال والعدوان الإسرائيلي

    القاهرة: جمال عنقرة

    بعث السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة بخطاب للرئيس الأمريكي بارك أوباما بوصفه رئيساً للمنتدي العالمي للوسطية، بمناسبة زيارة أوباما اليوم الأربعاء للعاصمة المصرية القاهرة ليخاطل العالم الإسلامي من داخل جامعة القاهرة وبحشضور مجموعة من المفكريين والسياسيين وأساتذة الجامعات والعلماء المصريين. ووصف السيد المهدي منتدي الوسطية بضمير الأمة العربية والإسلامية. ولقد سلم السيد المهدي الخطاب للقائم بالأعمال الأمريكي في القاهرة، الذي أبدي ترحيباً كبيراً بخطاب زعيم حزب الأمة، وقام بارساله للرئيس الأمريكي قبل وصوله.

    نص خطاب السيد المهدي:

    فخامة الرئيس

    بمناسبة زيارتكم لجمهورية مصر العربية لمخاطبة العالم الإسلامي من خلالها، فإننا في المنتدى العالمي للوسطية نرحب بكم ويسرنا الاستماع إليكم من منطلق الحوار والتفاهم مبينين لفخامتكم أن السياسات الأمريكية السابقة باعدت بين أمتنا وبين بلادكم وهذا يفضي إلى غرس عداء مستحكم بين طرفين مهمين من أهل الأرض يقود العداء بينهم إلى تدمير هذا الكوكب مثلما تقود المودة بينهم إلى تعميره.

    في مراحل تاريخية مفصلية كانت فيها شعوبنا مغيبة لعبت الولايات المتحدة دوراًً بناءً في تطور الإنسانية: فبعد الحرب الأطلسية الأولى (1914- 1919م) كانت مبادئ ولسون نبراساً هادياً. وبعد الحرب الأطلسية الثانية (1939- 1945م) كانت مبادرات روزفلت بمشاركة الحلفاء أساساً للنظام الدولي الحالي.

    النظام الدولي الذي أعقب تلك الفترة تعثر بسبب ما اعتراه من حرب باردة (1948- 1991م) بعد الحرب الباردة كان ينبغي مراجعة النظام الدولي، وذلك لأنه نظام قد جرى تكوينه في غيبة دول المحور، وفي غيبة الدول الإسلامية، والعربية، والأفريقية، واللاتينية. لذلك صارت الحاجة ماسة لتلك المراجعة الشاملة.

    ولكن صحبت نهاية الحرب الباردة تطورات في الولايات المتحدة جعلت الدور الأمريكي بعيداً عن القيادة الملهمة متطلعاً للهيمنة والإملاء توجهه طموحات الأجندة نحو قرن أمريكي جديد. أجندة تبناها المحافظون الجدد أو اليمينيون الراديكاليون الذين وجدوا في الرئيس بوش الابن قائداً مناسباً لطرحهم غير المنطقي.

    هؤلاء اعتبروا الانتصار في الحرب الباردة نصراً أمريكياً يبيح للولايات المتحدة فرض شروط السلام بعد الحرب الباردة كما يفعل المنتصر تقليدياً بعد الحروب، فجعلوها شروط هيمنة ساعدهم على إمضائها حوادث 11/9/ 2001م في نيويورك وواشنطن المؤسفة فاتخذوا منها مبرراً أخلاقياً لفرض إرادة أمريكية أحادية استباقية على العالم وجعلوها فزاعة جذبت إليهم تأييدا عريضاً.

    مضى اليمينيون الراديكاليون هؤلاء في فرض الهيمنة دون التفات لتكاليفها الباهظة. كانت تكاليف المغامرات العسكرية هائلة. وصحب ما أوجبته من ديون كبيرة وعجز غير مسبوق في ميزانية الدولة انفلات في ممارسات السوق الحر الذي أوجبت عقيدتهم الاقتصادية أن يتركوه دون أية ضوابط فشهدت الممارسات المالية والائتمانية والمضاربات عربدة غير مسبوقة فتراكمت العوامل التي أدت إلى حالة الكساد المالي ثم الاقتصادي الذي ضرب العالم انطلاقاً من أمريكا منذ سبتمبر 2008م. أي أنه لدى نهاية عهد الرئيس بوش صار النظام الدولي، والنظام الاقتصادي، كلاهما في حالة انهيار يوجب البحث عن نظام دولي واقتصادي جديد مثلما كان الحال بعد الحرب الأطلسية الثانية في 1945م.

