في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2003, 05:54 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي

    الفجر- او نار موسي

    محمد عبدالحي

    "من ديوان -حديقة الورد الاخيرة"

    زرافة النار ترعي النعنع القمري
    بين الجبال،وديك الفجر مشغول
    يقتات بالانجم السكري فتفضحه
    صهباؤها اشرقت في ريشه الذهبي
    وخلفه صاحب الحانوت يطرده
    في كفه سيفه في الافق مسلول
    مخضب بدم العنقود يذبحه
    في حانه الابدي
    بين الظلام وبين النور مغلول

    وانت عند تجلي السكر مقتول

    صحراؤك احترقت ليلا عنادلها
    في نار موسي التي شبت اوائلها
    في حلمك البشري

    والورد من دمك المذبوح معلول

    ____________________
    *يمكن مراجعة المقال ادناه لبعض الاضاءات

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 08-23-2003, 05:07 AM)

                  

08-23-2003, 05:03 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    رمزية السمندل في شعر محمد عبد الحي



    بتأثير من الشعر الأوربي أدخل الشعراء العرب المحدثون الأسطورة كناظم جمالي أو معادل موضوعي للتعبير عن الرؤية الشعرية في القصيدة . وبما أن الأسطورة تتمتع بقدر عال من التجريد الأمر الذي يجعلها قابلة للتحرر من سياقها التاريخي والمجتمعي والعقائدي لتعانق أحلام وأشواق الإنسان في كل زمـان ومكان ، فإن الشعراء العرب لم يجدوا حرجا في استلهام الأساطير الإغريقية التي سبقهم إليها الشعراء الغربيون بالإضافة إلى توظيفهم للأساطير الفينيقية والبابلية والعربيـة .

    وبالرغم من أن الأساطير المتداولة بين الشعراء العرب تكاد تكون معروفة ومحصورة ، إلا أن بعضهم قد ابتكر أساطيره الخاصة ، ومن هؤلاء الشاعر السوداني محمد عبد الحي الذي أنفرد بتوظيف أسطورة " السمندل " في أشعاره .

    ويشكل " السمندل " حضورا ملفتا في أشعار عبد الحي حتى يندر أن تخلو قصيدة من قصائده من ذكره أو الإشارة إليه . وله ديوان كامل بعنوان " السمندل يغنى " بل أن أهم أعماله الشعرية " العودة إلى سنار " تبدأ بالإشارة إلى طائر السمندل ، وإن لم تسمعه صراحة وتذكره بالاسم في أكثر من موضع . أما ديوانه " حديقة الورد الأخيرة " فتردد فيه كلمة سمندل أكثر من أي ديوان آخر ، كما يضم قصيدة كاملة باسم " السمندل ملك النهار " .

    وكثيرا ما يأتي ذكر السمندل في أشعار عبد الحي مقترنا بالنار وذلك مثل قوله ، في العودة إلى سنار " يعبر السمندل في قميصه المصنوع من شرار ، " ارتفعت من الأرض من طيور النار " وحيث آلاف الطيور نبعت من جسد النار " ومثل قوله في ديوان " السمندل يغنى " : " السمندل المبتل بالنار " .

    فما هو السمندل ؟ وما علاقته بالنار ؟ وما هي الدلالة الرمزية التي يرمي إليها عبد الحي من خلال توظيفه لأسطورة السمندل في أشعاره ؟

    يقول محمد عبد الحي في هوامش ديوان " السمندل يغنى " : " السمندل طائر بحري برى هوائي لا يحترق بالنار ا " وهنا تلتقي أسطورة السمندل مع أسطورة طائر الفينيق الذي يجدد شبابه كل مائة عام بالاحتراق بالنار . فإذا قلنا أن السمندل طائر مائي ناري أي أنه يجمع بين النقيضين الماء والنار " المبتل بالنار " ويلغي التناقض بين الموت والحياة ويوحد بينهما ، وإذا ماثلنا بين السمندل وطائر الفينيق الذي يجدد شبابه بالاحتراق بالنار فهل يمكن القول أن السمندل هو المعادل الموضوعي لحلم الشاعر بالحياة المتجددة والشباب الدائم ؟ .

    إن الحلم بالحياة الأبدية والرغبة في الخروج على سلطان الزمن والانتصار على الموت كل ذلك ظل هاجسا يدغدغ مخيلة الإنسان منذ هبط من فردوسه السماوي وسقوطه في الزمن بالخطيئة والتجربة . وقد اخترعت الذاكرة الجماعية للشعوب العديد من الأساطير التي تجسد هذا الحلم الجميل المستحيل . فبالإضافة إلى السمندل وطائر الفينيق هناك أسطورة العنقاء العربية وتموز البابلية وغيرهما من الأساطير . يقول محمد عبد الحي معبرا عن هذا الحلم الجميل المستحيل في شئ من خيبة الأمل :

    حين انكسرت آنية الخزف
    الصينية
    كانت فأرتنا تسكن فيها
    هل ظنتها رحم الأبدية
    ( قمار – ديوان حديقة الورد الأخيرة )

    وفي لحظة من لحظات النشوة النادرة يتماهى الشاعر مع السمندل ويحس بأنه انتصر على الموت أو أنه تصالح معه على الأقل ، وصار نديما له ، يجلسان سويا حول مائدة ويتسامران :

    هنا أنا والموت جالسان
    في حافة الزمان
    وبيننا المائدة الخضراء
    والنرد والخمر والدخان
    من مثلنا هذا المساء
    ( قمار – ديوان حديقة الورد الأخيرة )

