|
أها الدومة يا تجيبوهو لينا عمرة رمضان نعضيهو يا نمشى نعيد فى السودان نعضيهو!!
|
Quote: بين قوسين
عيد النفط : رسالة من مكينيس
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-09-05
تقع قرية (مكينيس) الى الشمال من معسكر هجليج الرئيسى وكان سبب زيارتنا لها هو افتتاح المركز الصحى الذى شيدته شركة (جنبوك) لخدمة الأهالى ولقد حرصت على الذهاب اليها لأننى وقد شهدت جوانب عديدة من مظاهر الحياة فى (هجليج) كنت أريد التعرف على نوعية ونمط الحياة فى (ريف) هجليج. أقلعت بنا الطائرة المروحية من مطار هجليج الى (دفرة) وهى محطة أخرى لانتاج النفط حيث استغرقت الرحلة اليها حوالى النصف ساعة ومن هناك كانت الرحلة بالسيارة الى (مكينيس) فى حوالى عشرين دقيقة. استقبلنا أهالى القرية التى يسكنها خليط من المسيرية والدينكا استقبالاً حافلاً. كان الجميع ينطلقون من منطلق واحد وكان من الواضح أن السلام والتعايش يظللان الجميع. بعد مراسم افتتاح (العيادة) توجه الجميع الى (السوق) وهناك تحت ظل شجرة (هجليج) غزيرة الظل أقيم الحفل الخطابى الذى شهده تقريباً كل أهل القرية من المواطنين وكذلك أعضاء الوفد الزائر بعد أن تناولنا فنجاناً من القهوة فى احدى (رواكيب) السوق وعلى ضيافة أخينا الأستاذ يوسف عبد المنان بعد أن تعرف على صاحبة الراكوبة و(طلعوا أهل). تحدث ممثلون للمواطنين من عمد المسيرية وأحد سلاطين الدينكا. ركز الجميع على عرض مطالبهم وهى مطالب بالنسبة لهم كبيرة ومهمة غير أنها بالنسبة للدولة بسيطة ومن الواجب تلبيتها على الفور. انهم لا يطلبون الكثير فهم قوم الى بساطة حالتهم فهم قنوعون. انهم يطلبون منا أولاً أن ننقل مطالبهم الى (عوض الجاز) وهأنذا أفعل. ان مطالبهم تتمثل فى مكافحة البعوض وامدادهم بالناموسيات! لقد ضحكت بينى وبين نفسى ولم أشأ أن (أفجعهم) فى حكوماتهم سواء الولائية أو المركزية لأننا فى مسألة البعوض فكلنا فى (الهم سودانيون) ولم أقل لهم ان العاصمة نفسها تحتلها جيوش البعوض ليلاً وأسراب الذباب نهاراً! ولكن وبما أن المجالس (أمانات) فاننى أنقل الأمانة الى عوض الجاز والذى يبدو أنه المسئول الوحيد الذى يعرفه أهل تلك الناحية. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد! عمدة المسيرية قال كلاماً مسئولاً اذ حذر مواطنيه بكل أعراقهم بالا يسيئوا الى سمعتهم بالقيام بأعمال خارج نطاق القانون و(كل من له حق يأخذه ولكن بالقانون). أما النقطة المهمة و(الرسالة) التى يرسلها أهالى المنطقة فهى أنهم يعيشون فى سلام ووئام وكل المشكلة (أن بعض مثقفى الخرطوم هم الذين يثيرون الفتن)! سلطان الدينكا وهو شاب ربما فى العقد الثالث من عمره شكر الشركة لأنها (جاب لينا العافية) فى اشارة للمركز الصحى وطالب بتوفير (حمير) لهم للتنقل! ألم أقل لكم انهم قوم قنوعون؟ أنا أرى أن تقوم الدولة بدلاً من توفير (الحمير) بدعم شبكة الطرق التى شيدتها (جنبوك) وتوفير مواصلات عامة بين القرى. ان هذا يقودنى الى نقطة مهمة وهى أن أكثر من (90 %) من الخدمات فى المنطقة قامت بها شركة (جنبوك) والسؤال هو ما دور الحكومات المركزية والولائية فى مشروعات التنمية؟ ان شركات البترول قد قامت بأكثر مما هو مطلوب منها فى هذا الشأن وهى فى النهاية والمبتدأ شركات صرفت أموالها بقصد الربح غير أن شركة (جنبوك) وحدها مثلاً تصرف ما يفوق الأربعة ملايين دولار على الخدمات فى المنطقة وتفعل ذلك (عن طيب خاطر) والمطلوب الآن أن يقوم الجميع بواجبهم لأنه ليس من (الواجب) أو المسئولية فى شئ ترك هذه التبعة على عاتق شركات البترول. الرسالة الثانية التى يرسلها المواطنون فى هذه المنطقة (وفى كل السودان) أن مواطن الريف قد تحرر من الاعتماد على السلطة (المحلية) وأصبح الآن يتسلح باستقلالية سياسة وفكرية وادارية تمكنه من اسماع صوته الى (المركز) مباشرة متضمناً مطالبه ومن مصلحة المركز أن يستمع الى صوت أطرافه وهى (ممكنة) قبل أن تصير مستحيلة !.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|