تجديد الفكر ، أم تجديد الدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد قاسم(ودقاسم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2003, 11:43 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تجديد الفكر ، أم تجديد الدين

    هذا موضوع كبير ظللت أقاوم كتابته زمنا طويلا ، لكنه يشغلني باستمرار ، وقد وردت عدة إشارات له في كتابات الأعضاء ودفوعاتهم ، وقد وردت إشارات واضحة مني ومن الأخ خضر حسين في بوست الأخ خضر في مسببات دفاعه عن الأخت رودا ، بل أن الحوار مع الأخت رودا كان دائما يسبب للكثيرين حرجا وضيقا و يضعنا أمام التحدي ،ويفتح علينا الاتهام بالجمود والركود وعدم الالتفات إلى الواقع المعاصر
    وأعلم أن الاخوة الجمهوريين وغيرهم يسعون إلى تمليكنا فكرا متجددا لكن هؤلاء وغيرهم يجدون معارضة متشددة من قبل الذين يتمسكون بالخطاب الديني التاريخي ، وقد اوصلت النزعة التجديدية الكثيرين ممن تبنوها إلى الرمي بالكفر والردة وأوصلت بعضهم إلى المشانق ، لكن الذين يتمسكون بالخطاب الديني التاريخي والذين يسودون مجتمعنا حاليا ويحاولون احتكاره ، هؤلاء لو عادوا إلى كثير مما كتب العلماء المسلمون لوجدوا أن النزعة التجديدية حق ، وأنها أصل أقره هؤلاء العلماء بفهمهم المتقدم للدين ولديناميكية الحياة التي تفرض علينا التطور بشكل يومي ، وبدون ملامسة الواقع الذي نعيشه فسندخل في تناقضات عديدة يفرضها سوء الفهم والتضييق المتعمدلأفاق العقل ، والامتناع عن التفكير والتدبر بخوف الخوض في أمورلم نمنع من الخوض فيها ، وقد تقودنا مثل هذه التباقضات للشك والإنهزام فنهجر الدين ونبحث عن مخارج أخرى ، لكن العجز الذي سيقودنا إلى هذا الشك ليس عجزا في الدين وإنما هو عجز فينا نحن المؤمنين
    أعرف أن الكثيرين سيختلفون معي لأن الموضوع ليس جديدا والاختلاف والاتفاق حوله موجودان منذ عصور ، لكن البحث عن المخرج ، وقتل التناقض ، وضرورة التناغم مع الواقع المعاصر والتأكيد على أن الدين هو الموجه الأساسي للحياة على مر العصور ، كل هذه تفرض علينا البحث الجاد والتنقيب وإعمال الفكر وأي تعطيل لأي من أدوات البحث والتفكير سيضر كثيرا بالدين وبالتالي سيضر كثيرا بالبشرية
    أعتقد أن الموضوع جدير بالبحث ، وأنتظركم لنخرج سويا من حالة الركود التي نعيشها ليس رغبة في التجديد بلا طائل ولكن لنتمكن سويا من ملامسة واقعنا وإعداد أنفسنا لحمل الرسالة التي كلفنا الله تعالى بها
                  

08-10-2003, 12:21 PM

alsngaq
<aalsngaq
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 2389

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الاخ ود قاسم تحياتي

    اول حاجة كنت اتمنى ان تبدأ هذا الموضوع دون ذكر روضة او الاشارة
    الى الجمهوريين. واظن انك لن تسأليني لماذا؟؟ وخاصة وانك لقد اسلفت
    فى قولك ان هذا الموضوع قد كنت تقاوم كتابته كثيرا. فمثل هذه المواضيع تحتاج لجو صحي وبعيد عن المشاحنات الشخصية وغيرها.

    وبتمنى من كل المداخلين في هذا الموضوع ان يلتزموابالفكرة و ما يزجوا بأشياء أخرى.

    وح اقول كلام اتمنى ان يفهمه الإخوة خاصة واننا فى اشد الحاجة لفهمه
    من اكبر مشاكلنا التى نعاني منها الآن فى اعتقادي سببها الاسلام السياسي. وهذا الموضوع كبير ومتعدد الجوانب واذا لم نطول بالنا ونتحاور بأدب والله ح نقعد مسطحين كدا ليوم الدين.
    اخ ود قاسم مسألة تجديد الفكر ام تجديد الدين دي قضية وحدة واسمح
    لى ان استعير تسمية الاسلام السياسي بدلا منهاحتى نكون اكثر تحديدا
    فى نقاشنا ونستفيد من الموضوع دا.

    انني شخصيا على قناعة تامه بأن الاسلام متجدد بأفكاره ولكن العيب فينا لقد جعلنا من هذه الافكار هياكل واخذنا نركب بعضها فوق بعض
    دون الغوص فى ماهية هذه الافكار. نحن الآن نعيش فى عصري ديجتالىاصبح
    لا يؤمن الا باللغة الارقام. يعني حتى الاستدلالات المنطقية اصبحت تخلق نوع من البلبة فى انجاز اي مهمة. ما اريد ان اقوله اننا اصبحنا فى حوجة شديده جدا الى اعادة تفسير كتاب الله تعالى. سوف اتوقف هنا
    ولى عودة بالرغم من حساسية النقطة التى توقفت عندها ولكن باي حال
    لكن تكون بقدر حساسية وضعنا وتدهور حالنا

    ولى عودة
                  

08-10-2003, 01:02 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: alsngaq)

    الأخ السنجك
    لك التحية
    أخي الموضوع كما اتفقنا هام وكبير ، والأمثلة التي اعترضت عليها في تعقيبك هي أمثلة قصدت بها الإتيان بنموذج على تحدي المعاصرة ، ونموذج يسعى للتجديد ، وبالتأكيد هناك نماذج أخرى للحالتين ، لكن الأول معروف لدى أعضاء البورد والمتابعين والثاني معروف لدى السودانيين وربما على مستوى أوسع
    المهم أننا لا بد أن نتحاور ونناقش الموضوع بقدر ما نستطيع وأتمنى أن يشاركنا كل صاحب علم بعلمه
                  

08-10-2003, 12:31 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)


    أشكرك يا أخي ود قاسم على إثارة هذا الموضوع الهام

    في تقديري تجديد الدين يعني تجديد الشرائع والنظم التي تنظم حياة الناس.. الدين جوهره واحد، هو "لا إله إلا الله"ـ ولكن الذي يتطور باستمرار هو التشاريع..

    الدين كامل ما في ذلك أدنى ريب.. والذين يعترضون على تجديد الفهم الديني للتشاريع يحتجون بالآية القرآنية الكريمة: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا"ـ ومن هنا يقولون بأن الدين الإسلامي لا يحتاج إلى تجديد أو فهم جديد فيما يختص بتشاريع المعاملات.. وهؤلاء يذهلون عن حقيقة كبرى، وهي أن الذي كمل هو الإنزال، وليس البيان.. الدين كمل إنزاله بنزول القرآن الكريم.. ولكن بيان القرآن على الله، وما يكن بيانه على الله يستمر سرمديا ولا ينتهي، قال تعالى: "إن علينا جمعه وقرآنه.. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه.. ثم إن علينا بيانه"ـ
    وبيان القرآن يعلمه الله لعلمائه.. فالقرآن آيات بينات ليس في عقول كل الناس، وإنما في صدور الذين أوتوا العلم، والعلم هنا يعني التقوى.. قال تعالى: "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم"ـ ويقول تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله، والله بكل شئ عليم"ـ

    من المعروف أن الأستاذ محمود محمد طه قد دعى إلى تطوير التشريع بالانتقال من الايات الفرعية التي كان لها الحكم منذ القرن السابع إلى الآيات الأصلية التي نسخت منذ أن تمت الهجرة إلى المدينة.. الذين يحتجون على دعوة الأستاذ محمود هذه، يواجهون معضلة كبيرة في فهم معنى النسخ في القرآن.. فهم يقولون بأن ما تركه النبي عليه السلام منسوخا يبقى منسوخا، وليس لأحد الحق في تغيير هذا النسخ لمصلحة المسلمين، ولمصلحة الدين.. في مثل هذا الفهم، البعيد عن الحقيقة، يبدو النسخ وكأنه تغيير رأي، وعن ذلك تعالى الله.. وبما أن القرآن المنسوخ هو أرفع آيات القرآن، لأنه يدعو إلى الحرية والإسماح والديمقراطية والاشتراكية، فإنه من غير المعقول القول بأن النسخ هو مراد الدين الأخير.. لو كان ذلك كذلك لكان أرفع ما في الدين الإسلامي، قد نسخ، وإلى الأبد، بما هو دونه، من القرآن الفرعي الذي شرّع للقتال وشرع لتنظيم الرق وشرع لعدم مساواة المسلمين مع غير المسلمين، وشرّع لعدم مساواة المرأة بالرجل.. وفي هذه الحالة يجد الناس العذر في التخلي عن الدين الإسلامي ويفضلون عليه تبني تشاريع وضعية تتكفل بإحقاق الحقوق الأساسية وتحترم اختيارات الناس في الديمقراطية والمساواة..
    ولكن الأستاذ محمود يقول بأن النسخ مسألة مرحلية، وهو ليس القول الأخير في الدين، على التحقيق، وأن واجب المسلمين، خاصة العلماء، أن ينظروا في هذا الأمر ويعملوا على إحكام آيات الأصول من القرآن للخروج من المأزق الذي أشار إليه الأخ ود قاسم في الفقرة التي اقتبستها أدناه.. لم يدع الأستاذ محمود أي سلطة لفرض هذا الفهم على المسلمين، ولم يسع إلى إحراز سلطة ليفرض بها فهمه، بل أصر على أن قوله صحيح وهو مستعد لتحمل نتيجته، وكان هذا قمة النموذج في التحلي بالمسئولية، ولكن الجناة لم يتورعوا عن قتله، ليكتشفوا بعد حين قليل ألا مخرج إلا بما قال.. وستثبت هذه الحقيقة للناس كل يوم جديد..

    ولك الشكر يا أخي ود قاسم والسلام

    ياسر

    =====
    Quote: لكن الذين يتمسكون بالخطاب الديني التاريخي والذين يسودون مجتمعنا حاليا ويحاولون احتكاره ، هؤلاء لو عادوا إلى كثير مما كتب العلماء المسلمون لوجدوا أن النزعة التجديدية حق ، وأنها أصل أقره هؤلاء العلماء بفهمهم المتقدم للدين ولديناميكية الحياة التي تفرض علينا التطور بشكل يومي ، وبدون ملامسة الواقع الذي نعيشه فسندخل في تناقضات عديدة يفرضها سوء الفهم والتضييق المتعمدلأفاق العقل ، والامتناع عن التفكير والتدبر بخوف الخوض في أمورلم نمنع من الخوض فيها ، وقد تقودنا مثل هذه التناقضات للشك والإنهزام فنهجر الدين ونبحث عن مخارج أخرى ، لكن العجز الذي سيقودنا إلى هذا الشك ليس عجزا في الدين وإنما هو عجز فينا نحن المؤمنين

                  

08-10-2003, 03:09 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: Yasir Elsharif)

    أخي د. ياسر
    لك التحية
    أثمن غاليا ما بذله الجمهوريون من جهد ، وما يبذلونه ، وأسأل الله أن يثيبهم على مجهودهم هذا
    رغبت من طرح هذا الموضوع أن أتدرج فيه حتى لا يختلف الناس من بدايته ، فلنبدأ بتثبيت حاجة البشر للتجديد واقناع الآخر بأن الجمود يضر بالدين وكل ما يضر بالدين يضر بالإنسانية ويقعد بالمؤمنين عن إداء رسالتهم
    ثم يمكن أن نتقدم إلى منهج التجديد الذي نريد وكيفياته
    وحقيقة عددتك وآخرين من المتفقين معي على ضرورة التجديد
    لكن سيكون الطريق طويلا لإقناع كل الفئات بهذه الضرورة
                  

08-10-2003, 01:21 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    وهذا رأي منقول للمصلحة العامة ولإثراء الحوار
    رؤية حول فكرة التجديد


    بقلم: الشيخ فيصل العوامي

    www.alawami.org



    تحرّزاً من الوقوع في المحذور يختار الكثير من أهل النظر عبارة "التجديد في الفكر الديني" كبديل معدّل عن "تجديد الدين"، باعتبار أن الدين ثابت لا يعتريه النقص أو التشوّه، ومتعالٍ على الزمان والمكان، وواضعه هو الله سبحانه وتعالى، بينما الفكر الديني استنتاج بشري تطرأ عليه النواقص، ومنفعل بالإنتقالات الزمكانية، إلا أن النصوص الشرعية نطقت صريحاً بمضمون التعبير الثاني، فقد جاء في نص المشهورة: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".. وصراحتها واضحة في أن التجديد لا يختص بالفكر الديني، وإنما الدين بنفسه يتطلب بنحو الضرورة تجديداً يتفاعل بصورة إيجابية مع الظروف الزمكانية.

    وهذا النمط من التجديد لا يشي بقصور في الدين يجعله تابعاً ومنقاداً للمؤثرات الزمكانية، بل على العكس من ذلك تماماً، فهو أبلغ برهان على الفوقانية الدينية، فالدين فيه من القوة بحيث يتجدد بين الفينة والأخرى، وفي نفس الوقت يبقى حاكماً ومهيمناً على سائر الأزمنة والأمكنة، لأن تجديده يجعل قيمه الأم ماثلة في كل نقلة زمانية أو مكانية.. وأعتقد أن الدين يلزم أتباعه بانتهاج هذا المسلك من التجديد، إذ من دونه يترهل الدين وتنعدم فاعليته.

    فالدين ينطوي على نظريات عملاقة وثابتة ="متعالية"، والمحافظة على هذا التعالي يفرض على أتباعه أن ينظِّروا باستمرار لكيفية تجلي تلك النظريات بحسب النوعية المتغيرة للزمان والمكان، لا بل قد يصل الأمر في بعض المنعطفات إلى الغربلة بين ما هو قابل للتطبيق من الدين وما ليس كذلك.. أظن أن التجديد يصل بنا إلى هذا المستوى، وتاريخنا الديني ممتلئ بالكثير من الشواهد التطبيقية التي تسير في هذا الخط.

    فالتوحيد والنبوة والإمامة نظريات عملاقة، لكن من غير أن ننظّر لتجلياتها الزمكانية، قد تصبح فاعليتها فقيرة بل قد تكون عديمة التأثير، فعلم الكلام القديم شرحها بكيفية خاصة تتناسب مع المستوى الذهني والظرف الحياتي لإنسان تلك المرحلة، ومع تنامي المستوى الذهني والظرف الحياتي لإنساننا المعاصر، لابد أن تشرح بنمط يستجيب لمعطيات هذه الذهنية وإن فرض ذلك نوعاً من التصرّف في صورتها المعهودة.. ويبدو أن ذلك هو الذي يعطي الحياة لمثل هذه النظريات.

    فالتجديد في رأيي إيقاظ لعملاق ساكن، وسكونه بسبب سكون أتباعه، وزعزعة لمحيط هادئ، وهدوءه بسبب ترهل بحّاريه، فالدين يتفاعل مع أتباعه ويتناغم معهم، ولذا كان للرجال حسب العرض القرآني الدور الأساس في تجذير الدين بين الأمم، كما قال تعالى شأنه: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى...}.

    إذاً التجديد إيقاظ لعملاق وزعزعة لمحيط، وليس استبدالاً لعملاق بمن هو دونه، أو ملئاً لبانيو بماء قليل.. ولكن ما الذي يوقظ العملاق ويزعزع المحيط..؟

    لا شئ غير التساؤلات الحرجة الجديدة.. ولذا يفترض منَّا ونحن نمارس عملية التجديد أن نقذف هذه التساؤلات بقوة على ذلك العملاق، ولا خوف عليه أبداً كما قد يتوجس البعض، فحصانته أكبر مما نتوقع خاصة إذا كان أتباعه على أهلية كافية.

    بهذا فالتجديد هو تجديد الدين، وهو بلا شك كفيل بأن يضفي على الفكر الديني بالتبع طابعاً تجديدياً.. وهذا التجديد يفرض علينا أن نزج بالقيم الأم في زحمة التساؤلات المعاصرة، لتبرز تلك القيم وتتضح حاكميتها الأبدية، وليس من الصحيح أن نكفّنها خوفاً عليها من التقلبات المناخية، فالتكفين لا يؤدي إلا إلى خنقها.

    وبالطبع فإني لا أعني بكل ذلك الإستبدال، وإنما أعني:

    1- إظهار الدين في حلل جديدة تتناسب مع الموضة المتغيرة بفعل الإنتقال الزمكاني.

    2- ابتكار مناهج جديدة والإستفادة من المناهج والأدوات المعاصرة لتنشيط عملية التجديد.

    3- تنقية الفكر القائم نظراً لأن التطوّر المعرفي سيكشف العديد من مناطق العجز في هذا الفكر نظريةً ومنهجاً.

    4- توسيع دائرة العطاء للدين -وليس الفكر فقط- ليستوعب جميع القضايا المعاصرة.

    ولا يفوتنا هنا التأكيد أن التجديد ليس عبارة عن عملية نقد مجردة، وإنما انتقال إلى الإجابات التأسيسية "العملية لا النظرية فقط"، فالنقد غالباً إثارة للإستفهامات، بينما التجديد صناعة لأجوبة علمية ذات صبغة عملية، ولهذا فالتجديد يحرك الدين والفكر الديني، بينما النقد قد يوقف الحركة والنشاط إذا لم يكن مقدمة فعلية وجدّية للإجابة الحقيقية.





                  

08-10-2003, 01:55 PM

abuguta
<aabuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الاخ ود قاسم
    والاخوة شكرا على الطرح

    دا موضوع قبلكم وقبلكم وقبل الذين استدليتو بقولهم خاضو وجالو, فيهم
    من قورع بالحجة وفيهم من مات عليها ولم يقنع حتى اهل بيته.

    لكن عندى امثلة او اسئلة سولت من قبل, يجب التدبر فيها:-

    .اولا:- واحدة مسلة وملتزمة فى اسلامها ارادت ان تتزوج كتابى سالت علم كبير قال ليها دى مسالةعاوزة ليها اجتهاد .

    .ثانيا:- واحد بنته جامعية قال ماممكن شهادتها تعادل نصف شهادة البواب

    .ثالثا:- رجل سئل عن حديث الذبابة قال انا مع الطبيب الكافر ما مع الرسول فى هذا الحديث

    رابعا:- قيل لاحد العلماء ان المسيح الدجال موجود فى جزيرة بنص الحديث
    قام رد كيف يكون موجود والعلم الحديث لم يترك مكان الا اكتشفه

    ودا غيض من فيض
    وفى اشياء لو ذكرتها ليك ياود قاسم بسمع اصوات تنادى بحذف البوست
    او رمى بالذندقة لانى ممسست عقائده فياخوى مع احترامى لطرحك خلونا فى مواضيع السلام والسياسة لانه دا بجرجر علماء لهم شطحات تعلقهم بين السماء والارض
    وتسلم ياهميم
                  

08-10-2003, 04:18 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: abuguta)

    الباشمهندس أبو قوته
    لك التحية
    التجديد مطلوب ... مطلوب ، خاصة وأن من قبلنا حاولوه ولم ينجحوا ، ولكن لو قرأت كلام الشيخ العوامي الذي نقلته لكم تجد أن عدم السعي في هذا الاتجاه يمثل قصورا كبيرا وينبني عليه ضرر كبير ، كما أن السياسة لن تثمر والسلام لن لن يتحقق طالما ظللنا نتعامل مع الأمور بأفق ضيق ، وننظر إلى بعضنا بشك وريبة ونلغي من حياتنا كل ما هو إنساني ونستبدل ذلك بنصوص نأخذ منها الجانب المتشدد ونترك جانبها المرن الذي يتيح لنا حياة عصرية
                  

08-10-2003, 01:48 PM

nasiradin
<anasiradin
تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 1270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الاخ ود قاسم سلامي اولا قبل كل شء

    ثانيا يا عزيزي الدين لا يحتاج الي تجديد

    و الا انتفت صحه الايه الكريمه و العياز بالله

    اليوم أكملت لكم دينكم الخ ... صدق الله العظيم

    و يا عزيزي لا تنبهر بهؤلاء الجمهوريين فهم لا يملكون فكرا انما فلسفه

    اما بخصوص هنايه او رودا التي اختفت علي ما أعتقد

    من أجل ان يقوم اولئك القوم بأملائها ما ستذكره علينا بعد عودتها

    لا اعادها الله

    علي سبيل المثال فقط لا الحصر

    فقد أخطأ الأخ المذكور و أعوانه عندما دافعوا عنها

    لانهم لو تأملوا في بدايات المصحف الشريف لما فعلوا

    فقد انكرت هنايه وجود الحور العين وهي كما تعلم من الغيبيات

    و الايمان بالغيب يا عزيزي من من شروط التقوي

    فنجد في ثاني صفحه في المصحف ايه تقول

    ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين

    الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة ... الخ

    و لكن ماذا نقول غير قوله الذي لا قول بعده

    في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاو ليهدينا الله و اياهم

    و الله أعلم

    فيا عزيزي من أراد التجديد عليه ان يجدد فكره بشرط

    الا يخالف اصول الفقه

    تحياتي ,,,ناصر البطل
                  

08-10-2003, 08:24 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: nasiradin)

    الأخ ناصر الدين
    لك التحية
    أخي كما أوضحت نحن أمام قضية وتجاهل هذه القضية قد يجعل البعض نتهم الدين بالقصور فهل نحن - أقصد المسلمين - هل نحن مستعدون للتحدي وإثبات أن دين الله كامل وصالح لكل زمان ومكان ؟ وكيف ؟ وأريد أن أعرف هل الاخوة متفقون على وجود القضية ؟ وهل هم على استعداد لبحثها بالتفصيل ؟ وهل يمكن الاتفاق على منهج موحد للحل ؟
    وآمل أن لا ندع الأمثلة تصرفنا عن الموضوع الأساسي
                  

08-10-2003, 08:42 PM

nasiradin
<anasiradin
تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 1270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الاخ ود قاسم ...لك الف تحيه

    اولا انا لم اضرب مثلا انما رددت علي ما كتبته انت

    ثانيا هذا المثل هو من سنحاوره فلماذا لا نتحدث عنه

    ثالثا انا لست عالم دين و لكني اتبع قول المصطفي صلي الله عليه و سلم

    تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله و سنه رسوله

    ثم اخذ من الاامه و السلف الصالح والعلماء ما احس بانه صالح للاخذ به

    فالحلال بين و الحرام بين وبينهما امور متشابهات فاتقوا النار بالشبهات

    و استفت فلبك و ان افتوك

    لذلك اكتب في مداخلاتي الدينيه الله أعلم و ارجوا كل من شارك في هذا البوست ان يذكرها

    فعند البت في امر الدين و الاستناد الي الايات الكريمه يجب ذكرها

    رابعا يا عزيزي ان لم نستطيع الدفاع عن الاسلام فلنراجع اسلامنا

    ويبقي العيب فينا وليس في الاسلام

    اخيرا يا اخي ... عموما انا احب مناقشة الاسلام و الاديان الاخري

    والمذاهب الفلسفيه

    و المعتقدات المنطقيه و العقليه

    هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندهم

    تحياتي .... ناصر البطل
                  

08-11-2003, 08:59 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: nasiradin)

    العزيز ناصر الدين
    لك التحية
    ونصر الله بك دينه
    أخي حديثي عن الأمثلة يتعلق بالأمثلة التي أوردتها أنا ، وقصدت أن هذه الأمثلة كانت تهدف للشرح والتدليل فقط ، وليست هي هدف هذا الموضوع ، فالموضوع أكبر بكثير من المثالين الذين وردا، وتأكد يا ناصر أن مصادرنا هي مصادرك وهي الكتاب والسنة ، وما نطرحه هنا أننا أمة هزيلة ومنهزمة وظللنا أمة مشدوهة ومنبهرة بما ينتجه غيرنا من التقنية والعلم ، هذا بالرغم من امتلاكنا للفكر الذي يوفر لنا المخرج ، بل يوفر لنا الريادة ، وهذا الفكر ليس من عندنا وإنما هو من لدن خبير حكيم ، لكننا لم نستطع أن نكون إناء متسعا لهذا الفكر ، ولهذا العلم ، لذا ربما يتجه بعضنا ليبحث في الفكر الرأسمالي أو الشيوعي ويتلمس المذاهب الفلسفية ، واتفق معك أننا المقصرون وليس الإسلام ، لكن كيف نتمكن من ثبر أغوار فكرنا الإسلامي ، هل نعي مشكلتنا التي تواجهنا أم أننا لا نحس هذا الانهزام والانكسار ؟ هل لدينا المقدرة ؟ هل ديننا يمنعنا وينهانا عن البحث في معالجة القضايا المعاصرة ؟ إذا ثبتنا حاجتنا واتفقنا على أننا مطالبون بالبحث - ليس أنا وأنت يا ناصر -إنما علماؤنا ومثقفونا وعامتنا كلنا نسهم ، قد يسهم البعض فقط بشكواه ، فتنير شكواه الطريق ، حيث يشرح أبعاد المشكلة لمن يمكنه إيجاد الحل ، فلا استثناء في اليذل ، كلنا مطالبون بأن نعطي وإلا فكيف لنا أن نأخذ ، متى نتمكن من تطبيق الإسلام ليصبح المنهج المنظم لحياتنا كلها ، متى يمكن أن يصبح خلقنا مطابقا لخلق النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن ، هل نأمل في هذا أم أننا بعيدون ؟ ما الذي يمكن أن يقربنا ؟
                  

08-10-2003, 05:49 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)


    الأخ ود قاسم

    أرجو أن تسمح لي بتنزيل هذه المقدمة التي كتبها حسين أحمد أمين الذي قام بترجمة كتاب الدكتور عبد الله أحمد النعميم من الإنجليزية إلى العربية..
    وأشكرك على كتابة العوامي التي أرسلتها أعلاه.. سأبقى قارئا لهذا البوست واستمتع بالمشاركة بين الحين والآخر..

    http://www.arkamani.org/bookreview_files/abdalahnaeem.htm
    نحو تطوير التشريع الإسلامى

    تأليف د. عبدالله أحمد النعيم

    ترجمة وتقديم: حسين أحمد أمين

    سيناء للنشر، القاهرة 1994

    -1-

    يبدو أن المصريين قد اعتادوا واستمرأوا فكرة أن تكون بلادهم مصدر الإشعاع الفكرى فى العالمين العربى والإسلامى، ذلك أنَّ القليلين من مثقفيهم هم الذين يلقون بالاً الى الثمار الفكريَّة فى الأقطار المحيطة بقطرهم، أو يقدرون الضرر الذى سينجم حتماً، عن هذه العزلة وهذا الإغفال. وها قد مضى أكثر من ربع قرن على ظهور كتاب فى السودان، هو كتاب "الرسالة الثانيَّة فى الإسلام" للشهيد محمود محمد طه، الذى أعدَّه أهم محاولة ينهض بها مسلم معاصر لتطوير التشريع الإسلامى، والتوفيق بين التعاليم الإسلاميَّة ومقتضيات المعاصرة، دون أن يحظى فى مصر (أو فى بلد إسلامى خارج السودان على حد علمى) بالإهتمام الذى هو أهل له، ودون أن نلمس له تأثيراً فى إتجاهات مفكرينا ومثقفينا وجمهور شعبنا، رغم إحتوائه على فكرة أساسيَّة ثوريَّة لا شكَّ عندى فى قدرتها متى صادفت القبول لدى الرأى العام الإسلامى، على أن توفر الحلول لمعظم المشكلات التى تكتنف موضوع تطبيق الشريعة، فى إطار إسلامى.



    وفى الكتاب بين أيدينا عرض واف لهذه الفكرة ولغيرها من الأفكار التى نادى بها المرحوم الأستاذ محمود محمد طه. غير أنه لا بأس من أن نوجز الفكرة الرئيسة فيما يلى:



    إنَّ النظرة المتمعنة فى محتوى القرآن الكريم والسنة النبويَّة تكشف عن مرحلتين لرسالة الإسلام: المكيَّة والمدنيَّة. والرسالة فى المرحلة الأولى هى الرسالة الخالدة والأساسيَّة، رسالة تؤكد الكرامة الأصيلة لكافة البشر، دون إعتبار للجنس، أو العرق، أو العقيدة الدينيَّة أو غير ذلك. وقد تميزت هذه الرسالة بالتسويَّة بين الرجال والنساء، وبحريَّة الإختيار الكاملة فى أمور الدين والعقيدة. فأما أسلوب الدعوة اليها فقائم على أساس الإقناع بالحجج العقليَّة، والجدل بالتى هى أحسن، دون أدنى قدر من الإكراه أو القهر.



    وإذا رفض المشركون هذا المستوى الرفيع للرسالة، وبدا واضحاً أنَّ المجتمع ككل لم يكن بعد مستعداً للأخذ بها، جاءت الرسالة الأكثر واقعيَّة فى الفترة المدنيَّة، ونفذت أحكامها. وعلى هذا فإنَّ جوانب رسالة الفترة المكيَّة، التى لم تكن قابلة للتطبيق العلمى فى السياق التاريخى للقرن السابع الميلادى، علقت وحلت محلها مبادئ أكثر عملية. غير أنَّ الجوانب المعلقة من الرسالة المكيَّة لم تضع الى الأبد بوصفها مصدراً للشريعة، وإنما أجل تنفيذها الى حين توافر الظروف المناسبة فى المستقبل.



    وقد سبق لى أن ذكرت فى مقدمة كتابى "دليل المسلم الحزين الى مقتضى السلوك فى القرن العشرين" أنَّ كثيراً مما نخاله من الدين هو من نتاج حسابات تاريخيَّة وإجتماعيَّة معينة، ومن إضافات بشر من حقب متعاقبة. وقد كان من شأن هذه الحسابات والإضافات أن أسدلت حجاباً كثيفاً على جوهر الدين وحقائقه الأساسيَّة الخالدة. فالدين لا ينشأ فى فراغ، وإنما يظهر فى مجتمع معين وزمن معين، فتتلون تعاليمه بالضرورة بظروف ذلك المجتمع ومقتضيات ذلك الزمان وتراعيها. هو إذن حقيقة مطلقة وردت فى إطار تاريخى، وظهرت فى بيئة إجتماعيَّة إنعكست معالمه عليه، وذلك من أجل أن يلقى القبول، ويحظى منهم الغالبيَّة، ويضمن الإنتشار. فكما أنه يستحيل على المرء أن يحمل الماء إلا فى إناء، أو يحتفظ بعنصر كيميائى غازى إلا أن خلطه بعنصر غريب يحوله الى أقراص صلبة، فإنَّ الرسالة الدينيَّة بحقائقها العالميَّة والخالدة لا يمكن إلا أن تبلغ لمجتمع معين، فى حقبة تاريخيَّة محددة، وهو ما يجعل من المحتم أن تدفع الرسالة ثمن ذلك فى صورة الدخيل المؤقت، العارض المحلى، غير الجوهرى وغير الأساسى. فلو أنَّ الرسالة الخالدة لم تراع جهاز الإستقبال لدى من تسعى الى مخاطبته والوصول اليه، لضاعت فى الأثير واستحال إلتقاطها. أما ضمان إلتقاطها واستقبالها فيقتضى تغليف الرسالة بما ليس فى صلبها، وترجمة المحتوى العالمى الخالد الى لهجة محليَّة، ومراعاة غلظ الأذهان، وضعف المستوى الثقافى والحضارى، والتشبث العنيد بالمفاهيم الموروثة والتقاليد. فإن أصرت الرسالة على أن تحتفظ بنقائها فلا تتلون بالظروف المحليَّة والتاريخيَّة، ضاعت هدراً ولم يقبلها أحد. ولو أن الرسالة قد تلونت عند تبليغها بالمحلى التاريخى، ثم أصرت بعد ذلك على البقاء على ما هى عليه، رغم إنتشارها الى بيئات إجتماعيَّة جديدة، ومرور الحقب التاريخيَّة عليها، وأبت أن تتشكل بظروف تلك البيئات الجديدة، ومقتضيات العصر تلو العصر، لاستحال عليها أن تلبى الإحتياجات الروحيَّة لأهل المجتمعات والعصور الجديدة الفعاليَّة نفسها التى لبت بها إحتياجات أهل المجتمع والعصر اللذين جاءت الرسالة فيهما.



    هذا عن رأى وقت كتابتى لمقدمة كتابى المشار اليه. وأنا الآن أميل الى القول مع الأستاذ محمود محد طه بأن رسالة الإسلام بحقائقه العالميَّة الخالدة، بُلغت خلال الفترة المكيَّة دون حساب لغلظ الأذهان، وضعف المستوى الحضارى للعرب فى ذلك الوقت، ودون التلون بالظروف المحليَّة والتاريخيَّة. وفى ظنى أن هذا هو أيضاً ما أراد على عبدالرازق أن يقوله فى كتابه "الإسلام وأصول الحكم" عام 1925، وإن كان قد عبر عن قصده بعبارات تتسم ببعض الإلتواء، وما عبر عنه صراحة المؤرخ البريطانى آرنولد توينبى فى آخر كتاب له وهو :

    Mankind and Mother Earth فى عام 1976 والذى نشر بعد سنة من وفاة مؤلفه.



    غير أنَّ الأستاذ طه يذهب الى أبعد مما ذهب اليه أحد منا، ويصل بالفكرة الى نتيجتها المنطقيَّة: فعنده أن الفقهاء القدامى من مؤسسى صرح الشريعة الإسلاميَّة، جانبهم التوفيق إذ فسروا مبدأ النسخ على أساس أنَّ النصوص اللاحقة من القرآن والسنة (أى الفترة المدنيَّة)، تنسخ أو تلغى كافة نصوص الفترة المكيَّة السابقة، التى تبدو متعارضة معها. والسؤال الذى ينجم عن هذا هو ما إذا كان مثل هذا النسخ دائم المفعول بحيث تبقى النصوص المكيَّة الأقدم، غير معمول بها الى أبد الآبدين. ويذهب محمود طه الى أنَّ هذا القول مرفوض بالنظر الى أنه لو صح لما كان ثمة معنى للإتيان بالنصوص الأقدم. كما يذهب الى أنَّ القول بأنَّ النسخ أبدى يعنى حرمان المسلمين من أفضل جوانب دينهم. وبالتالى فهو يقترح تطوير أسس الشريعة الإسلاميَّة، وتحويلها من نصوص الفترة المدنيَّة الى نصوص الفترة المكيَّة السابقة عليها. ويعنى هذا أنَّ المبدأ التأويلى فى التطوير لا يعدو أن يكون عكساً لعمليَّة النسخ، بحيث يصبح بالإمكان الآن تنفيذ أحكام النصوص التى كانت منسوخة فى الماضى، ونسخ النصوص التى كانت تطبقها الشريعة التقليديَّة، وذلك من أجل تحقيق القدر اللازم من إصلاح القانون الإسلامى.



    كتب محمود طه فى "الرسالة الثانيَّة من الإسلام" يقول: "وتطور الشريعة كما أسلفنا القول، إنما هو إنتقال من نص الى نص، من نص كان هو صاحب الوقت فى القرن السابع فأحكم، الى نص عُدَّ يومئذ أكبر من الوقت فنسخ. قال تعالى: ما ننسخ من آية أو ننساها نأت لخير منها أو مثلها (سورة البقرة،106). قوله .. ما ننسخ من آية.. يعنى: ما نلغى ونرفع من حكم آية.. قوله أو ننساها يعنى: نؤجل من فعل حكمها.. نأت بخير منها.. يعنى: أقرب لفهم الناس وأدخل فى حكم وقتهم من المنساة.. أو مثلها.. يعنى: نعيدها هى نفسها الى الحكم حين يحين وقتها.. فكأنَّ الآيات التى نسخت إنما نسخت لحكم الوقت، فهى مرجأة الى أن يحين حينها. فإن حان حينها فقد أصبحت هى صاحبة الوقت، ويكون لها الحكم، وتصبح بذلك هى الآية المحكمة، وتصير الآية التى كانت محكمة فى القرن السابع منسوخة الآن.. هذا هو معنى حكم الوقت: للقرن السابع آيات الفروع، وللقرن العشرين آيات الأصول".



    ***

    وقد يفاجأ القارئ بهذه القراءة غير المعهودة للآية، فهى فى المصحف بين أيدينا (ما ننسخ من آية أو ننساها). غير أنَّ الطبرى فى تفسيره يقول: "... وقرأ ذلك آخرون (أو ننساها) بفتح النون وهمزة بعد السين بمعنى: نؤخرها، من قولك "نسأت هذا الأمر أنسؤه نسأ ونساء" إذا أخرته... وممن قرأ ذلك جماعة من الصحابة والتابعين، وقرأه جماعة من قراء الكوفة والبصريين... فتأويل من قرأ ذلك كذلك: ما نبدل من آية أنزلناها إليك يامحمد، فنبطل حكمها ونثبت خطأها، أو نؤخرها فنرجئها ونقرها فلا نغيرها ولا نبطل حكمها، نأت بخير منها أو مثلها". وهو التأويل الذى أخذ به محمود طه، وأخذ به أحد أنجب تلاميذه ومعاونيه، وهو الدكتور عبدالله أحمد النعيم، مؤلف هذا الكتاب بين أيدينا.



    -2-

    اتصل الدكتور إتصالاً وثيقاً، بأستاذه الروحى محمود محمد طه على مدى سبع عشرة سنة كاملة، إنتهت بإعدام طه فى الخرطوم بتهمة الردة عن الإسلام فى 18 يناير 1985، بإيعاز من رئيس الجمهوريَّة آنذاك، جعفر النميرى، الذى سقط نظامه بعد سنة وسبعين يوماً فقط من قتله لهذا المفكر الإسلامى البارز. وقد شارك عبدالله النعيم مشاركة إيجابيَّة فعالة فى حركة "الإخوان الجمهوريون" التى تزعمها محمود طه فى السودان، واعتقل معه فى الفترة ما بين 17 مايو 1983 و19 ديسمبر 1984، وأسهم إسهاماً مشكوراً، وهو القانونى القدير ورئيس قسم القانون العام فى كلية الحقوق بجامعة الخرطوم فى الدفاع عن المتهمين من زملائه فى الحركة، وضمان الإفراج عنهم، غير أنه أضطر بعد إعدام أستاذه والقضاء على الحركة وتفرق السبل بأنصارها الى الهجرة الى الخارج، حيث قام بترجمة كتاب طه "الرسالة الثانيَّة من الإسلام" الى الإنجليزيَّة، وألف بالإنجليزيَّة هذا الكتاب الذى كان لى شرف الإضطلاع بترجمته الى العربيَّة.

    ***

    والكتاب فى واقع الأمر هو مزيج من فكر طه وفكر النعيم، فالفكرة الأساسيَّة لمحمود طه التى أوجزناها منذ قليل هى التى إتخذها النعيم منطلقاً له فى كتابه الراهن: تعهدها ونماها، وزودنا بإجابات على التساؤلات التى قد تثور بصددها، وبالتطبيق المنهجى المتسلسل لها فى ميادين الدستوريَّة وحقوق الإنسان والقانون الجنائى والقانون الدولى، وبالإستقراء التاريخى للفكر الإسلامى المتصل بقضايا القانون العام، مستفيداً فى كل ذلك من الخلفيَّة القانونيَّة التى توفرت له، ولم تتوفر لأستاذه المهندس محمود محمد طه.



    وهو شأن كل تلميذ نجيب ذكى مبدع لقائد مرموق من قادة الفكر، لم يتوقف عند المدى الذى وصل اليه أستاذه، ولا أبقى الفكرة على الحال الذى تركها عليه ذلك المفكر، وإنما إتجه بكل إخلاص وهمة الى إنماء الفكرة وتطويرها للوصول بها الى نتائجها المنطقيَّة، وتطبيقها على مجالات متنوعة.. فهو هنا إذن يؤدى إزاء محمود طه دور أفلاطون إزاء سقراط. وكما أننا إزاء الكثير من الآراء الواردة فى محاورات أفلاطون نجد من الصعب نسبة هذا الرأى أو ذاك الى المؤلف أو الى أستاذه، فكذا نحن إزاء بعض الأفكار الواردة فى الكتاب الراهن. وقد كان وصفنا إياه بالمزيج من قبيل الإستسهال، وبسبب إصرار المؤلف الكريم فى حواراتى معه على نسبة كل فضل الى أستاذه، غير أنَّ مقارنة القارئ بين كتب طه وبين كتاب النعيم كفيلة بأن تسهل بعض الشئ، من إدراكنا لحقيقة الإضافات الجوهريَّة البناءة والإبداعيَّة للنعيم. وأضيف هنا قولاً أكاد أكون واثقاً من أنَّ الدكتور النعيم سيستاء منه، وسيرفضه ويزور بوجهه عنه، وهو أنَّ إعجابى بكتابه فاق إعجابى بكتاب "الرسالة الثانيَّة من الإسلام". وأما سبب ذلك فأذكره وأنا أكاد واثقاً من أنَّ بعض القراء من العرب سيستاءون منه، وسيرفضونه ويزورون بوجههم عنه، وهو أنَّ كتاب النعيم كُتب أصلاً بالإنجليزيَّة، وهى لغة لا تكاد تسمح بالأسلوب الخطابى الإنشائى الفضفاض، الذى تميز به للأسف كتاب الزعيم السودانى الراحل، ولا يستسيغ قراؤها الإبتعاد عن معايير الفكر المحدد الدقيق.



    -3-

    غير أنى أتدارك وأصحح وأستغفر.. فيقينى أنَّ النعيم لو كان قد ألف كتابه بالعربيَّة لتميز الكتاب بالقدر نفسه من الهدوء والموضوعيَّة والدقة والروح العلميَّة الصارمة الذى تميز به الأصل الإنجليزى.. فالخطابة والأسلوب الإنشائى الفضفاض ليسا من السمات اللصيقة بالعربيَّة إلا فى عصور إنحطاطها. وأما الهدوء والموضوعيَّة والدقة والروح العلميَّة الصارمة، فجميعها سمات فى شخصيَّة عبدالله النعيم، لا مفر أن تنعكس فى كتاباته. وصفات لمستها فيه منذ لقائى الأول معه فى القاهرة يوم 29 مارس 1993، وهو لقاء دبرته لنا الفنانة المصريَّة الأصيلة السيدة عطيات الأبنودى مخرجة الأفلام التسجيليَّة الشهيرة، بعد إبدائى لها شهادة إعجابى بكتاب عبدالله النعيم، وكانت قد قرأته وتعرفت بمؤلفه قبلى.. ولن أنسى أمسيَّة جمعتنى بالنعيم والمفكر الإسلامى الكبير الأستاذ طارق البشرى، وهو إنسان على شاكلة النعيم فى الهدوء والوقار، والإتزان ورحابة الصدر، رغم إختلافهما الجذرى فى مجال الفكر الدينى، إذ يأبى المؤرخ المصرى الأخذ بتاريخيَّة النص الدينى، بينما يصر القانونى السودانى عليها. وقد كان حوارهما الهادئ الموضوعى المتزن حول هذا الموضوع مثلاً يحتذى- وإن كان نادراً ما يحتذى فى مجتمعنا الإسلامى البائس- فى تحاور مفكرين إن إختلفت إتجاهاتهم وآراؤهم، جمعتهم الرغبة الصادقة فى الوصول الى الحق، بل والى ما هو عندى خير من الحق ذاته، وهو التفاهم.. فكأنما كان لسان حال الإثنين ينطق بقولة الإمام الشافعى الشهيرة: "والله ما ناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطئ، وما كلمت أحداً قط وأنا أبالى أن يبين الله الحق على لسانى أو على لسانه".

    فأين جعفر النميرى وعمر البشير وأمثالهما من أمثال هؤلاء؟!



    ***

    وكم قد حز فى نفسى أن تتقطع لقاءاتى بالنعيم إذ يغادر مصر الى واشنطن ليعمل مديراً تنفيذياً فى منظمة Africa Watch المعنيَّة بحقوق الإنسان فى القارة الأفريقيَّة. ولا شكَّ عندى فى أنه يتطلع الى اليوم الذى يتمكن فيه من العودة الى السودان ليواصل الدعوة الى أفكاره والأفكار الأصيلة لحركة "الإخوان الجمهوريون" التى تفرق أنصارها وتوقف نشاطها بعد حظر السلطات السودانيَّة لهذا النشاط منذ يناير 1985، ولم تظهر لها قيادة جديدة بعد إعدام زعيمها.. وهو أمر يوحى للأسف الشديد بأنَّ إرتباط معظم أنصارها بزعيمهم كان وجدانياً أكثر منه فكرياً. ولا أحسب أنَّ أحداً منهم سعى مثلما سعى النعيم الى تأصيل وصياغة الأسس الفكريَّة للحركة؛ كيما تغدو تراثاً إنسانياً لا هو حكر على تلاميذ طه السابقين، ولا قاصر على السودان، بل ولا حتى على الأقطار الإسلاميَّة. فعند النعيم أنَّ كتاباً ككتابه الراهن "لا يخاطب المسلمين المعاصرين وحدهم. فرغم أنَّ قضايا إصلاح القانون الإسلامى، والتحول الإجتماعى والسياسى فى العالم الإسلامى، هى من شأن شعوب الأقطار الإسلاميَّة فى المقام الأول، فإنها أيضاً تدخل فى الإهتمامات المشروعة للبشريَّة جمعاء، بسبب تأثيرها فى حقوق الإنسان والحريات الأساسيَّة للبشر... ذلك أنه لم يعد بوسع البشريَّة أن تتنصل من مسئوليتها عن مصير البشر فى أى جزء من العالم، وهو ما نعده إنجازاً مجيداً للحركة الدوليَّة الحديثة المناصرة لحقوق الإنسان. فكافة شعوب العالم مدعوة إذن لمساعدة المسلمين فى محنتهم، ولأن تُقبل مساعدة المسلمين لغير المسلمين فى محنهم. غير أنه ينبغى أن نؤكد مع ذلك أن هذه الجهود فى سبيل التعاون المتبادل ينبغى النهوض بها، فى رفاهة حس وطيب نية، إن أردنا لها أكبر قدر ممكن من النجاح والفعاليَّة.



    -4-

    إنَّ آراء كتلك التى وردت فى كتب طه والنعيم هى فى ظنى كملح الفواكه، لا تؤتى مفعولها إلا بعد مدة! غير أنى أكاد أكون على ثقة من أن اليوم سيجئ الذى تحدث هذه الآراء فيه تأثيراً عميقاً وواسع النطاق فى فكر المثقفين فى العالم الإسلامى أولاً، ثم فى وجدان جماهيره العريضة، ولن يكون هذا اليوم بعيداً كما يتصور بعض المتشائمين، فحاجة المسلمين تشتد فى زمننا هذا- ويوماً بعد يوم- الى توفير حلول مناسبة للمشكلات المتفاقمة بأقطارهم، تكون من وحى تراثهم ودينهم وتقاليدهم، والى تأكيد هويتهم الحضاريَّة فى مواجهة الأخطار التى تهدد بإبتلاعها.. غير أنَّ حقهم فى تقرير المصير يحده حق الأفراد الآخرين والجماعات الأخرى فى الشئ ذاته، مما يحتم تحقيق مصالحة بين الشريعة الإسلاميَّة وبين كافة حقوق الإنسان العالميَّة، وإقناع المسلمين بأنَّ "الشخص الآخر" الذى ينبغى عليهم قبول مبدأ المساواة الكاملة بينهم وبينه، (كالدول الأجنبيَّة غير الإسلاميَّة، والأقليات غير المسلمة التى تعيش فى أقطارهم، والنساء المسلمات اللاتى تنتقص الشريعة التقليديَّة من حقوقهن)، يشمل كافة البشر الآخرين، بغض النظر عن الحسابات العرقيَّة والدينيَّة والجنسيَّة.

    ***

    وعندى أنَّ هذا الحل كامن فى الأفكار الأساسيَّة التى طرحها المفكر الإسلامى السودانى الفذ محمود محمد طه، وفى هذا الكتاب لتلميذه المفكر الإسلامى السودانى الفذ الدكتور عبدالله أحمد النعيم، وهو الكتاب الذى سألنى النعيم يوم 29 مارس 1993 أن أكتب مقدة له، فانبريت فى حماسة أسأله الإذن بترجمته بأكمله الى اللغة العربيَّة.



    حسين أحمد أمين

    مصر الجديدة فى 19 يونيو1993


                  

08-11-2003, 08:31 AM

abuguta
<aabuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ود قاسم
    الاخ د. ياسر الشريف
    كنت اليوم ناوى اتكلم عن الامينات وليس الامينين
    كما يقول الدكتور احمد محمد شاكر المصرى المعروف العلم الفذ الذى حقق تفسير الامام القرطبى فى 42 مجلد.
    ويقول فى بداية تفسير القرطبى وقد ذكر هذا المقال فى كتاب ذوابع فى وجه السنة.
    من ابتليت بهم مصر الحدثة ما يسميهم اخونا الاديب كامل كيلانى
    بالمجددينات وجمعهم هذا الجمع الغريب ولما سئل كامل كيلانى عن هذا الجمع قال هذا جمع مخنث سالم,فصفق الحضور وقال بعضهم ما احوج اللغة
    العربية لمثل هذه الجمع ,فكان للامينات صيحات سمع اخرها وذاب اولها
    واندثرت فكرتهم ورميت فى ميدان التحرير واخذها معه دمياط ورشيد وذابت مع طين الدلتا.
    فالامثال التى ذكرتها لك فى مشاركتى الاولى فى هذا البوست ربما تعرف قصدها لكن ستاخذك الحيرة لو عرفت اصحابها.
    اما اقوال الامين الذى ذكرها الشريف لو انزلت لك الردود التى كانت عليها ستعرف كيف ذابت فى طمى الدلتا.

    بنتى خريجة القصر العينى كيف تكون شهادتها تعادل نصف شهادة البواب
    هذا المقال لعالم اسلامى مرموق هو الدكتور محمد قطب لما سئل عن شهادة المراة ودا نكران لاية صريحة لا تحتاج لقول ثانى.

    حديث الدجال دا قول ابو الاعلى المودودى وهو عالم باكستانى من اعمدة الحركة الاسلامية.
    اما القولين الباقين لفريد زمانه وعالم ديوانه الدكتور حسن الترابى
    المناضل الذى دخل السجن وهل هنالك شك كما يقول اتباعه هل النضال حكر على احد او فئة او قوم او حزب,ومش النضال فى بلادى كلمة ضد فى وجه حاكم تخالفه الراى وبعدها تدخل السجن وتصير مناضل وتدخل التاريخ من اوسع ابوابه.
    كم تمنيت لو كنت حاضر برنامج الدين والحياة ليلة امس على قناة الجزيرة
    كان ضيف الحلقة رجل نكرة وحزبه نكرة بالنسبة لشخصى
    هو على حسن طه رئس حزب التحرير فى السودان , وقد تكلم الرجل عن التجديد واتت المداخلات عليها كنهر القاش وكلها فى غير صالحه حتى مقدم الحلقة,فزت ثقة ان هذه الدعوة وان طال ذيلها فهو مبتور وان لمع لها نجم فهو افل وان دكنت لها سحابة فرياح السنة عاتية.
    فلقد سقت لك اقول دعاة دين وليس مستشرقين لانهم حكمو عقولهم فى نصوص سماوية فاردت عليهم .وسيدنا عمر رضى الله عنه فى حديث المسح قال لو كان الدين بالراى لكان باطن الخف اولى بالمسح من ظهره ,وله قول اخر فى الحجر الاسود

    هنالك ايضا مجددينات هم الشيعة وبدو من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
    حين قال قائلهم فى احدى القزوات لرسول البشرية اعدل فانك لم تعدل
    فقال صلى الله عليه وسلم ويحك من يعدل ان لم اعدل,فقال:- يخرج من صلب هذا الرجل قوم يخرجون من الاسلام كما يخرج السهم من الرمية-فقال الراوى لقد رايت من سلالته من يقاتلون ضد الامام على فى معركة النهروان,ومن تجديد الشيعة قول امامهم اامتنا الاثنى عشر بلغو مرتبة لم يبلغها نبى مرسل ولا ملك مقرب- الخمينى فى كتابه الحومات الاسلامية

    فيا ود قاسم هذه كلها سباحة عكس تيار السنة فذهبت مع ادراج الرياح ومات اصحابها واصفرت كتبهم ورميت فى الرفوف ونسيت فى مكتباب الكتاب المستعمل وماعاد يرى بصيصها الا من طلب الشهرة على حساب خالف تذكر فكان لهم نعيق ونهيق لم يسمع حتى اذنيه.
    اما التجديد المقصود فهو احياء السنة بعد اندثارها ومجى امام كل مئة قرن لكى يذكر الناس بعهد الرعيل الاول ,تركتكم على المجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك هذا قول رسول البشرية الذى مدحه ربه وقال فيه - لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى- ولكنى لا اعيب على من يطرق هذه الابواب ,لكن اعيب عليه عدم شجاعته وجبنه حين يقول القول تجده انكره فى موضع اخر حين تقام عليه الحجة امثال الشيوخ الذين ذكرتهم آنفا,خوفا من العامة مثلهم مثل الصوفية يؤمنون بعقيدة الحلول وينكرونها على العامة.

    وتسلم ياستاذ

    (عدل بواسطة abuguta on 08-11-2003, 08:34 AM)
    (عدل بواسطة abuguta on 08-11-2003, 08:38 AM)

                  

08-11-2003, 04:18 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: abuguta)

    العزيز أبو قوتة
    لك التحية
    حجتك طيبة ، ومترابطة ، لكن هناك تساؤلات لا تجيب عليها هذه الحجة ، وقد اوردتها في تعقيبي على الاخوة ، لكن لا بأس من ترديد بعضها ، وآمل أن تجيب عليها إجابات مباشرة
    كيف نخرج من حالة الإنهزام ؟
    كيف نتحول من مستهلكين إلى منتجين للتقنية؟
    هل نحن مؤهلون لذلك أم أن ما نحمله من فكر لا يؤهلنا ؟
    هذه الدوامة التي أدخلنا فيها الاسلاميون هل نحن خارجون منها أم أنها ستكون محرقتنا ؟
    كيف نواجه العولمة ، وحقوق الانسان ومساواة المرأة ؟
    كيف ندير التنمية ونعمر الأرض التي أورثناها ؟
    هل يوجد بين يدينا ما يعيننا أم أننا بحاجة إلى ثبر الأغوار ؟
                  

08-11-2003, 09:57 AM

alsngaq
<aalsngaq
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 2389

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الاخوة
    د.ياسر

    ودقاسم

    ناصر

    ابوقوته

    لكم التحية

    اخ ود قاسم لذلك نصحتك بعدم الزج بروادا فصدقني الموضوع اكبر من
    حجمها ولسبب بسيط هي لا تعرف شي عن الدين الإسلامي.

    الاخوان نصرالدين ، ابوقوته تحياتي

    ما اريد ان اقوله ان القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان وان الدين الاسلامي هو الحق
    مادام هذا القرآن صالح لكل زمان ومكان فمن الطبيعي ان يصلح لزماننا هذا ايضا
    والسؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا لم يظهر الاسلام للعالم بشكله الحقيقي الذي اراد
    له المولى تعالى ورسوله الكريم ان يكون عليه؟؟؟
    سوف ابدا من حديث الاخ ابوقوته

    حقيقة لا اعرف الى متى سنظل نتعامل مع الاحاديث من حيث انها صحيحة او ضعيفة بمنطق
    الراوي مثلا فقط؟؟ اذا اخذنا حديث الذبابة الذى اشار له الاخ ابو قوته كمثال، هذا الحديث مكانه
    المعامل والدراسات وهي الفيصل الوحيد لاثبات صحة او ضعف هذا الحديث. لقد ذكرت فى بداية
    حديثي اننا الآن نعيش فى عصر الديجتال وتعتبر الرقمية سمة هذا العصر واعتقد ان الجميع يتفق
    معي فى هذه السمة. وكما اسلفت اصبح هذا العصر لا يؤمن بغير هذه اللغة (الارقام) أي ان شي مراد
    تحقيقه و لاتتبعه براهين محددة بدقة شديدة فلن يتم إنجازه ابدا هذا هو عصرنا الذي نعيشه الآن.
    لذلك نحن لا نريد ان ننفصل عن هذا العصر. وجميعكم يعي تماما ان المولى عز وجل عندما بعث محمد (ص) وامره ان يدعوا العباد الى الاسلام انزل عليه القرآن وكانت به سمات ذلك العصر من لغة وبيان. لذلك
    تجدعلماء تلك الفترة كانوا اكثر اهتماما بعلوم اللغة وقواعدها ولقد اثبتوا تفوقا منقطع النظير فى فهم
    الكثير من الآيات واحاديث الرسول (ص)، ساعدتهم فى تطوير اسلوب حياتهم اليومية وتهذيبها.
    وبما ان القرآن يصلح لكل زمان ومكان وهو المصدر التشريعي والتعليمي والتهذيبي لحياتنا
    ولقد جمع كل هذه الخواص، اذن لابد من ان هذا القرآن يتمتع بخاصية تشكل منطقية و غير عادية
    وقبل ان نغوص فى ماهية هذه الخاصية علينا ان نتفق اولا على وجودها.
                  

08-11-2003, 04:38 PM

خضر حسين

تاريخ التسجيل: 03-31-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الأخ الأستاذ ودقاسم
    كل الود والتقدير
    ثم لك جزيل الشكر على اثارة هذا الموضوع الهام، وأثمن عاليا كل ما قمت بذكره فى هذا البوست. وأتفق تماما مع ما ذكره الأخ د.ياسر الشريف. ولك منى وعد بالعودة لواصلة الحوار .. فقط أمهلنى بعض الوقت، وطول نفسك وخليهو بارد لأنو الظاهر فى مشكلة استيعاب لما يكتب فى هذا البورد



    .ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ
    البلاد التى ضيعت خاتما، البلاد التى دائما
    ستظل محنية، فوق الجثث
    ونحن سنبقى هنا، هناك، سوف نعلو
    بالذنوب الخفيفة فوق هذا العبث
                  

08-12-2003, 03:24 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: خضر حسين)

    أخي الأستاذ خضر حسين
    لك التحية والود
    حقيقة انتظر مساهمتك ، وتوقعت انك لم تتطلع على هذا البوست ، لدرجة أنني كنت سأرسل لك رسالة لأطلب منك الاطلاع والمشاركة
    خذ راحتك وتعال بنفسك البارد وبفكرك الثاقب فنحن نحتاجك كثيرا
                  

08-11-2003, 09:23 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الأخ السنجك
    لك تحياتي
    نتفق أن الإسلام هو الحق وهو الدين الخاتم ، وأنه الصحيح المطلق الذي أنزله الله للبشرية ليكون هاديا لها إلى يوم الدين ، لكن قصور المسلمين وقعودهم عن الاجتهاد والتدبر والمراجعة ، وكذلك القهر الذي مورس ضد الأفكار التجديدية كل ذلك أسهم في ما نعانيه اليوم ، ونحن نرى شباب المسلمين يلجأون للتطرف وإصدار الفتاوى بقتل الإنسان الذي كرمه الله ، وانطلقت فتاوى التكفير وقنل عامة المسلمين في المساجد ، وينسى هؤلاء وغيرهم أن الإنسان مكرم من أجل أنه إنسان ومن رب العالمين ، والتكريم من رب العالمين ساوى بين جميع بني آدم ، ولم يفرق على أساس الدين أو العرق أو اللون أو الجنس ، بل مطلق بني آدم ، وماذا نسمي هذا غير أنه قوانين حقوق الإنسان التي تم تثبيتها في القرآن من لدن لطيف خبير ومنذ ما يقارب خمسة عشر قرنا
    وجاء قول الرسول الكريم ( كلكم لآدم وآدم من تراب ) ووافقه عمر ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
    إذن لماذا يعارض بعضنا حقوق الإنسان ويعارض المساواة والعدالة بدون فوارق ، من أين أتوا بالحجة ، أتوا بها من ما ارتبط بالمكان والزمان ، إنهم يسوقوننا إلى التخلف الاجتماعي وإلى ويرضون لنا ملا ترتضيه الإنسانية ويؤلبون الناس ضد الدين ويشوهون مقاصده

    آمل أن يشاركنا في الحوار من هم أعلم بالدين
    وأشكرك د. ياسر على متابعتك واجتهادك وأقول هل من مزيد
                  

08-12-2003, 03:05 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)




    الاخ ود قاسم

    فعلا الموضوع شيق لنقاش هادئ دون تعصب تجديد الفكر ام الدين وهل توجد علاقة موضوعية بين الفكر والاسلام نعم هنالك علاقة موضوعية اعترفنا بها ام لا نعترف علاقة بين التحولات الاجتماعية على صعيد الواقع والفكر لو نظرنا الى الاسلام الثورة قد وضع فى مهماتة التاريخية ان للفكر دورة فى تحقيق التحول النوعى ونلحظ الاشارات القرانية المتلاحقة التى تحث المؤمنين على التفكير بشؤون الكون والحياة ,وتضع امام العقل ان يتدبر هذه الشؤون
    لو تابعنا شكل السلطات السياسية المتعاقبة فى الخلافة الاسلامية طوال عصور عدة ، نجد ان هنالك اختراق للفكر الاسلامي بايديولوجية سلطوية استخدمت هذا الفكر سلاحا ايديولوجيا لدعم سيطرتها الاستبدادية ولمحاربة القوى المعارضة لهذه السيطره فان القوى المعارضة نفسها كان لها فى فكر الاسلام ذاته مجال ان تشهر منه سلاحا تقدميا فى معارضة ايديولوجية السلطة الاستبدادية المسيطرة

                  

08-12-2003, 09:26 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: elsharief)

    الأخ الشريف
    لك التحية
    العتف يولد عنفا مضادا ، لكن الدين ليس في أصوله عنف ولا ديكتاتورية ، هو فقط ليقود البشرية في الطريق القويم ، لكن بعض الناس يتسلطون على بني آدم بالدين أو بغيره من الاستغلال الاقتصادي أو استخدام أي من مصادر القوة لقهر الضعفاء واستغلالهم والمخرج للجميع هو الالتزام بالأسس الإنسانية التي هي مقاصد الدين
    وسؤال
    المبدأ الاشتراكي
    من كل بقدر استطاعته
    ولكل بقدر حاجته
    هل هو موجود في الإسلام ؟ وإن كان موجودا فلماذا بحثنا عنه في مذاهب أخرى ؟
                  

08-16-2003, 07:23 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)



    الاخ ود قاسم

    ليس هنالك نص قراني صريح يؤكد على شكل نظام الحكم فى الدولة وبما ان الصراع على السلطة تخص البشر والايات القرانية تلاحق المسلمون فى تدابير شؤونهم فى المجتمع بالتفكير واحكام صوت العقل .. نتوصل الى ان الحديث حول الاشتراكية والمجتمع الاشتراكى والسؤال يمكن كالاتى هل تتناقض الاشتراكية مع الاسلام ليس هنالك تناقض لان النظام الاجتماعى القائم على اساس الاشتراكية وبين الاسلام بمفاهيمة الاجتماعية الجوهرية وبمبادئة العامة السمحاء اى التى تتقبل بسعة وترحاب اى نظام ينفى الاحتكار واستغلال الانسان لاخيه الانسان ويتوجه الى تحقيق العداله الاجتماعية الكاملة

                  

08-12-2003, 04:53 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    عزيزي ود قاسم

    لقد وجدت مقالا باللغة الإنجليزية.. ساعطي واصلته هنا وأقتطف منه ما رأيت أنه يناسب البوست..

    أرجو من المشاركين ملاحظة الجزء المغضوط عليه في النص ومحاولة فك هذا التناقض..

    عنوان الصفحة هو
    http://www.crescentlife.com/heal%20the%20world/time_for_renewal.htm


    Quote: Strictly speaking, it is no more correct to say that Islam is peaceful than to proclaim that it is violent. The texts and traditions on which any faith's practice is based are open to multiple interpretations, and, as these interpretations pile up over the course of history, it becomes almost impossible to assert the existence a unique orthodoxy. A liberal humanist Muslim can find enough in the Islamic texts to justify a peaceful view of Islam --- and this is being done with great fervor these days. However, a militant Muslim seeking sanction for violence can also find plenty in the same sources to proclaim holy war on the world. Islam is no more inherently violent or peaceful than Catholicism which, at various times, has found justification for both Torquemada and Mother Teresa in the same tradition. This is the complexity that must not be obscured by simplistic attempts to understand Islam, and Muslims must play a crucial role in this matter. To put it bluntly: It is time for a vocal and successful reformist movement within Islam, and Muslims living in the West are in the best position to lead it.
                  

08-12-2003, 07:22 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)
                  

08-12-2003, 11:45 PM

توما
<aتوما
تاريخ التسجيل: 08-07-2003
مجموع المشاركات: 1466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ود قاسم (Re: ودقاسم)

    ود قاسم وكل المشاركين
    سلامات..
    اولا حاطرح نفسي كانسان موحد بالله مؤمن ومسلم..
    لدي بعض التساؤلات والافكار العاديه التي يمكن ان تخطر ببال اي زول عادي بمواصفاتي او بمواصفات مختلفه باختلاف الخلفيه التربويه والفكريه وكل العوامل التي تؤدي لطريقه تفكيرنا البتميز كل منا..
    في البدايه اسمحو لي اتكلم بلغتي العاديه شديد
    والبتساعدني جدا اوصل افكاري ..
    دايره اقول معلومه انا افترضت انها حقيقه من تجربتي ومن المحيط القمت فيهو وهي انو نحن
    (نحن دي ما عامه شديد يعني قابله للاستثناء)
    بنكون مسلمين لحد التسليم وعدم الاجتهاد اوالتساؤل وبنسلب حتي الاخرين حق التساؤل..
    يعني اي زول يسال اي حاجه من الاسئله المصنفه
    انها غير مشروعه..نقول يا زول استغفر الله العظيم انت ما مؤمن ولا شنو!!..لما كنا صغار مثلا اصلو ما لقيت لي اجابه للسؤال البسيط بتاع الله وين يا استاذ او شكلو كيف
    ..ليه الدين صعب الحديث عنه ومخيف ..وكان الزول بدا يسال ساي يقولو ليك فلان ده كافر
    من وين تدي روحك حق انك تكفر زول انت ما بتعلم جواه..عالقه في راسي قصه ما متاكده منها حقت زول اتكتل بعد نطقه للشهاده واللوم اللحق بكاتلو..عموماانا شكلي هجت حبه كده وانفعلت قبل ما اتكلم في الموضوع الاساسي الجابني..حقو امشي واجي اواصل..
    قبل ما امشي في حته حارقاني وما بقدر امشي
    بغبينتي..الكلام عن روضه والدفاع عنها كنت
    متابعه جزء منو من بره ..وانقسم البورد كيمان ..اظن التساؤلات حقتها جات بشكل فج
    وحاد لانو ما كان جواها الوازع البقول ليها
    استغفري كدي انت ما مسلمه ..ولاالخلفيه حقت الايمان المطلق وانوالكلام ده ما بتقال ولو اتقال ما بالشكل ده ..ما بدافع الا عن حق التساؤل وحق الاجتهاد للحصول علي اجابه او
    سماع الله اعلم..
    واصلو
    شكرا كتير
    وبنتلاقا
    توما
                  

08-13-2003, 01:09 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ود قاسم (Re: توما)

    مرحبتين توما
    أشياء كثيرة ، بعضها صغير وبعضها كبير تســبب لنا حرجا ، ونكتمها( ونقطعها في مصارينا ) لكننا نكون كدافن رأسه في الرمل ليتق العدو، وعدونا في هذه الحالة هو الجهل ، وتراكم الجهل هو الذي أودى بنا إلى الحال الذي نحن فيه ، انهزام وانكسار ، وقهر وتبعية وعزل وإقصاء وكل ما هو سيئ
    فتحنا هذا الموضوع لنجعل الاخوة يستشعرون المشكلة ولنحرك بعضا مما بداخلهم ولنقول لهم اخرجوا رؤوسكم من تحت الرمل وابحثوا ، استخدموا الوسائل البحثية المتوفرة والمتاحة وأتوا لنا بكل ما يمكن أن يعدل هذا الحال المائل ، أو اسمحوا لنا أن نبحث عما يريحنا وكل واحد يأكل ناره
                  

08-13-2003, 12:05 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)




    لقد أعجبت بمقال للأستاذ محمد المكي إبراهيم نشر في سودانايل قبل مدة وأدخلته في بوست الأخت بيان الذي عنوانه
    الأخت رودا.. تعالي نبدأ من جديد
    Re: الاخت رودا..... تعالى نبدأ من جديد
    وهو يصور ضرورة أن يتفق السودانيون على الديمقراطية وينبذون ما يدعوه الإسلاميون ثوابت، وما هي إلا أكاذيب ودجل، وحفاظ على السلطة.. ولكن لن تلبث أن تحيط بهم أعمالهم السيئة فتنتهي دولتهم دولة الظلم والكذب..
    هذا لا يمنع أن يتحاور الناس الآن حول ضرورة تجديد الفكر الديني، ولكن يجب أن يزاح الفكر الديني السائد اليوم من الساحة حتى تقوم الدولة الديمقراطية التي تحفظ حقوق كل السودانيين، مسلمين وغير مسلمين، نساء ورجالا..

    من سودانايل

    هل يقبلون عاصمة ديموقراطية بدلا عن عاصمة علمانية

    محمد المكي إبراهيم
    [email protected]

    في خوفها على المناصب والمراتب تتظاهر الاصولية بالخوف على اخلاق الخرطوم من الشر العلماني القادم الذي سيفتح المباغي والمواخير ويشيع الفساد في بر الخرطوم وبحرها. وذلك تصوير ظالم يريد ان يوحي لنا أن رجال ونساء الحركة الشعبية الذين تسعى هذه الدولة للصلح معهم سيأتون البلاد بجيوب مليئة بالدولارات والدنانير بحثا عن الملذات في هذه الخرطوم الباريسية. ولكننا نعرف انهم في حقيقة الامر أناس فقراء يأتون من ساحات القتال بجيوب خاوية ولايملكون ثمن هذه الخمور المهربة التي تباع في شوارع العاصمة الاسلامية الحالية. واذا كان مظنونا ان صعود بعضهم الى منصب النائب الاول والى مقاعد الوزارة والوكالة سيحولهم الى قبيلة من الاثرياء قذلك ضحك على الذقون، فليس في السودان من هو أفقر من الوزير طالما سار بالدغري او انتمى الى عائلته بنسب. والفقير دائما من ضحايا الفساد وليس من صناعه، ففي العادة يقوم على صناعة الفساد متنفذون اثرياء ممن تظاهروا بالانتماء الى حركة جهادية ليكسروا عظمها ويمتصوا نخاعها.وذلك ما حدث للحركة الاسلامية السودانية فقد تسلل اليها ارباب المطامع من فقراء الروح والموهبة وتظاهروا بتأييدها طمعا في غنائمها وفيئها ومرابحاتها وقروضها الحسان، وحين ملأوا البطون انقلبوا عليها ووضعوا زعيمها في السجن .

    منذ ان وضعوا الدكتور الترابي في الحديد اصبح متأسلمو السودان قبيلة ضائعة تسعى للتغطية على ضياعها مدعية بالزور انها لا زالت على مباديء الزعيم الأسير، بل هي اكثر تمسكا منه بذات المباديء التي صاروا يسمونها الثوابت.ولذلك تراهم يتذبذبون باستمرار بين ما يصلح امرهم ويستديم حكمهم وبين ما يشمت عليهم الترابي وثلة المخلصين التي بقيت معه.



    ولكننا نحن ايضا موافقون على تحريم الخمر في بلاد ضربها الله بالحرب والمجاعات وانقطاع الكهرباء وانعدام البيض من ارحام الدجاج. ونحن مع تحريم تعدد الزوجات -في الحلال او الحرام- على كل من اثرى خلال السنوات الاربعة عشرة الاخيرة. فما رأي السادة الاصوليين لو قلنا لهم اجعلوا الخرطوم عاصمة ديموقراطية للسودان؟ ما رأيهم لو قيل لهم لا نريد مواخير ولا مباغي..ما تراهم فاعلين لو تنازلت لهم الحركة الشعبية عن تلك المظهريات التي ليست دائما مظهريات، فهنالك اقوام ومذاهب لا تكتمل عبادتهم الا اذا شربوا دم المسيح نبيذا.ولكن لأجل عيون الاصولية سنجعله شايا احمر.

    أترضى بذلك الاصولية المتمسكة بالمظاهر؟

    الآن لديهم عاصمة تقطر فسادا وفقرا وسوء أخلاق (والفقر أول الكفر كما هو مأثور عن امام المتقين) . وقد حدث ذلك رغم الغياب الكامل لليسار والسينما والمسرح والحريات من تلك العاصمة ..فقد نجحوا في تشتيت عناصر اليسار في اركان العالم الاربعة وشراء بعضه الآخر، وأغلقوا ابواب دور السينما منذ مقدمهم السعيد وحتى الآن. ومع ذلك فان التحلل الاخلاقي يفتح ابواب سياراته الكورية الصنع للبنات اللائي لايملكن ثمن المواصلات، والطالبات الفقيرات اللائي لا تصل مصاريفهن من الاقاليم. وتقول الدولة العاجزة ان ذلك فضل ظهر يعود على من لاظهر له.



    الفقر والانحلال ابناء دفعة واحدة..ونحن البعيدون المبعدون من بلادنا نتعلم من الصحف الانقاذية روايات فاجعة عما فعل الفقر بشعب عزيز وحرائر كن آلين ان يجعن ولا ياكلن باثدائهن.ولكن عهد الجوع طال وتمدد وارتفعت سخونة الجو وزاد زحف الصحراء وتدهورت بلادنا الى القاع الذي ليس بعده قاع . وخلال ذلك راح اللصوص ينتشرون في كل المرافق ويختلسون اموال البنوك الاسلامية بلا خوف من الله ولا من الحكام ولم تعد تهب علينا من تلقاء الوطن سوى روائح الروث والسباخ.



    والآن يحشدون حولهم طوائف الاسلام السياسي الفاشلة ليدافعوا بها عن شريعة مدعاة وعاصمة اسلامية لا توجد الا في الاوهام، ويهدرون لذلك دماء الرجال الاحرار. ومن اسف انهم لا يفعلون ذلك بقوة الفتوى وجذوة الحماس الديني في صدور المؤمنين وانما بشراء القتلة بملايين الجنيهات ..نعم بالدنانير وليس بأمتار في الجنة ولا بحوريات من ذوات المقام الرفيع..انه عقل الفقر الذي يملي ويكتب..يشتري ويبيع..ففي عصر الفقر كل شيء بثمنه:الشرف والفكر والنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق. ويبدو ذلك من الغرابة بحيث يدعونا للتشكك في نواياهم فأحيانا يتشددون ليتنازلوا، ويعصلجون ليتساهلوا.



    حسنا..ما قولهم لو تنازلت لهم الحركة الشعبية عن العلمانية واكتفت بعاصمة ديموقراطية تتحدث فيها الصحف بحرية وتسير فيها المظاهرات في حماية الشرطة ويجري تسريح البوليس السياسي وجماعات التكفير؟

    ذلك بالضبط ما تخشاه هذه العصبة وهو نور الحرية الباهر الذي يعشي أبصارها ويفضح جهلها وتقصيرها ويطيح بحكمها في غمضة عين..ذلك ما أنكروه على الحركة الشعبية في مبدأ امر المفاوضات حين طالبت بالديموقراطية والحكم الدستوري فأبوا عليها ذلك وقدموا لها بدلا عنه وعد الانفصال بعد ست سنوات. واذا استمرت الحركة الشعبيية في الضغط فسوف يعطونها الانفصال الناجز في بحر اسبوع ليناموا ملء جفونهم في جمهورية شمال السودان الاسلامية، وشعارهم:" فلتذهب طليطلة فسوف تبقى لهم غرناطة واذا ضاعت هذه فستبقى لنا قرطبة..يذهب الجنوب ثم الفونج والدينكا انقوك وجبال النوبة ودارفور وكل ذلك لايهم فسوف تبقى عالية راية الدين في الخرطوم وام ضبان."

    ليس اضيع للدين واكبر جريرة عليه من هؤلاء المتاجرين باسمه الشريف ممن اتخذوه قميص عثمان يدفعون به عن مناصبهم وألقابهم التي صعدوا اليها بالغدر والخديعة وبيع ارواحهم لمفستوفليس - يريدون خداعنا مدعين التمسك بقدسية العاصمة وهم يتنازلون عن نصف الوطن للصليبية الحاقدة على الاسلام. ويظنون ان الصليبية ستتركهم ينعمون بجمهورية شمال السودان وكانها سمحت لاسلافهم في الاندلس ان يحتفظوا بموطيء قدم في فردوس الاندلس المفقود.

    اذا استمر هذا الهراء فسوف نبكي طويلا كثيرا مريرا على الوطن الذي إن لم يكن قد ضاع بالفعل فانه يوشك ان يضيع. ولسوف ننشد مع امير الشعراء مراثيه الحزينة :

    يا أحت أندلس عليك سلام*عفت الخلافة منك والاسلام

    وبيت القصيد فيها هو قوله:

    والدهر لا يألو الممالك منذرا * فاذا غفلن فما عليه ملام

    فقد غفلت النواطير وتعامت عن قطيع الثعالب وانشغلت بمطاردة اهل الرأي والنظر ليلمع في غيابهم بعض الانبياء الكذبة والمدعين.ولايريد اهل الشأن ان يقرأوا الكتابة التي على الحائط ولا ان يأخذوا العبرة مما يجري للملالي في ايران والخسارات الماحقة للاصوليين في انتخابات الاردن والتغيير الذي طرأ على " سيد الواحة" الذي تحول من ابن لادن الى ابن آوى.

    حسنا حسنا.. لم يأل الدهر جهدا في انذار هذه المملكة ولكنها لاتسمع ولاترتدع وسينفذ فيها امر الله.

    يارب أمرك في الممالك نافذ*والحكم حكمك في الدم المسفوك.(شوقي مرة أخرى)

    وعلينا الآن ان نقاوم الملاريا والدوسنطاريا والمغايص لنعيش ، فإن من يعش يرى.
                  

08-13-2003, 05:17 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: Yasir Elsharif)

    اولا التحية الي كل المشاركين بعقل مفتوح و بصيرة نافذة. اسلوب الحوار مع العقلية السلفية او ذات المنظور السطحي للدين يجب ان يبتدىء بطرح المازق التي تعيشها ثم نسأل عن كيفبية المخارجة . ا/ مأزق اول المجتمع الانساني لا يمكن ان يتراجع عن مكاسب مثل حق الانسان في الحياة وفي حرية التعبير و حرية التنظيم و حرية الاعتقاد. كيف يمكن لمنجزات العصر هذه ان تتعايش مع مفهموم عامة المسلمين لفكرتي الجهاد الامر بالمعروف و النهي عن المنكر. و كذلك فكرة الدولة الحديثة متعددة الاعراق و الديانات و الثقافات لا يمكن ان تتعايش مع الدعوة لتطبيق الشريعة . المازق الثاني الحدود ( قطع يد السارق،جلد الزان ، و رجم الزان المحصن،والقطع من خلاف ، جلد الشارب) هذه العقوبات لها جذورها في فترة ما قبل الاسلام ( انظر) د.خليل عبد الكريم- الجذور التاريخية للشريعة الاسلامية. كانت هذه العقوبات ملائمة لتلك الفترة و لكنها في الوقت تصنف علي انها تخدش الشعور العامو مهينة للكرامة الانسانية
    اكتفي الان بهذين المأزقين و للحديث بقية
    طه
                  

08-13-2003, 05:47 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ ياسر
    لك التحية
    اعتاد الاخوة في البورد أن يردوا على كل من يشاركهم في مناقشة مواضيعهم ، وهذا عمل طيب ، واعتاد آخرون أن يقطبوا وجوههم إن لم يرد عليهم من خاطبوه وهي بيني وبينك حارة ، وحقيقة أجد نفسي من النوع الذي يرى أن هناك بعض المشاركين يمكن أن يكون الرد عليهم هو الاستمرار في الحوار ، وهؤلاء أعتبرهم شركاء لي في الموضوع الذي أطرحه ، لأن هناك الكثير من المواضيع يطرحها بعضنا بأمل حصوله على معلومات وعلم يتعلمه من زملائه ، وحقيقة أمارس عدم الرد على بعض ما تكتب وبعض ما يكتب د. الصاوي رغما عن أنه لم يشاركنا هنا ، ويبدو أنه يسجل حالة غياب عن البورد ، آمل أن يكون بخير ، وعدم الرد يعني قبولي للفكرة واستفادتي منها ولا أجد في نفسي مقدرة على تنميتها ، أو أنني أترك مجالا للآخرين لعرض أفكارهم لأن الفكرة المطروحة تمثل جزءا كبيرا من ما يمكن أن أطرحه ، وأعتقد أخي ياسر أنك تتفهم هذا ولا تعتبر عدم الرد على كل ما تكتب نوعا من التجاهل
    كتبت هذا فقط لإزالة أي ضبابية
                  

08-13-2003, 06:29 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    وأنا متفهم، بالرغم من شعوري في بعض الأحيان بأنني أتعدى على بوستك بمعنى أختطفه، هايجاكينج، فارجو المعذرة..

    ولا تحتاج أن تعلق بأكثر من كتابة فوق
    up
                  

08-13-2003, 05:43 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خلق القران (Re: ودقاسم)

    المجهودات العلمية اثناء فترة حكم العباسيين اسهمت بمفهوم علمي متقدم للصوت( ان الصوت لا يصدر الا من حادث بمعني ان الصوت لا يصدر الا من المخلوقات) و هذا هو المفهوم العلمي للصوت فالصوت يصدر عن الاجسام المهتزة و الموجات الصوتيةلا تنتقل في الفراغ بل فب الغاز او الصلب او السوائل. جرت مجابهة بين من اقتنعوا بالتجربة العلمية و نتيجتها في تفسير الظاهرة المادية ( الصوت) و بين من كانوا يعرفون باهل السنة و الجماعة حيث تم تكفير كل من اقتنع بهذا المنجز العلمي من اخوان الصفا و غيرهم و ذلك لتناقض هذا الامر مع الاية الكريمة ( و كلم الله موسي تكليما الخ الاية) اذا كان الله قد تكلم فهذا يعني انه حادث (سبحانه) فطلع المعتزلة بفكرة خلق القران اي ان الحادث هو القران و ليس الله سبحانه و تعالي و بذلك يكون كلام الله لموسي عليه السلام من ضمن هذا الحادث (القران) . ما اود ان اقوله ان فكرة خلق القران قد جاءت في اطار الموائمة بين المنجز العلمى المادي و المعتقد الديني المثالي. وسؤال عام (مشتور) ما هو مصير الفقه المتعلق باحكام الرق والايات الكريمة حول الاماء و الموالي و الرقيق بعد ان تجاوزت الانسانية هذه الحقبة المفجعة (مرحلة الرق كاداة للانتاج بعد اكتشاف الة البخار و ليس بعد ان صار و ليس بعد ان ملاك العبيد ورعين و طيبين و هذا مثال علي استهداف المنجز الانساني العلمي لتكريم الانسان رغم ضبابية الاسينساخ )
                  

08-13-2003, 07:25 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لم تكن الستينات فترة ازدهار للاسلام السياسي في السودان (Re: ودقاسم)

    واحد من اهم الادوات لفهم ظاهرة الاسلام السياسي و الهوس الديني و التطرف و التكفير و حتي الارهاب منهج التحليل المادي للتاريخ . عندما غادر المستعمر السودان خلق فئة من قطاعات المجتمع المتوسطة(كبار الموظفين و قطاعات المنتجين الصغار بالمدن) و هذه الفئات المتوسطة كانت هي الفئة المؤهلة لقيادة السودان و ذلك نسبة لتمكنها من استغلال القطاعات العريضة من اهل الريف بالحزبين الاتحادى و الامة و توظيف القيادة الروحية لهذين الحزبين لترسيخ سلطتهم . و هذه الفئات تجد الفرصة سانحة لقيادة مفاصل المجتمع من اجل مصالحها في التكوينات المدنية( الحضرية) اعنى تكوينات المدن و في المدينة يجب ان تسود قيم الحرية حتي تتمكن هذه الفئة المتوسطة المعرضة للاستقطاب الطبقي بين الارتماء في احضان كبار منتجي القطاعين الرعوي و الزراعي او الانتماء لبرنامج التطور الاراسمالي الذي يحقق اهداف العمال و الفلاحين و فقراء المدن فرصة للمناورة لتحقيق اكبر المكاسب. لذلك بنظرة فاحصة فقط لنسب عضوية الاحزاب في برلماني 54 و64 نجد دليلا علي هذا الاستقطاب لقد كان انقلاب عبود صر نتاجا لصراع كبار منتجي القطاع الرعوي و الزراعي (الامة و الاتحادي) من اجل الفوز بنصيب الاسد من كعكة العون الاجنبي و الفائدة المتحصلة من ادخال الاستثمارت الاجنبية. طبعا من المعلوم كيف استطاع القطاع الثوري في هذه الفئات المتوسطة من كسب المعركة ضد سلطة عبود و هذا كان دليله الحضور الكبير لليسار في برلمان 64 . كما اسلفت فان هذه الفئة من المجتمع خاضعة للاستقطاب بشكل مستمر جاء انقلاب مايو كمؤشر علي ظهور تيار جديد فيها عبر عن نفسه في الانقسام الذى حدث في الحزب الشيوعي ببذرته الاولي في مؤتمر67 للحزب الشيوعي. مما سبق نلحظ ان العلاقة بالدوائر الاجبنبية كانت واحدة من اهم محركات عجلة الصراع الاجتماعي . هذا التيار الصاعد بدأ بالتحلل من قيد الاطروحات اليسارية التي اكتشف انها ستعيق انجازه لمشروعه الطبقي. لذلك بدأ بالتنازل عن قيم المدينة و اطلق العنان ليد المتسلطين علي المجتمع مستغلا الدين في ذلك احسن استغلال. هذا القطاع من الطبقة المتوسطة يفتقر للفكر المؤسس لان مصالحه ذات الطابع الطفيلي و الانتهازي لا تحتاج الي ذلك التاسيس الطبقي و الثقافي فعن طريق الفساد الادارى والارتماء في احضان الاجنبي تكن اسرع المكاسب . هذا المفهوم لا يستطيع التعايش مع المجتمع المتمدن بقيمه الراسخة فيما يتعلق بالحريات و السلام. هذا الاطار الطبقي كان مهما لظهور التنظيمات الدينية حتي تضفي تلك المسحة التطهورية الكاذبة علي مصالحهم الضيقة. وهكذا اطلق العنان لكافة التنظيمات الدينية حتي تقوم بردع كل القوي التي ستسبح عكس هذا التيار الجارف باسلحة التكفير و الاستقصاء و الابعاد و الحصار و حشر المرأة في ركن قصي حتي تفقد المدينة كل ما يجلب لها البهاء و النور
                  

08-13-2003, 07:38 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)


    Quote: http://www.crescentlife.com/heal%20the%20world/time_for_renewal.htm[/B]


    في المقال الذي نقلت جزء منه في بوست أعلا هنا جاء قول الكاتب الأمريكي المسلم علي:

    Quote: Islam is no more inherently violent or peaceful than Catholicism which, at various times, has found justification for both Torquemada and Mother Teresa in the same tradition.

    أراد أن يقول:

    ليس الإسلام بالضرورة أكثر عنفا ولا أكثر سلاما ـ تسامحا ـ من الكاثوليكية التي أوجدت توركيمادا والأم تيريزا في نفس الديانة..

    أعتقد أنه بلفظ الإسلام يقصد المسلمين، أو الإسلام الذي وجد التطبيق .. وهذا أمر شائع الإستعمال..

    ثم أن الكاتب قال:

    Quote: However, a militant Muslim seeking sanction for violence can also find plenty in the same sources to proclaim holy war on the world.


    أعتقد أن آيات الجهاد الكثيرة تعطي الأصوليين المبرر الكافي، خاصة أن هذه هي الآيات المحكمة.. أعتقد أن الكاتب يقصد أن هناك آيات للحرية والتسامح، وهناك آيات للعنف والقتال..

    والطريف أن المسيحيين الذين ينهجون طريق العنف، يعتمدون على نصوص توراتية وهي نصوص من العهد القديم..
    لقد قرأت في تاريخ دخول الأوروبيين إلى جنوب أفريقيا أنهم كانوا يحملون الكتاب المقدس بيد والسلاح باليد الأخرى.. وهم مسيحيون تأثروا بالكتاب المقدس، خاصة كتب العهد القديم، وحتى المدن أطلقوا عليها أسماء توراتية مثل جوهانسبيرغ، وهي تعني جبل يونس باللغة الألمانية وكذلك الهولندية.. بل أطلقوا على حروبهم مع من اعتبروهم كفارا من الأفارقة ـ كافركريغ ـ أي حرب الكفار.. Kafirkrieg

    لقد وجدت هذا النص التوراتي عن الحرب والسبي والغنائم وهو يذكر بسورة الأنفال، وسورة التوبة عندنا في القرآن.
    النص من سفر العدد الإصحاح 31
    وهناك من يرى أن هناك مسيحيين "جهاديين"ـ إذا جاز لي أن أقول، ويسمون المسيحيين المتصهينين وهم الذين يدعون إلى العودة إلى جبل صهيون، وهؤلاء أشبه باليهود المتصهينين .. ولكن بالطبع فإن السلفيين الجهاديين، من نوع بن لادن، أخطر منهم بسبب أنهم يستطيعون تجنيد الشباب العربي والمسلم للقيام بأعمال إرهابية.. خطورة المسيحيين المتصهينين أنهم يعتمدون على التأثير على الحكومات، ويرى كثير من الناس، بحق، أنهم قد استطاعوا التأثير على الحكومة الأمريكية.. ولكن المجتمع الأمريكي والتراث الديمقراطي كفيل بأن يرد هؤلاء عن غلوائهم وعن شرورهم، فضلا عن الضغط العالمي من المثقفين الأحرار في البلاد الحرة خاصة في أوروبا، وقد ظهر هذا جليا في الموقف من الحرب..
    الحرب على الإرهاب ضرورية، ويجب أن تستمر، ولكن في نفس الوقت يجب على أن تكون الأعين مفتوحة على خطورة تأثير اليمين المسيحي واليهودي المتطرف الذي يريد للحكومة الأمريكية أن تذهب أبعد مما هو مطلوب، وضروري..


    ==========
    الأَصْحَاحُ الحَادِي وَالثَّلاثُونَ

    1وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنَ المِدْيَانِيِّينَ ثُمَّ تُضَمُّ إِلى قَوْمِكَ». 3فَقَال مُوسَى لِلشَّعْبِ: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلجُنْدِ فَيَكُونُوا عَلى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلى مِدْيَانَ. 4أَلفاً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيل تُرْسِلُونَ لِلحَرْبِ». 5فَاخْتِيرَ مِنْ أُلُوفِ إِسْرَائِيل أَلفٌ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلفاً مُجَرَّدُونَ لِلحَرْبِ. 6فَأَرْسَلهُمْ مُوسَى أَلفاً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ إِلى الحَرْبِ هُمْ وَفِينَحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ الكَاهِنِ إِلى الحَرْبِ وَأَمْتِعَةُ القُدْسِ وَأَبْوَاقُ الهُتَافِ فِي يَدِهِ. 7فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. 9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ 12وَأَتُوا إِلى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ وَإِلى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل بِالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَالغَنِيمَةِ إِلى المَحَلةِ إِلى عَرَبَاتِ مُوآبَ التِي عَلى أُرْدُنِّ أَرِيحَا. 13فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الجَمَاعَةِ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ. 14فَسَخَطَ مُوسَى عَلى وُكَلاءِ الجَيْشِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المِئَاتِ القَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ الحَرْبِ. 15وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ 16إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 17فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ. 19وَأَمَّا أَنْتُمْ فَانْزِلُوا خَارِجَ المَحَلةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَتَطَهَّرُوا كُلُّ مَنْ قَتَل نَفْساً وَكُلُّ مَنْ مَسَّ قَتِيلاً فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ وَفِي السَّابِعِ أَنْتُمْ وَسَبْيُكُمْ. 20وَكُلُّ ثَوْبٍ وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ جِلدٍ وَكُلُّ مَصْنُوعٍ مِنْ شَعْرِ مَعْزٍ وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ خَشَبٍ تُطَهِّرُونَهُ». 21وَقَال أَلِعَازَارُ الكَاهِنُ لِرِجَالِ الجُنْدِ الذِينَ ذَهَبُوا لِلحَرْبِ: «هَذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ التِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى. 22اَلذَّهَبُ وَالفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالحَدِيدُ وَالقَصْدِيرُ وَالرَّصَاصُ 23كُلُّ مَا يَدْخُلُ النَّارَ تُجِيزُونَهُ فِي النَّارِ فَيَكُونُ طَاهِراً غَيْرَ أَنَّهُ يَتَطَهَّرُ بِمَاءِ النَّجَاسَةِ. وَأَمَّا كُلُّ مَا لا يَدْخُلُ النَّارَ فَتُجِيزُونَهُ فِي المَاءِ. 24وَتَغْسِلُونَ ثِيَابَكُمْ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ فَتَكُونُونَ طَاهِرِينَ وَبَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُونَ المَحَلةَ». 25وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: 26«أَحْصِ النَّهْبَ المَسْبِيَّ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ أَنْتَ وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَرُؤُوسُ آبَاءِ الجَمَاعَةِ. 27وَنَصِّفِ النَّهْبَ بَيْنَ الذِينَ بَاشَرُوا القِتَال الخَارِجِينَ إِلى الحَرْبِ وَبَيْنَ كُلِّ الجَمَاعَةِ. 28وَارْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ الحَرْبِ الخَارِجِينَ إِلى القِتَالِ وَاحِدَةً. نَفْساً مِنْ كُلِّ خَمْسِ مِئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالبَقَرِ وَالحَمِيرِ وَالغَنَمِ. 29مِنْ نِصْفِهِمْ تَأْخُذُونَهَا وَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ رَفِيعَةً لِلرَّبِّ. 30وَمِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيل تَأْخُذُ وَاحِدَةً مَأْخُوذَةً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالبَقَرِ وَالحَمِيرِ وَالغَنَمِ مِنْ جَمِيعِ البَهَائِمِ وَتُعْطِيهَا لِلاوِيِّينَ الحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ». 31فَفَعَل مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 32وَكَانَ النَّهْبُ فَضْلةُ الغَنِيمَةِ التِي اغْتَنَمَهَا رِجَالُ الجُنْدِ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلفاً. 33وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلفاً. 34وَمِنَ الحَمِيرِ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلفاً. 35وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ جَمِيعِ النُّفُوسِ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلفاً. 36وَكَانَ النِّصْفُ نَصِيبُ الخَارِجِينَ إِلى الحَرْبِ: عَدَدُ الغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 37وَكَانَتِ الزَّكَاةُ لِلرَّبِّ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ. 38وَالبَقَرُ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلفاً وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ. 39وَالحَمِيرُ ثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ وَاحِداً وَسِتِّينَ. 40وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ نَفْساً. 41فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ رَفِيعَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 42وَأَمَّا نِصْفُ إِسْرَائِيل الذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنَ الرِّجَالِ المُتَجَنِّدِينَ 43فَكَانَ نِصْفُ الجَمَاعَةِ مِنَ الغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 44وَمِنَ البَقَرِ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلفاً. 45وَمِنَ الحَمِيرِ ثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 46وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً. 47فَأَخَذَ مُوسَى مِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيل المَأْخُوذِ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ البَهَائِمِ وَأَعْطَاهَا لِلاوِيِّينَ الحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 48ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلى مُوسَى الوُكَلاءُ الذِينَ عَلى أُلُوفِ الجُنْدِ رُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ المِئَاتِ 49وَقَالُوا لِمُوسَى: «عَبِيدُكَ قَدْ أَخَذُوا عَدَدَ رِجَالِ الحَرْبِ الذِينَ فِي أَيْدِينَا فَلمْ يُفْقَدْ مِنَّا إِنْسَانٌ. 50فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ حُجُولاً وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطاً وَقَلائِدَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ». 51فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْهُمْ كُل أَمْتِعَةٍ مَصْنُوعَةٍ. 52وَكَانَ كُلُّ ذَهَبِ الرَّفِيعَةِ التِي رَفَعُوهَا لِلرَّبِّ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المِئَاتِ. 53(أَمَّا رِجَالُ الجُنْدِ فَاغْتَنَمُوا كُلُّ وَاحِدٍ لِنَفْسِهِ). 54فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَالمِئَاتِ وَأَتَيَا بِهِ إِلى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ تِذْكَاراً لِبَنِي إِسْرَائِيل أَمَامَ الرَّبِّ.

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 08-14-2003, 10:03 AM)

                  

08-14-2003, 00:00 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الأستاذ طه
    لك التحية
    والشكر أجزله على هذا العطاء الثر ،
    بالنظر إلى القوانين التي تتعلق بالمعاملات وحركة المجتمع ، من وجهة نظري هي موجودة في كل عصر من العصور وأينما وجد مجتمع إنساني ، قد لا تكون مكتوبة , وقد لا يحفظها التاريخ جيدا ، لكنها موجودة ، كل المجتمعات إذا كانت بدائية أو مشاعية ، أو إقطاعية أو رأسمالية وما يليها ، كلها لها قوانينها ، فهناك قوانين منظمة للرق وهناك قوانين منظمة للإقطاع ، لكن هذه القوانين لأنها لم تكن قوانين إنسانية بمعنى أنها كانت تظلم قطاعا من البشر لمصلحة قطاع آخر فإنها بالتالي كانت قوانين محرضة على الصراع ، لذا لم تتمكن تلك الأنظمة من الصمود فتهالكت أمام ثورات متعددة ، وقد كانت القوانين الإسلامية أيضا مرتبطة بمجتمع معين هو مجتمع الجزيرة العربية ، ومثله مثل كل المجتمعات كان في تلك الفترة مجتمعا أقرب إلى الإقطاعي ، وكانت الرق جزءا من الظواهر الاقتصادية – الاجتماعية السائدة بالمجتمع ، وما كان يمكن أن يتم كنس نظام اجتماعي ترسخ لسنين طويلة هكذا فجأة وبقرار ، بل كان لابد من معالجة المسألة بتدرج ، ولو رجعنا للبدايات الأولى للإسلام لوجدنا أن العبيد والفقراء والمساكين من أوائل من اتبعوه ، وقد تعرضوا لقمع منظم ضدهم ، ولم تستطع القوانين السائدة حمايتهم كما لم تترسخ القوانين الجديدة حتى تشكل حاميا لهم ، بل إن الثورة نفسها كانت في طور مخاضها الأول ، فذهب بعض هؤلاء ضحايا للثورة ( شهداء ) . فالقانون المنظم للرق والإقطاع شبيه بقوانين أخرى أوردتها أنت كأمثلة ، وقد أوضحت لنا ان بعضها كان من القوانين السائدة قبل الإسلام ، ولم تقم بعد تلك الثورة التي تلغي منذ فجر ولادتها كل ما سبقها وتقيم نظاما جديدا لا علاقة له مطلقا بالأنظمة الإنسانية التي سبقته ، وأسميها إنسانية لأنها أقامها الإنسان أولا ، ولأنها تضمنت بعض الإيجابيات مهما كانت سلبياتها وأعطت للبشرية فرصة الاستمرار والتطور لتصل إلى الواقع الذي تعيشه اليوم .
    ومهما كانت الأخطاء التي ارتكبتها الفئات أو الطبقات الحاكمة عبر التاريخ الإسلامي أو الإنساني كله فإن الإنسان يظل هو جوهر هذا الكون ، من أجله خلق الله الكون وجعله كائنا دينيا منذ يوم خلقه ، فعلمه الأسماء كلها ، وأمر الملائكة ليسجدوا له ، وأسكنه الجنة وأنزله منها حين أضله الشيطان . وقد جاءت كل الأديان تؤكد هذا ، ولم يعد كارل ماركس هذه الفترة من تاريخ البشرية ضمن فتراته التاريخية ، وقد يأتينا أحد الماركسيين ويقول لنا أنها ضمن الفترة المشاعية ، لكن من المؤكد أن ذلك لن يكون كلاما صحيحا لأن الماركسية لها رأي واضح في الدين وهو أن الدين أكذوبة كبرى ، ولكن ما علينا لأن البعض سيقول أن هذه دوغمائية ، ولا أحد يقول بذلك الآن .
    كارل ماركس يقول بنظرية الصراع والثورة ، وباستمرارية ذلك طالما كان هناك استغلال وسيطرة على وسائل الانتاج ، لكن المؤمنين يقولون أن هناك أخطاء يرتكبها البشر وأن هناك ظلم وفي الغالب يحدث الظلم لأن الظالم يتصرف تصرفا غير إنساني ، والإنسانية لدى المؤمنين هي الدين ، ( كان خلقه القرآن ) أي أن الدين يصبح هو حياة الفرد وحياة الفرد تصبح هي الدين ، وهذا ليس يوتوبيا لكنه هو نفس الذي يجعل المستضعفين يقتنعون بالظلم ثم يسعون لتنظيم أنفسهم ثم تنضم إليهم البورجوازية الصغيرة ثم تنطلق الثورة ثم يتحقق المجتمع الاشتراكي ( وهو مجتمع فاضل ) ، وهكذا هي فكرة الدين ، أي عندما تسود مكارم الأخلاق وتقام مبادئ العدل والمساواة فإن المجتمع الفاضل يكون قد تحقق ، وقد لا تكون هناك حاجة إلى القوانين مطلقا ،
    نحن أخي طه نقول أن الدين من عند الله ، وهو ليس فكر طبقة معينة ولا طرح بشر ولم تنجزه ثورة ، وقد كان المجتمع الإسلامي مجتمعا رياديا في يوم من الأيام – والإسلام هو الإسلام – فازدهر العلم وازدهرت الفلسفة وبدأت تباشير حضارة إنسانية قادت العالم سنين طويلة ، لكن الانحطاط أصابها ، بسبب أخطاء البشر ، وأخطاء البشر قد تكون اجتماعية أو اقتصادية أو أخلاقية أو غيرها ، لكن الدين يسميها بأسمائه الخاصة ، وتكونت طبقات حاكمة واتسعت لتصبح طبقات مستغلة وتجددت دورات الصراع ، وبدا الناس يتهمون الدين وينفرون منه ، ويتجهون إلى الفلسفة والنظريات السياسية والاقتصادية التي تبدو وكأنها مفتاح الحل لكل قضايا البشرية ، لكن يتضح أن الكثير من هذه النظريات تحمل في طياتها معاول هدمها ، فتتأجج الصراعات وتنهار النماذج التي ظن أهلها أنها محكمة ويتضح أنها كانت تقوم على ركيزة من الفساد والرماد ويستجدي أهلها أعداءهم من أجل لقمة عيش ، ويرجع الناس إلى ربهم يسألونه مخرجا من الضياع .
    إن الدين متجذر داخل النفس البشرية الإنسان والتدين فطرة عند البشر ، والدين ينظم حياة الإنسان وعلاقته بالأخر ، لكن قصور المسلمين وقعودهم وفساد من حكمونا وعدم الاستفادة من المساحة الكبيرة التي أتاحها الدين للعلم والتعلم والتدبر إلا أنهم ظلوا حريصين على مصالحهم واوجدوا نظاما طبقيا فيه ظالم ومظلوم ، مستغل ومستغل ، شريف ووضيع ، عبد وسيد ، وساندهم (علماء )الجهل والمصلحة فأعملوا في الناس التكفير والردة والإلحاد ، وادعوا أنهم أبناء الله ففسدوا وأفسدوا ،
    لهذا نرى أن لا مخرج للبشرية إلا أن تتبع كل ما هو إنساني وتلتزم به ، والإنسانية هي العدل والمساواة ، هي إثبات الحق والواجب ، والإنسانية لا رق فيها ولا حاجة فيها لسرقة ولا حاجة فيها لزنا ولا تقوم فيها مؤسسات اجتماعية أو اقتصادية فاسدة
                  

08-14-2003, 07:29 AM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re:ما بين الدين والماركسية (Re: ودقاسم)

    الاخ ود قاسم لك التحبة و التجلة. من اهم مقاصد الماركسيين انجاز المكاسب للفئات الاجتماعية التي تخضع لعملية الاستغلال الاقتصادي من قبل الفئات المهيمنة و ذلك بتبني افكار مثل ضرورة جعل ادوات و وسائل الانتاج ملكا عاما و ليس حكرا لفئة اجتماعية دون اخري. و اليك هذا المثال لتقريب الصورة بدلا من الدخول في جدل فلسفي طويل و مكرر. تخيل مدرس يعمل في مدرسة مملوكة لاحدهم و يقوم اهالي الطلاب بدفع الرسوم الدراسية ، يبيع المدرسون و الاداريون جهدهم الذي يجعل المدرسة تعمل، مالك المدرسة ياخذ فائض الربح بعد دفع كل منصرفات العمل و هذا الفائض عادة اكبر بكثير من المبلغ المدفوع لاي مدرس او اداري بائع لجهده نظير راتب محدود. الفائض الذي ياخذه المالك هو ما يعرف بفائض القيمة وهو في الحقيقة الفائض %
                  

08-14-2003, 07:29 AM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re:ما بين الدين والماركسية (Re: ودقاسم)

    الاخ ود قاسم لك التحبة و التجلة. من اهم مقاصد الماركسيين انجاز المكاسب للفئات الاجتماعية التي تخضع لعملية الاستغلال الاقتصادي من قبل الفئات المهيمنة و ذلك بتبني افكار مثل ضرورة جعل ادوات و وسائل الانتاج ملكا عاما و ليس حكرا لفئة اجتماعية دون اخري. و اليك هذا المثال لتقريب الصورة بدلا من الدخول في جدل فلسفي طويل و مكرر. تخيل مدرس يعمل في مدرسة مملوكة لاحدهم و يقوم اهالي الطلاب بدفع الرسوم الدراسية ، يبيع المدرسون و الاداريون جهدهم الذي يجعل المدرسة تعمل، مالك المدرسة ياخذ فائض الربح بعد دفع كل منصرفات العمل و هذا الفائض عادة اكبر بكثير من المبلغ المدفوع لاي مدرس او اداري بائع لجهده نظير راتب محدود. الفائض الذي ياخذه المالك هو ما يعرف بفائض القيمة وهو في الحقيقة الفائض عن سعر جهد العاملين وهم احق به. ربما يقول قائل ان مالك المدرسة مثلا صرف مبلغا في تشييد المشروع و بنائه و مبلغا لحيازة الارض التي يقوم عليها المشروع واذا بدانا بالتفكير حول من اين تحصل هذا المالك علي هذه المبالغ لا نجد تفسيرا غير المكاسب و الامتيازات الطبقية و هي في زمننا الحالي اما موروثة او متحصلة بجهد ما او حتي مفسدة ما واذا تم التفكير سيتم و الوصول لاسباب الحقيقية و راء جعل هذا المالك مالكا. ما تقوله الماركسية ببساطة هو ضرورة انهاء هذه الامتيازات الطبقية بجعل هذه الوسيلة المدرة للربح ملكا عاما وجعل الجميع شركاء في فائض سعر جهدهم. عندما يقول قائل ان هذه الامتيازات الطبقية هي رزق من الله لن يكون اكثر من بائع مخدرات يريد ان يصرف الناس عن التفكير حول عملية الاستغلال التي يخضعون لها و عن التفكير حول الاسباب وراء حيازة المالك للمؤسسة المنتجة عبر امتيازات غالبا ما يكون مشكوكا في عدالتها . لذلك لم يجد الماركسيون افضل من هذا الوصف المبتسر ( الدين افيون الشعوب) و انا لست من انصار استخدام هذا الوصف المبتسر . لان اعتي عتاة الماديين سيكون الدين عنده في اسوأ الاحوال هو جهد ذهني نبيل و رائع حاول فيه الانسان ايجاد تفسير لظاهرة الحياة و الظواهر الطبيعية الاخري و تصور للكون و ايضا الدين يعكس شوق الانسان لجعل حياته منظمة و عادلة بمجموعة معتقدات وقيم روحية مقدسة و مثالية . طبعا ترديد مثل هذه العبارة (الدين افيون الشعوب) دون الرجوع و السعي لفهمها و ادراك حقيقة مقصدها هو ضرب من الجهالة و السطحية و حمانا الله
    طه
                  

08-14-2003, 10:12 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re:ما بين الدين والماركسية (Re: TahaElham)

    الأستاذ طه
    لك التحية
    بمتابعتي لكتاباتك بعد انضمامك للبورد لا حظت أنك تورد أفكارك وآراءك بصورة منظمة ومنطقية ولا حظت أنك تملك المادة الغزيرة التي تجعلك محاورا مميزا ، وعموما أجد متعة في الحوار مع من هم مثلك ، ولقد نعرفت على الماركسية وبعض الماركسيين باكرا وأحتفظ لهم بكثير من العرفان والود ، ولست متأسلما وأرفض التطرف والعنف وأكره أن تقوم دولة دينية في السودان وأرى في قيامها فتنة كبيرة ، ولست جمهوريا لكني تعلمت منهم الكثير أيضا وأحتفظ لهم بود وعرفان ، وليس لدي منهم أصدقاء إلا من عرفتهم في هذا البورد ، كالعزيز ياسر الشريف ، وأرى أن ما وجدته أنت في الماركسية و ما أقنعك بصحة منهجها يقنعني أيضا ، فقط النقطة التي ركزت عليها أنت أخيرا وهي مسألة الدين ، فهذه والله تهمني كثيرا وتشغلني ، كما أنها الآن محور صراع لا تخطئه عين ، وبالتالي أرى أنها نقطة هامة وجديرة بالنقاش والدراسة ، فإما أن يكون الدين حق والحق أحق أن يتبع ، وإلا فلنبحث لنا عن مخرج آخر ، رؤيتي الشخصية أن الدين حق وأننا نحن الذين ضيقنا واسعا ، وأن الدين لم يمنعنا من إقامة نظام اشتراكي بل الدين نفسه في نظري ينحى منحى اشتراكيا لأنه يتضمن مبادئ عامة تتضمن الجماعية العدالة المساواة رفض الاستغلال انتهاء الطبقية معالجات إعادة التوزيع الديمقراطية وغيرها من المبادئ العامة ، أنا هنا أتكلم عن الدين لا عن المتأسلمين ، وأرى أخي طه أن النموذج الاشتراكي قد انهار لسبب أساسي ، لأنه أبعد الدين عن حياة الفرد وبالتالي انتفى ما يمكن أن يكون حارسا ضد الممارسات الخاطئة ولم تتمكن الماركسية من توعية كل المنتمين إليها بالأسس الانسانية التي تجعلنا أفردا صالحين للعيش ضمن المجموعة
    حقيقة أرغب في أن تطول بالك وتجمع أنفاسك وتقدم لنا ما يفيدنا حول التساؤل التالي
    كيف نكون ماركسيين ومسلمين في آن واحد ؟
    ذلك لأن المسألة فيها الكثير من الخوف والحذر والتحدي وقد سبق أن طلبت عبر هذا المنبر أن يقدم لنا الأخوة من الحزب الشيوعي نظرتهم المبدئية التي تعالج موضوع الدين وموضوع الليبرالية والتعددية وحقيقة لم أجد إجابة ، لكني أتعشم في أنك محتهد وباحث ومتمكن ، ولهذا آمل أن تفيدنا ، فكلنا نبحث عن ما يمكن أن يكون بنا مخرجا
    لك الشكر
                  

