عزيزي الأستاذ فيصل تحية طيبة وسلاما زاكيا أشكرك على هذا البوست المهم.
قولك:
Quote: وقد طلب مني البروفيسور أوفاهي ، العالم النرويجي المعروف المتخصص في الدراسات السودانية، على هامش حوار اجريته معه بالقاهرة، ان اوصل رغبته في تحقيق ونشر مخطوطة الهندي إلى الشريف زين العابدين الهندي. وللحقيقة لم التق بالرجل شخصيا في ذلك الوقت لكني اوصلت له الرسالة عبر صديق ...لكنه لم يرحب بالأمر
أرجو أن تتمكن من نشر مخطوطة الشريف الهندي في هذا الخيط.. معلوم أن ذكر الشيخ الشريف الهندي قد جاء في كتب التاريخ، وعلاقته بالمهدية، ورأيه الواضح فيها.. أما الشيخ ود دوليب، في منطقة بارا، فقد كان رأيه في أمر المهدية واضحا بدليل هذه القصيدة ويقال أنه دعا الله ألا يلاقي المهدي.. وبعد سقوط الأبيض تحركت جيوش المهدية في طريقها لحصار بارا.. ولكن الشيخ ود دوليب توفي قبل دخول جيش المهدية إلى بارا..
لقد سمعت الأستاذ محمود يقول بأن المهدية ممدودة من الإطلاق.. ربما يعني هذا أنها كانت ضرورية لتطور السودان مدنيا بدخول الحكم الاستعماري المصري البريطاني ودخول التعليم والثقافة الغربية كالتي نهل منها الأستاذ محمود وأبناء جيله، ثم عاشوا حياتهم كلها بعيدا عن سلطان الحكم الديني الذي رأى الناس شكله في المهدية، لدرجة أن أبناء جيلنا يقولون عن الفوضى: ياخي إنت قايل الدنيا مهدية؟؟ أعتقد أن الوقت قد جاء لدراسة أمر المهدية والحكم الديني في السودان، مع ملاحظة أن هذا يختلف عن المسألة الوطنية في التخلص من الاستعمار التركي المصري.. أرجو ألا يفهم من قولي أن الاستعمار البريطاني المصري لم يكن به شر، وإنما أقصد أن فرصة التعليم المدني الغربي هي التي جعلت السودان يختلف عن مكان كالسعودية مثلا، وجعلته يشبه مكانا آخر كالعراق، مثلا..
يبدو أن الصالحين الذين عارضوا المهدية كانوا يعلمون بمقدرتها على التسلط عليهم فقد دعا بعضهم الله أن يقبض روحه الشيخ ود دوليب والشيخ العبيد ود بدر.. والتاريخ يذكر بأن الشيخ العبيد شارك في معارك المهدية، وأبناؤه أيضا شاركوا ولكنه أدرك خطورة المهدية قبل وفاته فقال قولته المشهورة "بركة القيوم ما أصل الخرطوم".. أما الشيخ محمد شريف فقد اضطر للتسليم لأمر المهدية وقد عفا عنه المهدي ما كان من أمر قصيدته، وقد اتضح أنه كان يكتم احتقاره لها ولم يستطع أن يجاهر برايه الحقيقي إلا بعد نهاية المهدية كما روى المؤرخ والموثق نعوم شقير.. يروى أن ظهور المهدية في نهاية أيام السيد اسماعيل الولي، شيخ الطريقة الاسماعيلية في الأبيض.. ويقال أنه في بداية ظهور المهدية سأل السيد المكي والده عن المهدي والمهدية فطفف له والده من أمرها قائلا أن أمرها "هوين".. والسيد اسماعيل الولي على فراش الموت ردد ابنه السيد المكي سؤاله عن أمر المهدية فقال له والده "المهدية طويناها وختيناها ليك تحت فروتك" يبدو أنه بالرغم من صريح التوضيح للسيد المكي الا أنه تبع المهديه وذهب الى أمدرمان حيث سكن في المنطقة المعروفة اليوم بحي السيد المكي، اختصارا "مكي" وكان يحظى باحترام كبير من الخليفة إشارة إلى صلاحه.. يروى أن الخليفة عبد الله أرسل لاستدعاء السيد المكي صبيحة واقعة كرري (وقبل بداية المعركة) وعندما علم أنه أخذ أهله وذهب في طريق رجوعه الى الأبيض علم أن أمر المهدية قد شارف نهايته، وهو أمر كان يشعر به منذ أن تكررت المجاعات والثورات وخاصة موقف الأشراف وغيرهم [آسف للإيجاز هنا].. خلاصة الأمر أن السيد المكي لم يستطع أن يجاهر بمعارضة المهدية، بالرغم من عبارات والده الواضحة، ويبدو أنه قد فهم منها أن أمر المهدية إلى خراب وشيك، فاختار مصانعة المهدي والخليفة كما يحدثنا التاريخ.. ولعل الناس يعرفون أن الشيخ حمد النيل قد تعرض للسجن والجلد إبان المهدية.. كما تعرض للجلد شيخ آخر من منطقة بحر أبيض هو الشيخ برير، أحد شيوخ السمانية..
في الجانب الآخر نجد موقف علماء السلطة الرسميين فهم قد أصدروا الفتاوي ودبجوا الرسائل في تكذيب دعوى محمد أحمد المهدي، واشهرها رسالة الشيخ أحمد الأزهري، وهو جد الزعيم إسماعيل الأزهري، التي أوردها نعوم شقير كاملة.. وفيها الكثير من الأحاديث التي تخبر عن الشبان حدثاء الأسنان الذين يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية....
سأعود لإثبات رسالة الأزهري وغيره من علماء السلطة في المهدية..
ياسر ملحوظة: هناك بوست عن أسرة المهدي وتاريخ المهدية في بوست سودانيز أونلاين وقد شاركت فيه مرتين أو ثلاثة، وسأواصل المشااركة فيه، لتوضيح الفرق بين الفكرة الجمهورية والمهدية.. ثم أوجه الشبه بين نظام حكم الجبهة الحالي الذي تصادف أن يكون في التسعينات من القرن العشرين وحكم المهدية الذي استمر في نفس الحقبة الزمنية قبل قرن تقريبا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة