العنصرية المضادة..ومنابر الجلابة..وراندوك اليسار..والكتابة على صفيح ساخن...()

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 03:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2008, 00:48 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية المضادة..ومنابر الجلابة..وراندوك اليسار..والكتابة على صفيح ساخن...() (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: هذا هو الجهاز الذي سينضم اليه نجل من كان يعتقد أنه نصير الحريات و الديموقراطية و سيادة القانون ( بالطبع ليس الكل كان يعتقد فيه و لكن هناك قطاع كبير الآن قد الجمته المفاجأة ) .


    ولمن نقول ليهم انو لمة ( الجلاليب) و العمم أساسا من وراها ما بجى خير..
    يقعدو يكوركوا ..عنصرية مضادة..عنصرية مضادة....!!

    والا.. ايش لمى البشير على نقد على الصادق على سوار الدهب على الترابى غير ( الجلبنة)..
    يالها من ( عورة) مكشوفة ..يحاولون جاهدين تغطيتها ..بلا جدوى..



    معليش ..نحنا راسنا مافيهو قنبور..
                  

01-15-2008, 06:56 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية المضادة..ومنابر الجلابة..وراندوك اليسار..والكتابة على صفيح ساخن...() (Re: AMNA MUKHTAR)

    الأخ كبر..
    لو عايز تشوف ( السلفكة المثيرة للدهشة ) الصحى صحى..تجدها فى هذه العبارة التى صاغها أستاذنا محمد جلال هشام:
    Quote: في الواقع فإن أغلب الرموز القيادية التي قام عليها المركز من أبناء المجموعات الموغلة في التهميش إلى حد التعريض بها ثقافياً وعرقياً. هذا هو المركز الذي يسيطر على مؤسسة الدولة في السودان، مهمّشاً في ذلك جميع السودانيين.

    فهى توضح ( استهبال) العقل الجلابى ..فى أبهى تجلياته..( شئ مثير للسخرية فعلا).
                  

01-18-2008, 00:27 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية المضادة..ومنابر الجلابة..وراندوك اليسار..والكتابة على صفيح ساخن...() (Re: AMNA MUKHTAR)

    وهذا أنموذج لتحليل المثقف الحقيقى المتلاقح مع بيئته..
    مش زى راندوك أنصاف المثقفين من المغرورين وتهويماتهم الخيالية ..المن بره هللا هللا ومن جوه..يعلم الله..

    _________________________________________________________


    الاحد, 19 اغسطس, 2007

    محمد عثمان دريج

    دارفور: الدولة السودانية والعنف المعرقن


    "تجنح السلطة التى تفتقر الى الشرعية القانونية الى استخدام العنف" ى. سين جوان
    مشهد القبح:
    مارست الدولة السودانية خلال سيرورة تشكلها الحديث نسبياً عبر أجهزتها القمعية المختلفة (جيش‘ شرطة‘ مليشيات‘ مدارس‘ مساجد‘ الخ) أشكالاً عديدة من العنف على إنسانها أفراداً و جماعات. و لعل ابشع صور هذا العنف تلك التى إستهدفت العناصر الموسومة بـ"الزنجية" أو "الافريقية" أو "غير العربية" و هو العنف الذى أسميناه "العنف المعرقن"(Racialized Violence) .

    كانت محصلة هذا العنف خلال فترة الربع قرن الماضى اكثر من مليونى قتيل فى جنوب السودان وحده و اربعة مليون من النازحين داخلياً أو طالبى اللجؤ و الحماية فى البلدان المجاورة حيث يعيش هؤلاء حياة فى غاية القسوة تفتقر الى أبسط سبل العيش و الحياة الانسانية فى حدودها الدنيا. كل هذا بالاضافة الى تخريب البنى المجتمعية و الثقافية لهذه المجوعات تخريباً يصعب بل و يستحيل معه إعادة البناء أو التشييد فى المستقبل المنظور.

    و اليوم نشهد بوادر تيار جديد من عنف الدولة تجاه إنسان دارفور مستهدف بصفة أساسية العناصرالموسومة بـ "الزنجية" أو المعرفة بـ"الزرقة". وللحقيقة نقول أن هذا العنف ليس جديداً تماماً فى حد ذاته إذ ان أشكاله "اللطيفة" متمثلة فى القهر الثقافى و اللغوى كانت و لا تزل التعبير الحقيقى لحضور الدولة بهذه المناطق( سوف نتطرق لهذه الجزئية لاحقاً). و لكن الجديد أن توجه الدولة ثقل آلتها العسكرية و الحربية البرية و الجوية لإزالة القرى و المدن "الآمنة" و محوها بالكامل و إبادة و ترويع و تشريد السكان البسطاء داخلياً و خارجياً فى عملية أقل ما يمكن أن توصف بأنها "تصفية معرقنة" من الطراز الأول‘ تستدعى بإستمرار الى الذاكرة احداث رواندا و كسوفو المروعة‘ حيث تشير التقاريرالعديدة و المختلفة الى وفاة حوالى الـ 200000-400000 شخص‘ و إجبار أكثر من مليونين و نصف المليون على الفرار و النزوح الى الحواضر الاقليمية أو الإلتجاء بدول الجوار‘ و تعرض آلاف من النساء و الفتيات الصغيرات الى الانتهاك الجسمانى (اغتصاب) و النفسى‘ هذا بالاضافة إلى حرق الآلاف من القرى و نهب الثروات‘...الخ.

    يستدعى هذا الوضع (عنف الدولة السودانية تجاه العناصرالموسومة بالزنوجية أو الافريقانية بصفة خاصة) طرح التساؤلات التالية:

    1. من أين يستمد "حكام الخرطوم"(الدولة السودانية) هذه القدرة الهائلة على النفى والإبادة و ممارسة القهر الجماعى إلى هذا الحد؟ أى ما هو مصدر/مصادر هذه الطاقة التدميرية؟ 2. كيف نفسر صمت/سلبية إنسان السودان فى "الشمال " بصفة خاصة حيال هذا العنف‘ حيث قل ان تجد اية تظاهرة مجتمعية تدين هذه التصفيات وتتضامن مع الضحايا؟ أم ان هذا الصمت/السلبية ليس سواء تواطئ مع ما يحدث طالما كان هذا "العدو" دوماُ هو هذا "الآخر" الموسوم بالزنوجية؟ فحتى النشطين فى مجالات الدفاع عن حقوق الانسان غالباً ما يكون تركيزهم على متابعة أوضاع "الساسة" إعتقالاً و تعذيباً‘ بينما أهل السياسة على مختلف مسمياتهم فأن اقصى طموحاتهم لا تتجاوز الدعوة/الدعوى الى إسقاط الحكومة "الحالية" و إبدالها بأخرى و لكن ضمن اطر بنى الهيمنة الاجتماعية والثقافية المتسلطة.

    إنطلاقاً من هذه التساؤلات تحاول هذه الورقة أن تقدم مدخلاً لقراءة محتملة لقضية العنف المعرقن فى السودان اشتغالاً على احداث عنف الدولة فى دارفور.
    تفترض الورقة ثلاث محاور تحقق بتمفصلها قوة الدفع لانطلاقة عنف الدولة المعقرن. هذه المحاور هى: 1. وصول "مؤسسة القهر الكولونيالية"-الدولة- الى حالة الانهاك الشديد بسبب إنعدام المدخرات "الفلسفية و الأخلاقية" المبنية على القراءة/آت الدقيقة و المسئولة للخصوصيات التاريخية و الثفافية المتشكلة و المتجددة للعناصر المكونة بالقوة والقهر للدولة السودانية من ناحية‘ و تصاعد وتائر الوعى "الحقيقية" و "المتوهمة" بالذات –ذات هذا الآخر الجهوى/الاقليمى/العرقى‘الخ‘. نحن نرى إلى أن هذه التطورات سوف تقود فى "نهاية" الامر إلى الوفاة-وفاة الدولة السودانية الى تقسيمات إقليمية و جهوية.

    عجز و فقر خيال دعاة احلام/اوهام الدولة القومية/الامة 3. مع إفتقار الدولة الى "الشرعية أو المشروعية" "القومية" أو القانونية/الدستورية أصبحت السيادة-سيادة الدولة- مجرد دالة على حق السطلة المطلق فى ممارسة القتل أو التحكم فى الحياة.