08-14-2003, 04:49 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re:ما بين الدين والماركسية (Re: ودقاسم)

    good topic wad gasim,
    i will come to put my 5 cents,
    if you permit...

    adil
                  

08-14-2003, 05:28 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re:ما بين الدين والماركسية (Re: Abdel Aati)

    مرحبا صديقي عادل
    نحتاجك بشدة ياأخي ، أين أنت ؟ لا تتأخر علينا ، أنا يا عادل فقط أشعر بالحاجة إلى التجديد ، وأتلمس الطريق لكني لم أسلكه حتى الآن ومثلك سيكون دليلا خاصة وأن الشيب قد غزا كل راسي وصار تجميع الأفكار عصيا ، لا تستأذن يا عادل ولا تظن بي الظنون ، فأنت رقم مهم في البورد وخارجه
                  

08-14-2003, 05:13 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    يا ودقاسم
    تحياتي

    الموضوع جدير بالنقاش

    وسؤالك عن تجديد الفكر أم الدين
    في تقديري أن الدين الاسلامي يحتاج الاثنان معا
    لكن هذا التجديد والذي يجب أن يكون مستنيرا
    تحفه مخاطر كثير أولها التكفير
    والعنف والارهاب الذي يواجهه المجددون
    مثل محمود محمد طه ونصر أبو ذيد يؤكد

    صعوبة هذه المهمة

    والي حد ما أستحالتها علي الاقل في الوقت الراهن

    -----------------------
    نواصل

    My 2 cents in the Marxist argument


    هل الايمان والالحاد وجهان لعملة واحدة؟
                  

08-14-2003, 06:46 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين الماركسية و الدين (Re: ودقاسم)

    ما احسه يا اخ ود قاسم ان هنالك نوع من الحس المشترك يجمعنا في موضوع البحث عن الحقيقة في هذا الزمن المعولم الضبابي . ما اعرفه عن عضوية الحزب الشيوعي المتدينين انهم اميل للتصوف المتفلسف اذا جاز التعبير. انا اعتقد ان الدين الاسلامي المتسامي عن النزعات التكفيرية الاسئصالية و العدوانية هو كون من الجمال و الادب و الفكر العميق و يكمن ذلك في الاجابات الفلسفية المتميزة بالانفتاح لمشكلات الفلسفة مثل السؤال حول اصل الكون و الخلق و تنظيم المجتمع و لكن التاريخ الاسلامي ( تاريخ الدولة الاسلامية، صدر الاسلام ، الامويين ، العباسيين الخ هو في الحقيقة تاريخ رجال و سير ملوك اجتهدوا ليجدوا مخارج لمازق عويصة طرحتها الحياة) هذا التاريخ الملتبس وضع الناس امام خيارات عصية كان الجمود الفكري و التزمت العقدي احد اهم ملمح فيها. لان معظم ما هو مكتوب من فقه و سير و تفاسير و شروحات كان فكرا تبريريا (فقهاء سلاطين) او انعكاس لما يعتمل داخل المجتمع الاسلامي حينها من صراع حول السلطة و هنا اطرح السؤال الاتي لماذا كان الصحابة و السلف الصالح الناس القريبون جدا من نفس النبي(ًص) و عبق كلامه الفذ المطهر لماذا كانوا اكثر تحررا في الفكر السياسي و شان الدولة و اكثر شجاعة من المفكرين المعاصرين في التعامل مع مبدا التفكير الحر الملتزم فقط بالمقاصد العليا للدين؟ المقاصد العليا للدين مثل ثبات حق الانسان في الحياة الكريمة و حقه في الحرية. لذلك نجد سيدنا علي و السيدة قد اختلفا لدرجة التحارب في مسألة طلب دم سيدنا عثمان و كذلك استقل سيدنا معاوية بالشام عن الخليفة المبايع سيدنا علي دون ان يتبادل الناس السباب و التكفير . و لو تلاحظ ان شكل الحكم في الدولة الاسلامية بعد عهد الخلافة الاسلامية الاولي (لا احب كلمة الراشدة لانها تعطي احساسا بأن ما تلاها ليس راشدا و هو راشد لانه فعل الانسان الذي اراده الرب مكرما علي الخلائق) كان هو نظام الحكم بالملك المتوارث لم يكن هناك من الفقهاء من كفر الناس لانهم قالوا بهذا الرأى او ذاك لان الانسانية حمعاء في كل الدول التي عاصرت الدولة الاسلامية في تلك الفترة كانت تحكم بالملك المتوارث ولم يكن الاسلام في ذلك شذوذا عن ما تواطأ عليه البشر. اليك هذين الاثرين الحديث (لا تجتمع امتي علي باطل ) قول النبي(ص) هنا (امتي) لم يقل المسلمين و معلوم ان كل من يعيش بعد النبي(ص) هو من امته لذلك ان لا اجد اي حرج في اخذ احماعات الانسانية فيما يعرف بحقوق الانسان و القوانين المنظمة للعلاقات بين الامم و اتفاقية جنيف المهتمة بامر اسري الحرب في اخذها كجزء يجب ان يكون اصيلا من التشريعات في السودان هذا لان هذه القوانين تتفق مع المقاصد العليا للدين. و اليك هذا الحديث القدسي ( الخلق عيال الله احبكم الي احسنكم لعيالي) و هذا الحديث النبوي المطهر (خياركم احاسنكم اخلاقا الموطؤن اكنافا الذين يألفون و يؤلفون). لهذا انا اعتقد انه لا تناقض بين اى فلسفة انسانية تهدف لمصلحة البشر ( السواد الاعظم منهم) و اى جهد سياسي او فكري يستهدف اكرام الانسان و تلبية حاجاته الروحية و المادية. ليست ماركسية الخواجات هي التي توائمنا. ما نحتاجه هو فكر سياسي يساعدنافي انجاز دولة مدنيةتكرم الانسان السوداني المكرم اصلا بالتاريخ الناصع لملوك النيل
                  

08-14-2003, 10:34 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الأستاذ أحمد أمين
    لك التحية
    أشعر أن الأحداث في غربنا الحبيب قد أخذت الكثير من وقتك ، وما يجري هناك تفرحنا نجاحاته وتؤلمنا أخطاؤه ، وكل الأمل ان يصب نضال أبناء الوطن في بحر المصلحة الوطنية وهزيمة هذا النظام الظلامي
    أما بالنسبة للتجديد فقد طرقه علماء كثيرون أذكر منهم ابن خلدون والغزالي وغيرهم وسأورد بعض مقتطفات من ما قاله هؤلاء العلماء إن شاء الله ، ومهما امتد طول الليل فإنه لا محالة منجلي ببزوغ الصبح ، ويمكنك ملاحظة الاتفاق في هذا البوست بين المنتمين إلى المشارب الفكرية المختلفة كلهم يجمعون على أهمية الخوض في الموضوع ويثبتون الحاجة له وحتى هذه اللحظة لم يدخل إلى البوست أي من التكفيريين ، وحقيقة الأمر كنت أتوقع دخولهم
    لك التحية وآمل أن تشاركنا كلما وجدت لذلك سبيلا
                  

08-15-2003, 06:00 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    كانت دائما احد اهم مخاوف دعاة التغيير الاجتماعي ان تسبقهم الجماهير بانجاز مقاصدهم بعيدا عن الكيفية التي يعيدون بها ترتيب اولوياتهم . بالامس كنت في حديث مع احد الاصدقاء حول التركيبة الاجتماعية المميزة لمدينة القضارف بشرق السودان . يعيش بهذه المدينة العديد من الاعراق ذات الاصول السودانية و الاثيوبية و الصومالية و المصرية و الارتيرية و الغرب افريقية و معظم هولاء يحملون في الوقت الحالي جوازات سفر سودانية . بمدينة القضارف ثلاث كنائس كنيسة ديم حمد و كنيسة ديم النور و كنيسة بضاحية تواوا و الاخيرة هذه شيدت عند النزوح الكبير للاثيوبين ابان احتدام حرب التحرير الارترية و المجاعة الشهيرة خلال الثمانينات . تعيش هذه الاعراق و الديانات و الثقافات في نوع من التالف و الانسجام و ربما يعود ذلك ليسر الحياة نفسها بتلك المدينة الجميلة المتسامحة. هنالك الكثير من الزيجات المختلطة عرقيا و دينيا وكنا بالضبط نتكلم عن عدة امثلة لزيجات فيها الزوج من المسيحين و الزوجة من المسلمين و هذه الزيجات غاية في النجاح و الاستقرار . وما اعلمه ان قانون الاحوال الشخصية المعمول به لا يبيح ذلك و لكن الناس يتصرفون لتسيير حياتهم دون الوقوف كثيرا امام هذه الشكليات المهم هو توفر الرغبة عند الطرفين في هذا الرباط المقدس . و اعتقد ان الناس في حوجة ماسة لاعادة التفكير حول قوانين الاحوال الشخصية المعمول بها الان في السودان حتي تصبح هذه القوانين ركيزة لترسيخ الوحدة الوطنية و ليست عاملا للتشظي و الانقسام.
    طه
                  

08-15-2003, 08:29 PM

خضر حسين

تاريخ التسجيل: 03-31-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الأخ الأستاذ .. ودقاسم
    الأخوة المشاركين فى الحوار
    عميق الود
    أتابع الحوار باهتمام شديد .. وقد أثلج صدرى الجهد المبذول من الجميع؛ وأشعر بأسف عميق عن عدم توفر الوقت للمساهمة فى الحوار، لكننى سأعود فور انتهائى من بعض الفروض الأكاديمية.
    وقد رأيت فى هذه العجالة أن أقوم بنقل مداخلة الدكتورة نجاة محمود المعروفة باسم بيان .. والتى أوردتها فى بوست الأخ طــه الذى نوه فيه للحوار الدائر فى هذا البوست.
    هذه هى مداخلة د.نجاة والتى أزعم أن فى استسصحابها المزيد من اثراء الحوار

    تقول د.بيان


    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

    التجديد هو دعوة مشروعة ولكن
    فيماذا التجديد؟
    لا يمكن التجديد فى الاصول اذ انها ثابتة بنصوص دينية
    ولكن الفروع التى تحكم وقائع غير متناهية يمكن التجديد فيها
    بالقياس
    مثل قضية الرحم المتسأجرة
    لقد حرمها الاسلام مع انها من المستجدات
    لانها بالقياس وجدت انها تخلط الانساب وكلنا نعرف ان النسب فى الاسلام على اهمية كبيرة لم يترتب عليه
    من قوانين الميراث و الزواج
    وتأنيا مثلا قضية الاستنساخ
    حرمت لنفس السبب وهى خلط الانساب
    وبهذا نرى ان الدين متجدد
    ويتسوعب كل المستجدات الجديدة


    بخصوص ان الدين صالح لكل مكان وزمان
    وقد قمنا انا وطلابى فى السمستر السابق
    بأحضار كل المستجدات الحادثة
    بأن نحضر كتاب عن قضية معينة
    مكتوب بواسطة كاتب غربى
    ونبحث
    عن رأى الدين فيها
    من قتل الرحمة ومرورا بالاجهاض الى الاستنساخ
    والتحرش الجنسى فى العمل

    والتعامل مع الحيوان
    فى المعامل
    و وعمليات التجميل وعمليات تغير النوع
    ووجدنا ان هناك اجتهاد يحكمها
    وثبت لنا انه اى قضيية على ظهر البسيطة
    نجد حكم لها
    فى الاسلام
    فالاسلام دين شامل
    لم يترك صغيرة او كبيرة والا ناقشها
    وتراكم الان لدى اكثر من 140
    بحث فى قضية اخلاقية
    ومعها حكمها الاسلامى





    .ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ
    البلاد التى ضيعت خاتما، البلاد التى دائما
    ستظل محنية، فوق الجثث
    ونحن سنبقى هنا، هناك، سوف نعلو
    بالذنوب الخفيفة فوق هذا العبث
                  

08-15-2003, 08:43 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الأستاذ طه
    لك التحية
    أولا لابد من أن أشكرك على تسويقك لهذا البوست والذي أتوقع أن يجلب له مزيدا من المشاركات وبالتالي سيكون الحوار أغزر من حيث المادة ووفرة المعلومات لتعدد المصادر ، وهذه في حد ذاتهاوبهذا الشكل تعتبر فكرة تجديدية في البورد

    هناك بعض العادات الاجتماعية يفترض المجتمع المتبني لها أنها جزء من الدين ، وحقيقة أن هناك من يدافع عن هذه العادات ويؤلف التفاسير ويؤلف الأحاديث أو شرحها ليؤكد للآخرين أن هذا من صميم الدين ، وهؤلاء يستفيدون من جهل الناس بكثير من أمور الدين فيجدون في ذلك بيئة صالحة لترويج رؤاهم ، فيحيلون العادة الخاطئة إلى ممارسة دينية واجبة على كل مؤمن بهذا الدين أو ذاك ، وسأمثل على ذلك بتغطية وجه المرأة واعتبار المراة بكاملها عورة بما في ذلك اسمها ، ولا يحتاج الباحث أو حتى الشخص العادي ان يكتشف زيف هذه الدعاوي وأن الدين لا علاقة له بذلك فنحن نعرف أم الرسول صلى الله عليه وسلم ونعرف أسماء زوجاته ونعرف أسماء بناته وقد تجد في بعض المصادر وصفا لبعض النساء اللاتي عشن في الدولة الاسلامية الأولى ، وقد كانت هناك مشاركات فعالة للمرأة عبر التاريخ الاسلامي ابتداء بخديجة التي ساندت الرسول وساندت الدعوة ، وأسماء بنت أبي بكر التي كانت توصل الطعام إلى غار ثور ، وهذا الغار لا يستطيع أحد ان يبلغه بسهولة وفي زمن لا يقل عن ثلاث ساعات حتى على أيامنا هذه ، وفد أسلمت بعض النساء وكن سببا في اسلام أزواجهن من بعد ، وكانت أخت سيدنا عمر سببا في اسلامه ، والأمثلة تطول في هذا المجال ، لكن من قال أن المرأة يجب أن تغطي وجهها ولماذا يلجأ أصحاب هذه الدعوى إلى التفسير المطول الملتوي لمعاني آيات مثل ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) ولو تساءلنا ما هو الزي الذي كانت النساء يلبسنه في تلك الفترة وهل هو ساتر دون أن يدنينه أم أنه يحتاج إلى إمساك باليد؟ هل هو مخاط ؟ هل هو كاس وكاف لتغطية ما نغطيه نحن الآن ؟ هؤلاء تقلوا عاداتهم الخاطئة وأرادوا أن يجعلوها شيئا من الدين ، وأن يوجبوها على الآخرين ، ولا أدري مثلا لماذا لم يأبهوا بمنع الدين عن الإسراف ( إن الله لا يحب المسرفين ) ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا ) لكنهم لا يأبهون بذلك أبدا بالرغم من أنه كلام صريح وواضح ، فتجدهم يصرفون بلا حساب ويأكلون بلا حساب ويخوضون في الفسق بلا حساب ولكن نساءهم يغطين وجوههن
    أعتقد يا طه أن العلوم الاجتماعية علوم انبنت على الملاحظة والتحليل ، فعلماء الاجتماع والانثروبولوجي والعلوم السياسية وإى حد ما الاقتصاد ، أعتقد أن الملاحظة هي أساسها ، أي ان ( الجماهير ) هي التي أوجدت التطبيق أولا ومن التطبيق خرجت النظرية ، فمؤسسة الزواج بعد قيامها مرت بمراحل عديدة عبر التاريخ البشري وأعتقد أن الأديان كانت دائما تجيء بتقنين الشكل الموجود وإضافة بعض التحسينات على هذا الموجود ، ثم جعل الهذا الشكل المجدد هو الشكل القانوني وما عداه يدخل في الحرام ( الممنوع ) ومن المؤكد أن الشكل الذي ثبته الدين هو شكل خارج من القوانين والأعراف التي كانت سائدة قبله مع بعض التحسينات ، ومعروف لدينا من هم صناع القوانين ، لذا نجد في الاسلام التعدد لصالح الرجل لأن ما قبل الاسلام كان مجتمعا تعدديا بصورة مفتوحة ومن الصعب أن يأتي من يقول بإيقاف التعدد فجأة ، لكن هل يستمر السماح بالتعدد مهما تقدمت بنا السبل والعلوم ومهما بلغت المراة من تطور ومعرفة وقدرة يستدعي مساواتها مع الرجل؟ إذا أجبنا بنعم ، أعتقد أننا سنتساءل من سيسمح لنا بذلك ؟ نعم المرأة حاليا يمكن أن تكون قوية بمقدراتها العلمية والتنظمية وتسندها حركة عالمية لنيل حقوقها كاملة ، فهل نحن مستعدون للدخول في حرب مع المرأة التي تعيش في عصرنا هذا ؟ هل من المنطق أن نشعل حربا وأن نقلق سلام العالم بمطلب أناني لا يسنده منطق ولا واقع ؟
    ومجتمع القضارف يمثل مجتمعا راشدا ومتقدما وأعتقد أنه بذلك يمكن أن يعيش الناس في سلام وأن تتعايش الأديان في سلام وأن تتعايش الأعراق في سلام وسينتج عن ذلك مجتمع جديد يحمل قيما أكثر تطورا من سابقه وستتآكل القيم البالية وتنهزم أمام هذا التجديد الذي يراعي الواقع ويقدره حق قدره ؟
    سأواصل
                  

08-15-2003, 09:28 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    في كتاب سيرة ابن هشام المروية عن ابن اسحق . حيث كان المؤلف يوضح سبب نزول اية ما( اظن انها) لانه قد طالت المدة و استميحكم عذرا في عدم الدقة ( الاية عتل بعد ذلك زنيم) حكي الكاتب عن اشكال الزواج التي كانت موجودة سلفا قبل الاسلام مثل الاستبضاع و النكاح من هذه الرواية نجد ان حتي شكل الزواج الحالي المتبع بين المسلمين و المعروف شرعا بالنكاح و كان معروفا عند العرب قبل الاسلام. و هنا اود ان الفت نظر المشاركين في هذا الحوار لاهمية الكتاب ( الجذور التاريخية للشريعة الاسلامية تاليف الدكتور خليل عبد الكريم) . و الكلام عن الحجاب ايضا يحتاج الي درجة كبيرة من الدقة حسب ما ورد في الاية ( فليضربن بخمرهن علي جيوبهن الخ الاية)المقصد من الاية هو السترة و عدم تقصير الثياب بقصد الاغراء وليس الشكل الحالي الذي تبدو به بعض المتشددات من تغطية للوجه و اسبال مبالغ فيه للثياب.
                  

08-16-2003, 10:02 AM

اسامة الخاتم
<aاسامة الخاتم
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    up
                  

08-16-2003, 10:45 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    يقول الإمام بن القيم (إن الفتوى تتغير بحسب العوائد والأحوال والأزمنة والأمكنة والنيات )انتهى

    ولا أعلم غن كان بعض الناس يرى في هذا الكلام غموضا أو عدم وضوح ، إني أراه كلاما واضحا وصريحا ويؤكد تأكيدا قاطعا أن الدين صالح لكل زمان ومكان - وهذه جاءت صريحة - وهو صالح لكل مجتمع - وهذه جاءت مبينة بالعوائد والأحوال -، ويصلح لكل فرد - وهذه جاءت مبينة في النيات - لكن هذا الكلام يجد من يغيره ويبدله ويعيد تفسيره لمصلحة ما- فردية أو فئوية -وأعتقد أننا إذا تفهمنا كلام ابن القيم فإننا سنجد أن المسألة فيها متسع لكل مجتهد عالم بالدين لكن بشرط انتفاء المصلحة أي أن يكون عمله خالصا لله ولخدمة الانسانية بصياغة ما ينفعها ويحل مشكلاتها المادية والاجتماعية والسياسية ويحقق ما تم تثبيته في حقوق الانسان ، ليدع هذا الانسان حرا طليقا مفكرا منتجا مشاركا في حياة الآخرين مسهما في تنميتها وحاصلا على كل حاجياته وكل حقوقه ، لكن كل هذا كيف يتأتى لنا ونحن محكومون بمجموعة من علماء السلطان ذوي المصلحة والغرض ، وهم يتجهون لتكوين جبهة تضم رجال الدين ليتحولوا إلى طبقة تستغلنا وتعطل نمونا وتلغي كثيرا من حقوقنا ومصالحنا ، في هذا أريد أن أشير إلى أن خلافي مع الاخوة الجمهوريين دعوتهم السلمية لآخر حد ، فأنا لا أرى أن الأمور يمكن أن تنجز هكذا دون أن يطالب أصحاب الحق بحقهم ودون أن يقوم أصحاب الحق بتنظيم أنفسهم وذلك لشراسة الطبقة التي تسود حاليا وفي هذا أجد نفسي متفقا مع الماركسيين في أن التنظيم هو أساس كل تحرك وأساس كل نجاح وأساس هزيمة الطبقة التي تمارس الاستغلال ، وعن طريق التنظيم يمكن نقل الفكر والمعلومات ويمكن الاتصال ويمكن القيام بتصعيد المطالبات وكسر شوكة الاستغلاليين وبالنضال المستمر يمكن أن ينهزم هؤلاء وإن حملوا سلاحا لابد أن تتم مقابلتهم بالمثل ، وأعتقد أن هذا هو الطريق ، هزيمة الفكر المتخلف عن طريق التنظيم والدعوة المكثفة المدعومة بالاستعداد للمنازلة ، وأي طريق آخر ربما لا يحقق نصرا مطلقا وربما يحقق بعض النجاحات هنا وهناك ، وربما يحقق نصرا محدودا بالزمان والمكان ، لكن الانسانية جميعا يجب أن تهب هبة واحدة وتكرس وحدتها لهزيمة القاعدين المهتمين بمصالحهم الذاتية وأعتقد أن التوجهات الحالية والضغط المتنامي لإحقاق الحقوق الإنسانية والفصل بين الدين والدولة في كل مكان من هذا العالم أعتقد أنه البداية السليمة
                  

08-16-2003, 11:01 AM

abuguta
<aabuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    ود قاسم
    ايه رايك لو الماركسين تبنو فكر الجمهورين
    افتكر بحلو المشكلة؟؟؟؟
    وتسلم ياهميم
                  

08-16-2003, 02:58 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: abuguta)

    الباشمهندس أبوقوتة
    لك تحياتي وودي
    كل من يسقط جهدا فكريا إنسانيا يجد خللا في تفكيره ، ومن يسقط الدين يكون عمله خاطئا وغير إنساني ، نحن بحاجة للاستزادة من كل الارث الانساني ، وأنا دائما أتحدث عن أن الحكمة التي أورثنا إياها أجدادنا الذين ما كانوا يدونون لهي حكمة غالية ومفيدة
    وللأسقف الرئيس التنزاني جوليوس نايريري ورقة بعنوان التعليم من أجل الاعتماد على النفس education for self reliance
    وكانت تدرس في جامعة الخرطوم حسب معلوماتي ، وهي تتحدث في جزء منها عن ضرورة الأخذ من حكمة الأباء والأجداد وعدم إهمالها وتتحدث عن العملية التعليمية ، وكيف تبني إنسانا قويما تجعل منه انسانا جزءا من مجتمع متكاما ومعتمد على عطاء أبنائه
    وأعتقد أنها ورقة قيمة ولو أن أحد العارفين زودنا بها أو لخصها لنا فستفيدنا كثيرا
                  

08-16-2003, 11:25 AM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتي لا نكون متناقضين مع ما نطرحه (Re: ودقاسم)

    الاخت بيان و الاخ هوبلس . وصف افكاري بعدم الترتيب كلام مقبول جدا يا اخت بيان و نحن علي استعداد لسماع اكثر من ذلك وفي سبيل ازالة هذه الساحبة البائسة المؤقتة التي غطت سماء بلادنا نحن علي استعداد لاكثر من الصبر علي الكلام المغشوش. اولا ايتها المسلمة اذا كنت علي استعداد لقبول نتائج الانتخابات العامة حتي اذا جلبت نتائجها الحكام من الاخوة المسيحين او اهل الديانات الاخري و اللادينين لسدة الحكم ببرنامج سياسي محدد فانا لا استهدفك بالنقاش لانك يجب ان مفرغة تماما لمنازلة المتشددين الذين لن لديهم تجاهك غير التكفير . لان الدولة المدنية التي سيتم اختيار حكامها علي هذا الاساس لن تكون دولة الشريعة او حتي المشروع الحضاري الذي ذهب اصحابه يستجدون الناس ليجدوا لهم المخارج الامنة من مازقهم. سيكون دستور هذه الدولة مدنيا ايضا و قانونها يشبهها في تمدنه . لذلك سيكون الامر بالمعروف و النهي عن المنكرمن الامور الخاضعة لامر القانون و ايضا سيكون من نافلة القول حق المراة في طلب الطلاق في حالة التدبيل عليهاحقا يكفله القانون و لن يكون هنالك ديوان للزكاة بل ستكون مصلحة ضرائب تاخذ الضرائب عن الجميع دون التفكير خول كون الدافع مسلم او مسيحي او لاديني . لذلك يا اخت كما اسلفت لا لزوم للنقاش معاك لانك تتفقين معنااو لاتدركين حجم التناقض الذي يكتنف اطروحتك الفضفاضة .
                  

08-16-2003, 04:41 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حتي لا نكون متناقضين مع ما نطرحه (Re: TahaElham)

    Dear Wadgasim, Taha and the other participants,

    With out enjoying this post I have posted the coming humble comments in Taha’s post in which he is trying to direct people to certain approaches in thier discussion in this posts, thank you for him to inform me about this vital topic, any way if you don’t mind I would love to transfer it here, and please every body is authorized to help the others in understanding what I meant if there is any problem with the language, in fact I was misunderstood in the Taha’s post, and I think either due to the language barriers or may be a pre ideas that built on assuming things that I didn’t mentioned, this happened from Dr. Najat , I think she is not in a good mood with our brother Wadgasim and this related to his post a bout the educational degrees , let me send a message for her from here; this board is a place for all the interested regardless their nationality or their religion to develop an objective, fruitful and valuable discussion that we all dream to help in making our horrible lives better in all aspects, sociopolitical and economically and believe me if there is any one still thinks that there are some issues should be kept under the shade as unthinkable, this totally wrong, the time has passed for such believing, and if he thinks what is said about religions or cultures or social issues is too hard, I would say not yet the hardest is coming , this are the beginnings for nations being oppressed for many centuries.
    I think this issue would be a bit small regard to the Islam other problems if we have to be frank with more courage. I think what is the Moslem used to say whenever they open a deep discussion about the Islam; is that the Quran and automatically Islam is valid to all the times, that means 21 century and the 20th millennium. This ultimately is not true theoretically and practically; theoretically there is no ultimate and absolute over this earth if it is about a scientific truth and if we are talking about the social truths it could be working though the believes of many, but that doesn't give the social truth the right to be true and just true even not a absolute according to “Mohamed Arkoon”, bearing in mind that any thing related to religion is a matter of believe and the believe is not more than an opinion reflects the set up of the ideas for the one who believes.
    On the other hand we hear people repeat like any birds that the ISLAM is valid to any time; tell me how? If still there is constant ongoing fact in the Moslem societies represented; anyone wants to be a Moslem then he has to be an Arabian in the way your mind works at least to understand many things; they still consider that Quran is only in Arabic and if it is translated in English this just a translation that is not holly one, because it is not in Arabic, once I have written in this board that; the Islam is not and would not be a civilized religion that can address the whole mankind unless it get rid off the Arabian culture so that it can address every body according to his culture and within the sets of their ethical system and the approach will be: Islam general concepts like tolerance as example.
    Having said that then what are all the contributors is a bout would be the symptoms of the problem, which could be identified in the mentality, and the way that Moslems think.
    I believe that the whole Quran and not only chapters is talking about a certain historical eras; the Arab elements with its culture had the major role in them. So to build such historical consciousness to be developed in social consensus this would be the challenging part, and that needs courage to face the fact a way from the idea of; I have a paved way to hell because I start touch what is considered as unthinkable, this an individual chemical process that need to take place inside every one before it goes to public, I also believe that many people always have the problem of asking the tough questions because they are not ready to make their mind up and they are not ready to tolerate the new conclusions that might come up out of this process.
    Therefore my friends this just the new beginning even though the Islamic history is full of such thing starting by the Motizalla, Alhalaj, Ibn Rushd, Hussien Morwa, Faraj Fuda, Salman Rushi, Nafisa Sadig, Tesnima Nassar, Nasr Hamid Abuzied Mahmoud Mohamed Taha, this would not stop simply because there is a daily need for the change to take place, these societies are not stagnant, they are moving and they have new realities that present a new situations that is impossible to be dealt with by the way that the traditional, fundamental, extremist zealous are presenting for these societies now a days; they have the choice to come to our current time instead of attempting to take us back to the Arabian ancient holly eras.
    Last thing that I still can not understand; are two things in the way that the traditional mentality works; represented by Dr.Bayan and Hopeless the hopeless case in this post; whenever people start discussion and they felt that their stand is weak and they have no even the twisted logic to discuss; they bring their well known mechanisms 1/ the conspiracy theory and they cry that the Jew are behind this- to be fair they didn’t use this mechanism yet; 2/another mechanism is that the Western civilization is declining and they have the high rate of divorces and they have high rates of betrays between the husbands and they have the highest rates of violence against the woman and the kids, simply these societies have their own conditions and they have developed through long historical process to have the current situations and they are preparing them selves to meet their new social obligations . They even have the place to raise up the kids if the parents are not qualified to do that; tell me what do you have in what is so called the Islamic countries; due to the ignorance and the absence of the democracy and the transparency, there is no any completed scientific study about the prostitution, divorce rates, the family violence. When you hear them criticizing the Western societies as if they know it you think they have the perfect societies in their dreamed world and this one of the problems that the Arabian mentalities always have; dealing with the possibilities as final truths; according to Dr. Aljabri ( www.aljabriabed.com)
    I think this could be an outstanding approach for discussing and analyzing what is so considered as unthinkable.
    One thing I can not understand is: are the you I mean Bayan and Hopless serious when you talk about the situation of none Moslems in the dreamed ideal Islamic state which was not found in the whole history of Islam, I really wander how can some one in the second mellinium with all the revolutions in the human rights; freedom of expression, freedom of believing; how come you still talking about how the none Moslem to be treated in the Islamic State, and you have forgotten a very valuable fact; there is nothing called Islamic state with the standards that you have in your mind in our current time even if the whole populations are Moslems , the problem of the Islamic thinking need to be revised not only to solve the problem of the new modern issues , but also to fill the gab between things that have no existence in our daily life and the new demands; financial institutions, the failed experiment of what is so called the Islamic banking and the big faked issues like the Islamic economic system, the taxes and the Zakat, marriage, legal system and so many outstanding issues
    Let us start making the revolutionary thinking that will be translated in the welfare of our communities and you need to be armed against the terrorism against thinking; this one of the ancient terrorism shapes.


    Bakry
                  

09-25-2003, 02:37 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حتي لا نكون متناقضين مع ما نطرحه (Re: TahaElham)

    )
                  

08-16-2003, 05:53 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    أستاذ بكري
    لك التحية والشكر الجزيل على الاسهام القيم ، وأتفق معك في كثير مما ذهبيت إليه ، لكن أجد في تفكيرك ما يمكن أن يعتبره البعض تجاوزا للمراحل ، نحن نحتاج الثورة الفكرية ونحتاج أن ننفض عقولنا من غبار السنين ومحاولات الاغتصاب والشحن القسري الذي مرت به ، لكن الأمر سيستدعي عنفا مكثفا إذا جاء بدون تدرج ، وهذا العنف ضار بالبشرية كلها وقد ينتصر الجانب المتطرف والحامل لبذرة التخلف ، لكن هناك عملا كبيرا ينتظر الذين يحملون تفكيرا ناقدا والذين يتلمسون طريق للخروج من هذا المأزق ، ونحن أخي بكري نرى أن الدين لا يكبلنا ،إنما التفسير المعوج والقسري هو الذي يكبلنا ، والمشكلة أن هذا التفسير المكبل للعقل الانساني هو الذي ساد مجتمعاتنا عصورا طويلة حتى أصبح المستغل ( فتح الغين ) مقتنعا تمامابحجة المستغل (كسر الغين ) وأصبحت هناك أيديولوجيا سائدة تكرس لهذا الاستغلال ولهذا التكبيل ، وانطلق منظروها في كل مكان وبإمكانيات هائلة لجعل ما لديهم فكرا عالميا بالرغم من أنه يحمل كل علائق واقكار وإطروحات البداوة وهي ليست بداوة اليوم وإنما هي بداوة ما قبل الاسلام
    وقد اجتهد أناس كثيرون عبر التاريخ ، وفي التاريخ الحديث كان الخروج عن الاسلام أكبر من أي وقت مضى وما الأحزاب والجماعات والتوجهات الفكرية الحديثة إلا مثال لهذا الخروج ، وكل ذلك نتج عن أن ما هو موجود وما هو متاح لا يمنح هؤلاء مناخا مناسبا للعمل والحرية والديمقراطية والانتاج والتطور ن لا يمنحهم الفرصة لإيجاد المجتمع الذي يحلمون به ، لكن العمل لم يكن منظما وحتى أنه كان فرديا في بعض الحالات ، لذا كان من السهل هزيمته وإسكاته والزج به في السجن أو قتل من يحمل بذرة التجديد ، وأسهل ما يمكن أن يلصق بالمرء اليوم هو الكفر والإلحاد ، ثم تتطلق زوجتك ويبعد عنك أولادك وتمنع من ورثة والديك وقس على هذا
    ذلك يتم بالرغم من أن الاجتهاد موجود في الدين منذ بعث الرسول معاذا إلى اليمن والعقل موجود في الانسان منذ بدء الخليقة ، والدين يحثنا على استخدام العقل ويقول لنا ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ، أي ابحثوا واجتهدوا ، ويقول سنريهم آياتنا في الآفاق كيف سنراها دون أن نقوي بصرنا ودون أن نركز عقولنا ودون أن نتدبر ودون أن نوسع مداركنا
    تضمنت مداخلتك أمور أخرى ، أقدر لك التفاتك لها ، لكني لا أريد أن أشغل بها المتحاورين والمشاركين وربما نجد مكانها ويأتي زمانها ، وآمل أن تواصل حوارك مع المشاركين لأني هنا لا أطرح رأينا إنما أردت أن أثير تساؤلات ربما تنورنا وتقودنا إلى الطريق
                  

08-16-2003, 08:44 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الأخ الشريف
    لك التحية
    أولا أريد أن أمازحك
    هل اللون الأحمر الذي تسنخدمه مقصود ؟
    كانت لدينا جارة تقول عني اني شيوعي وتصر على هذا دائما ( على الفكرة الكلام ده عمرو عشرين سنة ) وهذه الجارة ما زالت تصر على هذا الكلام ، وكانت لي إبنة هي الأولى على اخوانها ، وأحببتها كما يحب كل أب ابنته ، وكنت أشتري لها من الملابس والمقتنيات والألعاب الكثير ، لكن هذه الجارة لاحظت أن غالبية ما أشتريه لبنتي يدخل فيه اللون الأحمر ، وكانت تقول لها أنت تلبسي شعار أبوك وتلعبي بشعار أبوك وعجلتك فيها شعار أبوك ، تصدق يا الشريف أن ابنتي هذه حاليا وهي تدرس بالجامعة لا تقرب اللون الأحمر في ملابسها ولا في مقنتياتها أبدا ، وأمها دائما تقول والله دي عين
    الشريف ، تعرف الاشتراكية مذهب إنساني أسهم ويسهم كثيرا في تحرير الانسان من الاستغلال والجهل والخوف ومن كل سلبيات الحياة ، ويسعى للتنمية والتوزيع المتساوي وسيادة العدالة ، لكن أنا عندي حساسية ضد شيئين
    ديكتاتورية الطبقة العاملة ، والدين أفيون الشعوب ، كما أن التطبيق الاشتراكي قد خذل الكثيرين ن ليس في انهياره وإنما في ما مورس خلاله من تعسف وظلم وقهر وإسكات لكل صوت ، ولن ينسى الناس ابدا استالين ، ولن ينسى الناس شاوشيسكو وغيرهم من الديكتاتوريين
    أعتقد أن الناس يمكن أن يأخذوا من الاشتراكية أفضل ما فيها بدون أي حرج ومن الرأسمالية أفضل مافيها دون حرج ويتمسكون بالدين ويطورون فكرهم وطرحهم ليكونوا معاصرين ، وكما قال المهندس أبو قوتة ما رايك في أن يصبح الجمهوريون اشتراكيين حتى نتمكن من إنجاز الثورة الدينية المتطورة الراشدة ؟ لك تحياتي وساعود
                  

08-17-2003, 04:05 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)


    الاخ ودقاسم

    لايمكن كتابة تاريخ اى شعب دون تسجيل ودراسة المكانه التى يحتلها الدين فى حياته القديمه والمعاصره
    اهتمام ماركس بالدين كان ضمن اهتمامه بتحليل المجتمعات الاوربيه وخاصه فى اوربا الغربيه ..
    وهل الماركسيه ضد الاديان وتبشر بالاحاد ام هى دعايه من رجال الدين ...
    عندما يعجزوا رجال الدين على السيطره على الجماهير يحاربون الماركسيه بهجومهم الدعائى لكسب عطف الجماهير بشعاراتهم بان الماركسيه ملحده وتنكر الاديان فيخلطون بين العلم والدين والفلسفه
    الماركسيه لاتنكر وجود الدين واثره ولاتنادى بحرمان الناس من حرية الاعتقاد والماركسيه لاتبشر بالالحاد فهى دعوه فوضويه للبرجوازيه الصغيره كما يقول لينين , ركزت الماركسيه على استغلال الدين والمعتقدات لاستبعاد الكادحين ...) وتعبير الدين افيون الجماهير ( لم يبتكر من ماركس بل ابتكروه احد رجال الدين الاوربين الذين اعلنوا رفضهم لاستغلال الدين لظلم الناس ...
    والماركسيه تنظر الى مسألة الدين كشكل من اشكال الوعى الاجتماعى اى الشكل الثانى بعد الاخلاق الذى ظهر فى تطور البشريه قبل ظهور الاديان

                  

08-17-2003, 02:48 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re لماذا لا يكون التجديد بنفس اسلوب النبي (ص (Re: ودقاسم)

    يقول النبي (ص) انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق. هكذا يصف النبي (ص) تكليفه من الله بانه بعثة لاتمام مكارم الاخلاق الموجودة سلفا. اولا لم يعد من الامور الخلافية الان بين المهتمين باستحداث اسلوب جديد للتفكير حول الدين الارتباط او الصلة بين الشريعة الاسلامية و ما كان موجود سلفا من قوانين جزائية درج العرب علي استخدامها و كان مصدر هذه القوانين هو الاعراف السائة قبل الاسلام او الديانات التي كانت متبعة فعلا قبل البعثة المحمدية. و قام الاسلام باضفاء بعض التعديلات عليها حتي تكون اكثر انسجاما مع المقاصد العليا للبعثة المحمدية. مثلا كانت النساء يلبسن الخمار و لكن لا يضرن هذه الخمر علي الجيوب يعني كن لايهتمن بتغطية النحر و الصدر و قال الشرع حينها بالتغطية وكن ايضا يرتدين الجلابيب ولكنها كانت قصيرة ربما فامر الشرع حينها بالتدنية للجلابيب.
    يقول النبي (ص) بدا الدين غريبا و سيعود غريبا كما بدا فطوبي للغرباء. الن نكون من الغرباء الموطبين اذا اخذنا من المنجز الانساني علي المستوي الفكري و الثقافي و السياسي و الفلسفي بنية كاملة ثم نجيء برؤية جديدة للدين لنتممها . هذا مجرد ابتدارلمشروع حوار متماسك غير تصفوي و لا تبريري
                  

08-17-2003, 03:59 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    أعتقد ان الأخ طه قد وضعنا على الطريق وأضاء لنا مدخلا طيبا وواسعا للولوج إلى مرحلة متقدمة من الحوار
    إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
    هذا يلخص لنا مسائل هامة جدا وأهمها ما يلي
    أولا كلمة لأتمم ، وهي إشارة إلى أن الاسلام ليس إلغاء لما قبله من الديانات والثقافات والمعارف ، إنما هو جاء امتدادا وتثبيتا لها ، وأن الاسلام جاء متمما لما سبقه من الفكر الانساني ، لذا نجد أن الاسلام لم يأت بعلوم معرفية جديدة لكنه أكد على ضرورة وأهمية العلم والتعلم ووضح ضرورة استمرارية طلب العلم وأكرم طلاب العلم وحثهم على الهجرة من أجل العلم ، ورفع الاسلام شأن العلماء وجعلهم من خيرة عباده وجعلهم وارثين للرسل ، والعلم إنما بدأ منذ بدء الخليقة ، حين بدأ الانسان اكتشافاته وطور معدات ووسائل إنتاجه وتطور الفكر شيئا فشيئا ، ونتجت صراعات عديدة وتغيرات عديدة وقامت ثقافات وحضارات ودكت ثقافات وحضارات ، وتجددت قيم وخرجت اخرى ، وأعتقد ان منهج الاتمام هذا الذي أوضحه الرسول الكريم هو منهج منطقي يفهم أن العملية الاجتماعية وحركة المجتمع الانساني تولدت عبر السنين وأنتجت العديد من الحضارات والثقافات والقيم والعلوم ، وأن البشرية لم تبدأ برسالته صلى الله عليه وسلم ، وإذا جاء الاسلام بالالغاء وادعى أنه بداية كل شيء فإن العقل الانساني لن يتقبل هذا الالغاء ، لكن الاسلام جاء ليلغي كل ما لم يفد الانسانية وكل ما ينفي عنها صفة تكريم الله لها ، ولقد تدرج الاسلام تدرجا دقيقا في بعض الأمور غير الانسانية ، ففي موضوع الرق مثلا تدرج الاسلام من توضيح الحقوق وتنوير المستعبدين بحق الحرية مرورا بمحاولات محدودة للعتق ثم اتسعت هذه المحاولات ، وبلغت مرحلة التآخي بين من تم استعبادهم وآخرين من الأحرار ورفع من شأن العتق وجعله إحدى الكفارات وجعله من المعاملات التي تجلب لفاعلها الثواب الكبير ، وجعل العبودية لله وحده ، وجاء بالأية الواضحة ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ) وكان هذا تكريما عاما لكل بني آدم دون تمييز بكفر أو اسلام أو نوع او جنس أو عرق أو غيره ، ثم جاء تأكيد الرسول الكريم على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) والرسول الكريم قال كلكم وليس بعضكم ولم يقل المسلمين أو العرب أو أي فئة أخرى ، واستمر التدرج حتى قال سيدنا عمر ( لم استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) ولا شك عندي - انطلاقا من هذه النصوص الواضحة - من أن الدين الاسلامي قد حرم قطعيا الرق والاستعباد ورفع شأن بني آدم دون تمييز وأبان أن حقوقهم تتسع سعة تكريم الخالق لبني آدم
    عفوا أخي طه فقد خطفت الكلام من خشمك وكنت ساسترسل وأتحدث عن المعنى الشامل لمكارم الأخلاق لأنها تمثل المسألة الثانية في المدخل الطيب الذي ابتدرته لنا ولكن سأعود إن شاء الله
                  

08-17-2003, 08:14 PM

سودانوبس


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    نعم تجديد الفكر.. ليرقي الي مستوي الدين. الذي هو من صنع خالق البشر.. ولكن على شرط ان يفهم الدين فهماً صحيحاً من غير تعصب ومن غير نظرة احادية. قال صلي الله عليه وسلم في حديث بإسناده عن القرآن( لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء وهو الذي لا يزال إذا سمعه الجن قالوا إنا سمعنا قرآناً عجبا.. او كما قال
    هذا اس الرجاء على أن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فتح لنا باب العلم وقال( إنما أنا قاسم والله يعطي ومن يرد به الله خيراً يفقهه فى الدين)
    هذه كلها بشارات ناميات ذاكيات وزاكيات.. لفتح العقول الي مصافي الفكر وبحار الحقيقة الوارفة.. وكما ذكرت فإن غرض الدين الحقيقي إخصاب الحياة وجعلها ممكنة على كوكب الارض بالتآخي والتوالف والتحابب.. وكما ذكر الأخ ود قاسم الإسلام ما جاء لينقض جملة وتفصيلا ما كان قبله وليكن ليضعه موضعه الصحيح.. كذلك المسالة متسلسلة فقد قال السيد المسيح..( ما جئت لأنقض الناموس ولكن جئت لأكمل) هذه كلها بشارات لرفع الحياة سمتاً فوق سمت
    أما الفكر فمراد الدين بالأصالة. ألا تري ان التكليف الشرعي يكون مرفوعاً عن المذهول والنائم والطفل... ولكن للفكر آفات.. هي قلته وانعدامه.. او إلتوائه.. و غرض العبادات الإساسي هو صفاء الفكر ليرفع الحجب.. الحجب المكتسبة والموروثة..فإذا صفا الفكر بعدم الجولان في الماضي والمستقبل اي ليس اسفاً على الماضي ولا خوفاً من المستقبل. عاش الإنسان اللحظة الحاضرة بتركيز وتجويد فكثر انتاجه الفكري والعملي وصار منتجاً لنفسه بطاقة كبيرة وهذا هو السر في أن كبار العباد فكرهم ثاقب وعقلهم حاضر وقلبهم عامر ولذلك تأتي منهم الأفكار النيرة التي يهدونها للبشرية ينتفع بها من ينتفع ويفقدها من لا يعرف قيمتها... وإذا صفا الفكر تجود الأداء حتي في الأعمال الدنيوية العادية.. وصار الشخص نافعاً بصورة ملموسة لمن كان حوله من الأنام واتت ذاكرته بالدرر.. وقلت سخائم الدينا في نفسه وزهد فيها..الدماغ يعمل فيه العقل.. والقلب تعمل فيه الحياة. العقل كالقمر والقلب كالشمس والجسد كالأرض.. فاذا صفا العقل انعكست عليه الحقائق من القلب كالمرآه من غير كدورات فهو بدوره يعكسها على الجسد فصارت تربة الجسد صالحة. لا تتحرك الجوارح إلا بما يرضي خالقها ويسعد من كان حولها. لأن الفكر المعكوس من مرآة العقل من حقائق القلب.. صار ثالوثاً كما الشمس والقمر والأرض..( اتزعم انك جرم صغير وفيك انطوي العالم الأكبر) كل غرض الحياة هو الفكر الصافي لنعرف الخالق فنحسن عبادته ونعرف مخلوقاته فنجود التعامل معها وندفع عجلة التقدم في زماننا الذي ظهرنا فيه فنضيف الى الإختراعات والإكتشافات وثبر الأغوار نضيف اليها من علوم المعاش وعلوم المعاد وكل ذلك بتطوير الفكر والتفتيش عن الحيل والأساليب التي تنمي الفكر
    ( سودانوبس)
    صديق منصوري

    (عدل بواسطة سودانوبس on 08-17-2003, 08:26 PM)

                  

08-17-2003, 08:14 PM

سودانوبس


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    (عدل بواسطة سودانوبس on 08-17-2003, 08:17 PM)
    (عدل بواسطة سودانوبس on 08-17-2003, 08:23 PM)

                  

08-17-2003, 09:52 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: سودانوبس)

    قريبي الحبيب، ورفيقي في هذا المنبر الحر(وإن لم نلتق حساً من قبل) أخي ودقاسم،

    أرغب رغبة عارمة في المشاركة في هذا الخيط الذي ظللت أتابعه باهتمام. ولأن المشاركة هنا سير في الوادي المقدس، تخلع فيه النعلان، ظللت أمني النفس بلحظات صفاء تناسب موضوعك هذا الهام. وسأجدها بفضل الله، فأعود للمساهمة.
                  

08-18-2003, 11:22 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الاخوة الأعزاء
    لكم التحية والود الجميل
    سأنقطع عن التواصل مع البورد وناسه الرائعين نظرا لسفري لقضاء جزء من إجازتي خارج مغتربي الحالي وسأكون لمدة أسبوعين بدولة الإمارات رغم السخانة وربما أعود بعدها إذا لم ينقلني حظي إلى ديرة أخرى
    آمل أن التقيكم بعد عودتي وإن شئتم أن تستمروا في الحوار فالبيت بيتكم ، ولو سمحت لي ظروف الإجازة التي عادة تكون ملكا للأولاد فلن أمانع من المشاركة
    لكم حبي
                  

08-18-2003, 03:07 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    نصوص حول الموقف من الدين
    من نقد السماء إلى نقد الأرض

    مقدمة من كتاب
    نصوص حول الموقف من الدين

    بعنوان :
    من نقد السماء إلى نقد الأرض
    بقلم العفيف الاخضر

    إصدار دار الطليعة للطباعة والنشر
    بيروت
    الطبعة الثانية ، يناير 1978

    ايها الغر قد خصصت بعقل ...... فاسألنه ، فكل عقل نبى
    أبو العلاء المعرى

    الجزء الاول

    لا أطمح بهذا التقديم إلى الأجابة عن أسئلة ما زالت معلقة حول الدلالة التاريخية لظهور الإسلام ، حول الفئات و التشكيلات التى عبر عن مصالحها ، حول معنى الصراعات الفكرية - الإجتماعية و الحروب الأهلية التى دارت رحاها على إمتداد قرون تحت رايته ، حول الأنظمة و المدارس المتباينة بله المتناحرة التى ادعت كلها نسباً إليه ، حول خصوصياته كدين، من الفه إلى يائه ، شرقى ، حول مقارنته بالمسيحية و اليهودية المعتقلين ، وحول الأسباب العميقة لظهور و سقوط بعض الأنظمة التى ولدت تحت سمائه ، وحول وضعه الراهن ؛ متعهداً بمحاولة الأجابة عن كل ذلك في كراس قادم . ولكن هذا التحفظ لا يعنى أننى لن أمس الآن هذه أو تلك من أشكالات التاريخ الإسلامى الوسيط و الحديث و بخاصة الحركات الشيوعية فى القرنين الثالث و الرابع .
    كل ما أطمح إليه من هذا التقديم هو مساعدة قراء هذا الكتاب الثمين على قراءته قراءة نوعية تستلهم من نقد لينين لاوضاع روسيا ومبرريها سلاحاً لنقد أوضاعنا الراهنة و مبرريها و على رأسهم القيادات " اللينينة العربية التى تشبه " الفجل حمراء من الخارج و بيضاء من الداخل " ( لينين)، استعداداً لنقدها و نقدهم بالسلاح .

    من مفارقات تاريخنا الحديث ، وهى تستعصى على العد ، أن هذا الشرق الذى ولد فيه الدين لم يلد فيه ، فى تاريخه الحديث، نقد الدين . لأن الطبقات الصاعدة التى تجرأ على نقد الدين فى تاريخ أوروبا الحديث لم يعرفها تاريخنا الحديث إلا كطبقات مجهضة تخشى النقد و الثورة أكثر مما يخشاهما رجال الدين و رجال الدولة أنفسهم .

    ساد فى العصور الأوربية الوسطى ثلاثىالله ،الملك و العالم وحدة لا فكاك لها.على امتداد هذه العصور و على قامة هذا الثلاثى نمت المعارضات المختلفة وانفجرت الانتفاضات الشعبية، الثورية و الرجعية التى ما كانت تتخفى وراء قناع الدين أو المطالبةــــــ1 قليلة النفقات الا لتواجه مسموم سهامها للنظام الإجتماعى الأقطاعى الذى عاش دهره .
    من الطبيعى أن يكون نقد سيطرة الأقطاع بالفكر و السلاح نقداً مباشر للكنيسة التى هى تركيب هذه السيطرة الأكثر شمولاً ودورها الأكثر حماساً . لأنه كان على القوى البورجوازية الصاعدة ، التى تحتقر الشروط الإقطاعية السائدة في وعى الجماهير ، أن تنزع تاج القداسة و تنزل بها من سماء الله إلى أرض الناس . وهكذا " تحطمت الديكتاتورية الروحية للكنيسة التى نبذتها أغلبية الشعوب الجرمانية مباشرة باعتناقها البروتستانية . وكان الفكر الحر النشيط الذى أخذته الشعوب الرومانية عن العرب و غذته بالفلسفة اليونانية الحديثة الإكتشاف ، بعمق جذوره أكثر فأكثر عند هذه الشعوب و يمهد لظهور مادية القرن 18 ع " (1) .
    قدم تحالف الملك ، الإقطاع و الكنيسة نفسه كتجل لارادة السماء التى لا مراد لها . أما نظام البورجوزاية فقد قدم نفسه وما يزال على أنه تجل لا مراد له هو الآخر لإرادة الإقتصاد . هكذا جعلت البورجوازية مملكتها من هذا العالم . وصنعت إلهها بيديها .

    تتويج الإفتصاد ، إقتصاد الإنتاج ثم إقتصاد الإستهلاك على عرش الإرض كان يتطلب ، فى البدء كشرط ضرورى ، نزع تاج اله السماء الذى كان يغطى الأرض بظله .

    تقلد هذه المهمة فرسان اقلامها الذين عروا حقيقة الوهم الدينى بكشفهم عن جذوره الأرضية : " فهو الحكومة هو الذى يجعل الدين ضرورياً . لأن الإنسان عندما يعيش حياه بائسة يفكر تفكيراً بائساً . تحرير الأنسان من الدين مشروط بتحريره من الظلم "(2) . وكتب ديدرو : " سيظل النوع الإنسانى بائساً طالما ظل على الأرض ملوك ، قوانين ، ملكية خاصة Le mien et Le tien وكلمات الفضيلة و الرذيلة " . وحارب فقهاؤها ، بأسم التشريع الرومانى ، حملة الكنيسية على الربا ، ظاهرياً بأسم شريعة المسيح وفى الواقع بأسم مصلحة النبلاء ، بعنف لم يفقه ، فيما بعد إلا عنف البورجوازية و الكنيسة معاً فى محاربة مطالب العاملة الفنية .
    كان معظم مفكرى عصر التنوير ملاحدة . وكانوا عموماُ ثوريين فكراً و ممارسة إذ إنهم كانوا طرفاً مباشراً فى الصراعات و الأنتفاضات الدورية التى أمتلأت بها حقبتهم العاصفة .
    ولم يكونوا ، كما هو حال الكتاب العرب اليوم على هامشها ، و لم يكونوا أيضاً و خصوصاً أسرى ضيق أفق الطبقة المبتذلة التى أرسوا قواعد سيطرتها .
    وهذا ما جعل رؤياهم و تحريضهم الثوريين يبلغان ذلك الحد من الراديكالية الذى ضاق به صدر طبقتهم بعد أن سيطرت وسادت .
    " كان أبطال هذا العصر لم يصبحوا بعد عبيداً لتقسيم العمل الذى كثيراً ما نشعر بالحدود الكبرى التى يفرضها على خلفائهم و ضيق الأفق الذى يولده عندهم " . ( انجلز) .

    لقد ذهب بعض منهم بعيداً فى تحريضه الثورى مثل دوشان و مسيلى Meslier الذى حرض العمال بالإضراب العام و العصيان المدنى : " أتركوا كلياً خدمة هؤلاء الناس العتاه و العديمى الفائدة ، اطردوهم طرداً من مجتمعكم ، و بهذه الوسيلة سترونهم قريباً همشياً كالأعشاب التى لم تعد جذورها تمتص نسغ الأرض " راديكالية هذا التحريض كانت صدى لراديكالية تمردات الفلاحين الدورية ( 1630-1789 ) ولأنات الشعب المكبل و مطالبه التى لم تعد تحتمل المماطلة .

    لكن القرن 18 ع لم يكن خيراً كله : ففيه نزل الإنسان من سراب الإقطاع إلى مادية البورجوازية الوضيعة ، من التجربة اللاهوتي إلى التجسيد الدنيوى ، من أغتراب الإنسان أمام الطبيعة إلى أغتراب الإنسان أمام الإنسان ، أغتراب العامل أمام المعلم عبر سيادة العمل المأجور : " هذا الشكل الملطف من أكل لحوم البشر ( ماركس ) . وأخيراً الإنسان فى القرن 18 ع من السعادة الوهمية إلى الشقاء الفعلى : من الإقطاع إلى البورجوازية و لسان حالة يقول : الجنة غير موجودة أما الجحيم فنحن فيه .
    لقد عرى النقد البورجوازى للدين الأغلال من الزهور الخيالية التى كانت تغطيها لا لكى يحطم الإنسان الأغلال و يجنى الزهور اليانعة ، بل لكى أغلاله بمهانة . وهنا يكمن الفارق النوعى بين النقد البورجوازى للدين و النقد البروليتاري للدين .

    هذا الأخير هو نقد نهر الدموع المكلل بالدين ، هو الإنتقال من نقد السماء إلى نقد الأرض الرأسمالية ، هو نقد لسلطة الإنسان على الإنسان فى آخر شكليها : البورجوزاية و البيروقراطي . من البديهى أن هذه المهمة لم تكن مهمة البورجوازية بل هى مهمة البرليتاريا الراديكالية راديكالية الأغلال التى تحملها . و يومئذ كانت البروليتاريا ما زالت طفلاً يشكو ولم تصبح بعد عملاقاً يتحدى .

    انجلى غبار ثورة 1789-92 على سقوط مملكة الحق الإلهى و ظهور جمهورية الحق الإقتصادى فى فرنسا ثم جل أوروبا . اندفعت البورجوازية ، فى نشوة انتصارها ، إلى استبدال ميلاد المسيح ، باعتباره تاريخ العهد البائد بتاريخ ميلادها هى ، كطبقة سائدة - اقتصاديا و سياسياً واديولوجياً ، باعتبارها بداية للتاريخ الإنسانى حقاً . وهكذا أصبح عام 1792 فى التقويم المسيحى هو العام الأول فى التقويم البورجوازى للجمهورية الظافرة .
    لكن هذا التحدى غير الحكيم انتهى مع دستور 1804 ( العام 12 حسب التقويم البورجوازى ) . ذلك هو عمر الثورة البورجوازية لا باعتبارها انهاءاً لصنع التاريخ بارادة السماء تدشينا لصنع التاريخ بارادة الإقتصاد ، بل باعتبارها بداية للتاريخ الإنسانى الذى سلمت ضمنياً ، بعودةتها لتقويم العهد البائد ، بأنها ليست هى التى ستدشنه بل أن البروليتاريا الثورية هى التى ستضيع نهاية لما قبل تاريخ الإنسان . هكذا عادت إلى البورجوازية الحكمة ، حكمة فولتير : " يجب أن يقاد الشعب لا أن يعلم ، لأنه ليس جدير بذلك . السماء الغبية و الأرض الغبية ضروريتان للدهماء الذين ليسوا إلا بقراً يحتاج إلى نير ، إلى مهماز و إلى العلف (..) وإذا لم يكن الله موجوداً فيجب أن نخلقه " لحفظ النظام ! وفعلاً خلقت البورجوازية الهها : " الله هو السيطرة الغريبة نمط الإنتاج البورجوازى " ( انجلز : انتى دوهرنج ) . ذلك لأن الإقتصادية التى خلقوها بأنفسهم ، خلقوها بوسائل الإنتاج التى أنتجوها بأنفسهم ، كما لو كانوا خاضعين لقوة غريبة عنهم ، شاء و قدر لا يفهمون له كنها ولا يسطتعون لشروره رداً .
    وهكذا بعد أن كانت السلطة المراتبية ( سيادة طبقية على أخرى سيادة المراتب العليا على الدنيا ) مبررة ، فى التشكيلات السابقة البورجوازية ، بالأسطورة ثم بالأديان شبه التاريخية ، أصبحت فى نظر البورجوازية التى أعلنت ، ولو موقتاً موت الله ، مبررة الطبيعة الإنسانية المزعومة التى تجعل من الملكية الخاصة - أى حرمان الشعب ، الذى هو مجموع الجموع التى انتزع منها أعتبارها و اغتصبت منها حقوقها ، املاكها ووقتها ، من ــــــ2بالحياة ، من تقرير مصيره في الحياة اليومية ، من وضع لفصل الطبقة العاملة عن ملكية و سائل الإنتاج و لفصل العامل منتوج عمله - فطرة إنسانية ؛ جوهراً أبديا ، لا منتوجاً اجتماعياً لتطوير تاريخى مدرك أو قابل للإدراك .

    عدلات البورجوازية عن تقويمها الخاص لأنها تعرفت على نفسها - كطبقة معادية لقد مات ثورتها نفسها التى جعلت التحرير الشامل للبروليتاريا ، و بالتالى للإنسانية ، ممكناً نظرياً باستئصال سعادتها الوهمية و ممكناً عملياً بتوفيرها الشروط المادية لتحقيق سعادتها الحقيقية - فى العهود البائدة لقد تعرفت على مصلحتها الحيوية فى التصالح مع الدين لأن نضالها ضده هو نضال غير مباشر ضد نفسها " لأن نقد الدين ، هو بالقوة ،نقد هذا النهر من الدموع المكلف بالدين " ( ماركس) .
    لأن نزع الأشكال الدينية للاستلاب يفترض نزع أشكاله الدنيوية ، لأن تحرير الإنسان من رق آلهة السماء الوهمية يقتضى تحريره من آلهة الأرض الحقيقية: الملكية الخاصة ، العائلة و الدولة .. ولانها عرفت أخيراً أنها طبقة تجمع الطبقات الجلادة، " تحتاج إلى جلاد و كاهن " ( لينين ) ، جلاد لقمع الثائرين و كاهن ( أقرا أيضاً صحافى ، معلق تلفزيون مخرج، ستاذ ، كاتب ، نقابى ، ستالينى ، معلن..) لقمع الوعى النقدى الشعبى بسلاح الأديولوجياً . لأن استمرار سيادة البورجوازية أكثر من سيادة أى طبقة سبقتها ، رهن ، بالتوازى مع تنميتها الإنتاجية و الإستهلاكية ، باستمرار تخلفها للوعى .
    لأنها تدرك أن هذا الوعى ما أن يتحرر من سلبيته حتى يرمي بها أرضاً . حدث اليوم عملياُ ، فى المجتمعات الصناعية ، ما تمثله ماركس للريا : سيقتضى الصناعة على الدين أو بالأقل ، تجعله كذبة مكشوفة ، ( الأديولوجيا الألمانية ) .

    لهذا السبب تم فىالغرب( الولايات المتحدة أوربا + اليابان ) كاد الاستغناء عن مؤسسات أديولوجياً القمع العتيقة البعيدة الأنتاج ( الدين ، الأخلاق و قريباً الحزب ) لكن دون أن يتم إلغاؤها ، لأنها ما زالت رديفا فلكلورياً لترسانة القمع الجديدة الممركزة و الخاصة لإشراف الدولة التى تهيمن بدون منازع على آلية lnecanisme الإستهلاك . وسائل الإعلام من التلفزيون إلى الاعلان لأنها بدون بسط سيطرتها على هذه الأدوات التى تخلق بها الرأى العام السلبى لا يستطيع كذبها المنظم أن يصمد أمام انتفاضة الوعى البروليتاري حالما يعى شروط تزييفه . تزامن ظهور الآلهة مع ظهور التبادل غير المتساوى بين الأفخاذ و القبائل و مع ظهور نظام المراتب . لجعل اللامساواة بين المتبادلين غير المتكافئين مشروعة ، لخنق صوت الأحتجاج عند ضحايا الغمط و عند ضحايا السلطة المرانبية ، لجعل قانون القوة قوة القانون ، لكى يصبح الإرغام الخارجى واجباً من واجبات الضمير ، كان لابد من مبرر أعلى من الإنسان و متعال عليه يقدم للضحية العزاء و يقدم لجلادها المبرر ، يصبغ على تنظيم العلاقات الإجتماعية الذي صاغه الناس بأنفسهم العمل إلى ذهنى و يدوى الذى اقتضاه نظام المراتب ، هيبة سلطان القداسة الأسطورة فى المجتمعات الرعوية ، و القداسة الدينية فى المجتمعات الزراعية .
    لكن تقسيم العمل لم يكن وليد صدفة بل كان وليد وضع محدد من تطور المجتمع البدائى الذى أندفع ، ولو بثمن مظلمة من حجم مظلمة تقسيم العمل ، لتنظيم بقائه على قيد الحيا معفياً فصيلاً من أعضائه من الأضطلاع بمهام الإنتاج المباشر لأشياء الحياة الضرورية ( زراعة الأرض ) ، ومخصصاً خصية من مواده لصيانة مؤسسات أديولوجية صرف . لم تكن هذه المؤسسات الدينية ، بالنسبة للنخبة السائدة بدون مردود : فقد كانت تعوض عدم كفاية القوى المنتجة بفضل تسويغها للضرورات التى كانت تنظم العلاقات الإجتماعية المتناسبة مع درجة تطور هذه القوى ، كما كانت تقنن أستخدام الزمان و المكان مقيمة الفواصل و الحدود بين المقدس و المدنس le Sacret et Profane و كانت بوجودها ذاته تحقق عدداً من الإكراهات : الدولة، المعابد ، القصور ... و باختصار استطاعت المؤسسات الأيدلوجية الصرفة ، بتوحيدها لمؤسسات الدولة البدائية مع مؤسسات الله ، أن تحصينها من معارضة الجماهير المظلومة التى كان عليها أن تخشى الله على الأرض ( الدولة ) بقدر ما تخشى الله نفسه . " لقد لعب الدين و السياسية نفس الدور ؛ لقد و عظ الدين الناس بما كان الإستبداد يريده : إحتقار النوع الإنسانى ، عجزه عن تحقيق الخير بأى درجة كانت و عجزه عن أن يكون شيئاً ما بنفسه ( هيجل) .
    أحتقار الجسد كمكان للخطيئة ، و أحتقار الحياة كدار فانية و تحويل جريمة التضحية بالنفس فى سبيل الآخر ، حاكماً كان أو إلهاً ، إلى واجب مقدس .

    أين وصلت المسألة الدينية في الغرب ؟
    شيئاً فشيئاً ، و بشكل حاسم ، فى النصف الثانى من هذا القرن ، أستبدلت المؤسسات الدينية التى صدأت سيوفها فى الغرب بمؤسسات المشهد : le Spectacle سيطرة المظهر علىالجوهر . " يقدم المشهد نفسه كإيجابية هائلة لا مرية فيها ولا ــــــــ3. فهو لا يقول أكثر "من أن ما تشاهده خير ، و الخير تشاهده " .
    و الموقف الذي يفرضه المشهد هو مبدئياً القبول السلبى الذى قد حصل عليه بطريقة ظهوره التى لم يواجهها اعتراض و باحتكاره للمظهر " ( جى دوبور) .

    حدث هذا التحول لأن المؤسسات القديمة أستنفذت أغراضها بامتلاك المجتمع البورجوازى المعاصر القدرة التقنية على إنتاج الإكراه و الضرورات و الحدود القديمة تحت أشكال جديدة .
    لم تعد المراتبية الغربية اليوم بحاجة إلى المعبد و الكاهن لشل بذور التمرد فى وعى طبقية العبيد الجدد : البروليتاريين المحرومين من استخدام وقتهم للاستمتاع بحياتهم . لقد أستبدلت المعبد و الكاهن بالمعمار l,urbaniame : التنظيم الإلزامى للمكان و العزلة ، بالتليفزيون و بالأستهلاك .
    السعادة لم تعد وعداً إسطورياً كما كانت فى الدين ، بل أصبحت الزاماً إقتصادياً : أيها العامل كلما ازدادت انتاجيتك و كلما أزدادت أستهلاكك أزدادت سعادتك .
    هذا هو ما يميز الإستهلاك المشهدى ، وريث الدين : إعطاء الثواب عن الحرمان الفعلى ، فى العاجلة لا فى الآجلة . الجنة لم تعد في السماء بل فى المخازن ..وويل لأصحاب الجيوب الفارغة !
    تماماً كما فى الدين ، لا فرق بين عربى و أعجمى إلا بالت
    قوى ، كذلك فى حضارة الإستهلاك ، لا فرق بين أسود و أبيض بين أهلى و غريب ألا بكمية البضائع المستهلكة .

    الإقتصاد الرأسمالى العقلانى فى الظاهرة تحكمه فى الواقع لا عقلانية جوهرية : لأنه ، لكى يتفادى الأزمة : إختلال التوازن بين القدرة الشرائية و كمية البضائع المعروضة فى السوق ، بين كثرة الإنتاج و قلة الإستهلاك ، أستنجد بالتبذير و بديكتاتورية الإستهلاك .
    هكذا بمقدار ما أنتج إقتصاد الإستهلاك من تعددية الأشياء المفرغة من القيمة الإستعمارية بمقدار ما أختزل الإنسان المتعدد .

    الأبعاد إلى بعدين أثنين : منتج - مستهلك . منتج لاى شئ قنابل _______4 ، فسفور، ميكروبات الحروب البيكتيريولوجية ..) و مستهك لأى شئ ( من الأسبرو المدمر للأمعاء إلى المعلبات المغشوشة بالزئبق السام ..) . ديكتاتورية الإستهلاك ( ديكتاتورية البورجوازية المعاصرة ) هى استبدادية توتاليتارية من طراز جديد لا تفرض نفسها الآن ( مندري غداً ؟ ) بالعنف البوليسى على رعاياها ( لكن بالمقابل تفرض نفسها فى المستعمرات، فى فيتنام بفاشية جديرة بآكلى لحوم البشر ) بقدر ما تسلل بعنفها غير المرئى و المدمر - تماماً كما فعل الدين _ سريرتهم ، كمستهلكين سلبين ، عبر عقلانية بكنوقراطية تجرد الإنسان _ الذات من نقديته و إنسانيته معاً جمعياً ، مختزلة آياه إلى بضاعة تنتج البضاعة و تستهلك بضاعة و الصور .
    ليست الحضارة الإستهلاكية المعاصرة إلا مراكمة منوعة بضائع : راديوات ، تلفزيونات ، برادات ، سيارات إلخ. لكن المستهلك السلبى ، الذى يفعل الحب و لا ينفعل ، فهو ، فى واقع أله ، كلما إزداد ثراؤه الكمى بامتلاك الأشياء إزداد فقره النوعى امتلاك الضجر له و ابتعاد حلم السعادة الحقيقية المعايشة التى جعل منه إنساناً مستلباً مشطوراً على ذاته هزولاً عن الآخرين الذين لم تعد علاقاته بهم إلا علاقات بين الأشياء .
    العامل فى الغرب اليوم وهو فى شقته المكيفة ، التى عزلته عن الناس لترغمه بدون عصا على الأستماع لرسالة النبى الجديد الذى يعلم الناس الإكتفاء بمشاهدة تمثيل الواقع بدلاً من عيش الواقع : التليفزيون الذى جعل الأب لا ضرورة له و الروح و الفكر أشياء يخطاها الزمن ، ليس أقل شقاء من جده الذي كان ينام فى القرن 19 ع ، مع الخنازير فى البيوت أفاض أميل زولاً فى وصفها و نتعرف عليها فى مخيمات اللاجئين و أحياء العمال العرب اليوم !
    تماماً كما أعطى الأنبياء القدامى بدون رصيد لتزيف مطلب الإنسان فى عيش السعادة ، خلقت الطبقة السائدة فى الغرب حاجات مزيفة لدى الناس و قدمت لهم بضائع بدون قيمة استعمالية لإرضائها بشكل لا يقل زيفاً .
    كما خفض الدين الإنسانية البرئية إلى أشلاء من العبيد الخطاة الراضين بعبوديتهم باعتبارها قصاصاً مستحقا عن الخطيئة الأصلية ، حول المشهد الناس إلىأشلاء متساوية فى التفاهة ، فى الإقبال على الإستهلاك و فى معايشة الضجر .
    إذا كان لأبناء العالم القادم أن يتذكروا البورجوازية بشئ ، فبكونها نقلت رعاياها من عصور الموت جوعاً إلى عصر الموت ضجراً . كما قضى الدين على التعايش فى إنسجام بين الإنسان و العالم و خلق لفصلهما سلسلة من الشاشات و الوسائط ، كذلك قضت الحضارة البورجوازية على التواصل Communication الإنسانى بما خلقته من شاشات ، وسائط ، وبضائع .

    وقضت على مكان هذا التواصل بالذات : على الشارع الذى كف عن كونه مكان لقاء وحوار بين ساكنية ليصبح مكان صف السيارات وموضوعاً لرقابة البوليس .
    وقضت أخيراً على الطبيعى فى الطبيعة و الإنسانى فى الأنسان . فى مرحلة إقتصاد الإنتاج إستبدلت البورجوازية شعار النبلاء : الوقت من أجل اللذة بشعارها الكثيب : الوقت من أجل الإنتاج . ثم فى مرحلة إقتصاد الإستهلاك .
    لذا نرى بدايات المشروع الثورى الذى بدأ يعبر عن نفسه فى الإضرابات العمالية النوعية ، الجديدة شكلاً و مضموناً وفى إنتفاضة ايار 68 ، يرفع شعار العودة إلى الوقت من أجل اللذة بدون عودة النبلاء .
    وهى عودة أصبحت مستحيلة تاريخياً .

    ليس فى المشروع الثورى الغربى ، كما سيتراءى لمنظرى التخلف المتخلفين أى طوباوية طفولية . فالتيكنولوجيا و بالتحديد الأتمتة automation ( الآلية - الذاتية ) قضت نظرياً على عصر التعب و دشنت عصر اللعب الآلة و الأدمغة الألكترونية تسمح الأن بأن يصبح الوقت المرصود للإنتاج القيم الإستعمالية فقط _ هامشياً . و الوقت الموظف فى الإستمتاع الحر بالحياة الحرة أساسياً .
    لكن ذلك لم يقع و لن يقع حتى يطاح بسلطة البورجوازية .
    فى المجتمع الغربى إنتقل الثوريون من نقد المؤسسات اللاهوتية نقد مؤسسات الثقافة الجماهيرية الممركزة . ولن تطيح ثورة الشيوعية القادمة فيه بالدين ، فهذه مهمة قد انجزت ، المشهد .
    من نقد اللاهواتية إلى نقد الإستبداد البيروقراطى
    فى العالم البيروقراطى ، الماركسى اللينينى ، إستبدلت عصمة الكنيسة بعصمة الحزب البيروقراطى الواحد *استبدلت المثالية الدينية بالاديولوجيا المادية البيروقراطية و استبدل المسيح بستالين ( ستالين هنا هو رمز للأمين العام للجنة المركزية فى الأحزاب البيروقراطية ) فهو " أعظم الفلاسفة فى كل العصور " ( اراجون)
    Aragon وهو " صاحب القدح المعلى فى الفن و الأدب" (روحى جارودي ) وهو ( الأب العبقرى لجميع الشعوب " (لومانيتى ، جريدة ح.ش.الفرنسى ) على الأرض كما يسوع أباها الذى فى السماء ...

    سر هذه الظاهرة يكمن فى واقع أن الطبقة البيروقراطية عندما تكون ما زالت لم تنجز مهمة التراكم البدائى لرأس المال ، عندما تكون مازالت فى مرحلة التكون التجريبى و إكتمال الملامح ، تكون بحاجة إلى أيدلوجية كلية الإستبداد و معصومة متجسدة فى زعيم كلى الإستبداد و معصوم هو الآخر ( ستالين ، ماو ) لتوطيد سيطرتها على الفلاحين ، على العمال ، ثم على الجميع . و لقمع الصراعات الزمرية فى صلب الطبقة ذاتها .
    فى هذه المرحلة لا تستطيع البيروقراطية فرض سلطتها المطلقة إلا بالإرهاب المطلق داخل و خارج صفوفها ، بالمركزية و الإنضباط الحديديين و بدقة طقوسية فى عبادة التسلسل المراتبى إبتداء من الإعلام إلى المرتب . حسب المرء الرجوع إلى تاريخ الكنيسة ليجد تشابهاً مذهلاً بين مراتبية الكنيسة و مراتبية الأحزاب البيروقراطية . لكن ما أن ينجز التراكم بوسائل سماها بوخارين همجية ، وما أن تكتمل ملامح الطبقة البيروقراطية و تتبلور مصالحها بما فيه الكفاية حتى تصبح قيادة أركانها إلى درجة تزيد أو تنقص ، حسب الحالات العينية ، محكومة بالمصالح الموضوعية للطبقة ككل لا بانفعالات أو إجتهادات الزعيم اليونابارتى . وهكذا تقل حاجاتها أوضح شاشة مقدسة ( أيدلوجيا ، زعيم ) بينها و بين رعاياها . وتتخلى بالتالى عن عصمة الأيديولوجية ( التحريفية الخرتشوفية ) وعن عديلها و ضامنها : عصمة الزعيم الذى يتحول من أب عبقري لجميع الشعوب إلى " شقى ، طاغية و مجرم " على حد وصف تقرير المؤتمر العشرين لستالين . فى هذه المرحلة تنتقل الطبقة المتشكلة من عبادة القائد إلى عبادة القيادة الجماعية ، من الحاجة إلى البطل البيرزقراطى إلى الحاجة إلى الكادر التكنوقراطى ( من لين يبار إلى شوان لاى ) ، من عبادة الدوجم dogme إلى عبادة الذرائعية : الفعالية فى زيادة الإنتاج و الإنتاجية .
    ويصبح قمعها لمعارضيها خاصة داخل صفوفها أضيق نطاقاً ، أقل دموية و أكثر تخفياً ، لأنها باتت أكثر ثقة بنفسها و برسوخ سلتطها .

    يتزامن هذا الإنتقال مع إنتقال آخر : من التشويش على الآوضاع الراهنة العالمية و التحريض اللفظى ضدها إلى الواقعية فى السياسة الخ
    ارجية التى تجد تعبيرها فى التعايش السلمى بشتى مراحله : الإنفراج فالتفاوض فالتعاون . ذلك ما حصل فى روسيا و دول أوربا الشرقية الدائرة فى فلكها ، وما بدأ يحصل فى صين ماو وهو على قيد الحياة . لكن مهما مطت البيروقراطية ليبراليتها فإنها لن تنخطى حدين محرمين : الأعراف بهويتها أى بانفصالها الفعلى عن البروليتار و إنكار إحتكار الحزب _ حتى مع الإقرار الممكن بامكانية الخطا الذى لا يجوز أن يصححه إلا هو نفسه و فى الوقت الذى يراه مناسباً _ للمعرفة .
    قوة البيروقراطية تكمن فى إنكارها لوجودها ، كمحاولة بائسة لارتداء طاقية الإخفاء أمام الوعى البروليتارى _ وكل الذين يتجاسرون على تذكيرها بوجودها المنفصل عن البروليتاريا أى بضرورة إنهاء وجودها ، ليسوا بنظرها إلا هراطقة تلاحقهم بتهم قليلة الإختلاف عن تلك التى لا حقت بها الكنيسة هراطقتها فى العصور الوسطى .

    طغيان الحزب البيروقراطى يتجلى فى قراره بأن المعرفة إحتكار له و التاريخ من صنعه .
    البروليتاريا لم تعد ذاتاً صانعة للتاريخ كما هى و التاريخ فى الواقع و كما كانت عند ماركس بل أصبحت موضوعاً منفعلاً لمعرفة الحزب و قرارته التاريخية .
    تماماً كما كانت كنيسة محاكمة التفتيش تدعى بأن معرفة الحقيقة و قف عليها و أن رعاياها موضوع لمعرفتها و عناية محاكمها الدموية .

    لنأخذ بالصدفة مثلاً قريباً منا مكاناً و زماناً : الطلبة الذين يحرضون بالتسيير الذاتى الشامل فى يوغسلافيا ، التى تدين رسمياً بالتيسيير الذاتى ، طبعاً التسيير الذاتى كما يفسره الحزب و تطبيقه البيروقراطية : تسيير العمال لاستلابهم الذاتى ، يلاحقون لأنهم " أعداء الشعب و الدولة " مثلما حصل لكلوجيك ، أمسيروفيك و نيكوكيك . فى رسالة نشرتها مؤخراً ( المانيستو) الإيطالية كتبها الطلاب الثلاث و هربوها من سجنهم ، نجد كل ما يعيد للذاكرة ذكريات كنيسة التفتيش : " إننا ملاحقون من أجل الهرطقة لإننا أعلنا بأن العلاقات الإشتراكية الإنسانية حقاً لا سبيل إلى إقامتها فى إطار إقتصادى بضاعى و تنافس مجنون ؛ وبان الديموقراطية الإشتراكية و التسيير الذاتى لا يمكن أن يوجد ما دام الحزب يعزز باستمرار الدور السياسى و الإقتصادى للدولة .
    وبان أحداً لا يستطيع أن يدعى تحقيق التسيير الذاتى العمالى و سلطة الطبقة العاملة بينما لا وجود لعمال فى حيث تتخذ القرارات الأساسية .. بينما يتناقص عدد و تأثير العمال فى الحزب الواحد القابض على السلطة ( ...). إننا متهمون بالهرطقة لإننا فكرنا بأن من الممكن بل من الضرورى التحقيق الفورى للتسيير الذاتى العمالى الشامل فى جميع مستويات المجتمع - من مستوى المعمل إلى مستوى الإتحادية اليوغسلافية ، وذلك بتمكين الجماهير من تسيير المجتمع و بالقضاء على دور " السياسييين المحترفين " .
    فى نفس يوغسلافيا حيث البروليتاريا سائدة دعائياً ، أدين طالب بالسجن 20 شهراً لأنه أضرب عن الطعام تضامناً مع عمال البوسنة الذين احتلوا المنجم و اعتقلوا مديره .
    وفى هذا الشهر ، دائماً فى يوغسلافيا ، صودرت مجلة " براكسيس Praxis " لأنها قالت بأن " الماركسية أصبحت فى يوغسلافيا قطعة أثرية فى متحف العاديات ، الماركسيون فيها ملاحقون " .
    أسبانيا توركمادا و سيسنروس مازالت حاضرة فى مكان تقريباً من المعسكر البيروقراطى الذى جعل الأجهزة كبيرة و الناس صغاراً ، إختزال ، الفلاحين ، العمال و الشباب إلى عبيد و ونصب دولة الحزب كنيسة مقدسة لا يرقى إليها الهمس. هنا مهمة الثوريين و الثورة الإنتقالية من نقد الدين إلى نقد الإيدلوجيا البيروقراطية و من اللاهوت إلى نقد الإستبداد البيروقراطى الشامل .
    هنا نقد الجنة الدينية يتحول إلى نقد جحيم البيروقراطية . إذا كان نقد الدين فى العالم المتقدم ، إقتصادياً مهمة قد انهتها من حيث الأساس البورجوازية الثورية فى الغرب و البيروقراطية الثورية فى الشرق ، فإن نقد الدين فى المجتمع العربى مهمة راديكالية لم تبدا بعد لا من وجهة نظر ماركس ولا حتى من وجهة نظر ديدرو .
    لكن إذا شرعنا اليوم فى تحقيق هذا النقد الذى هو " الشريط الأول لكل نقد " ( ماركس ) فإننا سنجد إنفسنا بالكاد . فى النصف الثانى من القرن 18ع وما أبعدنا عن 1973 !
    علينا إذن لكى نكون معاصرين لعصرنا ، أن نمارس فى نفس واحد نقد السماء الدينية و نقد الأرض الرأسمالية ، نقد الإستسلام للتراث و نقد الإستسلام للامبريالية ، نقد دور الإفتاء و نقد دور الصحافة ، نقد المنابر الإذاعات .

    موقف الستالينية العربية من الدين ؟
    لأن على الثورة العربية أن تحقق مهام جميع الثورات السابقة المجهضة و الثورة القادمة الظافرة : فأمام البروليتاريا العربية أن تحقق سلطتها الديمقراطية : إتحاد المجالس الشيوعية ، أن تحقق تحرير الوطن العربى من الإستعمار الإستيطانى و من الإستعمار الجديد و تحرير الحياة اليومية العربية من إستعمار التقاليد المميته ، من بؤسها المزدوج : الكمى و النوعى .
    أن عليها أن تنقذ التخلف الإقتصادى و تنقذ عبادة الإقتصاد .
    البروليتاريا فى العالم العربى هى كطبقة ، قائدة لمجموع الطبقات الكادحة ، القادرة على إنجاز هذا النقد . لماذا ؟ لأن بورجوازية ديناميكية من الطراز الغربى لم يعد من الوارد، لأسباب يعرفعا الجميع وكل واحد ، أن تظهر عندنا . ولأن بيروقراطية نورية من الطراز اللينينى وحتى من الطراز الماوى ، هى الأخرى ، بات من الصعب نجاحها عندنا . لأن الأحزاب الماركسية اللينينية التى قادت مسيرة الثورات البيروقراطية فى اسيا أو فى شرقى أوروبا كانت ، على صعيد نقد السماء الدينية و الأرض الرأسمالية المتخلفة أو شبه الإقطاعية ، أكثر راديكالية من البورجوازية الأوربية الصاعدة .
    أما فى العالم العربى فهذه الأحزاب تصالح الدين تماماً أكثر مما صالحته البورجوازية فى شتاء عمرها . وبذلك - وليس موقفها من الدين إلا عينة نموذجية لباقى مواقفها - تخلت عن كل ما هو راديكالى فى الأيديولوجيا البيروقراطية الثورية .
    وإنغمست إلى المرفقين و إلى ما فوق المرفقين ، فى تحريف كل ما هو ثورى فى الأيديولوجيا اللينينية . أما النظرية الماركسية فليس من اللأئق حتى الإشارة إليها بهذا الصدد .
    كتب ماركس عن الغرب الذى لم يلد فيه الدين : " نقد الدين هو الشرط الأول لكل نقد " .
    سيرد على ، فى جوفة ، الذين حافظوا جارودى عن ظهر قلب : لكن ماركس تم تجاوز أخطاء شبابه هذه منذ زمان بعيد ...وقت ساعتك على لينين !
    ....وكتب لينين : " من واجب الإشتراكيين المطلق أن يتدخلوا ( فى البرلمان 1909 ) لإعلان وجهة نظرهم من الدين (..) الأساس الفلسفى للماركسة ، كما أعلنه ماركس و إنجلز مراراً ، هو المادية الجدلية ، التى تنبي تماماً التقاليد التاريخية لمادية القرن 18ع فى فرنسا ومادية فيوررباخ فى ألمانيا .
    وهى مادية بلا جدال ملحدة و مناهضة بإصرار لجميع الأديان .
    ولنتذكر أن كتاب إنجلز ( أنتى - دوهرنج ) الذى قرأ ماركس مخطوطته ، أتهم المادى الملحد ، دوهرنج ، بعدم التماسك فى مادتيه و بمجاملته للدين و الفلسفة الدينية .

    لنتذكر أن إنجلز ، فى مقالته عن فيورباخ ، يأخذ على هذا الأخير بأنه حارب الدين لا بهدف تقويضه بل بهدف إصلاحه ، بهدف إختراع دين جديد (..) إن الدين هو أفيون الشعوب . هذا القول الماثور لماركس هو حجر الزاوية لمجمل وجهة النظر الماركسية حول الدين . لقد نظرت الماركسية دائماً إلى الأديان و الكنائس و جميع المنظمات الدينية ، كأدوات بيد الجعية البورجوازية للدفاع عن الإستغلال و لتسميم الطبقة العاملة " وكتب : " لقد أنتج ( _____5 الإشتراكية الديمقراطية إزاء الدين )تشويها جديداً للماركسية فى الإتجاه المعاكس ، فى إتجاه الإنتهازية .
    هناك من أخذ يعسر الدين ، بالنسبة إلينا كحزب ، أصبح قضية خاصة .
    أن إنجلز (...) قد أعتبر من الضرورى معارضة هذه النظرية بحزم (...) قائلاً أن الإشتراكية الديمقراطية تعتبر الدين قضية خاصة بالنسبة للدولة ، لابالنسبة للإشتراكية الديمقراطية نفسها : ولا بالنسبة للماركسية ولا بالنسبة للحزب العمالى (...)الماركسية هى المادية .
    وبصفتها تلك ، فهى معادية للدين بقوة لا رحمة فيها . تماماً مثلما كانت مادية القرن 18ع مادية فيرباخ . هذه مسألة لا يرقى إليها الشك " .

    وكتب أيضاً و أيضاً : " على المجلة " المادية المناضلة " أن تقود دعاية الحادية لا تكل ونضالاً إلحادياً لا يمل ، يجب أن تنقضى بعناية الأدب الذى يتناول هذا الموضوع فى جميع اللغات و أن نترجمه (..) أن إنجلز ، ذلك منذ عهد بعيد ، نصح قادة البروليتاريا المعاصرين بأن يترجموا و ينشروا بين الجماهير ، و بين الشعب أدب نهاية القرن 18ع الألحادي المناضل . أهنها لفضيحة لنا ( ولنا نحن أيضاً ع010) إننا لم نقم بذلك حتى الآن (....) ينبغى أن نزود الجماهير بالمواد الأكثر تنوعاً للدعاية الإلحادية (..) ينبغى أن نوقظها من سباتها الدينى ، وأن نهزها حتى الأعماق و بكل الوسائل " .

    هذا باقتضاب موقف ماركس ، إنجلز ، لينين من ضرورة نقد الدين فى أوروبا العقلانية ، الصناعية وورثية الروح البروميثيوسية فما هو موقف القيادات الستالينية العربية من الدين فى هذا الشرق المكبل بالطقوس و الذى أرصه بسمائه وولدت و ترعرعت فيه جميع الأساطير من أكثرها بساطة إلى أكثرها تعقداً ؟ هل أضطلعت بمهمة " إيقاظ الجماهير من سباتها الدينى " أحياناً ما قبل الدينى أم ، بالعكس ، قدمت لها مزيداً من الخدر لكى تغط طويلً و عمقاً فى هذا السبات ؟ دونكم هذه العينة : " كان الدين عاملاً لا جدالفى إثره أسعف تكوين الشخصية القومية (....) فكان فى ثورة عرابى المصرية و فى ثورة الممدي السودانية نفح دينى غريز (..) ولا يزال فى الثورة الفلسطينية اليوم أناس تحدوهم الرغبة فى الجهاد دونما عصبية فالشعور الدينى الضارب فى حنايا الجماهير يستطيع أن يكون وقوداً للأزمة حين أشتعالها " (منظمة العمل الشيوعى فى لبنان ) .

    وفى غير مناسبة كتبت و أعلنت قيادات الأحزاب الماركسية اللينينية فى المغرب ، الجزائر ، السودان و لبنان ، أنها تتبنى التراث الإسلامى . وصرحت بأنها تضع المادية الجدلية على الرف , فى إنتظار حكم الأجيال القادمة . أما اليوم قانعة بالمادية التاريخية ، كقاسم مشترك مع ميثاق عبد الناصر . هكذا فتتت الماركسية ، النظرية الأكثر شمولاً و تماسكاً ، إلى ركام من قطع الغيار الرخيص المعروض للبيع بالفرق فى السوق العرض و الطلب لأول طالب سواء كان عبد الناصر أو الحسن الثانى . يبرر الستالينيون العرب ، على إختلاف منوعاتهم و مصادر الهامهم ورزقهم ، مواقفهم المتنافسة فى تقريظ الإسلام بهذا الإدعاء : الإسلام ما زال سلاحاً للتحرير عكساً للمسيحية ( وبالأحرى اليهودية ) التى كانت و مازالت سلاحاً للإسترقاق الروحى للجماهير .
    هذه الإنتهازية صرف و إدعاء لا يصمد لحظة أمام المادية التاريخي النقدية التى تدرس الظواهر من خلال مكوناتها التاريخية لا من خلال أوهام الناس عنها .
    أولاً الإسلام هو الديانة اليهودية الثانية : " إن هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم و موسى ". ( القرآن ) .
    وثانياً لقد ظلت المسيحية دين الشعب ، سواه فى المحن لكن أيضاً سلاحه للتشهير باحبار اليهودية و أغنياء الأمبراطورية الرومانية طوال ثلاث قرون قبل أن تصبح دين الإمبراطورية الرومانية على عهد قسطنطين . وبذلك فقدت طابعها الشعبى الثورى .
    أما الإسلام فما كاد يظهر كدين يخوض صراعاً ضد جزء من الإستوقراطية المكية حتى تحول بمجرد هجرة محمد إلى المدينة ، إلى دين و دولة ، أصبحت بعد أقل من ثلاثين عاماً تحكم بالسوط و السيف : نسبها السيف و حسبها الذهب . وتضطهد لا جماهير أهل الذمة فقد ولا جماهير المؤمنين و حسب بل الفقراء من أصحاب محمد أنفسهم . مصداق ذلك إضطهاد عثمان لعمار بن ياسر وأبى ذر الغفارى إلخ .
    من الطبيعى أن مهمتنا ليست تفضيل دين على آخر فذلك شأن الشيوخ و الكهنة الذين لم يكتشفوا بعد أنهم فى خندق واحد و إنما مهمتنا الجوهرية هى استنطاق التاريخ و توجيه سلاح النقد إلى المبدأ الدينى نفسه ، مهمتنا هى مساعدة الجماهير على الإستيقاظ من سباتها الدينى و الخرافى ، مهمتنا هى أن نشارك فى إنجاز مهام حقبتنا التى تتمخض عن إنفجار العالم القديم و ميلاد عالم جديد .

    كما نلح ارهاص هذه الولادة فى تمردات الشباب فى العالم كله شرقية و غربية ، متقدمة و متخلفة ، فى الصراع و المطالب البروليتارية النوعية الجديدة ، نجد تعبيره أيضاً فى قيام قيامه جميع فضلات le aous Produits العالم القديم من ديكتاتورية السيبرنتيقا ، كتعبير عن فاشية الأقلية التيقنوقراطية التى تذرعت بالعلم للسيطرة البيروقراطية على حياة الجماهير ، إلى المؤسسات الأيديولوجية البالية ، كتعبير عن اناكرونيزم الدين و الأيديولوجيا عموماً فى عصر يجب أن تبدو فيه الأساطير الدينية على حقيقتها .
                  

08-18-2003, 03:10 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: Abdel Aati)

    من نقد السماء إلى نقد الأرض
    بقلم العفيف الاخضر

    الجزء الثاني

    ما زالت السلطة العربية تحرق البخور لمزابل تراثنا
    لإنعكاس هذه الأزمة الشاملة نكاد نراه ارقاً فى عيون جميع الحكام الذين يقض مضاجعهم شبح الشيوعية و قد عاد من جديد ليرود لا فى ربوع أوربا الشرقية و الغربية و حسب بل فى ربوع العالم كله .
    لا ضرورة للرجوع المطول لاستقضاء أمثلة هذا الأرق .
    حسبنا هنا وصف المطران المحافظ مخائيل ضوميط لقلق الطبقات السائدة من عواقب هذه الأزمة الطاحنة التى أخذت تنحر أسس مؤسساتها و تبريراته الدينية و الدنيوية :

    فالقيامة قائمة فى العالم كله ، من كل صوب : القيامة قائمة على كل قديم ، فى الشرائع و النظم ، فى الأخلاق و العادات فى الأدب و الفنون (...) و القيامة قائمة كذلك فى الكنيسة على قديم : فى العقيدة : التعاليم الكنيسية غدت فى نظر الكثيرين لغزاً مغلقاً ، كلاما فارغا لا طائل تحته (...) وفى الأخلاق : الشرائع الكنسية غدت إلى نظر الكثيرين نيراً ثقيلاً .. و بعضهم خلعه واحل محله إندفاعاً عفوياً إلى لإنماء الذات ... و فى العبادة أيضاً : الطقوس الكنسية غدت فى نظر الكثير تمثيلاً أعجم أجوف ، لا دلالة فيه ولا وقع له ...أنه لا يطاق ( .. ) و أخيراً فى النظام الذى لم يعد يرى فيه بعضهم غير بقية باقية من عهد بائد ينبغى أن يندثر (...) هذه بعض مظاهر الأزمة التى يعانيها العالم و تعانيها الكنيسة ، وهى على ما يبدو تتعدى النزاع الذى لم يخلو منه عصر العصور ، بين حديث و قديم ، بين جديد و تقليد ، أن النزاعات التى شهدتها العصور الخالية كثيراً ما كانت تدور على أسلوب التعبير ، و أن نعدنه فعلى صيغة التفكير . إما الركائز و الأسس فقلما كانت موضوع جدل أو شك .
    أما اليوم فإننا نشهد نزاعاً أعنف و أِشد ، تناول أول ما تناول ، الأساليب و الصيغ ، لم يلبث أن تجاوزها إلى تاركائز و الأسس (..) أما للدين فقد أصبح إثراً بالياً و ممارسات شكلية لا يقيبل عليها غير قصار الأبدى و قصار العقول " . الإنسانية المعاصرة ، كما لاحظ المطران بحزن ، أخذت تبحث عن إنجيل خلاصها " فى مناهل غير إنجيل الخلاص ، وفى ثورة تطيح بجميع الأستلابات القديمة و الحديثة ، فى إطار سلطة شعبية حقاً قائمة على الإنتخاب المباشر من القاعدة ، الإنتداب الموالت و الجمع الضرورى بين سلطتى التنفيذ و التشريع تجد فيها مشاكل الثورة البروليتارية حلها الحقيقى ، أوعلى الأقل إطار لمثل هذا الحل : سلطة يسترد فيها و بها الإنسان ، فردا و جمعاً ، سلطته المهدورة ، ابداعه لمصادر ووجوده الضائع .
    المسيحية التى تعانى من هذه الأزمة عرفت عبر تاريخها و مراراً الإصلاح و التطهير من الطقوس الشرقية . أولها أوربة europeanisation المسيحية على يد الفيلسوف سيناك Seneque الرمانى ومدرسة فيلون الاسكندرانى الرواقية ، حيث تمت اقلمة المسيحية البدائية مع الفلسفة الرومانية اليونانية الميتذلة ، التى على عكس فلسفة اللذة الابيقورية التى تطورت باتجاه الإلحاد ، اتنهت هى إلى الإيمان بإله واحد و بخلود الروح . وهكذا فالمسيحية الغربية ، و الكلمة لبورنو باور Burno Bauer لم تولد فى الجليل و القدس بل فى الأسكندرية و روما .
    حدث هذا قبل أن تصبح ، بل لكى تصبح ، المسيحية ديانة الدولة الرومانية التى توافد عليها الهنس و الجرمان للاقتيات بجثتها .
    أما التطهير الأخير من بقايا الطقوس الشرقية فقد حدث فى المجمع الفايتكانى الثانى (1965) . أعلن المجمع أولاً أن الكنيسة التى كانت على الدوام ضامنة النظام الإجتماعى السائد ، لم تعد مرتبطة بأى نظام إجتماعى قائم لنمط الإنتاج . وأعطى المجمع الضوء الأخضر لمفسرى الكتاب ليقولوا بأن ( أيام الخليقة الستة ) و " تفاحة حواء " و توقف الشمس " بأمر يوشع و " الأيام الثلاث التى قضاها يونان ( يونس) فى بطن الحوت " إنما أساطير تصورها كتاب الأناجيل أو تلقفوها من أفواه الرواة الشعبين فى أيامهم . و ليست من الحقيقة التاريخية فى شئ . على أن بعض الشرائح لم يكتف بهذا الحد من التطهير بل دفعه إلى ملء مداه : تطهير الكتاب من الخوارق الشرقية و العودة به إلى العقلانية الغربية المعاصرة و هكذا انكروا أسطورة قيام المسيح بعد موته ، أعتبروا أن ذلك مجرد تخيل من حواريية ، كما ذهبوا نفس المذهب فى فهم بتولة مريم التى لم تكن ، فى رأيهم ، إلا من نسج خيال المؤمنين القدامى الذين ، من فرط اعتزازهم بالمسيح ، تصوروا أنه ولد من غير زرع بشرى و مع بقاء أمه عذراء .

    لأن البكارة كانت عند الشرقيين وما تزال - رمزاً لطهارة النفس و الجسد معاً .
    لكنها اليوم فى الغرب لم تعد شيئاً مذكورا .
    ولهذا يرى هؤلاء الشراح أن البكارة لا معنى روحى لها ولا تزيد أم يسوع كرامة .
    أما الإسلام المكبل بالطقوس المشلة للتفكير الخرافى فإنه لم يتعرض فى تاريخه الحديث إلى أى محاولة جدية لتطهيره من الطقوس المعطلة للنشاط الإنسانى : تبذير ملايين المواشى فى الحج و عيد الأضحى كل عام ، ارتباك الإنتاج فى شهر رمضان ( 100 مليون ساعة عمل خسارة فى مصر 1968 حسب الأهرام ) وازدياد استهلاك الطبقات المالكة و خراب الموازنات العائلية .
    المتواضعة ، تفاقم أمراض المعدة و السل خاصة فى الريف الفقير و الأحياء العمالية و مخيمات اللاجئين . هذا فضلاً عن الطقوس البربرية فى بعض المناسبات الدينية و التبذير المخيف على قبور الأولياء و مزاراتهم ... صحيح أن قطاعاً من سكان المدن خفف من الصيام فى المشرق و الصلاة فى المغرب . لكن سلطان هذه الطقوس ما زال مع ذلك ينيخ بكلكية على ملكه النقد و الإبداع عند أوسع الجماهير بما فيها ذلك القطاع نفسه .

    وما زال قوة مرسخة لتقاليد الإنضباط أمام طغيان عناصر الطبيعة الغاشمة ( صلاة الإستسقاء ، صلاة الخسوف و الكسوف إلخ ) .
    و طغيان حكام الطبقات الغاشمة ( صلاة اللطيف فى المغرب مثلاً ) .
    الإستسلام للقضاء و القدر ، للكوارث و للطغاة كان و ما يزال يجد فى أعماق الوجدان الذى صاغه الإسلام استقبالاً بدون اعتراض .
    بل أن الاعتراض يصبح ضرباً من الأثم و الكفران .
    فعندما أعلن الخليفة المنصور أمام ألوف الحجيج : " أيها الناس أن الله ملكنى رقابكم و أموالكم فإن شئت قبضت وإن شئت بسطت " صاحت الجموع المروضة دينياً ... الله ..الله يا امير المؤمنين و عندما أعلن عبد الناصر بعد المنصور باثنى عشر قرناً ، لتبرير هزيمة 67 : " لا يعفى حذر من قدرة " تنفس 99 بالمئة من سامعيه ، والأمة العربية كلها كانت تستمع ، الصعداء و أحسوا بعزاء مريح يضمد مشاعرهم الجريحة .
    لا شك أن الحديث قد حرك بطريق التدامى فوجاً من الأحاديث و الأيات و الامثال المماثلة : وما اصابنا من مصيبة إلا بإذن الله ... وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم و أنتم لا تعلمون . وإنما يبلوا الله عباده الصابرين ... و المكتوب على الجبين تراه العين ... ليس من الضرورى أن تتحرك شفاه الجميع بهذه الأحاديث و الأيات و الأمثال ، إنها جاثمة على عقولهم ، ، إنها هناك فى الأعماق دركى داخلى يعلى عليهم ، عن وعى أو بدونه ، ردود فعلهم فى اللحظات الصعبة خاصة .

    ما زال تراثنا بمناى عن أى تصفية حساب تاريخية مماثلة لمسلسل التصفيات ، التى نزلت بالتراث المسيحى :
    الإصلاح فى القرن 16 ع ، مادية القرن 18 ع لكن أكثرها حسماً اثنتان: الأولى عندما شنقت البورجوازية الصاعدة مع ملوكها تراثها . و الثانية عندما صفت الثورات البيروقراطية ، البديل التاريخى للبورجوازية ، فى شرقى أوربا المسيحية ، فى آسيا الإسلامية ، وفى الشرق البوذى تراث الطبقات السابقة عنها .
    أما " توراتنا الفوقية ، العسكرية فإنها لم تزل تحرق البخور لمزابل تراثنا الذى لم توجه إليه سبابة الإتهام منذ تسعة قرون على الأقل : منذ إندحار الإسماعيلية الثورية !
    المناخ النقدى إزاء الثراث الذى أوجدته الإسماعيلية - كما سنرى - تلاشى . بل حتى العقلانية الإنتقائية ( التوفيق بين الفلسفة و الدين ) والمحتشمة التى نشرها المعتزلة أصبحت مستنكرة فى المجتمع العربى المعطل blequee تاريخياً و المصاب بتأخر مثلث : تأخر و سائل الإنتاج ، تأخر نمو الطبقات على النمط الغربى المتضمن بدوره لتأخر الصراع الطبقى محرك التاريخ ، و تأخر الثورة - و بالتالى -، الثورة تنسف نسفاً الأوضاع السابقة عنها .

    أى من مسلسل الثورات العربية على النبى ما قبل الرأسمالية لم تفجر مجتمعنا المعطل .
    وعندما انفجرت فيه لم تفجره لأنها كانت فوقية (مصر ) و تعبيراً عن طبقات مصابة بكساح نوعى مزمن .
    الثورة البرحوازية الحقيقية الوحيدة التى عرفناها كانت الإستعمار . ولكن لم نعرفها إلا كثورة مضادة :
    شوهت الصراع الطبقى مرتين : مرة بحرفة عن مساره الطبيعى : طبقة ضد طبقة ، برنامج ، ليصبح صراعاً دينياً - قومياً ضد الأجنبى - الكافر . وهذا ما جعل البروليتاريا العربية المحدودة عدداً و عدة تعيش انتصارات القيادات البورجوازية كانتصارات لها ( تونس ، مصر ، الجزائر ، المغرب ) و بالتالى دورها النوعى .
    ومرة ثانية بتنميته ، لابد من التناقضات الإجتماعية : ظالم - مظلوم ، للتناقضات العرقية عرب - بربر ( الجزائر ، المغرب ) الإقليمية ، و الطائفية فى المشرق - جعلتنا ، خاصة بواسطة البترول و نهب المواد الخام عموماً نعرف الرأسمالية . لاكسيادة للإنتاج البضاعى بل كسيادة للتبادل البضاعى ، جعلنا الإستعمار سوقاً .
    فعل الإستعمار كل شئ ليبقى على الطابع البلى archaique للحياة العربية جيث تتجاوز كل أنماط الإنتاج القديمة و تتعايش، فيما يشبه تنكيد الضرائر لا صراع الأضداد ، جميع الأديولوجيات التى تناسب معها . فى ظل هذا الإستعمار و حمايته لهذه البنى المشلولة و الأديولوجيات المشلة لعب الدين دوراً مرموقاً فى ترسيخ التأخر المثلث وفى تخليف وعى الإنسان العربى و شروط حياته معاً .
    انزل بنا ردة حضارية ممرة : الغزو الإستعمارى للعالم العربى لم يعد لذاكرة الجماهير ذكريات الحروب الصليبية فقط بل هو نفسه كان صليبياً و كان يتظاهر بذلك .
    وعندما احتل الفرنسيون سوريا حياً ( اوركل ) جنرال فرنسى قبر صلاح الدين قائلاً : ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين
    وليس بدون مدلول كون هذه الحادثة متداولة على السنة العامة حتى فى المغرب العربى . لقد سمعتها عشرات المرات قبل أن اقراها . وعندما احتلوا الجزائر هدموا أو حوالوا إلى كنائس 2000 مسجد من بينهما المسجد الأكبر فى العاصمة - كتشاوه وبعد الإستقلال حول جديد من ابرشية إلى مسجد .
    وعاشت الرجعية الجزائرية عاماً كاملاً من على نبش تاريخه حتى أكثر تفاصيله تفاهة .
    وعلى تلقين الجماهير بأن الإستعمار لم يكن مشروعاً للنهب الإقتصادى كما يقول الماركسيون . بل كان مشروعاً لنهب مساجد الإسلام و تقويض اركانه ...
    أمام الإستعمار " الذى وجد فى المسيحية ... تتمته الأكثر ملاءمة " (ماركس) لاذت الجماهير الشعبية العزلاء من كل سلاح للمقاومة الجدية بالتقوقع فى تقاليدها الدينية - القومية البالية .
    تقريباً نفس ردود فعل رعاة جبال الألب فى القرن 12ع على غزو الإقطاعية لهم فى عقر دارهم لتدمير نمط حياتهم البطريقى .
    فى هذا الوضع أصبح نقد الإسلام أو حتى نقد أقل طقوسه شأتاً مرادفً لنقد المشاعر الشعبية ، لنقد الشكل الجوهرى لقوميتها و تقويض السلاح الوحيد الذى كان بيد القوى المحلية فى دفاعها ضد الهمجية البورجوازية على هجميتها التقليدية .
    أسوأ من ذلك بات نقد الإسلام مرادفاً للخيانة الوطنية و التواطؤ مع المستعمر الكافر .
    كما أن نقد تخلف اللغة العربية ( رسما ، نحواً أو مصطلحات ) أصبح يعنى الإنتقاص من لغة القرآن ، يجريدها من اصالتها و مؤامرة على سلاح صمود الشخصية الإسلامية - العربية فى وجه الإبتلاع الغربى .
    أصبح التحريض بالصراع الطبقى فى المجتمع العربى ، حيث فى الواقع لم يكن له إلا مجال هامشى ، موصوماً بكونه تصديعاً لوحدة الأمة بمفهومه الإسلامى : يشد بعضها البعض كالبنيان المرصوص . هكذا أصيب الفكر النقدى العربى ازاء التراث الدينى القومى بردة حضارية شاملة عادت به إلى مواقع كان قد تخطاها منذ زمان بعيد بالمعتزلة ، باخوان الصفاء ، بالفلاسفة العقلانيين و الملحدين و بالأيدلوجيا الأسماعلية الثورية .

    انتصر الدين على الفلسفة فى العالم العربى مرتين : الأولى تحت الحكم السلجوقي و الثانية تحت الحكم الأوربى الإستعمارى حيث ولد شعار الإصالة " العودة إلى المنبع" ، إلى السلف الصالح هذا الشعار الذى رأى الفكر الثورة الأممى نفياً له ، عود بشكل آخر للصلبية الأوربية و مؤامرة لقتلاع الأمة العربية من جذورها . لم تواهج الشيوعية العربية هذا الوضع و مضاعفاته بالكشف عن أسبابه علناً أمام الجماهير لكى تساعدها على تحرير

    وعيها النقدى من استلابه الدينى - القومى ، لكى تساعدها بقوة المثل بممارستها النظرية - العلمية الثورية على الإهتداء إلى سلاح فعال للمقاومة الإيجابية للإستعمار بدلاً من سلاح المقاومة السلبية العاجزة و المنطوية على نفسها و ماضيها . لا فقط لم تعرف كيف تواجه مشكلة قومية أو إجتماعية من مشاكل المجتمع العربى . والأسوأ أنها حاولت هى الأخرى ، بانتقائية و ديماغوجية ، استخدام نفس السلاح لكنها مع ذلك بل بسبب ذلك لم تكسب إليها أى قطاع هام من الجماهير التى شمت بحاستها السادسة رائحة الإنتهازية .
    وصلت بها الإنتهازية إلى حد إنكار . رغم الوقائع اليومية العنيدة . أن يكون للدين عندنا نفس الوظيفة التى اداها فى أوروبا ما قبل اقتصاد الإستهلاك .
    وظيفة التخدير : " نعم أن الشقاء و الألم هما قدر الإننسان " ( الباباليون ، القرن 13ع ) . تماماً كما " لايعفى حذر من قدر". "و الفقر مفتاح الجنة " . أو ،الكلمة هذه المرة لجلاد كومونة بالريس تيير : " أريد أن أجعل تأثير رجال الدين كلى الجبروت . لأنى اعتمد عليهم لترويج تلك الفلسفة الجيدة التى تعلم الإنسان بأنه وجد فى هذه الدنيا الفانية ليشقى ، لا تلك الفلسفة الأخرى التى تقول له بالعكس : تمتع بالحياة " .
    وباختصار كانت وظيفة الدين فى أوروبا وهى اليوم عندنا مناهضة الثورة . وفى هذا المعنى حدد معن أبو نوار ، رئيس شعبة التوجيه المعنوى فى جيش عمان الوظيفة التى اداها القرآن و الإنجيل فى تنفيذ مجزرة عمان بنجاح "لقد طبعنا ....،60 نسخة من القرآن ووزعناها على جميع الجنود المسلمين . وقريباً جداً نأمل أن نوزع نسخاً من الإنجيل على جميع الجنود المسحيين .
    أصبح كل جندى الآن يضع هويته فى جيب و يضع القرآن فى الجيب الأخر . لقد عملنا القرآن بحجم الجيب بحيث يمكن حمله مثلما يحمل الماركسيون الكتاب الأحمر .
    اعتقد أن الجيش محصن فى وجه الماركسية الآن . وعلى استعداد لقتال الفدائين .
    أن ماركسيينا و الماركسيين الإسرائيليين التقوا معاً يقولون أنهم يريدون أقامة دولة ديمقراطية علمانية ، حيث ستتعايش فى سلام الديانات الثلاث .
    من المحزن جداً أن يكون الماركسيون العرب و الإسرائيليون هم الذين التقوا و لسنا نحن المحافظين عرباً و إسرائيليين .
    اعتقد اننا فى غضون 30أو40 عاماً سنقاتل نحن و الإسرائليين معاًُ الماركسيين ".

    ليس هذا الإستخدام للدين مصادفة عارضة . بل انه استراتيجية طبقية مدروسة : سيطرة الإقلية على الأكثرية لن تدوم إلا إذا قبلت بها الأكثرية نسبياً ، إلا إذا استسلمت لها كقدر مقدور ، إلا القمع داخلياً و البوليس مرابطاً فى رؤوس الناس الذين لا سلطان لهم على حياتهم لكى يمنعهم من وعى ذلك و ضرورة الثورة علية . أن الدين ما زال عندنا اداة فعالة لتحقيق استبطان القمع .
    التعايش السلمى المعلن بين الشيوعية العربية و الدين يعكس تعايشها السلمى مع الأنظمة البروقراطية - الأتوقراطية و هدنتها المفتوحة مع الأنظمة التقليدية . لقد تخلت نهائياً عن هدف قلب الأنظمة البيروقراطية بل تخلت حتى عن وسيلة نقدها ، ويعكس بالتالى تخليها -فى الواقع تخلت حتى قبل أن تشرع - عن صراع الطبقات لصالح تصالح الطبقات الذى هو جوهر الأيدلوجية البونابارتية العربية ( الناصرية ، البورقيبية إلخ . ) التى تعرف فيها عجز الستاللينية العلابية عما كان يطمح عبثاً فى تحقيقه هذا التعايش ليس إلا تعبيراً عن اندماجها فى الأوضاع الراهنة .
    كانت القيادات الشيوعية العربية ستضع هذه الأوضاع المتعفنة لو لم تكن هى نفسها من صنعها . لذا فان الحرب القادمة على أوضاعنا الراهنة ، والتى تستمد بقاءها من الإحتفاظ بكل العاهات حتى باتت هى نفسها العاهات تجسدت أوضاعاً ، أما أن تكون حرية شاملة عليها وعلى فضلاتها أو لا تكون .
    صراع الطبقات فى العصر العباسى
    الثورة هى الذكرى و الذاكرة الأعمق لشعب من الشعوب . ذاكرة ثورتنا القادمة التى سيكون عليها أن تحل ، بعصاهاغير السحرية : سلطة المجالس الشيوعية ، جميع التناقضات المتراكمة و المزمنة ، وأن تطيح فى وقت واحد بالإستبداد دون أن تسقط فى الليبرالية ، وأن تقضى على التخلف دون أن تسقط فى عبادة اقتصاد الإنتاج و ديكتاتورية الإستهلاك ، يجب أن تكون ذكرى ثورات الجماهير العربية و الأعجمية التى ناطحت سماء الطغاة ارباباً ، أفراداً و طبقات أكثر بكثير مما تجرأ عليه أجراً الشعوب فى القرون الوسطى و قاومت تسلط الإسلام على العقول وتسلط أصحاب اللإقطاعات على الأرض .
    عندما تعود البروليتاريا العربية الحديثة إلى تاريخ أسلافها الثوريين فلن تريد وما ينبغى لها ، التعرف على مطالبها النوعية الأكثر تبلوراً ، راديكالية و شمولاً فى مطالبهم المحدودة بحدود وعيهم و حدود عصرهم . بل لتذكر نفسها بأن أسباب ثورتهم على الدولة و دينها و استغلالها و طغيانها ما زالت حاضرة ، رغم اختلاف الشروط التاريخية ، فى ثورتها القادمة التى يجب أن تكون تحقيقاً لمشروع الإنسان الكامل الذى لن يقبل بديلاً عن إمتلاك العالم و الزمن للإستمتاع بالحياة المتحررة .
    ما كان عند الأسلاف طموحاً سديمياً يجب أن يصبح اليوم عند البروليتاريا مشروعاً واعياً . و لقاء المشروع الثورى الراهن بذاكرته القرمطية ، البدالية سيتم حتماً على أساس تطهيرها من بقايا استلابها الدينى . ذاكرة جماهيرنا المظلومة التى تغير سيادتها و لم تتغير شروط حياتها هى بالأخص الأيديولوجيا الثورية للشعبية الإسماعلية و انتفاضاتها المتعاقبة فى العصر العباسى .
    رافق إنتقال السلطة من الأرستوقراطية العربية ( القيسية و اليمنية ) التى سادت على الإمبراطورية الأموية إلى الأرستوقراطية ( العربية ، الفارسية و التركية ) التى سادت على الأمبراطورية العباسية ، انتقال المجتمع الإسلامى من مجنمع عشائرى عسكرى يغلب فيه نمط الإنتاج الزراعى ولا تلعب فيه الصناعة و التجارة إلا درواً هامشياُ إلى مجتمع تعدى عرفياُ و فكرياُ تغلب فيه التجارة و التبادل البضاعى و مستقطب بين طبقتين " طبقة الخاصة التى تملك المال و الوقت الذى تبذره فى الجنس و اللهو و القنص و طبقة العامة التى يملكها الحرمان الشامل و السخرة .
    طبقة الخاصة نعنى بها مجموع مراتب الأرستوقراطية السائدة و الفئات المستغلة المرتبطة بها فى العصر العباسى: 1- البيروقراطية و تتكون من : الخليفة ، الرئيس الزمن و الروحى للدولة وهو لا يسأل عما يفعل ، الوزير ، الوسيط بين الخليفة و مراتب البيروقراطية الأدنى ، القاضى ، القيم على تطبيق الشريعة و القضاء بين الناس ، حاشية البلاط وموظفوه ( الجلادون ، الخدم المنجمون ) قواد الجيش ، العمال ، ممثلو الخليفة فى الولايات ، ضباط الشرطة ، المسؤولون عن الأمن داخل المدن ، و الجباة و السجانون ، وموظفو ديوان الإنشاء .
    2- أصحاب الإقطاعات ، المالكون المقاريون الكبار الذين أستولوا على أراضى الفلاحين بواسطة الالجاء .
    3- التجار ، وهم فئة واسعة ، غنية و متداخلة مع المالكين العقاريين إذ أن قطاعاً واسعاً منهم كان يوظف رؤوس أمواله فى تمللك الأراضى .
    4- الإنتليجانسيا و تضم الأطباء ، الكتاب ، المغنون الشعراء - شعراء كانوا دائماً فيما ندر شعراء دولة ! - المترجمون ، فقد كان المنصور مثلاً يدفع لحنين المترجم 250 دينار شهرياً ووزن الكتاب الذى يترجمه ذهباً .
    5- رجال الدين أو العلماء كما كانوا يسمون عهد.

    وهم خمس مراتب أساسية :
    1- القضاة .
    2- الأئمة ، وقد لعبوا دور الإذاعة اليوم فى تطويع الرعية للخليفة الذى يضعون الولاء له بمنزله الإيمان .
    3- الفقهاء الذين كانوا قادة الرأى ، موجهى أفكار الناس و مفبركى الأحكام و الإجتهادات لمن يحتاجها من رجال السلطات او من التجار . و كانت لهم هيبة روحية فى نفوس الناس : " أين لذة الملوك من لذة ما نحن فيه . لو فطنوا لقاتلونا عليه " (أبو حنيفة ) .
    4- المحدثون ، ومهمتهم ، إلا القليلون ، اختلاق الأحاديث لتبرير نزوات الحكام أو مطالب هذا أو ذاك من الأحزاب المتنافسة و يبدو أن كل حزب كان له محدثوه .
    5- الوعاظ ، الذين كانوا يدخلون على الخلفاء ليعظوهم معطين لأنفسهم ولهم الشعور براحة الضمير . يشبه دورهم دور كاهن الاعتراف فى المسيحية .

    كان رجال الدين حجر الزاوية لسلطة الأتوقراطية الخلافية . بدون فتاويهم و دسائسهم لم يكن الخلفاء بقادرين ، بكل تلك السهولة ، على تصفية المعارضة بتهمة المروق عن الدين ، ونادراً ما أقدم خليفة على دق عنق معارض دينى أو سياسى قبل الحصول على فتوى شفوية أو كتابية من واحد أو أكثر من العلماء المشهورين فى عهده . غالبية رجال الين كانوا متداخلين مع الدولة الجائرة ، إلا قلة من الفقراء و الأتقياء منهم كانت تشكل المعارض السلبية لهم و للدولة . مضمون معارضتها : الإحتجاج على مداخلة رجال الدين للسلطات الجائر ( الدولة ) . وأعتقد أن الأحاديث الموضوعة .
    ما فى ذلك شك ، للتنديد يتواطؤ رجال الدين و رجال الدولة على حساب الشعب هى من وضع هذه المعارضة و عامة الشعب . مثل : " صنفان من أمتى إذا صلحا صلحت الأمة و إذا فسدا فسدت السلطات و العلماء " و " هلاك أمتى : عالم فاجر و عابد جاهل " .
    قويت هذه المعارضة الدينية الشعبية فى القرن الثالث حيث كان تواطؤ رجال الدين و البلاط ضد ثورات العامة جلياً إلى درجة أن الفقيه أبو بكر الأجرى تجاسر على تأليف كتابه " اخلاق العلماء و أدابهم الذى ضمنه مقارنة لاذغة بين علماء السلف الذين لم يتقربوا من السلطات لأن " السلطات من لا يعرف السلطان عندهم .
    و الذين يرون الجهاد " كلمة حق تقال فى وجه سلطان جائر و بين علماء عصره ، " الفسقة ، الفجرة " الذين " يداخلون السلطات الجائر " و " يحتقرون ما دونه من العباد ".

    وفى كلمات نارية شهر بحبهم للدنيا و اقبالهم على المال و الشهرة و حرصهم على مجالسة الملوك وإدارة ظهرهم للدين ... مستشداً بعشرات الأحاديث ، التى أسهم هو نفسه فى وضعها ، و التى تحرض العامة على رجال الدين و السلطات ، مثل : " يكون عليكم أمراء تعرفون منهم و تنكرون ، فمن أنكر فقد برئ ، ومن كره فقد سلم .لكن من رضى و تابع فأبعده الله " .
    فى القرن الخامس صنف أبن عبد البر القرطبى كتابة : جامع بيان العلم و فضله . أغنى فيه بوقائع عصره و ثيقة اتهام الأجرى لعلماء القرن الثالث ، قائلاً : " لم يزل الفساد متزايداً على ما ذكرنا أضعافاً . فلا حول ولا قوة إلا بالله ".
    فى الإمبراطورية الأموية كان الفرز الأساسى عنصرياً : بين العرب و الموالى . فأصبح فى الإمبراطورية العباسية أجتماعياً : بين الأرستوقراطية و العامة . و بين ذوى السلطات و الدين لا سلطان لهم على استخدام حياتهم . فى العهد الجديد نما التنظيم الإدارى . التجارى . الزراعى و الصناعى نمواً ضخماً . غدت بغداد مركز التجارة التجارية العالمية توريداً و تصديراً . أصبحت الدولة المركزية . المراتبية و المنظمة أداة نهب داخلى و خارجى لم يسبق له مثيل . فقد بلغ دخل الدولة السنوى فى عهد الرشيد . على حد تقييم أبن خلدون ، 70 مليوناً و 150 ألف دينار . هى موازنة ضخمة بالمقارنة مع موازنات الدولة القديمة .

    مصادرة هذه الموازنة : الخراج على الأرض ، الجزية المفروضة على أهل الذمة و الشعوب المقهورة ، الضرائب المفروضة على أهل الصناعات و الحرف و الزكاة ....
    لم يعد الخليفة ، كما كان فى العهد الأموى ، مجرد شيخ قبيلة مهيب " بدون وزير طقوس يستقبل الناس و يجلس للفصل فى المظالم بين العامة ، بل تحول إلى أمبراطور تبنى تقاليد البلاط الفارسى و الرومى من إتخاذ الوزير إلى الإحتجاب عن الناس . بتعقد مراتب السلطة ازداد اضطهاد عامة الشعب . لكن الإضطهاد لم يكن فى الواقع ، مقصوراً عليه بل كان معمماً و مراتبياً : تمارسه بدون ضابط المرتبة العليا ضد المرتبة الأدنى : الخليفة يصادر أملاك الوزير . و الوزير يصادر أملاك مرؤسيه .
    و العمال ( الولادة ) يصادرون أملاك الأغنياء و حياة الفقراء . لقد كان ديوان المصادرة سيفاً على أعناق الجميع بما فى ذلك الخلفاء أنفسهم على عهد استبداد قادة الجيش الأتراك بالسلطة .
    هذا الديوان مشاهد إثبات آخر على الدور المضاد للتقدم التاريخى الذى لعبه وما يزال الإستبداد الشرقى : تحكم الفرد الحاكم فى المراتب البيروقراطية و تحكم هذه الأخيرة فى الطبقة .
    من هنا أسبقية الدولة ظهوراً وأهمية على الطبقة و بالتالى إستقلالها عنها و حكمها فيها .. عكس المسار العام لبروتسيس التاريخ الغربى .
    فى لايونان كانت السلطة تعبيراً عن رأى السادة الذين يختارون قيادتهم من بينهم .
    أما دولة الإستبداد الشرقى فهى مغلقة عن كل ديمقراطية و حوار .
    السلطة فيها لا تنبع عن مجلس شيوخ ، أو مجمع كرادلة إو برلمان بل من حد السيف و من ثورات القصور . الخلفية هو الذى يختار ولى عهده على هواه ، لا حسب تقليد مرعى يشجع على الإستقرار و يقصد حروب الأسر ، يأخذ له البيعة الأسمية من حاشيته ، قواد جيشه و رجال دينه بمحضر السيف و النطع و الجلاد !
    السلطة عبر التاريخ العربى كله كانت _ وما زالت - دائماً فوق القانون ، سواء كان قانوناً و ضعها هى نفسها ، أو قرآناً ولم ينجح كفاح المعارضات القديمة و الحديثة لكى يصبح القانون فوق السلطة !
    لم يكن مثل هذا النظام الإستبدادى الفردى يساعد على تشكيل طبقة سائدة متماسكة تغلب مصالحها الشاملة على المصالح الفئوية لهذا أو ذاك من اجنحتها أو افرادها ، وكل إنتعاش لطبقة اجتماعية ، مثل انتعاش التجار و ملاك الأرض فى العصر العباسى الأول ، إنما هو إنتعاش ظرفى على رحمة نزوة من نزوات الخليفة التى لا يستطيع أحد أن يتنبأ بها أو يتعرض عليها ( نكبة البرامكة مثلاً ).
    فى ظل الإستقرار النسبى الذى تميز به عهدً الرشيد و المأمون تكونت طبقة من التجار نملك الأموال الطائلة ، وقد بلغت ثروات لبعض الملايين و ظهرت فئة رأسمالية نشطة ، وكونوا أنواعاً من الشركات مثل شركة الضمان ( تشبه شركة المساهمة ) و شركة المفاوضة ( حيث تبقى رؤوس الأموال مستقلة ) ، وشركة الوجوه ، وتكون الإختصاص بين التجار"
    فعلاً تنوعت التجارة و تخصصت أى أن تقسيم لعمل فيها بلغ درجة علياً . فقد كانت واردات بغداد متنوعة جداً ، من الصين : البورسلين ، الحرير و المسك . من الهند وجزر الملايا : البهارات ، العطور ، الأصبغة المعادن ، العمل الشمع و الفرو . و من السويد و روسيا : العبيد البيض للأستمتاع الجنسي . من افريقيا : العاج الذهب و العبيد السود للأستعمال المنزلى و الزراعى .

    نشطت الصناعات ، تنوعت و تخصصت هى الأخرى : صناعة الأقمشة ، المرايا المعدنية ، الورق ، الجواهر الحلى ، صناعة الساعات ، تجليد الكتب ، صناعة العطور ، النسيج و الحرير خاصة فى الكوفة .
    قامت القصور فى بغداد التى كانت على عهد الرشيد تعد مليونى ساكن ، نفس عدد سكان باريس فى 1871 . أحتلت أرستوقراطية الدم المال حى الرصافة . غدت بغداد مدينة الملاهى حقاً التى ينفق فيها الخلفاء ، الوزراء ، الأغنياء و الأدباء فائض وقتهم فى الأفراح المستمرة ، بينما سواد الشعب الذى لا مال ولا وقت _ بالتالى - لديه غارق فى الأتراح المستمرة . هب رجال الدين يفتون للأرستوقراطية و الخليفة بشرب أصناف من الخمور ( الجعة ، الطلاء ، نبيذ التمر) و يتحايلون على الشريعة لتسهيل المعاملات الربوية استجابة لرغبة التجار . وبعض رجال الدين أنفسهم كانوا تجار !

    لم تكن بغداد باذخة و حسب بل كانت مبذرة : الرشيد ينفق على طعامه 10 الآف درهم يومياً . ويومياً يعد له الطهاة 30 صنفاً من الطعام السعودى . وعند زفافة بزبيدة كان يهب الناس أوانى الذهب مملوءة فضة وأوانى الفضة مملؤة ذهباً . وغالى فى تزيينها بالحلى عجزت عن المشى لكثرة ما كان عليها من الجواهر . كان البيروقراطيون و الأغنياء على دين خليفتهم فانتشر التبذير بينهم ، وقويت شهيتهم للنهب . كان هذا التبذير استفزاز غير حكيم لبؤس الجماهير الكادحة فى المدن التى كانت على حافة المجاعة : أجرة عامل البناء ثلث درهم فى اليوم . بينما أجرة الجندي درهم . ودخل القاضى 8 دنانير يومياً . أما عن بؤس العاطلين و الفئات الهامشية كالشطار و العيارين ، التى افرزتها هجرة الريفيين إلى المدن و اختلال التوازن بين عدد السكان و إمكانيات الإستخدام ، فحدث ولا حرج ! ظل الريف بطريقياً ، بدوياً و فقيراً .

    و القصة المروية فى الأغانى دلالة ، فقد شهد الشاعر البدوى : ناهض بن شولة عرساً بمدينة حلب فأصيب بالجنون لما هاله من ألوان الطعام و الملابس و الات الغناء و مظاهر البذخ الفارسى .
    كان وضع طبقة العوام : الموالى ، العبيد ، عمال الزراعة ، الفلاحين ، العمال ( الفعلة ) ، أهل الصناعات و الحرف و جماهير البدو ، لا يطاق . مع ذلك فقد كانت هدفاً للنهب الهمجى : نهب الحكومة المركزية و ممثليها فى الولايات . ولعل إتهام الرشيد . لعامله على الشام عندما ادخل عليه مكبلاً بالأغلال ، أبلغ من الإستشهادات و الإحصاءات التقريبية : " أوليتك دمشق وهى جنة بها غدر تتكفاً أمواجهاً على رياض كالزرابى ، واردة منها كفاية المؤن إلى بيوت أموالى ، فما برح بك التعـدى (...) حتى جعلتها أجرد من الصخر وأوحش من الفقر " ( المسعودى) و عندما صادر نفس الرشيد أموال عامله بخرسان ، على بن عيسى ، حملت إليه على 1500 يعبر ، نهيت من عرق الناس وخبزهم اليومى .
    من البديهى أن التغيرات فى المجتمع العباسى لم تكن اقتصادية و حسب بل كانت انقلاباً شاملاً على جميع الأصعـدة : الأقتصادية ، السياسية ، العرقية والأديولوجية . التعدد العرقى و الإجتماعى كان يتطلب تعدداً فكرياً و سياسياً : هكذا فتح هذا المجتمع التجارى نوافذه لكل الرياح . خاصة لرياح الفلسفة اليونانية التى حاول المستنيرون من المفكرين المسلمين عقلنه الإسلام بها : التوفيق بين النقل و العقل ، بين الفكر الأرستوطاليسى و الشريعة المحمدية . و من الذين أضطلعوا بهذه المهمة المعتزلة . و المعتزلة هم التركيب الذى أعطاه لقاء نهوض البورجوازية التجارية بالفكر اليونانى . فالأنسان ، فى تحليلهم ، خالق أفعاله كما أن التاجر خالق ثروته . والله هو مبدع قوانين الكون العامة أما الشؤون الصغيرة ، الطبيقات الأرضية فقد تركها لعناية الحرية الإنسانية . تماماً على صورة الملك الدستورى الذى كانوا يحلمون به قبل أن تنزل على رقابهم سيوف المتوكل . كان الباب أيضاً مفتوحاً أو موارياً أمام تأثير الديانات و الهرطقات الغارسية الوثنية و غيرها التى قهرها الإسلام كما قهر شعوبهاً .

    فلا عجب اذن أن تكون جميع المدارس ، الفرق و الهراطقات الثورية و الرجعية التى شكلت العمود الفقرى للحضارة العربية ، ظهرت أو تحددت ملامحها واختياراتها فى مناخ الصراع الإجتماعى المحتدم على الصعيدين السياسي و الأيديولوجى لهذا العصر الذى تمكن مقارنته ، مع حفظ الفوارق ، بمصر الأنوار فى القرن 18ع ففيه بدأ الصراع الطبقى يتمتم باسمه . وفيه ولد شرعت فى الصراخ باسم صراعها الطبقى فى حلوان و الدار البيضاء وقريباً فى كل مكان . لامر ما أنطلقت معظم الهرطقات و الحركات الثورية فى العصر العباسى من الكوفة ، باريس القرن 19ع لقد كان الفرز و الصراع الطبقى فيها واضحين : الزراع الكبار ، التجار ، البيروقراطية ورجال الدين فى قطب . وفى القطب الآخر لفيف العامة من الموالى إلى الزنج مروراً بالعمال و الشطار و الفلاحين وهم إجراء لاملكية لهم أو أقنان محرمون حتى من الحرية الشخصية .
    " كان فى الكوفة أقلية تملك الأرض الواسعة . وكان المالكون عرب و غير عرب . وكان الفلاحون خليطاً من فرس و انباط و عرب لذا كان طبيعياً أن يكون الإنقسام فيها على أساس اقتصادى . كما أن الكوفة مركز تجارى ، لوقوعها على طريق الحج ، كما أنها مركز صناعات مهمة كصناعات العطور و النسيج ، مما كون فيها طبقة صغيرة لرية من أرستوقراطية التجار و أصحاب المعامل ، إضافة إلى أرستوقراطية الزراع ، فكان تذمر الفلاحين و العمال قوياً . ثم أن الكوفة مركز ثقافى هام أنتشرت فيه الفلسفة اليونانية و حركت الزندقة بين المثقفين فوسعت الشكوك بينهم و زعزعت ارائهم الدينية الإسلامية " . ( ع . الدورى ) .
    فى هذا المجتمع المستقطب خلت التقاليد البطريقية ، الدينية و القومية التى كانت تطمس الصراع الطبقى مكانها للتبادل البضاعى و الصراع الإجتماعى .
    لم يعد معيار الصلاح هو التقوى كما كانت فى عهد محمد و خلفائه : أبو بكر ، عمر وعلى . ولم يعد الدم العربى كما كان فى العهد الأموى بل أصبح أرستوقراطية المال و الدم ( التجار ...وآل العباس ): " بدلاً لكم من الكتاب و عمال و أعوان ، فاستعينوا بالأشراف و اياكم و سفلة الناس ، فإن النعمة على الإشراف أبقى وهى بهم أحسن ، و المعروف عندهم أشهر و الشكر منهم أكثر " ( من وصية يحى بن خالد البرمكي لبنية ) (السعودى ) . وأمام التخلى الفعلى الصريح للخلفاء و الأغنياء و معظم رجال الدين عن الدين ، فقد العزاء الدينى قوة ضبطه لجموع البائسين .
    وبدت سيطرة الخاصة الخامسة على العامة بدون قناع ، أصبحت بالتالى عرضة لنقد اللسان و نقد السلاح . تلك هى حال المجتمع الإسلامى فى نهاية القرن الثانى الذى فقد غطاءه الدينى لحاكمين و لجامة الدينى للمحكومين . فاختل توازن العام و تصاعد فيه الصراع بين الطبقات الظالمة و المظلومة .
    على امتداد القروون الثالث ، الرابع و الخامس ، انفجر هذا الصراع حروباً أهلية مختلفة هدفاً سياسياً و تركياً اجتماعياً عن الحروب الأهلية الشيعية و الخارجية التى دارت رحاها فى ظل الإمبراطورية الأموية و ضدها . لم يعد تنصيب آل على أو اتنخاب أمام كفء ( الخوارج ) هو الهدف الجوهرى المعلن للحرب الأهلية .
    بل الإستيلاء الجماعى على الأرض ، المساوة فى الثروة ، المساوة بين الرجل و المرأة ، إقامة حكومة الشورى (الديموقراطية ) ، عبادة العقل و التمتع بالحياة هى مضمون البرنامج الذى على شرط وضعه موضع التطبيق ، يأتى محكم الإمام ( الحزب الثورى ) اسماعلياً كان أم مستقلاً مثل صاحب الزنج . لم يعد الإمام الشيعى ، كما كان عند الأوائل ، انتساباً اسروياً إلى آل على بل أصبح ولاء فكرياً للإسماعلية الباطنية وإلتزاماً ببرنامج ثورتها : ملء الأرض عدلاً بعدما أمتلأت جوراً بعد الإطاحة بالدولة العباسية و دينها بالنسبة للراديكالين أو بتفسيره السنى بالنسبة للمعتدلين . من السخف و الإدعاء ، . كما فعل بعض العرب و المستشرقين ، بأن هذه الصراعات كانت دينية ، فوقية و مستقلة عن الطبقات الإجتماعية و مطالبها . بل أنها ، كما سنرى ، وكما لاحظ انجلز " حركات و لدت من أسباب اقتصادية رغم انها كانت تحمل قناعاً دينياً " أحياناً شفافاً جداً ، لأنها لم تكن قادرة على مواجهة عدوها بدونه . وفى امكاننا اليوم تحديد الفرقاء الطبقيين لمعظم الفرق و الهرطقات التى تصارعت فى ظل الدولة الإسلامية من محمد إلى عبد الناصر
                  

08-18-2003, 03:17 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: Abdel Aati)

    من نقد السماء إلى نقد الأرض
    بقلم العفيف الاخضر

    الجزء الثالث

    موقف الشيوعية العربية الأولى من الدين ؟

    قبل ظهور المعارضة الشيوعية الإسماعلية ، واجهت الدولة الإسلامية معارضات إصلاحية تختلف راديكالية و اعتدالاًَ تبعاً لخليفتها الإجتماعية و الشروط الفعلية التى ولدتها .
    من بينها و ليس أكثرها أهمية ، حزب القدرية ، حزب الإختيار الذى رفع شعار : الإنسان مخير لا مسير .
    و الشر ليس قضاء و قدراً من اللله بل تقديراً من الحكام :
    " هؤلاء الملوك يسفكون دماء المسلمين ، ويأخذون أموالهم و يقولون :
    إنما تجرى أعمالنا على الناس بقدر الله تعالى " .
    ( معبد الجهمى ) .
    عبرت القدرية عن مصالح الإتقاء و الفقراء من رجال الدين تلاميذ أبى ذر الغفارى ، الذين هالهم ابتعاد السلطة الأموية عن بعض المبادىء السوائية فى الإسلام البدائى فكانوا لسان مصالح العامة و العناصر المدينية فى دمشق :
    من المثقفين المستنيرين ، أهل الصناعات و الحرف كما كانوا صدى لمطامح الموالى و القبائل العربية الضعبفة غير القريشية . هؤلاء جميعاً كانوا يطمحون لحكم دستورى يكونون هم أقوى منه لإستبداله عندما لا يخدم تصريح زعماء القدرية :
    " الامامة تصلح فى غير قريش . وإذا اجتمع قريشى و نبطى ، قدمنا النبطى إذ هو أقل عدداً و أضعف وسيلة ، فيمكننا خلعه إذا خالف الشريعة " .
    فى الخندق المقابل للقدرية تقف الجبرية : " الإنسان مسير لا مخير " ، الجبرية تنفى الممكن فى تعريفها للواقع و اعترافها به ، تحصر الإنسان فى المعطى : " وما أصاب من مصيبة إلا بأذن الله " . وتجعله أسيراً الوضع المقدور : " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " .
    و بذلك فهى فلسفة المحافظة على النظام
    - مثل الوضعية المعاصرة ! - ومناهضة التجديد ، الإصلاح و بالأحرى الثورة .
    أما عند القدرية فالواقع ليس قدراً مقدوراً بل امكانية ضمن امكانيات قابلة لتحقق التاريخى . مهمة الناس :
    اختيار الأمكانية الأنسب لمصالحهم و نفى الإمكانيات المناهضة لمصالحهم . لكن إذا تحققت هذه الأخيرة ، وهو ما حصل يتحقق سلطة بنى أمية ، فما العمل ؟
    هل تقبل الجماهير الوضع القائم باعتباره شراً ، و شر ما فيه إنه لا بد منه ، ( الجبرية ) ؟
    أم ترجا الحكم له أو عليه إلى يوم الحساب ( المرجئة) ؟ أما القدرية فتجيب :
    كلا ، علينا أن نتجشم تحريض الناس عليه .
    هكذا تكون القدرية حزباً ينقصه ، بالتأكيد ، التماسك ، الراديكالية القصوى ، التنظيم ، و البرنامج ، لكنه حزب ينقد الواقع و يطمح ليغير نحو الأصلح ، و بذلك يكون رائد الأحزاب الثورية اللاحقة فى العصر العباسى التى سوف لن تكتفى بمجادلة النظام القائم بالتى هى أحسن ( اللسان ) بل ستضيف إلى جدال اللسان جدال السيوف ، و جدال السيوف خير جدال !
    فشل المعارضات الإصلاحية فى تحقيق برانامجها ، الشروط الإجتماعية الجديدة ، أزمة النظام العباسى ، ضعف مركزيته وزوال هيبته شيئاً فشيئاً هيا الظروف للمعارضة الثورية الهادفة لا تلطيف جور النظام بل لقلبه .

    عبرت هذه المعارضات الهدامة عن نفسها مرة فى شكل تصوفى ( الحلاج ، زعيم الحلاقين ) ، ومرة فى شكل ردات أو حروب قومية و مراراً فى شكل انتقاضات مسلحة و ثورية حتى النهاية الممكنة .
    و هكذا الشكل الأخير هو الذى يهمنا الآن .
    الثورة الشيوعية الأم التى ألهمت كل الثورات الراديكالية ، فى العصر العباسى ، هى ثورة يابك الخرمى ( 201-223هـ ) .
    التى أندلعت رداً على حنث الثورة العباسية و تنكرها لبرنامجها .
    مساواة العرب بالموالى فى العطاء و الوظائف و العودة إلى أممية الإسلام البدائى لا يفرق بين عربى و اعجمى إلا بالتقوى . عملياً ترجم العباسيون مساواة العرب بالموالى بالمساواة بين الأرستوقراطية العربية و الفارسية . وأممية الإسلام بأممية التجارة .
    طوال 22 عاماً حرض دعاة الثورة نظرياً و علمياً جماهير الفلاحين الإجراء على الفتك بأصحاب الإقطاعات و الإستيلاء الجماعى على أملاكهم . كما حرضوا عوام المدن على الفتك بالتجار و نهب مخازنهم . كانت الثورة الخرمية طموحاً جسوراً لتقويض الأرستوقراطية السائدة العربية و الفارسية بثورة الجموع المظلومة من كل القوميات و المعتقدات و تشيد مجتمع جمهورى لا مكان فيه لاستغلال قومية لأخرى ، لإستغلال طبقة لأخرى ، لإستغلالالرجل للمرأة ولا مكان فيه للقومية أو للدين و تحاريمه ، شعاره :
    " اباحة االنساء على الرضى منهن و اباحة كل ما يلذ النفس و ينزع إليه الطبع ما لم يعد على أحد بضرر " ( المقدسى - أنظر الحركات الفكرية فى الإسلام بندلى جوزي ) .

    سنجد هذا الإتجاه الجمهورى ، السوائى egalitaire و العلمانى فى الحركات و الثورات الإسماعلية ( الباطنية).

    العديدة و الراديكالية ، بدرجات مختلفة ، من القرمطية الى الفاطمية مروراً بالحشاشين و الدروز ( الموحدين ) و الزبدية اليمنية .
    لأن الحركات الإسماعيلية غلطت ، مكاناً ، مساحات شاسعة تمتد من البحرين شرقاً إلى المغرب غرباً . وغطت زماناً ، ثلاثة قرون . وضمت تجمعاً طبقياً أممياً عريضاً و تأثرت بجميع الملابسات الظرفية ، فإنها كانت تنطوى على أجنحة متعددة تختلف راديكالية و اعتدالاً باختلاف المكتن و الزمان و النوعية الإجتمعية للفئات المعينة . ولكن مما ريب فيه أن الجناح الفارسى للحركة كان أقصى يسارها خاصة فى الموقف من الدين . وهو موقف أقرب إلى العقلانية و ابعد عن قتل الجسد و احتقار المادة ، تماماً كما لعب نفور الجزير العربية من طقوس الإسلام خاصة الزكاة دوراً فى تجدير الجناح القرمطى للحركة و نجاحة فى البحرين
    منظر الحركة الإسماعلية الأول هو عبد الله أبن ميمون . وكان عقلانياً لامعاً مطلعا على جميع الفلسفات و الأديان , ولا شك أنه ترك بصماته على الحركة من مبتدئها إلى منتهاها ، وهو القائل :
    " أن الأئمة و الأديان و الأخلاق ليست إلا ضلالاً و سخرية " .
    أهم ما اعطت الأسماعلية :
    " الدولة الفاطيمية ، الجمهورية القرمطية فى البحرين ، حركة الحشاشين فى فارس و سوريا إلخ .
    وانجبت على الصعيد الفكرى مدرسة أخوان الصفاء التى يمكن تشبيهها بفلاسفة عصر الأنوار ، وأثرت قليلاً أو كثيراً فى ألمع الشعراء و الفلاسفة العرب الذين عايشوها : المتنبى ، المعرى ، أبن هانئ ...
    ليس من الصعب الحدس بأن الإسماعلية التى حللت الدين تحليلاً تاريخياً نقدياص وردت للفلسفة أعتبارها قد لاقت هوى فى نفوس المفكرين اللامعين . فقد أشار المقريزى إلى أن الإسماعلية ترى أن الشرائع لم تكن إلا لتقليد العامة و صيانة المصالح الدنيوية للخاصة من الحكام وذوى السلطان ، إما المثقفون فلا حاجة لهم بها .
    كما أنه من السهل كذلك افتراض أنها صادقت هوى فى نفوس العرب ( خاصة البدو ) الذين لم يعتنقوا الإسلام إلا خوفاً أو طمعً ولم تفسح لهم الأرستوقراطية الحاكمة مكاناً بينهما ، وفى نفوس الشعوب الوثنية الأخرى التى لم تدخل الإسلام أصلاً أو دخلته لدفع الإضطهاد الدينى و الإجتماعى . ولعل المعرى عبر على هوى هؤلاء بقبوله :
    أن الديانات ألقت بيننا إحنا وعلمتنا أفانين العدوات :
    وهل أبيحت نساء الروم للعرب إلا بأحكام الديـانــات ! وهناك قرابة بين عبادة العقل الإسماعيلية و الوثنية التى كانت دين الناس الأحرار و غير المحرومين . على عكس الديانات شبه التاريخية .
    أمام استبداد الدولة الإسلامية التى استعدت من حقل نظرها كل معارضة أو حتى أعتراض . لم يستطيع الحزب الإسماعيلى إلا أن يكون حزباً سرياً .
    و بالنتيجة بيرقراطياً شديد وعديد المراتب :

    7 مراتب آخرها الإلحاد و الأباحية الكاملة .
    الحزب الأسماعلى حزب طليعى غير مفتوح إلا للكوادر التى تعرف القراءة و الكتابة و تتمتع بدرجة معينة من الوعى النقدى ازاء الأيديولوجيا العادية و النظام االقائم . وللحزب ما يمكن تسميته بمدرسة كوادر يجذر فيها وهى المنتمين الجدد و يزودهم بمعلومات مراتبية عن برنامج الحزب وموقفه من قضايا الدين و الدنيا .
    أما الجماهير المختلفة ، التى كان الإسماعليون يسمونها :
    " العميان " و " الحمير " و "عبدة الأوثان " اشارة إلى تقديس الحجر الأسود و الكعبة ، فلم يكن لها فى حزبهم الأصطفائى مكان .
    لم يعد اليوم شك فى أن الإنتماء للحزب الأسماعلى كان معياره ، على العموم ، طبقياً لا شعوبياً : " عندما بدأ التمايز العنصرى بين العرب و الموالى يزول شيئاً فشيئاً ويحل محله التمايز الإقتصادى بين أصحاب الإمتيازات و المحرومين منها أصبح الشيعة الثوريون لا يمثلون الموالى وحدهم بل أصبحوا لسان حال الطبقات المظلومة كلها , فأصبح زراد شيتو الطبقات العليا من الفرس سنة وبقوا على امتيازاتهم ، وحى من ظل من إمضائها على زراد شستيته فإنه لم يكن أقل حقداً من العرب على المتطرفين ، واعتنق فقراء عرب العراق و سوريا و البحرين الأفكار الشعبية المتطرفة " .
    ( برنارد لويس : اصول الإسماعلية ) .
    لم تقف الأديولوجيا الأسماعيلية عند حدود نقد السنة ، بل مدت السلاح نقدها إلى الإسلام نفسه ثم إلى جميع الأديان المنسوبة إلى السماء .
    الهرطقات الإسماعيلية كانت أما ملحدة وأما على مشارف الإلحاد تقول بالحلول و التحلل :حول الله فى إمام الزمان الثائر .فى الإنسان ، و بالتحليل من طقوس افسلام ، من أوامره ونواهيه مستبدلة الوحى الإلهى بنور العقل البشرى ، و المتعصب الدينى بالتسامح الفلسفى ، وقتل الجسد بالتحاريم الطقوسية بالعودة إلى ما اسماه هيجل " حالة الشعوب السعيدة " ، الشعوب اليونانية الوثنية التى كانت تمارس ، بدون شعور بالألم .
    بدون ضمير معذب ، كل ما يلذ للنفس و يميل إليه الطبع ، أخيراً كشفت أن سيطرة الدين هى دين السيطرة . يمكن تكثيف البرنامج الإسماعيلى على النقاط التالية :
    · إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ( الأرض ) وتوزيعها مجاناً على الفلاحين الفقراء .
    · المساواة بين الرجل و المرأة مساواة كاملة .
    إلغاء تعدد الزوجات .
    · الإطاحة بالنظام السائد الزمنى و الروحى :
    إقامة دولة علمانية على إنقاص الدولة الأتوقراطية التى لا يتحقق الهدف النهائى لحركتهم إلا بتقويضها .
    لم يكن هذا البرنامج الثورى تعبيراً عن الحد الأقصى من مطالب الموالى ، الفلاحين ، البورجوازية الصغيرة الكادحة : أهل الصناعات و الحرف خدم المنازل البدو العمال و الانتيلجانسيا العقلانية و حسب بل كان استباقاً عبقرياً لأكثر من مطلب فى المشروع الثورى الشامل للبروليتاريا العربية الحديثة من الطبيعى أن يكون الإسماعيليون هفاً مفضلاً لإضطهاد الدولة الإسلامية الوحشى التى كانوا هاجسها الأول . فقد قتل أحد أمراء خرسان ، فى أقل من ثلاث شهور ، :
    " منه ألف من الباطنية ( الإسماعيلية) وبنى برؤوسهم بالرى مناراً إذن عليه المؤذنون " ( البغدادى ) .
    لم يكن موقفهم من الدين و حسب بل إن برنامجهم الإجتماعى هو الذى يوفر بالحقد عليهم و اللعر منهم صدور الأرستوقراطيات الحاكمة . تستشفذلك من خلال ردود رجال الدين و المؤرخين السنة عليهم : " أن اضرار الاسماعيلية على الإسلام أعظم من أضرار اليهود و النصارى و المجوس .. بل أعظم من مضرة الدهرية و سائر أصناف الكفرة ، بل أعظم من ضرر الدجال الذى يظهر فى آخر الزمان " الفرق بين الفرق ) .
    أقصى اتهام توجهه سلطة اتوقراطية لمارق هو الدهرية ( الإلحاد) .
    فلماذا اعتبر الإسماعيلية أشد خطراً من الملحدين بل حتى من الدجال ..إذ لم يكن مشروعهم الثورى برمته لا إلحادهم و حسب هو الذى يقض مضاجع الحكام و خدمهم من الفقهاء و المؤرخين . لقد وعوا أن التطرف الدينى عند الشيعة الثورية يعكس تطرفها الإجتماعى .
    ليس هناك فوارق حاسمة من حيث التركيب الإجتماعى ، الأيديولوجيا أو التنظيم لمراتبى للحزب القرمطى أو الموقف من الدين بين الفرع و الاصل الإسماعيلى .
    لكن أهمية القرامطة تكمن فى أنهم شكلوا امتحاناً للأيديولوجيا الإسماعيلية لأنهم و صلوا إلى السلطة من جهة ولأنهم ، من جهة أخرى ، كانوا الجناح العربى الخالص للهرطقة الإسماعيلية .
    تعزو الرجعية العربية منذ قرون جميع الهرطقات الثورية إلى مؤامرة شعوبية مويورة تريد أن تثأر لقوميتها و دينها من العرب و دينهم .
    كما لو أن الوعى العربى مطعم بلفطرة ضد المشروع الثورى الشيوعى .
    هيكل " الأهرام " أحد و ابرز الذين ما زالوا يعزفون إلى اليوم على هذا العود المتأكل . وعلى العموم تقوم دعاية الثورة المضادة العربية المعاصرة على غرغرة اسطوانة :
    " الأفكار الهدامة مستوردة " ، الشيوعية و الإلحاد غريبان عن المزاج العربى " .
    هذه البضاعة الرديئة تبور عندما تواجه بواقعة القرامطة لأمر ما بدأت الأقلام الأجيرة ، التى تنفق عليها السعودية و الأرامكو - نعم شركة الأرامكو التى يهمها جداً الدفاع عن الإسلام -، منذ 1969 تتذكر القرامطة باللعنات ، تسجالهم كما لو كانوا معاصرين ، وتنبش عن مساوئهم فى مزبلة " فضائح الباطنية " للغزالى . وتطبع على ورق مصقول و تبيع بسعر معقول ، تعميمات أبن الجوزى ضدهم . لماذا لأن الشبح القرمطى الذى لم يمت و إنما اختفى مؤقتاً ، عاد أكثر عدداً وعدة ، ومن جديد بدأ يرود حول آبار البترول وحول القصور الساهرة قلقاً .
    فماذا فعلت الجمهوررية القرمطية فى النصف الثانى من القرن الثالث ؟
    حطت من على كاهل الجماهير فرائض الإسلام و طقوسه . وسواء صحت القصيدة التالية التى ينسبها الخزرجى للقرامطة أو كانت مجرد سجال ضدهم ، فإنها تعبر ، عموماً ، عن وجهة المشروع القرمطى الثورى عيد له بداية لكن ليست له نهاية :
    خذى الدف يا هذى واضربى وغنى هزاريك أثم اطربى
    تولى نبـى بنـى هاشــم وهذا نبي بني يعــرب
    لكل نبى مضـى شرعــه وهذى شريع هذا النبى:
    فقد حط عنا فروض الصلاة وحط الصيام ولم يتعب
    إذا الناس صلوا فلا تنهضى وأن صاموا فكلى وإشربى
    ولا تطلبى السعى عند الصفا ولا زورة القبر فى يثرب
    ولا تمنعى النفس من معرسين من الأقربين أو الأجنبي
    .. .. .. .. .. .. .. .. .. وما الخمر إلا كما السماء فقدست من مذهب.
    جوهر المشروع القرمطى ، كجوهر كل مشروع ثورى : الإنسان هو جدر الإنسان نفسه . والإنسان يصنع الدين و الدين لا يصنع الإنسان . ولهذا أنكر " الرسل و الشرائع كلها . ( الفرق بين الفرق ) .
    تأول القرامطة : " لكل ركن من أركان الشريعة تأويلاً يورث تضليلاً ، فزعموا أن معنى الصلاة موالاة أمامهم ، الحج زيارته زادمان خدمته ، الصوم الإمساك عن افشاء سرهم (...) وزعموا أن من رف معنى العبادة سقط عنه فرضها " الفرق ..) قضوا أيضاً على الحج و طقوسه اللاإقتصادية حيث تتلف ، لغير حكمة ، كميات هائلة من ألبل تصل أحياناً إلى خمسين ألف بعير . و الأبل كانت بالنسبة للنشاط الإنتاجى يومئذ ، بمنزلة أسرع وسائل النقل اليوم ، واللاعقلانية حيث ينحط الإنسان إلى ممارسة شعائر عبثية :
    كرمى الجمار ولئم الحجر ولهذا أقاموا الحجر الأسود و قتلوا الحجيج سنة 312 أخذاً بثأر أسراهم الذين فتك بهم المعتضد . ولما غزا أبو طاهر الكوفة فى نفس العام حول سجدها إلى اصطبل لخيله .
    بعد أن نسفوا قائمة التحاريم الدينية تركوا للإنسان الذى استرد ذاته بعد أن ضيعها أن يقرر مصيره فى حياته اليومية بغير حدود الا حدود حرية مماثلة فى تقرير مصيرهم و حدود الممكن التاريخى الذى كان عصر، لغياب التقدم التكنولوجى ، ضيق الهامش .
    استئصال الأوهام الدينية مشروط باستئصال الأوضاع الإنسانية البائسة التى تحتاج إلى الأوهام الدينية . لهذا مكنت السلطة القرمطية المجتمع كله من السيطرة على الثروة : ألغت الخراج على الأرض و الضرائب التى كان يدفعها الملاك الصغار و العمال .
    كونت التعاوينات الزراعية و الحرفية . حررت الأقنان و منعت الرق ، الذى يمنع السعودية أسماً إلا فى عام 1964 أممت التجارة الخارجية ، ألغت النقود الفضية و الذهبية ساوت المرأة بالرجل واعطتها الحق فى العمل كضمانات مادية لاستقلالها الفعلى عن الرجل و مساوتها الحقيقية له . و باختصار فإن " كل شئ ، كما يقول الرحالة الفارسى ناصر خسرو الذى عاش بيننهم عاماُ ، كان مشاعاً إلا السيوف و الأسلحة " .
    ما أنجزته الثورة القرمطية العربية فى القرن العاشر للميلاد لم تنجزه الثورات البيروقراطية العسكرية العربية فى القرن العشرين !
    وأخيراً للتذكير ، أن الذكرى قلماً تنفع المنظمات البيروقراطية الراهنة التى تتناسب أهميتها الأيدلوجية و العلمية عكساً مع عددها ، نذكر أن الثوريين القرامطة أسوا النقابات أو على الأقل حسنوا تنظيمها ، وتغلغلوا فيها بنظريتهم و منظريهم و جعلوا منها لجمع عمال الأمبراطورية العربية ، لأعمال هذه العشيرة أو تلك كما يفعل الماركسيون اللينينون العرب اليوم فى قوة منظمة ، واعية نظرياً بأهداف الحركة ومسلحة لقلب الخلافة الإسلامية و تشييد مجتمع جديد من الطراز القرمطى الشيوعى على أنقاضها .
    من الثوارات الشعبية المسلحة التى لابد من الإشارة إليهها و أن كانت صلتها بالأسماعيلية ليست واضحة بل ، على الأرجح ، معدومة : الثورة الزنج ( 255-270 هـ ).
    كانت هذه الثورة حصيلة لقاء بين الإنسانية المفكرة و افنسانية المتألمة ، لقاء بين قيادة على بن محمد ، صاحب الزنج ، الذى كان حساساً لبؤس الجماهير كما كان فاقداً للأمل فى العثور له على مكان - هنا إذا غفترضنا أنه فكر فى الأمر جدير بطموحه فى قلب النظام الرسمى . على أن القليل الذى نقله إلينا المهرجون الرسميون من أقواله و أشعاره يدل على إنه كان ثورياً راديكالياً يجد تحقيق ذاته فى السير على رؤوس الملوك :
    وإنا لتصبح اسيافنا إذا ما إنتضينا ليون سفوك ،
    سنابرهن بطون الأكف وأغمادهن رؤوس الملوك.
    وفى دق أعناق مضطهدى العبيد و العمال . ولقاء بين الجماهير الزنوج ، العمال الزراعيين ، غلمان لدبابيس و التمارين ، خدم المنازل و جماهير البدو ، التى يئست من النظام و ملت حياة العبيد . كل هذه الجموع كانت خارج دائرة المجتمع الرسمى .
    كانت لا فقط بدون أملاك و بدون امتيازات بل كانت محرومة حتى من لذتى البطن و الفرج .
    كان الزنج يأكلون سويق الشعير و محرومين جنسياً : " لم يكن الزنج ذوى زوجات وأولاد بل كانوا ، على هيئة الشطار عزابا ".
    ( تاريخ أبن أبى الحديد ) . إذن لم يكن يشدهم إلى المجتمع القائم أى رابطة إلا رابطة أثقال الحديد التى كانت توضع فى أرجلهم لكى لا يفروا من جحيم العمل فى كسح سباخ البصرة .
    أى غرابة ، فى مثل هذه الشروط ، أن يكون الزنج ، خلال المعارك ، قد أكلوا من لحوم سادتهم و أعدائهم !
    إذا كان الزنج هم جمهور الثورة تسمت بأسمهم ، فقد كان إلى جانبهم ، فضلاً عن ألصنناف المذكورة أعلاه ، المالكون الصغار من العرب الذين انحطوا ، تحت أعباء الضرائب و بسبب الالجاء إلى درك إجراء شبه اقنان على أرضهم ذاتها .
    من الوارد ، المؤرخون الرسميون جازمون ، أن على بن محمد قائد الثورة كان ملحداً أو حلولياً . لكنه مع ذلك استخدم الدين تبريراً لتحريض الزنوج و العبيد على الفرار من سادتهم و الإلتحاق بثورتهه ، معلناً لهم أن الله وضع نهاية للرق بقوله :
    " أن الله قد اشترى من المؤمنين أنفسهم و اموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون وعداً عليه حقاً فى التوراة و الإنجيل ..." و كتب الأية على لواء حريرى .
    لا شئ فى هذه الأية يفيد أنها الرق . والإسلام .
    كما هو معروف . لم يلغ الرق وعلى بن محمد الميقف الالمعى لا يجهل ذلك . لعذا أول الأية " تأويلاً يورث تضليلاً " على النو التالى :
    " بأن المؤمنين . قد اشتروا أنفسهم ، لم يعودوا بعد عرضة للرق و العبودية " .
    " وهى لعبة ماهرة منه إذ تمكنه على أساس الأية أن يقول أن الزنج و أسيادهم سواسية .
    استخدم الدين أيضاً لتبرير ضرب أعناق كبار الملاك العقاريين فقد كان يقرأ على مسمع أسراه منهم حيثيات حكم أعدامهم : " قد أردت أن أضرب أعناقكم لما كنتم تأتوون لهؤلاء الغلمان الذين استضعفتموهم ، وفعلتم بهم ما حرم الله عليكم أن تفعلوه بهم . وجعلتم عليهم مالا يطيقون " ( الطبرى ) .
    لكن مع ذلك اصطدمت جماهير الزنج ، التى لا شك أنها كانت فى مجموعها واقعة تحت أسر الإعتقاد الغيبى ، بالدين . فالمؤرخ الملطى يروى أن الزنج احرقوا المصاحف التى كانت تقاتلهم مع سيوف سيادتهم . أبن الرومى بسير فى قصيدته الطويلة إلى أن الزنج انتهكوا محارم الإسلام :
    أى نوم بعدما انتهك الز نج محارم الإسلام
    هناك معاينة تعد فى عداد الثوابت التاريخية لتواترها فى كل العصور :
    حتمية أصطدام الثورة ، حتى النى تنطلق فى احتجاجها بصدق من الدين ، بالدين . الدين ، عموماً احتجاج عن البؤس و يبرير له ذات الوقت . إلا أنه ما أن يتجسد فى مؤسسات حتى يتضاءل ثم يضمحل صوت الإحتجاج على البؤس لصالح تبريره و محاولة إدخاله إلى سريرة البائسين لكى يحملوا أغلالهم من الداخل . الثورة التى تزيد ، بماهيتها ، وضع الحياة اليومية على مدعيها ، لا يستطيع إلا أن تشتبك مع الدين الذى يبرر الوضع الراهن ، هذا الوضع الذى جعلت الثورة من قلبه مبرر انفجارها يقر الدين بضرورة وجود المراتب و الطبقات العليا و السفلى " وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات ".
    وبضرورة الفوارق الطبقية :
    " وفضلنا بعضكم على بعض فى الرزق " و البيل الوحيد الذى يقدمه للدرجات الديا و المفضولين فى الرزق هو حث الأغنياء و الحكتم على الإحسان إليهم و الفق بهم .
    بينما الهدف النهائى للثورة الإشتراكية هو إنهاء استغلال الإنسان للإنسان و حكم طبقة لأخرى .
    و الدين ، أخيراً ، يعلم الطبقات المسحوقة اخلاقيات العبيد بحثهاعلى الأذعان و الطاعة أطيعوا الله و أطيعو الرسول وأولى الأمر منكم ... من ضربك على خدك الأيسر فادر له خدك الأيمن ..لتلقى مزيد من الصفعات . والثورة تمرد على شروط و أخلاق العبيد .
    ومن ثم فهى تقتص من الظلم و الظالمين الآن وهنا وفوراً .
    وهكذا تجد نفسها ، عن شعورمنها أو عن غير شعور ، فى صدام مع الدين و رجاله .
    لأنها برفضها أرجاء الحساب ليوم الحساب ، يرفضها الوعد و العزاء الدينيين ترفض و ظيفة الدين و جوهرة نفسه .
    وللإسلام خصومية ، بين أخرى ، تجعل اصطدامه بالثورات الراديكالية لا مفر منه : ذلك أنه كان منذ ظهوره دنيا و دولة بينما فى المسيحية الأصلية الكنيسة مفصولة عن الدولة .
    وهكذا فالمروق على الدولة .
    فى الإسلام مروق على الدين .
    والكفر بالخليفة بالله . ولهذا كتب الموفق إلى قائد ثورة الزنج يدعوه " إلى التوبة و الأنابة إلى الله " أى إليه .
    لأن سلطة الخليفة من سلطة الله . وليس هناك حدود فاضلة بين الدينى والدنيوى فعصر الخلفة له حرمة اللسجد الحرام.
    "الملوك تحتمل كل شئ الا ثلاث خلال : افشاء السر .
    والقدح في الملك "الخليفة المنصورا .
    فالدين .مفتاح السماء الشرقية ، ليس ، مثلما هو في الغرب المسيحى ، انعكاساً للتنظيم المراتيبى ، لتبرير بطش الدولة المركزية . لإستغلال و أغتصاب وقت و ابداعية الطبقات المنتجة و حسب .
    بل هو أيضاً و خصوصاً شرط انتظام المراتب و استمرار الإستغلال .
    الدين يضمن الدولة بسلطان قداسته ، و الدولة تضمن الدين بسلطان سيفها .
    وهكذا فما أن يمتشق الثائرون السيوف فى وجه الدولة الأرتوقراطية حتى يتحررون ، بالنصف على الأقل من دينها ، لأن سيطرتها تصبح أمام وعيهم ، مهما كان جزيئاً ، بدون أسرار . فهى ، مجرد ما أن ثاروا عليها لم تعد تسيطر عليهم بقوة السماء بل بقوة السيف .
    و السيف بالسيف يقرع ! هكذا تفهم سر اصطدام ثورات العامة التى كانت على العموم رغم بعض الفلتات الجريئة واقعة تحت أسر الإعتقاد الغيبى بالدولة و بالدين .
    لكن هذا الإصطدام العفوى ، يظل ، ما لم يصبح واعياً و منظماً ، جزئياً و قابلاً بالتالى للإسترداد .
    فى الواقع لم تكن شروط العصور الوسطى تسمح لسواد الشعب بوعى الخدعة الدينية . لم يكن التقدم العلمى و الإكتشافات شفافة ، مفهومة أو قابلة للفهم . لنتخيل المستحيل :
    جماهير الزنج تبعث اليوم فى نفس البصرة لتشاهد القليل فيها من جانب التكنولوجيا التى تخطت عملياً اجراً ما كان يستطيع ساحر جرئ أن يقدم عليه فى الوهم :
    ترى ماذا سيبقى من اعتقداتهم الغيبية ! القليل !
    إذن لم يكن مستطاعاً فى شروط ذلك العصر الذى كان الدين " نظريته الشاملة ، موجزه الموسوعى ، منطقة فى شكله الشعبى (...) سلواه و تبرير " (ماركس ) ، ودرجة تقدمه المادى أن تكون الأيديولوجيا الثورية فى شكل دنيوى لا دينى لأنها لم تكن تستطيع التغلغل فى الوعى الشعبى البسيط و السريع التصديق إلا إذا تجلت له تحت شكل دينى .
    لذلك اخترعت القيادات الثورية دينا جديداً : ( الإيمان برسالة أمام الزمان الثائر بدلاً من الإيمان برسالة محمد ) ، يدفع العامة إلى الثورة على صانعى بؤسهم فى مقابل دين الدولة المعادية الذى يدعوهم إلى الإذعان وارجاء العقاب و الثواب إلى يوم الحساب !
    لكن الأيديولوجيا الثورية كانت تخفى ، تحت ألفاظ الموسوعة الدينية للعصر و التأويل الباطنى للإسلام ، هرطقتها العميقة التى تجلت ، رغم ألفاظ التقية ، فى فكرها المتحرر ، فى تأويلها و نبذها لشعائر الدين الخارجية وفى ممارستها الثورية التى لم تكن تتقيد كثيراً ودائماً بالقناع الدينى : ممارسة القرامطة و ممارسة قائد الحشاشين العظيم الحسن الصباح بقلمه الموت عندما أعلن " يوم القيامة " أى إلغاء الشريعة : " إلغاء الحسن الصباح للشريعة الإسلامية كان موجهاً ضد العناصر الإقطاعية فى الأرض الأسماعيلية الذين كانوا مخلصين للإسلام السنى و معادين للمساواة الإجتماعية " ( برنارد لويس : أصول الإسماعيلية ) .
    لم تكن القيادات الثورية ، ألا نادراً ، تعلن إلحادها الصريح و مفهومها المادى للعالم الالكوادر الحزب و مراتبه العليا التى آخرها الإلحاد .
    كانت ،للتتمويه على العد، تستعمل التقية ،اى التمويه .وتستخدم التاويل استدراجا لجماهير العوام نحو المادية المقنعة بطلاء مثالى ، مستخدمة أحياناً ، كما فى ثورة الزنج ، سلاح الإسلام ضد الأرستوقراطية . لكن الأرستوقراطية ، بمساعدة رجال دينها ، استخدمت بفاعلية أكثر سلاح الإسلام المتكيف و القابل للتكيف مع الأنظمة الجلادة ، استخدمته لسحق الثورة ، حرق دعاتها ، جماهيرها و قادتها و تقطيع أيديهم و أرجلهم من خلالاف ، كما فعل المعتمد بيحيى بن محمد البحرانى أحد قادة ثورة الزنج إذ : " ضرب بين يدية مئة سوط ثم قطعت يداه ورجلاه من خلاف ، ثم خبط بالسيوف ثم ذبح ثم أحرق " (الطبرى ) تحريض الدولة وائمة مساجدها ضد إلحاد القيادات الثورية كان واسع النطاق .
    وبعض ممارسات هذه القيادات كانت ، بكامل الوضوح ، لا تعبر عن إيمان صادق بالإسلام .
    ومع ذلك فهذه القيادات كانت جماهيرية . فهل كانت هناك فئات ، شكلت قاعدة ثابتة لهذه الثورات ، " يستهويها ، على حد قول الغزالى ، الإلحاد فضائح الباطنية ؟
                  

