|
Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي (Re: Nazar Yousif)
|
جيمس زغبي آمال كبيرة على خطاب أوباما في مصر عقب لقائه عددا من قادة الشرق الأوسط، يسافر الرئيس أوباما إلى مصر الأسبوع القادم حيث يلقي في الرابع من يونيو خطابا طال انتظاره موجها للعالم الإسلامي. ومع أن الخطاب موضوع تكهنات كبيرة، هناك عدة عناصر يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الرئيس أوباما والذين ينتظرون خطابه. أولا، أن الآمال المتوقعة من الخطاب كبيرة، ولكن ذلك ليس بدون مبرر. كرئيس أمريكي، واجه أوباما أيضا تحديات خطيرة في خطابات هامة. ملاحظاته للكونجرس قبل اجتماع مشترك للكونجرس قدمت للرئيس الجديد فرصة لشرح خططه للرد على الأزمة الاقتصادية المتصاعدة. ومؤخرا، سافر أوباما إلى جامعة نوتردام، وهي الجامعة الكاثوليكية الرئيسية في الولايات المتحدة، للدعوة إلى تفهم أكبر في التعامل مع القضايا المثيرة للجدل مثل الإجهاض وأبحاث الخلايا الجذعية. وعندما استمر خصومه في ازدراء قراراته لمنع تقنيات الاستجواب المطورة وإغلاق معتقل غوانتانامو، واجه منتقديه بشكل مباشر في خطاب ألقاه من الأرشيف الوطني. استنادا إلى الدستور الأمريكي الأصلي وقانون الحقوق، وضح أوباما أن قراراته بوقف التعذيب والسجن لفترة غير محددة دون اللجوء للقضاء ترتكز إلى قلب القيم الأمريكية المستمدة من الدستور. مع هذه الخلفية، من المنطقي أن يفترض الكثيرون في جميع أنحاء العالم العربي أن أوباما قادم إلى القاهرة ليلقي خطابا كبيرا. فهو في النهاية يخطط ويتحدث عن هذا منذ أكثر من سنة، منذ أن أعلن خلال الحملة الانتخابية نيته بالسفر إلى الخارج لمخاطبة العالم الإسلامي مباشرة. وحيث إنه ذاهب إلى القاهرة، في قلب العالم العربي، من المنطقي أن تكون هناك أيضا آمال كبيرة بأن الرئيس الأمريكي سيتحدث عن لب الهموم العربية، الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ولن يكون ذلك بشكل عابر. الإطار الإقليمي يتطلب أكثر من ذلك بكثير. هذا يقدم لمجموعة أخرى من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار. أوجد انتخاب أوباما آمالا لدى الكثير من العرب والمسلمين، ولكن ليس لدى الجميع. بين استطلاع للرأي أجرته مؤخرا مؤسسة زغبي إنترناشيونال في عدد من الدول العربية أنه في المغرب، لبنان، السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ينظر إلى أوباما بشكل إيجابي، وهناك تقدير للخطوات المبكرة التي اتخذها لاستعادة صورة أمريكا وإعادة بناء علاقاتها. ولكن في مصر، الأردن، لا تزال هناك شكوك عميقة. لذلك، عندما يسافر الرئيس الأمريكي إلى مصر، من المهم ملاحظة أنه سيواجه شعبا لديه وجهة نظر سلبية قوية تجاه الولايات المتحدة ودورها في المنطقة، وهم غير مقتنعين أن هذا الرئيس أو أي رئيس أمريكي آخر يستطيع أو سيعمل على تغيير السياسة الأمريكية. لا يزال معظم المصريين ينظرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل سلبي. يعطي ثلاثة أرباع المصريين تقييما سلبيا للشهور الثلاثة الأولى من ولاية أوباما، ونفس النسبة يقولون إنهم لا يصدقون أنه سيكون عادلا في التعامل مع الصراع العربي-الإسرائيلي، وهي القضية التي يقول 60% من المصريين إنها أهم تحد يواجه هذه المنطقة. كل هذا يشير إلى التلة شديدة الانحدار التي على أوباما أن يتسلقها في إطار محاولته إقناع الشعب المصري والعربي المتشكك بأنه ملتزم بتغيير الاتجاه عقب القيادة الأمريكية الفاشلة التي سبقت توليه مقاليد الأمور في المكتب البيضاوي. ومع أنه قد يواجه جمهورا أكثر قبولا في الإمارات العربية المتحدة أو في السعودية، فإن المواقف تجاه أمريكا في مصر هي المواقف الأصعب التي تواجه أوباما، وهنا اختار الرئيس الأمريكي أن يلقي خطابه. مصر هي حليفة الولايات المتحدة، ولديها حدود مشتركة مع إسرائيل ووقعت اتفاقية سلام معها. ومع كل هذا، فإنه تحديدا بسبب استمرار هذه المواقف السلبية القوية كان اختيار أوباما للذهاب إلى مصر الخيار الصحيح. في ذلك البلد على الرئيس الأمريكي أن يقنع العرب المشككين أن التغيير الذي وعد به حقيقي. وبسبب حجم مصر وأهمية دورها في المنطقة، إذا لم يستطع أوباما تسويق هذه الرسالة هناك فقد لا يكون لها التأثير المرغوب في أي مكان آخر. ما يتبين من هذه الاعتبارات هو حقيقة أنه رغم وجود تحديات محلية عديدة تواجه هذا الرئيس الجديد، فهو مصر على مواجهة قضية سياسة خارجية رئيسية وأن يفعل ذلك، كما فعل في نوتردام، بشكل مباشر وكبير. وقد اختار أن يفعل هذا في مكان قد يكون الحضور فيه هم الأصعب إقناعا وحيث إن التغيير الذي وعد به مطلوب بشكل كبير. لهذا فإن الآمال مرتفعة ولا يمكن تركها تخيب. هذا الخطاب أكثر من مجرد عبارات تقليدية (مثل إننا لسنا في حرب مع المسلمين) أو تـكرارا لرؤى فارغة. يجب أن يكون الخطاب أكبر من هذا، أكثر ترابطا وأكثر مغزى. http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno...7&id=11819&Rname=107
|
|
|
|
|
|
|
|
|