    لقد تواقت انتخابكم في 2008م مع الحاجة للإصلاح المطلوب. انتخاب توافرت فيه شروط كثيرة جعلته يجسد تطلع الشعب الأمريكي نفسه وشعوب العالم لآفاق جديدة.

    لا يشك أنك وزملاءك قد فكرتم في هذا كله وخططتم له ولكن انتخابكم يمثل تطلع كثيرين في العالم لذلك أقدمنا لبسط رؤانا للتجديد المطلوب دون أية مداهنات دبلوماسية فالويل للعالم إذا ضاعت هذه الفرصة للتخلص من أوجاع العالم وانتشاله من المستنقع المقيت.

    المطلوب بإلحاح مراجعة نظام الأمم المتحدة الحالي كله، والنظم المتخصصة الملحقة به، لجعله أكثر إحاطة وأكثر مشاركة ومساءلة وشفافية وعدالة إنسانية.

    ومراجعة مؤسسات الإدارة الاقتصادية العالمية كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، واتفاقية التجارة العالمية لجعلها أكثر تجاوبا مع مطالب التنمية والعدالة الاجتماعية.

    هذا الإصلاح ينبغي أن تضع لجنة فنية مشروعاً شاملاً به ثم تجرى حوله مشاورات واسعة للاتفاق على نسخة جديدة من اتفاقيات يالطا وبرتن ودز. نسخة جديدة تخاطب كافة المستجدات التي طرأت على العالم في الستين عاماً الماضية.

    من ناحيتنا نحن نرتب لحلقات دراسية تحدد تفاصيل الإصلاح المطلوب للنظام الدولي الحالي. للمشاركة في المشاورات الواسعة المرجوة.

    ولكن هنالك أزمات عالمية ونقاط تماس يغذي استمرارها الاضطرابات الدولية ولا بد من التحرك السريع لاحتوائها لكيلا تلتهب فتحرق الأخضر واليابس. ويهمنا هنا أن نذكر بعضها في مجال العوالم الإسلامية، والعربية، والأفريقية.


    العالم الإسلامي

    لقد تركزت العلاقة بين الإسلام والغرب مؤخراً على قضية "الإرهاب" قضية بلغت قمتها في 11/9/2001م.

    نعم أقدم مسلمون على هذه الأنشطة. ولكن كل حركات العنف السياسي المنسوبة للإسلام هذه مرتبطة بأسباب دولية:

    · فالعمل السياسي الجهادي في أفغانستان بدأ بتحالف أصحابه مع قوى غربية ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان.

    · وحركة طالبان تمددت بتشجيع من جهات حليفة للغرب لملء فراغ السلطة بعد جلاء القوات السوفيتية.

    · وحركة حزب الله تكونت في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وحركة حماس تكونت في وجه العدوان الإسرائيلي.

    · وتنظيم القاعدة نفسه ولد في رحم التحالف المشترك ضد الاحتلال السوفيتي في أفغانستان.

    صحيح دولة طالبان جلبت لنفسها الحرب لأنها استضافت القاعدة التي شنت حرباً على الولايات المتحدة بعد أن كانت حليفتها.

    ولكن بناء الدولة في أفغانستان بعد سقوط دولة طالبان اتخذ سبيلاً معيباً واعتمد على القوات الأجنبية التي أدارت النزاع بصورة غير إنسانية فقصفت أهدافاً مدنية فألبت قواعد شعبية وقبلية ضد النظام الجديد.

    الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الأوضاع في أفغانستان حولت حركة طالبان من موقفها المعزول إلى حركة تحرير وطني تحظى بدعم شعبي وقبلي واسع.

    أننا نرى أنه لا جدوى في محاولة هزيمة هذه الحركة عسكرياً والخيار الوحيد المتاح هو:

    - جلاء القوات الأجنبية وترك شعب أفغانستان ليقرر مصيره بنفسه دون وصاية.

    إن الموقف في باكستان يسرع الخطى لاستنساخ سيناريو أفغانستان. ذلك أن تحالف حكومة مشرف مع القوات الأجنبية أفقدها شرعيتها. ثم حكومة زرداري التي قامت على آلية انتخابية ولكنها أضعفت شرعيتها بإجراءات غير حكيمة منها:

    - استئناف دور مشرف في التحالف مع قوات أجنبية ضد حركات وطنية.

    المطلوب في باكستان أن تعمل القوى الوطنية على وفاق شامل يحقق التراضي بين كافة الأطراف.

    ولكن هذا الوفاق الباكستاني لا يمكن تحقيقه ما لم تحسم مسألة كشمير وفق قرار الشرعية الدولية.

    مع ما تحقق من حركات شعبية واسعة لا تستطيع أية حكومة ديمقراطية في باكستان أن تستقر ما لم تكن بعيدة من الوصاية الأجنبية وقادرة على حل مشكلة كشمير. فإن عجزت فإنها تفتح الطريق لحكم عسكري يعيد الدوامة من جديد.

    العداء الأمريكي لأمريكا في إيران يعود مباشرة لتوظيف نظام الشاه شرطياً لمصالح غربية في الخليج، ومنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران تراكمت أسباب العداء بين إيران والولايات المتحدة.

    إن كل السياسات الأمريكية في المنطقة لا سيما غزو العراق عززت موقف إيران في المنطقة.

    لا معنى للحديث عن تمدد النفوذ الإيراني ما دام لإسرائيل دور ممتد ويشرع للاحتلال والعدوان.

    أما الملف النووي فالحقيقة فيه أن إيران موقعة على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية ومستعدة للالتزام بالاستخدام المدني للتكنولوجيا النووية. إن ما تخشاه إيران هو قيام أمن منطقة الخليج على عزلها فدخولها في منظومة أمن المنطقة مطلب مشروع. وحرصها على امتلاك التكنولوجيا النووية كذلك مطلب مشروع.

    والمدهش حقاً هو السماح لإسرائيل الانفراد بالتسلح النووي وبالتالي الابتزاز النووي لدول المنطقة وتوقع أن يستكين الآخرون. إنها استكانة مستحيلة ومؤقتة ولا يمكن منع سباق التسلح النووي في المنطقة إلا بجعل المنطقة خالية من السلاح النووي.

    سياسات الإدارة الأمريكية السابقة نحو العالم الإسلامي خلقت انطباعات سلبية في الجانبين فمن الجانب الغربي انطلقت عبارات الإسلاموفوبيا، والفاشية الإسلامية، ومن الجانب الإسلامي أحاطت الشيطنة بأمريكا فقام جدار نفسي وثقافي هائل أعطى مراكز الهيمنة في الغرب وإسرائيل ذخيرة سياساتهم القمعية، كما أعطى تيارات الغلو في العالم الإسلامي مادة سخية لتجنيد الراغبين في قتال أمريكا وحلفائها وتوسيع مسرح نشاطهم بصورة غير مسبوقة بحيث يمكن القول إنهم أكثر المنتفعين بهذا الجدار الظلامي.

    إن نبرة أحاديثكم لا سيما كما جاءت في تركيا نبرة إيجابية بعد أحاديث سلفكم المتغطرسة ولكن الموضوع يحتاج لتحرك سريع يقوم على رؤية واضحة تفتح صفحة جديدة من الاعتراف باستقلال الدول الإسلامية واتخاذها طرحاً في علاقات سلام وتعاون وعدالة.


    العالم العربي

    العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة والعالم العربي هي ثمن الإقدام على غرس شعب وافد في أرض شعب مقيم دون رضاه ورغم أنف شعوب مجاورة يشتركون مع الشعب المقيم في الهوية القومية والهوية الدينية.

    ينبغي الاعتراف الآن بأن هذا الغرس يمثل خطأً قانونياً وخطيئة أخلاقية.

    الأطروحة الصهيونية تقوم على الأساس الآتي:

    - أن اليهود ديانة وقومية مضطهدة في العالم كله.

    - جمعهم في دولة واحدة هو التحصين ضد هذا الظلم.

    - أن أرض فلسطين هي الأرض التي وهبها لهم الرب وهي أرض خالية أو يمكن التعامل معها باعتبارها كذلك.