08-18-2003, 04:05 PM

HOPELESS

تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 2465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: Abdel Aati)

    الاخ ودقاسم
    الاخوه المتداخلون
    تحيه طيبه واحترام

    ودت أن اجلب ااحدي مداخلات الدكتور بيان في احدي مداخلاتها لاحد البوستات الاخري واظنها تعنى بهذا الأمر لما فيها من رد يستوفي ما نبحث عنه وقد كفاني احد المتداخلين هذا العمل بجلبها
    واضيف عليها ما جا في جريده الشرق الاوسط حول
    تجديد الفكر الإسلامي يتطلب نهوض العلماء بالاجتهاد في علوم الدين
    جريدة الشرق الأوسط 08/08/2003
    القاهرة: «الشرق الأوسط»
    شغلت قضية تجديد الفكر الاسلامي بال كثير من العلماء والمفكرين الاسلاميين خاصة عندما نستمع الى كل ما يقول دعاة «الجمود على الموجود» والى ما ينبهون إليه من محاذير الاندفاع وراء دعوات التجديد.
    «الشرق الاوسط» طرحت هذا التساؤل على بعض العلماء والمفكرين في مصر، هل نحن في حاجة الى تجديد الفكر الاسلامي؟
    يقول الدكتور احمد الطيب مفتي مصر: التجديد ضرورة ذاتية أو خاصة لازمة لرسالة الاسلام التي تتميز بأنها رسالة جاءت صالحة لكل زمان ومكان وان صلاحيتها هذه تؤكد خصوصية أخرى هي «المرونة والحركة» في نظرتها الى طبيعة الانسان الروحية والمادية، إذ تفرق فيها بين ما يكون ثابتا على الزمان ولا يشكل للناس عنتا ولا حرجا اذا ما طالبوا به وبين ما يتغير في حياتهم مما لا يستطيعون له دفعا.
    ويتابع الدكتور الطيب: القدرة على التجديد أو التجدد الذاتي هو التعبير الدقيق على خاصية «المرونة» هذه وهو الوجه الآخر لمعنى صلاحية الاسلام لكل زمان ومكان ولولاه ما استطاعت هذه الرسالة أن تنتشر في الشرق والغرب بين أمم تتغاير فيما بينها تغايرا جذريا في شتى مناحي الحياة.
    ويضيف مفتي مصر: لو ان رسالة الاسلام صيغت في شكل بنود ومواد ثابتة لا تقبل التجديد لما كان لعموم الرسالة أي معنى أو مضمون محصل بل ولفقدت كل مبرراتها في نسخها للشرائع السابقة عليها اللهم الا اذا افترضنا انها رسالة تتضمن ثوابت فقط من أمور العقيدة والاخلاق وحينئذ يؤول الاسلام الى رسالة روحية لا شأن لها بمعاش الناس وحياتهم على ان خطاب القرآن الكريم بـ«يا أيها الناس» هكذا مطلقا لا يستقيم فهمه إلا في اطار صلاحية الخطاب للتجدد مع تجدد الأزمان والأحوال فالتجديد وعموم الرسالة وجهان لعملة واحدة.
    ويؤكد الدكتور الطيب ان «التجديد بهذا الشكل لا بد ان يسير في خطين متوازيين، أولا تجديد الخطاب الاسلامي المعاصر انطلاقا من القرآن والسنة أولا وبشكل أساسي ثم مما يتناسب مع خطاب العصر من كنوز التراث بعد ذلك، وليس المطلوب بطبيعة الحال خطابا شموليا خاليا من تعدد الآراء ووجهات النظر، فمثل هذا الخطاب لم يعرفه الاسلام في أي عصر من عصور الازدهار أو الضعف، وانما المطلوب خطاب خال من «الصراع» ونفي الآخر وادعاء الحقيقة في رأي ومصادرتها عن رأي آخر مماثل. ثانيا الانفتاح على الآخرين، علمانيين أو غيرهم بهدف استكشاف عناصر التقاء يمكن توظيفها في تشكيل إطار ثقافي عام يفيد منه الاسلاميون أولا قبل غيرهم خاصة في التغلب على المرض المزمن الذي يستنزف طاقة أي تجديد واعد ويقف لنجاحه بالمرصاد وأعني به: الانقسام التقليدي إزاء «التراث والحداثة» الى تيار متشبث بالتراث كما هو وتيار متغرب يدير ظهره للتراث وتيار اصلاحي، وهذا الانقسام في حد ذاته أمر طبيعي وظاهرة مقبولة، لكن غير المقبول وغير الطبيعي ان يتحول الموقف من مواجهة خارجية الى صراع داخلي يترك الساحة خالية لفرسان أجانب يسحقون الجميع».
    ويوضح الدكتور الطيب ان من الملاحظ في تجربة القرن الماضي ان أصحاب التيار الأول كانوا يراهنون على ان بالامكان العيش في اطار التقليد الضيق الموروث عن سلفهم بايصاد الأبواب في وجه أمواج الحضارة الغربية وثقافتها المتدفقة غير ان اصرارهم هذا لم يحقق لهم الاهداف المرجوة وما لبثوا ان تراجعوا دون ان يهيئوا المجتمع لان يتعامل مع المتغيرات العالمية بأسلوب مدروس وكانت النتيجة ان اصبح المجتمع أعزل أمام ثقافة الغرب.
    ويتابع الدكتور الطيب حديث قائلا: والشيء نفسه يمكن ان يقال عن المتغربين والتنويريين في أحدث التسميات والذين أداروا ظهورهم للتراث ولم يجدوا حرجا في الاستهزاء به والسخرية منه وكانت النتيجة ان ادارت جماهير الأمة ظهرها لهم بعدما تأكدت انهم لن يعبروا عن آلامهم وآمالهم وكانوا دائما كمن يغرد خارج السرب وهؤلاء خسروا المعركة أيضا ولم يحلوا مشكلة واحدة من مشكلات مجتمعهم ان لم نقل انهم زادوا الأمور ظلاما على ظلام، أما التيار الاصلاحي «الوسطي» فإننا نحسبه التيار المؤهل لحمل الأمانة والجدير بمهمة «التجديد» الذي تتطلع إليه الأمة وهو وحده القادر على تجديد الدين لا تشويهه أو إلغائه، لكن بشرط ان يتفادى صراع الاستنزاف من اليمين ومن اليسار.
    أما المفكر الاسلامي الدكتور احمد كمال ابو المجد وزير الاعلام المصري الاسبق فيؤكد ان الاطار الذي ينبغي ان تجري في نطاقه قضية التجديد ان يظل التجديد تجديدا في «فكر المسلمين» وتطويرا له، لا خروجا على شيء من ثوابت الاسلام ولا تحريفا لاحكامه وانفلاتا من مبادئه وقيمه.
    ويتابع الدكتور ابو المجد حديثه قائلا: ان التجديد الذي ننشده يتمثل في أمر اساسي ـ ازعم ان وعي غالبية الأمة لم ينهض إليه ولا الى قريب منه ـ مشيرا الى «اننا لم نستوعب بعد حجم التغير والتطور الهائل الذي يحيط بنا وما زال ايقاعنا أشد بطشا بآلاف المرات من ايقاع الدنيا من حولنا، وهذا الوضع لا خلاص منه إلا بالتخلص منه بأن يتجدد فينا الاحساس بالزمن من حولنا وان يتجدد الوعي بكل ما يدور لان هذا هو الذي يمثل حجم التحدي ولننطلق بلا مخاوف ولا شكوك نجدد الفكر ونعمق الرؤية بكل ما هو جديد ونطور خطابنا الديني حتى يلقى آذانا صاغية وقلوبا واعية ونمارس الاجتهاد الفقهي في جسارة وثقة، ولنذكر ان البديل الوحيد لهذا هو ان نبقى حيث نحن قانعين بالتبعية والتخلف تمر بنا مواكب الأمم والشعوب تحمل القيادة وتمارس السيادة ونحن نكتفي باعلان السخط والرفض والانكار.
    ويقول الدكتور ابو المجد: نحن نعرف كما يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى ان الفقه كله وان العلم كله والاجتهاد كله في الأمم قديمها وحديثها يتمثل في أمور ثلاثة: معرفة الحق ومعرفة الواقع وتنزيل أحدهما على الآخر، فالحق لا يتغير في قواعده الكلية وفي اطاره العام وفي مقاصده الكبرى ولكن الوقائع التي يتنزل عليها هذا الحق تتغير فتكون النتيجة النهائية متغيرة، ولذلك وجدنا الفقهاء ذوي الاقدام الثابتة في الفقه والعلم يتحدثون عن تغير الفتوى باختلاف الأزمنة والأمكنة والاحوال بل ان الذي يقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم سيجد أمرا عجيبا ان أناسا بافرادهم يسألونه صلى الله عليه وسلم سؤالا فيجيب هذا بجواب ويجب هذا بجواب ويجيب الثالث بجواب والحق هو هو والرسالة هي هي، ولكني حين اخاطب ضعيفا يختلف الأمر عما اذا خاطبت قويا وحين اخاطب شخصا في ظرف معين يختلف الأمر، فالفقه هو كل هذا تنزيل الحق على الواقع واذا تغير الواقع كان للفقه نظر وهنا يبدأ الاحتياج الى الفقيه، فقيه العقل وفقيه القلب الذي يعرف الواقع كما يعرف الحق.
    وشدد الدكتور ابو المجد على انه ما لم يسترد العقل المسلم المعاصر عند الفقهاء وفي الثقافة الاسلامية العامة القدرة على ان يغير ايقاع فكره وان يسرع في ملاحقة ما يجري فسيظل المسلمون متخلفين ينتحرون بالاسلام وأنا اقول: من أراد ان ينتحر فلينتحر وحده وليترك الأمة تتحرك.
    ويوضح الدكتور ابو المجد ان مداخل التجديد ستة:
    أولها: الاجتهاد ولا ينبغي ان يقف عند الفروع وانما ينبغي ان يكون اجتهادا في الاصول، نحن لا نقول تجديدا في الاصول بمعنى مصادر التشريع انما تجديد في القواعد التي صاغتها عقول بشرية تحت اسم علم اصول الفقه. كان هذا اجتهادا في تجميع الاصول فالاجتهاد فيه لاغرابة.
    ثانيا: ضبط منهج التفسير في القرآن الكريم بعد ان نشأت ناشئة من الشباب تزعم لنفسها القدرة على ما يسمونه التعامل المباشر مع القرآن دون ان تكون لهم قدم ثابتة أو غير ثابتة في علوم اللغة أو أصول التشريع أو غيرها مما اتفق العلماء والعقلاء على ضرورته لمن يتصدى لتفسير القرآن.
    ثالثا: إطالة التوقف عند السنة النبوية باعتبارها الاصل الثاني والمصدر المتمم للقرآن بين أدلة الاحكام الشرعية.
    رابعا: الاجتهاد بتحديد ما يمكن ان يتغير من الاحكام بتغير الزمان وما لا يجوز ان يرد عليه التغيير وهو ما عبر عنه بعض الفقهاء الاوائل بعبارة ما هو تشريع دائم من الاحكام وما هو مؤقت بزمان وعبر عنه آخرون بأنه ثوابت الشريعة التي لا يجوز فيها الخلاف.
    خامسا: اعادة النظر فيما قرره العلماء الاوائل في شأن مصدرين من مصادر الاحكام وهما الاجماع والمصلحة المرسلة.
    سادسا: تنظيم الاجتهاد الجماعي


    والله ولى التوفيق
                  

08-18-2003, 07:41 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: HOPELESS)

    الاخ الكريم ود قاسم والمشاركون الاعزاء
    تحياتى
    دعنى اولا اتفق معك فى بعض النقاط التى اوردتها فى طرحك لموضوع النقاش وهى:-
    1-تجديد الدين مسألة مشروعة بل مطلوبة ،وقد قام بها نفر كريم من علماء المسلمين الاجلاء فى الماضى ويقوم بها وسيقوم بها غيرهم من علماء الدين الاكفاء المؤهلين والقادرين على القيام بهذه المهمة الجليلة والمسئولية الكبيرة.
    2-تطور الحياة الدنيا حقيقة واقعة ،والدين لم يمنع المسلمين من التفكير واعمال العقل لايجاد الحلول لكل المسائل من مستجدات الحياة المعاصرة.
    3-العجز عن ايجاد الحلول للمسائل المستجدة ،ليس عجزا فى الدين الاسلامى وانما هو عجز فى مدى فهم واستيعاب المسلمين- او بعضهم- لتميز وعقلانية هذا الدين وسعته التى انفرد بها بين الاديان السماوية.
    والآن دعنى اوضح مفهومى للنقاط الثلاث التى اتفقنا عليها :-
    اولا تجديد الدين:-
    لا شك ان مرور السنوات وتبدل اجيال المسلمين قرنا بعد قرن وانتشارهم فى ارجاء الارض ودخول الناس من مختلف الشعوب والاجناس فى الدين الاسلامى، سيؤدى قطعا الى وصول بعض الشوائب من عادات او افكار دخيلة فتشوش على بعض حقائق الدين الجلية فتطمس شيئا من جلائها وبهائها ويؤدى ذلك الى اختلاف فى مقاصد الاهداف الاساسية للدين . مثلا:- مسألة ذبح النذور عند قبور الاولياء، قد لا يستوعب المسلم العامى دلالاتها الخطيرة التى تتعارض مع الهدف الاساسى للدين الاسلامى -وهو التوحيد- ويعتبرها المسلم الجاهل بدينه نوعا من التدين. ودور المجدد للدين يكون بتنقية المفاهيم الدينية من هذه الشوائب الدخيلة،وتصحيح مفهوم المسلم العامى للدين الاسلامى كعقيدة وعبادة ،وبذلك يجدد الدين اى يرده الى نقائه وصفائه وحقيقته الاولى.
    ثانيا-
    هنالك نوعان من التطور فى العلوم الدنيوية وهما:-
    العلم التجريبى المادى:-
    بمختلف مسمياته-هندسة –زراعة –طب – فلك- جيولوجيا وغيره ، ومن نتائج تطور هذه العلوم المختلفة كان ارتقاء حياة البشر المادية على مر العصور حتى وصلنا الى هذا الطور من التقدم التكنولوجى الهائل فى كل مجالات العلم التجريبى وتطبيقاتها التى يسرت حياة البشر على الارض من اختراع الآلة والسيارة الى ابتكار تقنيات هندسة الجينات الوراثية. والدين الاسلامى لم يحرم العلم التجريبى المادى او يقلل من شأنه ،بل على العكس الدين يدعو الناس الى التفكر والبحث العلمى فى آيات الله الكونية والتى هى مجالات للعلم التجريبى فبقول سبحانه وتعالى:-( الم تر ان الله انزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلف الوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه كذلك انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور)سورة فاطر. وبعد ان نبه الله سبحانه وتعالى الانسان الى مجالات البحث العلمى تلك –زراعة وبيطرة وطب وجيولوجيا وكائنات دقيقة وعلوم مياه- اثنى سبحانه وتعالى على العلماء . يقول الشيخ المرحوم متولى الشعراوى:-( الدين لا يتدخل فى الابحاث العلمية ليضع فيها منهجا....لأنها تحكم نفسها بنفسها،لأنها تجارب تشاهد فى المعمل.... وليس مع العين اين؟ كما انك لن تجد اختلافا بين البشر فى العلم التجريبى فليس هنالك كيمياء فرنسية وكيمياء امريكية او كهرباء سوفيتية وكهرباء انجليزية..بل العلم واحد تنقله الدنيا عن بعضها البعض)
    ولكن الدين يضع ضوابط لبعض الابحاث التى تتعلق بحقوق الانسان واهمها كرامته فيمنع مثلا استنساخ البشر او استمساخهم بدمج نواة بويضة حيوان فى خلية بشرية او استخدام حيوانات منوية من غير الزوج لاخصاب بويضة امرأة مثلية ترغب فى ولادة طفل لتكتمل الاسرة السعيدة!!
    العلم النظرى :-
    من اقتصاد وسياسة وقانون وفلسفة واداب وما يتصل بها من فكر بشرى ، لا اعتقد ان الدين يمنعها او يتدخل فيها الا في تبيين ما يتعارض منها مع اصول الدين الاسلامى وتشريعاته ،وذلك واجب علماء الدين الثقاة ومسئوليتهم تجاه عامة المسلمين . يقول المرحم الشيخ الشعراوى:-(ان الدين يتدخل..لينظم حركة الحياة فيما يخضع لاهواء الناس..فى التقنين البشرى الذى يحاول كل انسان ان يتمه ليحصل منه على اكبر فائدة ،فاذا اخذنا النظريات السياسية مثلا..او النظريات الاقتصادية..او القوانين التى تخضع لهوى النفس..نجد ان كل من يضع هذه القوانين ..انما يحاول ان يحصل على اكبر فائدة شخصية..دون النظر الى العدالة او حقوق الناس ،فنجد مثلا قوانين الدول الرأسمالية تعطى اكبر الميزات لاصحاب رأس المال .. واقلها لغيرهم..كذلك القوانين فى الدول الشيوعية تعطى كل الميزات لاعضاء اللجنة المركزية ولا شىء لغيرهم! عندما يكون هناك هوى،وعندما يتدخل هذا الهوىفى تقنين الاحكام لمصلحة فئة على حساب اخرى،هنا يتدخل منهج السماء...لأن الله سبحانه وتعالى رب الجميع..(لم يتخذ صاحبة ولا ولدا)،وهو جل جلاله لا يطمع فيما بين ايدينا...لأن عنده سبحانه كنوز السموات والارض...وهو المعطى بدون حساب. اذا فالله عز وجل حين يقنن للبشر..انما يعطى كل ذى حق حقه دون تمييز...فاذا قال الحق تبارك وتعالى:-(للذكر مثل حظ الانثيين) فيجب ان نعلم ان هذا الحكم عادل لم يقصد به تفضيل جنس على آخر..لأن الله الذى خلق الانسان يعرف ما يصلح لمهمته فى الحياة..ولذلك اعطى كل واحد على قدر تبعاته.)
    العلم الدينى :-
    وهو علم قائم بذاته، له فروع مختلفة من فقه وعقيدة وتفسير وحديث وقراءات وتجويد وغيره ،وله علماؤه المختصون ومعاهده وكلياته ومراجعه الخاصة . وعلماء الدين المؤهلون الثقاة هم الذين يقومون بالافتاء وتوضيح الاحكام الشرعية فيما يجد من مسائل ومشاكل معاصرة . كما انه هنالك عالم فى الذرة وعالم فى الهندسة فهنالك ايضا عالم فى الدين وكل له مجاله ومسئولياته ، ويجب الا يتغول احدهما على الآخر فيفتى عالم الذرة فى الدين مثلا الا اذا درس العلم الدينى واستحق فيه العالمية بجانب علم الذرة ،كذلك عالم الدين لا يتدخل فى عمل الطبيب الا فى حالة استفتائه عن مسألة طبية معينة .
    ثالثا :-
    العجز عن ايجاد الحلول للمسائل المستجدة ليس عجزا فى الدين :-
    وهنالك خلط فى نوعية هذه المسائل المستجدة وهى نوعين فى رأيى:-
    1-مسائل مستجدة ولكنها تتعارض مع اصول الدين ،وهى نتاج للفكر البشرى القاصر عن فهم الاوامر الالهية ،مثلا القوانين الوضعية التى تساوى بين المرأة والرجل فى الميراث او الشهادة ،فهذه القوانين لا مجال للمسلم ان يقبل بها اصلا مهما كانت المبررات وبالتالى لا يستطيع عالم دين ثقة ان يفتى بجوازها ويخالف بذلك نصا صريحا فى القرآن.
    2-مسائل مستجدة نتيجة الابحاث والتطور العلمى والتقنى فى المجالات التى تتصل بحياة البشر من زراعة وصناعة وطب وغيره ، وهذه يفتى فيها العلماء بالنصوص من القرآن والسنة او الاجماع والقياس فيما لم يرد فيه نص.
    الخلاصة :-
    تجديد الدين امر مشروع ودل عليه الحديث الشريف فيما معناه ان الله عز وجل يهيىء للامة من يجدد لها دينها كل مائة عام . ولكن المقصود من التجديد هو اعادة الدين الى اصله الجلى النقى كما نزل على الرسول الكريم وفسره صلى الله عليه وسلم وكان عليه اصحابه والتابعين لهم من السلف الصالح رضوان الله عليهم. وليس المقصود بالتجديد اجراء اى تغيير او تبديل لاحكام الله او الالتفاف عليها بحجة انها لا تصلح لانسان القرون الحديثة.
    يتميز الدين الاسلامى بأنه:-
    رسالة عالمية للبشر كافة وليست رسالة خاصة لشعب معين او محدودة بزمن معين كما كانت الرسالات السماوية السابقة لها
    الدين الاسلامى دين عقلانى يحث على العلم والتفكير ويعلى قيمة العلماء بل يجعلهم ورثة الانبياء، على شرط الا ينحرف هذا الفكر ويشكك فى الدين او يدعو الى عصيان اوامر الله عز وجل او عصيان اوامر الرسول عليه الصلاة والسلام ،كذلك الدين الاسلامى لا يمنع اى فكر لا يتعارض مع الفطرة السليمة لان هذا الدين هو دين الفطرة السليمة. والدين الاسلامى فيه متسع لاستيعاب كل المسائل المستجدة من امور الدنيا ولا يتدخل فيها ما دامت لا تمس العقائد او الاحكام الشرعية. قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن تلقيح النخل:-( انتم ادرى بأمور دنياكم) او كما قال عليه الصلاة والسلام.
    العقل البشرى بكل امكانياته الهائلة مخلوق وله حدود ويجب الا تغيب عنا هذه الحقيقة، حتى لا نناقش الاوامر مع الله سبحانه وتعالى وانما نطيعه فقط...اذا امر، كما فعل ابليس اللعين عندما امره الله بالسجود لآدم فعصى الامر وحاول ان يفلسف عصيانه لله عز وجل ،قال تعالى:-(قال مامنعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)
    اخيرا:-
    فلنركز على العمل ولنتعلم التقنيات الحديثة فى كل مجالات العلم التطبيقى ولنطبقها فى بلدنا السودان لننهض به ولنؤجل الجدل النظرى والفكر الفلسفى فى الوقت الحالى لأنه لن يفيدنا. وهذا هو رأيى
    والله ولى التوفيق
    تحياتى
                  

08-20-2003, 08:24 AM

خضر حسين

تاريخ التسجيل: 03-31-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    فوووق




    ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ
    البلاد التى ضيعت خاتما، البلاد التى دائما
    ستظل محنية، فوق الجثث
    ونحن سنبقى هنا، هناك، سوف نعلو
    بالذنوب الخفيفة فوق هذا العبث
                  

08-21-2003, 09:34 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)


    لقد وجدت هذا الحوار والمقدمة له في صحيفة الشرق الأوسط، وأعتقد أنه يستحق القراءة في جوف هذا البوست..
    ´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´==========
    http://www.asharqalawsat.com/view/interview/interview.html

    رضوان السيد: الإسلاميون والقوميون لديهم أزمة في مفهوم الوطن ولا أحد منهم يقول بمشروعية الكيانات القائمة
    المفكر الإسلامي لـ«الشرق الأوسط»: الليبراليون العرب عملوا بالامس مع الأنظمة واليوم يطلون علينا مع الأميركيين المحررين


    أجرى الحوار: مشاري الذايدي
    * حسن الترابي بايع النميري لأنه تعهد بتطبيق الشريعة وفعل الشيء نفسه مع البشير، الذي وضعه في السجن وبحق، أليس هو الإمام الواجب السمع والطاعة؟
    * الخطاب الإسلامي الحالي ليس منشغلا بالإصلاح بل مشغول بالشكوى من كل شيء
    * «الحاكمية» هي مقولة كل الإسلاميين وليست مقولة سيد قطب والمودودي وحدهما
    * الخطاب الديني لا يتأثر بالفشل لأنه فكر تضحوي في الأصل وتسييس الإسلام فشل في إيران والسودان
    * إصلاحيو الإسلاميين يكثرون الحديث عن الإسلام الحضاري، والحوار مع العالم، بعد أن قضوا عقودا يحاولون إقناعنا بأن الغرب شر كله
    * تساوت في الإسلام المعاصر فكرة الحاكمية (لدى صحويي السنة) مع فكرة أو عقيدة الإمامة وولاية الفقيه (لدى صحويي الشيعة)
    * فقهاء أهل السنة يعتبرون الشأن السياسي شأنا تدبيريا، وليس عقائديا، بينما يعتبر الإسلاميون المعاصرون الشأن السياسي دينا من الدين
    * خضت نقاشات مع الصحويين حول أساس المشروعية، وباستثناء محمد سليم العوا، كلهم قالوا بمرجعية الشريعة في الشأن السياسي
    * المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين طلع بمقولة «ولاية الأمة على نفسها» ليجادل بها الشيعة لكنه وجد نفسه في جدالات لا تنتهي مع صحويي السنة
    * مدونو الدستور الإيراني يستمدون مواد كاملة من الأحكام السلطانية للفقيه السني الماوردي
    * كنت أرى ما يراه برهان غليون من أن هناك أسبابا سياسية لظهور الأصولية الإسلامية، لكنني الآن أرى أن الأصوليات ظاهرة عالمية
    * الفقيه الجديد (وليس التقليدي) يريد أن يصل للسلطة وان يحكم باسم الدين، بحجة الخوف على الإسلام
    * لم يفشل مشروع الإصلاح الإسلامي لكنه مضى وانقضى والأصولية الإسلامية أحبطت اندفاعته

    الحديث مع البروفيسور رضوان السيد أستاذ الإسلاميات أو «المستشرق» المنتمي، حديث متشعب. فالرجل مختلف على أكثر من جبهة. فهو لا يرتضي المنظور الأصولي الصحوي للتاريخ والواقع. وليس متصالحا مع الليبراليين العرب، ولا هو براضٍ عن التغطية الغربية للإسلام.


    والبقية في صفحة الصحيفة

                  

08-22-2003, 09:12 AM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الاخت مهيرة ( هل مجتمع المسلمين منقسم الي عامة و خاصة؟) و (القوانين التي تخدم الراسماليين و القوانين المنحازة الي عضوية اللجنة المركزية في الدول الاشتراكية هل هو سؤال حول طبقية القوانين و التشريعات ام سؤال حول استغلال السلطة) و (هل هنالك علماء دين و وهم فقط يحتكرون حق تجديد الدين ؟هل يجب التعامل مع الدين كعلم تجريبي او علم انساني ؟ام العلماء المقصودين هم العلماء الذين تحققوا بعد اتمام التقوي )و ( القوانين الوضعية التي تساوي بين المراة و الرجل هل انت ضد ام مع المساواة بين الناس في الحقوق و الواجيات ؟).
    و اود ان اطرح هذا السؤال علي المشاركين في البوست عندما نقول الاسلام ماذا نقصد هل نقصد القران فقط ام نقصد القران و السنة النبوية( سيرة النبي (ص) و اقوله ) ام نقصد تاريخ المسلمين كافة في صدر الاسلامام نقصد ما يتبادر للذهن عندما تذكر هذه المفردة متعددة الدلالات؟
    حسب ما افهم جاء الاحساس بضرورة تجديد الدين بتعاظم الاحساس بالتناقض بين بعض ما يعتقده الناس و بعض المفاهيم التي لا فكاك من تبنيها لانجاز التنمية و التقدم في المجتمع و من هذه المفاهيم ما عاد يعرف بحقوق الانسان و حرية البحث العلمي
                  

08-24-2003, 00:59 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: TahaElham)

    الاخ طه الهام
    اجاباتى على تساؤلاتك هى:-
    1-هل مجتمع المسلمين منقسم الى عامة وخاصة؟
    ج
    - نعم.ولكن المقصود ليس تقسيم طبقى الى طبقة عليا وطبقة دنيا.ولكن المقصود هو عموم المسلمين من غير المتفقهين فى الدين،وعلماء المسلمين المتخصصين فى العلم الدينى.وكما هو معروف ليس كل مسلم يكون متفقها فى الدين.
    2-هل هنالك علماء دين؟ وهم فقط يحتكرون حق تجديد الدين؟
    ج- نعم هنالك علماء دين متخصصون اتقياء وثقاة - تماما كما هنالك علماء فى الطب والهندسة وغيرها من العلوم- و هم فقط المحقون فى الافتاء فى المسائل الدينية وهم فقط من يجب ان يحتكروا حق تجديد الدين بعلمهم وتخصصهم فى الدين وليس طلبا لسلطة او خدمة لسلطان جائر يوظفهم لاضفاء غطاء دينى لاستمراره فى السلطة والتسلط على العباد. وقد يتصدى للافتاء وتجديد الدين من هو ليس بأهل له ومن يسميه الجهلة –عالما او مجددا للدين وهو ليس كذلك.
    اريد ان اسألك سؤالا :-اذا كان عندك سؤال فى الرياضيات فهل تسأل متخصصا فى الرياضيات ام تسأل متخصصا فى التاريخ او اللغات؟ كذلك اذا كانت عندك مسألة فى الدين فمن افضل من يجيبك عنها؟ الطبيب ام عالم الدين؟
    ولماذا يستكثر البعض على الدين ان يكون له علماؤه المتخصصون؟
    3-هل يجب التعامل مع الدين كعلم تجريبى؟ام كعلم انسانى؟
    ج- الدين الاسلامى ليس علما تجريبيا ولا هو علم انسانى. الدين الاسلامى رسالة سماوية انزلت على بشر رسول ليبلغها للناس كافة، فالعقل البشرى مهما بلغ من القدرات فهو مخلوق ولن يبلغ علم الخالق عز وجل، ولذلك فالعلم الدينى لا ينبغى ان يطلع به كل من هب ودب وفكر ، فله علماؤه المتخصصون الذين استوفوا شروط التخصص والتقوى والصدق والامانة للقيام بهذه المهمة الجليلة مهمة الافتاء والتجديد للدين،ولكن هذا لا ينفى وجود متخصصين فى علم من العلوم التجريبية وفى نفس الوقت درسوا وتخصصوا فى العلم الدينى ونالوا فيه شهادة العالمية-بكسر اللام- فقد يكون هنالك عالم فى الكيمياء متفقه فى الدين فى آن واحد،كما كان علماء المسلمون الاوائل امثال الرازى وابن سينا الذين تخصصوا فى الطب والعلوم الدينية معا. وحتى باب الاجتهاد فى المسائل المستجدة ليس متروكا للفكر البشرى والهوى البشرى وانما له ضوابطه قياسا على ما يشابهها مما ورد فيه نص من القرآن او السنة.
    4-هل انت ضد ام مع المساواة بين الناس فى الحقوق والواجبات؟
    ج-الناس متساوون فى بشريتهم وفى الحقوق والواجبات التى تترتب على كونهم بشر،كما قال الله تعالى:-(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير) ولكنهم متفاوتون فى درجات التقوى والله سبحانه وتعالى هو العليم الخبير بهم. وانا ضد المساواة بين المرأة والرجل التى تتعارض فيها القوانين الوضعية مع القوانين الالهية،لأننى حينها اؤكد اننى اقل عقلا من الذى وضع القانون البشرى وخالف فيه قوانين الله عز وجل وحينها سأبؤ بالخسران المبين حين اطيع المخلوق واعصى الخالق جل وعلا. اما القوانين الوضعية التى لا تتعارض مع القوانين الالهية فلا اختلاف عليها.
    5-عندما اقول الاسلام اقصد المصادر الاساسية له وهى القرآن الكريم والسنة الشريفة واجماع العلماء الثقاة وقياسهم فيما ليس فيه نص مما يستجد من مسائل. اما تاريخ المسلمين فلا اعتقد انه مصدر من مصادر التشريع فمثله مثل اى اجتهاد بشرى فيه الخطأ والصواب.
    اخيرا اتمنى الا يقلل المسلمون المعاصرون من قيمة العلم الدينى وعلماء الدين ويعتبرونهم –اى كلام- او علماء حيض ونفاس كما يسميهم البعض،فالعلم الدينى اسمى واجل من كل العلوم الاخرى-رغم اهميتها- لأنها علوم تختص بمعاش الانسان فى الدنيا فقط اما العلم الدينى فينير للانسان طريقه فى الدنيا والآخرة.والله ولى التوفيق
                  

08-23-2003, 10:09 AM

اسامة الخاتم
<aاسامة الخاتم
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    up
                  

08-24-2003, 01:28 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: اسامة الخاتم)

    الاخ ود قاسم والجميع

    معذرة علي هذه الطلات المبتسرة ؛ وان كنت اتابع هذا البوست القيم ؛ وساحاول ان اساهم فيه بشي في الايام القادمة

    هنا انقل بعض ما كتبت في بوست اخر ؛ فيما يتعلق برؤيتي للدين

    ---------------

    ن من اول النتائج التي وصلت اليها ؛ هي ان ظاهرة الدين ظاهرة اجتماعية عميقة وغنية وعصية كثيرا علي التفسير ؛ وانها ستظل دائمة ما دام السؤال الانساني عن مغزي الوجود وعن من اين ناتي والي اين نذهب ؛ وما دام الانسان يموت ولا يعرف ما هو مصيره بعد الموت ؛ وما دام الانسان يصارع ما بين حيوانيته الكامنة ؛ وملائكيته المفترضة ؛ اي ما بين غرائز الطبيعة ؛ وما بين دوافع الحضارة والثقافة والمثل العليا

    لقد جاء في الاثر ان المرء يولد علي الفطرة ؛ فاهله اما يهودنا ه او ينصرناه او يسلمناه ؛ الخ الخ ؛ وقد قيل ان هذه الفطرة هي الاسلام ؛ ولكن اهي هذا الاسلام الذي نعرف ؛ ام اسلام آخر ؟؟ فالاسلاك كما نعرف دين له تاريخ ونبي وظرف تاريخي ومكان نشأ فيه ؛ وهوفي ذلك لا يختلف من حيث النشاة والظروف والانتشار والامتداد الجغرافي والاجتماعي عن غيره من الاديان العالمية ؛ كالمسيحية والبوذية والهندوسية واليهودية ؛

    وعلي كل فام ما جاء في الاثر ؛ يوضح الدور الاجتماعي للاسرة ؛ او قل المجتمع ؛ في تشكيل وعينا الوجودي ؛ ونظام قيمنا ؛ وما نؤمن به من معتقدات ؛ وما نمارسه من سلوكيات ؛ ولقد لاحظت ان اكثر المتمردين علي الاديان في مجتعاتهم ؛ ما ان يخرجوا الي مجتمعات اخري ؛ويسموعوا هجوما علي اديان ذويهم ؛ الا وينفعلوا ويدافعوا عما كانوا ينقدوه بالامس ؛ وهم في ذلك يدافعوا عن ثقافتهم وعن ما يشكل جزءا من نسيجهم النفسي ؛ اي انه رغم الرفض الظاهري ؛ فان ما تزرعه الاسرة والمجتمع يظل كامنا فينا ؛ وجزءا من تكويننا ووعينا او لا وعينا

    وثاني ما توصلت له هو الطبيعة المتناقضة للمحتوي الديني ؛ فكل يجد ما يبحث عنه فيه ؛ وقديما قيل ان القران حمال اوجه ؛ وقد كان الدين مرات كثيرة دعوة للثورة والخير والاخلااق ؛ بينما استغل مرات كثيرة من اجل الحروب واستلاب الاخرين واخضاعهم ؛ وتحول في مرات اخري الي مجرد عادات اجتماعية وممارسات شكلية ؛ وجزء من التقاليد والعادات والثقافة السائدة

    ان الاديان لاشك تحمل شحنات تحريرية وثورية عظيمة ؛ وقد كان انطلاق كل دين عظيم ؛ من البوذية الي اليهودية الي المسيحية الي الاسلام ؛ حدثا ثوريا عظيما علي كافة المستويات ؛ كما كانت الاديان محفزة لقيام خضارات عظيمة وانجازات لا تقدر علي المستويات العلمية والفنية والثقافية ؛ الخ الخ ؛ كما ان التراث الديني يحتوي علي نماذج باهرة لقدرة الانسان علي التسامي والتضحية والانتصار علي النفس الامارة بالسوء

    الا انه من الناحية الاخري فان الاديان سرعان ما تصبح في اذهان الناس جامدة متحجرة ؛ وكثيرا ما تتحول الاية ؛ بان يصبح الانسان للسبت ؛ وليس السبت لللانسان ؛ اي ان الانسان يصبح عائشا للدين ؛ وليس الدين للانسان؛ ومن هذه الثغرة يدخل مختلف تجار الدين ورجال الكهنوت والجبروت والطاغوت

    كما انه من الملاحظ ان دور الدين يتغير من مجتمع الي مجتمع ؛ فبينما هو في المجتمعات الشرقية والجنوبية متجذر في الحياة اليومية وفي الوعي الجمعي وفي الممارسة الفردية ؛ فهو في المجتمعات الغربية والشمالية يزاح يوميا من قبل العلم والقيم العلمانية والحياة الاستهلاكية ؛ ويتحول الي مجرد طقوس شكلية ومناسبة اجتماعية ؛ فيما عدا عند اقليات من المتطرفين الموجودين في كل مجتمع ؛ ووسط كبار السن المشرفين علي الموت

    ان عمق الظاهرة الدينية ؛ وغناها ؛ وتناقضاتها ؛ تكشف سطخية افكار كل من المؤمنين ايمانا اعمي ؛ والرافضين رفضا مطلقا ؛ وتوضح انه ما بين الابيض والاسود المفترضين؛ فهناك العشرات من الالوان ؛ والهشرات من الاديان والمفاهيم الكامنة ؛ والعشرات من الرؤي ؛ والتي تتعدد بتعدد التجارب البشرية وبتعدد تجارب المرء نفسه ؛ وتنفي بذلك امكانية الوصول الي حقيقة ثابتة ؛ غير ما اقنعنا انفسنا به من معتقدات ؛ تحت اسم الحقيقة

    لتفصيل اكبر ؛ اذهب الي هذا البوست
    عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم
                  

08-24-2003, 01:34 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: Abdel Aati)

    وقد قمت في ذلك البوست ؛ بترجمة ونشر الفقرة التي تحدث فيها ماركس عن الدين ؛ وانقل الفقرة كاملة هنا ؛ وذلك لمقاربة ما طرحه الاخ طه جعفر واخرين ؛ عن علاقة الماركسية بالدين ؛ كما انشر تعليقي علي موقف الحزب الشيوعي السوداني المتناقض والضعيف تجاه الظاهرة الدينية والواقع الديني

    --------
    فقرة ماركس
    من مقدمة كتاب نقد فلسفة الحق عند هيجل
    ترجمة عادل عبدالعاطي
    من النص المتوفر من هذا المرجع
    Works of Karl Marx 1843
    Introduction to A Contribution to the Critique of Hegel's Philosophy of Right
    by Karl Marx
    Deutsch-Französische Jahrbucher, February, 1844
    http://www.marxists.org/archive/marx/works/1843/critique-hpr/intro.htm
    ------
    لالمانيا، فان نقد الدين قد أكمل جوهريا، ونقد الدين شرط لكلّ نقد.

    إنّ الخطيئة الاصلية تجد حلها ؛ حالما ان لسانها السماوي للمذابح والقلوب قد دحض. ان الانسان ؛الذي وجد إنعكاس نفسه فقط في الحقيقة الخيالية للسماء، لن يكون ملزما من الان بايجاد وجود مجرد لنفسه ؛ وجود لا انساني ؛ حينما يبجث ويجب ان يبحث عن وجوده الحقيقيي.

    ان القاعدة المؤسسة للنقد اللاديني تقول: خلق الانسان الدين ؛ ولم يخلق الدين الانسان.

    الدين، في الحقيقة، هو وعي الذات وإحترام الذات للانسان الذي لم يكسب نفسه بعد، أو فقد نفسه مرة ثانية. لكن، الانسان ليس وجودا مجردا يربض خارج العالم. وانما الانسان هو عالم الانسان — حالته (دولته)، مجتمعه. هذه الحالة ( الدولة)؛ وهذا المجتمع؛ هما اللذان ينتجان الدين، الذي هو وعي معكوس عن العالم، لأنهما هما ( الحالة – الدولة والمجتمع ) عالم معكوس. الدين هو النظرية العامّة لهذا العالم، خلاصته الموسوعية، منطقه في شكله الشعبي، خلاصته الروحية للشرف، هو حماسه، اطاره الأخلاقي، تكملته الجدّية، وقاعدته العالمية للتعزية والتبرير. هو الإدراك الرائع للجوهر الإنساني حينما لم يكتسب الجوهر الإنساني أيّ وجود حقيقي. إنّ الكفاح ضدّ الدين، لذا، بشكل غير مباشر ؛ يكون هو الكفاح ضدّ ذلك العالم الذي خلاصته الروحية هي الدين.

    المعاناة الدينية، في نفس الشّيء وفي ذات الوقت، تعبير عن المعاناة الحقيقية وإحتجاج ضدّ المعاناة الحقيقية. الدين هو تنهدة المخلوق المضطهد، قلب عالم قاس ( لا قلب له) ، وروح الظروف العديمة الروح. هو أفيون الشعوب.

    إنّ إلغاء الدين بوصفه السعادة المزيفة للناس ؛ انما هو مطلب لسعادتهم الحقيقية. ان الطلب منهم لترك أوهامهم حول وضعهم ؛ هو طلب ايضا منهم لترك الوضع الذي يتطلّب الأوهام. إنّ نقد الدين، لذا، في نواته، هو نقد ذلك الوادي من الدموع؛ والذي يشكل الدين هالته.

    ان النقد قد سحب زهور الخيال من القيد؛ لا لكي يواصل الانسان حمل قيده ؛ محروما من الخيال أو التعزية، وانما ليرمي قيده ويلتقط الزهور الحقيقية (الحية). ان نقد الانسان الديني المخدوع؛ انما يتم لكيما يفكر؛ ويتصرف ؛ ويصمّم حقيقته كانسان نبذ أوهامه وإستعاد أحاسيسه، وذلك من اجل ان يتحرّك حول نفسه ؛ معتبرها اياها شمسه الحقيقية. ان الدين هو فقط تلك الشمس الخدّاعة التي تدور حول الانسان؛ طالما لا يدور هو حول نفسه.

    هي، لذا، مهمّة التأريخ، عندما اختفت حقيقة العالم الآخر (الغيبي)، بناء (تاسيس) حقيقة هذا العالم. ان المهمّة الفورية للفلسفة، والتي هي في خدمة التأريخ، هي كشف الاستلاب الذاتي في أشكاله غير المقدسة ؛ طالما ان الشكل المقدس للاستلاب الانساني قد كشف. هكذا، يتحوّل نقد السماء إلى نقد الأرض، نقد الدين الي نقد القانون، ونقد علم اللآهوت الي نقد السياسة.
    ---------
                  

08-24-2003, 01:36 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: Abdel Aati)

    وهذا ما كتبته ؛ بذلك البوست ؛ عن موقف الحزب الشيوعي السةداني ؛ كما اراه
    --------

    جدير بالذكر هنا ؛ ان الحزب الشيوعي السوداني ؛ علي طول تاريخه ؛ قد وقف موقفا متناقضا وانتهازيا من مسالة الدين ؛ فهو من جهة يتبني الماركسية ؛ وهي نظرية تقوم علي المادية الجدلية والمادية التاريخية ؛ وهما منهجيتان تتناقضان تماما مع الوعي الديني ؛ ومرتبطتان بالالحاد ؛ ومن الجهة الثانية يقول ان مسالة الدين مسالة شخصية ؛ وانه لا يدعو للالحاد ؛< وانه يحترم الاسلام ؛ الي اخره الي اخره ؛ وحتي وصولا الي تصريح نقد بانه يقبل حكم الشريعة الاسلامية اذا جاء ذلك من البرلمان

    التناقض والتلفيقية في موقف هذا الحزب ؛ تاتي من اصراره علي الطبيعة العقائدية للحزب من جهة؛ واصطدامه بالواقع الاجتماعي السائد من جهة اخري ؛ وحقيقة ان الصراع السياسي والاجتماعي يحسم في الغالب ؛ بعيدا عن الاطر الدينية والعقيدية ؛ ولكن هذه التناقضات والترقيعية والتلفيقية لم تخدم الحزب ؛ حيث استمر الاتهام له بالالحاد ؛ دون ان يكون داعية له ؛ وفي نفس الوقت الذي جبن فيه عن تحديد مواقف سياسية وقانونية ودستورية واضحة ؛ تحكم مسالة علاقة الدين بالسياسة

    ان مازق الحزب الشيوعي السوداني ؛ هو انه حزب وسطي ؛ يجبن عن الاعتراف بوسطيته ؛ وهو حزب للنخبة العربية الاسلامية في السودان ؛ يتدثر تحت رداء الماركسية ؛ وهو حزب فقير فكريا ؛ ويخفي فقره الفكري تحت شعارات ومقولات منقوله من كتابات عفي عليها الزمن ؛ ودون فهم لها او لتاريخيتها او اخضاعها لعملية نقد وتركيب ةتفكيك مهمة

    ان نموذجا لتلفيقية موقف الحزب الشيوعي ما قراته قبل عدة ايام ؛ من احد اعضائه في البورد ؛ والذي زعم بان ماركس لم يقل ان الدين افيون الشعوب ؛ بل قالها شخص آخر ؛ وهذا الشيوعي اما جاهل او كاذب ؛ فماركس قد كتب هذه الجملة ؛ ولكنه كتبها ضمن فقرة كاملة ؛ توضح موقفه ورؤيته لدور الدين الغني والمتناقض في الحياة الاجتماعية ؛ حينما يكون ثورة تارة ؛ وملاذا تارة اخري ؛ ومخدرا في تارة ثالثة

    ان ماركس ؛ كما عبدالخالق محجوب ؛ قد كانا متسقان مع نفسهما ؛ حينما كانا ذوي افكار مادية متسقة علي المستوي الوجودي ؛ دون ان يغفلا الدور الاجتماعي للدين ؛ ودون ان يتاخرا عن حماية الحريات الدينية ؛ عندما اقتضي الامر ذلك ؛ باعتبار ان قضية التسلط الديني ؛ مرتبطة بقضية التسلط السياسي والاجتماعبي ؛ ولكنهما لم يمارسا الكذب والترتيق والمداورة والتلفيقية ؛ التي يتسخدمها معظم كودار الحزب السلفي اليميني ؛ الذي يسمي نفسه بالحزب الشيوعي السوداني
                  

08-24-2003, 03:54 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)




    في تجديد الفكر

    د. حيدر ابراهيم علي

    شاركت خلال الفترة من 12 حتى 13 اغسطس الحالى في ندوة بباريس نظمها مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان بالتعاون مع الفدرالىة الدولية لحقوق الانسان ، وقد كانت الندوة اقرب الى اللقاء التشاوري حول السبل العملية لتجديد الخطاب الديني ، فقد سبق طرح الموضوع في مناسبات سابقة وبالتالى انتقل العمل الى مستوى آخر هو البحث عن الوسائل العملية لتحريك أو تفعيل آليات للتجديد تكون اكثر واقعية ونجاعة واستمرارية. فقد عرف العالم الاسلامي حركات وتيارات تجديدية في تاريخه خاصة حين يواجه تحديات جديدة وتحولات في العالم تستوجب نظرة جديدة . خاصة وقد تعالت الدعوات للاصالة والمعاصرة أو دولة العلم والايمان أو الاصل والعصر والاهم من ذلك الاحداث التي جعلت المسلمين في قلب اهتمام العالم ـ خيرا أو شرا . فالعالم الاسلامي يكاد ينفرد بأن كل القضايا والمشكلات التي تفاقمت مع بداية القرن الحادي والعشرين تجري على اراضيه أو يقوم باثارتها مسلمون ، فأغلب دول المحور الذي تسميه الولايات المتحدة بمحور الشر تقع في العالم الإسلامي كذلك دورة الارهاب الحالىة سبقتها اخرى في السبعينات كانت أوروبية ويابانية ، فالمسلمون كبشر والاسلام كدين هم مركز العولمة ـ للمفارقة ـ رغم التخلف الاقتصادي والتكنولوجي لذلك يجري دمجهم في النظام العالمي الجديد بكل الوسائل ومن هنا يأتي اهتمامنا ـ كمسلمين بكل اختلافاتنا ـ ببحث ذاتنا وعالمنا ، والا نكون مجرد مفعول به .



    كانت تركيبة اللقاء ممثلة للتيارات المختلفة التي اهتمت بالتجديد من منظورات عديدة . فقد ناقش الاستاذ جمال البنا فكرته الجريئة نحو فقه جديد أو اصول فقه جديد ، وينطلق من قوله ان الاسلام الذي يتعبد به المسلمون الىوم ليس هو اسلام القرآن والرسول ولكنه اسلام الفقهاء والمحدثين والمفسرين الذين وضعوه خلال الف واربعمائة عام . ان هذا الاسلام يختلف عن اسلام القرآن (الورقة ص 6) ويختم اذا اردنا النهضة بالاسلام في منتهى البساطة والمعقولية والالتزام ، هذا المشروع هو العودة الى القرآن الكريم مباشرة دون تقييد بتفسيرات المفسرين وضبط السنة بمعايير من القرآن اذا ثبت ان السند لا يمكن ان يكون معيارا لانه جزء من عملية الوضع وقد اخضع البنا منهجه في معالجة قضايا معاصرة هي بالتحديد حرية الاعتقاد والمرأة والعدالة والموقف من غير المسلمين والرق ، ويرى ان هذه بداية تجديد الفكر الديني ولكن يتوقع الا تقبل المؤسسة الدينية هذه الافكار وستعارضها بشدة.



    قدم الاستاذ صلاح الدين الجورشي (تونس) وهو يمثل حركة تسمى نفسها الاسلاميين التقدميين ، انشقت عن حزب النهضة ـ راشد الغنوشي ، وكانت تصدر مجلة اسمها 15/21 اشارة الى القرن الهجري والميلادي وما يرمز الىه من تفاعل . وعرض قضايا يرى انها ذات أولوية في هذه المرحلة الحالىة منها : العلاقة بالآخر ، الدين والسياسة ، الاجتهاد والتعددية ، حرية المعتقد وحرية التفكير ، الجهاد والعنف ، الشريعة والقانون ، المرأة والمساواة ، وهو يدعو في النهاية الى فكر اسلامي مستوعب لمكتسبات الحداثة ومنسجم مع منظومة حقوق الانسان ومحترم للتنوع والتعدد والتعايش ويقدم الجورشي مقترحات عملية اذ لابد من انتشار هذه المبادئ بين المسلمين ، وذلك من خلال القناة المسجدية ، رسائل الاعلام ، برامج التعلىم ، المؤسسات الدينية والحركات الاسلامية .



