بالفعل اتضحت لي من خلال هذا الحوار الطريف ات فكرة (الزير) السوداني من أساسها فكرة خاطئة وورثناها هكذا وتقبلناها مثل معتقداتنا الدينية والسياسية وايضا الرياضية ولم ينعم الله علي علمائنا وخبراء صناعة الفخاريات بحالة تأمل في هذا الاناء الفخاري الحساس الذي يحوي أهم مادة يعتمد عليها الانسان في حياته اي الماء ( وجعلنا من الماء كل شي ء حي )والذي ينبغي ان تكون العناية والاهتمام به هو الأولوية الاولي في حياة الناس من حيث كيفية استخراجه والحصول عليه وتنقيته وطبيعة الأواني والمعدات التي يحفظ فيها ويخزن فيها ويشرب منها ...وللأسف نحن السودانيين تقبلنا فكرته كأي موروث اخر من غير ان نبذل اي جهد في تحديد خياراتنا وهو قمة الكسل وهو إس إس ازمات السودان الحالية ان وجدنا انفسنا نرتدي ذات افكار وأمزجة وجلاليب ابائنا وأجدادنا كانها مسلمات مقدسة لا تقبل التبديل والتعديل وهو الامر الذي جعلنا نعيد انتاج أزماتنا من جيل لجيل كأننا مستنسخون من أجدادنا وابائنا فالعقيدة الدينية نرثهاب( ضبانتها) بطائفيتها والعقيدة السياسية في الغالب أيضاً نرثها من أجدادنا وابائنا وأخواننا الكبار بكل تفاصيلها يسارية او يمينية بل مستميت ندافع عنها بذات ارواح أجدادنا ونحن نرث حتي أحقادهم فيما بينهم لنسقطها لاحقا في راهننا وبلا وعي نقاتل بذات ضغائنهم وتخلفهم.....وهكذا الزير ورثناه فكرة دوغمائية بكل غباء فكرته الضارة بصحتنا من غير ان نفكر ونعدل من هيئته حتي يكون فلترا حقيقا لا مكبا لرواسب الماء التي يعكر صفوها دوماالكوز الملوث بكل جراثيم ال البيت وضيوفهم والمارة في حال ازيار السبيل ذات الكيزان العشوائية المحملة بكل ميكروب الدنيا مثل كيزان الحكم ملوثي البلاد والعباد! هنيئا لدجاج بلادي وقططها وكلابها التي لا زالت تشرب ماء نقيا سلسبيلا من (نقاع ) مفلتر بينما البشر لا زالوا يشربون من ذات الزير بشكله التقليدي وهو الملوث بالرواسب والجراثيم وبذات الكوز الملوث المسيطر علي راسه ...ويحق لهذه الكائنات السعيدة ان تردد وحدها بيت عمرو بن ربيعة ذاك البيت المشهور:ونشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة