ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق باب الازمة!!0

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2003, 01:41 PM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق باب الازمة!!0

    كل شخص ما يتمنى من أعماق قلبه أن ينشأ أبنائه يحملون هويته وينتمون قلباً وقالباً إلى مجتمعه الذي انبثق منه مواصلا بالتالي حمل رسالة الإنسان في الأرض نحو صيرورتها الابدية0 ولكن هل تأتي دائماً الرياح بما تشتهي السفن؟ ذلك سؤال ملح ومعقد في نفس الوقت فرض نفسه على الواقع السوداني منذ أن عرف إنسانه طريقه خارج حدود الوطن الجغرافية وما نتج عن هذه الهجرة من اشكالات حقيقية هي قدر كل من يلتحف سماوات الآخرين بكل ما تحمله بين طياتها من ثقافات وعادات وتقاليد مختلفة تشكل على نحو ما قدر الأجيال القادمة من رحم الثقافة الأم لهؤلاء المهجريون0

    من اللافت أن ظاهرة الهجرة تنامت واتسعت وتنوعت أسبابها حتى بات هناك شعب سوداني بكامله خارج حدود الوطن، وكان لابد بالتالي أن يتسع حجم تأثير الظاهرة السلبي ويخلق إشكالا حقيقياً لابد أن يجد من يتصدى له من أهل الاختصاص حتى يمكن احتواء الحالة وتقليل اثارها0

    لقد أفرزت هذه الغربة ما يمكن وصفه بأجيال تنازع الهوية، وهي متفاوتة في حالتها بقدر اتساع وتباين ثقافة المهجر الذي ينتمي إليه الفرد السوداني0 ولكن في المجمل العام هي حالة تنذر بخسران مبين لأجيال قادمة لا تملك من هويتها السودانية سوى أوراقها الثبوتية (وهذه أجيال دول الخليج) أما بقية الأجيال في المهجر الغربي فحتى الأوراق الثبوتية لا تملكها، وكل ما هناك هو الجذور “Background”0

    هذه الأجيال والتي تندرنا بها زمناً طويلاً في محافل الجامعات وبرامج الفكاهة وهم قطاع معتبر فيما اصطلحنا على تسميتهم بـ"الحناكيش" واعتقد أن منبع التسمية كان جمعية "حملنتيش" بجامعة الخرطوم، والتي لم نتح لأنفسنا أن نبحث جديا بالقادر الكافي في أزمتها وما تعانيه من تشظي داخلي ينقص عليها حياتها، أو أن نتقصى معاناة أهاليهم في صراعهم اليومي الدونكيشوتي في غالب الأحوال في محاولة جعلهم سودانيين كما ينبغي أن يكون السوداني000 وهو صراع خارج سياق المكان والزمان، وأدواته غير متكافئة وتميل كفته لصالح الثقافات الأخرى بما تملكه من زخم الحضارة على المستويين المادي أو المعنوي، كما أن الكثير من هذه الأسر السودانية ليست مؤهلة بما فيه الكفاية لغرس وتسويق هويتها أو ثقافتها على هذه الأجيال، ومجمل ما تزرعه فيها مجرد افكار مبهمة و "يوتوبيه" في معظم الأحوال عن الوطن الأم تكاد أن لاتجد لها سنداً على ارض الواقع المزدحم بكل مشاكل الهوية وتعقيداتها، مما خلق كثير من عدم الفهم والصدمات لهذه الأجيال التي لم تجد هذا الوطن المتقن الصنع في لا وعيهم كما كانت تأمل لأنهم بالمقابل تجدهم يحملون تصورا مقاربا لواقعهم المادي المحسوس في دول المهجر إن لم يكن أفضل حسب جودة الرواية من شخص لآخر0 كما أنهم بالمقابل لا يملكون في كثير من الأحيان الإجابة على تسأولات ملحة تطرحها هذه الأجيال في سياق احتكاكها بثقافات بعض أوطان الغربة التي تعلي من النعرات العنصرية مما يخلق حساسيات تصبح بمرور الزمن تربة خصبة للإحساس بالدونية0 ومما يعزز وطأة هذا الإحساس المريض هو حذلقة هذه الأسر في تصورها لمعنى نقاء العرق وفق مفهومها الاستعلائي القائم أيضاً على الفخر القبلي وتفضيل العرق مستبطنين تصورا ساذجاً مؤداه أن ذلك كفيل بخلق التوازن النفسي المطلوب لهذه الاجيال0

    إذا، هل هم ضحية أم ظالمون؟ هذا سؤال يجب أن نتوقف عنده لأننا في أدبياتنا نتعامل معهم باعتبارهم ظالمون ويندرج تجريمنا لهم بأنهم مسخوا سودانيتهم كما نراها نحن مجتمع الداخل، وذلك في عدد من الظواهر السلوكية واللغوية0 ولكن هل هذا الدمغ بالإدانة عادل في مجمله؟ ولماذا نصور الأمر كما لو أن هذه الأجيال ليست سوى عصابة متخصصة في النيل مما هو كل سوداني؟ لماذا لا نعيد الأشياء إلى بداياتها المنطقية حتى نخرج بنتيجة أكثر عدالة لكل الأطراف، وأكثر من ذلك أن نتدارك ذلك النزف المقدر لمستقبلنا0 فمما لا شك فيه أن هذه الأجيال هي أسيرة ثقافة نشأت بين جدرانها فاصطبغت بصبغتها وأثرت فيها بقوة بدءاً من اللغة وانتهاءاً بالسلوك، وبالطبع ليس بالضرورة إن يكون ذلك السلوك سالباً ولكن يكفي فقط انه سلوك غير سوداني حتى ندمغه بالسوء والبهتان، وهنا عين الظلم لأن الإنسان في جزء كبير من حياته لا يشكل قدره وبالتالي لا يكون مسئولاً بما فيه الكفاية عن عدم اكتسابه الهوية السودانية بالمثالية التي ينتظرها منه الآخرون0 فالثابت أن هذه المسئولية هي عبء الأسرة، وهي التي عليها باختيارها الغربة سوى كان اختيار إرادي أو نتاج ظروف قاهرة كما هو حادث اليوم، أن تقاتل في هذا الاتجاه الذي يحفظ لأجيالها القادمة هويتها الام، وهذه مسألة في حد ذاتها نسبية لأنها رهينة بمتغيرات وظروف أقوى في كثير من الأحيان من مقدرات هذه الأسر0 فمثلاً قد تخرج الأسرة أحياناً غاضبة نتيجة ظلم لحق بها وتنوي جاهدة قطع شامة الوطن والانصهار في المجتمع الجديد الذي اختارته عن طواعية وتشكيل نفسها وأجيالها على هذا النمط الجديد، ولكن فجأة يتبدى الحلم سراب حين تذوب حالة الغضب ويحل الواقع بكل جبروته ، ويتكشف للواهم أن الهوية ليست شيء يسهل نزعه أو استبداله0 وإذا صدمة كهذي يتم التراجع والعودة للبحث عن الهوية المفقودة، ولكن تكون النتيجة أن هناك أجيال ضاعت منها هذه الهوية نتيجة لهذا التصرف غير المحسوب من رب الاسرة0

    كما أن هناك ما هو أخطر وهو حالة الإحباط التي تتم لكثير من هذه الأجيال الباحثة عن هويتها في أرض الوطن وذلك حين يستقبلهم المجتمع بالتهكمات والهمهمات منذ لحظة وصولهم، ويصبحون مثار سخرية الآخرون في بيت الأسرة مروراً بالحلة وانتهاءاً بالمدرسة أو الجامعة، مما يدفع بالكثير من هذه الأجيال للعودة مجدداً من حيث أتوا، تاركين أسرهم في مستنقع الحيرة0000 ولقد شاهدت الكثير من هؤلاء في السعودية وكيف فشل أهلهم في إقناعهم مجددا للعود ة إلى الوطن 000 بل أكثر من ذلك تركناهم رهائن للخيار بين أن يفضلوا العيش في بيئة يعرفوها بدلاً عن مجتمع لا يعرفون عنه شيئاً ولم يكن رحيم بهم حين احتاجوا للأمان النفسي فيه0 كما أن هناك البعض ممن فضلوا العودة نزولاً على رغبة أهاليهم أو حرصاً على مستقبلهم الأكاديمي، وهدتهم التجربة المرة إلى عزل أنفسهم والعيش في غربة داخلية بعد أن فشلوا في التآلف مع مجتمعهم الأم0 وبالطبع لا ننفي أن هناك الكثير ممن أتى بكل علله النفسية منفساً عنها في مجتمعه خارقاً بذلك كل القيم والتقاليد المتعارف عليها مضيفين بعداً مأساوي آخر للأزمة0

    أخيراً هناك أجيال المهجر الغربي بثقافته المسوقة جيداً والمبهرة وتفوقها الواضح والذي لا يترك خياراً في غالب الأحوال للأسر المنكوبة حيال هوية أبنائها، لأن الوصول لهذه المهاجر محسوبة بدقه فوائده الآجلة من قبل هذه الدول المانحة، فهي كعادتها في صبرها وحسن تخطيطها ترمي شباكها بعيداً لاصطياد الأجيال القادمة لهذه الأسر لتحصد زرعاً يطول غرسه ويثمر أجيالا تردم الهوة المتزايدة في هذه المجتمعات المتآكلة بفعل تناقص التعداد السكاني0 وهم في سبيل ذلك يبذلون العلم بسخاء ويجعلون من المدرسة مجتمعاً قائماً بذاته أو معملاً يتم فيه تشكيل الأجيال الحديثة على نار هادئة حتى تؤتي أكلها0

    هذا هو واقع أجيال المهجر أو "الحناكيش" بكل زخمه وتعقيداته، والذي يظهر فيه صراع الهوية في اكمل صوره، خالقاً حالة ضبابية حري بالجميع دراستها لأن نارها ستصلي الجميع عاجلاً أم آجلاً، ولأن انعكاساتها ليست قاصرة على اسر بعينها بل هي أزمة مستقبل أمة بكاملها0
                  

العنوان الكاتب Date
ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق باب الازمة!!0 atbarawi02-24-03, 01:41 PM
  تسلم يا عطبراوي كمال الشادي02-24-03, 04:43 PM
  Re: ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق ب maia02-24-03, 07:09 PM
  Re: ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق ب Modic02-25-03, 11:50 AM
  Re: ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق ب atbarawi02-25-03, 12:49 PM
    Re: ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق ب ابو يسرا02-25-03, 11:39 PM
    Re: ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق ب امادو09-05-03, 11:59 PM
  Re: ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق ب atbarawi02-26-03, 03:13 AM
  Re: ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق ب Auditor02-26-03, 03:21 AM
  يا الله يا عطبراوي كمال الشادي02-26-03, 08:20 AM
    Re: يا الله يا عطبراوي ابو يسرا08-25-03, 09:33 PM
  Re: ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق ب Kudouda09-05-03, 11:08 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de