    طبيعة الدولة السودانية و نخبتها المتسلطة
    الدولة السودانية ليست سوى مؤسسة قمعية شكلتها قوى الاحتلال و ارادت لها ان تكون كذلك حتى تتمكن من استخدامها فى نهب ثروات المنطقة المادية و البشرية و تحقيق أحلامها الاحتلالية بأقل تكاليف ممكنة. بعد "خروج" المستعمر إبتلعت النخب(بصفة أساسية من شمال و وسط السودان) التى توارثت المؤسسة القمعية "طعم الدولة السودانية" و إحتفلت بوهم "الاستقلال" ناسية أو متناسية ان هذه المؤسسة التى يحتفل اليوم بـ"استقلالها ليست سوى عصاة (آلية) المحتل الباطشة وأنها لم تنهض و تستمر إلا عن طريق القهر المطلق و على أنقاض شعوب و ثقافات كثيرة سابقة‘ و أنها ‘ اى هذه الثقافات و الشعوب‘ لم تمت تماماً بل كانت تتهين الفرص لاستعادت استقلالها "الحقيقى" الذى يتمثل فى إعادة الاعتبار لها و الاعتراف بتميزاتها الثقافية واللغوية‘ الخ‘ اى حق الآخروية و الاختلاف – حق تقرير المصير. لكن بدلاً من عن تعى تلك النخب هذه "الخصوصية التاريخية" و من ثم تعمل على خلق شروط ربما قبلت بها ثقافات المناطق المقموعة كحد أدنى للوفاق و الذى كان ممكناً أن يشكل مدخلاً أولياً و "حقيقيا"ً لخلق دولة التنوع و المساواة فى حدودها الادنى‘ إكتفت بأستخدام آلية الدولة ببعديها الآيدولوجى و القمعى لتواصل قتل و تخريب ما تبقت من ثقافات شعوب المنطقة لتخلق بذلك حالة من المرارة و الاحساس بالظلم و الخيانة لتستقر عميقاٌ فى وعى و لا وعى هذه الشعوب. وكان ان جاء التعبير عن هذه المرارات عن طريق تكوين الكيانات "الجهوية" منذ وقت مبكر- خلال ستينان القرن الماضى- كـمؤتمر البجا وإتحاد عام جبال النوبة وجبهة نهضة دارفور و حركات الانانيا‘..الخ. النخب التى قامت بإنشاء هذه الكيانات الاقليمية عبرت‘ كما يقول الدكتور محمد صالح (مايو 2005) ‘ عن عدم قناعاتها بهيمنة سكان الشمال على حكم السودان . و بل رأى البعض ان الحكم الجديد ليس سوى احتلال "محلى" يجب التحرر عنه كـحركتى (سونى) و اللهيب الاحمر فى دارفور().

    الشملنــــــــــــــــــة (Northernization)
    و بدلاً من أن تتدارس الوضعية الخاصة للمكون المجتمعى المتنافر و المقحم قهراً ضمن "الزريبة الكولونيالية"-الدولة السودانية-عملت النخب التى توارثت الآلية الكولونيالية-الدولة- على خلع "صفة القومية" و أوشخصية الامة على قيمها وثقافاتها و عاداتها‘ إلخ‘ أى رؤاها للعالم متجاهلة بوعى منها او بغير ذلك ثقافات شعوب المنطقة الاخرى (الاغلبية المحشورة حشراً فى جغرافية قوىالاحتلال-أى الدولة السودانية) بل سعت على إجبارهم تقبل هذه "الكوننة المؤدلجة". يقول الدكتور شريف حرير يوليو(1993) مثلاً:

    "...و الصفوة التى قادت حركة الاستقلال تفترض بأن هناك هوية قومية سودانية. وهذا يعبر عن ضعف عقليتهم و محدوديتها و النزعة القبلية التى تعبر عن العروبة والاسلام و انكار حق الثقافات الاخرى فى السودان" . و يضيف الى ذلك قوله:

    " حتى عازة التى عبر عنها كمثل للسودان فى فترة الاستقلال – كانت تعبر عن العروبة ليس(ت) من حيث الثقافة بل من حيث العرق- عازة لم تكن مثالاُ خالياُ من العرق و الدين بل عبرت عن نظرة ثقافية أخذت من المجموعات المسيطرة فى وسط البلاد" .

