احسست بها وهى تحدثنى عن كل هؤلاء بانها تخفى شيئا ما ... شيئا لاتود ذكره او تذكره كأنها تود ان تتحدث عن حلم ما ... عن وجع موغل فى التكرار عن محطة (وسطى) عادت الى ابتدائيتها... تحدثت عن الكثير وحبات العرق على جبينها تتلألأ كما اللؤلؤ فى اصدافه مازالت تعمل وتحزم بكلتا يديها الغارقتين فى ارتعاشات الزمن ... خطوت نحوها وجلست بقربها ونظرت لأبحث فى جبينها عن أمس حافل عن وطن عن تاريخ عن سودان أول ....
Quote: ياوالدتى اين انت الان ...سأتصل بك الان وفورا ... لتسقى لى من حنانك ( قش ايامى الاصفر المالح )...
ترن ترن ترن ....هيا ارفعى الهاتف...
ادعك الان فى حفظ الرحمن لاحادث الوالدة ... طول الله عمرها وعمروالدتك و كل الامهات ورحم الله من فارقننا ...
الغالية ناهد،، عسى كانت الوالدة بكل الخير فأنا على يقين أنها كانت بكل الحفاوة!!! من (شناة) عملي وبؤس مآلاتي لا يساورني أدنى شك في أن مابي من أفضال وخير (وبسطة في المال والجسم) هي إستجابة المولى لدعاء والدتي ووالدي!! = أحد أعز أصدقاء الغربة ذهب لمنزلنا بالأبيض وقابل الحاجة مريم التي هدت حيله بأدعيةٍ وصية ،، قالها لي بصرامة: والله قابلت أحسن إنسان بيدعو لإنسان في هذه الدنيا،، قالها بكل الصدق فلم أكذيه ، فأمي تدعو لنا ولحبات الرمل التي نسير عليها ،،
صديقي سعودي : يأتيني بين فترة وأخرى : كيف الوالد والوالدة؟؟ أقولها طيبين وحالهم زين!! يذرف الدمع ، يبكي كالطفل: ايش فيك يابو علي؟؟؟ يقول : يالك من محظوظ : لا تضيع الفرصة : قبل رأسهما وأرجلهما وحتى نعليهما لا تضيع لحظة واحدة تظهر لهما براً ووداً وجناحا هينا،، ==
الأخت ناهد ،، أنت جنيت على نفسك بهذا الصدق ، فلتتحملي !! أشكرك على قولك ، فأنا تتقاصر قامتي عن ماذكرتي،، =
12-03-2008, 07:20 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
عسى كانت الوالدة بكل الخير فأنا على يقين أنها كانت بكل الحفاوة!!! من (شناة) عملي وبؤس مآلاتي لا يساورني أدنى شك في أن مابي من أفضال وخير (وبسطة في المال والجسم) هي إستجابة المولى لدعاء والدتي ووالدي!!
اخونا عبداللطيف ...سلامات ليك
الحمدلله بخير ...تسلم يااارب ... اضحكك شوية ضربت قلت ليها ياحاجة انتى كيف وعاملة شنو طمنتنى عن اخبارها ...وانها بتدعى لينا انا واخوانى بعد كل صلاة ... ملاحظة( اخوى الاصغر منى محشور وبتدعى ليه طوالى ) قلت ليها ياحاجة ...ماتركزى معانا شوية فى الدعاء ...
بدعاءهم نحيا ونموت ...لاشك فى ذلك.... اهمية دورها فى كل المجتمع لا ينكره الا (عاجز ) فامر دور الام ...تجاوزته المناقشات الى الفكرة المضيئة بواقع نراه الان لاتخطئه العين ومطابقاته العديدة .. لشروط المحنة والحنية والرافة والعطف .... اهتمامها الذائد بمن حولها ونكران ذاتها وتفكيرها المتواصل فى ابناءها وفى رعاية اسرتها فى زمن غابر لاهث الانفاس لهو دور عظيم يااخى الام منذ الازل ...ومازالت عاملة او ربة منزل مطية للهموم الكبرى فهى مطالبة بالتدبير والاقتصاد والادخار فى ظل المتغيرات الاقتصادية القائمة فى اسواق العمل ...ومطالبة بترببية الابناء ومتابعة دروسهم وواجباتهم وفوق ذلك مطالبة بتفهم ضغوط عمل زوجها
لى عودة بحول الله ...
12-03-2008, 01:33 PM
Kamal Karrar
Kamal Karrar
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 3734
تحية لك وأنت تغزلين خيوط هذه الحكاية يبدو أن عدوى الحياكة أنتقلت لك من صديقتك بائعة الطواقي، كلا بل أنت صاحبة قلم شفيف وكم مثلك الآن تستوقفهن بائعات الطواقي، هذه المحبة الدافقة بين أسطرك في مسيرة البحث عن سر أمدرمان وما حل بها !!، هل ما زالت تحتضر؟ أم تراها تحضر نفسهالفرح وشيك؟
التحية لك أيتها الرائعة
12-20-2008, 07:02 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: تحية لك وأنت تغزلين خيوط هذه الحكاية يبدو أن عدوى الحياكة أنتقلت لك من صديقتك بائعة الطواقي، كلا بل أنت صاحبة قلم شفيف وكم مثلك الآن تستوقفهن بائعات الطواقي، هذه المحبة الدافقة بين أسطرك في مسيرة البحث عن سر أمدرمان وما حل بها !!، هل ما زالت تحتضر؟ أم تراها تحضر نفسهالفرح وشيك؟
التحية لك أيتها الرائعة
كل منا تغزل على نول اخر مختلف ...
بائعة الطواقى تلك باغتتنى كما الريح ذات نهار لطيف الجو نوعا ما.... وفقدت بوصلتى تحديد اتجاهاتها جراء الرياح التى تعبث بخصلات مدينة ام درمان المغسولة الدواخل مثل بائعة الطواقى لم ولن يتهجى الزمن بعد حروفهن رغم الزمن المر المهترىء الاطراف ...
لك الشكر اخ الطيب الشيخ وهل انت زميلنا فى الجريدة الطيب الشيخ ؟
12-23-2008, 11:59 AM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: صديقي سعودي : يأتيني بين فترة وأخرى : كيف الوالد والوالدة؟؟ أقولها طيبين وحالهم زين!! يذرف الدمع ، يبكي كالطفل: ايش فيك يابو علي؟؟؟ يقول : يالك من محظوظ : لا تضيع الفرصة : قبل رأسهما وأرجلهما وحتى نعليهما لا تضيع لحظة واحدة تظهر لهما براً ووداً وجناحا هينا،، ==
لا تعليق
12-03-2008, 04:43 PM
منصوري
منصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504
انشغلت عنى ولم ترفع رأسها منهمكة فى فى ترتيب الطواقى وحزم(المفاريك)... كلام زيو وزي( مريود)و( بندر شاه)و( وعرس الزين) وعندي هو أحسن كمان.. فيهو الروح الحديثة والتجديد..والإيحاء. والمواراة..والتجريد البلاغي.. حقو ما يضيع ساكت ينقح ويكتب في كتاب..ليستفيد منو قطاع أكبر من الناس..ممكن يكون إضافة لكتاب القصة القصيرة عندنا في السودان..
12-03-2008, 05:52 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: كلام زيو وزي( مريود)و( بندر شاه)و( وعرس الزين) وعندي هو أحسن كمان.. فيهو الروح الحديثة والتجديد..والإيحاء. والمواراة..والتجريد البلاغي.. حقو ما يضيع ساكت ينقح ويكتب في كتاب..ليستفيد منو قطاع أكبر من الناس..ممكن يكون إضافة لكتاب القصة القصيرة عندنا في السودان..
الاخ منصورى مساك الله بالخير,,, شكرا منصورى ...
هناك من اتصل بى لعمل شىء ما حيال تلك الكتابات ...
كل الخير له ..... وكل الود ...لك
لى عودة لك لاخذك معى ضمن رحلة من رحلاتى لبائعة الطواقى كن قريبا
12-03-2008, 07:28 PM
محمد عكاشة
محمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273
(وددت ان انقل تلك القطعة... بالصفحة الاولى فقط للمواصلة ..... عذرا )
تقدم نحو الخالة رجل يبدو عليه الوقار سلمت عليه الحاجة بيدها المرتعشة
اهلا بيك ياعبده ......
