( قيادة ) آيدلوجية !!

Quote: ستالين امر باعدام الطاقم خروتشوف امر بارسالهم لدورات تثقيفية برجنيف قال: فلنغمض اعيننا و لنحلم ان القطار يسير..

قيادات الآيدلوجية ، إلآ أنّها تكاد تُعَــبـِّر عن المكنونات الآيدلوجية لكلٍّ واحد من القادة المذكورين ! وللعجب ، فإنـّها تـنـبعـث جميعاً من كوّةٍ آيدولوجية واحدة ! فما أخصبها من رؤىً متمايزة ؛ وهل مـِنْ مُــدَّكـِر ؟

المصيبة الأكبر، أنّ تطوّر العالم قد اتاح لأُذُن بهيمة الآيدلوجيا أن تنفكّ - براغماتيكالي- من براثن القوّاد الذين كانوا أبناء وقتهم وآيدلوجيـّتهم ، فما لبعض المتنوِّرين يحاول ، مُستَـجدياً، إعادة الأُذُن لأمثال تلك الأيادي ؟ أرغبةً عن " بَراح " الناس لتعتقد في ما تشاء وتؤمن بمَن تشاء وتتصــوَّر ما اتـّسعت لها الواعية التصوّرية في مجالات النظر والإستدلال والجدال ؟ . أم هيَ رغبةٌ في إعادة نبيذ الآيدلوجيا الدّامية في قناني جديدة يتمّ بموجبها تستيف واقع الناس في عُلَبٍ جاهزة ؟ حتى لا يمدّ ون " كرعينهم " برّة اللـّحاف الآيدلوجي المعلوم ؟ .. أم يا تُــرى إنّها شنشنة جديدة تتوسـّل لتثبيط نُـشـَــطاء العمل العام بتصعيب الأمور عليهم وتعصيب مواقفهم التى تنقصها الآيدلوجيـــا ؟ مع أنّ الآيدلوجيا ، في واقعناالعولمي السائد ،قد تحوَّل أوارها إلى " رماد " [ كان أداروه ما بندار ، وكان خـلـّوه سـَكَن الدّار ! ] ، فضلاً عن صعوبة تعريفها وفرزها والإهتداء إلى سُبـُل رشادها ! ، فأصبح الحال
كلّ زول عاجباهو آيدلوجيتــو الصـّارِّيها !


هذا أوان " تخفيف حمولة الآيدلوجيا " .. أو هكذا ينبغي أن يكون ! فالآيدلوجيا الفاقعة قديماً ، لم توفـّر مخالبها أحداً حينما أصبحت مركوز سطوة فردانية لايملك مفاتيحها إلآ صاحب الأمر ! ولعمري ، لم يخرج من ضريحـه " رؤيوي " ليُعيد للآيدلوجيا مجدها ! أو تـُرَق كلّ الدماء ؟! إنّما الأمر سـجال رؤيوي يختال فيه أصحاب الجـُـمَــل البواشق والكلُّ بما لديه فَـرِحْ ! فقد كانت الأيدلوجيا ، وما تزال، محظـيـّة مُعافِري الأفكار الكبيرة التى تأتي وتروح - أغلب الأحيان - دون أن تُضـَـمـِّد جراحات الواقع المتقـلـِّب ؛ ولعلـّنا نلاحظ الآن ، أنّ أكثر المنشغلين بضرورة وأهمـّية الآيدلوجيا ، أقَـلـَّهم صيتاً في واقعنا ذي الطراز المتنوّع في سلطانه وصولجانه ، إنّهم ممّن نطلق عليهم " أهل العلم من أجل العلم " في تولاته ! كأن تقول " الفن من أجل الفن " .. إنّه واقعٌ لايأمن فيه قائل الرأي ان تتغير محايثات رأيـه ما بين غمضة عينٍ وانتباهتها ! فما لنا وسلاسل الآيدلوجيا التى تخنق الإبداع البشري المنقوص بحُـجـّة عدم اتّســاقه مع رؤية الآيدلوجي الكبير ؟! والذي – هو أيضاً – مهما نال من رضا الكبار والقدرو والجو بعدو ، منقوص منقوص يا اخي الكريم ! ( والله ياجماعة ، حكاية يا أخي الكريم ، دي ، عند الترابي ، تكاد ان توزّك أزّاً لتغفر له آيدلوجيــّته تلك التى خرمج بها البلاد والعباد ) ..

" تخفيف حمولة الآيدلوجيـا " ، هذه كلمة خُلاصة ، أمـَّها بت أعم أبوها ، سمعتها لأوّل مرّة ، بل وكذلك قرأتها لأوّل مرّة عند الأستاذ/ الرّاحل ،، الخاتم عدلان ،، له الرحمة . والتخفيف ،بالطبع، غير خلع اليد خالصةً من هَـمِّ الآيدلوجيا ، ومعيار التخفيف للحمولة أو تكثيفها ، لابد وأنّه الواقع الذي يُـملي محدّدات الأفكار .

لقد كنتُ ، وما أزال، واحداً من الذين اعتقدوا كثيراً في صدقية تلك المقولة الخُلاصة للرّاحل الخاتم عدلان " تخفيف حمولة الآيدلوجيا " ، ضِمن مقولات حكمية كُثُر للفقيد الرّاحل، وعلى قناعة تامّة بالمعنى الذي تحمله ؛ فالرجل لم نتعوّد منه إلقاء الكلام على عواهنه ! فقد كان حريصاً على وضع الفروض وربط السياقات وترتيب الحُجج واستخلاص النتائج المنطقية ؛ وكم كان حفيــَّـاً بالمناظرة في أمثال هذه العلوم ، لو توفـَّــر المناظرون حينها ! ولكن للأسى، لم يحدث هذا إلآ لماماً ، كان فيه لرؤية تخفيف حمولة الآيدلوجيا ، السهم الأغلب ..


وتحايا للجميع ،،/