مواضيع توثقية متميزة

إعدامات الشجرة 1971 ( صور)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-30-2009, 05:11 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: د.نجاة محمود)

    الاخ العزيز المعز شهادتك اعلاه اعتز بها و معك في التدقيق لسلامة مجري البوست
    الاخ العزيز سوركتي
    في بوست رأفت تسائلت عن بعض مدعيي البطولة الزائفة ممن تملأ صحف الخرطوم صفحاتها بقصصهم وتوقفت عند شخصيتين اري ان هنالك تناقض حقائقي في سردهما للاحداث هما الملازم صديق عبدالعزيز والرائد عمر احمد وقيع الله
    شهادة الرائد عمر وقيع الله تأتي في الاهمية قبل شهادة الملازم صديق لسبب ان عمر وقيع الله من الضباط الذين اعتمد علي ولائهم عبدالمنعم الهاموش في قيادة اللواء الاول مدرعات بل هو من قاد عملية الاستيلاء علي هناقر و مبانئ اللواء الاول و اخضاعها لسيطرة قوي 19 يوليو.
    شهادة عمر وقيع الله ربما اوقعته دونما يشعر في زلة لسان تأريخية و كشفت عن مساومة ما .
    عمر وقيع الله تم تعينه مسؤلا اداريا في محافظة الخرطوم بواسطة ابوالقاسم محمد ابراهيم عقب فشل الانقلاب


    Quote: القانون العسكرى فى هذا الأمر واضح جداً والمادة 27 من قانون القوات المسلحه لعام 1957 نصها واضح ولا يحتاج لدرس عصر الاعدام لكل من اشترك ...ياخى ده حتى من لم يشتركوا عملياً وكانوا ساعة الصفر خارج الوطن تم إعدامهم ؟؟؟)
                  

04-30-2009, 05:24 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: ابراهيم عدلان)

    شهادة عمر وقيع الله

    Quote: عمر وقيع الله كان اكثر الضباط من منفذي يوليو سخطاً على تطوع الكثيرين بالحديث عن يوليو 19 وهم لا يعرفون عنها شيئاً.
    - خذلنا ملازم في العباسية-
    انتفاضة يوليو اتت نتاجا طبيعيا لاوضاع لا تسر او لهذه الاوضاع ابتداء بالتفكير في حل تنظيم الضباط الاحرار في بدايات عهد مايو والتي هي مولود لتنظيم الضباط الاحرار، وفكرت فئة من مجلس ثورة مايو بعمل تنظيم موازي لتنظيم الضباط الاحرار وهو تنظيم احرار مايو، والذي كان يضم اعضاء من مجلس الثورة والذين كانت وراء فكرة قيامه دولة اجنبية واستمر مسلسل الغدر حتى انتهى باعفاء ثلاثةمن اعضاء من مجلس قيادة الثورة من بينهم نائب رئيس المجلس المقدم بابكر النور والرائد هاشم العطا والرائد فاروق حمد الله بدعوى انهم ينتمون للحزب الشيوعي وانهم يعملون بتوجيهات منه ولكن السبب الاساسي هو انهم الثلاثة الوحيدون من بين اعضاء المجلس الذين يعترضون على قرارات وهمجية رئيس المجلس والسبب الثاني هو انهم عارضوا بشدة فكرة حل تنظيم الضباط الاحرار الذي اتى لهم بهذا الموقع ومن هنا فكرت هذه المجموعة في تصحيح مسار مايو، وابتدأت اجتماعات الضباط الاحرار في عدد من المناطق احياناً في بيتنا واحيانا في بيت العقيد عبد المنعم محمد احمد الهاموش واحيانا اخرى في منزل ملازم بالعباسية خذلنا ساعة التنفيذ.
    - ليست شيوعية-
    وللحقيقة والتاريخ لم يكن 19 يوليو هو اليوم المحدد لهذه الحركة التصحيحية بل كان التاريخ في شهر نوفمبر ولم تكن هذه الحركة بتوجيه من اي حزب سوداني وغير صحيح ايضا ان ثورة 19 يوليو شيوعية ولم يكن ذلك بتعليمات من اية دولة اجنبية فقط اجتمعت ارادة البعض من افراد القوات المسلحة الذين امتلأت قلوبهم بحب هذا الوطن.
    وهنالك عدة اسباب ادت الى تفجير ثورة يوليو بدلاً من نوفمبر منها:
    1/ كان من المفترض ان يوقع ميثاق طرابلس في الفاتح من سبتمبر منه احتفالات الثورة الليبية بين مصر والسودان وليبيا وكانت بعض بنود ذلك الميثاق تتيح لتلك الدول ان تتدخل عسكرياً في اية دولة لحماية النظام الحاكم.
    2/ سبب تكتيكي بحت الا وهو ان اجهزة أمن النظام والاستخبارات العسكرية كانت قد تناهى الى علمها ان تحركا سيحدث ضد النظام وقد تم رصد عدد من الضباط وضباط الصف بالرغم من محاولات التأمين لكل حركات المشاركين في تلك الانتفاضة الا انه بالرغم من كل هذا استطاعت هذه الاجهزة من اختراق بعض الخلايا وتم اتخاذ بعض من القرارات التي كانت ستحول دون قيام الثورة فتم ابعاد بعض الضباط من الخدمة وتم تحضير كشف بنقل الاخرين لوحدات خارج العاصمة.
    لهذا كان لابد من التعجيل للاستفادة من الزمن ولتحقيق عنصر المفاجأة لاجهزة الامن والاستخبارات العسكرية.
    - الاجتماعات الاخيرة في منزل احد اركان مايو-
    ولتحقيق اكبر قدر من تأمين الاجتماعات كانت الاجتماعات الاخيرة تنعقد في منزل احد اركان نظام مايو والموثوق به جدا وفي منزلنا تم التنوير وتعليمات التنفيذ وتوزيع الواجبات في نفس يوم 19 صباحاً على ان يبقى جميع المشاركين بعد مواعيد الانصراف في الواحدة والنصف ظهراً وكان التنوير تم لافراد محدودين جداً لا يتجاوز عددهم الثلاثة امعانا في المزيد من التأمين تم التنوير والتعليمات بواسطة العقيد عبد المنعم محمد احمد قائد اللواء الاول مدرعات بمكتبه بالشجرة وبمكتب العقيد عثمان حاج حسين ابو شيبة قائد الحرس الجمهوري
    - قبل الثالثة-
    ويواصل الرائد وقيع الله قائلاً قبل الساعة الثالثة بقليل تحرك الجميع كل حسب المهمة الموكلة اليه وتم كل شيء بهدوء دون اي مقاومة تمت اذاعة بيان الثورة بواسطة الرائد هاشم العطا بعد ان تم احتلال الاذاعة القيادة العامة اللواء الثاني دبابات بام درمان التي كانت تسمى كتيبة جعفر اعتقال اعضاءمجلس الثورة جميعهم بمنزل الرئيس نميري اذا انهم توجهوا من المطار مباشرة الى هناك بعد استقبال الرائد زين العابدين العائد من القاهرة بعد اجتماعات ميثاق طرابلس وكانوا وقتها حينما تم اعتقالهم يستمعون الى تقريره عن ميثاق طرابلس اثناء تناول الغداء في منزل جعفر نميري وتمت حراسة كل المناطق الحيوية والاستراتيجية بالعاصمة.
    - كل شيء تم بهدوء-
    وبعد ان تم كل شيء بهدوء ودون مقاومة وبعد ان اذاع البيان هاشم العطا توالت برقيات التأييد من الوحدات داخل وخارج العاصمة توافدت مجموعة كبيرة من الضباط بمختلف الرتب للتأييد والمشاركة والمطالبة بالحاح شديد ان تسند اليهم بعض المهام التأمينية وقد كان ان اسندت لبعضهم بعض المهام بعد موافقة العقيد عبد المنعم والعقيد ابو شيبة وفي صباح اليوم الثاني كان كل شيء يتم بصورة طبيعية وكانت مكاتب القيادة العامة تعج بكبار الضباط مهنئين ضباط الحركة ومشيدين بشجاعتهم وجسارتهم ومن عجائب الصدف ان كثيرا من المؤيدين والمهنئين وجدناهم رؤساء للمحاكم التي قامت بالشجرة.
    - المؤامرة تنشط في الخفاء-
    كانت الايام تمر هادئة حتى الخميس 22 يوليو وبرقيات التأييد متوالية ولكن المؤامرة على الثورة كانت تنشط في الخفاء وجاءت حادثة الطائرة البريطانية واجبارها على الهبوط في مطار طرابلس.
    وكان الانتصار السهل السريع واستلام كل المواقع بدون مقاومة قد بعث في مفجري ثورة يوليو نوعاً من الثقة الزائدة مما جعلهم يتراجعون عن بعض القرارات التي كان من المفترض تنفيذها لتأمين الخرطوم، كنقل بعض الوحدات لخارج العاصمة واعتقال عدد من الضباط الموالين لنظام مايو وكان ايضا لتخاذل بعض الضباط عن اداء مهامهم والتأكيد منهم بانهم انجزوها كذلك الضابط الذي اكد انه قام بتعطيل كل دبابات اللواء الثاني باستخراج ابر ضرب النار الموجودة في داخل الدبابة وبعدها اختفى ولم يظهر الا في 22 يوليو ونتيجة لشجاعة منفذي حركة يوليو لم يرد اسمه في كل مراحل التحقيق واستمر في خدمة القوات المسلحة حتى وصل لرتبة لواء.
    - اجهاض الحركة-
    تم اجهاض الحركة لكل تلك العوامل ولعوامل اخرى وللامانة والتاريخ اشيد باخلاق اللواء خالد حسن عباس وابو القاسم هاشم والاول رغم ان اخوه قتل في بيت الضيافة الا انهما لم يتعرضا للمعتقلين سواء كانوا عسكريين او مدنيين بالضرب ولا بالسباب بالفاظ نابية.
    - محاكمات الشجرة-
    تمت المحاكمات تحت الاشجار في سلاح المدرعات دون المراعاة لابسط قواعد العدالة ولم تستغرق اية محاكمة اكثر من ربع ساعة بعدها مباشرة يتم تنفيذ الاعدام بواسطة كتيبة الاعدام بقيادة نقيب بصورة بشعة برروها بانها رد فعل طبيعي لاحداث ببيت الضيافة.
    اذ قالوا باننا اطلقنا النار على العزل وهم نيام فهذا القول مردود عليه باننا لم نطلق طلقة واحدة منذ التحرك وحتى اجهاض الحركة وكان بامكان افرادها ان يفعلوا ذلك ان كانوا دمويين او كانوا يريدون فقط الوصول للسلطة الا انهم رفضوا ذلك حتى في اصعب اللحظات عندما رفض هاشم العطا قيام بعض الوحدات المؤيدة للثورة وخاصة سلاح الطيران الذي ابدى استعداده لضرب معسكر الشجرة ودكه تماماً بمن فيه الا انه رفض ذلك حفاظاً على الارواح والمنشآت وتجنبا للدمار الذي كان سيلحق بالعاصمة.
    - قصة بيت الضيافة -
    أما قصة بيت الضيافة فهي متشعبة وغامضة وكان وراءها تنظيم ثالث اراد ان يقضي على قادة مايو المعتقلين بالقصر وبعد ذلك القضاء على اعوان مايو من العسكريين المعتقلين في بيت الضيافة وان ينسب كل ذلك اخيرا لمفجري ثورة يوليو تبريراً لاعدامهم وبذلك تخلى له الساحة من كل معارض وقد كان هذا هو المخطط وتم تنفيذه باحكام تم ضرب القصر ثم بيت الضيافة اولاً بالدبابات ثم بالاسلحة الخفيفة وحينما ذهب رئيس ذلك التنظيم للاذاعة لاذاعة بيانه رقم واحد فوجئ بالرئيس نميري الذي كان قد سبقه اليها واسقط في يده التي مدها مهنئا بالسلامة والعودة.. بعد ذلك تم الصاق التهمة بنا.
                  

04-30-2009, 09:51 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: ابراهيم عدلان)

    د/بيان (نجاة ) لك التحية وشكراً لاضافاتك القيمه بهذا الملخص مع إفادة الاخ محمد المكى الخطيرة وقد شغل هذا الموضوع كما أعلم مضجعك عدة مرات من قبل وهذا هو الحال مع بداية كل يوليو ولا أدرى ما السبب فى الولوج اليه مبكراً قبل يوليو ب 3 أشهر ..

    ولبقية الاخوه المعز وعدلان ومحمد مكى والباقين ...
    لكم كل الشكر وانتم تسبرون أغوار هذا الحدث المؤلم وتتلمسون حجم مآسى والآم اليتامى والأرامل من أسر هؤلاء الضباط من القوتين الضاربه والمضروبه وهم جميعاً ضحايا استغلال وغدر الساسة وعملاء الاستخبارات الاجنبيه لعنهم الله ...(البلد دى ما حاكمها إنت حاكمنها المصريين)...(الاذاعه تهيب بالمواطنين الخروج لنجدة ثورتهم من التدخل الاجنبى)...(الوحدة ولدت باسنانها فى الخرطوم) ...(القدع ده ناسى إحنا اللى حامنو)...أولاد عبدالحليم ورئاسة القوات الضاربه الاقوى والمحاكم العسكريه الظالمه (فين الاشرطه ياقدع عاوز تخرب بيتى يلا هاتها بسرعه)

    جلست وحاورت وسألت مباشرة العديد من الضباط من شهود ومعاصرى تلك الفترة خلال فترة عملى ضابطاً بالجيش وأعرف معرفةً شخصيهً بعضاً ممن شاركوا فى مايو ويوليو ...ومن حاكم ومن شارك وتنكر ...

    المقدم ابوشيبه (الضابط الآمر بتنفيذ مجزرة بيت الضيافه كما يعتقد قلندر؟؟) لماذا لم يأمر بضرب نميرى وزملائه وهم رؤوس مايو ومعتقلون عنده بالقصر حيث يعمل وحيث يسكن وحيث بقى حتى آخر لحظه عند وصول المقدم مظلى يعقوب اسماعيل لبيته وهو صديقه...وكان معاونيه من الضباط الصغار امثال مدنى وسرور يتجولون بين القصر الجمهورى ووحدات الحرس الجمهورى ...ثم من اين اتى قلندر بقصر الضيافه وهو معروف ببيت الضيافه ؟؟؟؟(هل كانت مجرد ذلة لسان مخابراتى)
    والسؤال الثانى كيف يعقل ويستقيم لنا أن نصدق أن يشاهد أحد الناجين من المعتقلين ويتحدث للملازمين الضاربين جبارة والحردلو وينجو من ضربهم ...

    الملازم العماس قائد جماعة الحرس بمكاتب الامن من المشتركين فى يوليو بصداقته لمحمد جبارة كيف كان لينجو وسرور من طوابير اعدامات الشجرة إذا لم تكن شهاداتهم كما أراد حكام مايو واولاد عبدالحليم والدور الذى قاموا به لا يقل عن أدوار جبارة والحردلو ...وسرور مع جبارة هم من قاموا باعتقال نميرى وزملائه وترحيلهم للقصر ...

    جاءت بعض اعدامات الشجرة بمحاكمات وغير محاكمات لاخراس أصوات وخزع عيون الشهود ولطمس حقيقة الدور الاجنبى فى العملية ؟؟؟
                  

05-01-2009, 03:36 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)





    هل كان الغرض من الضرب على مبنى القصر الجمهورى من الناحية الجنوبيه وبهذه القوة (مثلما كان على بيت الضيافه من الواجهة الجنوبيه المطله على شارع الجامعه أيضاً وأُخفيت الصور لاحقاً) تحرير نميرى ومن معه ....

    نميرى خرج من القصر تاركاً بقية زملائه على حديقة القصر تحت حراسة جماعة يقودها عريف من ابناء الشلك يعمل بسلاح الاسلحه ولم يكن يعرف كيف يتصرف فيهم إلى أن وصل المقدم يعقوب اسماعيل برفقة 14 عسكرى الى البوابةالشماليه للقصر برفقة ......وسأله العريف الشلكاوى عما يفعل بهم فطلب منه فى البدء تجريد جماعة الحرس من سلاحهم ومن بعد تم خروجهم ولم يتم ذلك إلا بمشيئة الله وحده ...
                  

05-02-2009, 08:54 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    بعد انتفاضة ابريل 1985 ترأست لجنه عسكرية لحصر محتويات جزء من القصر الجمهورى ولفت إنتباهى وجود كرتونتين من مخدر البثدين والذى يتم به تخدير المرضى فى المستشفيات وكان ذلك فى الطابق الثالث وهو عبارة عن مجموعة من غرف نوم مجهزة تماماً كغرف العرسان وعرفت للأسف أن حكامنا المايويين كان بعضهم من مدمنى المخدرات وسألنى بعض المرافقين من الجنود عن كيف نتصرف فى هذه الكراتين فطلبت منهم عدم لمسها وتركها فى مكانها مع تضمينها كشف الحصر كماهى وكانت واحدة من الكرتونتين مفتوحة وقد أُخذ منها باكتين صغيرين عبوة 10 حقن ؟؟؟
                  

05-03-2009, 10:58 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)





    سؤال : من هى السيدة التى تجلس يسار نميرى فى هذه الصورة؟؟؟
                  

05-04-2009, 06:27 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    وماهو الدور الذى لعبته بالضبط فى تلك اللحظات وبأمر من ؟؟؟؟ ولماذا حاولت إخفاء نفسها بالالتفات ووضع يدها على وجهها فى الجانب الايمن؟؟؟
                  

05-04-2009, 07:40 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    تتحدث صحيفة الوطن السودانيه عن أفادات خطيرة لأول مرة عن بيت الضيافه واعدامات الشجرة ...
    على هذا الرابط مقدمة الخبر ...رجاءاً نقله لهذا البوست مع الشكر ....