كان عبده موظفا بائسا حسب ماعلمت لايكاد راتبه الشهرى يكفى لبند الطعام مع اسرته الكبيرة لكنه كان احسن حالا من زملائه الكثيرين من عمال ومراسلات...فى المصلحة التى يعمل بها ...
قال لها
ذهبت اليوم للعمل فاستدعانى رئيس المكتب ...الشاب ..وسلمنى رسالة يتصدرها ختم (سرى للغاية).....
قالت له وهى مهمومة: لا اله الا الله محمد رسول الله خير انشاءالله لقيتوا؟
قال لها وهو يغالب نفسه....
ادركت للحظة انها رسالة ....الاحالة للصالح العام حاول بعدها ياحاجة ...رئيس المكتب ان يعتذر لى ويقول (انه والله الموضوع مابيده) وكلمات كثيرة حاول البحث عنها فى قواميس الزمن المهترىء...
قالت له الخالة مشفقة... والحصل ياعبده يااخوى؟
قال... قاطعت الشاب ياحاجة.... وهو يفتش ويبحث عن كلمات للاعتذار وقلت له ...ياابنى انا عارف الموضوع والارزاق بيد الله بس ياابنى اعمل معروف ...
قال لى الشاب .. خير ياعم عبده...
قلت عندى باقى مسواك فى الدرج داك ناولنى ليه ياابنى.....
12-06-2008, 11:30 AM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
Quote: أحد أعز أصدقاء الغربة ذهب لمنزلنا بالأبيض وقابل الحاجة مريم التي هدت حيله بأدعيةٍ وصية ،، قالها لي بصرامة: والله قابلت أحسن إنسان بيدعو لإنسان في هذه الدنيا،، قالها بكل الصدق فلم أكذيه ، فأمي تدعو لنا ولحبات الرمل التي نسير عليها ،،
ياسلاااااااااااااااااام ....
والله تالله ...... لو حميناهم بلساننا مانكفيهم حقهم .... شكرا اخ عبداللطيف وخليك معانا واوع تغير المحطة
12-03-2008, 05:41 PM
الرفاعي عبدالعاطي حجر
الرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684
نعم ايضا اخى كمال يضحك الاسف مقهقها عاليا بل ويستلقى على قفاه ... ويمد (لسانه) لنا ...متمتما بكلمات لاتعرفها الا استقامة الابنوس رويدا رويدا تتبعثر تلك الكلمات التى لاتقرا توقع مناخاتها سوى المدارات الاستوائية.....
اللكلمات مناخات ؟
كن بخير اخى كمال ..... وشكرا على مناخات كلماتك المدارية
12-04-2008, 11:21 AM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
مسكت بين يدى طاقية بيضاء.... باطراف مطرزة وسالت نفسى ترى من سيعتمر هذه الطاقية يوما ما... هل هو من هنا ام من الخرطوم ام لصديق اخر خارج السودان ام لاب يجلس على كرسى امام باب منزله
وفى لحظات (سرحانى ) تلك.... القيت نظرة على (اميرة طواقى عصر غزل نول ايامنا المستحيل) ووجدتها وقد خبأت شيئا فى جيوب زواياجلبابها ...
سألتها عن ماتخفيه ...
اجابت منديل معطر
قلت لمن؟
قالت لعريس سيتوج غدا
قلت فى نفسى انها لم تنسج هذا المنديل من الخيوط وانما من نول ايامها من نول تاريخها .. من نول عذاباتها ...من نول همها وحلمها منديل كهذا اقتصته ذات نداء من لجة صدر الاقمار المضيئة وسوانح الكلام المقبلة ...
سألتها بالله ان ترينى اياه ؟
قالت لى مداعبة ...
لا.... بل ...سألوح لك به ثلاثا...
ومن لحظتها اصبحت عندى المناديل مفردة صعبة التهجى فى قواميس الوداع ...
12-04-2008, 11:32 AM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
عن ميدان البوستة حكت لى وهى مستغرقة فى قراءة وجهى وتوقع واستبطان مايدور فى ذهنى حينما رأت نظرتى المثبته على جبينها بطريقة ميكانيكية ... فجأة ...قالت لى انظرى يابابنتى لهذا الشخص (وكان ملتصقا باحد الفاترينات ) ده بالتأكيد وعد زوجته بشىء ما ....ولم يتمكن من الوفاء بعهده فهو فى وقفته الدائرية تلك وحركة يديه الارادية وتجهمه ينبىء عن قلق حقيقى لا ينتج الا عن ( قصر ذات اليد..)
Quote: ذهبت اليوم للعمل فاستدعانى رئيس المكتب الشاب وسلمنى رسالة يتصدرها ختم (سرى للغاية).....
قالت له وهى مهمومة: لا اله الا الله محمد رسول الله خير انشاءالله لقيتوا؟
قال لها وهو يغالب نفسه....
ادركت للحظة انها رسالة ....الاحالة للصالح العام حاول بعدها رئيس المكتب ان يعتذر لى (وانه والله الموضوع مابيده) وكلمات كثيرة حاول البحث عنها فى قواميس الزمن المهترىء...
والله يا ناهد هذا ما حدث لي بالضبط في صباح السادس والعشرين من سبتمبر العام 1981 م وانا بعد
خريج جديد حين ناداني المدير وعينه تدمع وسلمني خطاب الاحالة للصالح العام زمن سيء الذكر نميري.
واصلي سيل ابداعك ليجرف عثرات تداخلاتنا.
12-06-2008, 11:51 AM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
والكورنر دا رفعناه عشان بت بشير الطيب البحراويه مايكون بيتا الجميل دا في الدرجه الثانيه فناس بحرى زى ناس الامارات يعشقون دائماً الرقم (1) ولابد أن يكون هذا الإبداع علي صدر الصفحه رقم(1).. أخوك/ ابو محمد فؤاد..
12-06-2008, 11:33 PM
Kamal Karrar
Kamal Karrar
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 3734
Quote: ودي تثبيتة صدر لكرونر عبد الكريم... ومعاها تضقيلة كمان لغاية ما يظهر رأس الحربة الخطير
وعشان الليله الوقفه والدنيا زحمه ,, وكل الناس بتتذكر فجأةً انو العيد بكره ,, وخوفاً من هذه الزحمه علي موقع جلوس خالتنا فلقد قررت بائعة الطواقي أن تفتتح فروعاً لها ببحرى والخرطوم لتخفيف الزحام وللتخفيف علي المُشترين من عنة المواصلات..
Quote: الاخت ناهد وعدتي بالتحدث عن المُترار عل الكثيرون لا يدرون عنه كثير شيئ....
ابن خالي والله خايف بعد المُترار ,, تطلب منها تحدثنا عن القرقور..
** حتي عودة بت بشير الطيب ست البيت :- المُترار لاعلاقة له بالبلاى إستشين أو إى من الالعاب الالكترونيه ,, ولايعتبر سلاحاً ,, وهو ليس بأكله سودانيه او إسم مدينه وهذا لمعلومية الجيل الجديد..
12-07-2008, 12:49 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: حتي عودة بت بشير الطيب ست البيت :- المُترار لاعلاقة له بالبلاى إستشين أو إى من الالعاب الالكترونيه ,, ولايعتبر سلاحاً ,, وهو ليس بأكله سودانيه او إسم مدينه وهذا لمعلومية الجيل الجديد..
عبدالكريم
غايتو بالغت ...
طارق
المترار ده اداة بيفتل بيها الخيط ....
12-07-2008, 01:02 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: وعشان الليله الوقفه والدنيا زحمه ,, وكل الناس بتتذكر فجأةً انو العيد بكره ,, وخوفاً من هذه الزحمه علي موقع جلوس خالتنا فلقد قررت بائعة الطواقي أن تفتتح فروعاً لها ببحرى والخرطوم لتخفيف الزحام وللتخفيف علي المُشترين من عنة المواصلات..
مباااالغة ياعبدالكريم ...يعنى البوست الليلة صلاحيتو بتنتهى ... واوع يكون ينتهى العزاء بانتهاء مراسم الضبح .... حقو الواحد يخليه فوق ...عشان شراء الطاقية والمركوب...والله فكرة الف
ولى بائعة الطواقى فى هذا اليوم الف تحية...... وانت ليك كل الود .... وكل الطواقى ..السادة منها والمزركشة
واللهم ابعدنا من لبس طاقية دا فوق ده ووسعها على عبيدك يااارب...