    وتتكشف لنا أبعاد الدلالة الرمزية للسمندل أكثر في أشعار محمد عبد الحي عندما نقرأ قصيدة ( السمندل ملك النهار ) من ديوان ( حديقة الورد ) حيث يقول الشاعر على لسان السمندل :

    أنا السمندل
    يعرفني الغابر والحاضر والمستقبل
    مغنيا مستهترا بين مغاني العالم المندثرة
    وزهرة دامية في بطن أنثى
    في الدجى منتظرة

    فالسمندل بما لديه من قدرة على التجدد والاستمرارية يقف على حافة الزمان يرقب موكب الحياة المتدفق أبدا في صعوده وهبوطه وانكسارته ، يشهد ميلاد الحضارات واندثارها ويحكى عن انتصارات الأمم وانهياراتها . وباختصار يتحول السمندل إلى نموذج إنساني متجدد عبر العصور يمثل الإنسان في قوته وضعفه :

    وكم عبرت والدروع الحمر حولي
    والخيول المغلمة
    أسوار " ممفيس " و " طروادة " والأندلس
    المهدمة
    ثم أنثنيت هاربا
    في زي شحاذ ضرير أمن في خرق الثياب
    ينام في مزبلة السوق مع الكلاب
    أسكن في " الكرخ " وفي " دارين "
    أو يملأ جوفي لهب السراب

    ( السمندل ملك النهار – حديقة الورد )

    فحياة السمندل " الذات الشاعرة " سلسلة متصلة الحلقات لا تنتهي أبدا ، فهي كالثمرة التي لا تتفك تتحول من ثمرة إلى شجرة ثم إلى ثمرة تارة أخرى وهكذا دواليك . وهنا تلتقي الدلالة الرمزية للمسندل مع الدلالة الرمزية لأساطير الخصب عند الشعوب القديمة ، حيث كان إله الخصوبة عند الفينيقيين وقدماء المصريين ، يموت ويبعث كل عام ضمانا لاستمرارية دوران الفصول وتجديد دورة الحياة في الإنسان والنبات :

    وضع السمندل تاجه
    وقميصه الناري يسطع في الغبار
    ومشى خفيفا واثقا ملكا على بلد النهار
    مرحا يدور مع الفصول ويستدير مع الثمار
    ( السمندل ملك النهار – حديقة الورد )

    وينفتح رمز السمندل عند عبد الحي على رمزين آخرين يجسدان حلم البشرية في مغالبة الموت وقهر سلطان الزمن ، وهما رمزا : السندباد البحري في قصص ألف ليلة وليلة ورمز " أوليس " أو " أدويسيوس " في ملحمة الأوديسا الإغريقية . ويوظف عبد الحي الرمزين في قصيدة " سمندل في حافة الغياب " ويمزج بينهما مزجا رائعا منفردا .

    و " أوليس " كما هو معروف مثله مثل السندباد البحري ، فهو قد ضل الطريق إلى جزيرته بعد عودته من حرب طروادة ، وظل تائها عشر سنوات في عرض البحار تتقاذفه الأمواج وتحمله العواصف من جزيرة إلى جزيرة ومن مغامرة إلى أخرى وقد صادف أخطارا وأهوالا يشيب لها الولدان ، ووقف أمام الموت وجها لوجه أكثر من مرة لكنه كان في كل مرة يخرج منتصرا وينجو من الهلاك بأعجوبة ، حتى عاد إلى وطنه وإلى زوجته الوفية التي ظلت تنتظره وتحلم بعودته طوال فترة غيابه . يستلهم الشاعر قصة ضياع أوليس فيقول :


    لو ضاع في نزوعه البحري فالعباب
    عبر زمان البحر – والملح
    سينحتان من عظامه المبلورة
    حدائق من صدف
    تضئ في صيف الليالي المقمرة
    على رمال ساحل الغياب
    " سمندل في حافة الغياب – ديوان السمندل يغني " .

    فالشاعر من فرط رغبته في الانتصار على الموت ، يحول الموت إلى شكل آخر من أشكال الحياة . فحتى لو قدر لأوليس أن يروح ضحية الهلاك في ضياعه البحري ، فإن عظامه لن تبلى أبدا بل ستتحول إلى حدائق من المرجان واللآلي لتضئ سواحل البحار وتهدى الضائعين .

    ولارتباطه المصيري بالنار ، ينفتح السمندل عند عبد الحي على بعد آخر ، إذ يرمز إلى العشق المنفتح على المطلق . يقول في قصيدة " في الحلم رأيت سعدى وحافظ " من ديوان " حديقة الورد " :

    النار وطن العشاق
    يتفتح في قلب الظلمة
    في شجيرة الليل
    حيث السمندل والفراشة
    شئ واحد
    زهرة نارية
    في الليل الأبدي ..

    وفي إضاءة لهذا المعنى يقول محمد عبد الحي في كتابه الرؤيا والكلمات : " في الأدب الصوفي لم تزل قصة الوردة التي يسقيها البلبل ، عاشقها من دمه رمزا من رموز الحب وقوة الجمال ، أنها قصة فناء الروح ، العندليب العاشق في وردة المحبوب – كاحتراق فراشة الروح في نار الجمال الجوهري " .