    - إن ميزان القوى الدولية في بريطانيا أولاً ثم في أمريكا داعم لهذا البرنامج.

    - إن الدول العربية المحيطة بفلسطين نفسها تحت وصاية أجنبية فهي بلا إرادة مستقلة.

    هذه الرؤية صدقت وتحققت إلى حد كبير أثناء الستين سنة الماضية لكن:

    - منذ الحرب الأطلسية الثانية تحول اليهود من الاضطهاد إلى طفل مدلل في مناطق كثيرة لا سيما في أمريكا فصارت إقامتهم فيها جاذبة، لذلك فإن أغلبية يهود العالم لن تعود لإسرائيل.

    - المنطقة العربية شهدت حركات حيوية باسم القومية، والاشتراكية، ثم باسم الإسلام. ومهما أمكن إلزام الدول العربية بحكم الأمر الواقع والمصالح الذاتية، فإن صحوة شعبية واسعة أدت إلى نهضة حركات غير حكومية أقدمت على مقاومة لم تستطع القدرات الإسرائيلية إخمادها.

    - عهد الرئيس الأمريكي السابق بوش اختبر فاعلية الإملاء العسكري اختباراً أكد فشله في العراق، وفي أفغانستان، وفي الصومال وغيرها.

    الترسانة الأمريكية العسكرية فاعلة في ظروف المواجهة المتكافئة ولكنها لا تصلح في احتواء مقاومة غير نظامية، وثبت أن الإرادة الأجنبية فاشلة تماماً في بناء الدولة بعد الإطاحة بقواتها المسلحة كما هو الحال في أفغانستان والعراق.

    نتيجة لهذه الإخفاقات تدهور موقف أمريكا الاستراتيجي ولأسباب ذكرناها كذلك تدهور الموقف الأمريكي الاقتصادي. لذلك لم يعد أمام أمريكا من خيار غير السياسة، والدبلوماسية، وسائر وسائل القوة الناعمة.

    لدى الإقدام على هذا النهج فلا بد أن تضع أمريكا في حسبانها أن الانحياز المطلق لإسرائيل كلفها تكاليف باهظة، ودمر نفوذها بسبب العداء الواسع لها. وفي هذا الصدد لا يمكن أن تكون مصالح أمريكا أكثرها مع العرب ومواقفها أغلبها مع أطماع إسرائيل.

    - إن الأساس البنيوي للمشروع الصهيوني لإقامة دولة يهودية تجمع شتات يهود العالم قد تبخر. والموقف الأخلاقي الزائف الذي أحاطت إسرائيل به نفسها كدولة صغيرة تدافع عن نفسها تراجع ليحل محله صورة إسرائيل الجلاد الذي يبطش بالمدنيين والأطفال والنساء.

    هولوكوست لبنان وغزة وما سبقهما حل في الواقع محل هولوكوست هتلر. والناخب الإسرائيلي في مارس 2009م انتخب رتلاً من الصقور والكواسر الذين لا يعرفون وعداً بل يمطرون الوعيد.

    - لا أحد يتوقع من أمريكا أن تتخلى عن إسرائيل وبقائها وأمنها. ولكن ينبغي التخلي عن فتوحات إسرائيل وإعلان موقف واضح إلى جانب الحق والعدل.

    كل مشروعات عملية السلام عقيمة ولا أحد يرجو فائدة من الحديث عنها. المهم أن تتخذ أمريكا مواقف محددة خلاصتها:

    - تأييد تطبيق كافة القرارات الدولية بشأن فلسطين دون قيد أو شرط.

    - إدانة كافة سياسات إسرائيل العدوانية التوسعية.

    - مطالبة إسرائيل بتصفية المستوطنات وبإزالة الجدار العنصري العازل.

    - عدم السماح لأي دعم أمريكي لإسرائيل أن يصرف في وجوه غير قانونية.

    لقد استمرأت إسرائيل فرض وجودها لا كدولة مدنية خاضعة للقانون الدولي، بل كتجسيد للأيديولوجية الصهيونية ذات النظرة التوسعية التي لا تعبأ بمصالح وحقوق سكان البلاد الأصليين، ولا مصالح دول الجوار، وتواصل إملاءها مستندة للتفوق العسكري، والابتزاز النووي، والدعم الأمريكي الذي تؤمن استمراره مجموعة أمريكية عقدت العزم على فرض سياسات إسرائيل على سياسة أمريكا دون اعتبار لمصالح أمريكا القومية.