    و ينسب الدكتور محمد سليمان (2000) هذه الصفوة الى ما اسماهم بالجلابة الذين يمثلون:

    "... خليطاً من عناصر كثيرة و متعددة عرقياً شملت حتى الأقليات الوافدة من أهل الشام و المماليك و اليونانيين و الأتراك. و هم يمثلون اليوم بشكل رئيسى شبكة التداخل الاجتماعى بين أهم المجموعات العربية السودانية بغض النظر عن أصولهم القبيلة أو الجهوية. و هم يمثلون أيضاً الطبقة التجارية الحضرية التى إنتشرت فى جميع أرجاء السودان وبعض الدول المجاورة" .

    و بعد هذا التحديد للاصول التاريخية و الاجتماعية للصفوة يرى ان "... الاسلاموعربية هى آيديولوجية مؤسسة الجلابة و نشرها جزء لا يتجزأ من عملية الهيمنة على البلاد و مواردها و أهلها..".

    و كان الكثيرون من منسوبى الثقافات المقموعة يفتقرون بصورة أو بأخرى الى القوالب الاساسية لرأسمال الثقافة المهيمنة -بخاصة اللغة و الدين- الشئ الذى سيضعهم بصورة نهاية على هامش بنية الدولة.

    تعمل النخب المتسلطة على التهريب المستمر لعدد من العلامات و الرموز المستلبة من قراءات "خاصة" للـ"الاسلام" و الثقافة "العربية" بصفة رئيسية لتغلف بها رؤيتها للعالم و قيمها و بذلك تسوق دعاويها بتمثل الكونية(Universality).

    تاريخياً ترتبط تلك الروئ والقيم المدسوسة فى نسيج تلك "العربنة و الاسلمة الخاصة" بشعوب شمال و اواسط السودان الذين ميزتهم طبيعة ظهور و تطور النموذج السودانى للتسلط و النفى-الدولة- بتركيز مشروعات الثروة و السلطة ضمن حيزها الجغرافى والاجتماعى والثقافى. نحن نطلق على هذه السيرورة (اى هذه الكونية المؤدلجة) بـ"الشملنة"(Northernization) كناية عن تحريرها من تحجر النموذج و الثبات و إطلاقها/(فتححها على) فى سرمدية كتابتها و نفيها-اى هذه الكتابة-ايضاً. فالشملنة هى هى حضور السلطة فى اليومى: فى الاسواق والمساجد و المدارس و الاغانى‘ رصف الطرقات‘ التقسيم الداخلى للمنازل‘ الختان والعدل‘ السمايات والاسماء و طقوس الزواج والولادات‘..الخ. و بكلام آخر‘ الشملنة هى خطاب "سيرورات" التسلط و النفى فى السودان. فى سيرورتها-اى الشملنة- تمت وما تزال مسلسلات الابادة الروحية والاخلاقية لشعوب المناطق المقهورة منذ زمن طويل-منذ الشروع فى الدولة السودانية- قبل البدء فى عمليات الابادة الجماعية فى جنوب السودان و الأن فى دارفور لتصبح –هذه الإبادات- مجرد déjà vu.

