سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 01:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-12-2009, 06:17 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي (Re: Nazar Yousif)

    بانوراما: أوباما وخطابه من القاهرة
    http://www.alarabiya.net/programs/2009/05/12/72635.html




    اسم البرنامج: بانوراما
    مقدم الحلقة: محمود الورواري
    تاريخ الحلقة الأحد 10/5/2009

    ضيوف الحلقة:
    محمد سعد الكتاتني (رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين)
    د. مصطفى علوي سيف (عضو مجلس الشورى المصري)
    الشيخ صباح الساعدي (رئيس هيئة النزاهة في البرلمان العراقي)
    طه درع (نائب عن الائتلاف العراقي الموحد)


    - الأزهر يرحب والإخوان منزعجون من اختيار أوباما مصر مكاناً لمخاطبة المسلمين، فما مرد هذا الانزعاج؟

    - هل تكسب الحكومة العراقية معركة التصدي للفساد كما كسبت معركة استتباب الأمن؟

    محمود الورواري: أهلاً بكم إلى بانوراما الليلة، هذان العنوانان سيكونان محورحلقتنا لكن نتوقف أولاً مع موجز للأنباء.
    [فاصل إعلاني]

    محمود الورواري: أهلا ًبكم من جديد. يبدو أن الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مصر بداية شهر المقبل، ستظل تشغل الرأي العام المصري والأوساط السياسية والدينية حتى ذلك الحين. فمنذ الإعلان عنها أثارت الزيارة العديد من ردود الفعل والتي تعلقت أساساً باختيار أوباما مصر مكاناً لإلقاء خطاب وعد به المسلمين خلال حملته الانتخابية، فقد رحب علماء الأزهر بهذا الاختيار، وذهب البعض منهم إلى حد دعوة أوباما إلى إلقاء خطابه من داخل الأزهر باعتباره منارة للإسلام المعتدل، وأن ذلك سيساهم في تشجيع ثقافة الحوار بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأميركية.

    إلا أن هذا الاختيار لم يلقَ القبول من جماعة الإخوان المسلمين التي انتقدته، ورأت فيه محاولة لبث الفرقة في صفوف الدول العربية والإسلامية. وقال نائب المرشد العام للجماعة السيد محمد حبيب قال إن خطاب أوباما سيُستخدم في تعزيز البرنامج الأميركي المؤيد لإسرائيل، وفي خدمة الأجندة الأميركية الخاصة.
    فما الذي يزعج جماعة الإخوان في اختيار أوباما مصر لإلقاء خطاب للمسلمين على العكس من موقف الأزهر المرحب؟


    إعلان أوباما مصر لمخاطبة العالم الإسلامي.. لماذا؟

    أحمد عثمان: وأخيراً حسم الجدل وأعلن أن مصر هي الدولة التي قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يخاطب منها العالم الإسلامي، ويوجه إليها رسالته. إعلان ألقى الضوء على دور القاهرة على المستويات التاريخية والسياسية والإسلامية، ومن هنا جاءت الدعوة لتكون خطبة أوباما من الأزهر الشريف كرمز للإسلام المعتدل.
    - موقف جيد وطيب وعظيم ورائع أن يكون خطاب الرئيس من حرم الأزهر الشريف، الإسلام المعتدل للعالم كله وأيضاً الأزهر معروف أنه مصر حين تذكر يذكر الأزهر الشريف وحين يذكر الأزهر الشريف تذكر مصر.

    أحمد عثمان: إلا أن هذا الإعلان شابه الحذر من بعض التيارات، جماعة الإخوان المسلمين حذرت من أن يكون هذا الاختيار لمصر هو مجرد دعوة للترويج لمشروع الاعتدال، وضغطاً على محور الممانعة على خلفية أزمة غزة الأخيرة.
    - أن تستغل.. أن تستغل الساحة المصرية الساحة المصرية ونقصد هنا الساحة المصرية بشعبها وبحضارتها وبتاريخها لنقل رسالة خطأ ورسالة مخالفة لتوجهات هذه الساحة، حتى لو كانت فيها دعم للنظام المصري لكن هذا سوف يسيء للرئيس أوباما وجهازه أكبر إساءة.

    أحمد عثمان: وجاء اختيار أوباما للقاهرة فرصة للرد على بعض المنتقدين للأداء المصري، والذين روجوا لاتهامات حادة حول الدبلوماسية المصرية في الفترة الأخيرة، مرددين أن القاهرة فقدت دورها الإقليمي لمصلحة دول أخرى في المنطقة.
    عبد الله كمال (رئيس تحرير روزاليوسف): وتفعل هذا إيران وأنصارها بأشكال متنوعة، وبما في ذلك ما يسمى بمحور الممانعة العربية. القضية هي ليست في الدور ومن يسعى إليه وإنما هل الدولة التي تقوم بالدور تمتلك مقوماته؟ مقوماته في إطار منظومة القوى الشاملة لهذه الدولة التاريخ والحضارة والقوة العسكري والتأثير والقوى البشرية والاقتصاد أيضاً العمق التاريخي والثقافي والجيوبولتيكي.
    أحمد عثمان: اختيار الرئيس الأميركي باراك أوباما للقاهرة كمنبر لرسالته للعالم الإسلامي يحمل أكثر من إشارة، إشارات تحمل العديد من الدلالات لكثير من دول هذه المنطقة. أحمد عثمان - العربية - القاهرة

