|
Re: .. (Re: مؤيد شريف)
|
السبت
حذفت الرقابة هذا اليوم من الرزنامة
.............................
.............................
تكفلت تقارير صحفيَّة خارجيَّة بالكشف عن غارة جويَّة، نسبتها إلى مقاتلات أمريكيَّة، وقعت، نهاية يناير الماضي، على منطقة صحراويَّة شمال غربي بورتسودان، قرب جبل الشعنون، مستهدفة قافلة من 17 شاحنة قيل إنها كانت تقلُّ 39 شخصاً، ومحمَّلة بأسلحة أريد تهريبها إلى غزة، عبر الحدود السودانيَّة المصريَّة، ومن ثمَّ، عبر الأنفاق على الحدود المصريَّة الفلسطينيَّة؛ وأن المقاتلات الأمريكيَّة المشار إليها موجودة في بعض دول المنطقة، وبالأخص في القاعدة الأمريكيَّة بجيبوتي (كاب ليمونير) المكلفة بالتركيز على سبع دول تعتبرها القيادة العسكريَّة الأمريكيَّة محطات للعناصر الارهابيَّة، وهي اليمن والصومال وكينيا والسودان وأثيوبيا وأريتريا وجيبوتي. لكنَّ المصادر ترجِّح انطلاق الغارة من إريتريا أو جيبوتي (أجراس الحريَّة، 25/3/09 نقلاً عن الشروق الجديد المصريَّة ووكالات أخرى، 24/3/09). القيادة العسكريَّة الأمريكيَّة في أفريقيا (آفريكوم) سارعت إلى نفي علاقتها بالغارة (قناة الجزيرة، 25/3/09)، في ما لم ينف يهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصرف، أو يؤكد علاقة إسرائيل بها (المصدر)، حيث اكتفى بالقول، خلال كلمته أمام مؤتمر في أكاديميَّة هرتسيليا: "إننا نعمل في أي مكان يمكننا فيه ضرب قواعد الإرهاب، ونوجِّه ضربات في أماكن قريبة وبعيدة تؤدِّي إلى تقوية وزيادة الرَّدع .. إن هذا ينطبق على هجمات تمَّ شنُّها في الشمال والجنوب .. ولا جدوى من الدخول في تفاصيلها، فبإمكان كلِّ واحد أن ينشِّط مخيلته، ومن ينبغي أن يعرف فإنه يعرف!" (الرأي العام ـ نقلاً عن وسائل إعلام إسرائيليَّة، 27/3/09). وحول إمكانيَّة توجيه أصابع الاتهام إلى الطيران الحربي الإسرائيلي بشن هتين الغارتين على بُعد 1.400 كيلومتر عن إسرائيل، حسبما كشفت عن ذلك شبكة (سي. بي. إس) التلفزيونيَّة الأمريكيَّة، قال الخبير العسكري المصري اللواء طلعت مسلم لموقع (إسلام أونلاين) إنه إتهام قابل للتحقق، وأسَّس لذلك فنياً. وفي السياق زعم المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، ألكس فيشمان، أن بين الأسلحة التي كانت في الشاحنات صواريخ يصل مداها إلى 70 كيلومتراً، وقادرة على ضرب تل أبيب. كما رجَّح راديو إسرائيل أن يكون الهجوم تمَّ بموجب مذكرة التفاهم التى وقعت بين إسرائيل والولايات المتحدة مع نهاية حرب غزة الأخيرة، والتي يتعاون الطرفان، بموجبها، على تتبع ومنع دخول السلاح إلى قطاع غزة (المصدر). مع ذلك، أحاطت الحكومة الحدث بضباب كثيف، طوال الشهرين الماضيين، إما لأنها "ما زالت .. تجمع تفاصيله، وتدرس كيفيَّة التعامل معه" (الشروق الجديد المصريَّة، 24/3/09)، أو لعوامل ذاتيَّة كتلك التي وسمت موقفها إزاء العدوان على مصنع الشفاء بالخرطوم بحري خريف 1998م! صحيفة (أجراس الحريَّة) نسبت أوَّل ردِّ فعل عسكري سوداني إلى