    السيادة كسلطة لممارسة القتل و التحكم فى الحياة
    وفقاً للشروط التاريخية التى أدت الى ولادتها "الشائهة "‘ وقصر النظر وعجز الخيال السياسى و الاخلاقى التى أصبحت معالم بارزة فى سيرورتها‘ إفتقرت الدولة السودانية الى اية شرعية كونية "حقيقية" تغذى مفهوم السيادة لتصبح(أى هذه السيادة) ليست سوى سيطرة الدولة على حقى الحياة و الموت كشرطية أساسية ووحيدة لضمانة بقائها و استمرارها-فى الجغرافيا و التاريخ (الجغرافيا التى تتشدق بالمليونى ميل مربع و تاريخ القهر-تاريخها). نحن هنا نقارب مفهومنا للسيادة بمفهوم السلطة على الموت (necro-politics) للمفكر الجنوب افريقى اشيلى مبمبى(2003 ). فبطرحه لمفهوم "السلطة على الموت" يحاول مبمبى قراءة جديدة لعنف الدولة و القنابل البشرية- حيث يستخدم الجسد البشرى (الموت) كسلاح ضد العدو. و انطلاقاً من رؤية ميشيل فوكو حول "السلطة على الحياة" (Bio-politics) يحاول مبمبى تجاوز مفهوم السيادة التقليدى المنتشر فى مجالات العلوم السياسية والعلاقات الدولية ليقول بتحقيق التعبير المطلق للسيادة فى السلطة و القدرة على تحديد من يحق له الموت و من تحق له الحياة" (البقاء). و بحسب هذا المفهوم تملك الدولة حق اصدار حق الموت على الذين تضعهم فى خانة اعدائها الذين من شأنهم تحديها و تهديد وجودها مرة واحدة. فتبدأ-أى الدولة- فى رسم (كتابة) صورة العدو بناءًا على هوية/إنتماء عرقى أو ثقافى أو دينى‘...إلخ (عرقنة).و بعد رسم صورة العدو و تأطيره (قلبنته) يجرد-هذا العدو- من كل إعتبار حياتى أو سياسى ليصبح مجرد مقابل سلبى للدولة و آيديولوجيتها فيسهل و بل يستوجب قتله/نفيه بل تصفيته حيث يكثر من إستخدام تعابير من أمثال المندسين‘ أو الطابور الخامس‘ او المارقين‘...الخ.
    لم يجد خطاب الدولة صعوبة فى رسم و تأطير صورة العدو عندما كانت الدولة تمارس سلطة القتل فى جنوب السودان. فبتضخيم علامات الفوارق الثقافية والدينية و الجغرافية (شمال مسلم و جنوب غير مسلم‘..الخ) و تصاعد الخطاب المتعنصر المدسوس فى علامات الدين و العروبة استخدم "الجهاد" كوسيلة لتنقية (تصفية) الدولة من تهديدات المارقين/الخارجين الكفرة. و كان ما كان من أمر الموت و القهر و التتفيه الذى مورس فى إنسان جنوب السودان و ثقافاته و طرائق حياواته.

    أما فى وضعية دارفور و على الرغم من مزاعم خطاب الدولة المتهافتة التقليل من أهمية الفوارق بين المركز "الجغثقافى" المتسلط و "إنسان دارفور"‘ و هو التقليل الذى يتم عن طريق إعلاء علامات "قيم الدين" على كل الفوارق الاخرى التى تشكل بالضرورة أسس آخروية الذات الاخرى (فوارق ثقافية و لغوية و متوهمات عرقية و تاريخية‘ إلخ)‘ نقول على الرغم من كل ذلك لم يكن من الصعب كتابة العدو فى خطاب الدولة. فهو-اى هذا العدو- ليس سوى هذا الآخر الذى يفتقر بحكم تجربته التاريخية و الحياتية المغايرة الى أهم عناصر خطاب الشملنة (السلطة السودانية): الدين و اللغة. الدين و اللغة ليستا بالطبع كعلامات يستثمر فيهما هذا الآخر "الدارفورى" محددات إنتماءه الوجودى و الاخلاقى و لكنمها كأداءات(Performativities) تمارس فى قراءات خطاب التسلط‘ اى ما تراه هى –اى الدولة- كـ"دين" و ما تمارسه كـ"لغة".