    هذا الموقف الغريب لا يمكن استمراره، لا بد أن يثير ردة فعل مضادة في أمريكا ولكن الأهم أنه سوف يثير ردة فعل في المنطقة بحجمه وعمقه وفي الاتجاه المضاد مما يرشح المنطقة لحروب مستمرة تشعل يوماً حرباً عالمية.

    العراق: لا يجادل عاقل في فساد وطغيان النظام الذي كان يحكم العراق حتى 2003م ولكن إطاحته بفعل غزو أجنبي جلبت مساوئ من نوع آخر.

    صحيح أن في العراق الآن آليات ديمقراطية، ولكن فيه كذلك انقسامات طائفية وإثنية عميقة فتحت الباب لتمزيق البلاد وشدت إلى داخلها عوامل نفوذ أجنبي كثيرة وخطيرة بل وتحاول استخدام الساحة العراقية لتصفية حساباتها.

    السبيل الوحيد لإعادة تأهيل العراق هو إقامة منبر جامع يضم القوى التي انخرطت في العملية السياسية وتلك التي بقيت خارجها للاتفاق على الإبقاء على إيجابيات ما تحقق والاتفاق على مصير حكم البلاد بصورة تعطي كل ذي حق حقه في توازن. والاتفاق كذلك على صيغة مرنة ومعتدلة للمساءلة عن تجاوزات الماضي منذ فرض الدكتاتورية في 1963م حتى يومنا هذا.

    هذا الوفاق الوطني الشامل ينبغي أن يحظى بمباركة كافة جيران العراق ليلتزم الجميع باتفاقية أمن إقليمي يحافظ على سيادة ووحدة دول المنطقة وعدم التدخل في شؤون بعضها الداخلية. اتفاقية تنال اعترافاً دولياً.

    هذا التأهيل للعراق ينبغي أن يصحبه جلاء القوات الأجنبية من العراق واعتذار أمريكي عما لحق بالبلاد من خسائر بشرية ومادية نتيجة حملة عسكرية معتمدة على مبررات زائفة.

    إن الدور الأمريكي بوسائل القوة الناعمة هذه مهم جداً لمساعدة العراقيين للخروج من المستنقع الذي تردوا فيه.

    النفط: كان النفط والغاز ولا زالا يمثلان عنصراً مهماً في سياسة الولايات المتحدة في العالم العربي. وساهم الحرص على مصالح أمريكا النفطية في بناء علاقة خاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك بينها وبين بعض النظم العربية مما وضع الولايات المتحدة هدفاً لحركات التحرير.

    النفط مصلحة مشتركة للمنتجين والمستهلكين وتنظيم شئونه كسلعة مهمة بين الطرفين ممكن على ألا يكون جزءً من معادلة هيمنة أمريكية على المنطقة.

    ونظم الحكم في المنطقة ينبغي أن تكون شأن داخلي لسكانها يتخذون ما يشاءون باختيارهم من نظم ويشرعون أوضاعهم بالصورة التي توفق بين مثلهم ومصالحهم وهم الذين يقررون بين التأصيل والتحديث في حركتهم السياسية.

    الديمقراطية: صحيح أن العالم كله يتجه للالتزام بنظام عالمي يكفل حقوق الإنسان.

    وصحيح أن هناك حاجة للتنمية البشرية في كل العالم لا سيما العالم العربي. تنمية بشرية يكون الحكم الراشد أحد أعمدتها.

    وينتظر من أمريكا أن تحرص على انحيازها لحقوق الإنسان وللنظام الديمقراطي ولكن الطريقة التي اتبعتها إدارة الرئيس بوش في هذا الأمر أضرت بقضية الديمقراطية للأسباب الآتية:

    - أظهرت كأن المطلب الديمقراطي خيار منافس في الأولوية لحل أزمات المنطقة القومية مثل قضية فلسطين.

    - بدا نفاق الموقف الأمريكي من الديمقراطية عندما رفضت قبول نتائجها عندما جاءت لصالح قوى سياسية ترفضها أمريكا.

    - واتسمت الممارسات الأمريكية في مجالات مختلفة بالتعدي على حقوق الإنسان فأطاحت بمصداقيتها.

    - وظهر عدم جدية الموقف الأمريكي من الديمقراطية لأنها حرصت على بحث ملفات التحول الديمقراطي مع جهات ليست حريصة عليه.

    إن مطالب حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي مطالب وطنية داخلية وينبغي أن تتحرك فيها قوى سياسية ومدنية ذاتية وسوف يتقدم مشروع الإصلاح السياسي تجاذباً بين ولاة الأمر وحركات التطلع. وينبغي أن يكون الموقف الأمريكي محصوراً في:

    - إعلان القيم والمبادئ المفضلة لديها.

    - تأكيد أن الدعم الأمريكي لأية دولة سوف يقترن بسجل حقوق الإنسان والحريات.

    - ترك الخيار للبلدان أن تقرر ما تفعل؟

    المشهد العربي اليوم منقسم انقسامات حادة ما بين حكومات ومطالب شعبية، وما بين سنة وشيعة، وما بين موالاة وممانعة.

    من مصلحة كافة المواطنين من حكام وشعوب البحث عن معادلات وفاقية في هذه الملفات. معادلات تحقق الوحدة الوطنية، التنمية، الأمن القومي، الإصلاح السياسي.

    ولكن إدارة الرئيس بوش إتباعاً للسياسة الإسرائيلية حرصت على استغلال بعض هذه التناقضات لخدمة أجندتها، هذا نهج خاطئ وسوف يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بالإضافة إلى أنه في ميزان التيارات الحالي سوف يضر الجهة التي تقف الهيمنة الدولية إلى جانبها.

    الانحياز المطلق لإسرائيل، والحرص على استخدام النفط كسلعة إستراتيجية للهيمنة الدولية بل والربط بينها في السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط جعلا هذه السياسة الأبعد عن الموضوعية والأكثر حاجة للتغيير والإصلاح. وستكون هي المقياس لمدى صدقية وجدية شعار التغيير الأمريكي.

    أفريقيا

    مشاكل أفريقيا الأساسية الآن مشاكل داخلية تواجه قواها السياسية بضرورة التصدي لتحديات بناء الدولة الوطنية، وإنهاء الحروب الأهلية البينية، وإقامة الحكم الراشد، وتحقيق التنمية، وكفالة الأمن القومي، والتعاون الإقليمي عبر الحدود القطرية، ومواجهة الأوبئة الفتاكة.

    مجرد انتخابكم رئيساً للولايات المتحدة كان له فعل السحر في إحساس الإنسان الأفريقي بالفخر وفي خلق مناخ أكثر إيجابية نحو أمريكا في أفريقيا.

    انطلقت في أفريقيا تطلعات كبيرة نحو ما يمكن لأمريكا أن تحققه لصالح أفريقيا بقيادة أوباما. أذكر المجالات الآتية:

    أ‌. التنمية: معدلات التنمية في أفريقيا الآن متدنية وسوف تكون سالبة نتيجة للكساد الاقتصادي العالمي. الكساد الذي صنعه الأغنياء ويدفع الفقراء بعض تكاليفه إن أفريقيا تتطلع لانحياز دولي لتنميتها في شكل شراكة إستراتيجية للبناء التحتي وللاستثمار في كل مجالات الحياة والخدمات الاجتماعية ولمواجهة مشاكل الاحتباس الحراري.

    لقد أظهرت ظروف ما بعد الحرب الأطلسية الثانية ثم ظروف الكساد الاقتصادي الراهن إمكانية ضخ أموال ضخمة لأهداف مختارة إذا توافرت الإرادة السياسية المطلوب بإلحاح مراجعة مؤسسات الإدارة الاقتصادية العالمية لدعم التحولات التنموية في أفريقيا.

    ب‌. التجارة: النظام التجاري العالمي يدعي التمسك بمبادئ الحرية. ولكن الدعم الكبير للقطاعات الزراعية في الدول الغنية يضر بأسواق منتجات البلدان الفقيرة. المطلوب فتح الأسواق العالمية لهذه المنتجات.