    كانت هناك اسماء واصوات اخرى قد تصنف علمانية أو ليبرالىة أو شيوعية ، شاركت مباشرة أو من خلال الأوراق من بينها : نصر حامد ابوزيل ، فيصل دراج ، ادوينس ، كريم مروة ، محمود اسماعيل ، الباقر العفيف ، مجدي الحافظ ، محمد برادة ، احمد عبد المعطي حجازي ، عاطف احمد ، وشارك الاب يوحنا قلته وهو حامل لدرجة الدكتوراة في الدراسات الاسلامية واتسم النقاش بالتنوع ولكن الاجماع حول ضرورة التجديد كان واضحا ورغم ظهور اختلاف حول فكرة فصل الدين والدولة وعملية العلمنة وحول وجود علمانية حقيقية في العالم الاسلامي أو العربي يهدد الدين أو تنقص من دوره في الحياة ، وظهر ميل اكثر الى الدولة المدنية أو الديمقراطية القائمة على اساس حق المواطنة وليس العقيدة فقط . وتوصل المشاركون الى ضرورة وعي التناقض القائم بين التقدم والتخلف وليس الدين مقابل اللادين وتساءل البعض لماذا حوربت حركات اسلامية تجديدية مثل التقدميين الاسلاميين التونسية والجمهوريين في السودان والحزب الاشتراكي الاسلامي ؟



    قد يرتفع سؤال تعودنا علىه وهو من الذي له الحق في التحدث في الامور الدينية ؟ هنا مشكلة ظهور مؤسسة دينية تحاول احتكار المعرفة الدينية ومنع الآخرين حتى لو امتلكوا معرفة اسرار اللغة العربية التي جاء بها القرآن الكريم واستخدموا العقل والمنهج الصحيح في الفهم ، وهذا تناقض يتعايش معهم الاسلامويون اذ يمكن لمستشرق غير مسلم ان يكون حجة في الدين بينما يحرم مسلم يصنف علمانيا أو ديمقراطيا وبسخرية القدر ان يكون رئىس هيئة علماء السودان ومدير الجامعة الاسلامية في نفس الوقت طالبا للمستشرق مونتجري واط (Weat) وحصل على درجات دراسته العلىا من الرجل الذي كتب محمد في مكة ومحمد في المدينة . والآن يتصدى ورفاقه لكل من يحاول ان يتحدث في الدين وبمعرفة ، وهنا يبرز مطلب ديمقراطية الدين بمعنى ان يتمكن الناس العاديون من الوصول الى المعرفة الدينية بدون حواجز مفتعلة تسعى الى حرمان المسلمين من التواصل مباشرة مع دينهم مع تكريس احتكار مجموعة للدين . وقد ناقش بعض المشاركين هذه القضية من وضعية التردد وتساءلوا : من نحن حتى نقوم بالمطالبة أو باتخاذ خطوات عملية من اجل التجديد أو الاصلاح الديني ؟ ورد آخرون بأن هذه مسؤولية المثقفين حين تكون أوطانهم وشعوبهم في ازمة ونحن الآن في ازمة خطيرة ومفترق طرق ولابد للجميع من مساءلة الفكر والواقع .



    اكد الكثيرون اسبقية الاصلاح أو التجديد السياسي وانه بدون اصلاح سياسي يحقق الديمقراطية وحكم القانون والحق في حرية التعبير يستحيل القفز الى اى تجديد ديني أو ثقافي وكان المعضلة هل لابد من الانتظار حتى يتحقق ذلك الهدف ؟ ام لابد من بداية ما وكسر الحلقة في اي موقع يسمح بانطلاق قدرات الشعوب المسلمة ؟ يقول البعض بهيمنة الدولة رغم كل الفشل والهزائم التي تعرضت لها الدولة الوطنية ، ويرى آخرون ان الدولة التي فقدت هيبتها لابد ان تتصدى لها حركة مجتمع مدني قوية واحزاب سياسية جماهيرية وحديثة تنتزع ساحات تبني فيها النهضة والتحديث والاصلاح وتوصل الحاضرون الى ضرورة الحركة وعدم الانتظار ولذلك تقرر ان يتكون منبرا دائما ومستمرا في هذا اللقاء ويدعو ا لى توسيع عضويته وتفعيلها .



    جاءت الندوة بالنسبة لي على المستوى الشخصي في توقيت مناسب ، حيث تغيب الدعوة الى التجديد الديني في السودان رغم كل الاصوات العالىة التي تتحدث عن حماية العقيدة وكأنهم لا يدركون ان الخطر يأتي الى اي عقيدة حين تفقد قدرتها على التفاعل مع العالم والعصر ، غياب المفكرين الدينيين وبروز المهيجيين الدينيين هذا هو الخطر الحقيقي اتمنى ان نلتقط دعوات التجديد ونحاورها ونكسر الشرنقة المضللة التي تشعرنا باكتفاء ذاتي لا وجود له

    نقلا عن الصحافة



                  

08-25-2003, 01:51 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: elsharief)


    الأخ العزيز الشريف

    لك الشكر

    لقد كان هذا المقال الذي ارسلته إضاءة كبيرة في هذا البوست.. وهذا البوست بمثابة ندوة مفتوحة مثل الندوة التي زارها الدكتور حيدر وشارك فيها وكتب عنها..

    وقد استوقفني قوله:

    Quote: قد يرتفع سؤال تعودنا علىه وهو من الذي له الحق في التحدث في الامور الدينية ؟


    وهذا ما دارت حوله مداخلة الأخت الكريمة مهيرة، وسأعود للتعقيب عليها في أقرب فرصة..

    أعتقد أن خلاصة مقال الدكتور حيدر جاءت في قوله:


    Quote: اكد الكثيرون اسبقية الاصلاح أو التجديد السياسي وانه بدون اصلاح سياسي يحقق الديمقراطية وحكم القانون والحق في حرية التعبير يستحيل القفز الى اى تجديد ديني أو ثقافي وكان المعضلة هل لابد من الانتظار حتى يتحقق ذلك الهدف ؟ ام لابد من بداية ما وكسر الحلقة في اي موقع يسمح بانطلاق قدرات الشعوب المسلمة ؟


    إذن المنابر الحرة يجب أن تسبق التجديد السياسي.. ولا بد للمثقفين أن يصروا على حقهم في الحديث عما يتعلق بالدين والعقيدة والحقوق الإنسانية.. العالم الحر يقف على أهبة الاستعداد لمواجهة التخلف والإرهاب الذي ينوء بكلكله على بلداننا باسم القومية وباسم الدين، وأي تخلف للمثقفين المسلمين والعرب عن هذه الحملة سيعود بالضرر على بلداننا وعلى السلام العالمي.. والحمد لله أن هذا المنبر يمثل أحد المنابر الحرة التي تعمل على تفعيل معاني الحرية ..

                  

09-15-2003, 09:30 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: elsharief)



    ضرورة لاهوت تحرير اسلامي (2 - 3)

    د. حيدر إبراهيم
    تجديد الـخطاب الديني
    قدمت هذه الورقة لندوة الثقافة العربية التي انعقدت بالقاهرة خلال الفترة من اول يوليو الماضي وحتى الثالث منه، وقد امّها لفيف من المفكرين والمثقفين في العالم العربي.
    تعددت مسببات الانحطاط والتخلف لدي المفكرين المسلمين وبالتالي الحلول المقترحة ولكنهم يكادون ان يتفقوا حول الرأى القائل بان قوة اوروبا سببها حيازتها للعلم الحديث والتكنولوجيا. وهنا تواجه الاستجابةا لفعالة سؤالا هاما هوالذي يشغل المسلمين وسيظل يشغلهم لسنوات طويلة قادمة،كيف يمكن اكتساب العلم والتكنولوجيا مع الحفاظ على الدين الاسلامي و القيم الاسلامية؟ وحاول رائد تجديدي مثل الافغاني ان يجدد ا لخطاب الديني من خلال تأكيد ان الاسلام لم يقف يوما ضد العلم وبالتالي دعا الى دمج المادية الاوروبية في الروحانية الاسلامية، والشعار جيد ولكن يؤخذ عليه وهذه سمة غلبت عموما على ا لخطاب الديني التجديدي حتي اليوم، رغم كونه مفكرا لامعا فانه لم يهتم باعادة صياغة افكاره في نظام فكرى متناسق فهو كثيرا ما اعرب عن آرائه بعبارات مجردة دون اي محاولة لتبيان علاقتها بالحياة اليومية وهمومها.

    تكررت لدى المجددين تصورات لتجاوز هذه الوضعية اضافت لما تقدم مطالب وآمال وطموحات مثل تحرير المسلمين من الظلم الداخلي ومن الاعتداءات الاجنبية واضاف ارسلان: الانقسام والاستبداد والتعصب والجمود الفكري واغلاق باب الاجتهاد . ولكن ظهرت اصوات قطعت الطريق امام تطور الفكر التحديثي وتجديد الخطاب الديني وظلت مؤثرة بطريقةاو باخرى على الخطاب الديني الراهن، فقد ارجع محمدرشيد رضا علة التخلف الى جهل المسلمين بمعاني القرآن والسنة الصحيحة وهذا هو اساس التفكير السلفي الذي يرى ان المسلمين لن يصلحوا الا بما صلح به اسلافهم ويؤكد راشد الغنوشي هذا التحليل وان كان يعطي فهما مختلفا للسلفية، فهو يرى ان كل حركة تجدد هي بالضرورة حركة سلفية باعتبارها عودة الى الاصول ويقول منير شفيق ان التجديد لا يوجد الا في اطار السلفية والا لا يكون تجديدا. ولكن ليس المطلوب العودة الى الماضي بل تفاعل مع الحاضر، كذلك يرفض منهج السلفية لو ركزت على الجزئيات في النظر للنصوص والعالم والاكتفاء بظواهر الاشياء ويعرف السلفية بانها احداث التفاعل الرشيد الجاد بين الثابت والمتحول بين النص والواقع لاستنباط نماذج وصور مجتمعية جديدة، ويهتم بتوضيح المعنى الذي يقصده باعتبار ان المرجعية هي الكتاب والسنة المطهرة، وهذه تراكمات تاريخ وماض وتراث يستنجد بها في فهم الحاضر والمستقبل لذلك يؤكد الغنوشي ان السلفية ليست العودة الى الماضي ولا تقديساولا حنيناً الى مرحلة سابقة وانما تخطي الزمن والمواريث ركام الماضي وكسر العادات والتقاليد واوهام القبيلة (أى الرأي العام السائد) التي تهيمن على ا لعقول وتحول بينها وبين التفاعل المستقل والمباشر مع الوحي، على اعتبار ان الوحي ليس زمنيا، حتى تكون العودة اليه عودةالى الماضي، ولذلك حسن استعمال التقدم نحو النص.. التقدم نحو الاسلام بدل العودةاليه، فهو يرى اننا في ذلك نبقي حبيسين للزمن والنص فوق الزمن كله والامتداد اليه ومعانقته هي عملية مكابدة وصراع مع النفس والمجتمع.وتظهر ضرورةالاجتهاد في التعامل مع النص للتوفيق بين مطلقية النص وتاريخية الواقع.

    مضمون وادوات خطاب التجديد

    يبدو هناك اجماع حول المرجعيةالنصية ولكن الاختلاف واضح والتباين شاسع حول سلطة التفسير والتأويل والبحث عن معنى مقبول وكثيرا ما يتقاطع منهج ومنهجيةالتجديد اي تكون الظاهرة ثم ادوات فهم تكوينها، وتعتبرالعقلانية التي قال بها الشيخ محمد عبده مبكرا هي المضمون والوسيلة التي تستخدم في تجديد الخطاب الديني، وقدتأثر بعقلانية القرن التاسع عشر ولكنه حاول ان يؤصلها اسلاميا، وشرح في كتابه« رسالة التوحيد» دورالعقل في الحياة عموما مما جعل عبده يؤكد على ان الاسلام كان دائما دين العقل مضيفا ان القرآن هو السلطة التي تمكن الناس من تمييز الزائف الضار من المفيد النافع، وطالب ان يفسر القرآن والشرع بهدي وسلطان العقل الذي يرجع في حالة تناقض المعنى الحرفي للقانون والتفسير العقلي له وخلافا لكثير من رجال الدين لم ير أى حرج في تبني العلوم الغربية والتربية الغربية لانها مفتاح التقديم باعتبار ان رقيهم في الثروة والقوة سببه ارتقاء المعارف والعلوم، وكان مبدأ المصلحة الذي استنجد به من المذهب المالكي اداة تفسير وتبرير عملية مكنته بالتوفيق بين الاسلام والمدنية الحديثة واستخدمه في اصلاح وتحديث الشريعة وجاءت فتاوى الشيخ محمد عبده مراعية قاعدة المصلحة وان الدين جاء لكي يراعي مصلحة البشر ويحقق سعادتهم وتوازنهم في الدنيا لذلك يمكن ان نقتبس من الحضارة الاوروبية مايحقق مصالح المسلمين وغايات او مقاصد الاسلام.

    يرى حوراني ان محمد عبده حافظ على توتر دائم بين امرين لا يمكن فهم احدهما فهما تاما بالاستناد الى الآخر.. ولكن لكل منهما مطلب خاص به لا مفر منه «الاسلام الذي يذهب الى انه يعبر عن مشيئة الله في باب قواعدسلوك الانسان في المجتمع وحركةالمدنية التي لا مرد لها، المنطلقة من اوروبا والآخذة الآن في الانتشار عالميا والتي تفرض على الانسان بطبيعة مؤسساتها تصرفا معينا » .ويؤخذ على محمد عبده انه لم يتوصل الى نظرية نهائيةوكاملة في الاسلام تصلح لان تكون طريقة للنظر الى الاسلام والعالم. وكانت النتيجة ان اتباعه لم يستمروا بنجاح في التوفيق بين طرفي المعادلة وركز بعضهم على جانب علي حساب الجانب الاخر ، فالبعض اتجه الى موقف اقرب الى السلفية والحنبلية بسبب تأكيده على جوهر الاسلام الثابت ومتطلباته المطلقة. ومال فريق آخر الى التركيز على المدنية الغربية مما اوحي بعلمانيته ومحاولة فصل الدنيا عن المجتمع باعتبار ان لكل منهما حيزه الخاص، ومن بين هؤلاء قاسم امين في معالجته لقضية المرأة.



    ظل محمد عبده بعيدا عن الموضوعات ذات الطابع الفلسفي في الدين وبقي عمليااكثر منه منظرا او متفلسفا اذ يلاحظ ان الموضوعات التي شغلته لم تكن تتطلب اكثر من الاجتهاد ضمن قيود النص نفسه لانه اختار البحث والتجديد في المعاملات ولم يتناول العبادات الا فيما يتعلق بالاشكال وليس ثوابت العبادة وينطبق نفس الشئ على العقيدة ويلاحظ حوراني ان انتقائية محمد عبده تتضمن تهربا من الاسئلة الصعبة وعلى سبيل المثال فهو لم يواجه ابدا قضية خلق القرآن وهي قضية اساسية في علم الكلام الاسلامي ويقول بانه حذف في الطبعات اللاحقة لكتابه « رسالة التوحيد» مقطعا ظهر في الطبعة الاولى يؤيد خلق القرآن ونفى كثيرمن الباحثين والمفكرين صفة الفيلسوف عن محمد عبده رغم ان عثمان امين حاول ان يظهره كفيلسوف ويعارضه عاطف العراقي بانه لا يعدفيلسوفا لقد انقطع وجود الفلاسفة العرب بعدوفاة الفيلسوف ابن رشد في العاشر من ديسمبرعام 1198 ولا نجد فيلسوفا عربيا طوال ثمانية قرون حتى الآن ومن قبيل المبالغة ان نقول عن محمد عبده انه يعد فيلسوفا، ولكن يرى انه ترك العديد من الآراء ذات الروح الفلسفية.

    قصدت من تتبع سيرة محمد عبده الفكريةالقول بان اكثر الاصلاحيين والتجديديين تأثيرا لم يبلغ الجرأة الكافية التي تجعله يقتحم القضايا الدينية بطريقة اكثرجذرية ويعود ذلك الى هزيمة او تراجع العقلانيةالتي حاول محمد عبده ونظراؤه احياءها كوسيلة للتجديد الديني، وعرف التاريخ الاسلامي المدرسة العقلانية ممثلة في المعتزلة، ولكن يمكن القول بلغتنا الحالية انها عقلانية شمولية تحالفت مع السلطة بقصد فرض اتجاهها الفكري من فوق وانهزمت المدرسةالعقلانية وبرزت المدرسة الاشعرية المتحالفة مع التصوف طوال هذه الحقب الماضية حتى وصل العالم الاسلامي الى هيمنة الفقه البدوي كما اسماه الشيخ الغزالي وشهدت العقود الاخيرة اجتهادات مايسمى بالصحوة الاسلامية ولكنها ابرزت تسيسا فائضا على حساب الكسب الفكري والاجتهاد المتجدد.



    فاقم سوء وضعية التجديد الديني مجئ بعض المحاولات من خارج المؤسسة الدينية ومن غير رجال الدين الرسميين فقد تطرق اكاديميون في ميادين الفلسفة والانثروبولجيا والعلوم السياسية الى ضرورة اعادة النظر في بنية التفكير الديني، امثال محمد اركون ومحمد عابد الجابري وحسن حنفي وفضل الرحمن وعلي شريعتي وكل هؤلاء لايمثلون تيارات قوية مؤثرة وتظل افكارهم نخبوية التأثير والانتشار، ويتغلب الحركيون على الفكريين لذلك يسود في الساحة من يدعون الى استراتيجية العمل الاسلامي اكثر من الداعين الى اجتهاد مختلف او فقه جديد او لاهوت تحريراسلامي ولا يتمسك الكثيرون بالحراك الفكري و الحركات الاجتماعية كرؤية فكرية، يكتب احدالاسلاميين بان الفكرالاسلامي المعاصرالذي عبرت عن بعض جوانبه ثورات وحركات ليس مجرد اتجاه فكري في الامة وانما هو مشروع حضاري متكامل مطروح لقيادة الامة والتطبيق العملي وله ارضية ثابتة وعميقة داخل ا لمجتمع نفسه ومن المفارقة والتناقض ان هذاالتوجه الحركي والعملي الذي يعتبر ان الاسس الفكرية او العقيدة ثابتة ومطمئنة وما نحتاجه هو الفعل قد ساهم في علمنة الدين على مستوى الواقع - رغم المظهرية والشكل، وليس على مستوى الخطاب او الفكر، فالمجتمعات الاسلامية تعلمنت في جوهرها من خلال عملية العولمة والاقتصاد والهيمنة الجديدة وهذا يفسر التأزم الذي ادى الى العنف المتزايد ليعبر عن خطاب الازمة والعجز.

    يذهب بعض المستشرقين بعيدا في توصيف الجمود الفكري الراهن باعتبار تصنيف الاسلام كدين لا يقبل التغييروالحركة وينسب واط عددا من الخصائص والتي تبدو وكأنها طبيعية وفطريةوجوهرية ولا يغيرها الزمن ولا التاريخ فهويفترض ان الصورة الذاتية التقليدية للاسلام ترى العالم ثابتا لا يتغير لان الطبيعة الانسانية ثابتة.. كما اسلفنا في المقدمة وبالتالي لاتظهرمشكلات جديدة وهذا يسقط الحاجة الى مراجعة اساسية في الشريعة او الاصلاح في الدين، بسبب الاكتمال النهائي ولو افترض ثبات الطبيعة البشرية هذاالمفهوم الغامض فان المجتمع البشري يتطور هذا ما يعمي اصحاب الرؤية التقليدية عن ادراك مشكلات المجتمع البشري التي خلقتهاالانجازات التكنولوجية مثلا ومن ناحية اخرى غياب المسلمين عند ميدان الفلسفة منذ ابن رشد وهذا ثابت آخر في العقل أو الفكر، السبب الثاني الذي يورده واط لتوقف التجديد الفكري يرجع الى فهم مقولة خاتم الاديان اي ان الاسلام لديه الحقيقة النهائية في الدين والاخلاق هذا يقود الى السمةالثالثة وهي الاكتفاء الذاتي للاسلام وعدم حاجته الى اضافات من خارجه واخيرا بقي النموذج المثالي للاسلام في مجتمع الرسول في المدينة اي حدث في الماضي ولايوجد في المستقبل.

    هذه النظرة التي لا تخلو من مركزية ثقافية تجاه الاسلام وجدت قبولا في الفترة الاخيرة مع انتشار الحديث عن صراع الحضارات ومع تقديم الاسلام كخطراخضر البديل للخطرالاحمر الذي سقط مع حائط برلين كما ان العنف الذي تمارسه بعض الجماعات المتطرفة يضر بصورة المسلمين والاسلام فللمسلمين قضية في هذا العالم الذي همشهم بسبب تخلفهم الاقتصادي والتكنولوجي والعلمي ولم يعدوا يلعبون دورا مهما في النظام العالمي الذي يتشكل كما ان هذه الجماعات المتطرفة تعاني ازمة الفقروالهوية المهددة. ولكنها لجأت للحلول والبدائل الخاطئة بسبب غياب فكر اسلامي حديث ومتجدد، ووجدت ضالتها في فقه سلفي وفكر تقليدي مغلق منعزل عن التطورات التي يعيشها العالم حولهم، لانها لا تمتلك القدرات الفكرية العالية ولا شروط الحياة الكريمة التي تمكنها من امتلاك رؤية اكثر عقلانية لهذاالكون.

    نقلا عن الصحافة




                  

08-25-2003, 04:45 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول ضرورة تجديد فقه المرأة في الإسلام (Re: ودقاسم)


    طالبات عائشة يطالبن بتجديد فقه المرأة في الإسلام
    عثمان الرواف

    قرأت في الانباء مؤخرا عن كتاب نشره امام مسجد في جنوب اسبانيا حول المرأة في الاسلام، ولقد تضمن الكتاب موضوع ضرب المرأة وعقابها وقدم تفصيلات مستفيضة حول اسباب هذا الضرب واساليبه وانه ينبغي ان لا يحدث جروحا او ندوبا او اوراما في المرأة المضروبة. وعلى الرغم من كل الجهود التي حاولها امام المسجد مؤلف الكتاب لتوضيح مستلزمات وضرورات الضرب وطرقه البسيطة غير المؤلمة، فلقد ادى الكتاب ـ كما قرأت ـ الى اثارة موجة عارمة من الغضب في اسبانيا خاصة بين الجمعيات النسوية الاسبانية. ولقد قرأت مقالا لكاتب اسلامي محافظ ومعتدل ينتقد فيه الكتاب ويتهم مؤلفه الداعية بتقديم صورة مشوهة عن الاسلام. فقد كان اولى بإمام المسجد ـ كما يقول الكاتب الاسلامي المنتقد ـ ان يتحدث عن التدرج الذي امرنا به الاسلام من الزجر ثم الهجر في المضاجع ثم الضرب والذي وصفه عبد الله بن عباس بأن اداته (السواك) او المنديل، وخلص منتقد الكتاب الى القول بأن مثل هذه الكتابات «تخدم مخططات المعادين لهذه الامة».
    ومع كامل تقديري للكاتب الاسلامي المنتقد الذي تربطني به زمالة وصداقة وثيقة تجعلني على معرفة تامة بحرصه الشديد على توضيح الاسلام الصحيح لغير المسلمين وخاصة في الغرب، فإن قضية المرأة في الاسلام وكيف ينظر المسلمون وغير المسلمين لعلاقة الرجل بالمرأة في الاسلام هي قضية معقدة قديمة جديدة وتحتاج الى معالجة فقهية وفكرية جادة من جميع فقهاء ومفكري العالم الاسلامي. فمسألة ضرب المرأة في الاسلام على وجه التحديد وكيف ينظر لها ابناء الغرب لم يعد بالامكان مناقشتها مع غير المسلمين ومع الكثيرات من المسلمات ايضا ضمن منهج الضرورة والمبررات وتوضيح اساليب الضرب البسيطة غير المؤلمة. فالنقد موجه لمبدأ ولفكرة الاهانة التي تلحق بالمرأة نتيجة الضرب مهما كان ناعما ومهما كان غير مؤلم. فلا محاولة مؤلف الكتاب الخاصة بذكر اسباب وضرورات واساليب الضرب ولا محاولة ناقد الكتاب الخاصة بذكر مسألة التدرج من الزجر الى الهجر ثم الضرب كافيتان الآن في مطلع القرن الواحد والعشرين لمناقشة هذه المسألة الشائكة مع ابناء الغرب وتوضيحها لهم. قبل عدة سنوات شاركت مع مجموعة من الاساتذة العرب والمسلمين في ندوة عن الاسلام والغرب نظمتها جامعة واشنطن في مدينة سياتل الامريكية. واثناء المناقشات التي اعقبت تقديم البحوث وجه احد اساتذة الجامعة، وكان تركيا مسلما كما قدم نفسه، سؤالا للمحاضرين المسلمين، وكنت واحدا منهم، عن رأيهم في مسألة ضرب الرجل للمرأة في الاسلام. فتعددت اجابات المتخصصين في الشريعة منهم والتي تضمنت توضيح اسباب ومبررات ضرب المرأة، وعندما استخدم احد اساتذة الشريعة قلمه وضرب يده ضربات خفيفة وقال للحضور: «هكذا يكون ضرب المرأة في الاسلام خفيفا غير موجع»، انفجرت القاعة بالضحك والاستغراب. وطلبت احدى المشاركات الاوربيات في الندوة من المحاضرين المسلمين تقديم اجابات افضل. فأطروحات التبرير والتوضيح لم تكن مقبولة بسبب وجود رفض اساسي بين مثقفي الغرب لمبدأ ضرب المرأة نفسه كما ذكرت آنفا. وافضل اجابة سمعتها في تلك الندوة من أحد المحاضرين المسلمين على هذه المسألة لم تحاول تقديم اي مبررات او توضيحات لقضية ضرب الرجل للمرأة في الاسلام ولكنها اكتفت بالتنويه الى ان ضرب الرجال للنساء في امريكا يفوق بكثير ضرب الرجال للنساء في اي مجتمع اسلامي. وفي أحد المؤتمرات السنوية التي تعقدها الجمعية الامريكية لدراسات الشرق الاوسط (الميسا) والذي انعقد في واشنطن قبل عدة سنوات، اذكر انني رأيت مجموعة من الشابات المسلمات وهن يوزعن على المشاركين في المؤتمر فتوى صادرة عن أحد علماء المسلمين المقيمين في كندا تحكم بتحريم ضرب الرجال للنساء. وقد سمعت في نفس المؤتمر مسلمة امريكية افريقية تنتمي لجماعة البلاليين تطالب علماء المسلمين بتحريم ضرب الرجال للنساء وذلك بالاعتماد على نفس الاساس الشرعي الذي تم فيه تحريم الرق في الاسلام. فلقد حرص الاسلام على تحريم الرق ـ كما ذكرت ـ استنادا الى الاصل الاسلامي الشرعي القاضي بتحقيق المساواة بين الناس. ولكن العبودية استمرت بالرغم من ذلك لفترة طويلة من التاريخ الاسلامي حتى اقدم العلماء على تحريمها بشكل قطعي. فلقد كان وجود الرق في التاريخ الاسلامي استثناء مرحليا ظرفيا ولم يكن مبنيا على اصل شرعي بالرغم من محاولة البعض الادعاء بان الشريعة الاسلامية تبيح الرق. فالمساواة بين الناس هي حكم واصل شرعي في الاسلام وعليه استند العلماء في تحريم الرق. وان علماء المسلمين كما قالت الباحثة البلالية مطالبون اليوم بالاعتماد على هذا الاصل الشرعي الرئيسي القاضي بالمساواة بين الناس وبالمساواة بين المرأة والرجل لكي يصدروا احكامهم بتحريم ضرب الرجال للنساء في الاسلام. فكيف تكون هناك مساواة بين الناس اذا لم تكن هناك مساواة بين الرجال والنساء؟ وكيف تكون هناك مساواة بين الرجال والنساء في ظل وضع يعتقد فيه الرجال ان الشرع يبيح لهم ضرب نسائهم؟
    ان قضية المرأة في الاسلام والجدل حولها بين المسلمين والغرب وبين المسلمين انفسهم هي قضية قديمة تعود الى القرن التاسع عشر وتتضمن نقاطا وجزئيات كثيرة ولا تقتصر فقط على موقف الاسلام من مسألة ضرب الرجال للنساء. وفي اواخر عام 1994 افردت مجلة الايكونومست البريطانية الشهيرة عددا خاصا لمناقشة موضوع الاسلام والغرب، ولم تكن عندها عمليات ارهاب القاعدة قد استفحلت. وذكرت الايكونومست في احدى مقالات ذلك العدد ان معالجة مشاكل المرأة في الاسلام هي المتطلب الثاني الذي ينبغي تحقيقه في العالم الاسلامي بعد التكيف والتطور الاقتصادي وذلك لكي تتوفر اسس وشروط التعايش والتفاعل بين المسلمين والغرب. ويلاحظ ان المتطلب الاول والاهم لتحقيق هذا التفاعل والتعايش في الوقت الحاضر اصبح يتمثل في القضاء على تطرف وارهاب بعض الحركات التي تدعي الاسلام. ولكن مسألة التطرف والارهاب هي ظاهرة عابرة في المجتمعات الاسلامية ولن تدوم طويلا واما قضية المرأة فسوف تبقى قائمة، لأنها تمتد الى جذور اجتماعية قديمة وتحتاج الى معالجة اساسية. وان معالجة قضية المرأة في الاسلام لا ينبغي ان تحدث لأن الغرب ومنظمات حقوق الانسان في العالم يطالبون بتحقيق المساواة بين الرجال والنساء في العالم الاسلامي ولكنها ينبغي ان تحدث لوجود اسباب ومتطلبات في المجتمعات الاسلامية تستدعي حدوثها. فهناك ضرورات اجتماعية وسياسية واقتصادية تستلزم معالجة مشاكل المرأة في العالم الاسلامي. فالمجتمعات الاسلامية تعاني من خسارة اقتصادية كبيرة لأن نصف طاقاتها الاقتصادية البشرية معطلة او غير مستثمرة بالشكل الامثل. ولكي نبدأ في معالجة مشكلة المرأة في الدول الاسلامية ينبغي ان نعترف بوجود المشكلة اولا ولا نوهم انفسنا بأن وضع المرأة في مجتمعاتنا الاسلامية هو افضل من المجتمعات الاخرى. صحيح ان الشريعة الاسلامية قد اعطت المرأة في الاسلام حقوقا لم تتمتع بها نساء الغرب حتى الآن، ولكن الممارسات الفعلية في بعض المجتمعات الاسلامية قد حكمت على الكثير من هذه الحقوق بوقف التنفيذ. لقد سمعت هذه المقولة من مجموعة متزايدة من الفتيات المسلمات اللائي يتحدثن في مؤتمرات دولية ويطالبن باعادة فهم بعض النصوص الشرعية المتعلقة بالمرأة لأن بعض تفسيراتها الحالية ـ كما يعتقدن ـ تسهم في تدعيم بعض المفاهيم غير الصحيحة عن وضع المرأة في الاسلام. وبعضهن ـ مثل الدكتورة رفعت حسن عضو هيئة التدريس في جامعة لوتيل الامريكية ـ يعتقدن ان القيام بهذه المهمة الشاقة لن يتحقق بالشكل الامثل الا اذا تبنته النساء المسلمات انفسهن. ولهذا فإن بعض المفكرات المسلمات الجدد يتوجهن بالدعوة للنساء المسلمات للتخصص بالشريعة لفهم الموقف الاسلامي الصحيح من المرأة. انها دعوة تطالب بوجود فقيهات في الاسلام يسرن على نهج عائشة رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم. ولقد لفت انتباهي سماع بعض الفتيات المسلمات يستشهدن في بعض المؤتمرات الدولية بأقوال السيدة عائشة التي ترفض رواية الحديث الخاص بالتشاؤم من المرأة وتقدم رواية اخرى مغايرة لها. هذه الدعوة الجديدة لاعادة فهم بعض التفسيرات الخاصة بالمرأة في الاسلام والصادرة عن طالبات مدرسة عائشة ـ اذا صح التعبير ـ ينبغي ان تحظى بأهمية خاصة في العالم الاسلامي وان تحظى بانتباه علماء المسلمين. ولا يمكن النظر لهذه المطالب ضمن سياق المؤامرة على المرأة وقيمها واخلاقها في العالم الاسلامي. فعندما تقف خمس مسلمات محجبات في احد المؤتمرات الدولية احداهن كندية من اصل لبناني والثانية امريكية افريقية والثالثة سيدة اعمال من ماليزيا والرابعة فرنسية تونسية والخامسة طالبة مصرية ويطالبن بتجديد فقه المرأة في الاسلام فلا يمكن ـ كما اعتقد ـ تجاهل هذه الدعوة او الاعتقاد بأن القصد منها هو معاداة الامة الاسلامية او الهجوم على الاسلام. وعندما تنتقد مثل هؤلاء الفتيات المسلمات الملتزمات وضع المرأة الاقتصادي والاجتماعي والوظيفي في الدول الاسلامية فلا يمكن وصف انتقادهن ودعوتهن للاصلاح بأنها جزء من مؤامرة على المرأة في الاسلام. فلقد خذلتهن المؤسسات الاسلامية التقليدية المحافظة فاتجهن الى المؤتمرات العلمية الدولية للتعبير عن انفسهن وعن افكارهن. فهل يتنبه علماء العالم الاسلامي لضرورة واهمية الاستماع لاصواتهن التي تطالب بتجديد فقه المرأة في الاسلام؟
    من الشرق الأوسط
    http://www.asharqalawsat.com/view/leader/2003,08,25,189075.html
                  

08-25-2003, 08:59 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الاخت مهيرة . اعتقد انه من المعلوم لديكم ان الدين الاسلامي يعلي كثيرا جدا من قيمة المسؤلية الفردية عن الافعال و الافكار لا يقبل الله جل و علا تحميل الاخرين مسؤلية ما تفعل او تعتقد لان التكليف في الاسلام فردي جدا و لقد ورد في الحديث عن النبي (ص) البر ما اطمأنت اليه النفس و الاثم ما حاك في النفس و كرهت ان يطلع عليه الناس . والاية (لا تزر وازرة وزر اخري) وورد في الاثر ايضا استفتي قلبك و لو افتاك الناس و افتوك.
    اما عن العلم و العلماء هنالك كسب للعلم يتحقق بالتعلم و الناس مأمورين به وهو امر معلوم و هذا الكسب به دخن كثير و هنالك علم يتحقق بالتقوي و يسميه المتصوفة العلم اللدني علي حسب الاية ( اتقوا الله و يعلمكم الله) و معلوم ايضا ان التقوي رحمة من الله و ليست هنالك معايير لقياسها بعلم البشر الله و حده يعلم من هم الاتقياء و اهل القربي . لان الله وحده يعلم خائنة الانفس و ما تخفي الصدور. لذلك حتي اذا احسست بجهل لامر ما عليك بالسعي لتعلمه و يجب الا ننتظر الاخرين ليجتهدوا لنا و يفكروا لنا اما من قعد عن هذا الواجب المعلوم فنسأل له العون من الله و الرحمة.
    وبالمناسبة من تحصل علي الشهادات من البشر علي انه عالم بالدين عليه الا يزعم انها شهادة من الله بالعلم. و اقول ان كل من هو موجود الان فيما يعرف مثلا بهيئة علماء السودان هم ليسوا اكثر من فقهاء سلطان لا يفتون الا بما يرضي الحكام لانهم لو فعلوا غير ذلك لكانوا في في هيئة اخري او في معتقل او حتي قيد الاقامة الجبرية.
    اما عن العمل ( الالتزام بالشرع و التقيد بما امر الله ) هذا ابدا لا يعني انك قد امنت مكر الله الا ان يتغمدك الله برحمة منه . لكل ما سلف ذكره علينا دائما اعمال الفكر و اصلاح النوايا( الاعمال بالنيات)
    انا اعتقد في ان الثقافة عموما و منها الموقف الديني من الامور التي يمكن ان نجد لها تفس%
                  

08-25-2003, 08:59 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    الاخت مهيرة . اعتقد انه من المعلوم لديكم ان الدين الاسلامي يعلي كثيرا جدا من قيمة المسؤلية الفردية عن الافعال و الافكار لا يقبل الله جل و علا تحميل الاخرين مسؤلية ما تفعل او تعتقد لان التكليف في الاسلام فردي جدا و لقد ورد في الحديث عن النبي (ص) البر ما اطمأنت اليه النفس و الاثم ما حاك في النفس و كرهت ان يطلع عليه الناس . والاية (لا تزر وازرة وزر اخري) وورد في الاثر ايضا استفتي قلبك و لو افتاك الناس و افتوك.
    اما عن العلم و العلماء هنالك كسب للعلم يتحقق بالتعلم و الناس مأمورين به وهو امر معلوم و هذا الكسب به دخن كثير و هنالك علم يتحقق بالتقوي و يسميه المتصوفة العلم اللدني علي حسب الاية ( اتقوا الله و يعلمكم الله) و معلوم ايضا ان التقوي رحمة من الله و ليست هنالك معايير لقياسها بعلم البشر الله و حده يعلم من هم الاتقياء و اهل القربي . لان الله وحده يعلم خائنة الانفس و ما تخفي الصدور. لذلك حتي اذا احسست بجهل لامر ما عليك بالسعي لتعلمه و يجب الا ننتظر الاخرين ليجتهدوا لنا و يفكروا لنا اما من قعد عن هذا الواجب المعلوم فنسأل له العون من الله و الرحمة.
    وبالمناسبة من تحصل علي الشهادات من البشر علي انه عالم بالدين عليه الا يزعم انها شهادة من الله بالعلم. و اقول ان كل من هو موجود الان فيما يعرف مثلا بهيئة علماء السودان هم ليسوا اكثر من فقهاء سلطان لا يفتون الا بما يرضي الحكام لانهم لو فعلوا غير ذلك لكانوا في في هيئة اخري او في معتقل او حتي قيد الاقامة الجبرية.
    اما عن العمل ( الالتزام بالشرع و التقيد بما امر الله ) هذا ابدا لا يعني انك قد امنت مكر الله الا ان يتغمدك الله برحمة منه . لكل ما سلف ذكره علينا دائما اعمال الفكر و اصلاح النوايا( الاعمال بالنيات)
    انا اعتقد في ان الثقافة عموما و منها الموقف الديني من الامور التي يمكن ان نجد لها تفسيرا في يعرف بالصراع الاجتماعي و التحيز الطبقي .
    طه
                  

09-06-2003, 12:04 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: TahaElham)

    الاخ الفاضل الدكتور ياسر والمشاركون الافاضل
    تحياتى
    اولا:- اتفق معك فى قولك عن الدين الاسلامى:- (وإنما هو منهاج حياة للفرد بينه وبين ربه وبينه وبين أهله وأسرته وبينه وبين الناس، يتعين على كل فرد أن يعرفه وأن يمارسه.. كل مسلم عليه أن يعلم من أمور دينه ما لا تصح العبادة إلا به، وأن يعلم من شئون دينه ما يحتاج إليه.. )
    ولكن هذا القدر المطلوب من العلم بالدين لا يجعل كل مسلم عالم دين او فقيه،ولذلك اشار الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم-(من اراد الله به خيرا يفقهه فى الدين) وقوله:-(خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء) فهنالك علماء متخصصون فى العلوم الدينية كماهنالك علماء متخصصون فى العلوم الدنيوية،والا لقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:-المسلمون ورثة الانبياء-ولم يقل:-( العلماء ورثة الانبياء) واسألك يا دكتور ياسر وانت الملم بالكثير من العلم الدينى:هل تستطيع ان تقدم برنامجا -على الهواء للاجابة عن تساؤلات الجمهور- فى الفقه والعبادات والتفسير والحديث وغيره من العلوم الدينية اذا طلب منك ذلك؟ أنا لا استطيع ذلك لأننى لست متخصصة فى العلم الدينى رغم اننى مسلمة اعلم من امور الدين الاساسيات من اركان الاسلام وما لا تصح العبادة الا به،وشىء من الثقافة الاسلامية.
    هذا لا يعنى ان علماء الدين معصومون عن الخطأ فهم بشر، وفيهم اصناف منهم العلماء الثقاة الذين يخشون الله ولا يخافون فى الحق لومة لائم،ومنهم علماء السوء وعلماء السلطان،وانا عندما اتكلم عن علماء الدين اقصد الصنف الاول الذى يخشى الله. ووجود العلماء لا يمنع المسلم العام-واقصد به غير المسلم العالم- ان يتفقه فى الدين ويتثقف بالمعارف الاسلامية ما استطاع ،ولكن هذه الثقافة الاسلامية المطلوبة لن تجعله عالما من علماء الدين ما لم يسلك دروب التخصص ويتتلمذ على العلماء الثقاة المتخصصين فى العلوم الدينية. وكون ان الازهر او بعض علمائه قد اجاز الربا ،لا يجيز لنا ان نعمم ان كل علماء الدين علماء سوء وعلماء سلطة وجهلة ،ولا يعنى ان الازهر اصبح مؤسسة فاسدة ان فسد بعض علمائها فلنسم علماء السوء بأسمائهم ولنترك التعميم ففيه ظلم للعلماء الذي يخشون الله الذين اثنى عليهم الحق سبحانه وتعالى بقولهانما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور) مؤكد ان علماء السوء وعلماء السلطان لا يشملهم هذا الثناء الالهى!
    ثانيا:- مسألة(ملك اليمين) والتى تقول فيها ولا يجرؤ أحد من علماء المسلمين أن يقول بأنه تشريع إلهي وما إلى ذلك من مثل هذه الفتاوى) فقد قال عنها المرحوم العالم الجليل الشيخ متولى الشعراوى:-(اذا كانت لا توجد الآن من تنطبق عليها معنى الآية الكريمةوما ملكت ايمانكم)...فليس معنى هذا اضعاف للنص..فالنص الشرعى موجود..ان وجدت حالة طبق عليها..وان لم توجد فهو موجود للتطبيق متى وجدت الحالة.اذا فقول الحق سبحانه وتعالىوما ملكت ايمانكم) هو تكريم للمرأة ... سواء وقعت اسيرة فى الحرب ... او كانت جارية كما كان يحدث فى الماضى عندما كان الرق موجودا... لتحرر ويصبح ابنها حرا وتصبح زوجة لسيدها... وهكذا عالج الاسلام امراض المجتمع التى كانت موجودة حين نزل القرآن... والتى قد تحدث بعد ذلك... علاجا يحفظ للمرأة كرامتها وحريتها وعزتها وسيادتها.لكن هذه الحرب لا بد ان تكون حربا شرعية وليست حروبا سياسية او اهلية بين طوائف من الناس .... ولنا ان نتصور ما يمكن ان يحدث لامرأة سقطت اسيرة بين جيش من الغزاة. اراد الله سبحانه وتعالى ان يقى المرأة من هذا كله وهو وقع ومازال يقع(رغم انف حقوق الانسان ومعاهدات جنيف الخاصة بالاسرى!!)... وسيظل يقع فى الحروب القادمة...اراد الله برحمته ان يقى المرأة هذه الوحشية الرهيبة .. فأباح لأى رجل ان يتزوجها... دون التقيد بشىء فى العدد او غير ذلك... اى ان تكون زوجة زائدة...ومتى تزوجها اصبحت لها حرمة...واصبح لها من يحميها ويدافع عنها... واحترم الجميع هذا الزواج... فهل فى هذا اهانة للمرأة ... ام تكريم لها؟ وهل اذا وقعت امرأة اسيرة بين مجموعة من الجنود...وخيرت ان يفتكوا بها او ان تتزوج احدهم؟.. فأى العرضين تختار... بلا تردد ستختار العرض الثانى اى ان تكون زوجة لها كيان... وليست فريسة يفتك بها ثم تلقى فى الطريق .) انتهى
    لله درك ياشيخ الشعراوى! وعليك رحمته،وكثر الله من امثالك من علماء الدين الراسخين فى العلم الذين فهموا جوهر النصوص ومقاصد شريعة الله ، ولم يفسروها تفسيرا قاصرا بليدا لم يفهم من الآية الكريمةوما ملكت ايمانكم) الا -النقص من مكانة المرأة واذلالها- واشباع رغبات الرجال البهيمية!! بل تجرأوا على خالقهم-جل وعلا- وانتقدوا قرآنه الكريم بأنه يهين المرأة!!!!تنزه الله عما يصفون. بالله عليكم يا خلق الله هل يخطر ببالكم ان الخالق سبحانه وتعالى الذى خلق الناس من ذكر وانثى وكرمهم ذكورا واناثا يمكن ان يأمر الرجال بأهانة النساء واذلالهن واستغلالهن لاشباع الغرائز المنفلتة؟ تنزه سبحانه وتعالى عما يصفون . الخلل ليس فى النصوص بل فى العقول القاصرة التىلم تفهم حكمة النصوص! بل تجرأت بانتقاد آيات القرآ الكريم!
    ثالثا:-اتفق مع الاخ طه بأن شهادة البشر لعالم دين ليست شهادة له من الله سبحانه وتعالى على بلوغ درجة التقوى لأن التقوى فى القلوب ولا يعلم ما فى القلوب الا خالقها عز وجل،ولهذا فمن يصنف عالم سوء او عالم سلطان قد يكون فقيها وعالما بالحديث والقرآن وغيره من العلوم الدينية-نظريا- ولكن تنقصه التقوى وخشية الله لذلك هو يستغل علمه الدينى من اجل مصالحه الشخصية،وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال:-(عرضت على الذنوب كلها فلم ار فيها ذنبا اعظم من ذنب حامل القرآن وتاركه).وكذلك هنالك من يدعى بأنه تلقى العلم اللدنى للوصول الى نفس الغاية السلطوية الدنيوية،لأن البشر غير مطلعين على خفايا القلوب والله عز وجل وحده الذى يعلم صدق ذلك العالم من كذبه.
    واخيرا-اعزائى- الدين الاسلامى ليس فيه كهانة ولكن له علماء ثقاة يخشون الله مهمتهم تعليم الناس امور دينهم والاجتهاد لحل ما يجد من مسائل اعتمادا على الضوابط الشرعية-يعنى الا يكون الاجتهاد مخالفا لحكم شرعى او نص قرآنى،كما يحدث من اجتهادات بعض المفكرين الذين نصبوا انفسهم (مفكر اسلامى او عارف بالله) وهو لم يدرس الدين الاسلامى الدراسة المطلوبة وصار يفسر القرآن ويفتى فى الدين على هواه بحسن نية او بسوء نية.وانا عندما اذكر علماء الدين اقصد الاتقياء الثقاة المتخصصين،ولا اقصد علماء السوء او هيئة علماء بعينها.يروى ان الامام مالك رضى الله عنه اصدر فتوى ببطلان طلاق المقهور-يعنى واحد اجبر على تطليق زوجته- ولكن الخليفى العباسى امره الرجوع عن تلك الفتوى لأن الخليفة خشى ان يفسرها الناس على بطلان حكم بنى العباس وانهم اغتصبوا الحكم،ولكن الامام مالك رفض ان يتلاعب بالاحكام الشرعية على هوى الخليفة،فعذبه الخليفة وآذاه وسجنه ولكن امام دار الهجرة ظل على رفضه وفضل اغضاب الخليفة وارضاء الله !فأنا اقصد بعلماء الدين من كان على هذه الشاكلة وليس العلماء المتهافتون على ابواب الحكام والسلاطين الذين كثروا فى هذا الزمان الاغبر
                  

08-26-2003, 12:04 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)


    أشكر الأخ طه، على مساهمته أعلاه في التعقيب على مساهمة الأخت الكريمة الدكتورة مهيرة في الصفحة الأولى من هذا البوست، وأنا أتفق معه فيها تماما.. وقد وعدت بالعودة والتعليق على مداخلة مهيرة وها أنا أجد الوقت لذلك..

    تقول الأخت مهيرة:

    Quote: العلم الدينى :-
    وهو علم قائم بذاته، له فروع مختلفة من فقه وعقيدة وتفسير وحديث وقراءات وتجويد وغيره ،وله علماؤه المختصون ومعاهده وكلياته ومراجعه الخاصة . وعلماء الدين المؤهلون الثقاة هم الذين يقومون بالافتاء وتوضيح الاحكام الشرعية فيما يجد من مسائل ومشاكل معاصرة . كما انه هنالك عالم فى الذرة وعالم فى الهندسة فهنالك ايضا عالم فى الدين وكل له مجاله ومسئولياته ، ويجب الا يتغول احدهما على الآخر فيفتى عالم الذرة فى الدين مثلا الا اذا درس العلم الدينى واستحق فيه العالمية بجانب علم الذرة ،كذلك عالم الدين لا يتدخل فى عمل الطبيب الا فى حالة استفتائه عن مسألة طبية معينة .


    وأنا أختلف مع الأخت الكريمة مهيرة فيما قالته أعلاه.. الدين الإسلامي بالنسبة للمسلمين ليس تخصصا علميا كالتخصصات الأخرى التي أشارت إليها كالطب والهندسة والذرة، وإنما هو منهاج حياة للفرد بينه وبين ربه وبينه وبين أهله وأسرته وبينه وبين الناس، يتعين على كل فرد أن يعرفه وأن يمارسه.. كل مسلم عليه أن يعلم من أمور دينه ما لا تصح العبادة إلا به، وأن يعلم من شئون دينه ما يحتاج إليه.. وفي تقديري أن الدين الإسلامي قد تضرر كثيرا بعد أن دخلت إليه بدعة رجال الدين ورجال الفقه وعلماء السلطة ، وذلك لأنهم سلبوا المسلم العادي حق التفكير وبذلك جمّدوا الدين وحجّروه خاصة بعد أن أشاعوا، زورا وبهتانا، أن باب الاجتهاد قد قفل، بينما احتكروا لأنفسهم حق الفتوى حتى وصل الأمر بالأزهر على أيامنا هذه أن أجاز الربا.. وقد تنبأ النبي الكريم، عليه الصلاة والسلام، بحدوث بدعة رجال الدين للمسلمين عندما قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه.. قالوا أأليهود والنصارى؟ قال فمن؟ [يعني من غيرهم؟؟].. ومعلوم أن مؤسسة رجال الدين قد قعدت بشرائع هاتين الديانتين عن التطور مما أوجب أن يتم نسخهما بالديانة الخاتمة.. والإسلام نفسه جاء جامعا لخصائص اليهودية والمسيحية، بمعنى أنه يهودي مسيحي في نفس الوقت، ولكنه في يهوديته أرفع من اليهودية السابقة وفي مسيحيته أرفع من المسيحية السابقة، وهذا ليس موضوعنا هنا ولذلك لن أتوقف عنده.. ولكن يهمني هنا أن أقرر أن أول من عارض نبوات أنبياء بني إسرائيل المتواترون حتى سيدنا عيسى هم رجال الدين اليهودي الرسميون، الفريسيون والصدوقيون، بل إنهم قد قتلوا بعض أولئك الأنبياء.. وقد جاء ذلك في عديد الآيات القرآنية:
    الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (183) آل عمران
    لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) المائدة
    وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)البقرة

    ربما كانت الكهانة وفكرة رجال الدين مبررة في الأزمان الماضية لندرة القراءة عموما وقلة وسائل التعليم والكتابة، وهي قد كانت مهمة لحفظ الديانات على كل حال، ولكن في هذا الوقت فإن التعليم والكتابة والقراءة أمور ميسورة ويمكن لكل إنسان أن يعرف مسائل الدين، وتاريخ الأديان وكل التجارب الحياتية المتعلقة بالحكم الديني والصراع بين رجال الدين وبين الشعوب خاصة في فترات الانحطاط الديني كالقرون الوسطى..
    وفي تقديري أن الدين الإسلامي لن يسمو ويصير مقنعا لإنسان اليوم إلا بعد أن يتخلص من هذه الآفة، آفة رجال الدين الذين يحتكرون التفكير نيابة عن الآخرين، بحجة التخصص، ولن يسمو أيضا إلا إذا استطاع أن يخاطب العقول لا أن يطالب بمجرد الإذعان والطاعة العمياء من غير إعمال للفكر.. الفقهاء والنقلة يطالبون بالطاعة .. حاجة الإنسان اليوم لا يفي بها غير الدين الذي يخاطب العقل ويقنعه بجدواه..
    قد لا يكون هذا الكلام مقنعا للأخت الكريمة مهيرة وللذين يفكرون بطريقتها، ولكني على يقين أن تطور الحياة يسير في اتجاهه وسيكون المستقبل لصالح التفكير والحرية وليس لصالح التكفير والاعتماد على أقوال السلف..
    وشكرا
    وستكون علي عودة إن شاء الله
    في المرة القادمة سأحاول التعليق على نقاط الأخت الكريمة مهيرة التالية، وسأوردها عساها تثير تفكير الآخرين من المداخلين هنا..

    Quote: ثالثا :-
    العجز عن ايجاد الحلول للمسائل المستجدة ليس عجزا فى الدين :-
    وهنالك خلط فى نوعية هذه المسائل المستجدة وهى نوعين فى رأيى:-
    1-مسائل مستجدة ولكنها تتعارض مع اصول الدين ،وهى نتاج للفكر البشرى القاصر عن فهم الاوامر الالهية ،مثلا القوانين الوضعية التى تساوى بين المرأة والرجل فى الميراث او الشهادة ،فهذه القوانين لا مجال للمسلم ان يقبل بها اصلا مهما كانت المبررات وبالتالى لا يستطيع عالم دين ثقة ان يفتى بجوازها ويخالف بذلك نصا صريحا فى القرآن.
    2-مسائل مستجدة نتيجة الابحاث والتطور العلمى والتقنى فى المجالات التى تتصل بحياة البشر من زراعة وصناعة وطب وغيره ، وهذه يفتى فيها العلماء بالنصوص من القرآن والسنة او الاجماع والقياس فيما لم يرد فيه نص.
    الخلاصة :-
    تجديد الدين امر مشروع ودل عليه الحديث الشريف فيما معناه ان الله عز وجل يهيىء للامة من يجدد لها دينها كل مائة عام . ولكن المقصود من التجديد هو اعادة الدين الى اصله الجلى النقى كما نزل على الرسول الكريم وفسره صلى الله عليه وسلم وكان عليه اصحابه والتابعين لهم من السلف الصالح رضوان الله عليهم. وليس المقصود بالتجديد اجراء اى تغيير او تبديل لاحكام الله او الالتفاف عليها بحجة انها لا تصلح لانسان القرون الحديثة.
    يتميز الدين الاسلامى بأنه:-
    رسالة عالمية للبشر كافة وليست رسالة خاصة لشعب معين او محدودة بزمن معين كما كانت الرسالات السماوية السابقة لها
    الدين الاسلامى دين عقلانى يحث على العلم والتفكير ويعلى قيمة العلماء بل يجعلهم ورثة الانبياء، على شرط الا ينحرف هذا الفكر ويشكك فى الدين او يدعو الى عصيان اوامر الله عز وجل او عصيان اوامر الرسول عليه الصلاة والسلام ،كذلك الدين الاسلامى لا يمنع اى فكر لا يتعارض مع الفطرة السليمة لان هذا الدين هو دين الفطرة السليمة. والدين الاسلامى فيه متسع لاستيعاب كل المسائل المستجدة من امور الدنيا ولا يتدخل فيها ما دامت لا تمس العقائد او الاحكام الشرعية. قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن تلقيح النخل:-( انتم ادرى بأمور دنياكم) او كما قال عليه الصلاة والسلام.
    العقل البشرى بكل امكانياته الهائلة مخلوق وله حدود ويجب الا تغيب عنا هذه الحقيقة، حتى لا نناقش الاوامر مع الله سبحانه وتعالى وانما نطيعه فقط...اذا امر، كما فعل ابليس اللعين عندما امره الله بالسجود لآدم فعصى الامر وحاول ان يفلسف عصيانه لله عز وجل ،قال تعالى:-(قال مامنعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)
    اخيرا:-
    فلنركز على العمل ولنتعلم التقنيات الحديثة فى كل مجالات العلم التطبيقى ولنطبقها فى بلدنا السودان لننهض به ولنؤجل الجدل النظرى والفكر الفلسفى فى الوقت الحالى لأنه لن يفيدنا. وهذا هو رأيى
    والله ولى التوفيق
    تحياتى


    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 08-27-2003, 09:16 AM)

                  

08-26-2003, 04:53 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: Yasir Elsharif)


    شكراً للاخوين للأعزاء طه ومهيرة ود.ياسر، فإن حواركم حيوي وفي قمة التحضر. وهو يشي بما سيكون عليه الحوار المسؤول الحر في سودان ديقمراطي حر. وقد أعجبني بصورة خاصة ما قاله الأخ طه حين قال عن فقهاء السلطان:
    وبالمناسبة من تحصل علي الشهادات من البشر علي انه عالم بالدين عليه الا يزعم انها شهادة من الله بالعلم. و اقول ان كل من هو موجود الان فيما يعرف مثلا بهيئة علماء السودان هم ليسوا اكثر من فقهاء سلطان لا يفتون الا بما يرضي الحكام لانهم لو فعلوا غير ذلك لكانوا في في هيئة اخري او في معتقل او حتي قيد الاقامة الجبرية.
                  