    الدين:
    يرواغ خطاب الدولة المتسلط بموقفين من وضعية الدين فى دارفور: موقف عام و آخر خاص. فضمن الموقف العام يشتغل الخطاب على زعم عنيف يرى الى ان "نسبة" "الاسلام" فى دارفور تبلغ 100% و مكمن العنف هنا فى هذا النفى المجانى لكل إحتمال من شأنه أن يقلل من "نقاء" هذه النسبة و لو بنسبة ذرية و بالتالى تنفتح نافذة تقود مباشرة الى جحيم الاقصاء. و هذا الشكل من النفى الخطابى موجود بكثرة ضمن الخطاب المتسلط فى السودان يعبر عنه بـ "ضمير الامة"‘ أو "جماهير الشعب السودانى ال.."‘ أو "وحدة الصف"‘ أو "قيمنا" أو "أصالتنا" أو "نحن"‘ الخ. و يقيننا ان هذا ضربُ أخر من اشكال العنف فى السودان لا يختص به المجال هنا. نقول يؤدى موقف الدولة العام من مسألة الدين الاسلامى فى دارفور وظيفة الايهام بإنتفاء الفوارق بين "أنا" السلطة و آخر "دارفور" بل و يفتح شهية هذا الانا لإزدراد آخره هذا-بالضرورة- وفقاً لضرورة/ضرورات منطق "علاقات القوة" "البسيط" على عكس ما ذكرنا فيما يختص بوضعية الجنوب حيث تضخم الفوارق ليتم النفى بالاستئصال. و تلتجئ الدولة الى هذا الخطاب العام عندما تهم بتمرير القوانين "الدينية" أو عندما تطلق حملات التجييش للجهاد‘ الخ.

    أما وفقاً للموقف الخاص فيرى خطاب الدول المسيطر –بالضرورة - إلى أن الكثير من الممارسات الحياتية الثقافية و المجتمعية لشعوب دارفور لا تتماشى و قيم الدين – الدين ضمن "أدائية" القوة المتسلطة (كما ذكرنا سابقاً)- الشئ الذى سيمهد الطريق لجيوش الوصاية الروحية فى العملية المعروفة بـ"الاسلمة". و الاسلمة فى هذا السياق ليست سوى ممارسة الابادة الروحية بقتل ذات هذا الآخر أو إستلابه ليصبح بدوره أداة طيعة تستخدمها الدولة لإستكمال مشروع التنقية/الابادة الروحية. و لذلك كثيراً ما شهدنا عدداً ممن انضووا تحت لواء "الحركة الاسلامية" حتى ممن ينتمون إلى هذه المجموعات‘ على سبيل المثال‘ و غيرهم كثر ينخرطون و بشكل "هستيرى" فى معاداة و محاربة قيم و "عادات آهلاليهم" ووسمها بالتخلف و مجانبة قيم الدين. فعلى سبيل المثال‘ يثبت الدكتور محمد سليمان رأى عدد ممن اسماهم بـ"مثقفى" دارفور بولاية الخرطوم الذين يعزون اسباب النزاع فى دارفور الى "ضعف الوازع الدينى و عدم الإلمام التام بأحكام الشرع الحنيف وسط أبناء الولاية... بالإضافة الى التمسك بعادات بالية و تقاليد عفا عنها الزمن". إذن يتكامل الموقفان –العام الدعى/الاقصائى والخاص النرجسى والمتعنصر-و ينفتحا على بعضهم ليشكلا مشهد/مشاهد سيروة/سيروات الموت فى التاريخ و فى الجغرافية الثقافية و المجتمعية لإنسان دارفور‘ هذا الموت الآن و المؤجل و الموجود بقوة فى مستقبل دارفور و ربما فى "مناطق" آخرى من السودان!