12-07-2008, 06:11 PM
عبدالكريم أحمد الامين
عبدالكريم أحمد الامين
تاريخ التسجيل: 08-04-2008
مجموع المشاركات: 6343
وبائعات الآبري ابيضه واحمره . كلهم امهاتنا وفي هذه الايام المباركات نحييهم ونعيد عليهم وهم
يواجهون شظفي العيش وناس الحكومه والبلديه.....!!!!
وانت طيب ياطارق والله ماقصرت ابدا ...ماخليت فيهم واحدة ...الله يديك قدر نيتك.. وطبعا ديل كلهم بنزورهم كل سنة للشراء منهم ...والونسة معاهم وهم تحت وهج الشمس ...الله يكون فى عونهم وعون خلقه ياارب....
Quote: كان ومازال حلمى هو الاستقرار بالوطن ... الوصول الى بواباته حلمى كحلم المحطات الناهبة فى انتظار قطاراتها...
ذات صباح ممطر توجهت ناحية مدينة امدرمان التى كانت تغسل شعرها وشعورها فى ذلك اليوم المضمخ بعبير وردة الاشواق ... توجهت الى امدرمان لان بها خيط ابحث عن غازله ... عن نول التواريخ المستدامة عن التقاء الجمرة بالصندل قبل ان اعود الى بحرى التى لم الحظ وقتها ان المياه تمر تحت كبرى شمبات ..
وصلت ام درمان حيث مرقد الدهشة داخلها ... تتلقاتى جزلة وهى راكضة ( كما عادتها )تذرع فى مخيلتنا ذلك الود الفياض وذلك الالق الشفيف..وصلت الى عين المسالمة (ولى فى المسالمة غزال) وفى مخيلتى اديبنا الراحل على المك ذلك الموغل فى تكوينات معشوقته الداخلية ام درمان والخليل وابو داؤود والمريخ ..والهلال ...وفرق الجاز .. اعجبنى ذلك النشوء الهارلمى المتوافق مع قارتنا السمراء وشققت الطريق الشاقيه الترام وقدلة يامولاى حافى حالق ...(كما قدلة الخليل)
وصلت سوق الملجة ...ترنحت قليلا وانا انظر للتاريخ للوطن عبر مسار ناسه واحاديثهم...هل ياترى كما كان فى السابق ؟ توقفت امام بائعة الطواقى و( حزم المفاريك) امامها... لمحتها تغزل (طواقى) بااصابع خبيرة زادها كبر العمر ارتعاشات ربما هى احاديث لاتقال .....
وفجأة خلعت من جيدها سيور انتهت الى (مفحضة) بالية رمتها باهمال تحت قدميها قمت بتنبيهها (ياحاجة المحفظة وقعت منك لميها) قالت دون اكتراث خليها فى ستين داهية ...مابقت حاجة يحفظوها فيها زاتا يابتى مابقت اسمها المحفظة سميناها (المودرة) (المضيعة)(المافى) ياحليل زمنك يا........ ولم تكمل ولم تذكر من هو المنادى ...
ولكنها حدثتنى عن السوق زمان وعن البوسته والاذاعة وسينما (برمبل) وميدان الكورة وعن خريجى جامعة قهوة يوسف الفكى التى كانت تجمع كل مثقفى وفنانى ورياضى العاصمة..
احسست بها وهى تحدثنى عن كل هؤلاء بانها تخفى شيئا ما ... شيئا لاتود ذكره او تذكره كأنها تود ان تتحدث عن حلم ما ... عن وجع موغل فى التكرار عن محطة (وسطى) عادت الى ابتدائيتها... تحدثت عن الكثير وحبات العرق على جبينها تتلألأ كما اللؤلؤ فى اصدافه مازالت تعمل وتحزم بكلتا يديها الغارقتين فى ارتعاشات الزمن ... خطوت نحوها وجلست بقربها ونظرت لأبحث فى جبينها عن أمس حافل عن وطن عن تاريخ عن سودان أول .... سألتها ان كانت تود ان تقول شيئا.. انشغلت عنى ولم ترفع رأسها منهمكة فى فى ترتيب الطواقى وحزم(المفاريك
تسلمى يا استاذة ناهد على هذا الابداع ,, دا مش إبداع وبس,, دا إرهاب لغوى عديل كدة , دا إرعاب وتهديد لعروش عتيدة راسخة فى المجال الادبى..كلام منسوج ومغزول بحرفية عالية.. كلام ( فريش ) المهم مواصلين معاك مابين الدهشة والانشداهة ..
تسلمى
12-15-2008, 02:44 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
الاخت العزيزة/ ناهد بشيرالطيب كل عام سنة انتي والاسرة بالف خير
Quote: كان ومازال حلمى هو الاستقرار بالوطن ... الوصول الى بواباته حلمى كحلم المحطات الناهبة فى انتظار قطاراتها...
ذات صباح ممطر توجهت ناحية مدينة امدرمان التى كانت تغسل شعرها وشعورها فى ذلك اليوم المضمخ بعبير وردة الاشواق ... توجهت الى امدرمان لان بها خيط ابحث عن غازله ... عن نول التواريخ المستدامة عن التقاء الجمرة بالصندل قبل ان اعود الى بحرى التى لم الحظ وقتها ان المياه تمر تحت كبرى شمبات
شكرا لهذا الينبوع الابداعي المتدفق في سهول ووديان الاحساسيس الانسانية الظمأ لفيض الفكرة وغرس الحب الوطني في فيافي القلوب .
لك التحبة ناهد كم كنت اتمني ان تواصلي كتابات عمودك بصفحة هتاف المهجر بجربدة الخرطوم لاثراء الصفحة بما يفيد بالرغم من توقفي من الكتابة بها لاسباب لم يحن ذكرها بعد اتمني ان تواصلي الكتابة وهذا رجاء
12-13-2008, 11:15 AM
Abuelgassim Gor
Abuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630
Quote: الطاقيه الثانيه دى كانت واقعه في بعد كبرى شمبات جنب المظلات وإنتي لافه علي الهجره وكلية الزراعه وعليها إسمك ,, حُراس ست الهوى والطراوه جابهو راجعه لمكانا الطبيعي...
بس دى الكانت رايحة منى زااااااااااتا ...علا فى تانى واحدة فى شارع المعونة جنب سلوى بوتيك ..ولسلوى بوتيك قصة بحكيها ليك بى غادى فى الطراوة ارح على ناس كمال وطارق ...
12-15-2008, 02:29 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: لك التحبة ناهد كم كنت اتمني ان تواصلي كتابات عمودك بصفحة هتاف المهجر بجربدة الخرطوم لاثراء الصفحة بما يفيد بالرغم من توقفي من الكتابة بها لاسباب لم يحن ذكرها بعد اتمني ان تواصلي الكتابة وهذا رجاء
شكرا استاذ يوسف
والله الكتابة فى فى هتاف المهجر مازال بابها مفتوحا ومازال احبائنا ينادون لرجوع الكل للكتابة ...ليهم التحية ولجريدة الخرطوم كل التحايا .. لنا عودة للكتابة فى الصفحة قريبا ونتمنى وجودك والاخ المحامى الواثق عبدالرحمن والاستاذ ياسر ومحمود ..وكل المشاركين ..اللى كانوا بيكتبوا فيها فهى الوطن للكل ...
شكرا على السؤال ولكن انتظرنى فى كتابات اخرى عبر كوة اخرى ...لك خالص الود
12-16-2008, 06:10 PM
عبدالكريم أحمد الامين
عبدالكريم أحمد الامين
تاريخ التسجيل: 08-04-2008
مجموع المشاركات: 6343
Quote: بس دى الكانت رايحة منى زااااااااااتا ...علا فى تانى واحدة فى شارع المعونة جنب سلوى بوتيك ..
يابت بشير الطيب إنتي البيركبك البكاسي دى شنو وكمان ورا ,,, مع هوا كبرى شمبات وطراوة شمبات الزراعه طواقيك دى والله جننت الحُراس المعيننهم لست الهوى والطراوه ,, شئ لقوهو في الكبرى وشئ في لفة سلاح المظلات ,, اها ودى طاقيه وفيها قنبور لقيهو جنب عمارة محمد محمدين (سلوى بوتيك) جابوها في مركز الامن بتاع بحرى ست الهوى والطراوه ومن بلاغك السابق واوصاف الطاقيه عرفناها حقتك ورجعناها ليك في قسم الامانات ص.(1).
12-19-2008, 06:52 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
الزولة ناهد بت الطيب - او كما تفعله كتاباتك الانيقة في استنطاق هذا الجانب من الحياة الانسانية -- بائعة الطواقي والحكمة التي نستشفها من خيوط ارتبطت بيومياتنا التي نمر عليها مرور كرام ,, السوق - وهو المسرح الذي انطلقت منه تلك الاحداث عالية الحميمية في سجال إناث ينتمون الى جيلين مختلفين وتسرى فيهم ذات الروح وهي روح الكفاح والطفو على المآسي .. لم تكن بائعة الطواقي او الكاتبة إلا شخصيات تحيط بهم غربة ما فغربة الجغرافية جعلت الكاتبة ناهد اكثر احساسا بتراجيديا السوق والبون الشاع ما بين ما نحن فيه من قيود ورغبتنا الدائمة في امتلاك اجنحة تمكننا من تحسس احلامنا ومعايشتها .. الحاجة بائعة الطواقي كانت تستمتع كامل المتعة بحالة الحرمان الدائمة وتكمن متعتها في ان القليل كان سيسعدها جدا - فعطر الفلير دامور القادم كان كفيل بانغماسها بابتسامة دائمة تنقل هالات الأمان والاطمئنان الى كافة الذين الفتهم في السوق - من بائعي مساويك , وكماسرة , وستات شاي على ذات المحيط.. تكمن متعة ناهد واحتفائها بماكتبت انها استطاعت الإحساس برائحة التجربة الفذة للباقين على قيد العزاب داخل الوطن واحساسها بان هناك من هو اشجع منها في قائمة النساء وسيكون لها فضل عرض هذه التجربة لحياة ايجابية بطلتها انثى تفقد رفيق عمرها وتواصل احترامها له في تبنى اطفال قدمو للحياة في لحظة انس وحميمية .
شكرا للكاتبة ناهد بشير وامل ان تتوغلي اكثر في هذا السوق فهو ثقافة قائمة بذاتها ومعين لا ينضب
Quote: لنا عودة للكتابة فى الصفحة قريبا ونتمنى وجودك والاخ المحامى الواثق عبدالرحمن والاستاذ ياسر ومحمود ..وكل المشاركين ..اللى كانوا بيكتبوا فيها فهى الوطن للكل ...
بالفعل اختنا ناهد افتقدنا الكثيرين من كتاب الخرطوم خاصة لما اذكر ايام المرحوم خالد الكد ود. عبد الله علي ابراهيم والدكتور حيدر ابراهيم- استاذنا
في بحري الحكوميه- واتمني رجوعكم للكتابة فيها لانها صارت مثل الافيون الواحد يشتريها وبس.
المحامي الواثق من اكثر كتاب الخرطوم احب ان اقرأ لهم- قالت لي بت هاشم السعيد من قبل ان كتاباته تذكرني كتاباتكم في بحري طراوه لبساطة اللغة
كانه يقرأ لكم- هو والاخ ياسر عبد الفتاح واستراحات الممثل محمد شريف علي وصديقي الفاتح .
لكنها في الآونة الاخثره امتلات بكتابات خطرفيه امثال حماميزو وغيره.
12-23-2008, 12:37 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: بالفعل اختنا ناهد افتقدنا الكثيرين من كتاب الخرطوم خاصة لما اذكر ايام المرحوم خالد الكد ود. عبد الله علي ابراهيم والدكتور حيدر ابراهيم- استاذنا
والله كانت ايام ...وجريدة الخرطوم التى بدأت الكتابة فيها منذ العدد السادس لها حينما كانت تطبع وتصدر من القاهرة وكنا نذوق العذاب فى كيقية ارسال الصفحة او العمود الاسبوعى .......من السيدات افتقد الاستاذة خلود كبيدة والاستاذة سلمى الشيخ سلامة ورحم الله الاستاذ خالد الكد الذى نعيناه بالدم وافتقد ايضا كتابات د ابراهيم القرشى وكتابات دكتور عارف عفان وتداعيات يحى فضل الله ود بشرى الفاضل ودكتور حيدر ابراهيم وايضا الرائع جدا د عبدالله على ابراهيم ...وصاحب وطن للابتسامة الاستاذ محمد عبدالله الريح والشاعر الرقيق العم شمس الدين حسن الخليفة ودهب احمد خيرى وصلاح ابراهيم ومحمد ابراهيم قرض وصديق الموج زميلا المنبر ولكن تفرق الكل وكان يد مارد عملاق اخذتهم ورمتهم بعيدا فى كل بلد لؤلؤة .....اتمنى ان تعود جريدة الخرطوم كما كانت ...ان تعود حية دفيقة كدفقة نيلنا .....
Quote:
واتمني رجوعكم للكتابة فيها لانها صارت مثل الافيون الواحد يشتريها وبس.
حتما سنعود فنحن لوطن مازالت شموسه متقدة ...فهى الام بالنسبة لى شخصيا فيها عرفت حروفى بدايات الكلمة ...
Quote: المحامي الواثق من اكثر كتاب الخرطوم الذى احب ان اقرأ لهم- قالت لي بت هاشم السعيد من قبل ان كتاباته تذكرني كتاباتكم في بحري طراوه لبساطة اللغة
كانه يقرأ لكم- هو والاخ ياسر عبد الفتاح واستراحات الممثل محمد شريف علي وصديقي الفاتح .
الاستاذ المحامى الواثق له كتابات مميزة ممتعه أهنا كثيرا بالقراءة له وكنا زملاء داخل صفحة واحدة وكنا كثيرا مانتجاذب امر الصفحة ونناضل من اجل أن لاتتوقف .. ولكن للاسف توقفت الصفحة لذا نجد كتابات الاستاذ الواثق هنا وهناك احيانا.......... اتمنى له التوفيق والمواصلة اما الاخ الاستاذ صاحب الشقشقة ياسر عبدالفتاح فهو اخ للكل وتعجبنى وخزات ابره وزاملته على مدى كل تلك السنين له كل التوفيق
ولك اخونا طارق ميرغنى كل الود والشكر وانت تسأل من الجميع
12-28-2008, 05:54 AM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: ياأخت ناهد تعرفي كتاباتك دي أرهقتني بالمتابعة
اخونا ابن بحرى العملاقة شمس الدين
هى تداعيات خفت ان تتآكل بفعل الزمن اردت لها ان تمارس وجودها الموغل الاختباء فى العلن ..... هى بورتريه الحياة زينت بها جدار ايامى بعثها لكم ولا ادرى كم وصلكم منها
12-25-2008, 09:03 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: الزولة ناهد بت الطيب - او كما تفعله كتاباتك الانيقة في استنطاق هذا الجانب من الحياة الانسانية -- بائعة الطواقي والحكمة التي نستشفها من خيوط ارتبطت بيومياتنا التي نمر عليها مرور كرام ,, السوق - وهو المسرح الذي انطلقت منه تلك الاحداث عالية الحميمية في سجال إناث ينتمون الى جيلين مختلفين وتسرى فيهم ذات الروح وهي روح الكفاح والطفو على المآسي .. لم تكن بائعة الطواقي او الكاتبة إلا شخصيات تحيط بهم غربة ما فغربة الجغرافية جعلت الكاتبة ناهد اكثر احساسا بتراجيديا السوق والبون الشاع ما بين ما نحن فيه من قيود ورغبتنا الدائمة في امتلاك اجنحة تمكننا من تحسس احلامنا ومعايشتها .. الحاجة بائعة الطواقي كانت تستمتع كامل المتعة بحالة الحرمان الدائمة وتكمن متعتها في ان القليل كان سيسعدها جدا - فعطر الفلير دامور القادم كان كفيل بانغماسها بابتسامة دائمة تنقل هالات الأمان والاطمئنان الى كافة الذين الفتهم في السوق - من بائعي مساويك , وكماسرة , وستات شاي على ذات المحيط.. تكمن متعة ناهد واحتفائها بماكتبت انها استطاعت الإحساس برائحة التجربة الفذة للباقين على قيد العزاب داخل الوطن واحساسها بان هناك من هو اشجع منها في قائمة النساء وسيكون لها فضل عرض هذه التجربة لحياة ايجابية بطلتها انثى تفقد رفيق عمرها وتواصل احترامها له في تبنى اطفال قدمو للحياة في لحظة انس وحميمية .
