|
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)
|
الخرطة السياسية للاقليم قبيل انطلاق العمل المسلح:
لقد كان اقليم دارفور موال تقليديا لحزب الامة؛ وذلك لانتماء الغالبية الطلقة من اهله لطائفة الانصار؛ والتي تقودها اسرة المهدي. وقد كان الاقليم بمثابة منطقة مغلقة لنفوذ ذلك الحزب حتي منتصف السبعينات؛ رغم محاولات اختراقه من القوي والاحزاب العقائدية والاصلاحية؛ والتي ركزت في دعايتها علي اهمال الحكومات المركزية وقيادة حزب الامة؛ لقضايا تطوير الاقليم؛ فكانت ان قامت فيه جبهة نهضة دارفور كتنظيم جبهوي نهض به المثقفين اساسا؛ واهتم بابناء الاقليم كذلك الشيوعيون والاخوان المسلمون من جناح حسن الترابي.
ويبدو ان الحركة الاسلامية قد استطاعت ان تحقق اختراقات مميزة للاقليم؛ وخصوصا وسط الشباب والمتعلمين؛ وذلك بعد نشاطهم المشترك في اطار الجبهة الوطنية المعارضة لنظام نميري. وقد ظهر من قادة الاسلاميين بدارفور رجال مثل علي الحاج وخليل ابراهيم وداؤود بولاد؛ ممن سيلعبوا دورا مركزيا في الصراع السياسي الدائر الان في دارفور. وقد سجل الاسلاميون انتصارا كبيرا لهم؛ بادخال ثلاثة نواب لهم للبرلمان من دارفور في انتخابات العام 1986؛ في اول كسر لاحتكار حزب الامة لاصوات الاقليم؛ من قبل القوي العقائدية الجديدة.
وقد دعم الاسلاميون من ابناء دارفور؛ انقلاب 30 يونيو 1989 الاسلامي؛ وانخرطوا في مؤسساته. ولكن اسلوب القبضة الحديدية الذي استخدمته حكومة الاسلاميين في التعامل مع اهل دارفور؛ والصراعات بين اطراف النظام؛ ورجوع الحديث عن الصراع بين اولاد البحر والغرب؛ قد أدي الي ابتعاد اغلب الدارفوريون عن الحكم؛ وخصوصا بعد الصراع بين د. حسن الترابي والحكم؛ والذي انضم فيه اغلب اسلاميو دارفور لصالح الترابي؛ بينما إنفض الشارع الدارفوري عن الجانبين.
وفى ظل انحسار النفوذ التقليدى لحزب الامة بدارفور ؛ وتضعضع نفوذ الاسلاميين فيها ؛ فقد بدات فى الظهور تيارات جديدة اكثر ثورية؛ فبدات مجموعة موالية للحركة الشعبية لتحرير السودان بالنشاط في دارفور؛ بقيادة المهندس داؤود يحي بولاد؛ والتي انهزمت في اوائل التسعينات واعدم قائدها. كما نظم احمد ابراهيم دريج وشريف حرير؛ حزب التحالف الفيدرالي الديمقراطي السوداني؛ والذي اعتمد بصورة رئيسية على ابناء دارفور وكردفان؛ وانضم للتجمع الوطني المعارض في منتصف التسعينات.
كما ظهرت بوادر التورة فى دارفور باصدار ما يسمى بالكتاب الاسود في نهاية التسعينات؛ وهو وثيقة معادية للحكومة المركزية؛ وموثقة لمظالم اهل دارفور وغرب السودان عموما؛ وقد وزع الكتاب بشكل واسع في السودان؛ واصبح مدارا لحوار سياسى ساخن ابان ظهوره فى اواخر التسعينات. وقد اشارت الاصابع الى عناصر مرتبطة بحسن الترابى؛ بوصفها قد اعدت ونشرت ووزعت الكتاب؛ حيث ان مؤلفوه قد انطلقوا من مواقع "انقاذية" ؛ لنقد الحكم. وقد كان واضحا ان معدي ذلك الكتاب علي معرفة عميقة بدارفور؛ وعلى دراية بتوازن القوى داخلها؛ وبتفاصيل العمل السياسى والادارى واالتنفيذى فيها. بالمقابل فقد كانت تختمر تحت السطح نزعات عرقية تقوم علي اساس الصراع بين القبائل الرعوية والزراعية؛ او العرب والزرقة؛ وقد اسفرت تلك النزعات عن تكوين تنظيم التجمع العربي في الثمانينات؛ وتنظيم قريش الغامض في التسعينات. من الناحية الاخري فقد أدت تلك الصراعات القبلية والتحيز الحكومي ودعاية الحركة الشعبية؛ الي تمترس مقابل وسط بعض ابناء القبائل الزنجية في دارفور؛ فتهيات بذلك كل الظروف لانفجار الاوضاع.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | Abdel Aati | 07-17-04, 08:10 AM |
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | Abdel Aati | 07-17-04, 08:11 AM |
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | Abdel Aati | 07-17-04, 08:15 AM |
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | Abdel Aati | 07-17-04, 08:16 AM |
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | Abdel Aati | 07-17-04, 08:17 AM |
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | Abdel Aati | 07-17-04, 08:18 AM |
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | Abdel Aati | 07-17-04, 08:19 AM |
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | Abdel Aati | 07-21-04, 05:59 AM |
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | Abdel Aati | 07-28-04, 04:27 AM |
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | Abdel Aati | 08-02-04, 04:43 AM |
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور | ود حماد | 08-07-04, 06:22 AM |
|
|
|