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=15666
                  

05-04-2009, 07:46 PM

Ali Sirelkhatim
<aAli Sirelkhatim
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    حذف المداخلة لعدم صحة المعلومة

    (عدل بواسطة Ali Sirelkhatim on 05-05-2009, 07:46 PM)

                  

05-04-2009, 08:12 PM

عمر الفاروق عبد الله الشيخ
<aعمر الفاروق عبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-19-2011
مجموع المشاركات: 3478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: Ali Sirelkhatim)

    بل هي صحفية مصرية اسمهامين كدة روبين واتت لعمل مقابلة مع نميري اثناء المحاكمات
                  

05-04-2009, 08:41 PM

فيصل عثمان الحسن

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 4528

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: Ali Sirelkhatim)

    اعدامات الشجرة.. وتصفيات بيت الضيافة الدامية
    توثيق: أشرف إبراهيم
    تكشّفت لـ «الوطن» حقائق مذهلة، بعد أن تحصلنا على وثائق خطيرة تتحدث لأول مرة حول أخطر حدث إبان فترة مايو، والمشهور بأحداث بيت الضيافة، برواية شهود عيان من ضباط ومدنيين وسياسيين من قادة العمل السياسي والحزب الشيوعي في ذلك الوقت، وفيما يقول العقيد محمد أحمد كمر كنب، قائد كتيبة جعفر الإستوائية، أنهم بعد قضاء ثلاث ليال هي المدة التي عاشها انقلاب هاشم العطا؛ قضوها في بيت الضيافة تفاجأوا بعدها بالرصاص ينهمر عليهم من الخارج، وحكى كيف أنه نجا بأعجوبة من هذه المجزرة ومعه الملازم محمد علي كباشي. أما الرائد هاشم المبارك هاشم الذي اشترك في احتلال اللواء الثاني مدرع فقد نفى التهمة الموجهة لهم بضرب بيت الضيافة وقال: حقيقة بيت الضيافة أعدمها نميري بسرعة المحاكمات.. ومعلوم أنه قد حدثت إتهامات متبادلة بين قادة مايو وقادة يوليو وحمّل كل طرف الآخر مسؤولية مجزرة بيت الضيافة، في حين يرى آخرون أنّ هناك طرفاً ثالثاً.. (الوطن) استطاعت التعرف على مقبرة ضحايا بيت الضيافة بمقابر حمد النيل وقامت بتصويرها.

    أعلاه ما ورد فى الرابط قمت بنقله حسب رغبة الأخ سوركتى .
    تحياتى الاخ سوركتى و تشكر كثيرا على هذا البوست التوثيقى الهام , ولعل المتداخلون الكرام يستطيعون بما لديهم من معلومات
    اماطة اللثام عن تلك المجزرة البشعة التى راح ضحيتها نفر كريم من أبناء هذا الوطن , لا لذنب جنوه سوى انتمائهم أو قل ايمانهم
    بمبادى مايو ان كانت لها مبادى , ولا يجوز أن يدفع الانسان حياته ثمن لاعتقاد او انتماء أو رأى وان ثبت خطله , ليتنا نستفيد من
    مثل هذه التجارب القبيحة ونتواصى على دستور تنبثق منه قوانين تحترم الانسان وحقه المقدس فى الحياة والعيشة الكريمة , أنا أحد الذين
    وقفوا على آثار تلك المجزرة بعد أن تم فتح مكان الحادث كمعرض للزوار رغم أنى لم أتجاوز العاشرة من عمرى فى تلك الفترة , ويالها من
    من صدمة أن ترى برك الدماء البشرية وتشتم رائحتها مخلوطة برائحة الحريق من أثر القصف الذى تعرض له ذلك المكان , ومن خلال مشاهدتى
    أستطيع أن أجزم أن ذلك المكان قد تم ضربه بسلاح ثقيل وأغلب الظن أن الضرب قد تم بواسطة دبابة حطمت جزء من سقف ذلك المنزل , وما
    زلت أذكر آثار الدماء الموجودة على سور المنزل من الناحية الغربية , أخبرنا أحد الجنود أنها لضابط يسمى عبد العظيم حاول الهرب وعند تسلقه للسور عاجله أحد القتلة بدفعة من الرصاص جعلته معلق على السور بعد أن فارق الحياة .
                  

05-04-2009, 08:38 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    ( ؟؟؟؟ ولماذا حاولت إخفاء نفسها بالالتفات ووضع يدها على وجهها فى الجانب الايمن؟؟؟)

    يعني حكاية أنها حاولت إخفاء نفسها بالإلتفات و وضع يدها على وجهها في الجانب الأيمن دي مفروغ منها
    و ما عايزة سؤال و يبقى السؤال فقط هو أنها ليه عملت ده كله !
    يا سوركتي ياخي يمكن هسة قرايتك ليها دي ما سليمة و في مليون إحتمال آخر !!!

    بعدين خليني و ربما لأول مرة أحكي ليك شهادة عويناتي شخصيا ديل بعيدا عن شهادات الآخرين و كنت طفل في حوالي التاسعة
    عندما وقع إنقلاب يوليو 71 و حضرت بيان الشهيد هاشم العطا لكن طبعا دون إستيعاب سواء أنهم شالوا النميري عن قيادة البلد
    أها , أتذكر بعد غداء يوم 22 يوليو سمعنا صوت أول قذيفة دبابة من نواحي الشجرة و المدرعات و هرع السكان على طول شارع الحرية
    الرابط بين مناطق جنوب الخرطوم من ضمنها المدرعات و بين قلب الخرطوم مرورا بكبري الحرية و بدأت الدبابات السودانية مية المية
    تأتي مسرعة و متجهة نحو الخرطوم و أتذكر جيدا أن بعضها قد توقف عند إحدى طلمبات البنزين للتذود بالوقود و التفينا حولهم نحن
    مجموعة أطفال حينا و عرفنا لحظتها أن صاحب الطلمبة قد تبرع لهم بالوقد مجانا .. لازلت أذكر ذلك .. ظل الناس مرابضون على طول
    الطريق و فجأة ظهر النميري و بجواره سيد خليفة على ظهر إحدى الدبابات متجهان نحو المدرعات و النميري يرتدي جلابية من غير أي
    غطاء رأس ثم قفلا عائدان نحو الخرطوم على ظهر الدبابة و في نفس المشهد و نميري لا يزال على هيئته بالجلابية و الناس تهتف" عائد
    عائد يا نميري" .. الساعة لحظتها كانت قد قاربت لحظة مغيب السمس فاتجهنا إلي منازلنا و سمعنا الحديث الغاضب لنميري في التلفزيون
    و قام بتبديل الجلابية بزي جندي "داخل مبنى التلفزيون " و ليس في المدرعات قبل الوصول لمبنى التلفزيون !
    في صبيحة اليوم التالي سمعنا أول دفعة من رصاص الإعدامات و تواصل صوت الرصاص لبعض أيام و كله قادم من منطقة الشجرة
    باستثناء إعدامات منطقة الحزام الأخضر ..

    كانت تلك هي الأيام أو الأسبوع الأول حيث العودة إلي المدارس بعد العطلة الصيفية و ظلت الأحداث هي الحديث الشاغل لنا كتلاميذ
    في المرحلة الإبتدائية و لا يكف التلفزيون عن الهجوم المتواصل على الشيوعيين و البحث عنهم كما لا يتوقف عن بث صور و تسجيل الفيديو
    من داخل بيت الضيافة و لا زالت عالقة بذهني صورة حائط داخلي في بيت الضيافة و قد كثرت فيه أخرام "الرصاااااااااص !" حيث
    قيل أن أحد المعتقلين كان قد حاول القفذ إلي خارج البيت من الناحية الخلفية غير المواجهة لشارع الجامعة لكن حصده الرصاص قبل أن
    يكمل محاولته القفذ , أذكر المشهد ده جيدا, يبقى كيف دخلت الدبابة إلي الجزء الخلفي من البيت لاقتناص الشهيد من على الحائط , أصلو
    دي دبابة ولا كديسة دي البتدخل البيت من ناحيته الأمامية و تشقه و تصل خلفيته وو .. ده سؤال مهم !

    بعد فترة غير طويلة من الأحداث مر أحد الأعياد الدينية و أتيحت لي و مجموعة من الأطفال فرصة المرور من أمام بيت الضيافة و مطالعة
    الحال بأعيننا الخاصة و ليس بعيون غيرنا , كنا في طريقنا للكشافة البحرية لقضاء أحد أيام العيد , أتذكر جيدا مشهد أحد حوائط البيت
    الأمامية و تبدو عليه آثار أخرام كثيرة لرصاص واضح أنه ناتج عن إستخدام رشاش الدبابة و ليس المدفع الثقيل , أحد أصدقائي الصغار
    أتيحت له فرصة الدخول إلي داخل غرف المأساة و حكى لنا عن كثافة آثار الدماء و عن فضلات الأكل ( تحديدا من الشعيرية و السكسكانية)
    و بعض أوراق الكتشينة ..

    أثر المصريين و المخابرات المصرية على الحياة السياسية في السودان و خاصة في فترة مايو معروف , لكن حكاية قوات مصرية و علم سوفيتي للتمويه
    بغرض تخليص النميري و زملاءه مما أدى لتدمير الواجهة الأمامية للقصر و قتل الضباط في بيت الضيافة ده كلام لم
    يرد في أي من الكتب الأربعة " الشيوعي و المايوي و العادي و البعثي" و لا أعتقد أنه كلام يمكن أن يتطور إلي فائدة تذكر , نفصل بين
    العمل المخابراتي المصري آنذاك و بين العمل أو الأعمال العسكرية الإتفجرت عصر 22 يوليو و شملت الإعدامات .. دي كلها أيادي سودانية
    و أسماء معروفة في كل الأطراف المتنازعة و السؤال الملح هو فرز تلك الأدوار بما فيها المشهد في بيت الضيافة و عدد الأيادي المشاركة
    في المجزرة .. راجع مداخلاتي فوق هناك,
                  

05-05-2009, 03:24 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: Elmuez)

    الاخ فيصل عثمان الحسن
    لك التحية والود ...
    كنا نرغب فى تفاصيل الاعترافات والافادات الحديثة على جريدة الوطن عن اعدامات الشجرة ومجزرة بيت الضيافة ...مع علمى التام بأن أخطرها هرب به الضباط الذين اتفقوا فيما بينهم على عدم التصريح بأى شئ وآثروا العيش مع عذاب الضمير هرباً خارج السودان لما قاموا به من نصرة للظلم وإنطبق عليهم قول الرسول الكريم (ص):(من نصر ظالماً سلّطه الله عليه)

    الاخ المعز ...
    لما الغياب ياخى ونحن ننتظر تعليقاتك واضافاتك ... سيبك من قصة الصحفية المصريه بجانب ابعاج فى ذلك الوقت فدورها معروف ومثلها موسى صبرى وأحمد حمروش وفؤاد مطر وغيرهم ممن حضروا تلك المجازر ولم يصدقوا أن يجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع رئيس دوله فى هذا المكان والزمان ولهذا الغرض (سبحان الله ) يعنى تلاولاد تباروا للحاق بسبق صحفى لا مثيل له فى الدنيا ؟؟؟ويظل الشعب المغلوب على أمره غائباً وحتى الان ,,,
                  

05-05-2009, 09:20 PM

عمر الفاروق عبد الله الشيخ
<aعمر الفاروق عبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-19-2011
مجموع المشاركات: 3478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)










                  

05-05-2009, 09:25 PM

عمر الفاروق عبد الله الشيخ
<aعمر الفاروق عبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-19-2011
مجموع المشاركات: 3478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: عمر الفاروق عبد الله الشيخ)



                  

05-05-2009, 09:28 PM

عمر الفاروق عبد الله الشيخ
<aعمر الفاروق عبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-19-2011
مجموع المشاركات: 3478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: عمر الفاروق عبد الله الشيخ)

    منقول لأستكمال التوثيق
    كتب خالد الحاج :

    لقاء مع الأستاذ الدكتور محمد محجوب عثمان


    أجراه / خالد الحاج


    دكتور محمد محجوب عثمان


    أولآ أنقل إليك تحيات عضوية سودانيات وإدارتها ولك مني كل الشكر والتقدير علي تفضلك بالحديث إلينا.


    سودانيات : معظم من أشاروا أو كتبوا عن يوليو 1971 ذكروا أنك كنت في الطائرة التي أقلت الشهيدين بابكر النور و فاروق عثمان حمد الله وأن السلطات الليبية لم تنتبه لوجودك في الطائرة لذا نجوت من الإعتقال. هناك أيضآ الرواية التي رويت علي لسانك بأنك لم تلحق بالطائرة لعدم تناسب مواعيد الرحلة مع جدول الطيران في تلك الفترة نسبة لإغلاق مطار الخرطوم في وجه الملاحة ؟

    محمد محجوب عثمان : معظم ما حدث في تلك الفترة قمت بسرده ولكن بعض الأقوال علي خطأها يتم ترديدها وتصير كالحقيقة ، والقصة هي أني مشيت بارلين مع أخت لي كانت مريضة وذلك للعلاج وكنت علي إتصال
    بكل من بابكر وفاروق في لندن وكانت فكرتهم إننا نمش الثلاثة من لندن إلي الخرطوم ولم أجد حينها طائرة متوجهة إلي لندن توافق مع مواعيد رحلة (باكو) طائرة الخطوط البريطانية التي أقلت بابكر وفاروق، وكان البديل هو إقتراح منهم أن آخد طائرة بولندية إلي لندن ومن هناك آخد الخطوط البريطانية وهم سيفتحون لها المجال الجوي، الألمان رفضوا وقالو ممكن أمش بطائرة خاصة منهم.

    سودانيات : في لقاء لسودانيات مع أسرة الشهيد فاروق ذكرت إبنته أماني أنها علمت أن والدها لم يكن علي دراية بحركة 19 يوليو وأنه أي فاروق فوجئ بها كغيره . السؤال هو هل كان بابكر النور وفاروق علي دراية
    بمخطط وتوقيت الحركة في 19 يوليو 1971 ؟

    محمد محجوب عثمان : فيما يتعلق بفاروق وكونو جزء من الحركة لا . كونو فوجئ لا أعتقد لأنه كان معايش للصراعات الموجودة داخل مجلس الثورة والصراع بصورة عامة . بالنسبة لبابكر هو رئيس التنظيم وأذكر بأنو كلف بعمل خطة فيما لو إضطروا للقيام بالحركة وقدم بابكر الخطة وأجيزت ولم يكن هناك تخطيط للتنفيذ إلي أن غادر البلد . من ناحية أخري كان هاشم ورفاقه تحت مراقبة لصيقة من الأمن والمخابرات العسكرية وكان بيستدعوه في الأمن وكان في عزل مستمر للشيوعيين داخل الجيش لدرجة أن قدمت لوائح للسفير الأمريكي.

    سودانيات : ذكر زين العابدين ومن بعده إعلام مايو أن خطة الحركة قامت علي تصفية قيادة مايو مع تقديم نميري لمحاكمته كرمز للسلطة المايوية وأن من كلفوا بإعتقال القادة لم يجدوهم وتواجدوا بالصدفة مع نميري فتم إعتقالهم بواسطة جبارة الذي لم يكن مكلف بتصفية نميري فنجوا من التصفية أين الحقيقة وهل صحيح أن الفكرة قامت علي تصفية قادة مايو ؟

    محمد محجوب عثمان : هذا كلام غير حقيقي ولا يمكن عمل حركة في الجيش تقوم علي فكرة الإغتيالات وتلاتة أيام كانت كافية لتنفيذ فكرة كهذه إن كانت حقيقة !! كانت فكرة هاشم العطا أن يقدموا لمحاكمة بتهم كثيرة – تخريب الإقتصاد ، والإتصال مع قوي أجنبية، وإنقلابهم علي شعارات مايو 69 ، هم قاموا بتضخيم الفكرة وترسيخها في أذهان الناس لأنهم كانوا خجلانيين أن ضابط صغير الرتبة قام بإعتقال مجلس الثورة كله تقريبآ وكشف عجرفتهم الأمنية والعسكرية ويكفي أن تقارن بتخلص نميري منهم بعد ذلك حينما جعل من نفسه رئيس للجمهورية منفردآ ؟ يبقي كيف هاشم فكر في إغتيالهم؟ والأغرب أن زين العابدين في لقاءه مع قناة أبوظبي كان يهاجم نميري. وقد ذكر كسباوي مسألة لإنقلاب الذي كانوا يعدون له لإستبدال نميري بخالد حسن عباس إلا أن حلّ نميري المجلس وإستطاع بفهلوته لتلاعب عليهم .