شكرا للكاتبة ناهد بشير وامل ان تتوغلي اكثر في هذا السوق فهو ثقافة قائمة بذاتها ومعين لا ينضب
لك خالص الشكر الاستاذ الناقد الاديب الاريب مجاهد عيسى
شكرا ليك كتير ولى عودة غدا باذن الله للتعقيب على كتابتك التى اتحفتنى بها وهذا من حسن ظنك بى ولى عودة بحول الله
12-28-2008, 06:08 AM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
رن هاتفها الجوال لم تعره انتباها ... سألتها ان ترفعه .. انتبهت بسرعة واخرجته من تحت فرشتها تحدثت فرحة... وعادت لتقول لى هذه اختى من مكة اخبرتنى انها عمرت ... واشترت لى عطر الفلير دامور وتوب ...وشك حلو على يابتى
قلت لها ولو اعطيتك مثلهم الان من هذا السوق وتعطينى انت .....طاقية واحدة... ويوم اخر ...وجواز سفر الى اقطارك مارأيك ؟
قالت لا اريد شيئا ... احملى فقط حقيبتك وسأدخلك كل نواحى امدرمان
قلت لها مداعبة هيا اذن ادخلينى كل الاقطار... ( ماعدا الجحيم) ضحكت بعينان مغرورقتان فى الدموع وقالت لاتنسى شهادة تطعيم حديثة قلت وهل استخرجها بوجهى الكالح هذا .. قالت شهادة تطعيم وليست صورة فوتغرافية ضحكت ...وضحكنا ...
تناولت بعدها بطاقة هويتها وصعدت بى الامآل دون ان انتبه الى ( ربط الحزام )....
01-23-2009, 11:55 AM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: الزولة ناهد بت الطيب - او كما تفعله كتاباتك الانيقة في استنطاق هذا الجانب من الحياة الانسانية -- بائعة الطواقي والحكمة التي نستشفها من خيوط ارتبطت بيومياتنا التي نمر عليها مرور كرام ,,
حقيقة اعجبتنى كلماتك الجميلة فى حقى ...وانت الناقد والشاهد على هذه القصة هى اخى مجاهد ذهاب الى سدرة التاريخ .....يقولون ان الشعر فقر والفقر اشراق والاشراق معرفة لاتدرك الا بين النطح والسيف... وفى ملجة امدرمان حقييقة كانت حقيقة تاريخى نخلة تتلا لأ بين الشمس والقمر ...هى قصة كما تعرف اتت هكذا... لا ادرى اين وكيف ومتى ولماذا كل الذى ادركه انى لم استطع الهروب والمرواغة حينها وكان ماكان اخى مجاهد
Quote: السوق - وهو المسرح الذي انطلقت منه تلك الاحداث عالية الحميمية في سجال إناث ينتمون الى جيلين مختلفين وتسرى فيهم ذات الروح وهي روح الكفاح والطفو على المآسي .. لم تكن بائعة الطواقي او الكاتبة إلا شخصيات تحيط بهم غربة ما فغربة الجغرافية جعلت الكاتبة ناهد اكثر احساسا بتراجيديا السوق والبون الشاع ما بين ما نحن فيه من قيود ورغبتنا الدائمة في امتلاك اجنحة تمكننا من تحسس احلامنا ومعايشتها ..
يقول الشاعر محمد عبدالحى عند فجر الاغنية تسطع الشمس وفى مغربها يمتلىء بالنجم ليل القافية لا ادرى ماذا اقول غير اننى قد اكون رايت الحلم فى الصحو والصحو فى حلم الذاكرة
Quote: تكمن متعة ناهد واحتفائها بماكتبت انها استطاعت الإحساس برائحة التجربة الفذة للباقين على قيد العزاب داخل الوطن واحساسها بان هناك من هو اشجع منها في قائمة النساء وسيكون لها فضل عرض هذه التجربة لحياة ايجابية بطلتها انثى تفقد رفيق عمرها وتواصل احترامها له في تبنى اطفال قدمو للحياة في لحظة انس وحميمية .
هل هى رؤيا وكلمات متناسلة فى اغوار النفس ام ورقاوان تغنيان قبل بداية الزمان ...بعد نهاية الزمان
يااخى و مازالت رحلة استفهامى لم تنتهى بعد فكن بالف خير
12-28-2008, 06:38 AM
خضر حسين خليل
خضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087
ماذا لو كان بإمكاننا تصفح الذاكرة شأنه في ذلك شأن أي كتاب مدرسي أو صحيفة إجتماعية !!
(2)
لو أن ثقب الأوزون إنفتح كما جرح بلادنا لكنا الآن في عليين آمنين مطمئنين لكنا الان !!! ولكنا.........
(3)
الكرة الأرضية : جاء في الأسطورة ما يلي أدناه !!! ساعة (طلق) البشرية و(حجيز) الناس للأماكن سارع السودانيين والسودانيات ليجلسو في تلك البقعة النائية من كوكب الأرض دون أدني شعور بفداحة طقس الإستواء بل تغنو للإستواء !!! يا أيها الناس
إستقيموا يرحمكم الله !!!
(4)
الحب هو الذي حدث بيننا والأدب هو كل ما لم يحدث بيننا (أحلام مستغانمي)
Quote: ماذا لو كان بإمكاننا تصفح الذاكرة شأنه في ذلك شأن أي كتاب مدرسي أو صحيفة إجتماعية !!
وهل هناك متسع فى الذاكرة ؟
Quote:
لو أن ثقب الأوزون إنفتح كما جرح بلادنا لكنا الآن في عليين آمنين مطمئنين لكنا الان !!! ولكنا.........
ولنحمل قناعاتنا الاولى على اجنحة تصطحب خفقاتها ابجدية الوصول
Quote:
الكرة الأرضية : جاء في الأسطورة ما يلي أدناه !!! ساعة (طلق) البشرية و(حجيز) الناس للأماكن سارع السودانيين والسودانيات ليجلسو في تلك البقعة النائية من كوكب الأرض دون أدني شعور بفداحة طقس الإستواء بل تغنو للإستواء !!! يا أيها الناس
ابداع الكلمة اجده مرسوما فى اسطرك اخى خضر ...
هل يعتبر ذلك الجلوس رغبة الاختباء فى العلن هل؟ ام فقط احتماء من وقع خطى الطقس الاستوائى بظلاله السائلة فى نهر المصابيح
كن بخير واركض معى فى مساحات تلك البائعة الافقية الحضور .... و
يدخلها الإنسان عن طريق القنطرة الجديدة، المقامة على النيل الأبيض، بعد أن ينهب الترام سهول الخرطوم الخضراء الواسعة، فيلقي نظرة على ملتقى النيلين في شبه حلم، ويعجب لهذا الالتقاء الهادي الطبيعي، وذلك التصافح العجيب من غير إثارة ضجة ولا صوت، فكأنما النيلان افترقا في البدء على علم منهما، وهنا يلتقيان كما يتلاقى الحبيبان ويندمجان نيلاً واحداً،، فما ندري أنهما كانا نيلين من قبل ولا ترى في موضع الالتقاء ما يشير إلى شئ من المزاحمة أو عدم الاستقرار مما يلاحظ عادة في إلتقاء ما بين جهتنين مختلفتين، وإنما هناك عناق هادئ لين، وإنبساط ساكن حزين، فإذا فرغ المشاهد من هذا المنظر الذي لابد أنه آخذ بنظره، مرغمه على التأمل، انتقل إلى الضفة الأخرى من النيل الأبيض فرأى البيوت الصغيرة مثبته على الصحراء، ورأى السراب يلمع ويتماوج بعيداً، ورأى بعض العربان وراء جمالهم المحملة حطباً تمشئ في ائتاد وفتور، ومن ورائها سراب ومن أمامها سراب، فكأنما هي تخوض في ماء شفاف، ورأى شماله بعض ثكنات الجنود السودانيين، مثبتة هي الأخرى في أماكن متقاربة، ثم سمع صوت (البوري)، يرن حزيناً، شجياً، وسط ذلك السكون الصامت وفي أجواز ذلك الفضاء اللامع وتلك الشمس المحرقة، فيحس بشئ من الحنين البعيد والحزن الفاتر المنبسط ويعجب لذلك المكان ما شأنه وشأن الترام الكهربائي والقنطرة والاتومبيل الذي يخطف كبالبرق بين كل آونة وأخرى في ذلك الفضاء السحيق (.....) وإذا سار به الترام قليلا في إتجا النيل رآ أو المدينة المعروف (بالموردة)، ورأى السفن البخارية الآتية من أعالى النيل واقفة على الشاطئ محملة ببضائع تلك الأماكن الجنوبية كما رأي بائعي الذرة أمام حبوبهم المرصوصة في شكل أهرامات صغيرة وهم يبيعون للمشترين وينطقون العدد في نغمة إيقاعية موسيقية فيها شئ من الملال والترديد الحزين، وفي مثل ذلك المكان كانت تباع الجوارى ويباع العبيد في أسواق علنية مفتوحة في عهود مضت، وكان البائعون يتفننون في عرض تلك الجواري بما يبلسونهن من الحلى والزينات.