    ت‌. الدين الخارجي: تعاني كثير من الدول الأفريقية من الدين الخارجي. وفي إطار الإجراءات المالية الضخمة المتخذة للخروج من الأزمة المالية ينبغي أن يدخل بند لتوفير نسبة في المائة من أموال النجدة وأموال الإنعاش للبلدان التي يقل دخل الفرد فيها عن ألفين دولار في السنة اعترافا بأن الأزمة هي من أخطاء سياسات البلدان الغنية وتدفع البلدان الفقيرة ثمناً غالياً نتيجة لها.

    ث‌. البيئة: الاحتباس الحراري من إفرازات الدول الغنية وما يحدث من تشويش للبيئة يضر البلدان الفقيرة أكثر من غيرها. المطلوب في هذا الصدد أن تدفع البلدان الغنية تعويضاً للفقيرة لمواجهة سلبيات الاحتباس الحراري – مثلا- بالتوسع في الغطاء الغابي والنباتي والتوسع في استخدام الطاقة الشمسية للأغراض المنزلية هذه الامتيازات ينبغي أن تربط بإصلاحات سياسية/ اقتصادية في البلدان المنتفعة تحقق حداً معلوماً من السلام، والتسامح، وحقوق الإنسان، والحكم الراشد، والاستقرار. وإتباع سياسات اقتصاد كلي صحيحة وعادلة. على أن يكون هذا البرنامج نتيجة شراكة إستراتيجية تتفق عليها كافة الأطراف وتحظى بتأييد أمريكي.

    هذه الصفقة تمثل صفقة القرن الواحد والعشرين.

    ج‌. هنالك مشاكل إنسانية كبيرة في أفريقيا أهمها انتشار الأوبئة مثل الايدز والملاريا..الخ وتوجد فجوات غذائية ومجاعات. هذان الملفان الصحي والغذائي ينبغي أن يدخلا في إستراتيجية شاملة ضمن مبادئ تحصين الإجراءات المتعلقة بهما من أي استغلال سياسي من ناحية المانحين والمنتفعين.

    ينبغي تبني إستراتيجية موحدة للعون الإنساني واتخاذها عهداً دولياً لا يجوز لدولة مخالفته وإلا تعرضت لمساءلة.

    انتخاب الرئيس أوباما خلق في أفريقيا تطلعات لدور أمريكي بلا حدود. تطلعات إشباعها مستحيل ولكنها فرصة تاريخية نادرة للمصالحة الإثنية العالمية. مصالحة تعزز الإخاء الإنساني للعالم كله كما تصب في مصلحة الولايات المتحدة بصفتها تجسيد مصغر لكل القارات بما صار فيها من طيف سكاني يحتضن التنوع العالمي.

    الأخ الرئيس باراك أوباما.

    لقد أطلقت شعاراً ملهماً يتطلع للتغيير في الولايات المتحدة نحو حياة أفضل وأعدل.

    إن العالم كله يتطلع للخروج من واقع مأزوم لحياة أعدل وأفضل.

    نعم تعاني شعوبنا من أخطاء ومظالم داخلية تواجه قواها السياسية بتحديات كبيرة.

    ولكن الولايات المتحدة شاركت في كثير من السلبيات التي نعاني منها ويعاني منها العالم.

    لذلك نحن نراهن على شعار التغيير ونأمل أن تحقق برامجه.

    وأول خطوة نحو التغيير المطلوب تبدأ بالاستماع لأصحاب المصلحة الحقيقية فيه فالقيادة نهج رشيد والإملاء نهج بغيض.



    هذا الخطاب الذي سلمه الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدى العالمي للوسطية لسعادة سفير أمريكا بالقاهرة لتسليمه للرئيس الأمريكي باراك أوباما.

    ولقد وقع على الخطاب أعضاء
    المنتدى العالمي للوسطية وعدد من المفكرين والديمقراطيين واللبراليين والاشتراكين وشخصيات عربية وأفريقية وعالمية وإسلامية وسودانية.
                  

العنوان الكاتب Date
سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif05-10-09, 07:37 AM
  Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif05-10-09, 07:41 AM
    Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif05-12-09, 06:17 PM
      Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif06-03-09, 08:42 PM
        Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif06-04-09, 09:45 PM
          Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي amin siddig06-05-09, 02:08 AM
            Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif06-05-09, 07:14 AM
              Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif06-05-09, 05:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de