|
Re: رسالة نادرة من الراحل المقيم الفنان هاشم ميرغني! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
وقد كنت كتبت خاطرة، سلمتها له عن تلاقينا الأول. وهذه هي الخاطرة التي جعلتني أكتشف كيف كان هاشم رجلا رقيق الكلمة، أديبا ساحرا!
_____________________________________________________________________________
شاءت الأقدار ان اهبط بالدوحة؛ غير مقيم فيها؛ وكعادتى التى لم تفارقنى؛ مذ عرفت الأرتحال؛ تساءلت عن من يأخذ احزاني، ويمنحنى غيثارة حب وطرب... فقطع صديقى الشاعر الحميم عزمى احمد خليل، حبل حيرتى؛ ودلنى على صديقه الفنان المهندس هاشم ميرغنى...
بذلت كل ما وسعى بان اجعل اللقاء حميميا وقاطعا؛ أخرج منه وقد اضفت فرحا لسلة أحزاني المتشائلة؛ على طريقة أميل حبيبي.... لم يدخر هاشم وقتا؛ اذ نادى ابنته الصغيرة بان يحضر العود... جلست قبالته؛ وكلى مأخوذ بروعة الجمال؛ عندما يغني هاشم؛ تخرج الكلمات مموسقة من حنجرة ذهبية؛ يغلفها حزن دفين... لكنه حزن انبل من ان تصفه بالحزن... حلقت فى سماوات حزينة؛ وهاشم يأخذ بتلابيب أحزانى ويصقلها بغيثارته؛ ويحيلها الى فرح لا اول له ولا آخر... غنى لى اغنية الشمعة؛ صاغها بكلمات عصر فيها احزان زمانه وزماننا؛ وحسرة ان تشبع حزنا ودموعا؛ كان يدندن هاشم؛ وقد اخذ منى الحسن مبلغا؛ حتى خلت نفسي اسبح قى سماوات درويش؛ اخذته الدهشة، ونبض الأنجذاب، فخر صريعا على عتبات وجده وهيامه.. كنت كمن كان فى حلم سماوي؛ يتوق ان لا يزول... ابهجنى المكان... وتماسكت حتى اضئت وحشة الزمان شموعا وقناديلا...
وتعاهدانا؛ انا الحزين بعدد سني حياتى وهاشم؛ على ان نكون اخوة فى الحزن النبيل؛ .. وشموعا نوقدها؛ كلما ادلهمت الخطب... لقد حجزت مقعدا لى... ...من بين من يرتادون باحة عذاالفنان الشفيف.. والذي من فرط سكونه بالجمال؛ تخاله ذريابا؛ يحلق فى حلق احزاننا، فيحيلنا؛ لاحزان؛ ولكنها احزان نبيلة...
يالك من شمعة.. لا تنطفئ....
|
|
|
|
|
|