08-27-2003, 10:00 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)


    السلام عليكم جميعا

    أعود كما وعدت بالتعليق على نقاط الأخت الكريمة مهيرة


    تقول الدكتورة مهيرة:
    Quote: وهنالك خلط فى نوعية هذه المسائل المستجدة وهى نوعين فى رأيى:-
    1-مسائل مستجدة ولكنها تتعارض مع اصول الدين ،وهى نتاج للفكر البشرى القاصر عن فهم الاوامر الالهية ،مثلا القوانين الوضعية التى تساوى بين المرأة والرجل فى الميراث او الشهادة ،فهذه القوانين لا مجال للمسلم ان يقبل بها اصلا مهما كانت المبررات وبالتالى لا يستطيع عالم دين ثقة ان يفتى بجوازها ويخالف بذلك نصا صريحا فى القرآن.


    من المعروف أن القوانين الوضعية قد قد حرّمت الرق واسترقاق الإنسان للإنسان، وهذا تطور محمود، ويجب على المسلمين أن يرحبوا به لأن أصل دينهم وجوهره ينادي به.. ولكن ما بال أقوام يصرون على إدانة هذا التطور بحجة أنه يتعارض مع أصول الدين، مع أنه في الحقيقة لا يتعارض إلا مع الشريعة الإسلامية المرحلية.. وأنا لا أمل توضيح هذه النقطة.. هناك فرق بين ما شرّعه ربنا للناس في القرن السابع وقامت عليه دولة المدينة وبين أصول الدين.. فمثلا الشريعة بها نصوص لتعامل المسلم مع زوجته ومع ما ملكت يمينه.. يقول تعالى:
    وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29)

    إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)

    فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)

    فمن يقول بأن الله يعلم حالة البشر ولذلك فإن ملك اليمين قرار إلهي لا يعرف الله ولا يعرف البشر.. إن الله لا يشرّع لنا في مستوى كماله هو، وإنما يشرّع للبشر في مستواهم.. وقد كانت البشرية في القرن السابع لا ترى في بيع الإنسان وشرائه بأسا.. ولكن البشرية في هذا العصر ترى أن بيع الإنسان وشراءه يعتبر انتهاكا لحقوقه الأساسية.. وهي ترى أن معاشرة إنسان لامرأة بحجة أنها مما ملكت يمينه غير مقبولة ويعامل من يمارس هذا الأمر معاملة من يقوم باغتصاب امرأة.. ولذلك فإن أي إنسان عاقل يستطيع أن يرى تخلف المسلم الذي يصر على ملك اليمين في هذا الزمن بحجة أن ذلك قول الله عز وجل.. ولو كان الدين الإسلامي قد وقف عند حد ملك اليمين، ولم يكن به مخرج يخرج المسلمين من التقيد بهذا النص القرآني الكريم لأصبح الدين الإسلامي أمرا من الماضي ولحق للمسلمين أن يبحثوا في القوانين والأعراف الوضعية عما يستقيم مع إنسانية الإنسان..

    بنفس الطريقة فإن من يقول بأن مساواة المرأة مع الرجل في الميراث والشهادة هي قرار إلهي نهائي جاءت به نصوص واضحة في القرآن، نسخت ما قبلها من نصوص، ولا يجوز الاجتهاد فيما فيه نص، هذا شخص لا يعرف الله ولا يعرف الإنسان.. هناك نصوص أخرى تسمح بالمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق، وليس أدل على أن الأصل في الدين هو المساواة من أن موازين الحساب يوم تنصب لا تفرق بين رجل وبين امرأة..

    ومرة أخرى، قد لا يكون هذا الكلام مقنعا للدكتورة الكريمة مهيرة ولمن يفكرون بطريقتها ويعتمدون على فتوى العلماء في مثل هذه الأمور، ولكنه أصبح اليوم بديهي لدي ولدى كثير من الناس.. والدليل على أن المستقبل سيكون للمساواة هو أن أمر ملك اليمين أصبح اليوم من الماضي ولا يجرؤ أحد من علماء المسلمين أن يقول بأنه تشريع إلهي وما إلى ذلك من مثل هذه الفتاوى العجيبة.. وكل ما أرجوه أن تقوم الأخت الكريمة مهيرة بمواجهة مسألة ملك اليمين وتحاول أن تفهم كيف أن الزمن والعرف الإنساني قد حرّمها قبل أن يحرّمها الفقهاء والعلماء الذين تحدثنا هي عنهم وتقول أنهم ورثة الأنبياء..

    وشكري وتقديري مجددا للدكتورة مهيرة وكل قراء ومشاركي البوست..

    والسلام

                  

08-27-2003, 03:54 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Reالعلاقة بين الرجل و المراة فبل الاسلام (Re: ودقاسم)

    من كتاب فاظمة المرنيسي(الجنس كهندسة اجتماعية) ص56
    الحديث التالي من البخاري الجامع الصحيح كتاب67باب36 ص428
    عن عائشة زوج النبي (ص) ان النكاح في الجاهلية كان علي اربغة انحاءفنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل الي الرجلوليته او ابنته فيصدقها ثم ينكحها و نكاح اخركان يقول الرجل لامراته اذا طهرت من ارسلي الي فلان فاستبضعي منه و يعتزلها زوجها حتي يتبين حملها من ذلك الرجل و نكاح اخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيجتمعون علي المرأة كلهم يصيبها و بعد ان تحبل تسمي من احبت باسمهو نكاح رابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون علي المراة لاتمنع من جاءها و هن البغاياو يتم الحاق بالذي يرون . بعث محمد(ص) فهدم نكاح الجاهلية كله الانكاح الناس اليوم
    ووردالحديث ( الجامع الصحيح باب 36ص423 ) قال(ص)ايما رجل و امراة توافقافعشرة بينهما ثلاث ليال فان احبا ان يتزايدا او يتتاركاتتاركا. و هذا هو زواج المتعة الذي حرمه عمر ابن الخطاب
    تكونت قبل الاسلام قاعدة للاقتصاد وراح ضحية هذا ضعاف الناس خاصة النساء و الاطفال نتيجة لانشغال الاشراف بشئون تجارتهم فتحللت عري القبيلة و شاع النهب و السلب و كان من الضروري تامين مسارات القوافل فعقدت قريش الايلافات( التحالفات التجارية) و لكن الاعراب حولوها لنوع من الابتزاز و قطع الطريق (الحرابة). لبي الاسلام هذه الحوجة الاجتماعية بالخروج بمفهوم الامة من ضيق افق القبيلة ثم تم توجيه المقدرة الحربية للجهاد حيث تم بناء دعائم اول دولة مركزية في جزيرة العرب و بالاخير تم التامين الراسخ لمسارات القوافل و خرج من محدودية الايلاف الي سعة العلاقات الدولية. كان من الضروي التشريع لزواج يؤكد مبدأ الابوة البيولوجية( لامور المواريث الي توربث الملك كما في الدولة العباسية و الاموية) وهنالك اهمية اخري للابوة البيولوجية التي تعد من عوامل هم البناء القبلي المحدود الي سعة مفهوم الامة الذي يتم بناءه علي الفرد المكلف
    طه
                  

08-27-2003, 05:29 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    بعد غيابي عنكم أعود وأحييكم فيما سمحت به الإجازة من وقت ، وقد وجدت أن الموضوع ما يزال يحظى بالتعاطي والتواصل من اخوة وأخوات كرماء ولقد جلست اليوم لأطلع على ماكتبه الأصدقاء عادل عبد العاطي وياسر الشريف وهوبليس والشريف ود.حيدر ، وقد دار الحوار شيقا وسلسا دون أن تتخلله حساسيات أو استعراض عضلات أو مناكفات ، وقد دللت بعض المشاركات على أن الموضوع يتخذ صفة العالمية ، فكثير من الناس تشغلهم ألأمور المستجدة في عالم اليوم ويرون أنها أصيلة في الاسلام وأنه كان من الواجب أن يكون المسلمون سباقين إلى رفع رايات حقوق الانسان والحريات الشخصية والديمقراطية ورايات العدل والمساواة لأنها كلها أمور من صميم الدين ، لكن أصحاب المصلحة الشخصية والفئوية والمحتكرين لأمر الدين والذين يرغبون في استمرارية هذا الاحتكار وحكام العالم الاسلامي الذين يحكمون شعوبهم متدثرين بعباة الدين خدمة لمصالحهم ومصالح ذويهم وطبقاتهم وانسياق المثقفين وراءهم سعيا لمصالحهم أيضا أحيانا وجبنا أحيانا ، كل هؤلاء جعلوا من المسلمين طبقة أسموها عامة المسلمين وحرموا هذه الطبقة من أي حقوق وحالوا بينها وبين عقلها بل حرموها حتى من العبادة النظيفة التي توصل الانسان إلى خالقه وتسمو بأخلاقه وترفعه درجات أعلى في سلم التفكير الدنيوي والديني ، واتبعوا مع هؤلاء سياسة التجهيل و الحرمان وأشغلوهم بمتاعب الحياة ومشقاتها وفرضوا عليهم الفقر وهو كافر وقاتل ، وانشق فريق آخر واتجه ناحية الاستعداء والمجابهة فأدخل الناس في شقاق نتجت عنه حروب لا قبل للإنسانية بها وكانت الهجمة أكثر تركيزا على المسلمين الذين لا علاقة لهم بما يجري إلا من باب ( ما فعل السفهاء منا ) ، وقد خطا العالم خطوات جادة نحو التغيير ونحو المساواة ونحو إقرار الحقوق ونحن دائما يفوتنا القطار ونعود بعد زمان طويل نلهث لنتمكن من اللحاق به ، لذا نجد أنفسنا دائما نقبع في آخر الصفوف
    وقد عرفنا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) كما عرفنا أيضا ( أن لو اسنقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) وغير ذلك عرفنا الكثير ، فهل استقمنا على الطريقة ، الطريقة تقول شيئا ونحن نفهم فهما آخر ، الدين أتى لسعادتنا ونحن نحيله إلى معوق لمسيرة هذه السعادة ، هل استطعنا أن نغير ما بأنفسنا ، ، هل هزمنا الأنانية وحب النفس والسغي للمصلحة الخاصة ، هل هزمنا ما يعتمل بداخلنا من إحساس بالتعالي والفوقية ، هل هزمنا العنصرية في دواخلنا ، هل بدأنا ننظر إلى المرأة كإنسان كامل أم أننا ما زلنا نكابر بتفوق الرجل عليها بالرغم من أننا نعلم تماما ما قامت بعه السيدة خديجة ، والسيدة عائشة ورابعة العدوية ومدام كوري وفلورنسا وكل نساء العالم اللائي نشطن من أجل حقوق المرأة وحقوق الانسان واللائي رفضن الرق في أمريكا ، وكل نساء العالم اللائي ناضلن من أجل تربية أبنائهن وشاركن في انتاج الحياة التي نعيشها ونستمتع بها ، وكل نساء العالم اللائي كتبن لنا الشعر والقصة والرواية ، هل غيرنا ما بأنفسنا تجاه المرأة ، استمع إلى من يسموا أنفسهم فقهاء وهم يرددون تكريم الاسلام للمرأة ، لكني أراهم يقلبون هذا التكريم إلى إهانة للمرأة ، يعتبرونها عورة ومصدرا للشك وجالبة للشؤم وناقصة عقل ودين وقاعدة بالبيت لا تتطلع إلى أكثر من ذلك ، ويحللون ضربها ويقرون عدم مساواتها بالرجل ، هل هذا هو التكريم ؟ لا والله إن التكريم الذي منحه الاسلام للمرأة يرد ضمن تكريم الله سبحانه وتعالى لبني آدم والمرأة نصف بني آدم ، فهي بشر سواء مع أخيها الرجل ولن تستقيم الحياة إلا بالاعتراف لها بهذا الحق كاملا غير منقوص ، وإذا لم نغير ما بأنفسنا فلن يغير الله ما بنا
                  

08-27-2003, 08:11 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    أشارك هنا بأضعف الإيمان، وذلك بنقل طرف من حديث الأخ ودقاسم، وبحث الجميع لمحاولة تسليط الضوء على ماجاء فيه من موضوعات هامة، قد تم التطرق لها بالتأكيد. ولكني أرى أن محاولة التركيز عليها، دون الإسراف في الخروج عنها، كما نفعل في الكثير من حواراتنا، ستجعل النقاش أكثر حيوية.
    والفقرة التي اقتبستها تناقش:
    1. أن التزام روح الدين يكون سبباً للسعادة الفردية والجماعية.
    2. يخلص التدين الفرد من التعالي العرقي والذكوري.
    3. يخلص التدين الفرد من الأنانية السفلى وتكريس المصلحة الذاتية على حساب المصلحة العامة
    4. الدين يساوي بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات.
    هذ ه النقاط تشتمل على لب أزمتنا الراهنة و لب الحلول لها. وهناك نقاط أخرى كثيرة يمكن أن نقرأها خلف السطور من مساهمة الأخ ودقاسم. ولهدف التركيز على النقاط بعاليه أورد الفقرة التي تمت الاستنتاجات منها بالاسطر أدناه:


    وقد عرفنا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) كما عرفنا أيضا ( أن لو اسنقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) وغير ذلك عرفنا الكثير ، فهل استقمنا على الطريقة ، الطريقة تقول شيئا ونحن نفهم فهما آخر ، الدين أتى لسعادتنا ونحن نحيله إلى معوق لمسيرة هذه السعادة ، هل استطعنا أن نغير ما بأنفسنا ، ، هل هزمنا الأنانية وحب النفس والسغي للمصلحة الخاصة ، هل هزمنا ما يعتمل بداخلنا من إحساس بالتعالي والفوقية ، هل هزمنا العنصرية في دواخلنا ، هل بدأنا ننظر إلى المرأة كإنسان كامل أم أننا ما زلنا نكابر بتفوق الرجل عليها بالرغم من أننا نعلم تماما ما قامت بعه السيدة خديجة ، والسيدة عائشة ورابعة العدوية ومدام كوري وفلورنسا وكل نساء العالم اللائي نشطن من أجل حقوق المرأة وحقوق الانسان واللائي رفضن الرق في أمريكا ، وكل نساء العالم اللائي ناضلن من أجل تربية أبنائهن وشاركن في انتاج الحياة التي نعيشها ونستمتع بها ، وكل نساء العالم اللائي كتبن لنا الشعر والقصة والرواية ، هل غيرنا ما بأنفسنا تجاه المرأة ، استمع إلى من يسموا أنفسهم فقهاء وهم يرددون تكريم الاسلام للمرأة ، لكني أراهم يقلبون هذا التكريم إلى إهانة للمرأة ، يعتبرونها عورة ومصدرا للشك وجالبة للشؤم وناقصة عقل ودين وقاعدة بالبيت لا تتطلع إلى أكثر من ذلك ، ويحللون ضربها ويقرون عدم مساواتها بالرجل ، هل هذا هو التكريم ؟

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 08-27-2003, 08:21 PM)

                  

08-28-2003, 08:03 AM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    مما سبق يتضح ان هناك اربع انماط للزواج عرفها العرب قبل الاسلام و هي النكاح المعمول به حاليا و كل احكامه المعلومة و ثانيا الاستبضاع و هنا يحصل زوج المراة المعينة علي و لد من صلب رجل اخر وينسب المولود الي الاب غير البيولوجي أى للاب الاجتماعي و ثالثا زواج فيه المراة تضاجع رهطا و تختار ابا منهم لمولودها و زواج رابع يشبه البغاء لان المراة تضاجع الكثير من الناس و تختار القبيلة من تنسب اليه الولد و هنالك زواج المتعة الذي لا يشترط كفالة الزوج لزوجته او ابنها وهذا الاخير لا يعتبر من انماط زواج الجاهلية لام المسلون قد عملوا به الي ان اوقفه سيدنا عمر
    في انواع الزيجات عدا النكاح نلاحظ عدم الاهتمام بفهوم الابوة البيولوجية عدم اشتراط كفالة الرجل للمراة و عدم خضوع المراة لسطة الولي و لكنها تخضع لسلطة العشيرة و هي واولادها في كفالة القبيلة. و من المعلوم ايضا ان العرب قبل الاسلام لم يكونوا يلقون بالا لمسالة الزنا بل المفهوم نفسه لم يكن موجودا وكان الشرف ليس ذو صلة بالعفة بل الشرف يقاس بدرجة الدعة التي يستمتع بها الاطفال خاصة الذكور و النساء في القبيلة
    اعتقد ان ايقاف العمل بزواج المتعة كان ضروريا لانه يتناقض مع مفهوم الابوة البيولوجية الذي اعتمده الاسلام و تم تشريع قوانين المواريث علي اساس قرابة الدم الحقيقية.
    قبل الاسلام بقليل شهد النظام القبلي بعض الاضطراب و هذا الاضطراب ناتج عن بداية ظهور ما يعرف بين الاقتصادين ( بالاقتصاد التجاري) حيث لم تعد الفلاحة و الرعي كانماط اقتصادية كافية لتلبية احتياجات القبائل فبل الاسلام و هنالك سبب اجرائي حيث كان كبار التجار من الاشراف في انشغال كبير لاتمام تجارتهم و يستدل علي ذلك بالاتي انتشار اعمال السلب و النهب و استشراء ظاهرة وأد البنات لتفادي الاملاق ( و الذين يقتلون اولادهم من املاق الخ الاية). التجارة نفسها تشترط الحفاظ علي راسمال يساعد علي استمرارها و هذا يكون عادة علي حساب الانفاق علي الاطفال و النساء و من هنا يتضح الاثر السلبي لتراكم راس المال التجاري علي البنية القبلية .
    يتجلي الوضع المازوم لواقع العرب قبل الاسلام في الجهد العسكري الذي وحهه الفقراء لقطع طريق القوافل و قامت قريش بعقد الايلافات لتفادي ذلك و لكن الاتاوات التي يحصل رجال القبائل كانت باهظة و احيانا مهددة لاستمرار النشاط التجاري ( الاية لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء و الصيف .. الخ الاية).
    جاء الاسلام بمفهوم الامة الذي ينبني الاخاء فيه علي اساس الدين و ليس علي الاساس القبلي و معلوم ان فكرة انشاء الامة تعتمد بالاساس علي الفرد المستقل الذي تتحكم في سلوكه مجموعة من القوانين و الثوابت الاخلاقية ( المسلم اخ المسلم لا يظلمه و لايسلمه الحديث الشريف) و كل المسلم علي المسلم حرام الخ الحديث ) . السؤال ما هي الحلول التي قدمها الاسلام لازمات العرب حينها؟ تم الزام الاب البيولوجي بالانفاق علي زوجاته او زوجته و ابناءه بحكم القانون السماوي و هنا انتهت الازمة الاجتماعية التي عاشها الطفل و المرأة في ظل نظام قبلي متحلل العري و ثانيا تم توجيه جهد القبائل العسكري و تصريفه في الجهاد و ذلك ليكتمل بناء دولة الاسلام و هنا تتجلي الفائدة التي جناها التجار حيث انتهت الحرابة(قطع الطريق علي القوافل) وتمت حماية ملكيتهم بعد من التشريعات . وهذه واحدة من تجليات عبقرية الاسلام حيث جذب الدين الجديد الفقراء و المعدمين فضلا عن التجار و اهل الثروة . وهنا الفت انتباه القراء الي النقاط النيرة التي كتبها الاخ بكرى الجاك حيث دعي الي ضرورة تطهير التاريخ الاسلامي مما علق به من شوائب هي ليست غير متحجرات ظلت باقية في طبقات التاريخ الاسلامي من عهود ما قبل الاسلام و هذه هي الضمانة الوحيدة للحفاظ علي عالمية هذا الدين . و علينا الان الجلوس ليس لتجديد الدين فحسب بل تأسيا بالنبي (ص) علينا تقديم الحلول المنطلقة من ثوابت الاسلام و مبادئه العامة للازمات التي نعيشها الان في الدولة القومية( الحريات و التنمية و المساواة و احترام كرامة الانسان و انهاء الحروب و اشاعة الامن و فكر السلام). وكنت قد كتبت فيما مضي ان وجود نظام توريث الملك في الدولتين الاموي العباسية وعند الفاطمين و الايوبيين و المماليك ليس امرا يحتاج لمخارج فقهية بل هو طريقة الحكم التي اتبعها البشر في ذلك الزمن من مسيحين و اهل ديانات اخري لذلك علينا الالتزام كما فعل السلف الصالح بعدم الشذوذ البشرية في انشاء انظمة حكم هي ليست اكثر من الدولة المدنية التي ينعم الناس فيها بالحرية و التنمية و الفرص المتكافئة رغم التباين العرقي و الديني داخل الدولة القومية
                  

08-28-2003, 12:31 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    لكم التحية جميعا
    أود مجددا توجيه الشكر للأستاذ طه الذي أثرى حوارنا بكتاباته الجادة وكنت أود من الأخت مهيرة أن تستمر في الحوار معه ومعنا فلها الشكر أيضا على مساهمتها ولعلها تعود
    وللدكتور حيدر جزيل الشكر فقد أخرج من فسيخنا شربات وقدمها للجميع وحقيقة أن النفس الأمارة بالسوء لا يمكن ترقيتها إلا بالتربية الجادة وهذه التربية لن تتوفر في ظروف الدولة الظالمة المحتكرة لفئة ضالة لا تهتم إلا بأفراد الفئة نفسها ، وحتى اهتمامها بهذه الفئة هو اهتمام قاصر لأنه ليس اهتماما تربويا سليما ولا يهتم إلا بالجانب المادي ، أما الجانب الروحي والأخلاقي فإنهم غير مهتمين به البتة إلا من جهة الشكليات التي يتدثرون بها لتستر عوراتهم من فضول العامة الذين تم تغييبهم بالكامل وعزلوا عزلا تاما بإدخالهم في دائرة الفقر المتسعة وإشغالهم بالبحث عن ما يمكن أن يقيم أودهم ويجعله أحياء كالأموات ولا حيلة لهم عير ذلك فقد سلبت حرياتهم وحوصرت تنظيماتهم ومنعوا من أي نشاط ثقافي أو سياسي أو اجتماعي وتراكم عليهم القهر فإما أن يظلوا ينبشوا القمائم بحثا عن طعام وإما أن يغادروا البلاد إلى غير رجعة ، ودعوة د.حيدر للتركيز على الجوانب التربوية في الدين هي دعوة هامة فالعبادات كلها إنما جعلت لتنقية النفس البشرية والآيات والأحاديث توضح ذلك
    إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
    خذ من أموالهم صدقة تزكيهم وتطهرهم
    من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه
    حديث أرأيت إن كان بباب أحدكم نهرا يغتسل منه كل يوم خمس مرات أيبقى من درنه شئ
    وغير ذلك كثير مما يوضح أثر العبادات في ترقية النفس ، والفكر الصوفي يفيض بالأذكار والممارسات العملية التي تجعل النفس البشرية تفيض شفافية وتواضعا وعفة وطهارة
    وهذه حكاية صوفية من الذاكرة
    خرج أحد طلاب العلم - الذين كانوا يدرسون على يد الشيخ عبدالباقي راجل طيبة - إلى منطقة تكثر بها الأشجار خارج طيبة للقاء عشيقة له - وأناأعرف الرجل شخصيا فقد عايشته وهو شيخ كبير وجليل - ولما كان الوقت موعد صلاة العشاء وكان الشيخ عبد الباقي يقف ليؤم المصلين والتفت ليقول لهم ( استووا ) فلاحظ أن هذا الشاب غير موجود ، وبعد الصلاة بفترة قصيرة رجع الشاب وهو يلهث ويطلب من الشيخ الصفح والعفو ويعلن عن توبته ، فسأله الشيخ عما به ، فرد الشاب أنه عندما اختلى بعشيقته كان كلما هم بمعانقتها يجد رجلا يحول بينه وبينها ، فيسأل الشاب الرجل : من أنت ؟ فيرد الرجل : أنا عبد الباقي ، وقد حاول الوصول إلى عشيقته من كل جانب فيتكرر نفس الشئ فتركها ورجع ليعلن توبته بيم يدي الشيخ ، رحم الله الشيخ عبدالباقي ورحم الله صاحب القصة
    لاحظ كيف يستتب الأمن وتحتجب الرزيلة وتدحر الفاحشة دون تدخل من عسكر أو شرطة أو من يدعون أنهم آمرين بمعروف أو ناهين عن منكر
    واتفق مع الاستاذ طه وأعتقد أن راي كل عاقل وهو أن الدولة الدينية فتنة وأنها تكون دولة فوقية في غياب التربية والعدالة والمساواة وهي دولة إكراه ودولة فئة مستبدة ومغتصبة تتدثر بثوب الدسن والدين منها بريء ، والتجارب تغنينا عن مشقة البحث والتدليل
    والدولة المدنية القومية الديمقراطية هي الدولة المناسبة لأنها تتيح المساواة والعدالة وبالتالي تتوفر بيئة طيبة للتعبد والتربية على أساس ( الدين المعاملة ) وسنجد أنفسنا نعيش في وسط يعلي من شأن الانسان ويحقق تكريم الله له وسنجد الناس تفد على الإسلام وتأتي إليه طوعا ، والدولة المدنية هي الدولة التي يزدهر فيها العلم والبحث العلمي وتزدهر فيها الفنون والآداب وتكتنفها ثورة ثقافية تمحو الأمية وتنير الطريق إلى الفضيلة والعلم والتربية السليمة التي تدعو الإنسان إلى العيش ضمن المجموع الإنساني دونما أنانية أو تعالى أو عنصرية أو ظلم أو غيره من منغصات سعادة الإنسان ولن يكون ذلك عملا سحريا يظهر بمجرد تبني الدولة المدنية إنما سينتج عن تفاصيل النظام المدني القومي الديمقراطي وما يتيحه من حريات وما يبينه من حقوق للأفراد وواجبات عليهم ، وستكون الواجبات بقدر مقدرة الفرد كما ستكون الحقوق بقدر حاجة الفرد ، فيكثر الانتاج وانتشر الخدمات بفعل الممارسة المسئولة الني يراعيها كل افراد المجتمع ، وسيكون الراعي مسئولا فعليا عن الرعية يهتم بالبغلة التي تعثر بأطراف البلاد ، وإلا فإن الرعية سيكون لها الحق المطلق في إبعاد ذلك الراعي المقصر عن متطلبات الرعاية والإتيان بغيره سلما لا حربا
                  

08-29-2003, 06:10 AM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعدد الزوجات (Re: ودقاسم)

    نقلا عن كتاب فاطمة المرنيسي ( الجنس كهندسة اجتماعية.ترجمةفاطمة الزهراء زريول. اصدار المركز الثقافيالعربي.. نشر الفنك) ص52
    لقد عارض النبي (ص) قرار صهره علي في التزوج من امراة ثانية علي فاطمة الزهراء ( ... لا اذن ثم لا اذن ثم لا اذن ال ان يريد ابن ابي طالب ان يطلق ابنتي و ينكح ابنتهم فانما هي بضعة مني يريبني ما ارابها و يؤذيني ما اذاها)
    الحديث من البخاري الجامع الصحيح كتاب 67باب109 ص453
    و الاية ( فابكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع و ان خفتم الا تعدلوا فواحدة)
    مسالة اشتراط العدل واضحة كضمانة لمن اراد ان تعدد زوجاته و العدل بين زوجات شعور ذاتي و احساس الزوجات بالعدل ايضا شعور ذاتي ايضا. اليس الاوفق لمن يتحرى الصدق مع نفسه الا يمارس هذا الفعل مهما دعت الضرورة
    طه



    0
                  

08-30-2003, 05:16 AM

HOPELESS

تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 2465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعدد الزوجات (Re: TahaElham)

    up
                  

09-03-2003, 09:46 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    لماذا نظل نلهث في نهاية صف التطور الانساني ؟
    لماذا نكون آخر من يوقع على وثيقة حقوق الانسان ؟
    لماذا نكون آخر من ينضم لمنظمة التجارة العالمية ؟
    لماذا تنشأ الوحدة في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن نتبنى نحن مثل هذه الوحدة ؟
    لماذا قامت الوحدة الأوروبية ولم تقم وحدتنا التي تتوفر لها وسائل أفضل ؟
    أعتقد أن كل معاناتنا وكل آلامنا هي في الأصل ناشئة عن مصادرة حريات الشعوب وعن عدم المساواة وعدم العدالة وعن التجهيل المتعمد ، هناك أنظمة فاهرة وشعوب مقهورة ، القهر لا يمارس على مستوى العامة فقط ، إنما يمارس أيضا على العلماء ، ليصيحوا مشاريع علماء على المستوى النظري بدلا من أن ينطلقوا إلى العمل الفعلي ، هم مكبلون بكل ما تفرضه السلطة الفوقية من أتاوات ومن قهر ومن ذل ، وهم مكبلون بأنانيتهم وحبهم للحياة فيكتفون بالفيلا والسيارة والمتعة الشخصية ، تجدهم يمارسون الدونية على الزوجات وعلى البنات ويقودون اطفالهم لينشأوا على نفس المنهج ، وينسى هؤلاء أنهم حاملي أمانة العلم ، وأن العلم يعتي التطور ، يعني الانعتاق من بؤرة التخلف ، يعني الانعتاق من الذل ، يعني الانطلاق إلى آفاق الحرية الشخصية والعدل والمساواة ، يعني الوصول إلى الصيغ المقبولة التي تكفل السلام والتعايش السلمي بين الشعوب وبين الأديان وبين الجنسين وبين الأعراق ، يعتي تمكين الإنسان من العيش في توافق داخلي مع النفس وتوافق مع مجتمعه الإنساني المحدود والمتسع
    لكن ذلك لن يحد ما دام علماؤنا لا يودون ولا يستطيعون قيادة حركة الانعتاق وقيادة حركة التطور وقيادة حركة التجديد ، الكثيرون ممن سبقونا عمدوا إلى التجديد ولم تكن وسائل المعرفة المتوفرة لديهم أفضل مما يتوفر لعلماء الحاضر ، وقد جابه هؤلاء السلطة وواجهوها بشراسة وقد فقد بعضهم حياته في سبيل توصيل فكرة علمية أو رأي ديني
    على علمائنا أن يتحولوا من حفظة نصوص إلى مفكرين ، وأن يملكوا الأجيال العقل الناقد وليس العقل الحافظ ، فالببغاوات تحفظ النص لكنها لا تفهم معانيه ، على علمائنا التمرد على كل مكبل لقدراتهم وعليهم الترفع عن الأنانية ، وعليهم توسعة مجالات التجوال العلمي ، وتسخير العلم لمصلحة بني آدم ، وليتقدم علماؤنا الصفوف ، وليسعوا بنا إلى طريق التجديد والتطور والانعتاق وسنجد شعوبنا تسير في نفس الاتجاه وستتحول إلى شعوب منتجة وعابدة لله تعالى

    أذكر بما قام به لينين حين انسدت ببعض الشيوعيين الطرق ، فعمد إلى البحث العلمي والتقكير المتعمق وكتب مؤلفه
    ما العمل
    ومؤلفه
    الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية
    نختلف مع بعض ما جاء به لكن التجربة الإنسانية جديرة بالاحترام وجديرة بالمدارسة وحري بنا أن نطلع عليها
                  

09-03-2003, 10:39 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    لافض فوك ياودقاسم وأنت تقول:

    على علمائنا أن يتحولوا من حفظة نصوص إلى مفكرين ، وأن يملكوا الأجيال العقل الناقد
    وليس العقل الحافظ ، فالببغاوات تحفظ النص لكنها لا تفهم معانيه


    ولكني أسألك، لماذا لا نحرر نحن العلم من علماء السوء، فيصبح كل فرد منا، مهما كان حظه من التعليم الرسمي، أو وضعه الاقتصادي، أو الاجتماعي "عالماً" بشؤون بيئته الطبيعية والاجتماعية في حدود مستطاعه. وستتمدد هذه الاستطاعة بالعمل بما نعلم.
    ألم يقل نبينا الكريم، الأمي، "من عمل بما علم أورثه الله علم مالم يعلم؟" بلى، قد قال. ألم يكن المتصوفة في السودان أكثر أثراً في نشر الدين الإسلامي وقيمه السمحاء بين أهلنا من علماء السوء، على الرغم من أن الكثيرين منهم بدأوا التصوف وهم أميون؟ بلى، قد كانوا.
    يجب ألا نترك ديننا للعلماء بزعمهم. يجب أن نعمل بما نعلم لنصبح كلنا علماء، كل واحد منا بقدر تطبيقه لما يعرف من الدين. هذا هو الطريق العلمي والعملي الوحيد الذي سيؤدي بنا إلى التحرر من علماء السوء، وإلى تحرير طاقاتنا ومواردنا من قبضة أهل السوء. أذا فعلنا ذلك فإننا سنقدم للعالم نموذجاً جديداً، قد يكون فيه القروي، الأمي، البسيط معلماً للأستاذ الجامعي المتحذلق، وللفقيه المتعالم. وقد يكون فيه العامل البسيط أقدر على حل مشلكة هندسية من مهندس وقف تعلمه لفنون مهنته عند حد حصوله على الشهادة الجامعية. هذا النموذج سيكون هو نتاج العقل الناقد المبدع البناء الذي تريده. ألا توافقني؟
                  

09-04-2003, 09:42 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجديد الفكر ، أم تجديد الدين (Re: ودقاسم)

    أخي حيدر
    لك تحياتي وكريم الود
    حقيقة أتفق معك تماما ، فالإنسان ، أي إنسان ، له دور في هذه الحياة ، وهو محاسب عند ربه بما يفعل في دنياه حين يسأله الله عن عمره فيم أفناه
    وقد سبقت أشارتي إلى أن للعامة دور ، ولا يعفى أحد من الاجتهاد ، ومن يشكو سوء الحال ومن يعرض مشكلة فإنه يقدم للإنسانية عملا لأنه يفتح عينها على مظلمة أو قصور أو خلل وبالتالي فإنه يكون قد عمل عملا جليلا ، كما ورد في بوست سابق بعنوان (اغرس عقلك في نهر العلم .......) أن المبدعين والعباقرة يمكت أن يخرجوا من مجموعات الرعاة والزراع الأميين ، وضربنا مثلا لذلك بالشعراء الأوائل وشعراء البطانة وبالحكمة الإنسانية التي طورت العالم وأوصلته إلى بدايات الكتابة والتسجيل ، نعم كل هؤلاء يمكن أن يسهموا بقدر طاقتهم ، وقد تعلمت وأنا طفل من أحد أقربائي وهو أمي حكمة عجيبة : قال الرجل وأنا حاضر استمع ضمن مجموعة من الناس أنه أحيانا يحاول النوم فلا يأتيه النوم ، فيشرع في قراءة سورة الإخلاص ( وطبعا سماها قل هو الله أحد ) وما أن أبلغ سبعا أو عشرا إلا وأجد نفسي نائما ، وللعلم هذاالرجل رجل عادي جدا وبسيط جدا ، وأنا أتبع نصيحته في هزيمة الأرق وأجد فيها راحة ومتعة
    وقد سبق أن أشرت غلى ما كتبه الأسقف نايريري الرئيس التنزاني السابق عن حكمة الأجداد ، وحاجتنا إليها وضرورة تجميع متفرقات هذه الحكمة ، وتطوير ما يمكن تطويره منها ، كما أورد نيريري رأيه في التعليم ومستوياته المختلفة وحاجة المجتمع إلى التنوع في المستويات التعليمية وضرورة وجودها إلى جانب التخصصات العالية ، ورد ذلك في ورقة قدمها نيريري لمؤتمر لا أذكره ، لكنها ورقة مشهورة وعنوانها ( التعليم من أجل الاعتماد على النفس ) education for self reliance
    وطلبت ممن يعرف شيئا مما قاله نيريري أن يقدمه لنا في هذا المنتدى لكن أحدا لم يستجب لذلك ، وأعتقد يا د. حيدر أن وديوسف قد يكون ملما بهذا الموضوع
    وقد طلبت من الاخوة الجمهوريين في بوست السنجك أن يقدموا لنا بعضا من اجتهاداتهم وبعضا من مما كتب الأستاذ محمود وأن لا يكتفوا بالنشر في موقعهم
    وكلامي عن العلماء - ولدي محاذير كثيرة من هذه التسمية - يمثل رغبة في إدخالهم إلى الحوار ، ومنذ بدأنا هذا الموضوع وحتى هذه اللحظة لم تشاركنا إلا الأقلام التي تتفق معنا إلى حد كبير ويبدو أن لا أحد يعترض ، لكني متأكد أن هناك رأي يخالفنا ، وكان ودي أن يطرحوا لنا طرحهم لنتمكن من مناقشته في هواء بكري الطلق ، لكن أين هم ، متحجرون جامدون يسعون لمصالحهم حريصين على هذه الحياة لا يستطيعون الفكاك من أسر السلطان وكأن السلطان ربهم الأعلى ، يسبحون باسمه ويمجدونه ويعدون أنفسهم في نفس الوقت لاستقبال السلطان الجديد
                  

09-06-2003, 12:34 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما ملكت أيمانكم (Re: ودقاسم)


    الأخت الكريمة الدكتورة مهيرة
    قولك:
    Quote: ثانيا:- مسألة(ملك اليمين) والتى تقول فيها ولا يجرؤ أحد من علماء المسلمين أن يقول بأنه تشريع إلهي وما إلى ذلك من مثل هذه الفتاوى) فقد قال عنها المرحوم العالم الجليل الشيخ متولى الشعراوى:-(اذا كانت لا توجد الآن من تنطبق عليها معنى الآية الكريمةوما ملكت ايمانكم)...فليس معنى هذا اضعاف للنص..فالنص الشرعى موجود..ان وجدت حالة طبق عليها..وان لم توجد فهو موجود للتطبيق متى وجدت الحالة.اذا فقول الحق سبحانه وتعالىوما ملكت ايمانكم) هو تكريم للمرأة ... سواء وقعت اسيرة فى الحرب ... او كانت جارية كما كان يحدث فى الماضى عندما كان الرق موجودا... لتحرر ويصبح ابنها حرا وتصبح زوجة لسيدها... وهكذا عالج الاسلام امراض المجتمع التى كانت موجودة حين نزل القرآن... والتى قد تحدث بعد ذلك... علاجا يحفظ للمرأة كرامتها وحريتها وعزتها وسيادتها.لكن هذه الحرب لا بد ان تكون حربا شرعية وليست حروبا سياسية او اهلية بين طوائف من الناس .... ولنا ان نتصور ما يمكن ان يحدث لامرأة سقطت اسيرة بين جيش من الغزاة. اراد الله سبحانه وتعالى ان يقى المرأة من هذا كله وهو وقع ومازال يقع(رغم انف حقوق الانسان ومعاهدات جنيف الخاصة بالاسرى!!)... وسيظل يقع فى الحروب القادمة...اراد الله برحمته ان يقى المرأة هذه الوحشية الرهيبة .. فأباح لأى رجل ان يتزوجها... دون التقيد بشىء فى العدد او غير ذلك... اى ان تكون زوجة زائدة...ومتى تزوجها اصبحت لها حرمة...واصبح لها من يحميها ويدافع عنها... واحترم الجميع هذا الزواج... فهل فى هذا اهانة للمرأة ... ام تكريم لها؟ وهل اذا وقعت امرأة اسيرة بين مجموعة من الجنود...وخيرت ان يفتكوا بها او ان تتزوج احدهم؟.. فأى العرضين تختار... بلا تردد ستختار العرض الثانى اى ان تكون زوجة لها كيان... وليست فريسة يفتك بها ثم تلقى فى الطريق .) انتهى


    هذا التعليق أعلاه كتبته الأخت الدكتورة مهيرة ردا على مداخلة..

    وأنا أقول لها ببساطة أن المملوكة ملك يمين ليست زوجة.. ولماذا تخيّر المرأة، حتى في الحرب الجهادية الشرعية، بين أن تكون زوجة أحد الجنود أو أن يفتك بها الجميع؟؟ لماذا لا تترك وشأنها وتعتبر أسيرة حرب؟؟

    أنا لم أضعّف النص القرآني الكريم حول ملك اليمين وإنما قلت أن الأعراف الحالية ترفض مسألة ملك اليمين هذه وتساويه بالاغتصاب وتطالب بمعاقبة من يقدم عليه حتى لو ادعى أنه مشروع في الحرب الجهادية الإسلامية..

    المملوكة ملك يمين يجوز لمالكها أن يبيعها، يا دكتورة مهيرة، فهل تعتقدي أن بيع المملوكة يجوز، حتى لو افترضنا أن هناك حربا جهادية شرعية؟؟؟

                  

09-06-2003, 03:40 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما ملكت أيمانكم (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ الكريم الدكتور ياسر
    اولا وقبل ان ارد على اسئلتك اود ان اسأل :-
    هل يخطر ببال مسلم ان الله عز وجل عندما انزل هذا الحكم –ملك اليمين- كان يحابى فيه الذكور ويستعديهم على الاناث من خلقه باباحة ما تعتبره انت وغيرك ،استغلال جنسى للمرأة؟
    وهل قولك:-(ولماذا تخير المرأة،حتى فى الحرب الجهادية الشرعية،بين ان تكون زوجة احد الجنود او يفتك بها الجميع؟؟ لماذا لا تترك وشأنها وتعتبر اسيرة حرب؟) هل قولك هذا هو اعتراض ام انتقاد لحكم الله الذى طبق بعد ان انزل فى القرن السابع؟
    وهل قولك:-( انا لم اضعف النص القرآنى الكريم حول ملك اليمين وانما قلت ان الاعراف الحالية ترفض مسألة ملك اليمين هذه وتساويه بالاغتصاب وتطالب بمعاقبة من يقدم عليه حتى لو ادعى انه مشروع فى الحرب الجهادية الاسلامية...) فهل هذه الاعراف الحالية تعتبر ان ماحدث من تطبيق لهذا الحكم فى القرن السابع ليس الا تقنين الهى للاغتصاب؟ -تنزه الله عز وجل- لأنه كان ممارسة معروفة للمنتصرين فى الحروب فى تلك العصور من غير المسلمين،فأنزل الله سبحانه وتعالى، هذه الآية لرفع الحرج عن المسلمين واباح لهم اغتصاب الاسيرات اسوة بغيرهم من الامم الاخرى؟
    ولماذا لم نسمع بمعاقبة الجنود الذين اغتصبوا المسلمات وغيرهن من النساء فى الحروب التى دارت فى البوسنة والهرسك وكوسوفو فى القرن الواحد والعشرين؟
    وسأرد على اسئلتك بعد ان اسمع اجاباتك-اذا امكن
    تحياتى
                  

09-06-2003, 08:08 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما ملكت أيمانكم (Re: مهيرة)


    الأخت الدكتورة مهيرة

    تحية طيبة وشكرا على التعقيب..

    قولك

    Quote: هل يخطر ببال مسلم ان الله عز وجل عندما انزل هذا الحكم –ملك اليمين- كان يحابى فيه الذكور ويستعديهم على الاناث من خلقه باباحة ما تعتبره انت وغيرك ،استغلال جنسى للمرأة؟

    هل قلت أنا مثل هذا القول يا مهيرة؟؟ وأين؟؟ أرجو إيراد الجزء الذي سمح لك بنسبة هذا الأمر لي..

    قولك:
    Quote: وهل قولك:-(ولماذا تخير المرأة،حتى فى الحرب الجهادية الشرعية،بين ان تكون زوجة احد الجنود او يفتك بها الجميع؟؟ لماذا لا تترك وشأنها وتعتبر اسيرة حرب؟) هل قولك هذا هو اعتراض ام انتقاد لحكم الله الذى طبق بعد ان انزل فى القرن السابع؟

    يا سيدتي الكريمة، قولي ليس انتقادا وليس اعتراضا على مستوى ما طبق في القرن السابع .. ولكني أقول أن حكم الله هذا كان يناسب الضعف البشري في القرن السابع، فإذا نهضت الإنسانية وترقّت إلى مستوى أعلا من التعامل الإنساني يجب على المسلمين أن يرتفعوا عن النصوص الفرعية التي سمحت بالرق في الماضي..
    قولك:
    Quote: وهل قولك:-( انا لم اضعف النص القرآنى الكريم حول ملك اليمين وانما قلت ان الاعراف الحالية ترفض مسألة ملك اليمين هذه وتساويه بالاغتصاب وتطالب بمعاقبة من يقدم عليه حتى لو ادعى انه مشروع فى الحرب الجهادية الاسلامية...) فهل هذه الاعراف الحالية تعتبر ان ماحدث من تطبيق لهذا الحكم فى القرن السابع ليس الا تقنين الهى للاغتصاب؟ -تنزه الله عز وجل- لأنه كان ممارسة معروفة للمنتصرين فى الحروب فى تلك العصور من غير المسلمين،فأنزل الله سبحانه وتعالى، هذه الآية لرفع الحرج عن المسلمين واباح لهم اغتصاب الاسيرات اسوة بغيرهم من الامم الاخرى؟


    أنا لم أقل أن الأعراف الحالية تعتبر ما تم في الماضي، في القرن السابع مثلا، تقنين للإغتصاب.. ولكن إذا حاول قبيل من الناس ممارسة الاسترقاق اليوم، أو بيع وشراء البشر، بحجة أن ذلك مسموح به بنصوص القرآن، ونصوص بعض الأحاديث، هذا هو الذي يجب أن يرقى إلى مستوى الاغتصاب ويستحق فاعله العقاب بواسطة المجتمع الدولي..
    وأنا أعرف أن الرق كان موجودا قبل نزول الإسلام، ليس فقط ما كان مرتبطا بالحرب، ولكن أيضا في مستوى البيع والشراء.. وأقول أن أصول الدين التي تمنع الرق، وتمنع ملك اليمين، قد نسخت بواسطة القرآن الفرعي، ويجب أن تبعث اليوم لا أن يُترك الأمر فقط لما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. هذا ضروري حتى يُقطع الطريق أما أي واحد أو مفتي يريد أن يحتج بالقرآن المُحكم منذ القرن السابع، ومن آياته تلك التي تحل للمسلم ملك اليمين، وأن تعتبر مثل هذه الآيات منسوخة، اي لا يقوم عليها حكم اليوم..

    قولك:
    Quote: ولماذا لم نسمع بمعاقبة الجنود الذين اغتصبوا المسلمات وغيرهن من النساء فى الحروب التى دارت فى البوسنة والهرسك وكوسوفو فى القرن الواحد والعشرين؟


    أما أنا فقد شاهدت جلسات من المحاكمات التي أدانت الجنود والضباط الذين قاموا باغتصاب النساء في حرب البلقان، وقتلوا الرجال والنساء والأطفال وطمروهم في مقابر جماعية.. ولا تزال هذه المحاكمات مستمرة ولا يزال كثير من المطلوبين للعدالة فارين، والأمل معقود أن يتم القبض عليهم ويخضعوا للمحاكمة.. هذا لا يعني أن ليس هناك بعض المجرمين الذي استطاعوا أن يهربوا بجرائمهم.. نحن نعرف أن كثيرا من مجرمي حزب البعث الصداميين قد هربوا بجرائمهم.. ولا بد أنك تعرفين ما اقترفه الجنود العراقيون من قتل واغتصاب ليس في الكويت وحدها وإنما أيضا في العراق!!
    أكرر،الأمر الجوهري هو أن النصوص الدينية، من قرآن وحديث، التي أجازت الرق فيما مضى، غير مقبولة اليوم، وان نصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون العالمي الذي يدين ويعاقب على الاغتصاب ويمنع بيع البشر وشراءهم أمر راقي جدا يجب رعايته واحترامه وتطويره إلى الأمام..
    وهذا هو خلاصة ما قلته في مساهمتي أعلاه فأرجو أن تقرأيه بعناية وذهن مفتوح..

    Quote: من المعروف أن القوانين الوضعية قد قد حرّمت الرق واسترقاق الإنسان للإنسان، وهذا تطور محمود، ويجب على المسلمين أن يرحبوا به لأن أصل دينهم وجوهره ينادي به.. ولكن ما بال أقوام يصرون على إدانة هذا التطور بحجة أنه يتعارض مع أصول الدين، مع أنه في الحقيقة لا يتعارض إلا مع الشريعة الإسلامية المرحلية.. وأنا لا أمل توضيح هذه النقطة.. هناك فرق بين ما شرّعه ربنا للناس في القرن السابع وقامت عليه دولة المدينة وبين أصول الدين.. فمثلا الشريعة بها نصوص لتعامل المسلم مع زوجته ومع ما ملكت يمينه.. يقول تعالى:
    وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29)

    إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)

    فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)

    فمن يقول بأن الله يعلم حالة البشر ولذلك فإن ملك اليمين قرار إلهي لا يعرف الله ولا يعرف البشر.. إن الله لا يشرّع لنا في مستوى كماله هو، وإنما يشرّع للبشر في مستواهم.. وقد كانت البشرية في القرن السابع لا ترى في بيع الإنسان وشرائه بأسا.. ولكن البشرية في هذا العصر ترى أن بيع الإنسان وشراءه يعتبر انتهاكا لحقوقه الأساسية.. وهي ترى أن معاشرة إنسان لامرأة بحجة أنها مما ملكت يمينه غير مقبولة ويعامل من يمارس هذا الأمر معاملة من يقوم باغتصاب امرأة.. ولذلك فإن أي إنسان عاقل يستطيع أن يرى تخلف المسلم الذي يصر على ملك اليمين في هذا الزمن بحجة أن ذلك قول الله عز وجل.. ولو كان الدين الإسلامي قد وقف عند حد ملك اليمين، ولم يكن به مخرج يخرج المسلمين من التقيد بهذا النص القرآني الكريم لأصبح الدين الإسلامي أمرا من الماضي ولحق للمسلمين أن يبحثوا في القوانين والأعراف الوضعية عما يستقيم مع إنسانية الإنسان..


    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 09-06-2003, 08:48 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 09-06-2003, 08:55 PM)

                  

09-06-2003, 10:45 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما ملكت أيمانكم (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ الدكتور ياسر
    انت قلت فى ردك على:-(وقد كانت البشرية في القرن السابع لا ترى في بيع الإنسان وشرائه بأسا.. ولكن البشرية في هذا العصر ترى أن بيع الإنسان وشراءه يعتبر انتهاكا لحقوقه الأساسية.. وهي ترى أن معاشرة إنسان لامرأة بحجة أنها مما ملكت يمينه غير مقبولة ويعامل من يمارس هذا الأمر معاملة من يقوم باغتصاب امرأة..)
    وفى فهمى ان الاغتصاب هو جريمة تعنى الاستغلال الجنسى للمرأة.
    ثانيا:-انااؤمن بأن رسالة الاسلام رسالةشاملة كاملة عالمية صالحة لكل زمان ومكان الى قيام الساعة،واى تبريرات للانتقاص منها وتجزأتها الى ما يصلح للقرن السابع والذى يجب ان يلغى او ينسخ وما يصلح للقرن العشرين هو ليس الا اراجيف يبتدعها من يريد ان يغير ويبدل دين الله القويم ويختار منه على هواه ويلغى على هواه بحجة واهية وباطلة ومردودة،وهى ان المسلمين يجب ان يعدلوا دينهم ليتوافق مع قوانين العصر التى صاغها بشر مثلهم او سيضيع دينهم،ولكن الحقيقة الواضحة لكل ذى بصيرة ان انسياق المسلمين وراء هذه الدعاوى والاباطيل هو الذى سيميع الدين الحق.وقد طلبت منك من قبل ان تأتينى بدليل او اشارة فى القرآن تنبه المسلمين فى العصور الحديثة ان يرجعوا الى القرآن المكى ويجمدوا العمل بالشريعة التى كان عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام؟ واكرر طلبى مرة اخرى
    ثالثا:-الاغتصاب والقتل الذى يلازم الحروب فى البلقان او الكويت او العراق ما هو الا دليل على ظلم الانسان لاخيه الانسان ونتيجة لابتعاد الانسان-مسلم او غير مسلم- عن منهج الله الذى حرم الظلم على نفسه وحرمه على البشر ايا كانت جنسياتهم او دياناتهم
    احب ان اطمئنك ان المسلمين اليوم فى اضعف حالاتهم ولن يتجرأوا على القيام بحرب ولو اعتدى عليهم،ولن يتجرأوا على نقض اى بند من بنود القانون العالمى لحقوق الانسان.ولكن هذا لا يعنى ان هذا الضعف سيستمر الى ما لا نهاية،لأن الله وعد بنصر المؤمنين ووعد الله حق،ولكن حتى يغير المسلمون ما بأنفسهم فيغير الله ضعفهم قوة وهزائمهم نصرا بأذن الله الواحد الاحد
    وارجو ان تقرأ كلامى هذا بعناية وذهن مفتوح
    وشكرا
                  

09-06-2003, 11:53 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما ملكت أيمانكم (Re: مهيرة)


    الأخت الدكتورة مهيرة

    أنا أعرف أن الاستغلال الجنسي اغتصاب، ولكني لم أقل أن الله كان يحابي الذكور وأنك قد وضعتي الكلام وكأنني قلت هكذا.. ما قلته هو أن الآيات كانت مبررة في وقتها..

    أنت تقولين:
    Quote: وقد طلبت منك من قبل ان تأتينى بدليل او اشارة فى القرآن تنبه المسلمين فى العصور الحديثة ان يرجعوا الى القرآن المكى ويجمدوا العمل بالشريعة التى كان عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام؟ واكرر طلبى مرة اخرى


    أولا هناك أمر أحب أن ألفت نظرك له، وهو أن ضرورة تطوير التشريع لا تأتي من مستوى العصر وحاجة الناس وحدها، وإنما من حقيقة أن أصل الدين يشتمل عليها، ولكن هذا المستوى من أصل الدين، وهو أحسن ما أنزل الله، ظل منسوخا بآيات أقل منه.. وقد قلت لك في مرات سابقة وأعيدها لك الآن أن الآية التي تطالبنا بالرجوع إلى أحسن ما أنزل الله هي قوله عز وجل:
    "واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون"

    لقد توصل البشر إلى أعراف تنادي بمساواة البشر، رجالا ونساء أمام القانون، وهو أمر موجود كما قلت لك في أصل الدين، ولذلك فليس هناك عذر لمن يأتي ويقول أن ذلك هو شرع الله.. كمال شرع الله ليس في كونه ثابتا ومتحجرا عند نقطة معينة، وإنما في كونه جسما حيا ناميا متطورا يستوعب كل ما يأتي به الزمان، وهذا هو معنى أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.. ولو كان الإسلام قد توقف عند مستوى الشريعة التي تسمح بملك الإنسان لأصبحت حقوق الإنسان خيرا منه للناس.. مرة أخرى: قد يكون كلامي هذا غير مقنعا لك ولكثير ممن يفكرون بطريقتك، ولكن سنة الحياة تقول "لا يصح إلا الصحيح"ـ أما محاولة إلباس الدين لبوسا ضيقا فلن تكون نتيجته إلا تمزق اللباس، لينمو الجسم.. وهذا ما سيحدث.. التاريخ والواقع سليفظ من يقفون حجر عثرة في سبيل تطور الحياة..
    أرجو من الجميع، الذي شاركوا هنا، كتابة رأيهم سواء اتفقوا معي أو اختلفوا، وأخص بالذكر صاحب البوست الأخ ود قاسم.. الموضوع هو ملك اليمين..

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de