    واحتراق السمندل أو فناء العندليب العاشق في نار الجمال الجوهري إشارة إلى فناء الروح أو الذات الشاعرة في عشق أصلها الإلهي الذي انفصلت عنه بالسقوط في الزمن بالتجربة ، وحلمها باستعادة الاتصال والاتحاد بعالمها الفردوسي الأول وفي إشارة إلى ذلك الحلم يقول عبد الحي :

    زرافة النار ترعى النعنع القمري
    بين الجبال وديك الفجر مقتول
    صحراؤك احترقت ليلا عنادلها
    في حلمك البشري
    والورد من دمك المذبوح معلول
    " الفجر أو نار موسى – حديقة الورد "

    وهنا يتماهى السمندل مع " زرافة النار " و " ديك الفجر " و " العنادل " – جمع عندليب – المحترقة بنار موسى . ونار موسى تشير إلى فجر تحقيق حلم الذات الشاعرة لحياتها الكاملة التي لا يعقبها نقصان . والنار ترمز في الأدب الصوفي إلى تجلى الذات الإلهية : " فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ، أنس من جانب الطور نارا، قال لأهله امكثوا أني أنست نارا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون فلما أتاها نودى من جانب الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة المباركة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين " القصـص 29 – 30 " .

    وبما أن السمندل قد صار رمزا للتجـلى الإلهـي والوجـود المطلق إلى لا يعقبه نقصان ، فتأتي الإشارة إليه في بعض القصائد بأنه " طائر الله " و " طائر الشمس " و " الطائر الأخضر " .

    في أول الصبح
    كان الطائر الأخضر
    يدور محتفلا
    في صحوة المزهر
    يعلو ويرتفع
    في اللازورد
    وفي إشراقة الذهب
    يا طائر الشمس
    يا طائر الله
    أدخل هنا – دائما والآن منتصرا
    في صحوى المزهر
    " الطير الخدارى – حديقة الورد " .

    " الصحو المزهر " إشارة إلى حالة الإشراق التي يتحقق فيها الإحساس بالوجود الكامل والحياة الكاملة ، وتتجلى فيها الحقيقة المطلقة في أعماق الذات الشاعرة ، وينفتح بها العالم " في انصع لحظات الوعي صحوا وحساسية " . فالقصيدة كما يقول محمد عبد الحي – في الرؤيا والكلمات – " اكتشاف لذلك البعد الميتافيزيقي الكامن في الوجود البشري ، فهي من ناحية شبيهة بالحلم ، ولكنها تختلف عنه في أنها إشراق في أعماق الذات ينفتح به العالم ، في أنصع لحظات الوعي صحوا وإشراقا " .

    وقد ظل محمد عبد الحي الشاعر يحلم دائما بحياة مشرقة ناضرة أبدا ولكنه ويا للمفارقة المأساوية رحل عن هذه الحياة وهو في ريعان الشباب بعد صراع مرير مع المرض الذي شل قواه وأقعده عن الحركة .

    في قصيدة له يتحدث عن التجاني يوسف بشير وكأنه يتحدث عن نفسه :

    هم ما رأوا غير الزمان
    وما رأيت سوى زمان ناضر
    كالطفل في الفردوس يمرح رغم رائحة الحنوط
    ورغم رمل المقبرة
    " ديوان حديقة الورد الأخيرة " .

    لقد عاش محمد عبد الحي طفلا في فردوس الشعر ، يحلم بذلك الزمان الناضر المشرق . ولكن إذا كان الموت قد طوى عبد الحي وهو في ريعان الشـباب ، فسيظل " السمندل يغنـي " وسنظل نحلم دائما بزمان ناضر وحياة متجددة .


    عبد المنعم عجب الفيا

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 08-26-2003, 09:13 PM)

                  

08-23-2003, 03:41 PM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

                  

08-24-2003, 03:12 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: almohndis)

    *
                  

08-24-2003, 06:45 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    الاخت الدكتورة بيان
    الفضل يرجع ليك لانك صاحبة الفكرة
    ورحم الله عبدالحي الذي جمعنا علي حبه
                  

08-24-2003, 06:49 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    الاخ العزيز المهندس
    سعدت جدا بهذه الهدية القيمة
    وليس هناك ما هو اجمل من عبارتك لارد بها الجميل
    "الفراشات وحدها القادرة علي تذوق الرحيق"

    مع خالص مودتي
                  

08-24-2003, 06:57 AM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    Quote: زرافة النار ترعي النعنع القمري


    ما المقصود بهذا الكلام أو النظم أو البيت أو الصدر من البيت؟ هل له دلالة رمزية محددة أم أنه قابل لتاويل القارئ كيفما اتفق؟

                  

08-24-2003, 05:41 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    سؤال وجيه جدا يا شنتير

    الشعر لغة مجازية في المقام الاول،والمجاز غير الحقيقة
    ونحن لا نفرأ الشعر بلغة العقل والمنطق،فهذه لغة النثر
    ولكننا ،في اغلب الاحوال نقرا الشعر بلغة الذوق والاحساس والشعور،وربما اللاشعور.واعني باللاشعور العقل الباطن.وهنا تقترب لغة الشعر،من لغة الحلم.فمنطقة العقل الباطن ،هي منطقة الحلم،ولغة الحلم،لغة رمزية غير واقعية،وغير منطقية.فمن الملاحظ انه لا يوجد ترابط منطقي عقلاني بين صور المشهد في الحلم،ولكن هذا لا يمنع ان يكون الحلم في النهاية رسالة،يمكن فك شفرتها لاستنباط دلالة منطقية معينة

    امر ثان،وهو ان،المعني في القصيدة التقليدية يكتمل باكتمال البيت الشعري،اما في الشعر الحديث الجيد،ان المعني لا يكتمل باكتمال السطر او السطرين وانما باخر سطر في القصيدة،وهذا ما يعرف بالوحدة العضوية للقصيدة الحديثة،في مقابل وحدة البيت التي تقوم عليها القصيدة الكلاسيكية.لذلك كثيرا ما تشبه القصيدة الحديثة الجيدة باللوحة،لا بد من النظر اليها ككل

    وعليه اننا قد لا ندرك او نحس معني
    "زرافة النار ترعي النعنع القمري بين الجبال"
    الا اذا ربطناه بمجمل الصور الشعرية في القصيدة ؛مثل احتراق العنادل
    وديك الفجر،واعتلال الورد،والدم المسفوح الخ
    وحتي في هذه الحالة ليس بالضرورة ان ندرك المعني الحرفي ولكن دون شك سوف ندرك او نحس الدلالة العامة للصورة كما نفعل ذات الشي مع لغة الاحلام والرؤي المنامية
    ساورد هنا مقتطف من مقال رمزية السمندل في شعر محمد عبد الحي،لعله
    يساهم في اضاءة بعض ملامح الصورة موضوع السؤال:

    ولارتباطه المصيري بالنار ، ينفتح السمندل عند عبد الحي على بعد آخر ، إذ يرمز إلى العشق المنفتح على المطلق . يقول في قصيدة " في الحلم رأيت سعدى وحافظ " من ديوان " حديقة الورد " :

    النار وطن العشاق
    يتفتح في قلب الظلمة
    في شجيرة الليل
    حيث السمندل والفراشة
    شئ واحد
    زهرة نارية
    في الليل الأبدي ..

    وفي إضاءة لهذا المعنى يقول محمد عبد الحي في كتابه الرؤيا والكلمات : " في الأدب الصوفي لم تزل قصة الوردة التي يسقيها البلبل ، عاشقها من دمه رمزا من رموز الحب وقوة الجمال ، أنها قصة فناء الروح ، العندليب العاشق في وردة المحبوب – كاحتراق فراشة الروح في نار الجمال الجوهري " .

    واحتراق السمندل أو فناء العندليب العاشق في نار الجمال الجوهري إشارة إلى فناء الروح أو الذات الشاعرة في عشق أصلها الإلهي الذي انفصلت عنه بالسقوط في الزمن بالتجربة ، وحلمها باستعادة الاتصال والاتحاد بعالمها الفردوسي الأول وفي إشارة إلى ذلك الحلم يقول عبد الحي :

    زرافة النار ترعى النعنع القمري
    بين الجبال وديك الفجر مقتول
    صحراؤك احترقت ليلا عنادلها
    في حلمك البشري
    والورد من دمك المذبوح معلول
    " الفجر أو نار موسى – حديقة الورد "

    وهنا يتماهى السمندل مع " زرافة النار " و " ديك الفجر " و " العنادل " – جمع عندليب – المحترقة بنار موسى . ونار موسى تشير إلى فجر تحقيق حلم الذات الشاعرة لحياتها الكاملة التي لا يعقبها نقصان . والنار ترمز في الأدب الصوفي إلى تجلى الذات الإلهية : " فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ، أنس من جانب الطور نارا، قال لأهله امكثوا أني أنست نارا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون فلما أتاها نودى من جانب الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة المباركة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين " القصـص 29 – 30 " .

    وبما أن السمندل قد صار رمزا للتجـلى الإلهـي والوجـود المطلق إلى لا يعقبه نقصان ، فتأتي الإشارة إليه في بعض القصائد بأنه " طائر الله " و " طائر الشمس
                  

08-25-2003, 01:22 PM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)


    عزيزي - ورفيق السلاح - عبد المنعم

    شكراً على الاستجابة السخية وفتح مغاليق الأشعار التي لا يفهمها شنتير
    تعلم، صديقي، أنني لست ناقداً ولا شاعراً . . وكم تمنيت أن يساهم أدباء البورد في إغناء النقاش حول اسهامات محمد عبد الحي الأدبية .. وتوضيح ما استعصى على أمثالنا من أشعاره

    أشكرك على الرد الذي اعتبره محاضرة منفصلة حول كيفية تذوق الشعر الحديث ولا علاقة له بقصيدة زرافة النار (أنا أسميتها هكذا، هنا) .. لأني حقيقة لم أجد اي شيء مما كتبته أنت في ردك متوافر في قصيدة محمد عبد الحي - زرافة النار

    أعلم أخي أن الشعر الحديث يتكئ على الوحدة الموضوعية أو العضوية .. مما يعني أن هنالك موضوعاً .. وهذا ما لم أجده حتى الآن في قصيدة زرافة النار. وما أتيت به أنت يا أخي عبد المنعم في ردك على تساؤلي أعتبره اجتهاداً محضاً من جانبك لتفسير شيء لم يتطابق مضمونه .. ولا مفرداته مع التفسير. الشيء المقنع حقاً في شرح مرامي هذه القصيدة لا يمكن إيجاده إلا عند الشاعر نفسه .. أما النقاد فلهم فضل الخيال والتأويل الذي ربما لم يكن من مقاصد الشاعر أصلاً

    الشعر بالنسبة لي ليس علماً حتى يحتاج لمفاتيح لفهمه. الشعر فن يخاطب الوجدان الانساني .. وحيثما وجد الانسان وُجد الشعر وحيث ما وُجد الانسان وُجد الغناء .. ولا يوجد العلم حيثما وُجد الانسان. إذن الشعر هو اللغة الأولى التي يألفها الانسان .. وكل ما يستعصى عليه فهمه أو تذوقه يدخل في باب آخر غير الشعر المحض الذي يخاطب الوجدان البشري. قد يدخل في باب لغة الجن أو أي شيء غير الذي يعرفه الانسان بفطرته السليمة

    في كل قراءاتي - على قلتها - في الشعر الحديث كانت الصور تتبدى لي من الكلمات الأولى للقصيدة. مثلاً شعر بدر شاكر السياب أو محي الدين فارس أو نزار قباني أو .. أو. في أشعار كل هؤلاء الرواد يتضح لي موضوع القصيدة منذ بدايتها. أما زرافة النار فلا استطيع إدراك موضوعها .. ولا أرى في اجتهادات النقاد حلاً شافياً لهذه المعضلة. الحل الأوحد يكمن في خيال الشاعر .. ولم يترك محمد عبد الحي قاموساً لفهم هذه القصيدة. زرافة النار .. والنعنع القمري!!!! حتى الألفاظ أقرب الى الفوضى بالنسبة لإنسان مثلي يستعين بفطرته على تذوق ما فطر عليه الانسان منذ الازل .. حيث فطر على تذوق الشعر .. وبعض أشياء أخرى ليس بينها العلم بمعناه التقني .. حسب اعتقادي الشخصي

    قصيدة زرافة النار تدفعني دفعاً الى استحضار نظرية مطاردة العلامات .. هي فعلاً على هذا النسق وتنتمي اليه .. لأني لا أرى فيها موضوعاً بعينه ولا تماسكاً عضوياً يربط بين مفرداتها ليعطيها سمة اللوحة الفنية. هي كوم من الكلمات التي قد يفهمها الشاعر فقط .. أما نحن فعلينا مطاردة العلامات .. و لا جدوى من المطاردة .. كما تعلم يا رفيق السلاح

    ولي عودة بإذنه تعالى

                  

08-25-2003, 06:53 PM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    Quote: وبما أن السمندل قد صار رمزا للتجـلى الإلهـي والوجـود المطلق الذي لا يعقبه نقصان ، فتأتي الإشارة إليه في بعض القصائد بأنه " طائر الله " و " طائر الشمس


    وعدت كما وعدت. هذا الكلام الذي اقتبسه من ردك على تساؤلي ليس إلا وليد اجتهاداتك الشخصية. فقصيدة محمد عبد الحي التي بين أيدينا لا تشير لا من قريب ولا من بعيد إلى أن السمندل قد صار رمزاً للتجلي الإلهي والوجود المطلق. القصيدة لم تقل هكذا اطلاقاً .. كما أن محمد عبد الحي لم يعلن للملأ أن السمندل يعني بالنسبة له رمزاً للتجلي الإلهي والوجود المطلق. لم أسمع أن محمد عبد الحي قد قال هكذا

    إذن القصيدة في مجملها لا تحمل مضموناً واضحاً .. ولا حتى رمزياً. هي كما أسلفت حشد من الكلمات التي لا رابط بينها. أما ما اجتهدت انت في إيصاله لي كشرح لعصي المعاني في شعر محمد عبد الحي .. فهو من انتاجك الشخصي الذي لا يشاركك فيه حتى محمد عبد الحي نفسه

    المرء لا يحتاج لأن يتساءل عن معنى: عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
    هذا شعر حديث وشاعره من رواد الحداثيين .. ومعناه واضح .. فلماذا نحتاج الى مفاتيح لفهم قصيدة زرافة النار ولا نحتاج الى أقل عناء لفهم قصائد السياب، على سبيل المثال؟
    زرافة النار لا معنى لها إلا في مخيلة الشاعر الذي أنشأها .. وكل ما يسطره النقاد تفسيراً لمضمونها لا يعدو كونه انتاجاً لموضوع آخر. وهنا نأتي الى مفهوم النص الموازي في شكل من أشكاله
    والله أعلم

                  

08-25-2003, 07:59 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    الاخ شنتير الحقيقة انا سعيد جدا بهذه الاسئلة والمداخلات
    وربما تكون قد عبرت عن الكثيرين الذين يقفون نفس الموقف ؛ليس من اشعار محمد عبدالحي،بل من الشعر الحديث عموما
    وصلا للاجابة السابقة احاول ان القي بعض الاضاءات،وارجو ان تقرا كجزء مكمل لما سبق ذكره منعا التكرار
    Quote: . إذن الشعر هو اللغة الأولى التي يألفها الانسان .. وكل ما يستعصى عليه فهمه أو تذوقه يدخل في باب آخر غير الشعر المحض الذي يخاطب الوجدان البشري. قد يدخل في باب لغة الجن أو أي شيء غير الذي يعرفه الانسان بفطرته السليمة

    الجن هو اصل الشعر،اوهكذا كان يعتقد الانسان في العصور الاولي
    كانت العرب تعتقد ان الشاعر مجنون ،وان الجن الذي يسكن وادي عبقر،
    بصحراء الربع الخالي،هو الذي يوحي للشعراء بقصيدهم.وكذلك كان قدماء الاغريق،يعتقدون ان ربات او الهات الشعر ،فوق جبال الاولمب هن اللاليء يلهمن الشعراء
    لذلك حرص القرآن،علي نفي صفة الشاعر عن النبي ،:"وما انت بنعمة ربك بمجنون"،"قالوا شاعر نتربص به ريب المنون"،"وما علمناه الشعر وما ينبغي له"