فإذا سار الترام قليلاً وجد المشاهد نفسه أمام "قبة المهدي" ورأى تلك القبة مهدمة مهدودة كما رأى الجاع الواسع الكبير الذي بناه الخليفة عبد الله لكي يصلى فيه المصلون أيام الجمع والأعياد فوقف هنيهة يذكر عهداً مضى بخيره وشره، وخالجة شئ من إحساس (الزمان) الذي لا يبقي على شئ إلا مسخه، وتركه باهتاً شائخاً بعد أن كان كله رونق وشباب.. وهنا يذكر الإنسان قصة ويذكر تاريخاً ويذكر حروباً أقامت عهد المهدية وتخللته وقضت عليه أخيراً....
وربما يرى في الشارع القائم بين ذلك الجامع وبين طريق الترام صبياً واضعاً رجل على رجل في حماره القصير وهو يمشي في طريق معاكس للترام ساهم النظر، مفتوح الفم، ينظر إلى بعيد من الآفاق ويغمغم بنغمة حزينة ملؤها الشجو والفتور ناسياً نفسه ناظراً في حوله نظرة الحالم الناسي.
ذلك مشهد لن تخطئة قط في شوارع أم درمان، حركة خفيفة ساهية، وغناء كئيب حزين، كأنما يستعيد قصة مضت، ويحكي رواية مجد وبطولة عفى عليها الزمان، ودالت عليها الحوادث كما تدول على كل عزيز على النفس حبيب إلى الفؤاد ولم تبق على شئ سوى الغناء والسهوم الكئيب.
وفي ذلك المنظر يتجسم تاريخ أمة، ونفسية شعب، رمت به الطبيعة وسط ذلك الجو المحرق، وتركت له صفات الصدق والبساطة في عالم لا بساطة فيه ولا صدق، هو شعب من بقية أمم مجيدة طيبة الأرومة، إضطره الكسب والمعاش أن يهاجر إلى تلك البلاد ذات السهول الواسعة والصحراء المحرقة، فكان تاريخه مأساة تتبع مأساة، وماضية كله الجرم والإثم، وهؤلاء المهاجرون من أذاقوا السكان الأصليين الألم وساموهم الخسف والعذاب، كرت عليهم النوبة من أمم أخرى فكان نصيبهم التعب والخوف، وإذا كل السكان سواسية أمام عوامل الجو ودواعي الملل والسأم، ومغريات الشعر والذكر وويلات الفقر، وإذا بكل تلك العوامل المختلفة تترك طابعاً خاصة في نفوسهم وسمات خلقهم، وسحنات وجوههم لا يخطئها الناظر العارف، ولا تقل الدلالة والشاعرية والحزن الكظيم على تلك الخصائص التي يراها الإنسان على وجه الرجل الروسى الحزين.
وأبلغ ما يدل على تلك النفسية وذلك الخلق الأغاني الشعبية التي يرددها الكل، من أكبر كبير إلى الأطفال في الطرقات والشوارع، بل أنني لا أعرف شعباً فتن بأغانيه وأعجب بها فتنة السوداني وإعجابه بها، فأنت تجد الموظف في مكتبه ، والتاجر في حانوته، والطالب في مدرسته والشحاذ والحمار والعامل والمزارع والطفل الذي لم يتجاوز الثالثة ومن إليهم كلهم يغنونها، ويرددونها في كل ساعة وكل مكان، ويأخذون من نغمها وإيقاعها معينا لهم يعينهم على العمل ويلهب إحساسهم بدواعي النشاط والتيقظ الشاعر، بل بلغ إفتتانهم بها أن الرجل ربما يشتري "الاسطوانة"، الغنائية بعشرين قرشا وهو لا يملك قوت يومه، وقل أن يمر الإنسان بأي شارع من شوارع ام درمان ألا ويعثر على إنسان أو جماعة تدمدم بتلك الأغاني في شبه غيبوبة حالمة، وصوت باك حزين..
والأغاني لا يمكن أن تذيع في أمة مثل هذا الذيوع وتحظى بمثل هذا الإنتشار إذا هي لم تعبر عن نفسية الأمة أتم تعبير...
وأغرب من ذلك وأدعى للدهشة أنهم يرقصون على تلك الأغاني الحزينة الكئيبة ولا يرون فيها حزنا، ولا كآبة، لاعتيادهم سماعها وإرتباطها الوثيق بحياتهم، فإذا غنى المغني قائلا (يا حبيبي خائف تجفاني)، وكان هذا المقطع الأخير الذي يرددونه مثل الكورس، المسرحي وغناها المغني بصوت عالي وترديد شجي ناعم، طرب الكل، واشتد الرقص، واشتعل النظارة حماساً، ونسى كل نفسه، في موجه طرب راقص، فيعرف المشاهد أن هذا الشعب قد وطد نفسه على قبول الحياة، كما هي في غير مأثورة وكان له في آلامه الدفينة البعيد القرار نعم السلوى، عن الحاضر، ونعم العزاء، عن الآلام والمتاعب، وتلك هي نعمة الاستسلام والحنين، ومظهر الاستهتار بألم طال، وتأصل فأنقلب فرحا ونعيماً!!.
ونفوس السودانيين، واضحة، واسعة، وضوح الصحراء، وسعتها، وخلقهم لين صاف، لين ماء النيل، وصفاءه، وفيهم رجولة تكاد تقرب من درجة الوحشية، وهم في ساعات الذكرى والعاطفة يجيش الشعور على نبرات كلماتهم، وسيماء وجوههم، حتى تحسبهم النساء والأطفال، وتلك ميزات لا مكان لها في حساب العصر الحاضر، وإن كان لها أكبر الحساب في نفوس الأفراد الشاعرين وفي تقدير الفن والشعر والحضارة...
معاوية محمد نور جريدة مصر العدد 1030 - 17 أكتوبر 1931م
02-01-2009, 09:01 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
يدخلها الإنسان عن طريق القنطرة الجديدة، المقامة على النيل الأبيض، بعد أن ينهب الترام سهول الخرطوم الخضراء الواسعة، فيلقي نظرة على ملتقى النيلين في شبه حلم، ويعجب لهذا الالتقاء الهادي الطبيعي، وذلك التصافح العجيب من غير إثارة ضجة ولا صوت، فكأنما النيلان افترقا في البدء على علم منهما، وهنا يلتقيان كما يتلاقى الحبيبان ويندمجان نيلاً واحداً،، فما ندري أنهما كانا نيلين من قبل ولا ترى في موضع الالتقاء ما يشير إلى شئ من المزاحمة أو عدم الاستقرار مما يلاحظ عادة في إلتقاء ما بين جهتنين مختلفتين، وإنما هناك عناق هادئ لين، وإنبساط ساكن حزين، فإذا فرغ المشاهد من هذا المنظر الذي لابد أنه آخذ بنظره، مرغمه على التأمل، انتقل إلى الضفة الأخرى من النيل الأبيض فرأى البيوت الصغيرة مثبته على الصحراء، ورأى السراب يلمع ويتماوج بعيداً، ورأى بعض العربان وراء جمالهم المحملة حطباً تمشئ في ائتاد وفتور، ومن ورائها سراب ومن أمامها سراب، فكأنما هي تخوض في ماء شفاف، ورأى شماله بعض ثكنات الجنود السودانيين، مثبتة هي الأخرى في أماكن متقاربة، ثم سمع صوت (البوري)، يرن حزيناً، شجياً، وسط ذلك السكون الصامت وفي أجواز ذلك الفضاء اللامع وتلك الشمس المحرقة، فيحس بشئ من الحنين البعيد والحزن الفاتر المنبسط ويعجب لذلك المكان ما شأنه وشأن الترام الكهربائي والقنطرة والاتومبيل الذي يخطف كبالبرق بين كل آونة وأخرى في ذلك الفضاء السحيق (.....) وإذا سار به الترام قليلا في إتجا النيل رآ أو المدينة المعروف (بالموردة)، ورأى السفن البخارية الآتية من أعالى النيل واقفة على الشاطئ محملة ببضائع تلك الأماكن الجنوبية كما رأي بائعي الذرة أمام حبوبهم المرصوصة في شكل أهرامات صغيرة وهم يبيعون للمشترين وينطقون العدد في نغمة إيقاعية موسيقية فيها شئ من الملال والترديد الحزين، وفي مثل ذلك المكان كانت تباع الجوارى ويباع العبيد في أسواق علنية مفتوحة في عهود مضت، وكان البائعون يتفننون في عرض تلك الجواري بما يبلسونهن من الحلى والزينات.