    سودانيات : إلي ماذا تعزي فشل المعسكر الشيوعي حينها في تجنيب قادة يوليو وزعماء الحزب من المذبحة التي نصبها لهم نميري ؟

    محمد محجوب عثمان : في حينها كان هناك إنقلاب فكري عند المنظرين السوفييت (بنلوف و تيفانوفسكي) طلعوا بنظرية وكانوا بيفتكروا أن تحرك الضباط لتغيير الأنظمة شيئ إيجابي ونظروا لتجربة عبد الناصر في مصر وكان هذا خطأ لأنه يحرم الشعوب حريتها . والنتيجة ما حدث في العراق كمثال، تكوين الجيش الطبقي كبرجوازية صغيرة وعدم تحول تلك البرجوازية الصغيرة إلي شيئ ثوري . حدث هذا في الصين وأخذوا أسوأ مافي النظم الإشتراكية الشمولية. وكان خطأ عدم وجود التعدد وحتي الدول التي أخذت بهذا الوضع تراجعت فيما بعد عنه –موزنبيق وأثيوبيا- وفكرة المسك بالسلطة ثم فرض التغيير من أعلي فكرة سيئة والسوفييت علاقتهم بالحزب الشيوعي السوداني لم تكن جيدة حينها.





    السيدة الأستاذة ثريا الشيخ، شوقي بدري، محمد محجوب عثمان ، خالد الحاج


    سودانيات : ممكن تدينا فكرة عن تنظيم الزنوج الأحرار ؟

    عندما يفتح باب الإنقلابات بتلاقي في مجموعات شغالة لإحداث تغيير في السلطة وديل –الزنوج الأحرار- كانوا مدللين من مايو في سلاح المدرعات نسبة لدورهم في خورعمر والتحرك في مايو 1969 وكانت فكرهم حينما تحركوا في يوليو هي ضرب هاشم العطا ومجموعته والإستيلاء علي السلطة وبعد ضرب القصر وبيت الضيافة توجه حينها صلاح عبد العال مبروك للإذاعة لعمل بيان الإنقلاب ، وفي فترة طويلة كانوا فارضيين آراءهم علي الجيش ورفضوا تعيين محمد عبد الحليم قائد للجيش. وحينما وجدوا أن نميري خرج سليمآ من القصر إدعوا أنهم جاءوا لتخليصه وإعادة مايو.

    سودانيات : هناك الكثير الذي ذكر فيما يتعلق بالأيام الأخيرة للشهيد عبد الخالق محجوب وذهب البعض للقول بأن الرفاق خذلوه وأنه لم يكن يثق كثيرآ في من هم حوله. كما ذكرت بعض الأقوال بأنه تعرض لضغط من أب شيبة للموافقة علي تنفيذ فكرة الإنقلاب. وذهبت بعض الأقوال لدرجة إتهام أب شيبة بالتعاون مع الأميركان وفي بعضها أنه كان متعاون مع نميري للقضاء علي الشيوعيين ؟

    كتبت مقالة في الأيام السابقة عن عبد الخلق بمناسبة ذكري 19 يوليو في صحيفة "الأيام" وأنا بكتب في كتيب عنه . وفيما يتعلق بعمله الحزبي لازم يكون في تكليف من الحزب واللجنة المركزية ونضع كل الوثائق علي التربيزة ونكتب عن عبد الخالق بصورة سياسية وأنا إستبعدت الحكاية دي لذا سأكتب عن عبد الخالق إجتماعيآ بمعني تقديمه للأجيال الجديدة فالكثيرون من الأجيال الجديدة لا يعرفون عن عبد الخالق إلا ما ذكرته سلطات مايو وسأقوم بالكتابة عن من هو عبد الخالق من أين جاء ما هي مواقفه وفكره .
    فيما يتعلق بي أب شيبة فأب شيبة رجل شيوعي ذكي ومناضل وحكاية إنو كان متعاون مع نميري هذه فكرة فطيرة وأنا أعتقد أنه كان من ألد أعداء نميري ، هو مختلف عن هاشم وقد نقبل أن يقال أنه قدم نصيحة لهاشم بالتخلص منهم لكن تبعيته لجهة معينة هذا كلام غير صحيح خطأ وعيب . ويكفي أنه هو وعبد المنعم محمد أحمد الذين قاموا بالحركة في 19 يوليو 1971 . أذكر أنه حينما إعتقلوا مزمل وكان ناسنا مخترقين للتنظيم المايوي وأحرار مايو وكانوا بيجيبوا لينا أخبار التنظيم . مزمل كان ماشي خشم القربة وقالوا أنه ماشي عشان يقابل زين العابدين الهندي "المعارضة الوطنية" وقالوا أن الزول ده ممكن يكون مزروع ولما إعتقلوه جابوه القصر الجمهوري أب شيبة قال ليهم ده ما سجن وأنا ما سجان ولو إعتقلتوه هنا أنا ما داير مخابرات عسكرية ولا أمن وكان غرضو إبعاد الأمن والمخابرات من القصر. الحزب نفسو دخل الحركة وكان منقسم ولو نظرنا للوضع القيادي بتاع الحزب حينها ما كان بيخلو من العناصر المنقسمة وكانوا موجودين داخل الحزب وبيعتقدوا بصحة التأييد لمايو وكانوا (have hart) وحقيقي الزول الوحيد الكان عارف مكان عبد الخالق هو صلاح مازري كما ذكر اللواء كسباوي "ماعارفو جاب الكلام ده من وين" وده كلام صحيح إنو كان بيشتغل مع الزملاء لكن لا يذهب معهم لأن الحزب كان مخترق ، وأذكر أنه كان بيرسل كلام وكان بعض الكلام كتابة وكان بيصل لي نقد وعبد الخالق كان حريص علي وضع نقد في حالة معرفة بالحاصل .

    سودانيات : أثيرت مسألة وجود وصية مكتوبة من عبد الخالق وهناك من ذكر أن هذه الوصية سلمت لنقد
    ما هي حقيقة وجود وصية وهل هي وصية تتعلق بالحزب أم وصية أسرية وهل سلمت لكم؟

    ما أعرفه هنا أني كنت في الخارج بر البلد في براغ وجاءني واحد من الزملاء -الزميل عبد المجيد شكاك- وقال لي في كلام تركه لك عبد الخالق وأن الناس في الخرطوم بيسألوك هل ممن يطلعوا عليه؟ قلت ليهو مافي مانع. ولم أجد بعدها فرصة للسؤال عن ماهية هذا الكلام المتروك لي . من ناحية أخري أعلم أن طه الكد كتب كراسة وهو كان ملازم لعبد الخالق في أيامه الأخيرة تتعلق المحتويات بوضع عبد الخالق إلي حين إعتقاله وقد سلمها طه للحزب. و الواحد لو حب يسأل ممكن يسأل عن إنطباعاتو ، كذلك كانت ثريا معه في أيامه الأخيرة "إبنة خالة الشهيد عبد الخالق وزوجة محمد محجوب عثمان" .


    سودانيات : هل خذل الزملاء الشهيد عبد الخالق ؟ أي أنهم توانوا عن حمايته وتأمين حياته عندما كان مطلوب من سلطات نميري؟

    محمد محجوب عثمان : والله لو رجعت لي كلام نقد في الوثيقة المتعلقة ب 19 يوليو التي أصدرها الحزب تجد أنه ذكر (كان بإمكاننا حماية عبد الخالق ولم نفعل) وواضح إنو كان في تقصير في التأمين وده سؤال كبير حزب بيشتغل طوال عمره في سرية يفشل في تأمين سكرتيره العام؟ وواضح إنو كان في تقصير.





    سودانيات : هل يمكن تشبيه ماحدث للشهيد عبد الخالق بما حدث لمحمد إبراهيم نقد مؤخرآ ؟

    نقد وعلي حسب رواية شخص أثق فيه وشي به جار له في نفس لمبني "جبهجي" مدرس قام بالتبليغ أن شخص يسكن العمارة لا يخرج إلا ليلآ وده كان مدخل ناس الأمن لمعرفة مكان نقد. وقولهم أنهم ما كانوا عايزينو وأنهم كان يعرفون مكانه مجرد زعم عايزين يغطوا بيه ضعفهم وده كلام ما بيدخل العقل ، ومؤكد لما يعتقلوه هم ما زي لما نقد يظهر براه. وقام صلاح بعمل التمثيلية وأطلقوا سراح نقد فقط ليعطوا الإنطباع أنهم كانوا عارفين مكانه وأنه غير مطلوب لهم . والمهم في الموضوع أن نقد نجح أن يكون بعيدآ عن أيديهم 15 سنة وقام بدوه وقد يكون هناك إسترخاء ولكن الأكيد أن ما حدث هزيمة للأمن.

    سودانيات : ماهي حقيقة أن الروس كانوا غير راضيين عن عبد الخالق وحقيقة الزعم أنهم كانوا يبحثون عن بديل ليحل محله حسب رواية اللواء كسباوي؟

    قرأت إفادة كسباوي وأنا لا أعرف عن الطاهر عبد الباسط سوي أنو منقسم وأنو كان عضو مكتب سياسي وكان تعيين الإنقساميين يتم عن طريق الإذاعة وعينوه مدير للبنك الصناعي وفضل الوظيفة علي أن يكون عضو مكتب سياسي بالحزب. والروس إستفادوا من الحكاية ضربوا مثل للشيوعيين السوريين وقالوا ليهم أخدوا العبرة من الحزب الشيوعي السوداني "كرنكوف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الروسي" وعمومآ كانت هناك إشارات أن الروس ينون إبعاد عبد الخالق إلي منصب فكري دولي وإحلال شخص مكانه كسكرتير للحزب الشيوعي السوداني.

    سودانيات : كلمة أخيرة ؟

    محمد محجوب عثمان : هذا شعور جميل أن أتعرف عليك وهو شعور صادق كوننا أهل وده بيذكرني بحادثة ، كنت في الفاشر حينما توفي والدي عليه الرحمة وقال لي قائدي حينها أحمد العطا –عم هاشم العطا- : أمش عزي أخوانك فالشايقي لا يضام وكان الرجل حزب شعب ديمقراطي وكان يسبق الحماية علي هاشم ورفاقه ويجيب ليهم الأخبار وبيساعدهم.
                  

05-06-2009, 00:17 AM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: عمر الفاروق عبد الله الشيخ)

    السيدة على الصورة (التى يظهر فيها نميرى وهو يعرض كشف حكومة يوليو على الاستاذ عبدالخالق بخط يده ) هى مريم روبين وهى صحفية من مجلة المصور المصريه وقد شوهدت بجانبه فى عدة صور وهو يستجوب ضباط يوليو ...

    ويقال انها سألته فى احد لقاءتها معه عما اذا كان يحب القراءة فذكر لها انه يقرأ عدة كتب فى آن واحد فسألته عما يعنيه فقال انه يقرأ شويه (فصلاً) فى كل كتاب

    (يا للنباهة وغزارة الفكر والاطلاع) ....

    سبحانك اللهم لا اله إلا إنا كنا من الظالمين
                  

05-06-2009, 00:54 AM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    كتب سالم احمد سالم من باريس عن روبين هذه الكلمات :

    Quote: لعل البعض يذكر الصحافية المصرية مريم روبين التي كانت تجلس بصفة دائمة في مكتب رئيس الحكومة العسكرية الثانية (نميرى)أثناء أحداث 19 يوليو1971. فقد نشرت الصحف والمجلات صور روبين وهي تجلس إلى جانب رئيس الحكومة العسكرية الثانية جعفر محمد نميري أثناء مطالعته وتوقيعه أحكام الإعدام التي طالت العسكريين والمدنيين. لا الزمان ولا المكان كانا يسمحان بوجود صحافي بصورة دائمة أو غير دائمة داخل مكتب رئيس حكومة. وحتى إذا قلنا أن ذلك الجو المشبع بالتوتر وروائح الدماء والبارود هو الجو المناسب للصحافي، تظل دائما تلك المسافة التي يضربها الرؤساء بينهم وبين الصحافيين وإن كانت بينهم حميمية كالتي ربطت محمد حسنين هيكل وجمال عبد الناصر. فللحكومات أسرارها، ومكتب رئيس أي حكومة هو معقل الأسرار الوطنية. فالرئيس، أيا كان، يتلقى الاتصالات الحساسة ويناقش ويوقع على قرارات بالغة الأهمية لا يطلع عليها حتى زوجته وأفراد أسرته. وإذا افترضنا في سذاجة متناهية أن (المهمة) صحافية، فمن باب أولى أن يكون الصحافي أو الصحافية سودانيا لا أجنبيا!.

    أفضنا في الحلقات السابقة من هذا السياق أن أطقم المخابرات المصرية المدعومة أميريكيا تدفقت على السودان بعد سويعات قليلة من فشل المحاولة الانقلابية لهدف أساسي هو (تأمين) استمرارية رئيس الحكومة العسكرية الثانية. وعليه سوف نكون على درجة عالية من الغباء إذا سألنا بعد ذلك من تكون مريم روبين أو الجهة التي فرضت تواجدها لصق رئيس تلك الحكومة بدوام كامل خلال ظرف مفرط الحساسية. فقد عرف الناس بعد ذلك أن روبين كانت حلقة الاتصال مع الأجهزة المصرية.

    عملت روبين ومن كان حولها في اتجاهين متسقين. أولا رصد كل كبيرة وصغيرة من أسرار السودان بصفة عامة، ثم إطلاع القاهرة عما إذا كانت الأحكام التي تصدرها محاكم قاعدة الشجرة العسكرية تسير وفق الوجهة المصرية الأميريكية. وثانيا نقل التوجيهات إلى رئيس الحكومة العسكرية وتلقينه بتقارير مختلقة ومخاطر لا وجود لها تزيد من مخاوفه ليندفع من تلقاء نفسه في الطريق المرسوم له بدقة!.. طريق التصفيات الجسدية والتشريد. وبذلك تم إحكام السيطرة عليه من على بعد بضع سنتيمترات!. وبعد تلك الأحداث بسنوات وهدوء الأحوال كشف العارفون بدقائق تلك الساعات الحرجة أن روبين كانت السبب في تبديل أحكام السجن على بعض المدنيين إلى أحكام بالإعدام بموجب الردود التي كانت ترد عبر قناة الاتصال المفتوحة من واشنطن إلى القاهرة إلى القصر الجمهوري في الخرطوم. وبناء عليه رفض جعفر نميري التوقيع على أحكام السجن وأعاد ملفات الأحكام مرة أخرى وطلب من المحاكم (رفع) الحكم إلى الإعدام. وبذلك سجل رئيس الحكومة العسكرية الثانية سابقة غير مسبوقة. فقد درج العرف العالمي أن يخفف الرؤساء من الأحكام لا العكس!

    كانت المحاور الأساسية لعملية (تأمين الرئيس) هي: أولا توجيه ضربة مميتة للتيارات الوطنية السياسية السودانية عن طريق الإعدامات والسجون وإشاعة الإرهاب. وقد نجم عن ذلك عدم تبلور أحزاب أو تيارات سياسية برامجية مؤهلة لقيادة النهضة التي يأمل فيها الشعب السوداني. وبالمقابل سيطرت الأحزاب الطائفية والعقائدية وتراجعت الآلية الديمقراطية. ثانيا تشريد الكفاءات السودانية حاملة الوعي الوطني في التطوير الاقتصادي والاجتماعي، ومن ثم استولى الجهل الوصولي على مواقع الإدارة في المؤسسات والوزارات. وبديهي أن ينتهي كل ذلك إلى تكسير هياكل الاقتصاد السوداني وانحطاط النمو الاقتصادي التقليدي وظهور بواكير هذا الواقع الاقتصادي المرير. وهكذا تم استكمال التبعية والارتهان. وبكل القرائن فقد سجلت تلك الحقبة أول تدخل أجنبي عسكري مباشر في السودان.

    وفي إطار خطة (تأمين الرئيس) فقد شملت التصفيات أعضاء ما كان يعرف بمجلس قيادة الثورة بإحالتهم للتقاعد وقطع علاقتهم بالجيش خشية إقدامهم على تنحية الرئيس ضمن موجة (الثورات التصحيحية) التي انتشرت في الأقطار العربية. والواقع أن رئيس الحكومة العسكرية الثانية كان على هواجس من الشك تجاه أولئك الضباط باعتبار أنهم كانوا العنصر المتبقي القادر على تنحيته، فكان يباغتهم في مجالسهم الخاصة ويتهمهم بالتخطيط لإطاحته. لذلك فإن قرار تنحيتهم تماهى مع رغبته. ويبدو أن تنحية رفقاء الانقلابات دخلت التراث السوداني. فقد طبقتها الحكومة العسكرية الثالثة الراهنة!.

    السودانيون ينفرون، بحكم تجاربهم، من أي تواجد أجنبي مباشر له صفة عسكرية أو بوليسية. لذلك قوبل الانتشار المصري بامتعاض عام، فبات في حكم المستحيل أن تستمر المخابرات المصرية في أداء مهمة (تأمين الرئيس) على تلك الصورة المباشرة المكشوفة. إذن كان لابد من جهاز يتشكل من عناصر محلية يكون بمثابة الواجهة المحلية في أداء المهمة.. مهمة تأمين الرئيس. لكن لم تكن للسودانيين تجربة في مضمار المخابرات، وأقصى ما عرفوه في تلك الفترة لا يتجاوز حدود (البوليس السّري) الذي لم يكن يخفي هويته حسب التقاليد السودانية آنذاك... وكان الناس يرددون نكتة الرجل الذي كتب على باب منزله "منزل البوليس السرّي فلان الفلاني"!. على تلك الأرض البكر تم تكوين جهاز الأمن القومي كنسخة طبق الأصل عن جهاز الأمن القومي المصري. فقد تم اختيار أطقم الجهاز السوداني بعناية من بين أوساط الموظفين والعاملين في الدوائر والوزارات والقوات النظامية والشركات والمؤسسات والصحف والجامعات والمهن الأخرى. كما تم تعيين المئات من العاطلين عن العمل والذين لا يحملون مؤهلات وإلحاقهم بالعمل في مؤسسات البلاد. أسلوب العمل كان أيضا على الطريقة المصرية، طريقة ازدواجية البطاقتين الأمنية والمهنية. فقد كان على كل واحد من هؤلاء أن يعمل في نطاق دائرة عمله، أي أن يكتب التقارير عن زملائه ونشاطاتهم ويرفعها إلى إدارة (الجهاز) التي كانت تأخذ بما ورد في التقارير دون مفاصلة. ثم قام تحالف تلقائي بين الموظفين المخبرين وبين محدودي الكفاءة. وهكذا ساد الشك بين الأقربين واستشرت التقارير الكيدية والملفقة وتصفية الحسابات الشخصية والتشفي والحسد المهني التي أدت إلى تصفية مئات آلاف الكفاءات السودانية، فاستحوذ الوصوليون والأقل كفاءة على مقاليد إدارة مرافق البلاد، وإن بقي بعض أصحاب الكفاءات هنا وهناك سواء بفقه الضرورة أو بسبب غفلة من كتبة التقارير وحملة الأختام.