    ولكن يبدو ان حدس الانسان الاول عن جوهر او مصدر الشعر،لم يخيب،فمع تطور العلوم الحديثة،ثبت ان ما يسمي بالجن،ليس شيئا خارج الانسان
    وانما جزء اساسي من تركيبتة .فالالهام ينبع من قوي الانسان اللاواعية التي تسمي بالعقل الباطن او للاوعي او اللاشعور
    وانه من حسن الصدف ان كلمة الشعر مشتقة من الشعور،وقد ثبت ان الشعور ،مستويان
    consciousness and subconsciousness
    وهذا يذكرنا بالحديث عن العلاقة بين لغة الحلم ولغة الشعر،لان مصدرهما واحد،هو منطقة الالهام في العقل الباطن،التي كانت تنسب للجن
    وبالتالي يمكن القول ان الشعر هو كلام جنون بالمعني التقليدي للجنون
    وعليه لا غرابة ان تاتي بعض الصور الشعرية ككلام المجانين
    وكلما كان الشعر اقرب الي الجنون كلما كان اكثر ابداعا
    لذلك كثيرا ما نسمع بعضهم يقول :ياخ دا شاعر محنون،ويقصد انه شاعر مبدع الي درجة الجنون!؟

    اذا رجعنا لعبد الحي ،نجد انه طريقته في التعبير الشعري تنتمي الي المدرسة الرمزية-لا احبذا هذا التصنيف ولكن لاغراض النقاش- والرمزية جاءت كرد فعل للرومانسية ،التي كانت تركز علي التعبير المباشر عن العواطف،بينما تنحو الرمزية الي التعبير غير المباشر.ويري الرمزيون انه كلما، كان التعبيرالشعري غير مباشر، كلما كان اعمق تاثيرا.وتستعين الرمزية في ذلك بالصور الشعرية والرموز والاسطورة
    شايف رجعنا تاني للحديث عن الجن.
    والغرص من توظيف الاسطورة في الشعر الحديث ،ليس الاعتراف بحقيقة وجودها التاريخي والواقعي ،وانما الافادة من دلالتها الاخلاقية او العرفانية في التعبير عن المعاني الشعرية.ويسمي تي.اس.اليوت هذه الطريقة الاسلوبية بالمعادل الموضوعي.اي علي الشاعر الا يعبر عن عواطفه بشكل مباشر وانما ،عليه ان يوجد صور موضوعية تعادل او ترمز لهذه العواطف.فمثلا اسطورة السمندل، عند محمد عبدالحي ،تستخدم كمعادل موضوعي اي رمز لتوق الشاعر للتجدد والشباب الدائم والحياة الكاملة الي الخ وقياسا علي ذلك يمكن ان نقرا قصيدة الفحر- او نار موسي
    وديك الفجر بشير ،الخلاص او الوصول الي ما يصبو اليه الشاعر-نار موسي .قوله :صحراؤك احترقت ليلا عنادلها
    الصحراء رمز الظمأ الروحي،واحتراق العنادل مماثل الاحتراق طائر الفينيق او السمندل في الاسطورة ويرمز للتجدد او الخلاص من الجسد الترابي او النفس الكثيفة والتحلي بالنفس اللطيفة .اما قوله
    زرافة النار ترعي النعنع القمري بين الجبال"
    فالزرافة والجبال والقمر كلها ترمز الي السمو والعلو الذي ينشده الشاعر.وزرافة النار تماثل ،طائر النار،وهو التعبير الذي ورد في قصيدة العودة الي سنار،ويقصد به السمندل؛

    اذن من خلال ربط هذه الصور ببعضها البعض واستخلاص دلالتها الرمزية
    يمكن ان نؤسس لارضية مشتركة مع الشاعر تساعدنا علي تذوق القصيدة
    وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
    اكرر شكري وتقديري ومرحب بك دائما
    وارجو الا تجد في نفسك حرجا من طرح اي سؤال او ابداء اي راي


                  

08-25-2003, 09:01 PM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)


    يالك من مبدع ماهر يامنعم
    وشكرا لشنتير الذي قادك الى هذه الاضاءات الغنية
    ولماذا كل هذه المجهودات النقدية العالية الجودة لم تصدر في كتاب بعد
    اي مازالت كشان الكثير من كتابات مبدعينا تتشرد في منابر عديدة
    والمشافهات المتناثرة
    ولا تصدر في كتاب حتى يقرأ كعمل نظري متكامل يعالج جوانب من النشاط الابداعي
    لهذا ظللنا دائما نقول ان مكتبتنا فقيرة بينما الواقع يقول ان المنجز الابداعي وفير
    هلا تحركت يا صديقي ولملمت هذه المساهمات التي ظللنا نقراها لك في الصحافة والمجلات السودانية والعربية وغذيتها بكامل
    أرضيات رؤيتك للنقد ومشاريعك الخاصة حوله والاضافات التي يمكن ان تؤديها او تشير عليها
    وما الى ذلك
    وفيما يتعلق بمقالتك المنشورة هنا لم أقرأها سوى اللحظة
    وقادتني الى هذه المناطق الهامة في كتابة عبدالحي والتي أشار اليها اكثر من مرة الروائي ابراهيم اسحاق في لقاءات شفاهية متفرقة
    ومساء امس تحديدا كنت احاول تحريضه لانجاز كتابة عن عبدالحي من واقع هذا النداء الذي وجهته الدكتورة نجاة ( بيان ) وظلت تعمل لأجله لانجاز موقع عن عبدالحي لكنه رفض كعادته بحجة أنه ليس بناقد للشعر لكنه أشار الى الكثير من العلامات التي كتبتها انت هناواستمر الحوار والنقاش بيننا لملامسة العديد من الأسئلة تماما كما لامستها هذه الدراسة، تحديدا
    حالةالنظر لاسترارية الحياة او بدقة أكثر دورة الحياة وهذه الرموز الكثيفة ذات الصلة التي وردت في كتابة عبدالحي وترصدتها انت في هذه الكتابة وكذلك ترابط المشروع السردي لعبدالحي مع المشروع الشعري وسعي الاتجاهين لخدمة رؤية ابداعية وربما كونية واحدة يتلمسها عبدالحي
    اضافة الى اسماعيل صاحب الربابة والاتجاه الصوفي الذي ينتمي اليه
    وصلته بهذه الأسئلة
    والاشارات التي تتعلق بالسمندل والعنقاء والهة الاساطير القديمة ودلالتهم مثل ادونيس و اورفيوس
    اضافة لقراءة عبدالحي للطبقات ووجود شيخ قديم ايضا يسمى بمحمد عبدالحي في طبقات ودضيف الله ومدى استعادة دورة الحياة عبر عبدالحي الشاعر
    او امكانية تتبع حالات كهذه لاضاءة اعمال عبدالحي واضاءة عبدالحي نفسه من خلال اعماله الابداعية وليس من خلال احاديث شفاهية او اقوال
    سمعها منه المقربين منه لانه كان يحمل مشروعا ويحمل
    مفهوما يحتاج لوقفات عميقة وجريئة
    فعبد الحي بالفعل حالة ابداعية فريدة ورائعة وغنية وأسرار ومغاليق عديدة ما زالت في انتظار الكشف النقدي والابداعي والمعرفي . وهل أقول مجددا لشكرا مجيدا لبيان التي فتّحت هذه الابواب الجميلة نحو عبدالحي