    اللغة:
    يستمد سؤال اللغة أهميته البالغة من ارتباطه المباشر بسؤال السلطة/القوة فى شموليته: الإقتصادية و السياسية والاجتماعية و التاريخية والثقافية‘ إلخ‘ اى بسؤال الوجود. فاللغة تشى بالسلطة و تخلقها و تخفيها فى اليومى و العادى لتصبح – اللغة- هى هى السلطة. و لعل الغياب "الظاهرى" (Phenomenal) لسؤال اللغة ضمن خطاب الشأن السودانى و بخاصة عند هؤلاء الذين ما فتأوا يستثمرون "مجهوداتهم" ا لمعرفية والسياسية للـ"تصدى" لما يسمونها بقضايا "الهامش" لاكبر دليل على مكر سؤال اللغة-السلطة. نقول اللغة هى "الرأسمال الثقافى" الاساسى الذى به و منه تبدأ الخطوة الاولى نحو "تقسيم السلطة والثروة". فالذين يملكون "بطاقات" الرأسمال-اللغة هم من يحق لهم "الدخول/التأهيل" ضمن فريق السلطة و الثروة و ما عداهم يبقى بالخارج (الهامش) بالضروة. حصنت الدولة السودانية و بل غلفت "هويتها" المزعومة و المتوهمة بجدار سميك من لغة العرب "العربية"- أو العربية المدسوسة فى لهجات النخب المسيطرة- بعد ان اضفت عليها قدسية دينية-لغة القرآن و لغة أهل الجنة أيضاً‘ كما يقول بذلك البعض. فتصبح اللغة بذلك ليست بطاقة الدخول الوحيدة لـ"بطولة/نهائى" السلطة و الثروة المدنيتين بل الدينية أيضاً. لذا لم يكن غريباً ابداً ان تنهض مؤسسة الدولة التعليمية‘ مثلاً ‘ كأحد اهم الادوات الآيدولوجية‘ بتجاهل لغات "غير العرب" و بل بالتعامل معها بقسوة ووحشية شديدتين حيث أنه و حتى وقت قريب و ربما إلى يومنا هذا كان محرماً على أبناء و بنات المجموعات "االمعرقنة" التدوال بلغاتهم التى اصبحت ضمن لغة السلطة مجرد رطانات "ساكت" داخل فضاءآت المؤسسة التعليمية. و لعل هذا يفسر احد أسباب الفاقد التربوى كلما "صعدنا" إلى أعلى فى "السلم التعليمى" . و القدرة الاقصائية لللغة تظهر ايضاُ فى التعامل مع بقية مؤسسات الدولة البيروقراطية خاصة الصحة (المستشفى/الاجزخانة) و القضاء حيث يقلل عدم الالمام بالتعامل مع/بـ اللغة العربية (نسخة النخبة السودانية) من فرص "الاستفادة" من خدماتها‘ حيث يكون الوصول الى الوظائف العليا بهذه المؤسسات من نصيب من يملكون رأسمالها (لغتها) و يتعاملون بها و مع من لهم المقدرة على فك طلاسمها الكلامية و "الحنكية". إذن تكمن "خطورة" اللغة ليست فقط فى إجبار "الخارجين" عليها على ممارسة لعبة الحياة/الوجود وفقاً لمنطق (عشوائية) علامات لغة اخرى غريبة عنهم فى معظم الحالات "قلباً وقالباً" و لكن أيضاً فى قدرتها على خلق حالة كاملة و "مستدامة" من الإغتراب و الاستلاب و التهميش و التى تصبح بدورها شروطاً للنفى الكلى.

    إذن تصبح الشملنة بركيزتيها المنسوجتين من علامات الدين و العروبة‘ من ناحية و بتاريخها الملفق و المتآكل و المغشوش هى هى لحظة –أية لحظة- الدولة السودانية و هى هى المسار الكلى لهذه اللحظات. هى –أى الشملنة- بناء لكنه منفتح سرمدياً على النفى‘ نفى هذا الآخر الذى يهدد وجوده بإستمرار.


    مدونة
    zalingy.jeeran.com









    .

    (عدل بواسطة AMNA MUKHTAR on 01-18-2008, 05:56 AM)

                  

01-21-2008, 00:36 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية المضادة..ومنابر الجلابة..وراندوك اليسار..والكتابة على صفيح ساخن...() (Re: AMNA MUKHTAR)

    شكرا لكل الأخوات والأخوة ..الأفاضل والفاضلات ..الذين مروا من هنا ..متداخلين أو قارئين .
    وعذرا على عدم رغبتى فى مواصلة البوست ( حاليا) نسبة لظروف صحية ( من أثر البحلقة فى الكومبيوتر) وظروف أخرى مزاجية ( حالة الطمام التى تصيبنى دوريا بسبب الافراط فى التواصل مع مواطنى السودانيين ، والذين أحبهم كثيرا رغم ذلك..بخيرهم وبشرهم)....