    من سوء بخت السودان أن جهاز الأمن تم تكوينه في زمن حكم شمولي الأمر الذي أوقعه في جملة من الأخطاء التأسيسية. من ذلك أن مفهوم الأمن أصبح وإلى اليوم هو أمن الحكومة وليس أمن الوطن والمواطن. وبسبب هذا المفهوم صار المواطن هو المستهدف وليس أي قوة خارجية. كذلك لم يتم تكوينه كجهاز مستقل قائم بذاته من حيث كوادره، بل اعتمد على ازدواجية البطاقة التي أشرنا إليها. كل هذه العوامل تفسر حالة النفور والبغضاء التي يكنها عموم الشعب السوداني لأجهزة الأمن بسبب العنت والظلم الذي تعرض له الشعب من أول لحظة تم تكوينه فيها. ففي ذلك الزمن الذي أتحدث عنه كان (أمن النظام) يعني إما أن يكون الشخص مع ثورة مايو أو ضد ثورة مايو. والمفاصلة بين (ضد) و(مع) تقوم على القول لا على الفعل. ذلك أن مجرد كلمة واحدة ينطق بها مواطن يكفي أن يفسرها أو يريد لها المخبر أن تقع في خانة (ضد) فتكون كافية لاعتقال أي بريء وإهانته وسجنه وطرده أو بالأحرى إخلاء وظيفته. وبرغم تصاعد وتيرة الاعتقالات والتعسف فقد استمر السودانيون في النقد والكلام!.

    كان من الطبيعي أن تؤدي الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الحكومة العسكرية الثانية إلى تصاعد المعارضة الشعبية والتذمر العسكري. وتبعا لذلك قامت الحكومة بتضخيم أجهزتها الأمنية. وخلال السنوات الأخيرة من عمر تلك الحكومة أصبحت الأجهزة الأمنية موازيا للقوات المسلحة وتتفوق عليها من حيث الصلاحيات المطلقة. لذلك كانت الأجهزة الأمنية هي آخر المعاقل التي أسقطها الجيش.

    ليس هدفنا من هذا السياق مجرد سرد الوقائع التاريخية، بقدرما أن نستفيد من تجارب التاريخ في إثراء الواقع وتصحيح المسارات. والأجهزة الأمنية هي في المنتهى أجهزة وطنية نثمن عاليا الدور الذي ينبغي أن تقوم به تجاه أمن الوطن والمواطن أمام القوى الخارجية.. وليس استهداف المواطن الذي ينبغي أن يتمتع بشرط الشخص الأولى بالرعاية والحماية والطمأنينة. والحكمة تقول أن السودان لا محالة خارج من شرنقة الشمولية إلى آفاق الديمقراطية وإن طال السفر!. والمرحلة الانتقالية الراهنة إن صدقت النوايا والأقوال تقتضي انتقال المؤسسات تدريجيا من الحالة الشمولية نحو ما يؤكد الفترة الانتقالية وبما يمهد صدقا للمرحلة القادمة. وعليه لابد من الآتي:

    أولا: تنقيح الأجهزة الأمنية من مفاهيم الشمولية الأجنبية التي تأسس عليها. فالذي يصلح في مصر أو أي قطر آخر لا يصلح بالضرورة في السودان. سوف أعترف أن الحكومة الراهنة برغم شموليتها، إلا أنها سعت حثيثا للخروج من كنف ذلك التغلغل الأجنبي. وعلى الحكومة الراهنة أن تعي إن الضغوط الدولية الخارجية التي تتعرض لها ترمي في جزء عظيم منها إلى عودة التغلغل الأجنبي المصري. ما ذهبنا إليه في مجمل السياق لا يقدح في الأخوة وخصوصية العلاقة بين السودان ومصر، فالمصري شقيق لكنه أجنبي لأن ولاءه لمصر أولا. لذلك لابد من علاقة متكافئة وندّية، ومن واجب كل السوداني أن لا ينسى هذه المعادلة في كل علاقات السودان مع الأشقاء.

    ثانيا: إلغاء ازدواجية البطاقة الأمنية والمهنية بتسريح جميع أطقم الأمن من حملة البطاقة المزدوجة من مهامهم الأمنية. ونشر أو تسريب قوائم أسماء جميع الذين تم تسريحهم مثلما تفعل المخابرات الأميريكية. إن حملة البطاقات المزدوجة بشر لهم نزواتهم وعداواتهم المهنية، وتقاريرهم مجروحة وشهادتهم منكولة برغم غليظ القسم. إذ يكفي أنهم أسهموا في تشريد مئات آلاف الكفاءات الوطنية.. وأنا بذلك شاهد عصر!.

    ثالثا: فتح جميع الملفات الأمنية القديمة أمام أصحابها للأسباب التي ذكرنا، ومنح كل مواطن سوداني حقه الدستوري المشروع في قراءة ملفه الأمني، ومواجهته بكل ما كتب عنه لتثبيته أو تفنيده. فالذي يقوم على باطل يظل باطلا ومضللا للحق والعدل والدين.

    رابعا: إجراء مواجهات صريحة بين المواطنين وبين المخبرين الذين كتبوا التقارير على غرار المواجهات التي جرت في جنوب أفريقيا بعد تصفية الحكومة العنصرية. مثل هذه المواجهات من شأنها تصفية النفوس وتصحيح الأخطاء وإشاعة الطمأنينة لدى المواطن وإقامة العلاقة بين المواطن والأجهزة الأمنية على قاعدة التعاون لحماية أمن الوطن وليس الخوف والبغضاء.

    في هذه الجزئية أوجه النداء الحار إلى شريكي نيفاشا والأحزاب السودانية ومنظمات العمل المدني إلى أخذ هذه المقترحات خطوة إلى الأمام.

    وبعد
    إن ازدواجية البطاقة تعيدنا إلى أول حلقة من هذا السياق فنربط بداية الحلقات بنهاية حبلها هذه الحلقة فتكتمل الدائرة وفي النفس شيء من حتى!. ازدواجية البطاقة تضع يدنا على ذلك التماهي غير المسبوق الذي كان قائما بين أجهزة أمن الحكومة العسكرية الثانية وبين بعض العاملين في قطاع الصحافة. ليس مجرد تماهي، بل تداخل وازدواجية في البطاقات تم استغلالها في خدمة المآرب الشخصية وإلحاق الأذى بالأبرياء وفي تصفية الكفاءات الوطنية وتصفية الحسابات الشخصية. لست وحدي من تعرض لتقارير كيدية مهنية من قبل حملة البطاقات المزدوجة أو تقارير أجهزة أجنبية اعتمدتها حكومة يفترض أن تكون سودانية في ذلك الزمن الصديد. نظرة فاحصة واحدة كافية شاهدة أن السودان قد خسر جل خبراته في التخصصات كافة بسبب الكيد والدس.. الفرد يستطيع أن يعالج أوضاعه الخاصة ربما بأحسن مما كان عليه بعون من ربّه.. ويبقى الوطن هو الخاسر الأكبر. ومسك الختام قول الحق:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُِ} سورة الحج الآية 73

    سالم أحمد سالم
    باريس
                  

05-07-2009, 09:42 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    الاخ عمر الفاروق الشيخ
    لك الشكر أجزله على الصور أعلاه والتى قام الصحفيون بمجلة المصور المصريه بالتقاطها فى تلك الايام حسبما يظهر على بعضها وللاسف يظهر المقال المصاحب للصور وهو مثقل بالاخطاء

    لماذا لم تقم باعلان اسماء من ظهروا عليها..؟؟
                  

05-09-2009, 11:31 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    الرائد عبدالقادر احمد محمد من معتقلى بيت الضيافه وكان من المتهورين ومعروف باسم جنى يروى ما حدث فى بيت الضيافه عصر الخميس 22 يوليو 1971 وهو من أبطال العودة (؟؟)...
    Quote: ونحن قاعدين يوم الخميس العصر سمعنا صوت دبابات والضرب وصوت الدبابات واضح أنها دبابات اللواء الثاني ولما اقترب الصوت قلت ليهم ديل دباباتي وبدون ما نشعر انفتحت النيران على الأوضة وأول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي وبطبيعة الحال كنا راقدين على الأرض لأنه كان في سرير واحد وباب الحمام كان فاتح ، دخلنا حسن أبونا وأنا وبسرعة قفلنا الباب.
    وبعد شوية سمعنا صوت الباب فتح وأنه في طلقات واحدة... واحدة... مما يدل ان الضرب كان على الجثث حتى يتأكدوا أنهم ماتوا... وبعد شويه الدبابة جات داخله جوه قصر الضيافة وسمعت أصوات ناس وعرفتهم ناسي بتاعين اللواء الثاني وجاء اسعاف خليته يشيل الجثث وسألت البلك أمين فقال لي رسلنا دبابات للقصر وللقيادة العامة وللكتيبة جعفر وشمبات والإذاعة ، فركبت الدبابة واتجهت للقيادة العامة كردنت الرئاسة وناديت واحد ملازم كان جوه وقلت ليه عندك خمس دقائق إذا ما كل واحد يسلم نفسه عندي العذر لضرب القيادة ، ودخل الملازم وجاء بعد شويه ومعاه عساكر وطبعاً كلهم ناس مضللين وما بعرفوا حاجة عن الشيوعية.. وسلموا سلاحهم.... وبعد كده دخلت الرئاسة وكانت في بعض المقاومات وابتدأنا نزيل فيها الي ان وصلنا الهانقر بتاع الدبابات وهناك حصلني الرائد عدلي بدبابة.


    هذا الضابط ظهر فى القصر الجمهورى مع الملازم صديق عبدالعزيز (البطل الثانى للعودة؟)وفى القيادة العامه أيضاً من بعد كما ذكر الاثنان فى افادتيهما وهذا يعنى أن ضرب المعتقلين ببيت الضيافه تم فى البدء قبل القصر والقيادة والقوات التى كانت تتحرك باتجاه القصر على شارع النيل وشارع الجامعه هى قوات حماد الاحيمر من شارع الجامعه والمقدم يعقوب اسماعيل من شارع النيل اما الملازم صديق فمن شارع القصر وأن الحرس ببيت الضيافه لم يكن موجوداً (بدليل خروج اثنين من المعتقلين للقاء المدرعات وضعف احتمال مقاومة جماعة بتسليح بنادق ج 3 لمدرعات ضاربه) كما شهد بذلك (وراينا لاحقاً على الصور بالصحف)الشاهد الذى كان يقف فى دار العمال المواجه لبيت الضيافه وقمندان الشرطه (فاروق هلال )الذى كان يقف بمتحف السودان الطبيعى ومعه الخضرجى بُر كما أسلفت (شاهدت رجلا يخرج بملابسه الداخليه حصدته الدبابة التى كانت تقف خارج البيت وخرج ثانٍ وحصدته الدبابه أيضاً) هذه الافادة تطابق شهادة الرائد عبدالقادر من داخل البيت والذى ذكر انهم تعرفوا على مدرعاتهم( T-55 ) القادمه من الشجرة مما دفع بالمعتقلين الاول والثانى بالملابس الداخليه للاندفاع نحو المدرعات الجاثمه امام البيت ولكن يبقى السؤال لماذا لم يتعرف المدفعجى والطاقم الداخلى على الخارجين(وهذا يدل على أنهم لا ينتمون للواء الثانى أو غيره من مدرعات الشجرة او تعرفوا عليهم وقصدوا ابادتهم) وللاحتمالين مايدعمهم من شهادات ...

    وبعد أقل من ساعتين من الحدث يتم إذاعة اسماء الشهداء والحدث مباشرةً عقب بيان نميرى المعروف ببيان العوده (لاحظ الأولويات اللوجستيه للدور الاعلامى بغرض التعبئه)
                  

05-14-2009, 00:40 AM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    والاحتمال الثانى الذى دفع بالضباط المعتقلين للهروب بملابس داخليه (وليس الخروج) كان الغرض منه الاحتماء بالقوة المدرعه الجاثمه خارج بيت الضيافة والتى تعرفوا على طاقمها الراجل (وليس المدفعجية بداخلها) والتى كانت فى واقع الأمر تقوم بتغطية العملية من الخارج (بدليل أن الضرب بدأ من الخارج بالمدرعات لاحداث الصدمه الاولى وأصابت أول مجموعه رأس العقيد حمودى وسقط جزء من السقف على رأسه واستشهد على الفور )....

    أهم شهادة فى تقديرى الشخصى كانت لأحد أكبر ضباط العودة (شهادة مباشرة) والتى أكدت لى أن القوات المدرعه عندما وصلت لبيت الضيافه لم تجد أى أثر لجماعة الحراسة!!!!

    ويبقى بذلك ترتيب الاحداث من الناحية الزمنيه واضحاً...
                  

05-21-2009, 01:38 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    الاخ عمر الفاروق الصور التى قمت بعرضها لم توضح من عليها نرجو الافادة مع الشكر
    لك الود والتحية
                  

05-21-2009, 05:31 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    البوست موفق جداً ياسوركتي
    نأمل منه في إعادة قراءات واضاءات موضوعية رصينة
    لآحداث خطيرة في مسار السودان والسودانيين ..
    كنا نأمل من شهود العيان.. أن يساهموا - بعد أن يحكموا
    ضمائرهم - ويدلون بما يعلمون! ..
    ولكن يبدو أن الذي في يده القلم لا يكتب لنفسه أنه ( كان شقياً)
    ولذلك فقد آثروا الصمت ,, ولكن شمس الحقيقة لا يحجبها اصبع!
    أتمنى أن نتساعد في التعرف على شخصيات الضباط الموقوفين في الصور
    المرفقة
    مع تحياتي لمساهمات المتداخلين في بوستك الرائع
                  

05-23-2009, 10:17 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: حسن الجزولي)

    ذكر نميرى فى مقابلة صحفيه قبل سنوات قليلة ان المرحوم الرائد هاشم العطا دخل عليه فى معتقله بالقصر وحاول أن يرهبه بالتلويح بطبنجه فى وجهه !!!
    وفى مقابلة تلفزيونيه سابقة (مع قناة ابوظبى فى برنامج بين زمنين) انكر بصورة مخجلة أى دور لمصر أو رئيسها الراحل السادات أو لليبيا وقذافيها فى مساندته وكانت كذبة مغرضة ومخجلة أثبتت بدون شك أن العملية ومنذ بدايتها وهو على علم تام بها ومساعده ابوالقاسم يتابع كل التحركات ويشارك فى الاجتماعات التحضيرية للحركة التصحيحية بل ويحاول فى معتقله بالقصر اللعب على الحبل الاقوى فى تلك الايام الثلاث ...كانت عملية مدبرة قُصد منها النيل من هذا التنظيم الاقوى فى المنطقة العربيه فى ذلك الوقت ....

    Quote: يحدثني شقيق هاشم العطا أن (هاشم) جاء الي أسرته في اليوم الثاني للانقلاب فسألوه عن الأخبار التي تناقلها الشارع بأنهم أعدموا نميري وزملاءه قال لهم إني قادم الآن من زيارتهم في القصر الجمهوري وأنهم سيتحفظون عليهم يوم السبت في منازلهم تماما كما فعلوا بنا ويواصل هاشم الحديث: وعندما دخلت علي جعفر في غرفته قال لي: معقول يا هاشم جيت لزيارتي؟؟ قال له: نعم قال نميري: عاوزين تعملوا فينا شنو؟ قال له هاشم كل خير .. وهل أنت محتاج لأي حاجة؟ قال نميري والله يا هاشم قلقان محتاج لي لقزازة شري!! قال هاشم : ما هي دي المصائب الخلتك تتصرف بدون عقل وأدرت ظهرك للشعارات التي رفعناها والبرنامج الذي وضعناه لتحسين حياة المواطنين من أجل التنمية والتقدم الاجتماعي وتنكرت لكل ما جاء في البيانات الأولى التي دفعت المواطنين لتأييد الثورة وحمايتها.
    وخرج هاشم ليأمر القائمين علي أمر المرطبات والمشروبات بإخلاء الخمور الموجودة في القصر وإعادتها إلى قسم المرطبات. شهد بذلك عمال القصر والمرطبات الذين تم اعتقالهم وأضافوا أنه أحضر للرائد أبو القاسم هاشم أقراص السكري بعد أن طمأن أسرته وأكد لهم أنه سيعود إلى المنزل يوم السبت القادم أي بعد ثلاثة أيام فقط من تاريخ الانقلاب. وعند لقائه بالرائد أبو القاسم محمد إبراهيم قال أبو القاسم: أنت عارف أنا معاكم وخلي مجلس الثورة يعرف هذه الحقيقة، رد عليه هاشم: سأبلغ المجلس بذلك، وكان أكثر المعتقلين إنهياراً وفزعاً.. وعندما فشل إنقلاب هاشم العطا كان أبو القاسم في الشجرة وحشاً جباناً قاسياً وراح يضرب الشفيع أحمد الشيخ ويركله برجله حتى أدمى وجهه وظهره ووأشك أن يودي بحياته. وفعل كذلك خالد حسن عباس بالشهيد بابكر النور حيث صفعه في وجهه وحينما سأله الصحفي عن تلك الواقعة أنكرها ولكن الصورة فضحت كذبه. سألنا المعتقلين الذين كانوا يشرفون على خدمات نميري وأعضاء مجلس الثورة في القصر هل صحيح كما زعم نميري أنهم حـــرموه من ذهابه للحمام؟ فقال أحدهم ساخراً: هو ساب حاجة عشــــان يروح الحمام؟ ما خلاص كان أكتفى بالغرفة التي كان بها.