    محمود الورواري: أسئلة وجدل في الداخل والخارج حول زيارة أوباما إلى القاهرة، جدل في الداخل وتساؤلات تأتي من الخارج حول الهدف والدور، هذه التساؤلات أضعها على طاولة ضيفيّ الكريمين من القاهرة محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب المصري، ومن القاهرة أيضاً الدكتور مصطفى علوي عضو مجلس الشورى المصري، لضيفيّ الكريمين التحية والتقدير وأبدأ مع السيد سعد الكتاتني. سيد سعد يعني ربما تصريحات السيد عبد المنعم أبو الفتوح تصريحات السيد عبد المنعم حبيب يقول أن خطاب وزيارة أوباما تفرز الفرقة تعزز الفرقة بين المسلمين وتقوي الدعم لإسرائيل، هذا الرأي بُني كيف؟ ما هي معاييره ومبرارته؟ يعني كيف لخطاب أن يعزز فرقة وكيف لخطاب أن يقوي دعم لإسرائيل؟
    محمد سعد الكتاتني: بسم الله الرحمن الرحيم، اختيار الرئيس أوباما مصر لإلقاء وتوجيه خطاب للعالم الإسلامي من مصر له عدة دلالات، لعل الدلالة الأولى وهي الأهم وهي دعم النظام المصري الحليف بعد أن تراجعت سياسته الخارجية في المنطقة في الفترة الأخيرة، الدلالة الثانية أن ما سمي بمحور الاعتدال والتي تقوده مصر والسعودية تراجع دوره أيضاً إبان الحرب على غزة أخيراً في مقابل محور الممانعة الداعم للمقاومة، والذي بدا أكثر التحاماً مع الشعوب العربية. الدلالة الثالثة لطمأنة النظام المصري والأنظمة الأخرى الموجودة في المنطقة، والتي انزعجت من إعلان الأميركان أو الإدارة الأميركية الحوار مع إيران، ومجيء أوباما إلى مصر لإلقاء خطاب لطمأنة مصر ولطمأنة الأنظمة الأخرى أن هذا الحوار لا يكون على حسابها. أيضاً إرسال رسالة طمأنة للعالم الإسلامي وتحسين صورة الإدارة الإدارة الأميركية التي ارتبطت بالاحتلال، وارتبطت بضرب أفغانستان والعراق والتي يراها الشعب العربي سياسة ما أتت إلا لاستغلال ثرواته والتحكم في مقدراته، فاختيار مصر له دلالة لأن مصر تمثل قلب العالم العربي والإسلامي، ومصر دولة لها ثقلها فيأتي الرئيس أوباما وليستغل هذه الساحة المصرية لإعطاء كل هذه الدلالات السابق ذكرها.


    زيارة أوباما لمصر بين مؤيد ومعارض

    محمود الورواري: طيب دكتور مصطفى هذه وجهة النظر التي تقرأ قدوم أوباما واختيار أوباما للقاهرة بهذا الشكل، هو دعم للنظام بعد أن تراجع دوره ودور دول الاعتدال كما يقول السيد سعد، وأيضاً طمأنة للعالم العربي بأن علاقته وحواره مع إيران لن تكون على حسابها، وأيضاً محاولة لتحسين صورة أميركا بشكل أو بآخر، هذه هي مبررات موقف الجماعة إذا جاز أن نسميها هكذا أو رأي السيد سعد الكتاتني إذا جاز أن نخصصه.

    د. مصطفى علوي سيف: يعني دعني أقول أن زيارة الرئيس أوباما لمصر وإلقائه خطاب إلى العالم الإسلامي جميعه من مصر له دلالات تختلف تماماً عما ذهب إليه السيد سعد الكتاتني وجماعة الإخوان المسلمين، الدلالة الأولى والأهم على الإطلاق هي أنه بالنسبة للرئيس الأميركي أوباما فإن مصر هي قلب العالمين العربي والإسلامي، وهي الدولة الأقوى والأهم والأكثر تأثيراً ثقافياً وفكرياً وتاريخياً بل وسياسياً. وأن الدور السياسي لم يتراجع على الإطلاق لمصر في الإقليم العربي ولا حتى على مستوى العالم الإسلامي، ألف باء علم السياسة تقول أنه حينما يتراجع دور لدولة ما فإن وزن هذه الدولة النسبي لدى كل دول العالم يتناقص وينخفض، وبالتالي لا تكون هناك مبررات موضوعية مفهومة لكي يأتي رئيس أهم وأكبر دولة في العالم إلى هذه الدولة التي يُدعى دون دراسة علمية أن دورها الإقليمي قد يعني تراجع إلى حدٍ كبير، أود أن أذكر الإخوة المشاهدين أن نفس هذا الكلام قيل عندما ذهب الرئيس أوباما إلى تركيا، فكان تفسير نفس هذه القوى السياسية أنه ذهب إلى تركيا لإلقاء كلمته من هناك لأن دور مصر تراجع ولم يعد من الأهمية بالحد الذي يقنع أوباما أن يأتي إلى مصر، وحينما قرر في مفاجأة كبيرة لهم الرئيس أوباما أن يأتي إلى مصر استُخدم نفس هذا التفسير الذي لا يمكن أن يستخدم على الإطلاق في تفسير حدثين لا يعبران عن ذات الدلالة، وبالتالي هذا موقف سياسي وأيديولوجي مسبق لا علاقة له بقراءة حقيقة والواقع، وإنه استبق أيضاً مضمون الخطاب الذي سوف يوجهه الرئيس أوباما إلى العالم الإسلامي ليسعى فيه إلى فتح قنوات للحوار وإلى تعددية الحلول والأطراف مع العالم الإسلامي، وإلى إنهاء فترة الثماني سنوات العجاف في العلاقات الأميركية مع العالم الإسلامي، وهي علاقات شهدت تدهوراً غير مسبوق وصداماً غير مسبوق. الرجل يأتي إلى قلب العالم الإسلامي ليحاول أن يذيب كل هذه المشكلات، وأن يفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي نتيجة عن تقدير موضوع يجب احترامه من جانبنا جميعاً، ويأتي إلى البلد الأهم من وجهة نظري من العالم الإسلامي، فإذا فريق من الذين ينتمون إلى هذا البلد أو يفترض أنهم ينتمون إلى هذا البلد يعني يقدمون تفسيرات غير مقنعة وغير علمية وغير موضوعية بأنه جاء لكي يعزز ويدعم النظام الذي بين قوسين كما يقولون تراجع دوره في المنطقة، أود أن أشير أن تراجع هذا الدور ليس هناك أية علامات له، ما زال الحوار الفلسطيني الفلسطيني ترعاه مصر وتلعب فيه الدور الأهم على الإطلاق، وليس هناك دور مماثل لما يسمى قوى الممانعة، ولا أعرف ممانعة لماذا بالضبط، وهذا طبعاً موضوع فرعي الآن لكن يمكن أن ندخل في حوار مطول فيه إذا شئت حضرتك.