مكتب المتحدِّث باسم الجيش، قائلة إنه كذب الواقعة، و"نفى .. صحَّة التقارير، واعتبرها من قبيل الحرب النفسيَّة، مستغرباً التكتم عليها قبلاً، وتاريخ نشرها الآن، مِمَّا يشي بأنها رسالة سياسيَّة" (أجراس الحريَّة، 25/3/09)، لكن الصحيفة اعتذرت، بعد يومين، بأن المصدر "لم ينفِ أو يؤكد" ما تناقلته الوكالات العالميَّة في هذا الشأن (أجراس الحريَّة، 27/3/09). أوَّل ردِّ فعل سياسي من الحكومة اتسم، على صدوره متأخِّراً، بالتناقض المركب. فعلى حين كان دينق ألور، وزير الخارجيَّة، يردُّ على أسئلة الصحفيين، في المؤتمر الصحفي المشترك مع أحمد أبو الغيط، وزير الخارجيَّة المصري، في أعقاب زيارة رئيس الجمهوريَّة للقاهرة، نافياً أن يكون لدى وزارته "أيُّ علم" بالغارة (قناة الجزيرة، 25/3/09)، كان مبروك مبارك سليم، وزير الدولة بوزارة النقل، يتصدَّى، للغرابة، لتقديم إفادات مسهبة لنفس القناة، بوقائع مختلفة تماماً، وبأرقام تفوق ما أوردت التقارير أضعافاً مضاعفة، مِمَّا لا يُعقل ألا تكون وزارة الخارجيَّة "على علم" به، حيث كشف عن أن الغارة دمَّرت، تماماً، القافلة التي كانت تقلُّ أثيوبيين وسودانيين وأريتريين وأثيوبيين وصوماليين، وأنها خلفت 800 جثة متفحِّمة، من بينها 200 لسودانيين جُلهم من قبيلة الرشايدة، نافياً أن القافلة كانت تنقل أسلحة إلى قطاع غزة، ومؤكداً على أنها كانت تمارس الاتجار بالبشر، وأن كلَّ السلاح الذي كان بحوزتها هو رشاشات كلاشنكوف تستخدم، عادة، للحماية (المصدر). وفي ما يتصل بانتساب معظم القتلى السودانيين إلى قبيلة الرشايدة، لم أستسغ التفسير الذي ساقه البروفيسير حسن مكي، أحد أهمِّ مفكري حركة الإسلام السياسي في البلاد، والأستاذ الجامعي، والخبير في شئون القرن الأفريقي، لتصدِّي مبروك سليم، بالذات، للتحدث حول الغارة، دون بقيَّة الرسميين ذوي الصلة الأقرب بالحدث، حيث قال مكي إن مبروك سليم نفسه من قبيلة الرشايدة، فهُم أبناء جلدته، وهو الأقرب إليهم، بالتالي، داخل الحكومة (قناة الجزيرة، 26/3/09). عموماً ظلَّ مبروك سليم يمثل، على مدى يومين، المصدر الأوحد للموقف السوداني الرسمي، رغم أن مسئولاً آخر نقض معلوماته وأرقامه، لاحقاً، حيث أفاد بأن عدد الشاحنات 41، دمِّرت منها 25، ونجت 17، وأن عدد القتلى 64 (الرأي العام، 27/3/09). الشاهد أن باب التصريحات ما لبث أن انفتح على مصراعيه، إذ سرعان ما عادت وزارة الخارجيَّة إلى القول، بلسان متحدِّثها علي الصادق، بأن "الأجهزة الأمنيَّة تحقق في الحادثة" (الأحداث، 27/3/09). كما أكد العميد محمد عثمان الأغبش، الناطق باسم الجيش، أن الحكومة "كانت على علم بالضربات .. وشرعت في اتخاذ الإجراءات الضروريَّة .. والاتصال بالمصريين وبكلِّ الأطراف عبر وزارة الخارجيَّة"، لكنه لم ينفِ أو يؤكد الاتصال بالإدارة الأمريكيَّة (الرأي العام، 27/3/09). أما حول تأخير الإعلان عن الغارة لشهرين كاملين فقد اكتفى بالقول: "الحكومة .. هي التي تقرِّر الوقت المناسب لذلك" (المصدر). وذكر مسئول حكومي خامس أن عدداً من الجرحى وصلوا إلى بورتسودان وأبلغوا الشرطة (المصدر). وصرَّح مستشار والي البحر الأحمر بأن فريقاً أمنياً من شرطة الولاية زار موقع الحادث ورفع تقريراً لجهات الاختصاص (الصحافة، 27/3/09). وقال مصدر حكومي سابع إن 10 جثث نقلت إلى الخرطوم، وتمَّ تشريحها، والتعرُّف على السلاح الذي قصفت به، كما عُثر في موقع الحادث على بقايا صواريخ وقنابل ومتفجِّرات نقلت إلى الخرطوم وأخضعت للفحص (الرأي العام 27/3/09). وكشف مسئول ثامن عن اعتقال عدد من العصابات التي تمارس التهريب في الولاية، وأن التحقيق جار معها (الأخبار، 27/3/09). ثمَّ عاد مبروك سليم ليضيف إلى تصريحاته الأولى أن بين القتلى 13 مصرياً (المصدر)، وأن الحادثة عبارة عن غارتين، لا غارة واحدة، شنَّتهما ثلاث طائرات من الأسطول الأمريكي الثالث في البحر الأحمر، (الأحداث، 27/3/09). وبعد، بصرف النظر عمَّا قد ينتابنا من حيرة بإزاء حدث ضخم كهذا يظلُّ خافياً على الإعلام، لشهرين كاملين، في عالم تعجُّ سماواته بالأقمار الصناعيَّة، وتقرِّب بين أطرافه أرتال من الإذاعات، والقنوات الفضائيَّة، والصحف الورقيَّة، والمواقع الاليكترونيَّة، حتى لقد راج وصفه بأنه (قرية صغيرة)، فإن الحقيقة الأساسيَّة، في كلِّ ما نسمع، الآن، ونقرأ، هي أن عدواناً أجنبياً صارخاً، من اسرائيل أو من غيرها، وقع على وطننا العزيز؛ وأن أرواحاً غالية، سودانيَّة أو قرنأفريقيَّة، راحت ضحيَّته؛ وذلك في مفصل تاريخي يحتاج فيه شعبنا، كما لم يحتج في أيِّ وقت مضى، إلى تكاتف أبنائه وبناته كافة، من كلِّ الملل والنحل؛ وأن الحكومة، للأسف، أخطأت خطأ فادحاً لمَّا آثرت ألا تكاشفه، من الوهلة الأولى، بحقيقة ما جرى، ولو فعلت لكانت أدَّت واجبها في تهيئته، بشفافية، وهو الممتَحن في الملمَّات، لمواجهة هذا الخطر الساحق الماحق، بدلاً من تركه فريسة للشائعات وللمصادر الخارجيَّة!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رزنامة كمال الجزولي ..حذفت الرقابة الامنية اجزاء مهمة منها..(رُوليت رُوسِي!) | مؤيد شريف | 03-31-09, 06:10 PM |
.. | مؤيد شريف | 03-31-09, 06:15 PM |
Re: .. | مؤيد شريف | 03-31-09, 06:20 PM |
Re: .. | مؤيد شريف | 03-31-09, 06:26 PM |
Re: .. | مؤيد شريف | 03-31-09, 06:30 PM |
Re: .. | مؤيد شريف | 03-31-09, 06:38 PM |
Re: .. | مؤيد شريف | 03-31-09, 06:42 PM |
Re: .. | خضر حسين خليل | 03-31-09, 07:00 PM |
Re: .. | emad altaib | 03-31-09, 08:42 PM |
Re: .. | فتحي البحيري | 03-31-09, 08:51 PM |
Re: .. | esam gabralla | 03-31-09, 09:00 PM |
Re: .. | مؤيد شريف | 04-04-09, 09:34 AM |
Re: .. | مؤيد شريف | 04-12-09, 10:38 AM |
Re: .. | اسامة الكاشف | 04-12-09, 11:09 AM |
Re: .. | مؤيد شريف | 04-12-09, 05:47 PM |
Re: .. | مؤيد شريف | 05-31-09, 11:28 AM |
Re: .. | مؤيد شريف | 06-03-09, 08:01 PM |
Re: .. | طلعت الطيب | 06-03-09, 08:37 PM |
Re: .. | مؤيد شريف | 06-04-09, 08:46 PM |
|
|
|