فإذا سار الترام قليلاً وجد المشاهد نفسه أمام "قبة المهدي" ورأى تلك القبة مهدمة مهدودة كما رأى الجاع الواسع الكبير الذي بناه الخليفة عبد الله لكي يصلى فيه المصلون أيام الجمع والأعياد فوقف هنيهة يذكر عهداً مضى بخيره وشره، وخالجة شئ من إحساس (الزمان) الذي لا يبقي على شئ إلا مسخه، وتركه باهتاً شائخاً بعد أن كان كله رونق وشباب.. وهنا يذكر الإنسان قصة ويذكر تاريخاً ويذكر حروباً أقامت عهد المهدية وتخللته وقضت عليه أخيراً....
وربما يرى في الشارع القائم بين ذلك الجامع وبين طريق الترام صبياً واضعاً رجل على رجل في حماره القصير وهو يمشي في طريق معاكس للترام ساهم النظر، مفتوح الفم، ينظر إلى بعيد من الآفاق ويغمغم بنغمة حزينة ملؤها الشجو والفتور ناسياً نفسه ناظراً في حوله نظرة الحالم الناسي.
ذلك مشهد لن تخطئة قط في شوارع أم درمان، حركة خفيفة ساهية، وغناء كئيب حزين، كأنما يستعيد قصة مضت، ويحكي رواية مجد وبطولة عفى عليها الزمان، ودالت عليها الحوادث كما تدول على كل عزيز على النفس حبيب إلى الفؤاد ولم تبق على شئ سوى الغناء والسهوم الكئيب.
وفي ذلك المنظر يتجسم تاريخ أمة، ونفسية شعب، رمت به الطبيعة وسط ذلك الجو المحرق، وتركت له صفات الصدق والبساطة في عالم لا بساطة فيه ولا صدق، هو شعب من بقية أمم مجيدة طيبة الأرومة، إضطره الكسب والمعاش أن يهاجر إلى تلك البلاد ذات السهول الواسعة والصحراء المحرقة، فكان تاريخه مأساة تتبع مأساة، وماضية كله الجرم والإثم، وهؤلاء المهاجرون من أذاقوا السكان الأصليين الألم وساموهم الخسف والعذاب، كرت عليهم النوبة من أمم أخرى فكان نصيبهم التعب والخوف، وإذا كل السكان سواسية أمام عوامل الجو ودواعي الملل والسأم، ومغريات الشعر والذكر وويلات الفقر، وإذا بكل تلك العوامل المختلفة تترك طابعاً خاصة في نفوسهم وسمات خلقهم، وسحنات وجوههم لا يخطئها الناظر العارف، ولا تقل الدلالة والشاعرية والحزن الكظيم على تلك الخصائص التي يراها الإنسان على وجه الرجل الروسى الحزين.
وأبلغ ما يدل على تلك النفسية وذلك الخلق الأغاني الشعبية التي يرددها الكل، من أكبر كبير إلى الأطفال في الطرقات والشوارع، بل أنني لا أعرف شعباً فتن بأغانيه وأعجب بها فتنة السوداني وإعجابه بها، فأنت تجد الموظف في مكتبه ، والتاجر في حانوته، والطالب في مدرسته والشحاذ والحمار والعامل والمزارع والطفل الذي لم يتجاوز الثالثة ومن إليهم كلهم يغنونها، ويرددونها في كل ساعة وكل مكان، ويأخذون من نغمها وإيقاعها معينا لهم يعينهم على العمل ويلهب إحساسهم بدواعي النشاط والتيقظ الشاعر، بل بلغ إفتتانهم بها أن الرجل ربما يشتري "الاسطوانة"، الغنائية بعشرين قرشا وهو لا يملك قوت يومه، وقل أن يمر الإنسان بأي شارع من شوارع ام درمان ألا ويعثر على إنسان أو جماعة تدمدم بتلك الأغاني في شبه غيبوبة حالمة، وصوت باك حزين..
والأغاني لا يمكن أن تذيع في أمة مثل هذا الذيوع وتحظى بمثل هذا الإنتشار إذا هي لم تعبر عن نفسية الأمة أتم تعبير...
وأغرب من ذلك وأدعى للدهشة أنهم يرقصون على تلك الأغاني الحزينة الكئيبة ولا يرون فيها حزنا، ولا كآبة، لاعتيادهم سماعها وإرتباطها الوثيق بحياتهم، فإذا غنى المغني قائلا (يا حبيبي خائف تجفاني)، وكان هذا المقطع الأخير الذي يرددونه مثل الكورس، المسرحي وغناها المغني بصوت عالي وترديد شجي ناعم، طرب الكل، واشتد الرقص، واشتعل النظارة حماساً، ونسى كل نفسه، في موجه طرب راقص، فيعرف المشاهد أن هذا الشعب قد وطد نفسه على قبول الحياة، كما هي في غير مأثورة وكان له في آلامه الدفينة البعيد القرار نعم السلوى، عن الحاضر، ونعم العزاء، عن الآلام والمتاعب، وتلك هي نعمة الاستسلام والحنين، ومظهر الاستهتار بألم طال، وتأصل فأنقلب فرحا ونعيماً!!.
ونفوس السودانيين، واضحة، واسعة، وضوح الصحراء، وسعتها، وخلقهم لين صاف، لين ماء النيل، وصفاءه، وفيهم رجولة تكاد تقرب من درجة الوحشية، وهم في ساعات الذكرى والعاطفة يجيش الشعور على نبرات كلماتهم، وسيماء وجوههم، حتى تحسبهم النساء والأطفال، وتلك ميزات لا مكان لها في حساب العصر الحاضر، وإن كان لها أكبر الحساب في نفوس الأفراد الشاعرين وفي تقدير الفن والشعر والحضارة...
معاوية محمد نور جريدة مصر العدد 1030 - 17 أكتوبر 1931م
استاذ عبدالغنى كرم الله....
كل الود والتقدير ....
Quote: ونفوس السودانيين، واضحة، واسعة، وضوح الصحراء، وسعتها، وخلقهم لين صاف، لين ماء النيل، وصفاءه، وفيهم رجولة تكاد تقرب من درجة الوحشية، وهم في ساعات الذكرى والعاطفة يجيش الشعور على نبرات كلماتهم، وسيماء وجوههم، حتى تحسبهم النساء والأطفال، وتلك ميزات لا مكان لها في حساب العصر الحاضر، وإن كان لها أكبر الحساب في نفوس الأفراد الشاعرين وفي تقدير الفن والشعر والحضارة
01-22-2009, 11:52 AM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
بائعة الطواقى بقربى ...مازالت تغزل بنولها طاقية ما ... نادت على بائع الشاى ...اخذت لها ولى كوبا ... التفتت وقالت لى ... اترين ذلك الشخص الواقف امام الدكان وهو يثبت ناظريه على قرص الشمس ؟ نعم ياامى صرت اعرفهم ياابنتى من كثرة وجودى هنا ...مثل هذا الشخص الذى يبصر للفراغ ويثبت ناظريه نحو قرص الشمس الملتهب بالتأكيد ياابنتى قد اقتيد ذات ليلة واقتلع من بين انفاس اطفاله ...ومن امنه الى مكان ما ...