    منقول عن خليل الياس فى كتابه (كوبر هاجن)


                  

05-23-2009, 11:55 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    وعن برنامجهم التصحيحى ...

    أعلن الرائد هاشم العطا رحمه الله فى بيانه الأول عبر الاذاعه والتلفزيون :-

    إن جماهير الشعب كانت تخوض صراعاً عميقاً وقوياً ضد الرجعية المتحالفه اعتقالاً لتطور البلاد فى شكل جمهورية رئاسيه الامر الذى أورثنا التخلف ...,ان جماهير اكتوبر ظلت تناضل وتجمع قواها ناشدة التغيير وفق مبادئ اكتوبر فى كل المجالات السياسي منها والاقتصادى فى سبيل نشر ألوية الديمقراطيه الجديدة وقفل الطريق امام الرجعية والاستعمار ...انطلاقاً من هذا تجاوبت الجماهير مع حركة 25 مايو لأن الحركة قدمت نفسها باسم الضباط الاحرار رغم انها تمت خلف ظهورهم وقد وقفت معها الجماهير على أمل حماية البلاد ولإشراك القوى الديمقراطية الحادبة وللبعد عن الدكتاتورية العسكرية او تشويه دور الجيش الوطنى فى المحافظه على وحدة التراب السودانى وضد العدوان الصهيونى فى قنال السويس ...
    إن حركة 25 مايو ظهر تسلطها وبدأت التناقض والتخبط فى خط سيرها يوم فى اليمين ويوم فى اليسار ويوم بلا إتجاه محدد رغم أنها وعدت بسلطة الجماهير تحت اشراف مجلس الثورة ومجلس الوزراء ولكنها جردت الوزراء من الصلاحيات فانهار مجلس الوزراء وكذلك مجلس الثورة واصبح رئيس المجلس يتخذ أخطر القرارات منفرداً حتى إنحدر الوضع فى شكل جمهورية رئاسيه دكتاتوريه تُحكم بواسطة أجهزة الأمن القومى رافضة لمشاركة الجماهير وشوهت مضامين اكتوبر ورفضت قيام جبهة ديمقراطية وبدلاً من توفير الحريات السياسية شرعت فى تشوية الشعارات الديمقراطيه وبدلتها بالجاسوسيه والدكتاتوريه والارهاب ...
    إن الديمقراطيه التى يستدعيها الشعب ويصونها شرط لا بديل له وهذه حقيقة فى تاريخ شعبنا العامر بالنضال ..
    إننا فى القوات المسلحة نعدكم بنظام سياسى يشرك الجماهير فى المسائل كبيرها وصغيرها ومن اليوم ستكون السلطة ممثلةً فى تنظيمات الجماهير والشخصيات التى قلبها على السودان سنستند على ماضى الشعب الأصيل وعلى القضاء العادل النزيه وسنعمل لكى يباشر الشعب حريته ويتحرر من الاقطاع الزراعى والحيوانى وفى الجنوب حيث سلكت الطغمة المبادة طريق المناورات سنعمل على ان يقوم الحكم الذاتى على اكتاف المواطنين المخلصين بعد ان احتضنت الطغمة المبادة الانفصاليين وهذه جريمة لا تغفر لهم
    ان الوضع الاقتصادى ظل محور صراع منذ الاستقلال عام 56 وقد وعدت الطغمة المبادة لتوفير الفائض للخطة واحتمل الشعب الضرائب وعندما يراجع الحصيلة لا يجد غير قبضة من الهواء وقد ارتفعت تكاليف جهاز الدولة لحماية النظام والتمهيد للدكتاتوريه الرئاسية وكان الغلاء الذى يسحق الجماهير ونسفت خطة التنمية وضاعت فرصة الاستفادة من التعاون مع الدول الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتى العظيم...
    إن الأخطاء تتطلب التصحيح الفورى باعادة التحالف للفئات الشعبيه وسنراجع كل الاخطاء التى وقعت فى حق القوى الشعبيه وسنطهر الصفوف من المفسدين والانتهازيين ونضمن فائضاً لتخفيف العبء عن الشعب ..
    نعاهد جماهير الشعب على السير فى طريق الثورة الصناعيه والزراعيه ولانجاز خطط التنمية وتشجيع القطاع الخاص وتطبيق الاصلاح الزراعى والتشاور مع التحالف الديمقراطى الشعبى لتخفيف حدة الغلاء ..لقد وعدت الطغمة المبادة باصلاح الجيش وتراجعت عن اعلانها ونشرت الترقيات الاستثنائيه دون مراعاة للكفاءة وانخفضت الروح المعنوية للجيش وكان أخطر مافى الامر ان تلك الطغمة المبادة قد عملت على نشر الفرقه بين الشعب والجيش ...
    لقد أدينا القسم للعمل بكل اخلاص لحماية أمل الشعب والجيش ووحدة ترابه وتجنب كل الاخطاء وسنمد يدنا للشباب المثقف واتحادات الشباب والطلاب ..
    إن السودان يستطيع أن يلعب دوره فى العالم العربى والافريقى فى إطار استقلاله وسيادته الوطنية ومشاركة الثورتين العربيه والافريقية بلا وصاية ولا تبعية ...سيقدم السودان امكانيته للقضية العربيه ويحمى ظهر الشعب المصرى ويؤيد شعب فلسطين ويدعم حركات التحرر الافريقيه ويحترم ميثاق منظمة الوحدة الافريقيه ....
                  

05-24-2009, 02:55 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    القارئي الكريم



    لعناية الأستاذ سوركتي



    الإحترام



    السلام عليكم ورحمة الله




    أحيي جهدكم الكبير من أجل تقصي بعض حقائق الحركة التصحيحية في يوليو 1971 وملابساتها



    أولاً: لي إتجاه نظر لا يساوي الكثير في الخلاف الذي تم بين القوى الثورية ولكنه يميل لتبين ما قصرنا فيه وهذا الإتجاه في النظر ماثل في سبعة نقاط هي :

    1- أن الصراع كان بين تيارين هما:1- تيار التقدم الشعبي عن طريق الإمساك بزمام السلطة وتغيير مستوى الخدمات الضرورية لحياة الناس التعليم والصحة إلخ و2- تيار التقدم الشعبي بالطريق البرلماني

    2- تمحور التياران حول نفسيهما في المستويات العليا دون أن يمتلك الحزب القدرة الفعالة على التنسيق بينهما وذلك في وقت إلتبس فيه الصراع السياسي بالصراع الشخصي والعوامل الأسرية والقبيلية المواشجة له من ناحية داخلية مثلما إلتبس في الجهة الدوليةً بالصراع الداخلي للقوميين العرب ناصريين وبعثيين وساداتيين وبالإختلاف المنشفي والبلشفي في الإتحاد السوفييتي وحتى بالصراع السوفييتي الصيني.

    3- برزت قوة التيارين ككتلة واحدة في إقصاء تيار الثورة من الريف ثم واصلا إنقسامهمامما أضعف التيارات الثلاثة.


    4- أن عملية تولي بعض الضباط الأحرار للسلطة في 25 مايو 1969 كانت نتيجة حركة ثلاثة تيارات هي:

    أ- تيار الحركة الجماهيرية والنقابية والإدارية والتعاونية ضد حلف الرأسمالية وشبه الإقطاع
    ب- تيار الحركة الوطنية الديمقراطية في الجيش ضد الحرب في الجنوب والفوضى في الشمال
    ج- تيار الأحزاب التقدمية ضد حلف الرجعية والإستعمارالماثل في الديكتاتورية المدنية

    وأن إنقسام القوى العليا في الأحزاب والقوى التقدمية شتت هذه التيارات الثلاثة وسمح ببروز قيادة الأمر الواقع (De-Facto Leadership) لرئيس مجلس قيادة الثورة ثم تحوله من القيادة إلى التسلط فيما بعد((بشكل قريب لما حدث في الثورة الفرنسية حين تعرض تيار الكادحين والريف الثوري مع تياري البرجوازية المحافظ في المدينة والريف المحافظ وتصعيده نابليون ثم إنفراد الأخير بأمر الثورة حتى صار إمبراطوراً للجمهورية والبلاد الأوربية التي فتحها شمالاً وجنوبا.)


    5- ذلك الإنقسام بين التيارات الثلاثة وذلك التفرد بالحكم وما واكبه من مظالم قاد من جديد في ظل التواشج بين الإستغلال الطبقي والتهميش الإقليمي إلى تفتح الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة العقيدالدكتور البطل الشهيد جون قرنق دي مابيور.

    6- التباعد بين قيادة الحزب وقيادة الحركةالشعبية لتحرير السودان وتفضيل حزبنا للطريق البرلماني والليبرالي ولتقدم الحياة والمعاملات السودانية بنفس علاقات الإنتاج التي كرست الإستغلال والتهميش قاد إلى مزيد من الإنقسامات في صفوف القوتين وإلى سيطرة حلف الرجعية والإستعمار بقيادة المؤسسات الرأسمالية للإسلام السياسي.

    7- المخرج الرئيس من هذه الأزمة هو تنسيق النضال بين القوى الثورية في الريف والقوى الثورية المدينة وفي داخل قطاع منهما وفق هذا الإتجاه الإستراتيجي في تنسيق أشكال النضال الشعبي وجمعها معاًفي نقاط متفق عليها بلا إقصاء أو وصايةلأجل تجفيف جذور الربا الطبقي والإقليمي في السودان.


    هذا التقدير لا يقلل بطبيعة الأمور من البطولة والفدائية والجسارة والهاشمية والبسالة النضيرة التي واجهت بها القوى الشيوعية وسط الضباط الأحرار مهام التقدم الوطني الديمقراطي حيث قدمت أرواحها مشاعلاً لمستقبل حركة الشعب السوداني نحو الإشتراكية في السلطة والثروة.




    -----------------------

    ملحوظتان:
    1- وضع جدول بأسماء ضباط يوليو مقسم إلى 3 أيام و72 ساعة إن أمكن يسجل به موقع كل ضابط في كل زمن

    2- أعتقد بوجود نقص في بيان يوليو الواردأعلاه مثلاً في فقرة بسيطة منه تناولت رفض ما سمي "الترقيات الإستثنائية" سقطت بعدها عبارة ((إلا ماندر )) .





    ولكم مع الود كل التقدير


                  

05-27-2009, 10:22 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: Al-Mansour Jaafar)

    قبل قليل كنت اتحدث مع الاخ الدكتور عميد (م)محجوب برير محمد نور وهو من رموز تلك الحقبه بالرغم من أنه لم يك حاضراً بالسودان فى يوليو 1971

    وساوافيكم بتفاصيل اللقاء لاحقاً
                  

06-01-2009, 11:50 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    يحكى العميد صديق حمد عن اعدام الهاموش فيقول :-

    Quote: وقت المحاكمات كانت ساحة الشجرة عبارة عن ساحة حرب عسكريون في كل مكان وعسكريون في الاغلال وكل مجموعة من كبار الضباط يشكلون محكمة اشبه بوضعية كتاب العرضحالات وأحكام ميدانية ونميري يرتدي (لبس خمسة ) وهو الذي يصدق على الأحكام النهائية كل هذا اضفي على المحاكمات الصفة الارتجالية وربما هذا هو الذي دفع الذين يقولون انها ظالمة ليقولوا هذا .

    انا شاهدت إعدام عدد من ضباط يوليو ويا للدهشة مما رأيت جميعهم استقبلوا الموت بشجاعة غريبة لدرجة انني وقفت مبهورا امام هذه الشجاعة السودانية النادرة وصحت وقتها بصوت اظن ان المقربين مني سمعوه قائلاً ( ديل السودانيين )وإليك جزءا من ضروب تلك الشجاعة التي لا تتكررإلا نادرا جداً.

    وقفت وأنا اغالب نفسي حتى لا يصدر مني ما يعبر بالصوت العالي عن اعجابي بوقفة ذلك الفتى الأسمر طويل القامة وهو يقف في شموخه ورأسه لاعلى وسيجارة مشتعلة على شفتيه وهو يدفنها ويصرخ في العسكري الذي يوجه إليه السلاح لاعدامه اضرب صاح يا (مستجد) ارفع السلاح فوق لدرجة ان العسكري رجف والسلاح في يده من فرط قوة وثبات صوته وكان يتقدم نحوه بخطوات عسكرية وهو يدفن السجارة وحينما انطلق السلاح نحوه في عنف رفع يده لاعلى وهو مازال يدخن السجارة عاش السودان حراً مستقلا ونزل تدريجياً حتى خر على الارض وهو جلوس على ركبتيه قبل ان يهتف اخيراً عاش السودان حرا مستقلاً كان ذلك هو عبدالمنعم الهاموش القائد العسكري لانقلاب يوليو
    واما الرائد بشير عبدالرازق كان يقف انتباه بكل ثبات وهم يطلقون عليه الرصاص ...
    وكنت موجوداً ساعة احضروا الشفيع وكان يرتدي جلابية وحالته مزرية جدا.

    المشهد الذي ظل بكل تفاصيله إمام وجهي هو مشهد عبدالخالق محجوب حينما أتوا به لمسكر الشجرة وكان يرتدي جلابية وموثق اليدين للخلف وكان يبدو عليه التعب الشديد كنت واقفا ومعي احمد عبدالحليم قائد المدرعات فسأل هو ده عبدالخالق فما كان من عبدالخالق محجوب الا وان نظر اليه شزراً وهو يقول (ايوه انا عبدالخالق ))فطلب منهم ان يأخذوه للمكتبة فلزة العسكري بعنف فطلبت منهم أن يأخذوه بالراحة .
    آخر كلمات فاروق :
    مازالت حتى هذه اللحظة كلمات فاروق حمد الله ترن في اذني وهم يأخذونه للدروة قال لي يبدو انك كنت محقاً ...
    بعد هذا تم نقلي لدارفور إلى أن احلت للمعاش في 1975م وكانت مدة وجودي في دارفور هي اربعة أعوام وكنت قائد حامية نيالا هناك
                  

06-11-2009, 05:42 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    الاخ حسن الجزولى ...لك التحية والود

    أوافقك الرأى أن من بيده القلم لن يكتب نفسه شقياً ...
    وقد عرفت من بعضهم (فى الامارات) أنهم اتفقوا قيما بينهم على عدم الادلاء بأى تصريحات وأن بعضهم يواجه تهديدات من الحزب الشيوعى قد تصل حد التصفيه ؟؟
    ولعل أمر التهديدات فرية قصدوا منها تبرير صمتهم ...وعموماً إن كانت ساحتهم مبرأه من دماء هؤلاء الرجال لما آثروا الصمت حتى ذلك الوقت خاصة فيما يتعلق ببيت الضيافه ...

    لنبدأ بالصور وهذه طبعاً صورة الاستاذ الشفيع أحمد الشيخ وكأنه يقول برفع يديه عالياً إننى برئ مما تفترون ...


