|
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)
|
من هذا التجديد المنهجى لموضوع البحث , ندخل فى محاولة الاجابة عن السؤال الكبير: لماذا شغلت قضية الحرية الانسانية كل تلك المساحة الواسعة من تاريخ الفكر التراثى العربى الاسلامى, مرجع ذلك ,فى تصورى, عاملان اثنان: اولهما ضرورات التطور الاجتماعية التى رافقت ظهور الاسلام كدعوة توحيدية هدفها ذلك التغيير التحويلى العميق ........ فدعوة الاسلام جاءت مجتمع شبه الجزيرة العربية لتغيير اوضاع كانت قد استنفذت وظيفتها التاريخية وادركتها الحاجة الحتمية الى التغيير النوعي, نعنى بها الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعقلية المتصلة مباشرة بالانسان ككائن بشري واقعى ارضى, لا كمفهوم تجريدى او كمعنى مطلق... ان ضرورات التطور هذا كانت تحتم, موضوعيا, اعادة النظر فى كا العلاقات السائدة حتى نهاية القرن السادس الميلادي , وفى كل المواضعات القائمة عليها اشكال التعامل بين الانسان والطبيعة والكون مباشرة فى عمق هذه الضرورات الواقعية الموضوعية , كانت لاشك تكمن ضرورة تتعلق بحرية الانسان... فان هذه الحرية ظلت , خلال العصور السابقة, خارج اطار البحث, فضلا عن ان تكون داخلة اطر الممارسة.. لكون الانسان نفسه , منذ نشاة المجتمعات الطبقية , فضلا عن ان تكون داخلة اطر الممارسة .. لكون الانسان نفسه , منذ نشاة المجتمعات الطبقية , لايحظى بالنظر اليه كقيمة بذاته, فكيف تحظى حريتة اذن بقدر من مثل هذا النظر؟ .. وفى شبهة الجزيرة العربية كان نظام القبيلة السائد, بعد تفكك نظام الاقتصاد الطبيعى , لايرى فى الانسان اكثر من وسيلة او اداة لحماية القبيلة.. لكن تطورا ما كانت تهب رياحه على شبهه الجزيرة من كل جهات العالم المحيط بها , وكانت له علامات غامضة ترتسم على مجمل الحياة العربية هنالك .. وقد ظهر الاسلام وعلامات التطور هذه تتوضح , قليلا قليلا , وتتوجهه نحو الانسان لتكسر عنه غلاف الاهمال التاريخى , اى لتكشف عن وجوده كقيمة كونية لابد من رعايتها لقد جاءت الدعوة الاسلامية بتعبيرات عن هذه الرعاية للانسان وللحرية الانسانية , كاشفه عن تلك الحاجة التاريخية الى اعادة النظر فى العلاقات والمواصفات التى كانت سائدة فى مرحلة ماقبل الاسلام , وكانت قد استنفذت دورها عند ظهور الاسلام
|
|
|
|
|
|