                  

08-26-2003, 05:34 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    Quote: Quote: وبما أن السمندل قد صار رمزا للتجـلى الإلهـي والوجـود المطلق الذي لا يعقبه نقصان ، فتأتي الإشارة إليه في بعض القصائد بأنه " طائر الله " و " طائر الشمس




    وعدت كما وعدت. هذا الكلام الذي اقتبسه من ردك على تساؤلي ليس إلا وليد اجتهاداتك الشخصية. فقصيدة محمد عبد الحي التي بين أيدينا لا تشير لا من قريب ولا من بعيد إلى أن السمندل قد صار رمزاً للتجلي الإلهي والوجود المطلق. القصيدة لم تقل هكذا اطلاقاً .. كما أن محمد عبد الحي لم يعلن للملأ أن السمندل يعني بالنسبة له رمزاً للتجلي الإلهي والوجود المطلق. لم أسمع أن محمد عبد الحي قد قال هكذا


    اخ شنتير يبدو انك لم تقرأ مقال :رمزية السمندل ،اعلاه،جيدا
    المقتطف كان تمهيد للحديث عن قصيدة اخري ،هي قصيدة :الطير الخداري،
    لربطها بقصيدة :زرافة النار،وقصيدة في الحلم رايت سعدي وحافظ وبمجمل اشعار عبد الحي.يقول في قصيدة الطير الخداري
    **
    في اول الصبح
    كان الطائر الاخضر

    يدور محتفلا
    في صحوه المزهر

    يعلو ويرتفع
    في اللازورد
    وفي اشراقة الذهب

    يا مركزا اخضر
    في غابة اللهب

    يا طائر الشمس
    يا طائر الله
    يا طائرا اخضر

    ادخل هنا،دائما،والان،منتصرا
    في صحوي المزهر
    **
    قوله:"يا مركزا اخضر في غابة اللهب" اشارة واضحة الي السمندل
    الذي يجدد شبابه كل مائة عام،بالاحتراق في النار!؟
    اذن ،الطير الخداري ،هو السمندل،الذي هو طائر الله،وطائر الشمس ،وعلاقة السمندل المصيرية بالنار ،جعلته يربط بينه بين ،نار موسي،رمز التجلي الالهي.وفي قصيدة :في الحلم رايت سعدي وحافظ،التي تحدنثا عنها في المقال،اشارة واضحة،الي ايماءات الصوفية.فالمعروف ان الصوفية يرمزون الي الذات الالهية ،في مواجدهم،بليلي ،وسعاد ولبني،وسعدي.وحافظ هنا اشارة ،الي حافظ الشيرازي اشهر متصوفة زمانه
    هذا يوكد ان هناك وحدة عضوية وموضوعية ،ليس في القصيدة الواحدة لعبد الحي،انما في جميع اشعاره،ومن هنا كان منطلقنا في قراءت اشعاره -كيف نقرا ونتذوق شعر محمد عبد الحي
    Quote: في كتابه ( الرؤيا والكلمات ) ينطلق محمد عبد الحى في قراءته المتفردة لشعر التجانى يوسف بشير ، من فرضية نقدية تقول ، " علينا أن ننظر لشعر الشاعر في مجموعه ونقرأه في تكامله نحو نظام لغوى جمالي ، وكأننا نقرأ قصيدة واحدة متصلة ، ليست فروعها إلا مراحل في طريق الكشف . ومهمة الناقد أن يستخلص العناصر التي تتكون منها وحدة الرؤيا " (1

    ولعل هذه الفرضية النقدية لا تنطبق على شعر شاعر مثلما تنطبق على شعر محمد عبد الحى ذاته . فوحدة الرؤيا المبثوثة في دواوينه الشعرية تجعلنا نحس ونحن نقرأ قصائده وكأننا نقرأ قصيدة واحدة متصلة الحلقات . ولتذوق شعر عبد الحى تذوقا متبصرا علينا أن نعمل على استخلاص العناصر والنظم الجمالية التي تتجلى عبرها هذه الرؤيا . وكلمة ( الرؤيا ) هنا مقصودة لذاتها وهي غير الرؤية . والفرق بين الرؤيا والرؤية كالفرق بين البصر والبصيرة . ذلك أن " الكون الذي تولد فيه القصيدة كون وثيق الصلة بالوجود الحق الكامن تحت قشرة الواقع اليومي . هو امتداد للحياة لا انعكاس لها .. فالقصيدة من ناحية شبيهة الحلم ، ولكنها من ناحية أخرى تختلف عنه في إنها إشراق في أعماق الذات ينفتح به العالم ، في أنصح لحظات الوعي صحوا وحساسية " . (2) ومهمة النقد الانتقال بالقصيدة من مستوى الرؤيا / الحلم ، إلى مستوى الرؤية ، من مستوى المجاز إلى مستوى العقل والتأويل .

                  

08-26-2003, 07:20 AM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)


    أخي عبد المنعم. لقد قرأت رمزية السمندل جيداً .. ويظل سؤالي قائماً حتى الآن حول موضوع قصيدة زرافة النار. ولكي أوضح لك مغزى سؤالي أقول: كيف يتسنى لي معرفة علاقة عبد الحي بالسمندل إذا لم أتوفر على أي من قصائده الأخرى التي في ثناياها قد تتضح مركزية السمندل في شعره؟ه

    في رأيي الشخصي، فإن القصيدة كإبداع يجب أن لا تكتسب هذا الاسم/الصفة إلا اذا كانت مكتملة العناصر وتحمل رمو تفسيرها في داخلها بحيث لا يُلزم قارؤها بالرجوع الى قصائد أخرى للشاعر المعني لكي تتضح له الرؤية

    تخيل إنساناً لم يسمع بمحمد عبد الحي ووجد قصاصة مطبوع عليها قصيدة زرافة النار .. فكيف يفهم ومن أين يفهم أن هناك شاعراً سودانياً اسمه محمد عبد الحي اتخذ من السمندل رمزاً ولا يمكن فهم قصيدة زرافة النار هذي إلا بالذهاب الى من له علم بكيفية قراءة شعر محمد عبد الحي .. أو الإلمام بكل ما كتبه محمد عبد الحي؟ هذا يا أخي عبد المنعم هو جوهر سؤالي الذي مازال قائماً

    دعني اختصر ما أود قوله بافتراض اقتناعي الكامل بردودك وعدم جدوى تجزئة شعر محمد عبد الحي. باختصار: محمد عبد الحي لم يكتب قصائد بل كتب قصيدة واحدة .. لأن شرحك لي يا اخي عبد المنعم يؤكد على ضرورة قراءة كل شعر محمد عبد الحي كمنظومة واحدة ذات وحدة موضوعية. إذن فكله قصيدة واحدة

    سلمت

    (عدل بواسطة Shinteer on 08-26-2003, 07:57 AM)
    (عدل بواسطة Shinteer on 08-26-2003, 08:02 AM)
    (عدل بواسطة Shinteer on 08-26-2003, 08:05 AM)
    (عدل بواسطة Shinteer on 08-26-2003, 08:07 AM)
    (عدل بواسطة Shinteer on 08-26-2003, 08:07 AM)
    (عدل بواسطة Shinteer on 08-26-2003, 09:24 AM)

                  

08-26-2003, 02:50 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Shinteer)

    *
                  

08-26-2003, 04:46 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 08-26-2003, 07:07 PM)

                  

08-26-2003, 05:14 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    تسلم صديقي العزيز نصار
    وهذه شهادة من مبدع اعتز بها
    الاخ شنتيرر شاعر واديب يعمل بالحكمة التي تقول :التواضع تاج العلماء
    لقد سعدت باسئلته ومداخلاته كثيرا
    تحياتي للاستاذ المبدع ابراهيم اسحاق
    ولك مني عميق المودة
                  

08-27-2003, 05:51 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه- قصيدة* * * الفجر -او نار موسي (Re: Agab Alfaya)

    الاخ شنتير
    الغموض وعدم الوضوح المباشر تظل واحدة من اشكالات الشعر الحديث
    وهي من الاسباب التي افقدت الشعر جماهيريته العريضة التي كانت في الماضي وهذه حقيقة لا بد من الاعتراف بها
    الا ان انصار الشعر الحديث يرون ان هذه لازمة من لوازم هذا الشعر
    وان التعبير المباسر يفقد الشعر خصوصيته وتاثيره العميق
    اعتقد ان الغموض الذي يشتكي منه البعض في شعر عبد الحي سببه غلبة الجانب الفكري علي الجانب العاطفي.لذلك ان فهم هذا الشعر وتذوقه لا يتاتي من اول وهلة،اذ لا بد من اعمال الفكر
    ومن هنا تاتي المفارقة عما ظل الناس يعتقدون انه الشعر،لكن الم يكن الغموض صفة ملازمة للشعر من قديم الزمان مع اختلاف في درجة هذا الغموض.لقد وصف الناس شعر ابي العلا المعري ،خاصة اللزوميات بالغموض،بل حتي شعر ابي تمام وصف بالغموض في زمانه
    مرة استعمل تعبير:ماء الملام،فقال له احد النقاد ؛هل لك ان تاتني بقطرة من ماء الملام هذا.فرد عليه ابو تمام:وهل لك ان تاتني بريشة من جناح الذل في قوله :واخفض لهما جناح الذل من الرحمة
    وكان كثيرا ما يسئل:لماذا لا تقول ما يفهم ،فيجيب؛ولماذا لا تفهم ما يقال!؟

    ونواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de