|
Re: ... محمد حسنين هيكل و الفاضل سعيـــد (Re: Omar)
|
الأمر الذى يؤرقنى و أحببت مناقشته معكم هو متى يبدأ مبدعينا فى التفكير الجاد فى التوقف ، و ممارسة نوع مختلف من العطاء بتقديم الدعم و التعليم و المساندة للأجيال الجديدة ؟ الفاضل سعيد أخترته هنا كنموذج و مجرد رمز لكل أؤلئك الذين شاخوا ولا يزالون يصرون على الاطلال علينا من كل منافذ العطاء الانسانى. رأيته قبل أيام على القناة السودانية و هو يقدم دور العجب الذى لازمة منذ عشرات السنين .. و كأنى بالرجل لا يدرك أن العجب الذى قصد منه أن يضحكنا ، أصبح يفعل العكس تماما اذ يذكرنا بأزماتنا المركبة العديدة ... و هذا ليس حكرا على الفاضل سعيد ، فكثير من مبدعينا عليهم فى وقت من الأوقات أن يسألوا أنفسهم ، هل حان وقت التوقف و افساح المجال لجيل جديد ملئ بالحياة ، و يملك أن يتواصل مع الشرائح الحية فى المجتمع بلغة تفهمها و تتقبلها ...
و الفاضل سعيد ان كان رمزا كما قلت لمجموعة أكبر فالقائمة تمتد لتشمل المطربون ، و المذيعون و المسيقيون و أهل المسرح أو الدراما بكل أنواعها من خلال المسرح أو الاذاعة أو التلفزيون ، و الساسة ، و تمتد القائمة حتى تصل الى حمالى الأمتعة فى مطار الخرطوم...
هنا توجد بعض النقاط التى تجدر الاشارة اليها ، والنقطة الاولى أنه و بالاضافة الى ضمان العطاء من اجيال تتمتع بالحيوية و المقدرة على التماهى مع تطلعات جيل جديد ، فان فى الامر افساح المجال لهذه الأجبال الجديدة لتقديم أنفسهم للناس ، و هو أمر يصعب عليهم طالما كان منافسوهم يرفضون الاستسلام لحكم الطبيعة و دورتها.
و النقطة الثانية و التى أجد لهم بها العذر لهذا النوع من السلوك هى غياب أى نوع من التأمين الاجتماعى الذى يؤمن شيخوخة المبدعين ، مما يدفعهم للتدافع مع اناس فى اعمار احفادهم فى بعض الأحيان من أجل استمرار الحصول على لقمة عيش بكرامة ، خاصة ان لم يكن لأحدهم مهنة أخرى تقيم أوده ...
ليس هذا الحديث تطاولا على أحد ، و لا انكار لتاريخ أحد ، لكن كثير من مبدعيـــنا و ســاستنا يحتاجون لنسخة من مقال محمد حسنين هيكل.
|
|
|
|
|
|