    وسأعود لمواصلة هذا البوست ( المبذول للجميع) ربما خلال أسبوع..أو شهر..أو سنة ( حسب الحالة اياها) هذا اذا لم يحسم الأمر بكرى ابو بكر من عندياته ( ويريحنى ويرتاح ويريح المتضررين )...

    ومن يرغب فى التواصل معى ( أثناء ذلك) ..فسأكون متواجدة ..بدمى ودموعى وابتسامتى .. فى صومعتى الخاصة ( مدونتى) الموجود عنوانها فى البروفايل ...والى لقاء قريب باذن الله

    واحتراماتى للجميع..


    * ملحوظة: يا محمد سليمان ..استلم الوردية لو سمحت ظروفك.


    .

    (عدل بواسطة AMNA MUKHTAR on 01-24-2008, 10:36 PM)

                  

01-28-2008, 07:58 AM

Mohamed Suleiman
<aMohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية المضادة..ومنابر الجلابة..وراندوك اليسار..والكتابة على صفيح ساخن...() (Re: AMNA MUKHTAR)

    العزيزة آمنة مختار
    أولا ... سلامتك ...
    و ثانيا ... سيكون محلك شاغرا هنا .... فحروفك لن يستطيع أن يجاريها أحد ...

    تفرد قلمك في تناوله المواضيع الساخنة ... المسكوت عنها ...
                  

01-30-2008, 03:21 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية المضادة..ومنابر الجلابة..وراندوك اليسار..والكتابة على صفيح ساخن...() (Re: Mohamed Suleiman)

    سيظل مكانك شاغرا يا غاليه:
    Quote:
    شكرا لكل الأخوات والأخوة ..الأفاضل والفاضلات ..الذين مروا من هنا ..متداخلين أو قارئين .
    وعذرا على عدم رغبتى فى مواصلة البوست ( حاليا) نسبة لظروف صحية ( من أثر البحلقة فى الكومبيوتر) وظروف أخرى مزاجية ( حالة الطمام التى تصيبنى دوريا بسبب الافراط فى التواصل مع مواطنى السودانيين ، والذين أحبهم كثيرا رغم ذلك..بخيرهم وبشرهم)....

    وسأعود لمواصلة هذا البوست ( المبذول للجميع) ربما خلال أسبوع..أو شهر..أو سنة ( حسب الحالة اياها) هذا اذا لم يحسم الأمر بكرى ابو بكر من عندياته ( ويريحنى ويرتاح ويريح المتضررين )...

    ومن يرغب فى التواصل معى ( أثناء ذلك) ..فسأكون متواجدة ..بدمى ودموعى وابتسامتى .. فى صومعتى الخاصة ( مدونتى) الموجود عنوانها فى البروفايل ...والى لقاء قريب باذن الله

    واحتراماتى للجميع..


    * ملحوظة: يا محمد سليمان ..استلم الوردية لو سمحت ظروفك.

                  

01-30-2008, 09:27 PM

Mohamed Suleiman
<aMohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية المضادة..ومنابر الجلابة..وراندوك اليسار..والكتابة على صفيح ساخن...() (Re: Tragie Mustafa)
                  

01-31-2008, 02:49 PM

عبدالمجيد صالح
<aعبدالمجيد صالح
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية المضادة..ومنابر الجلابة..وراندوك اليسار..والكتابة على صفيح ساخن...() (Re: AMNA MUKHTAR)

    امنة لك العزر

    مرت ذكري شهداء بورتسودان وما ذال الجلابة موجودون ومعهم ابناء الهامش المعاد انتاجهم وفق رؤية المركز



    نشوف المفكرين ديل قالو شنو:
    محمد جلال هاشم
    ابكر ادم اسماعيل
    محمد سليمان
    الباقر العفيف
    شريف حرير
    فاروق جات كوث


    ابدعو بكتاباتهم حقا في انصاف الهامش وفضح تكتيكات المركز


    للحديث بقية امنة مختار



    عزرا للتاخير
                  

02-06-2008, 06:57 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية المضادة..ومنابر الجلابة..وراندوك اليسار..والكتابة على صفيح ساخن...() (Re: AMNA MUKHTAR)

    شكرا لكل العزيزات والأعزاء والمرور..
    والى حين عودة..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de