    محمود الورواري: طيب دعني أصنف الحقيقة هذا الرد إلى جملة من التساؤلات أحيلها إلى السيد سعد الكتاتني، سيد سعد يعني هو أولاً الدكتور أنا أريد إجابات على كل سؤال حتى نفسر المسألة، حكمكم بأن دور مصر تراجع هو حكم غير علمي لأن وجود أوراق اللعبة في القاهرة يدل على أن الدور موجود، كون أوباما يختار مصر إذاً مصر ما زالت هي المرتكز الأساسي واللاعب الرئيسي واعتراف لدور وليس انتقاص لدور، موقفكم هو موقف أيديولوجي مسبق، وأنتم استبقتم حكم الخطاب يعني لم تنتظروا أن يلقي الرجل خطابه فتعرفوا مضمون الخطاب وتحللوه، وكأنكم تعرفون الغيب قلتم حكمكم في الخطاب، جملة من التساؤلات من كلام الدكتور مصطفى أضعها أمامك.
    محمد سعد الكتاتني: أولاً تراجع الدور المصري هذا حقيقة لا يحتاج إلى دليل، فهناك ملفات هامة في المنطقة كان يجب على مصر الدولة الكبيرة والدولة العظيمة، وبهذه المناسبة نحن نفرق بين مصر الكبيرة ومصر العظيمة وبين سياسة النظام المصري. نحن نختلف مع سياسة النظام المصري ولكن نعترف ونقدر أن مصر هي دولة كبيرة بشعبها وبأبنائها وبعلمائها وبمفكريها، أما سياسة النظام المصري فهي سياسة متراجعة، دليل على ذلك أن هناك دول صغيرة مثل قطر أخذت ملفات هامة كان يجب أن تقوم بها مصر، مثل الدور الذي أخذه قطر في دور الرئاسة اللبنانية وفي ملف المصالحة في دارفور وفي غيرها. أما ما يقال عن الدور المصري في الملف الفلسطيني، نعم ما زال لمصر دور في هذا الملف وهي ترعى الحوار الفلسطيني الفلسطيني المتعثر، ولكن على الجانب الآخر مصر توجد لها علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني، مصر أيضاً لعبت دور.. الإدارة المصرية لعبت دور مختلف عن إرادة الشعب المصري في موضوع الحصار وموضوع المعابر، وهكذا.. وهذه الأدوار التي تقوم بها الإدارة المصرية لا تتناغم مع طموح الشعب المصري التي تدعي أنها تمثله، فهذا يعني لا يستطيع أحد أن ينكره. تراجع الدور المصري تراجع.. في حرب غزة في الأيام الأولى بدا الدور المصري مضطرب مؤيد لفتح وللكيان الصهيوني، وأخيراً وعلى استحياء دعمت المقاومة في آخر الأدوار، هذه الأدوار ليست من عندي بل كل يعني مصري يشعر بهذا الدور المضطرب للدبلوماسية المصرية وللسياسة المصرية في الملف الفلسطيني.


    توقعات لفحوى خطاب أوباما


    أعتقد أن الخطاب لا بد وأن يعكس الاستراتيجية الجديدة والتوجهات الجديدة التي أعلنها بوضوح الرئيس الأميركي حتى أثناء حملته الانتخابية
    مصطفى علوي سيف

    محمود الورواري: يعني ربما كان هناك رأيان مختلفان ولكن ننتقل إلى نقطة أخرى أحيلها للدكتور مصطفى، دكتور مصطفى كان هناك حديث ربما في عام 2005 حينما كان هناك خطاب لرايس قيل وقتها أنه خطاب يورخ لانفتاح على الشرق الأوسط، كان هناك شعار وقتها موضوع الإصلاح الديمقراطي وتسويق هذه الشعارات، البعض يتخوف الآن من خطاب يحمله أوباما بهذا الشكل، كيف سيكون شعار هذا الخطاب. فحوى أو توقعاتك لمحتوى هذا الخطاب، ما الذي يأتي من وراء هذا الخطاب؟ هل يحمل استراتيجية أميركية جديدة فعلاً أم أنه سيكون خطاب علاقات عام؟
    د. مصطفى علوي سيف: لأ، أعتقد أن الخطاب لا بد وأن يعكس الاستراتيجية الجديدة والتوجهات الجديدة التي أعلنها بوضوح الرئيس الأميركي حتى أثناء حملته الانتخابية، وبعد أن تولى السلطة. ومن بين عناصر هذا التغير في الاستراتيجية الذي حمله معه أوباما إلى المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن، ما يتعلق بفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي، صفحة من الحوار، صفحة من التعاون، صفحة من الاحترام المتبادل مع العالم الإسلامي بكل مجتمعاته وكل دوله، هذا خط جديد تماماً على السياسة الأميركية، إذا قارناه بما كان عليه الوضع خلال السنوات من عام 2001 إلى عام 2008 نهاية عام 2008 وسيكون ذلك الخط معبراً عنه ومنعسكاً تماماً في توقعي في خطاب الرئيس أوباما في القاهرة حينما يأتي إلى مصر في يوم 4 يونيو القادم، أيضاً العنصر الثاني الذي يمكن توقعه بناء على.. ويجب أن يكون التوقع ليس تنجيماً أو قراءة للغيب كما يفعل البعض، وإنما يجب أن يكون التوقع مبني على دراسة علمية لتصريحات لبعض كبار مساعدي الرئيس أوباما بل والرئيس أوباما نفسه، قال أن القضية الثانية التي سوف يتعامل معها في هذا الخطاب هو محاولة بناء موقف عالمي يكون الجميع جزء منه بما في ذلك العالم الإسلامي ضد الإرهاب الدولي، على شرط أن لا تنفرد الولايات المتحدة الأميركية باقتراح الحلول أو بتنفيذ هذه الحلول عن طريق القوة العسكرية المفرطة فقط، ولا عن طريق الانفراد بالقرار من جانبها فقط وإنما تتشاور مع كل العالم ليس فقط حلفائها في أوروبا بل ومع العالم الإسلامي، وهذا تغيير جوهري ومهم في منهج التعامل مع ظاهرة أو مشكلة الإرهاب من جانب الرئيس الأميركي أوباما أيضاً، بل أني استطيع أن أقول أنه ربما يضمّن خطابه لست متأكداً من هذا لكن ربما يضم من خطابه إلى العالم الإسلامي أيضاً بما يعني يدركه من أهمية للقضية الفلسطينية جزء عن القضية الفلسطينية وتأكيده على ما سبق أن أكده تكراراً ومراراً من أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يكون متصوراً وعملياً للمشكلة الفلسطينية، وأن على الدولة الإسرائيلية أن تقبل هذا الحل. أضيف إلى ذلك أن الرئيس أوباما نفسه في إطار دعوته إلى عالم خال من الأسلحة النووية، أضاف نائبه جو بايدن في خطابه في الجلسة الأخيرة للإيباك ذراع إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية اللوبي الصهيوني الرئيسي حينما فاجئ يهود أميركا وفاجئ الإسرائيليين أيضاً بدعوته إلى ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر أو منع انتشار الأسلحة النووية في خطوة غير مسبوقة لم يقبل عليها أي رئيس أو نائب رئيس أو أي حتى مسؤول كبير في إدارة أميركية سابقة، هذه عناصر جديدة بالغة الأهمية يجب استثمارها واقتناص هذه الفرصة من جانب مصر والعالم الإسلامي، وإن ضاعت هذه الفرصة سوف نندم عليها ويجب تنحية المواقف الإيديولوجية جانباً التي تخدم مصالح ضيقة ليست حتى مصالح وطنية إنما مصالح جماعات أو قوى سياسية بعينها، لا تريد لهذا المنهج الجديد أن يثمر لأن هذا المنهج الجديد سوف يضعف من الموقف السياسي لهذه القوى إلى حدٍ كبير وهو ما تخشاه، ولذلك تتخذ هذه المواقف المتعجلة بل الاستباقية.
    محمود الورواري: طيب سيد سعد الكتاتني يعني موقف الجماعة مع أميركا تحديداً ربما يحتاج توضيحات في هذه الفترة تحديداً، ربما في ولاية بوش كان هناك بعض الانفتاح كانت هناك تحفظات صحيح من الجماعة، كان هناك خطاب كان هناك حديث بشكل أو بآخر، في عهد أوباما هي شروطكم إذا كان هناك حوار إذا كان هناك انفتاح إذا كان هناك لغة أياً كانت هذه اللغة بين الجماعة وبين أميركا؟
    محمد سعد الكتاتني: أولاً نحن نرى أن سياسة الإدارة الأميركية وأميركا بالذات تقوم على سياسة المؤسسات وليس الأفراد، فالإدارة الأميركية ما زالت سياستها الواضحة أمامنا في الشرق الأوسط النظر إلى قضايا حقوق الإنسان والكيل بمكيالين في هذه القضايا بالذات، والصمت عن انتهاك حقوق الإنسان في العالم العربي في غزة رأينا ذلك، في مصر في العراق نرى ذلك. دعمها للأنظمة المستبدة في المنطقة، الدعم اللا محدود للكيان الصهيوني أيضاً بلا حدود، ما زالت هذه الصورة واضحة أمامنا، لا نستطيع أن نحكم على السياسة الأميركية حكماً مسبقاً ما لم نرَ ذلك واقعاً على الأرض. أنا أتصور أن السيد أوباما حينما يأتي إلى مصر سيقول خطاباً إنشائياً، هذا الخطاب فيه بعض العبارات لطمأنة العالم الإسلامي ولاستغلال مشاعره لأن الشعوب الإسلامية فرحت بمجيء أوباما..
    محمود الورواري: أنتم كجماعة سيد سعد..
    محمد سعد الكتاتني: وليغير الصورة التي تركها.. الصورة قاتمة التي تركها سلفه عن الإدارات الأميركية.
    محمود الورواري: كانت هناك لغة في بين الجماعة وبين أميركا في عهد بوش، هل استراتيجيتكم معروفة تحديداً أو موضحة تحديداً إذا حدث كذا يمكن أن تبادر الجماعة بكذا، وإذا لم يحدث.. ما هي شروط؟ لأن السيد مثلاً صبحي صالح أو سالم يقول نرفض صعود الجماعة سياسياً على حساب التدخل الأميركي في مصر، هذا فهم يحتاج توضيح مثلاً في إطار علاقاتكم مع أميركا كجماعة إخوان مسلمين؟
    محمد سعد الكتاتني: ليس لنا علاقات مع الإدارة الأميركية مطلقاً ولا يوجد بيننا وبينها أي حوار، ولا نستقوي بالإدارة الاميركية إنما نريد إصلاحاً داخلياً بدون تدخل أميركي، الشعب المصري قادم نحن نطالب النظام المصري أن يجري سلم من الإصلاحات دون الاعتماد أو دون استخدام الإخوان فزاعة..
    محمود الورواري: طيب خلينا الشعب المصري، خلينا نتوقف مع أمام آراء المصريين حول هذه الزيارة المرتقبة للرئيس أوباما إلى القاهرة في بداية الشهر القادم نتابع.