حاولت انا ان انظر اليه مجددا وحاولت ان اقرأ حركة كفيه فربما اتوصل الى مثل ماقالت بائعة الطواقى...... ولكن ارتدادات اصابعه لم تكن تسمح بتحويل مجرى الحروف من المدى التقريبى الى المدى التخيلى على الاقل فى صورة الرمز
01-22-2009, 04:27 AM
Ali Sirelkhatim
Ali Sirelkhatim
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 4000
وتلك ألأماكن الجميلة والذكريات العطرة.......الملجة..قهوة يوسف الفكى..العدنى..البوستة...المحطة ألأوسطى...
Quote: مررت ببائع الليمون المثلج بالاكشاك .. أفرغت كوبا فى جوفى ....وكوبا اخر من الشعير ذلك العصير الذى لاتكتمل اجازتى الا بشرابه
وإن شاء الله شربتى الليمون والشعير من حسن قرشى..كل ما امر بهذا المكان يرجع بى الخيال لأيام المدرسة والثانوى العالى بنين وبنات نمر ونشرب من هذا المكان..وبالمناسبة مازال موجود وبنفس الطعم والنكهة واكيد تغير السعر...
مودتى.................إسماعيل محمد احمد عباس...
01-23-2009, 03:29 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
ناهد .. يا بنت بلادي .. يا حقيقة .. السودان .. الوطن القارة .. السودان الحب المقيم والمرتحل معك في كل أصقاع الدنيا برداً وسلاماً .. السودان .. يا كلي ويا بعضي .. السودان .. يا قامة لا تقبل إلا أن تكون له .. لقد غدرت به حتى ثمالتي حينما حملت بعضى ولم أعد .. ناهد يا سميتى يا أمٌ لجيل جديد يدرج في الأرض .. اتيت لبوستك هرولةً لتربتى على رأسي وتهدهدى شجوني وسط الطواقى وحزم المفاريك اتنسم بعض ذاتى !!!
Quote: رحيل النوار خلسة ........ جيل علي الملك ( دكتور محمد عثمان الجعلي ) .
ما أعظم ذاك الجيل ومبدعيه
ان السودان غنى بمبدعيه ولاشك وفى جميع المناحى والمجالات والدكتور محمد عثمان الجعلى اسوة حسنة ونموذج ومارحيل النوار خلسة الا هو ذاته الابداع حقيقى فرصة للاشادة به هنا وهو ذو الاسهام الكبير فى بناء وصياغة تاريخ الابداع السودانى له عبرك اخى عبدالكريم التحايا
شكرا
02-11-2009, 12:24 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
بائعة الطواقى تلك باغتتنى كما الريح ذات نهار لطيف الجو نوعا ما.... وفقدت بوصلتى تحديد اتجاهاتها جراء الرياح التى تعبث بخصلات مدينة ام درمان المغسولة الدواخل مثل بائعة الطواقى لم ولن يتهجى الزمن بعد حروفهن رغم الزمن المر المهترىء الاطراف
ناهد تحياتي ..تداعياتك ديما لهما طهم.. ووجع خاص وممتع................... في محطة ما للقطار كانت امراءة تبيع المفاخر والهبابات .. في محطة ركاب قطارها افقر من فار المسيد .. ولاحظت لااحد وقف امامها او حتي سالها ..من سعر مما تبيعه من بضاعة جميلة الاتقان ..وتسالت من اين لها ان تعيش ..في تلك المنطقة .. الجو الساخن ..والغبار ..والضجيج رغم ذلك ..ماملت ولا كلت من انتظار من يشتري .. ولكن لااحد..وكان بجانبها ..شاب يبدو انو ابنها ..الانه وياللاسف معاق عقليا .. وقبل ان يتحرك القطر طلبت منه ان يذهب ويستجدي ..الراكب ...داخل عربات ..القطار.. الا انه رغم الاعاقه العقلية ..كان له من الحياء وعزة ان النفس ان يمنعه من الاستجداء .. عفيف رغم الاعاقة ...رفضص وبشده ان يستجدي ..كم المني ذالك... وتحرك القطار ..ونظراتها تتامل راكب القطار ..بنظرة ..كسيفة ..الامل .. لم يترك لها القطار الامن صليل ..عجلات القطار بين القضبان .. الصدئة..
02-24-2009, 08:06 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: وإن شاء الله شربتى الليمون والشعير من حسن قرشى..كل ما امر بهذا المكان يرجع بى الخيال لأيام المدرسة والثانوى العالى بنين وبنات نمر ونشرب من هذا المكان..وبالمناسبة مازال موجود وبنفس الطعم والنكهة واكيد تغير السعر...
طبعا اكيد شربت وكل ماانزل اجازة بشرب ... بالذات الشعير .....ويالها من ايام اخوى اسماعيل مابتكرر زمن الزمن زاتو زمن .... اما السعر فذيادته معقولة طبعا مع المشروبات الموجودة يعنى مقدور عليها والحمدلله
تسلم لينا اخ اسماعيل
02-25-2009, 07:04 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
تقدم نحو الخالة رجل يبدو عليه الوقار سلمت عليه الحاجة بيدها المرتعشة
اهلا بيك ياعبده ......
كان عبده موظفا بائسا حسب ماعلمت لايكاد راتبه الشهرى يكفى لبند الطعام مع اسرته الكبيرة لكنه كان احسن حالا من زملائه الكثيرين من عمال ومراسلات...فى المصلحة
قال لها
ذهبت اليوم للعمل فاستدعانى رئيس المكتب الشاب وسلمنى رسالة يتصدرها ختم (سرى للغاية).....
قالت له وهى مهمومة: لا اله الا الله محمد رسول الله خير انشاءالله لقيتوا؟
قال لها وهو يغالب نفسه....
ادركت للحظة انها رسالة ....الاحالة للصالح العام حاول بعدها رئيس المكتب ان يعتذر لى (وانه والله الموضوع مابيده) وكلمات كثيرة حاول البحث عنها فى قواميس الزمن المهترىء...
قالت له مشفقة... والحصل ياعبده يااخوى؟
02-26-2009, 04:14 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
Quote: ناهد .. يا ألقاً لا يتوقف أواره .. الساكنك ده إنشاء الله تديني نصو .. كنت سويت الهوايل .. يا بت بشير الطيب .. زيدينا .. زادك الله تشظي .. عشان نحن نقرأ القمم .. ربي يخليكي لينا .. عشان كمان وكمان .. وياريت نرتوي
الاخ معتصم حامد
مازلنا طلاب علم ومعرفة وبحث فخورين بسودانيتنا فان استطعنا تقديم شىء يقوى اصلاح هذا المثلث فلتقدمونا كما تشاؤون وانتم اهل العلم والدراية شكرا لك وانت تشد من ازرى فى المواصلة اود ان ابشرك ان هذه القصة الان تحت الطبع وعذرا ان وجدتها هنا ناقصة .... وحتما لك كتاب بحول الله اهداء منى لك ...والاخوان .....
فكن بالف خير
02-28-2009, 07:01 PM
Abuelgassim Gor
Abuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630
أنطلوجيا العدم....وقفت فيها ناقة ...هذه روائية تجيد فن التذكر ...كثيرون لا يجيدون فن التذكر / تلك التفاصيل الدقيقة / لكن ناهد تجيد ذلك ثم تنثر القنوط والحزن / والبكاء الدفين ...انطلوجيا العدم ...
Quote: كان ومازال حلمى هو الاستقرار بالوطن ... الوصول الى بواباته حلمى كحلم المحطات الناهبة فى انتظار قطاراتها...
حاولت هذه المقاربة من قبل ...ثم مضى زمن شقيت فيه الديار مشرقا ومغربا ...وبائعة الطواقى تستفذ فيى كل حواس الكتابة ...يدى تأكلنى ....وهى تقول (
Quote: حلمى كحلم المحطات الناهبة[/QUO ...
02-28-2009, 07:09 PM
Abuelgassim Gor
Abuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630
Quote: ذات صباح ممطر توجهت ناحية مدينة امدرمان التى كانت تغسل شعرها وشعورها فى ذلك اليوم المضمخ بعبير وردة الاشواق ...
تتخذ المدينة شكل امرأة / حسناء ...تغسل شعرها...لكن تغسل شعورها ...كيف يمر الناس من بوابات العدم شعور المدن ...كم هذا مهول ..وكم هو مرعب أن تخرج المدن شعورها لتغسله ...عدم الكلمات / غنوط الكلمات ...راجفة ..
03-01-2009, 03:10 PM
ناهد بشير الطيب
ناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة