|
حيوا معي هذا الموظف المثال في زمن عزت فيه الامثلة
|
خمسيني نحيل الجسم شائب الراس وقور تحمل عينيه من خلف النظارات بريق ذكاء لا تخطئه العين ......انه المدير الاقليمي للخطوط السودانية في دمشق. منذ استلامه مهامه كانت تعليماته واضحة لا تحجبوا عني اي مراجع لذا قل ان تجده ولو لخمسة دقائق في مكتبه لوحده ,والناس حوله كل يحمل مشكلته واضعها بين يديه وهو لا يمل من الاستماع في زمن كثرت فيه معاناة اهل بلادي ,ذاك تذكرته انتهت تحتاج الى تمديد وذاك عفشه لم يصل الخرطوم بعد ,وهؤلاء لايملكون ثمن التذكرة كاملا للعودة من غربة هدت حيلهم ,والجميع يخرج راضيا فذاك تم تجديد تذكرته وهذا وعد بوصول عفشه ,اما اؤلائك خرجو يحملون تذاكرهم وابتسامة الفرح تعلوا الوجوه بتخفيض حسب الحالة,وفوق كل هذا لم اسمعه يوما يمل او يضجر . خلسة رايته مرات عديدة يدخل يده الى جيبه ليصرف على من تقطعت بهم السبل بعد تاخر الطائرة كالعادة ليوم او يومين . وعندما ياتي الطائر الميمون تجده في الميزان بعد ان سحبت الخطوط مدير المحطة لاسباب غير معروفة فتحمل عبء الميزان فوق اعباءه . سودانيو العراق تم ترحيلهم عبر سوريا .كانت وقفته مشرفة معهم ,يشرف على صعودهم الطائرة فردا فردا بكل ما استطاعوا حمله من غربة السجم الرماد. وبعد كل هذا تجد ابتسامته تقابلك مذكرة اياك بالزمن الجميل ,فلك التحية ايها الموظف المثال محمد فضل المولى عساكر في زمن قلت فيه الامثلة.
|
|
|
|
|
|