    رأي الشارع المصري في زيارة أوباما

    طبعاً هو ما كان رح يختار أحسن من مصر، وما فيش أفضل من مصر عشان مصر مركز ومركز للحضارة الإسلامية ومركز للإسلام ومركز.. أي حاجة تقولها في مصر لازم تسمع للعالم كله طبعاً اختياره مزبوط جداً.
    - هي مصر أرض الكنانة ودي شرف لنا كليتنا أنه مصر تمثل الإسلام في دول العالم كله، خلينا بلدنا يعني ونحسن صورتنا أمام العالم كله.
    - يعني طبعاً هي مصر تعتبر زعيمة العرب وبعدين برضو لها موقعها متميز ولها تأثيراتها على الدول العربية طبعاً هو اختار الصحيح ما في شك يعني وبعدين نأمل ربنا يجيب الخير وتتزن الأمور هي طبعاً لمصلحة أميركا ومصلحتنا.
    - هو لازم اختار القاهرة القاهرة دي يعني مصر لازم يختار القاهرة ومصر كلنا نختار بلد إسلامي ده شيء مش متوقع هو متوقع مصر ده الشيء الطبيعي.
    محمود الورواري: ده رأي الشارع، يعني دكتور مصطفى الرئيس أوباما سيستقبل الرئيس مبارك في واشنطن وأيضاً سيستقبل محمود عباس وسيستقبل نتنياهو قبل أن يأتي إلى القاهرة في الرابع من الشهر القادم ويلقي هذا الخطاب، ما هو المتوقع ربما هناك توقعات بأنه سيحمل شيء جديد بعد لقاء هؤلاء القادة؟
    د. مصطفى علوي سيف: يعني دعني أؤكد أولاً يعني على أن لقاءاته هذا جزء مهم جداً من هذا البرنامج، اللقاءات التي تمت في الشارع مع يعني عينة من أبناء الشعب المصري شباب وكبار، يعني أكدت كلها على قراءة مختلفة تماماً لهذه الزيارة ودلالاتها ودلالات اختيار مصر مكاناً يعني لإلقاء أوباما لخطابه إلى العالم الإسلامي، هذه الشهادات من جانب يعني هذه العينة من أبناء الشعب المصري تقف على طرف النقيض وفي تناقض تام مع ما استمعنا إليه من رموز جماعة الإخوان في مصر، بما في ذلك الكلام الذي استمعنا إليه في هذه الحلقة. هناك موقف يختلف تماماً عن الموقف الذي تمثله جماعة الإخوان من هذه المسألة، إذاًَ نستمع إلى صوت الشعب وإلى رأي الشعب وإلى موقف الشعب، وأعتقد أن المساندة شعبية ستكون مع الرئيس مبارك في زيارته إلى لولايات المتحدة الأميركية، ثم ستكون معه في لقائه مع الرئيس أوباما واستقباله له هنا في القاهرة، وأن ذلك سوف يترجم إلى مواقف وبالذات فيما يتعلق بإشراك العالم الإسلامي في كل الحلول الخاصة بمشكلة الإرهاب وغيرها من المشكلات العالمية، وأيضاً الخاصة فيما يتعلق بطريقة التعامل مع القضية الفلسطينية بحيث تكون هناك رؤية أميركية ودولية أصح وأسلم مما اعتدنا عليه في السنوات الثمانية الماضية.
    محمود الورواري: دكتور مصطفى معي نصف دقيقة فقط لسعد الكتاتني، سيد سعد هناك دعوة شيخ الأزهر المفتي رجال دين يدعون أوباما لأن يلقي خطابه من الأزهر، موقفكم ربما كانت هناك تحفظات لا أدري؟
    محمد سعد الكتاتني: لأ يعني لا توجد تحفظات، وإنما إذا اختارات القيادة السياسية الأزهر فهذا يحمل ثلاث معاني، أولاً المعنى الإسلامي للأزهر والدلالة التاريخية لهذا المكان العريق، ودلالة ثالثة سياسية هامة أن منطقة الأزهر وهي منطقة قلب القاهرة والتي تم فيها آخر حادث إرهابي تم في منطقة الحسين في جوار الأزهر، فاختيار هذا المكان له عدة دلالات دلالة دينية دلالة تاريخية دلالة سياسية أن الإرهاب انتهى من مصر، ويمكن لرئيس أكبر دولة في العالم أن يأتي إلى قلب القاهرة..
    محمود الورواري: وهذا لا تعارضه جماعة الإخوان.
    محمد سعد الكتاتني: لا نعارضه ولكن هناك تعليق على كلام الذي ذكره..
    محمود الورواري: أنا اعتذر لأن الوقت انتهى دكتور..
    محمد سعد الكتاتني: حول الشعب.. أعطيني فرصة.. نحن لا نختلف حول قيم مصر في الزيارة، ولكن نختلف مع السياسة المصرية في هذا المجال واستغلال الساحة المصرية لإرسال رسالة من خلالها.
    محمود الورواري: شكراً سيد محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب، شكراً جزيلاً لك. وأيضاً الشكر موصول للدكتور مصطفى علوي عضو مجلس الشورى المصري لضيفيّ الكريمين التحية والتقدير شكراً لكما.
    ونحن سنعود إليكم بعد قليل ونتابع في بانوراما: هل تكسب الحكومة العراقية معركة التصدي للفساد كما كسبت معركة استتباب الأمن؟
    [فاصل إعلاني]

    محمود الورواري: أهلاً بكم من جديد. يبدو أن الحكومة العراقية مقبلة هذه الأيام على تحدي لا يقل خطورة عن تحدي تحقيق الأمن، والمتعلق بالتصدي لظاهرة الفساد التي يبدو أنها طالت العديد من القطاعات العمومية، ومع أن ظاهرة الفساد ليست جديدة على العراق وحذرت منها العديد من الجهات الدولية وخاصة الولايات المتحدة. إلا أن الحديث عنها عاد هذه الأيام بعد حادثتين، تمثلت الأولى في محاولة قوة عراقية اقتحام وزارة التجارة لاعتقال عددٍ من المسؤولين للاشتباه في تورطهم في قضايا اختلاس، والتي تحولت إلى اشتباك مع الحراس في حين قام المسؤولون المعنيون بالفرار من الوزارة، أما الحادثة الثانية فتمثلت في اعتقال شقيق وزير التجارة للاشتباه بارتكابه جرائم فساد، وذلك عند نقطة تفتيش جنوب البلاد والعثور على أموال وذهب وبطاقات هوية بحوزته، وتقول الشرطة إنها تواصل البحث عن شقيق آخر لوزير التجارة وتسعة من كبار موظفي الوزارة.
    تأتي هذه الحملة في وقتٍ يحاول فيه رئيس الوزراء جذب المستثمرين الأجانب الذين ما زالوا مترددين بالرغم من عودة الأمن إلى البلاد، فهل تكسب الحكومة معركة مقاومة الفساد كما كسبت معركة استتباب الأمن من قبل؟


    هل تنجح حملة مكافحة الفساد في العراق؟

    رمزي المصري: حكاية الفساد في العراق كحكاية أبريق الزيت تبدأ ولا تنتهي، الفصل الأخير الذي رفعت عن مسرحه الستارة يظهر صباح محمد السوداني شقيق وزير التجارة العراقي وقد ألقي القبض عليه عند نقطة تفتيش جنوب العاصمة بغداد، وكانت مذكرات اعتقال صدرت الأسبوع الماضي بحق تسعة من المسؤولين الكبار في وزارة التجارة بتهم الفساد، بينهم مثنى جبار المدير العام للشركة العامة لتجارة الحبوب وشقيق وزير التجارة.
    مسؤول في هيئة النزاهة العراقية وهي المكتب الحكومي المسؤول عن مكافحة الفساد، قال إن الهيئة أرسلت قواتها إلى الوزارة لتنفيذ أوامر لاعتقال المتهمين، إلا أن حرس الوزارة منعوا القوات من دخول المبنى وأطلقوا أعيرة نارية، وأن القوات ردت أيضاً بإطلاق النار في الهواء إلا أنه لم يتم اعتقال أحد سوى المتحدث باسم الوزارة محمد حنون.
    وزارة التجارة مسؤولة عن البرنامج الضخم للتأمين الغذائي في العراق وعن واردات الحبوب للبلاد، والمقدرة قيمتها بملايين الدولارات ما يشجع البعض على ارتكاب مخالفات مالية. أمر محرج لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحاول تأمين استثمارات أجنبية تحتاج إليها البلاد بشدة، ويتعهد بمكافحة الفساد الواسع الانتشار. ويقول بأن الفساد أحد أكبر المشاكل التي تواجهها البلاد ولا بد من مكافحته، إلا أن منتقديه يتساؤلون عما إذا كان مكتب المالكي نفسه بمنأى عن الفساد والرشى. فيما يقول كثير من العراقيين إن الفساد أصبح أسوأ منذ الإطاحة بصدام حسين.
    مصدر رفيع المستوى في هيئة النزاهة كشف أن خسائر العراق خلال السنوات الخمس الأخيرة التي أعقبت سقوط النظام السابق نتيجة الفساد الإداري والمالي بلغت 250 مليار دولار، وإن الأمانة العامة لمجلس الوزراء تحولت إلى أخطر بؤرة للفساد في العراق، وإن وزارة الدفاع احتلت المرتبة المتقدمة في الفساد المالي والإداري خصوصاً في عقود التسليح، كما غزا الفساد قطاع الكهرباء الذي بلغ الإنفاق فيه مليارات الدولارات، ووزارة الصحة حيث الفساد يعرض حياة الناس للخطر ذلك أن 90% من الأدوية المتداولة في الصيدليات لم يتم فحصها.
    الفساد مستشرٍ إذاً ما يجعل إجراءات محاربته مهمة شاقة على أي حكومة تطلع بها. رمزي المصري - العربية

    محمود الورواري: التقرير طرح أرقام مخيفة الحقيقة في مسألة الفساد في العراق، وربما أيضاً تقرير منظمة الشفافية العالمية يطرح المسألة بشكل مخيف. هذا الموضوع أطرحه على ضيفي الكريمين، معي من بغداد الشيخ صباح الساعدي رئيس هيئة النزاهة في البرلمان العراقي، ومن بغداد السيد طه درع عضو الائتلاف العراقي الموحد، لضيفي الكريمين التحية والتقدير أبدأ مع الشيخ صباح الساعدي. شيخ صباح أشياء مخيفة خلال الخمسة أعوام الماضية 250 مليار دولار راحت هباء، يعني ميزانية مخفية غير ميزانية الدولة وربما تكون أكثر، يعني تقرير منظمة الشفافية العالمية يقول العراق ثالث بلد ربما يأتي بعده الصومال وميانمار هو من أكثر بلاد في الشرق الأوسط فساد، نحن نسأل حقيقة المشكلة فين؟
    صباح الساعدي: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليك وعلى ضيفيك الأستاذ طه، مشكلة الفساد في العراق هي مشكلة متجذرة، لا أعتقد أن العنوان الذي بدأتم به الحلقة مناسب. أعتقد أن التحدي يواجه الدولة العراقية وليس الحكومة العراقية، الدولة العراقية هي عبارة عن استحقاق أجيال بنت هذه الدولة على مر الأجيال وبنت مؤسساتها، والفساد الذي ينتشر ينتشر في مؤسسات الدولة بأجمعها وهذا حسب ما نعيشه الآن في العراق، أما الحكومة فهي استحقاق جيل وهذا الذي انتخبها، نعم هي الحكومة تباشر الأعمال التنفيذية والسياسة التنفيذية في البلد بحسب الدستور، وهي التي تقوم على صرف الموارد المالية والبناء التنموي والاقتصادي في العراق، بالتالي يعشش الفساد فيها بالتالي هي مسؤولة بقدر ما عن محاربة الفساد باعتبار أنه يعوق التنمية ويشكك ثقة ويخلخل ثقة المواطن فيها إذا لم تستطع محاربة الفساد في داخلها، المشكلة بعيداً عن أسبابها سواء كانت من النظام السابق وآثاره في تفكيك المنظومة الأخلاقية لدى المجتمع العراقي والتشجيع على الفساد ونهب المال العام المؤسسات الدولة، وبعيداً عن النظام السياسي الجديد بما يحمل في طياته من اصطفافات سياسية تؤدي إلى بلورة نوع فساد جديد وهو الفساد السياسي الذي يحتضن الفساد الإداري والمالي، فتجد أن هذه الكتلة وهذا الحزب يدافع عن وزيره وعن مسؤوله حتى وإن كان فاسداً، ولا يدفع به إلى منصة الاستجواب أو المحاسبة. وبعيداً عن ضعف الإجراءات القضائية نتيجة تخلخل النظام القضائي وما يحتاجه من إصلاحات حقيقية سواء على مستوى التشريع أو على مستوى القوة الفردية للقضاة والقوة الشخصية والذاتية للقضاة والمحققين، بعيداً عن كل هذا أقول أن التحدي الآن كبير أمام الدولة العراقية، وعلى كل الجهات يجب أن تتضافر وأن تترك ما يمكن اعتماده والقول بأنه هو السبب الرئيسي في الفساد بأنه موروث النظام السابق، نعم ورثنا فساداً من النظام السابق لكن المشكلة ليست فقط في النظام السابق، المشكلة الآن في النظام الحالي وما يجابهه وما يعشعش فيه من فساد.
    محمود الورواري: يعني النظام السابق انتهى وخلاص ومر عليه فترة كبيرة جداً، نحن نتحدث الآن في العصر الحالي. سيد طه يعني الدولة تكافح ولكن الفساد منتشر في عمق أجهزة الدولة، يعني الأمانة العامة لمجلس الوزراء هو المكان رقم واحد في الفساد، وزارة الدفاع هي المكان رقم اثنين، قطاع الكهرباء وزارة الداخلية يعني كيف لصاحب.. من يريد أن يحدث الأمن هو الذي يكسر هذه الأشياء، من الذي يقاوم الفساد إذا كان الذي يقاومه هو مبتلى به؟
    طه درع: نعم. بسم الله الرحمن الرحيم، في الحقيقة اليوم العراقيين يمرون بتحدي كبير جداً لا يقل خطورة عن تحدي الإرهاب هو الفساد الإداري والمالي المستشري في كل مؤسسات الحكومة العراقية، وهذا التحدي أنا بتقديري يتطلب وقفة جادة من كل العراقيين على مستوى البرلمان والحكومة والمجتمع، وتناغم الأدوار وتكاملها مع بعضها من أجل أن نضع حد لهذه الآفة الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية التي تهدد مستقبل البلاد والحياة السياسية الموجودة في العراق، أنا بتقديري يعني الوضع الأمني اللي كان متردي والجهود كلها كانت منصبة على استتباب الوضع الأمني ومحاربة الإرهاب، استنفذت جهود الجميع بهذا الاتجاه الحقيقة. اليوم إحنا بحاجة إلى أن نقف جميعاً، وأنا متأكد إذا استطعنا أن نتعامل مع قضية الفساد الإداري والمالي بموضوعية واستقلالية وتفعيل المؤسسات الحكومية التي أقرّها الدستور العراقي، وهي مفوضية النزاهة والمفتشين العامين الموجودين في الدوائر مع وقفة مسؤولة من قبل البرلمان العراقي والحكومة العراقية، سوف نستيطع أن نتجاوز هذا التحدي كما تجاوزنا تحدي الإرهاب.
    محمود الورواري: إذاً أنت تحيل الكرة الآن إلى ملعب الشيخ صباح الساعدي، شيخ صباح أنت قلت في حديثك السابق يجب أن يكون كذا ويجب أن يكون كذا، نحن في الخارج نقول يجب واحد غير مسؤول يقول يجب، ولكن أنت رئيس هيئة النزاهة في البرلمان العراقي إذا نسألك عن الدور الذي يجب أن تقوم به، ما هي أجندتك؟ ما هي خطتك؟ ما هي برامجكم في الهيئة لمكافحة هكذا فساد أم أنكم تقاومون من قبل البعض؟
    صباح الساعدي: لجنة النزاهة في مجلس النواب تقوم بالدور الرقابي والإشراف على المؤسسات الرقابية التي هي هيئة النزاهة والمفتشين العموميين وديوان الرقابة المالية، وتباشر بالرقابة على مؤسسات الدولة بعيداً عن الإجراءات القضائية والتحقيقية التي هي من مختصات القضاء ومن مختصات هيئة النزاهة والمفتش العام بالنسبة للتحقيق الإداري، لجنة النزاهة حاولت وتحاول إلى الوقت الحاضر الدفع بالمسؤولين إلى فهم حقيقة الاستجواب والمساءلة، والتعامل مع مبدأ المساءلة والاستجواب على أنه إعطاء ثقة للمسؤول عندما يأتي للبرلمان ويساءل عن إداراته وعن مؤسسته التي يديرها، والتي حاز على الثقة من قبل البرلمان لكي يكون مسؤولاً فيها وزيراً فيها، وبالتالي نجد أن هناك معوقات كثيرة تقف أمام لجنة النزاهة في مجلس النواب، من أهمها ما ذكرته عن الفساد السياسي ووقوف الكتل السياسية أو بعض الكتل السياسية وبعض الأحزاب الحاكمة أمام الرغبات العديدة لأعضاء مجلس النواب الشخصيين الذين يحاولون قدر الإمكان الدفع بالمسؤول إلى منصة المساءلة والاستجواب، الوزير عندما يأتي إلى مجلس النواب ويستجوب إذا كان واثقاً من نفسه وواثقاً من أدائه وواثقاً من نزاهته وواثقاً من برنامجه الوزاري، أعتقد أنه سوف يحوز ثقة الثانية بالإضافة إلى الثقة الأولى التي حازها عندما صوّت على الحكومة، أما إذا امتنع عن الحضور إلى مجلس النواب ولم يلبِ متطلبات الدستور العراقي وفق المادة 61 من الدستور، فأعتقد أنه يتجاوز على دولة القانون. اليوم نحن في العراق هناك دولة اسمها دولة السياسيين، حكومة اسمها حكومة السياسيين. بينما لدينا في الواقع شعارات تقول أن هناك دولة قانون وحكومة قانون ولهذا نجد ما ذكرتموه تفصيلاً حول حادثة وزارة التجارة، لو كان هناك أي جهة أخرى تقوم بضرب القوات الأمنية وتعترض على اعتقال مطلوبين بقضايا الفساد أو قضايا جنائية لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكننا لم نسمع ولم نرَ مجلس الوزراء يتحرك بشأن هذه الحادثة، ولم نرَ ونسمع تصريحاً لرئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي الذي نعرف أنه يمر بظروف صعبة في الوقت الحاضر أمام هذا التحدي، نعم لا يكتفي يجب أن لا يكتفي السيد المالكي برفع الشعارات أمام الشعب العراقي، ويقول يجب أن نصول على الفساد كما صولنا الإرهاب أو المجاميع المسلحة أو الخارجين عن القانون، يجب أن تكون هناك وقفة واضحة من مجلس الوزراء تجاه وزرائه الفاشلين الفاسدين، أمامنا وزارة الكهرباء وهذا الصيف قد أتى وقد صرح المالكي قبل سنة كاملة أنه عند منتصف عام 2009 سوف يحصل المواطن على 15 ساعة متتالية من الطاقة الكهربائية في اليوم، وبقي عشرين يوماً فقط على وعد المالكي. هل سيفي المالكي للوطن وللشعب وللمواطنين والصيف اللاهب الذي جاء إلى العراقيين بهذه الحرارة وبهذا الغبار الكثير الذي ينتج مع ضعف الحزام الأخضر لمحافظة بغداد وما كانت تحيط به ليحط بها من حزام أخضر يمنع الأجواء المغبرة على العراقيين. أقول أن المالكي الآن أمام تحدي حقيقي إذا لم يثبت جدارته في محاربة الفساد، فإن حتى جهوده المباركة بالإضافة إلى السياسيين الذين تعاونوا معه من جميع الكتل السياسية في استتباب الوضع الأمني هذه الجهود سوف تذهب هباء منثورا.


    ما الإجراءات المتبعة لملاحقة المفسدين؟


    الدستور العراقي وضح آليات تفعيل مكافحة الفساد بشكل واضح ودقيق
    طه درع

    محمود الورواري: طيب أنا فهمت سيد طه من كلام الشيخ صباح يعني هو أحال الكرة تماماً في ملعب رئيس الوزراء السيد المالكي، وربما يعني بدل ما يجيب على مسألة وزارة الخارجية يجيبه على مسألة الأمانة العامة لمجلس الوزراء كما جاء في التقرير، سيد طه فهمت أن المسألة تتعلق كل الإجراءات بعيدة عن الإجراءات القضائية، يعني لا يوجد سلطة ضبط قضائي من صلاحية هيئة النزاهة أو من البرلمان للذين يمارسون الفساد، يعني ليس من حق أي شخص يقوم بضبطية أولئك الذين يمارسون الفساد، هم محميون من كتلهم السياسية ومن القانون العراقي، المشكلة كبيرة إذا جاز أن أوصفها هكذا. بالتالي ما هي الإجراءات التي يمكن أن تنادوا بها وأنت من عضو الائتلاف العراقي الموحد ربما أكبر تكتل سياسي في العراق؟

    طه درع: نعم الحقيقة كما ذكرت في البداية أنه أولاً أن لا نخرج هذه القضية من ساحة القضاء، إذا اتفقنا جميعاً على أن تنحصر مكافحة الفساد الإداري والمالي في ساحة القضاء العراقي والأطراف الأخرى تكون داعمة بشكل نزيه لتفعيل دور القضاء، وإبعادها عن الضغوطات السياسية وصراع المصالح، هذه واحدة من المستلزمات المهمة جداً طبعاً. القضية الأخرى هو أن نتجنب الإثارة وخلق حالة من الاستفزاز، وبالتالي رح نسمم الجو العام بنشر الفضائح بعيداً عن الطريقة الموضوعية الهادئة لمعالجة هذه القضايا.

    محمود الورواري: ما هي الطريقة الموضوعية الهادئة سيد طه؟ ما هي الطريقة الموضوعية الهادئة في معالجة فساد وصل إلى هذه الدرجة؟
    طه درع: نعم. أنا أعتقد اليوم الفساد منتشر في كل مؤسسات الحكومة، إشراك الإعلام بطريقة غير إيجابية من خلال نشر الفضائح وكيل الاتهامات كل طرف للطرف الآخر، رح تدخل هذه القضية في حلبة الصراع السياسي، وبالتالي سوف تفشل جهودنا كلها. إذاً عندما أقول تكون هناك طريقة موضوعية وهادئة أن المؤسسات اللي جعلها الدستور العراقي مختصة بهذا المجال وهي مفوضية النزاهة ودوائر المفتشين العام الموجودين في الوزارة، إضافة إلى تفعيل دور البرلمان الجانب الرقابي المهني الموضوعي وإصداره للتشريعات الكفيلة بالحد من الفساد الإداري والمالي التي تتطلبها هذه العملية، إضافة إلى التناغم الإيجابي بين أداء رئيس الوزراء وأداء البرلمان لأن مصلحة الطرفين أن يكون مكافحة للفساد الإداري والمالي، بعيداً عن الحسابات السياسية وبعيداً عن الصراعات السياسية، هذا الجو الموضوع الهادئ اللي أنا شوفه أما أنه القضية تدخل في حلبة..
    محمود الورواري: يعني المشكلة أن الجو الموضوعي كيف يتحقق؟ هذا هو السؤال. يعني نسأل سياسيين في الأول والآخر وبالتالي نريد حلول، شيخ صباح يعني أنا فهمت شيخ صباح الساعدي أن هيئة النزاهة ده وظيفة شرفية، لا هي تستطيع أن تقوم بضبطية قضائية وهي بعيدة عن القضاء، وبالتالي أنتم في البرلمان العراقي.. البرلمان هو مطبخ الدساتير والمشاريع القانونية، كيف يكون هناك حلول؟ كيف يمكن أن نحيل الأمر إلى القضاء أن يكون هناك قضاء ينفذ على السياسي وغير السياسي على الوزير وعلى الغفير؟

    صباح الساعدي: في الحقيقة الدستور العراقي وضح آليات تفعيل مكافحة الفساد بشكل واضح ودقيق، لعلي أختلف مع الأستاذ طه في بعض الفقرات التي ذكرها وأتفق معه بالبعض الآخر، ما ذكره حول تفعيل الدور الرقابي لمجلس النواب يجب أن لا تكون الشعارات السياسية حاجزاً عن تفعيل الدور الرقابي، لأنك عندما تريد أن تستجوب وزيراً معين بالتأكيد سوف تقوم الكتلة التي ينتمي إليها أو الحزب السياسي الذي ينتمي إليه بالدفاع عنه، وبالتالي لو قالت بأن هذا الاستجواب سياسي وأن هذا استهداف سياسي يجب أن لا يسمع لها، يجب أن يسمع للمستجوب الذي يقوم باستجواب المسؤول، إذا كانت أدلته صحيحة فلا أعتقد أن البرلمان حتى الحزب الذي ينتمي إليه الوزير سوف يقف مع فاسده الذي تولى هذه المسؤولية.
    محمود الورواري: طيب إذا كانت الأدلة صحيحة عفواً..
    صباح الساعدي: وإذا لم تكن الأدلة..
    محمود الورواري: ما هي سلطتكم؟ تفضل..
    صباح الساعدي: وإذا لم تكن الأدلة صحيحة عند ذلك يصوت البرلمان على إعطاء الثقة من جديد الوزير، وبالتالي يرجع الوزير مفتخراً بنتائجه بأدائه هذا بالنسبة إلى الجانب الأول الذي أسسه الدستور، الجانب الثاني هو الإجراءات القضائية، الإجراءات القضائية فيما يتعلق بما لم يرد فيه نص في الدستور باستجوابه برلمانياً، المادة 61 من الدستور أشارت إلى أن من كان وزيراً أو بدرجة وزير إنما يذهب إلى الاستجواب ومن دونه يذهب إلى الإجراءات القضائية المختصة، نحن الآن نحاول تفعيل الدور الرقابي في مجلس النواب، تفعيل الدور الرقابي في مجلس النواب لا يكون إلا على رؤساء الأجهزة التنفيذية، رؤساء الوزارات رؤساء المؤسسات الحكومية، إذا قمنا بإصلاح الرأس فأعتقد أن كل المفسدين الآخرين سوف يخشون، عندما يضرب البرلمان ضربته المهنية يضرب ضربته القوية للفاسدين الذين يترأسون المؤسسات، أعتقد أنه سوف يغني عن كثير من الصراعات التي قد تأتي لو تصارعنا على بعض المسؤولين الصغار وفتحنا ملفاتهم، الضربة الحقيقية هي الضربة لرؤوس الفساد في المؤسسات لرؤوس الوزراء، كما ذكرت لك نحن الآن أمام مواطن يعاني من كل المشاكل التي خلقها النظام السياسي الجديد..
    محمود الورواري: أعتذر لأن الوقت انتهى للأسف الشديد ونعرف أن هناك أسئلة كثيرة جداً، الموضوع كبير ربما نخصص له حلقات قادمة الحقيقة لأنه يستحق، يعني الشيخ صباح الساعدي رئيس هيئة النزاهة في البرلمان العراقي والأستاذ طه درع عضو الائتلاف العراقي الموحد شكراً جزيلاً لكما.
    شكراً جزيلاً لكم ونلتقيكم غداً إن شاء الله إلى اللقاء.

                  

العنوان الكاتب Date
سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif05-10-09, 07:37 AM
  Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif05-10-09, 07:41 AM
    Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif05-12-09, 06:17 PM
      Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif06-03-09, 08:42 PM
        Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif06-04-09, 09:45 PM
          Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي amin siddig06-05-09, 02:08 AM
            Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif06-05-09, 07:14 AM
              Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي Nazar Yousif06-05-09, 05:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de