                  

06-13-2009, 07:46 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    اين بقية صور هذا البوست يا جماعة؟؟
                  

06-19-2009, 06:14 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    أحمد حمروش الصحفى المخابراتى مبعوث السادات يرثى نميرى فى العربيه نت قائلاً :


    Quote: شاءت الظروف أن أكون أول مصري يلتقي مع جعفر نميري رئيس جمهورية السودان الأسبق فور انتصار حركة‏25‏ مايو‏1969‏ التي قادها مع عدد من ضباط الجيش السوداني وذلك بتكليف من الرئيس جمال عبدالناصر الذي كان يحرص علي اقامة علاقات وثيقة بين الحكم في مصر والسودان‏.‏

    وتكون في هذه الفترة تشكيل للضباط الأحرار السودانيين‏..‏ ولم يكن لهذا التنظيم اتجاه معين للاستيلاء علي السلطة‏..‏ ولكن الضباط شعروا أن لهم دورا ايجابيا‏,‏ وأنه لابد لهم أن ينظموا أنفسهم ليكونوا علي الأقل صمام أمان في المستقبل اذا انحرف القادة السياسيون عن الطريق القويم‏,‏ ولكن حكومات الاحزاب التقليدية التي تولت السلطة حاكمت بعض الضباط الأحرار‏,‏ وأحيل النقيب جعفر نميري الي الاستيداع‏,‏ وكانت هذه هي المرة الأولي التي يقدم فيها للتحقيق والمحاكمة‏,‏ وقامت عدة محاولات للانقلابات العسكرية ولكنها كانت غير ناجحة‏..‏ وخلال عام‏1961‏ أعيد احياء تنظيم الضباط الأحرار وصدرت مجلته السرية الأولي صوت القوات المسلحة وكانت هذه المجلة عاملا من أهم عوامل تجميع المناضلين في القوات المسلحة السودانية وربطهم بالقوي الوطنية التقدمية‏.‏


    واستمر تنظيم الضباط الأحرار ينمو يوما بعد يوم‏,‏ ويزداد صلابة ووعيا‏,‏ حتي أسهم بدور بارز في اسقاط حكم الجنرال ابراهيم عبود عندما وقف بعض ضباط الجيش وفي طليعتهم الضباط الاحرار بقيادة بكباشي جعفر نميري ويوزباشي فاروق عثمان حمد الله‏,‏ يحاصرون قصر عبود في ثورة اكتوبر‏1964‏ ويجبرونه علي الاستقالة بعد تقديم مطالبهم في مذكرة وقعها‏60‏ ضابطا وعادت القوات المسلحة الي ثكناتها بعد انهيار ديكتاورية عبود والمجلس الأعلي وصدر منشور من الضباط الأحرار يقول‏:‏ ان الدوائر الرجعية تحاول أن تردد الاتهام للضباط الاحرار بأنهم يعملون لحساب مصر وهذه محاولة رخيصة لستر الحقيقة من ورائها الدوائر الرجعية أن تبرر موقفها في تصفية الجيش من العناصر الوطنية وفرض سيطرة العناصر الرجعية عليه‏.‏ وتمت حركة انتقالات للضباط الأحرار في الجيش السوداني‏..‏ نقل جعفر نميري الي غرب السودان وفاروق عثمان حمد الله الي جوبا‏.‏ ولكن ذلك لم يوقف تيار المد الثوري‏,‏ أو يعرقل وحدة التجمع التنظيمي‏..‏ بل العكس هو الصحيح اذ انه تكشف لبعض هؤلاء المناضلين مأساة الجيش السوداني‏.‏ ولم يكن تنظيم الضباط الاحرار منعزلا عن التنظيمات الشعبية‏..‏ كان حلقة الاتصال بين القوي الوطنية والتقدمية داخل الجيش وخارجه‏,‏ بابكر عوض الله رئيس القضاة الذي استقال احتجاجا علي تصرفات الحكومة ورفضها تنفيذ قرار المحكمة العليا الصادر بعدم قانونية تعديل الدستور‏.‏

    بدأت صلة الضباط الاحرار مع بابكر عوض الله عقب ثورة اكتوبر‏1964‏ عندما شكلت لجنة من القضاة لتطهير الجيش ولم يجد شباب الضباط الاحرار سبيلا الا الحركة لتغيير الحكم من الجذور‏..‏ وانتصرت الثورة في الساعة الثانية صباح يوم‏25‏ مايو‏1969,‏ وأعلن في الصباح تشكيل مجلس قيادة الثورة برئاسة العقيد جعفر نميري وأعلن أيضا تشكيل وزارة جديدة برئاسة بابكر عوض الله وهزت هذه الأنباء أرجاء الوطن العربي‏,‏ وكان لها صدي عالمي كبير‏.‏ وبعد ساعات من الثورة‏..‏ كنت في الخرطوم‏..‏ وسألت اللواء جعفر نميري وهل تعتبر ثورة مايو امتدادا لثورة اكتوبر؟

    وقال قائد الثورة في حسم‏:‏ طبعا‏..‏ اننا نعبر عن ارادة الجماهير‏..‏ وتشكيل مجلس الوزراء الجديد يدل علي أن الثورة حريصة أشد الحرص علي اختيار عناصر جديدة لم تتلوث بالارتباط بالحكم القديم وواصل حديثه قائلا‏:‏ البعض يحاول تصوير ثورتنا بأنها انقلاب‏..‏ وهذا غير صحيح‏..‏ لاننا لا نقوم بحركتنا محصورين في اطار الجيش وحده‏..‏ ولكننا ننفتح تماما علي شعبنا الذكي الأصيل‏..‏ ونضع أهدافنا في خدمة الدين عانوا طويلا من الظلم والاستغلال‏.‏

    كانت ثورة‏25‏ مايو في السودان والفاتح من سبتمبر في ليبيا سندا لثورة مصر خلال المقاومة التي تجسدت في حرب الاستنزاف ضد العدوان الاسرائيلي في يونيو‏1967.‏ واستمر جعفر نميري في حكم السودان‏16‏ عاما تعرض فيها لانقلاب عسكري مضاد قاده هاشم العطا أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة والذي أوفدني الرئيس أنور السادات لمقابلته فور حدوثه ليلة‏19‏ يوليو‏1971..‏ وهناك في الخرطوم وجدت أن جعفر نميري معتقل في منزل رئيس الحرس الجمهوري لعدة أيام‏..‏ وخلال أيام تغيرت الأحداث واعتقل قائد الانقلاب هاشم العطا وصدر حكم باعدامه مع عدد من السياسيين وتم تنفيذ الحكم‏..‏ وعاد جعفر نميري الي رئاسة الجمهورية الي أن أقامت في يونيو عام‏1985‏ حركة مضادة له نجا بعدها إلي مصر وبقي عدة سنوات الي أن عاد الي السودان‏,‏ حيث توفي في الخرطوم يوم‏30‏ مايو الماضي‏.‏

    * نقلا عن صحيفة "الأهرام" المصرية







    تعليقات حول الموضوع (عدد التعليقات 6)

    --------------------------------------------------------------------------------
    1 - اين الحقيقة؟
    حميدان العسيري (زائر) |05/06/2009 م، 10:14 صباحاً (السعودية) 07:14 صباحاً (جرينتش)
    يا سلام عليك يا احمد حمروش تقفز بين عشرات السنين دون ان تبين للقراء مسيرة حياة ديكتاتور السودان السابق ولا اشارة حتى لاحداث تاريخية طبعت حكمه ويعرفها القاصي والداني فى السودان وفى العالم...لن اقرأ لك يا احمد حمروش بعد اليوم

    --------------------------------------------------------------------------------
    2 - مراسلة للريس
    أحمد إدريس زمراوي (زائر) |05/06/2009 م، 10:21 صباحاً (السعودية) 07:21 صباحاً (جرينتش)
    لم يذكر الكاتب شيئا جديدا بل سرد سيرة ذاتية لفترة مايو بالإضافة لوقائع شخصية تنبعث منها رائحة الفخر كونه أول مصري يقابل الرئيس الراحل نميري. ولكنه لم يذكر تفاصيل مقابلته لقائد الانقلاب الفاشل هاشم العطا.. وهنا يجب أن نتوقف عند سؤال يطرح نفسه: لماذا تكون مصر أول من يحشر انفه في مشكلات السودان. ولم يذكر الكاتب كيف قابله الرئيس الراحل نميري (إن كان قد قابله بعد ذلك) بعد إطاحته بقادة إنقلاب هاشم العطا.. رحم الله الرئيس الراحل جعفر محمد نميري.

    --------------------------------------------------------------------------------
    3 - نظام مايو
    علاء عثمان (زائر) |05/06/2009 م، 11:54 صباحاً (السعودية) 08:54 صباحاً (جرينتش)
    النميري اخر اقتصاد السودان عشرات السنين بنظامه العسكري الصارم و تارجح سياسته ونظامه الفاسد و لم يضع يه بصمه للسودان وكل المشاريع التي تمت في عهده كانت هبات من دول صديقه ولم ينل السودان دوره الاقليمي المهم في محيطه العربي والافريقي حتى الان للاسف معلومات مهمه عن السودان تاسع بلد بالعالم من حيث المساحه اكبر فائض مائي للمياه في المنطقه اكبر بلد عربي افريقي احتياطي مهم للنفط لم يعلن عنه ممكن ان يكون الرابع على مستوى العالم اهم المعابر والجسور لافريقيا والشرق الاوسط اكبر مراعي مفتوحه على مستوى العالم موقع مهم غرب المملكه السعوديه وجنوب مصر ووسط العالم العربي والافريقي ممكن ان يكون اكبر بلد زراعي في العالم منطقه وجود حضاره قديمه عمرها الاف السنين ووجود مكثف للعنصر الغربي والافريقي وذلك قدر الهي لتلك البقعه من العالم لن تجدها باي بلد مشكله تاريخا سودانيا مليئا بالحضاره والتميز من 8 الاف عام

    --------------------------------------------------------------------------------
    4 - يا خسارة
    DANY (زائر) |05/06/2009 م، 03:37 مساءً (السعودية) 12:37 مساءً (جرينتش)
    يا خسارة على أيام السودان بالسابق, وين كان وين صار...... كان لنا الكثير من الأصدقاء السودانين الأكابر والمتعلمين والمثقفين.. طبعا هذا أيام النميري. كنت لما تقول السودان تشعر بهيبة واحترام.

    --------------------------------------------------------------------------------
    5 - يوليو
    سلامة (زائر) |06/06/2009 م، 12:08 صباحاً (السعودية) 09:08 مساءً (جرينتش)
    لماذا لم تتحدث عن دورك فى اجهاض 19 يوليو 1971

    --------------------------------------------------------------------------------
    6 - دور حمروش فى حركة 19 يوليو 1971
    sourketti (زائر) |19/06/2009 م، 04:17 مساءً (السعودية) 01:17 مساءً (جرينتش)
    كان الدور المنوط به مبعوث السادات فى ذلك الوقت هو جس نبط تفاعل الشارع مع الحركة وكسب الوقت لحين إجراء بعض التدابير لاحباط الحركه وعودة نميرى فقام حمروش بالاجتماع لمدة 10 ساعات مع هاشم العطا بامدرمان وكانت تلك الساعات تعنى الكثير لعمر تلك الحركه البالغ 72 ساعه وهى فى مهدها

                  

06-20-2009, 05:24 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    هذه الصورة لمدخل منزل المقدم عثمان حاج حسين ابوشيبه (منزل قائد الحرس الجمهورى) والذى أصبح فيما بعد ميزاً لضباط الحرس الجمهورى وكان يقع على الركن الشمالى الشرقى لمبنى القصر الجمهورى غرب وزارة الاشغال مباشرة على شارع النيل وهو نفس المنزل الذى اخفى بداخله الاستاذ عبدالخالق محجوب وتمت إزالته تماماً فى عهد الانقاذ ...وكان من طابقين غرفة للضيوف وأخرى للسفرة بالطابق الارضى وملحق به من الناحية الجنوبيه غرفة للتابع والطباخ ومخزن ...
    وغرفة نوم بالطابق العلوى

    حضرالعقيد يعقوب اسماعيل لاعتقال ابوشيبه من هذا المنزل بعد أن ارسل من يخبره ان (الامر قد انتهى) ثم غادر منزله بعد أن ترك له رقيباً مسلحاً خارج المنزل ليقتاده عندما يجهز نفسه ؟؟؟قام ابوشيبه بحرق كل الاوراق الهامه وأخلد للراحه بزيه العسكرى وهو داخل المنزل قبل تسليم نفسه

    الشخص الذى يظهر على الصورة هو القائد الاسبق للحرس الجمهورى وقد تمت احالته للتقاعد بعد قيام مايو مباشرة ولا علاقة له بالحدث ...


                  

06-20-2009, 05:46 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    السيرة الذاتيه لقادة حركة يوليو التصحيحية ...





                  

06-20-2009, 06:39 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    دار هذا الحديث فى لقاء صحفى بين زوجة محجوب طلقه وعفاف ابوكشوة عام 2007


    كان الشهيد محجوب إبراهيم نمر(طلقة) أحد الضباط الشيوعيين ومن قيادات تنظيم الضباط الأحرار، الذي استلم السلطة في &#1634;&#1637; مايو &#1633;&#1641;&#1638;&#1641; م،؟ وبعد صراع التنظيم مع مجلس قيادة الثورة أبعد الشهيد من الجيش ضمن عدد من الضباط المشكوك في ولائهم ل &#1634;&#1637; مايو، لعب دوراً في تهريب الشهيد عبد الخالق محجوب من معتلقه بسلاح الذخيرة فتم اعتقاله بالسجن الحربى حتى قام الرائد هاشم العطا باطلاق سراحه بعد نجاح حركة يوليو ...وبعد فشل المحاولة الانقلابية في &#1633;&#1641; يوليو &#1633;&#1641;&#1639;&#1633; م اعتقل مرة ثانية وقدم لمحكمة عسكرية قضت بإعدامه رمياً بالرصاص.

    رداً على سؤال حول سيرته الذاتية تقول السيدة جيدة نمر زوجته وابنة عمه بأن الأسرة تنتمي في الأصل لمنطقة الزومة بالعيلفون، أما بالنسبة لمحجوب فقد ولد بأمدرمان وترعرع فيها ودرس كل مراحله التعليمية بها، حيث درس المرحلة الأولية بمدرسة بيت المال ثم الأميرية الوسطى وانتقل إلى المرحلة الثانوية بمدرسة أمدرمان الأهلية، قبل أن يلتحق بالكلية الحربية ليتخرج فيها ضابطاً في صفوف القوات المسلحة السودانية، وقد كان ضمن الدفعة التي ضمت كلاً من هاشم العطا وصلاح عبد العال مبروك وعمل بعد تخرجه في مناطق مختلفة بالسودان كالفاشر وجنوب السودان، تم ابتعاثه عام &#1633;&#1641;&#1638;&#1635; م في بعثة دراسية الى لندن، وكان عام &#1633;&#1641;&#1638;&#1640; هو عام زواجه، وفي أوائل عام &#1633;&#1641;&#1639;&#1632; م أبتعث مرة أخرى إلى جمهورية مصر العربية. لمحجوب ثلاث كريمات كن صغيرات السن عند رحيله نهى وهي متزوجة وكبرى شقيقاتها، وندى التي درست الهندسة الصناعية بالاتحاد السوفيتي متزوجة وتعيش بأمريكا، ثم إمتثال التي درست الاقتصاد بجامعة النيلين ثم إدارة الأعمال بجامعة الأحفاد وهي متزوجة أيضاً، ولمحجوب ثلاثة أشقاء وشقيقتان، والدته توفيت بعد ثلاثة سنوات من استشهاده وظل الحزن يلازمها حتى لحظة رحيلها هي الأخرى،
    سمي ب(طلقة) لأنه كان من أمهر الرماة في دفعته وحائز على جوائز عدة وقد خدم لمدة طويلة في سلاح الذخيرة أيضاً.
    وفى حديثها عن ميوله السياسية وكيف تكونت؟
    -- ما أعلمه إن ذلك بدأ في فترة مبكرة غالباً في المرحلة الدراسية – وانضم للحزب الشيوعي وهو طالب بالأهلية الثانوية.
    وربما جذبك أيضا إلى مواقع العمل السياسي ...يا ترى؟
    -- هو لم يطلب مني الانضمام للحزب، إلا أنه كان يناقشني في بعض القضايا ويشركني في مناقشة بعض قراءاته.
    <حسب علمك ماذا كان وضعه في انقلاب &#1634;&#1637; مايو، باعتباره عضو ً قيادي ً بتنظيم الضباط الأحرار؟
    -- ما أعلمه هو إن مشاحنات متعددة كانت تدور بينه وبين أبو القاسم محمد إبراهيم.
    < ما طبيعتها؟
    -- هي جزء من الصراع المبكر حول توجهات النظام السياسي.
    < حول دوره في تهريب عبد الخالق محجوب من معتقله بسلاح الذخيرة، هل حدثك في هذا الموضوع؟
    -- هو كان منضبطاً، ولكنه حدثني عن محاولات لتصفية عبد الخالق بالمعتقل، وفي مرة حدثني عن محاولة له للاتصال به في المعتقل.
    < وبعد نجاحه في تهريب عبد الخالق؟
    -- نعم ... نقل لي خبر الهروب، وقال إنه تخلص من الملابس العسكرية للعريف عثمان عبد القادر الذي شاركه أيضاً في عملية الهروب، وقال إنه رماها في البحر وتوقع أن يعتقل في أي لحظة بعد نجاح العملية، وبالفعل جاءت الشرطة العسكرية ووضعته بالسجن الحربي في أمدرمان، بالمناسبة هو ابن خالة عبد الخالق!.
    < كيف علمت بانقلاب &#1633;&#1641; يوليو ... هل حدثك عنه قبل تنفيذ الانقلاب؟
    -- أبداً ... إطلاقاً،الذي حدث هو إن هاشم العطا حرص على اطلاق سراحه من السجن الحربي بعد نجاح عملية استلام السلطة مباشرة، وقد فوجئت بحضوره للمنزل، وكان
    ذلك قبل أن تبدأ الإذاعة في التنويه للبيان الذي سيلقيه هاشم العطا – لم يمكث طويلاً – ولكنه اتصل بي تلفونياً ونقل لي نبأ نجاح الانقلاب واستلام تنظيم الضباط الأحرار للسلطة بالبلاد، سألته عن نميري ومصيره، فأكد لي إنه أعتقل وإنهم سوف يعاملونه معاملة كريمة وسيقدم لمحاكمة عادلة!
    < متى إلتقيته آخر مرة في تلك الأيام؟
    -- لم أشاهده طيلة الثلاثة أيام، سوى مرة واحدة عندما شاركت في موكب &#1634;&#1634; يوليو المؤيد للانقلاب وكان يقف إلى جانب هاشم العطا وهو يلقي خطابه أمام الموكب،
    وسمعت أيضاً بعض الأخبار غير المؤكدة حول اختطاف القذافي لطائرة بابكر وحمدالله.
    <ما الذي حدث بعد ذلك؟
    -- في مساء نفس اليوم جاءني جعفر العطا شقيق هاشم ونقل لي خبر المقاومة وإن هاشم وطلقة يقودانها ... الضرر الأكبر في كل ذلك جاء من صلاح عبد العال.
    <كيف؟
    هم كانوا يثقون به، وهو كان يرتب لشيء آخر!
    < ثم؟
    -- سارت الأحداث بسرعة، وأذيع خبر إعدام هاشم ذهبت لبيت العزاء، فقد كنا نسكن في تلك الأيام بحي بيت المال بأمدرمان،؟ وأثناء وجودي هناك بدأت أستعيد الاحداث سريعاً، وفجأة غادرت بيت العزاء وبدأنا في بحث وتقصي عن مصير محجوب إلي أن علمنا بنبأ اعتقاله.
    < أين تم الاعتقال؟
    -- قريباً من أحدى بوابات مبنى القيادة العامة.
    <كيف علمتم بنبأ الإعدام؟
    -- فقط من الإذاعة في اليوم التالي نهاراً.
    < وماذا بخصوص متعلقاته الشخصية ووصاياه للأسرة – هل سلمت لكم؟
    -- أبداً لم تسلم لنا أي وصايا، شاركت عام 1973م في موكب لأسر الشهداء، رفعنا فيه مذكرة لوزير الداخلية، نطالب فيها بهذه الأشياء، وبالكشف عن قبورهم فتم اعتقال معظمنا، واعتقلت أنا في أحدى حراسات منطقة بري لمدة &#1633;&#1632; أيام ومنذ ذلك الوقت، ورغم خروجنا في عدة مواكب إلا أن مطالبنا تواجه بالتجاهل التام!.
    < هل علمتم بوقائع المحاكمة؟
    -- توضح ابنته الكبرى (نهى): عند تنفيذ الانقلاب، الوالد كان معتقلاً بالسجن الحربي بتهمة تهريب عبد الخالق وفي المحكمة ورغم عدم قدرتهم على إثبات التهمتين، تهريب عبد الخالق وتنفيذ الانقلاب، إلا أنهم سارعوا بإعدامه! كما لم تنصف البقية!.
    < هل كنتم تتلقون معاش ً ا أو أي إعانة من القوات المسلحة؟
    -- تواصل زوجة الشهيد في السنوات الأولى حرمنا من كل ذلك وعندما قرروا إعادة المعاش لنا، رفضنا استلامه وظللنا على هذا الوضع حتى سقوط النظام المايوي، فأعادت لنا الحكومة الديمقراطية فترة رئاسة الصادق المهدي الاعتبار لشهدائنا وصرفت لنا استحقاقات المعاش وتم منحنا قطعة أرض. ثم اختتمت الحديث ابنته (ندى) قائلة بأنهن كن صغيرات السن حين استشهاد والدهن وقالت بعد أن وقفت على الوقائع المتعلقة بدوره وموقفه في تلك الأحداث، كبرت سيرة الوالد في عيونهن لذلك حق لكل الأسرة أن تفاخر به وبثباته وبطولته.
    - انتهى -
    ما من حركة أثارت من الأسئلة وحشدت من الأراء مع أو ضد ...
    وتناولتها الأقلام وفي كل الصحف في السودان مثلما فعلت حركة
    هاشم العطا التصحيحية في &#1633;&#1641; يوليو &#1633;&#1641;&#1639;&#1633; م.
    • وما زالت الأسئلة تترى وما زال الجدال يحتدم حول هذا
    الحدث الاستثنائي الخطير، ومع ذلك سواء اتفق البعض أو اختلفوا
    مع هذا الحدث إلا أن حركة يوليو التصحيحية ستظل محطة هامة
    في طريق الثورة السودانية بكل تعرجاتها وبكل زخمها وأخطائها، لا يمكن تجاوزها بهذه البساطة ويجب أن يتوقف الناس عندها
    طوي ً لا.
    • اتفق الناس او اختلفوا فإن الرجال الذين قاموا بهذه الحركة انحدروا من صلب الشعب السوداني وأبناء بررة للثورة السودانية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتبرأ منهم..!. كانوا يحلمون بغد واعد للوطن عاشوا وماتوا وهم على حالهم مخلصين له ولشعبهم حتى وهم يخطون بثبات وشجاعة في إتجاه "الدروة" وهم يهتفون بحياة الشعب السوداني والطبقة العاملة والحزب الشيوعي وزخات الرصاص الجبان تمزق أجسادهم الطاهرة ... فجسدوا البطولة وأبرزوا ثباتاً من نوع نادر.
    محجوب طلقة: سيجارة واحدة تكفيني حتى الدروة!
    (يحكي الملازم عبد العظيم عوض سرور أحد الضباط الأساسيين المنفذين لانقلاب &#1633;&#1641; يوليو &#1633;&#1641;&#1639;&#1633; م، إنه إلتقى بمعتقل معسكر الشجرة بالخرطوم بعد هزيمة الانقلاب
    واعتقاله بالملازم أحمد حسين الذي كان معتقلاً هناك منذ اليوم الأول وقد روى له أخبار المحاكمات والإعدامات، وكيف إن زملاءهم استقبلوا الموت وهم يهتفون بحياة الشعب ونضال الحزب، وكانت آخر وصاياهم لهم ألا يأتوا في التحقيقات والمحكامات على ذكر أي شخص، وروى له بالأخص عن المقدم محجوب إبراهيم نمر (طلقة) الذي أحضر إليهم وهو يرتدي جلباباً فوق جلبابه العسكري بعد محاكمته التي فضت بإعدامه وكيف أنه جلس هادئاً يكرر وصيته للضباط المعتقلين بعدم إيراد اسم أي
    شخص سوى الذين أعدموا مهما بلغ الترهيب أو الترغيب (الجوة جوة – والبرة برة) وأن يتمسكوا في أقوالهم بأن أوامر التحرك قد صدرت إليهم من هاشم العطا وعثمان أبو شيبة وعبد المنعم الهاموش وكان ثلاثتهم قد أعدموا، بالإضافة لمحجوب نفسه الذي كان يتأهب لحظتها للتوجه إلى الدروة! وقال ود الحسين لعبد
    العظيم إن بقاء (طلقة) معهم لم يدم، وبالفعل سوى فترة قصيرة حيث ما لبث الحراس إن جاءوا لأخذه إلى الدروة، فنهض وأخرج علبة سيجاير ماركة (بنسون) واخرج منها واحدة ، وأعطى البقية للضباط المعتقلين قائلاً إن سيجارة واحدة تكفيه حتى الوصول إلى الدروة، ثم ودع الجميع وانصرف،رابط الجأش ، ثابت الجنان،وإن هي إلا دقائق حتى سمعوا هتافه للوطن والشعب والحزب يعلو على زخات الرصاص الكثيفة التي انطلقت تمزق جسده أشلاءاً
                  

06-20-2009, 06:42 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)


    الأخ العزيز سوركتي ...
    لك التحية والتجلّة ...

    تساءلت قائلاً:
    Quote: سؤال : من هى السيدة التى تجلس يسار نميرى فى هذه الصورة؟؟؟


    وفي هذا البوست، والخاص بـ د. شيراز عبدالحي
    قراءات فى إنتفاضة 6 أبريل.....دعوه للتوثيق والتحليل!!
    تساءل الأخ حمّور زيادة عن نفس الصورة قائلاً:
    Quote: سؤالي القديم ..
    البت الحمرا الفي ركن الصورة دي منو ؟

    فأجابه الأخ حسن الجزولي بالآتي:
    Quote: وأما الصورة التي رفعها الأخ حمور زيادة ويسأل عن الفتاة البيضاء التي تجلس على مكتب النميري بقربه
    أثناء استجوابه للشهيد عبدالخالق محجوب قبل محاكمته فهي للصحفية المصرية الراحلة عبلة روبين
    مندوبة صحيفة أخبار اليوم وقد كانت مع زميلها الصحفي موسى صبري من الصحفيين القلائل في المنطقة ومن المحظيين بتغطية
    تلك الأحداث عن سائر الصحفيين بما فيهم السودانيين أنفسهم!!، عدا الصحفيين الذين كانوا يمثلون
    وكالات أنباء غربية!.
                  

06-20-2009, 06:52 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    صورة المقدم محجوب ابراهيم نمر ألشهير بمحجوب طلقه...


                  

06-20-2009, 08:47 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    الصحفية أسمها مريم روبين وكانت تعمل بمجلة (المصور) المصريه وكانت سيدة مثيرة للجدل حيث كانت تُفتح لها الابواب المغلقة للدرجة التي كان فيها بعض الوزراء يطلبون وساطتها بينهم ونميري، والبعض الآخر شاهدها وهي تجلس بقرب نميري في الصور التي ظهر فيها وهو يحقق بنفسه مع قادة إنقلاب يوليو1971 ..
    في تلك المقابلة الصحفية سألت روبين نميري عن قراءاته فقال لها أنه «يقرأ أكثر من كتاب في وقت واحد» بمعني أنه يقرأ فصلاً فصلاً من كل كتاب، !!!!
                  

06-21-2009, 11:47 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    السلطة والثروة مواطن الشيطان والفتنه ....

    قال عليه الصلاة والسلام :(إنكم ستحِرصُون على الإمارةِ وستكونُ ندامة ًيوم القيامة)
                  

06-22-2009, 02:05 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    مرة أخرى

    القارئي الكريم



    لعناية الأستاذ سوركتي



    الإحترام



    السلام عليكم ورحمة الله




    أحيي جهدكم الكبير من أجل تقصي بعض حقائق الحركة التصحيحية في يوليو 1971 وملابساتها



    أولاً: لي إتجاه نظر لا يساوي الكثير في الخلاف الذي تم بين القوى الثورية ولكنه يميل لتبين ما قصرنا فيه وهذا الإتجاه في النظر ماثل في سبعة نقاط هي :

    1- أن الصراع كان بين تيارين هما:1- تيار التقدم الشعبي عن طريق الإمساك بزمام السلطة وتغيير مستوى الخدمات الضرورية لحياة الناس التعليم والصحة إلخ و2- تيار التقدم الشعبي بالطريق البرلماني

    2- تمحور التياران حول نفسيهما في المستويات العليا دون أن يمتلك الحزب القدرة الفعالة على التنسيق بينهما وذلك في وقت إلتبس فيه الصراع السياسي بالصراع الشخصي والعوامل الأسرية والقبيلية المواشجة له من ناحية داخلية مثلما إلتبس في الجهة الدوليةً بالصراع الداخلي للقوميين العرب ناصريين وبعثيين وساداتيين وبالإختلاف المنشفي والبلشفي في الإتحاد السوفييتي وحتى بالصراع السوفييتي الصيني.

    3- برزت قوة التيارين ككتلة واحدة في إقصاء تيار الثورة من الريف ثم واصلا إنقسامهمامما أضعف التيارات الثلاثة.


    4- أن عملية تولي بعض الضباط الأحرار للسلطة في 25 مايو 1969 كانت نتيجة حركة ثلاثة تيارات هي:

    أ- تيار الحركة الجماهيرية والنقابية والإدارية والتعاونية ضد حلف الرأسمالية وشبه الإقطاع
    ب- تيار الحركة الوطنية الديمقراطية في الجيش ضد الحرب في الجنوب والفوضى في الشمال
    ج- تيار الأحزاب التقدمية ضد حلف الرجعية والإستعمارالماثل في الديكتاتورية المدنية

    وأن إنقسام القوى العليا في الأحزاب والقوى التقدمية شتت هذه التيارات الثلاثة وسمح ببروز قيادة الأمر الواقع (De-Facto Leadership) لرئيس مجلس قيادة الثورة ثم تحوله من القيادة إلى التسلط فيما بعد((بشكل قريب لما حدث في الثورة الفرنسية حين تعرض تيار الكادحين والريف الثوري مع تياري البرجوازية المحافظ في المدينة والريف المحافظ وتصعيده نابليون ثم إنفراد الأخير بأمر الثورة حتى صار إمبراطوراً للجمهورية والبلاد الأوربية التي فتحها شمالاً وجنوبا.)


    5- ذلك الإنقسام بين التيارات الثلاثة وذلك التفرد بالحكم وما واكبه من مظالم قاد من جديد في ظل التواشج بين الإستغلال الطبقي والتهميش الإقليمي إلى تفتح الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة العقيدالدكتور البطل الشهيد جون قرنق دي مابيور.

    6- التباعد بين قيادة الحزب وقيادة الحركةالشعبية لتحرير السودان وتفضيل حزبنا للطريق البرلماني والليبرالي ولتقدم الحياة والمعاملات السودانية بنفس علاقات الإنتاج التي كرست الإستغلال والتهميش قاد إلى مزيد من الإنقسامات في صفوف القوتين وإلى سيطرة حلف الرجعية والإستعمار بقيادة المؤسسات الرأسمالية للإسلام السياسي.

    7- المخرج الرئيس من هذه الأزمة هو تنسيق النضال بين القوى الثورية في الريف والقوى الثورية المدينة وفي داخل قطاع منهما وفق هذا الإتجاه الإستراتيجي في تنسيق أشكال النضال الشعبي وجمعها معاًفي نقاط متفق عليها بلا إقصاء أو وصايةلأجل تجفيف جذور الربا الطبقي والإقليمي في السودان.


    هذا التقدير لا يقلل بطبيعة الأمور من البطولة والفدائية والجسارة والهاشمية والبسالة النضيرة التي واجهت بها القوى الشيوعية وسط الضباط الأحرار مهام التقدم الوطني الديمقراطي حيث قدمت أرواحها مشاعلاً لمستقبل حركة الشعب السوداني نحو الإشتراكية في السلطة والثروة.




    -----------------------

    ملحوظتان:
    1- وضع جدول بأسماء ضباط يوليو مقسم إلى 3 أيام و72 ساعة إن أمكن يسجل به موقع كل ضابط في كل زمن

    2- أعتقد بوجود نقص في بيان يوليو الواردأعلاه مثلاً في فقرة بسيطة منه تناولت رفض ما سمي "الترقيات الإستثنائية" سقطت بعدها عبارة ((إلا ماندر )) .





    ولكم مع الود كل التقدير
                  

06-22-2009, 09:44 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: Al-Mansour Jaafar)

    الاخ المنصور جعفر لك الود والتحية ...
    يوليو وليد شرعى لمايو التى كانت مغامرة ضلت الطريق من ضباط صغار جمعتهم ليالى السمر والسكر فى الشرق قائدهم المرتجل لا يحمل فكراً ولا منهجاً بل حقداً وكرهاً لكل متفوق ...
    شاءت أحوال الظرف الزمانى والمكانى أن تجعله قائداً بل رئيساً لهذا الشعب المغلوب على أمره ومن بعد انتفض بحثاً عن شرعية لبقاء سلطانه بعد أن فاق من هتاف جماهير يوليو 1971 وهو محبوس بالقصر الذى صال وجال فيه بدون وجه حق صوت الجماهير التى كانت سنده الاول وهيهات ..هيهات ..أن تحاول تقنين أمرٍ لا شرعية له فتكون مسخرة للأغلبيه الصامته التى لن يضيع لها حق مهما طال البقاء ...
    لابد من وجود ريس ومرؤوس للسير بالمركب فى بحر العواصف ومشكلة السودان الرئيسيه أن كل فرد فى شعبه المدنى لا يقبل أن يكون مرؤوساً ناهيك عن محاولة وضع تسلسل سلطوى أو حتى توأمه بين عسكرى ومدنى ...
                  

06-23-2009, 07:32 AM

مدثر محمد عمر
<aمدثر محمد عمر
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    أستاذ سوركتي والله مجهودك في التحقيق ده اعظم من كل الحاجات العملتها انا في حياتي بتراودني احلام انو في يوم يجينا حاكم يدفع قروش ويمول عملية التحقيق في تاريخنا اعادة كتابتو ... اتخيل لي ده بجنبنا اننا نكررو في اقل من عشره سنين زي ما بنعمل هسي...وانا اسف اتداخل بدون ما اضيف شي لكن كنت داير انبهك لانو صلاح بشير ما زال موجود ....في طبيب اسمو دهب لو بتذكركويس كان طبيب نميري فتره .. كلمني عن انو كان كل مره اعجابا بي شجاعتو بقول للنميري انو حالتو الصحيه ما بتسمح لانو كان مصاب بي سونكي في صلبو وانواعجابا بي شجاعتو برضو ظل يزن في النميري بانو يعفيه والنميري كان مصر اصرار غريب علي اعدامو في الاول... ممكن احاول احصل ليك علي رقمو ولو رسلت لي ايميل بي أسئله محدده ممكن احاول اجيب ليك منو حاجات مكتوبه.. حاولت احصل علي ايميلك لاني بحس انو كلامي معاك ده ونسه خاصه ما مفروض ازعج بيها الناس هنا لكن ايميلك ما مكتوب في البروفايل...
    شكرا ياخي من كل اسرتي واصدقائي وخصوصاً محمد المقبول
                  

06-24-2009, 00:15 AM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: مدثر محمد عمر)

    الأخ مدثر محمد عمر
    لك الود والتحية ...
    حكى لى أحد ضباط المدرعات فى الثمانينات وأوائل التسعينات أنه كان يسمع أصواتاً وحركة مشى خارج غرفته فى كل ليلة يقضيها نوبتجياً بالمعسكر ...
    وعندما يخرج ليستطلع الأمر لا يجد أحداً ...وذات مرة جمعته الظروف بشيخ كبير فى بلد عربى فحكى له ما كان يسمعه ولا يرى مصدره فجاء رد الشيخ أنها أرواح طيبة لاناس ماتوا فى نفس المكان رحلت أجسادهم وظلت أرواحهم عالقه بمكان وفاتها!!!

    يوليو 71 دون غيره يُُعتبر حدثاً مثيراً فى تاريخنا الحديث ووصمة مشينه فى سيرة السياسه والجيش معاً ..اكتنف الحدث غموض وسر كبير آثر أصحابه كتمانه فى بلد

    طيب الاهل والسيرة لا يشبههم الحدث بأى حال من الأحوال ...

    الناجون الصامتون من بيت الضيافة عصر 22 يوليو 1971 مسئولون أمام الله عما رأوه ...وهذا هو الحدث المحورى فى القضيه الذى تم استغلاله لاثارة مشاعر الجنود البسطاء ومهما يكن من أمر فقد إجتمع رأى بعض المعتقلين فى ذلك الوقت على أنهم سمعوا صوت مدرعاتهم (وبعضهم تعرف على صوت جنوده بالخارج) وصوت المدرعات يختلف عن ضرب المدرعات الذى بدأ قبل ضرب القوات الراجلة...ولا يستقيم لأى شخص متوسط المعرفة فى الشأن العسكرى أن يقبل فرضية ضرب الحراس للمعتقلين والمدرعات جاثمة على بوابة بيت الضيافه ولا يستقيم أن تبقى قوة جماعة (11 فرد) بتسليح خفيف (بنادق كلاشنكوف) متمترسه أمام هجوم مدرعات ,,,وقد هرب الجنود ولم يشاهد المعتقلين الحردلو أو يسمعوا صوت احمد جبارة وقت الضرب بل شهد سكان ميز الهبوب (العمارة الكويتيه) الذى يقع شمال بيت الضيافه بدخول جنود هاربين عليهم قاموا بترك أسلحتهم واستبدال ثيابهم وخرجوا ...وعند سؤالى مباشرة لاثنين من كبار اعضاء تلك المحاكم الجائرة ذكروا بأن الفاعل غير معروف حتى الآن وبالرغم من أن ذلك لا ينفى مسئولية البعض عن مجمل الأحداث لكنه لا يبرر بأى حال من الأحوال إعدام من كانوا خارج البلاد وقت التنفيذ ومن كانوا داخلها بالسجون وفى جميع الأحوال يبقى السؤال (من أعطاكم الحق فى أن تنهوا عن خلق أتيتم بمثله )


    وإى ميلى قبل الأرشفه [email protected]
                  

07-03-2009, 09:37 AM

محمد الشيخ أرباب
<aمحمد الشيخ أرباب
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 1366

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    الاخ سوركتي

    بوست توثيقي جيد

    بس الصور دي لو وضعت عليها الاسماء نكون شاكرين

    تحياتي لك
                  

07-06-2009, 07:57 AM

mekki
<amekki
تاريخ التسجيل: 06-15-2003
مجموع المشاركات: 3433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: محمد الشيخ أرباب)


    الأخ سوركتى وضيوفه الكرام،،،
    قرأت هذا البوست بكل مشاعرى واحاسيسى....تمعنته كلمة كلمة....وسطر سطر
    المعلومات التى يحتويها لا أظن انها تجمعت فى مكان واحد من قبل غير هذا البوست
    فقد كتب كل متداخل رأيه بصدق كما يحسه ويعيه

    وحيث أن الصدق هو طوق النجاه الوحيد لوهدتنا هذه...فلا شئ غير أن أحاول أن اسير على هداه....
    محاولة إستنطاق الصدق فى بلادنا تحفها الهواجس...وتغلفها حسابات السياسة...وتهددها العلاقات الإجتماعيه....فنحن قوم تتحكم فينا المشاعر الجامحه...حيث يتوارى العقل...وتتضمحل الحقيقة

    أكتب من منطقة السلمة جنوب حيث تلفحنى نسمات بحرى الصباحية...جو خريفى جميل أشبه بالمكيف الطبيعى...المشحون بالهدوء....والطمأنينة الحذره...فعلى بعد أمتار منى توجد العاصمة بكل جنونها وطموحاتها... صخب شوارعها...تناقضتها الرهيبة...وفرزها المنبت السلبى....!

    تأتينى من قريب هتافات التهليل والتكبير من مدرسة بنات إبتدائية يفصلنى عنها شارع رقيق كما المصران العصبى....!
    تهتف المُدرسة، كل يوم،.حاثةً طالباتها على التهليل والتكبير....وفى الملمات يهتفن ،أيضاً، مؤيدات لعمر البشير...!

    أطلقتُ على منطقتنا لقب أقصى المدينة...لأدندن كل يوم بسورة أسرتنا، الموصاة أبا عن جد، " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى"
    وفى أقصى مدينتنا،هذه، يتمدد الفقر برجوله الطويلة السمجة،،،فقرٌ ممزوج بجهل إنسان المنطقة الممتده ما قبل شمال الجيلى ،جنوباً،....وجنوب منطقة الشوايقة، شمالا،ً....!
    منطقة ،هى، رأس كل المآسى التى رأيتموها فى هذا البوست....والتى أسمعها بأم أذنى كل يوم ،صباحا،ً تحت نسمات مكيف،بحرى، الطبيعى...!

    كحة الأطفال الزائرين لبيتنا تخيفنى أكثر من هواجس إنهيار الوطن...وأعينهم الرمداء تحرك فينى مشاعر الحداثه الغليظة....،،لكن سرعان ما تلحقنى سودانويتى....فإبستم مداعبا خدودهم الجافه فيبادلوننى الضحكات فى فرحٍهم ال(صادق)....!

    إنها لا شئ، عزيزى سوركتى، غير ظلال ذلك اليوم المشهود: 19 يوليو...!

    بعد ذلك اليوم فقدت بلادنا توازن بوصلتها السياسية- الأيدولوجية- والإنسانية.... صارت الرياح لا تأتى إلا من جهة اليمين....وما طرق طارق على باب بلادنا إلا وقد كان السوء حليفه ولا شئ غير السوء....!
    بعيداً عن تهويمات حلقات نظرية المؤامرة -التدخلات الأجنبية وتقليب خدود الصحفية المصرية مرةً عن ذات الشمال...ومرات،أكثر، عن ذات اليمين...أقول أن المتهم الأول ،والأخير، هو الشعب السودانى بيساره ويمينه...بعجمه وعربه...ببجاه ونوبته....بحمرته وزنوجته...وبجعليته وشايقيته...!
    فلأهل يوليو ،وكذلك أهل مايو ويونيو، وكل شهور سنيننا الرمضاء أقول: أن الحديث عن وجود دولة،ما، بمعزل عن محيطها الإقليمى والدولى هو حديث عبط لا يوجد إلا فى الخيال السودانى الَنضِب...!
    فمنذ أن وعينا وحتى اليوم...لا نسمعُ شيئا غير المؤامرات الخارجية –الأمريكية- السوفيتيه،وفى كل الحقب الزمنيه: الصهيونية اليهودية...!
    ما نجح من إنقلاب إلا وقد نجح بسند التدخل الأجنبى....وما فشل آخر إلا وبالسبب نفسه...!
    اين نحنُ....ومن نحنُ...هل لسنا شيئا غير مجموعة من الديكه، ذكور الدجاج، فطساء الأنف والعقل؟؟!
    لماذا لم يُعمل ساسة 19 يوليو حساباتهم الإقليمية والدولية،،،وفعلوا كما فقير صوفى لا يعتمد إلا على الإستخاره و(متاورة) (شيخه) (المعصوم)؟؟؟!
    هل حسب القوم مغبات فشل الإنقلاب وما ستجره على البلاد والعباد مغبات ذلك الفشل....؟؟؟!

    موقفى الشخصى من الحزب الشيوعى ،والحديثُ لى، هو مزدوج، كما بطاقات رجال الأمن(!!)، فإعجابى بالحزب الشيوعى ليس مثار جدال داخل نفسى،،،فالحزب وطنى نشأ على حب الإنسانيه والحياة،،،ويتميز أفراده بهمة حث الصدق داخل أنفسهم...وتلمس طرق النظافة وعفة اليد،،،وعند الصدق تتوفر الشجاعة النادرة كما رأيناها بأم أعيننا فى هذا البوست
    هذا من جانب،،،لكننى من جانب،مزدوجٍ، آخر إحتقر الماركسية وإستهزاُ بلينين،،،وإعتبرها، بكل إرثها وكتبها، من أتفه ما أنتجته البشرية فى تاريخها المطلق....!
    أذكر الدولة السوفيتية بكل إستخفاف وسفه،،،فقد كانت، كشريكاتها الشرقية، وهماً مثله مثل الغول والعنقاء...وخِلْ (الدفعه)،العسكرية، الوفى.....!

    لا أنظر الى شهداء يوليو كماركسيين،،،لكن فقط كوطنيين سودانيين حملتهم شجاعتهم ومروءتهم وحبهم لعمل الخير الى ذلك التهور غير جيد (الإستخارة)...!

    وحسب رؤيتى التحليليه التى كتبتها فى بوست سابق،أن مصير بلادنا لم ليكن أفضل إن كتب الله النجاح لتلك الحركة...!
    فواضح ،جدا،ً أن الحركة عبارة عن لحم رأس فكرى -إنسانى...يجمع ما بين الرحمة (هاشم العطا) والجموح الدموى (أبو شيبة)...ويجمع ما بين الحكمة والرزانة (الشفيع أحمد الشيخ)...والطموح ،الشخصى، الزائد(عبدالخالق محجوب)....!
    لا شئ، فى رأيى، إن نجحت الحركة غير سلسلة أخرى من (الثورات) التصحيحية....لابد أن أحدها، فى النهاية، لفاشل...ليعدم عبدالخالق محجوب، هذه المرة، على يد (س) من قادة (يوليو)....!
    و(س) حيث (س) ما هو إلا برجوازى صغير (أو كبير)...غير منحاز للطبقة العاملة....و....و.... الخ من تهويمات الماركسية السفهة...!

    الفرز العنصرى فى بلادنا يبدو أنه لم يهدأ فى يوم من الأيام،،،حتى وفى قمة الثورية التى هى مثل حديد مصهور فوق كتل سرمدية من جبال جليد التناسل والتناكح،،،لابد أن الجليد لمبتلعٌ،فى يوما ما، كتلة اللهب الثورية الى داخل جوفه (الأبيض) ذى الثقب (الأسود)....!
    لا غرو ،إذاً ،إن سمعنا داخل هذا المد (الثورى) عن مصطلح زنوج الجيش...ولا إستغراب ،إذا، إن سرح "حماد (الإحيمر)" بدبابته ومَرَح....!!

    إنتهى!!!

    فائق تحياتى وتقديرى
    مكى الأحمدى-خلطة صوفية-شيوعية-برمجة كمبيوترية....ونظن:شيئاً من إنسانية

    (عدل بواسطة mekki on 07-06-2009, 08:15 AM)

                  

07-06-2009, 09:02 AM

dardiri satti

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 3060

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: ابراهيم عدلان)

    Quote: أولاً: كانت هناك (تعليمات مصروفة) بالتخلص من الأسرى في حالة حدوث أية انتكاسة. فقد جاءت أقوال بعض الضباط الذين اعتقلوا في مبنى جهاز الأمن القومي لتشير إلى ان الضابط الموكل بحراستهم كان يتحدث في اللحظات الأخيرة من انقلاب العطا إلى شخص ما. وقال المعتقلون أنهم سمعوه يؤكد ويكرر للطرف الآخر أنه لا يستطيع تنفيذ ما هو مطلوب.. ومع إلحاح الطرف الآخر قال الضابط (متأسف سعادتك أنا ما حأعمل كده). ثم ان ذلك الضابط أخبر أسراه بعد ذلك ان الأمر قد فلت .. وأنهم أحرار منذ تلك اللحظة.. ثم اختفى ذلك الضابط. وقد عرف الجميع يومها ان الضابط رفض تنفيذ تعليمات التخلص من الأسرى..
    ثانياً: ليس هناك ما يشير إلى ان هذه التعليمات قد صدرت من أي شخص آخر سوى المقدم أبو شيبة . فقد ذكر ضابط الحراسة المكلف بنميري في القصر أن المقدم أبو شيبة سأله: (ما نفذت تعليماتي ليه ما كان كلامي واضح) ثم أعقب ذلك بقوله: (على العموم أعدم الباقين).. وهو ما يشير على ان التعليمات كانت تتعلق بإعدام المعتقلين(31).
    ثالثاً: لم يجد هذا الكاتب أية معلومات في أي من ملفات التحقيق بما يمكن ان تشير إلى الضلوع المباشر للحزب الشيوعي كهيئة سياسية في عمليات الاغتيال تلك..
    رابعاً: ليس هناك أية دليل على ان جهة ثالثة- أو حتى رابعة – قد قامت بتنفيذ الاغتيالات. فالعقيد سعد بحر مثلاً كان معتقلاً في قصر الضيوف ونجا من ضمن الناجين... وكان هناك آخرون قد نجوا، منهم المقدم عبد القادر أحمد محمد، والملازم أول عثمان عبد الرسول. أما قوات لواء القنال (القوات السودانية بقناة السويس) فإنها لم تصل إلا في وقت متأخر من تلك الليلة(32).
    خامساً: تعرف الضباط الناجون من مذبحة قصر الضيوف على الملازم الذي قام بإطلاق الرصاص عليهم وكان واحداً من الضباط التابعين للمقدم أبو شيبة. وقد أشار أولئك الناجون إلى أن حواراً دار خارج المبنى كان فيه شخص يخاطب شخصاً آخر بعبارة يا ضابط ويطلب منه تنفيذ التعليمات المعطاة له.. وقد أعقب ذلك دخول الملازم إلى غرفة الأسرى وإفراغه الرصاص في أجساد زملائه


    هل كانت تلك إفادات عسكريين ؟؟ أم فبركة مدنيين؟؟

    كانت هناك (تعليمات مصروفة
    من الذي ""صرفها""؟؟؟
    ]فقد جاءت أقوال بعض الضباط

    من هم؟؟

    ]الضابط الموكل بحراستهم

    من هو؟؟ هل يعقل ألا يكون بينهم واحد يعرف إسمه أو أوصافه أو حتى رتبته؟؟

    كان يتحدث في اللحظات الأخيرة من انقلاب العطا إلى شخص ما.
    شخص ما.؟؟ رجل أم إمرأة ؟؟ مدني أم عسكري؟؟ ضابط أم ضابط صف؟؟

    ان ذلك الضابط أخبر أسراه بعد ذلك
    من هو؟؟ ما رتبته؟؟ من من أسراه أفاد بذلك؟
    هذا يعني أنه كان من الممكن ،
    إن وجد مثل ذلك الضايط أصلاً ،
    أن يمثل أمام لجنة التحقيق
    ويميط اللثام عن كل تلك الألغاز
    لماذا لم يتم ذلك؟؟

    فقد ذكر ضابط الحراسة المكلف بنميري في القصر أن المقدم أبو شيبة سأله:
    ضابط الحراسة المكلف بنميري؟؟
    ما اسمه ؟؟ ما رتبته؟؟
    وأين ، ولمن، ذكر ذلك؟؟
    وهل كان ذلك في ""قغدة" أم ""ونسة"" ، أم أمام لجنة تحقيق؟؟
    الملازم الذي قام بإطلاق

    من هو ذلك الملازم؟؟

    مرة أخرى :
    هل هذه إفادات عسكريين ؟؟ أم فبركة مدنيين؟؟

    تحياتي

                  

07-06-2009, 02:23 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: dardiri satti)

    السيد سوركتي :


    الإحترام والسلام



    مايو (التقدمية) ويوليو التصحيح كانتا هما صوت "الأغلبية الناطقة" اما "الأغلبية الصامتة" فقد حملت السلاح من بعد في الجنوب والنيل الزرق والأنقسنا والبجا ثم في دارفور وحتى الخرطوم .


    من دروس التاريخ إن الأغلبية الصامتة عن الكلام المتحدثةالآن بالكلاش ستاخذ حقها من المركز عاجلاً أم آجلاً ولكن من المهم في بوستكم الكريم هذا سرد اهمية بناء حلف بين الثوريين في المدن والثوريين في الريف بدلاً من تكرار الديمقراطيات الفاشلة والإنقلابات الفاشلة في الخرطوم.


    ولك التقدير
                  

07-16-2009, 00:19 AM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: Al-Mansour Jaafar)

    الأخ الدرديرى ساتى
    بعد التحية وأطيب الأمانى
    فى هذه الأيام من كل عام يجتر الناس ذكرى تلك الاحداث المؤلمة ومجازرها وترتجف أيادى البعض وهم يتابعون الصحف وتصريحات شهود ومعاصرى تلك الأحداث وبعضهم ترك السودان بعد التهديدات التى ظل يتلقاها بين حين وآخر وبعضهم غادر وهو يجرجر من ورائه أذيال الخيبة وتأنيب الضمير لموقف مخزىٍ أو لشهادة مغلوطة أو لصمت عن حق كشيطان أخرص وعلى الباغين كانت تدور الدوائر ويأتى كيدهم فى نحرهم لتسلط الظالم (الذى ناصروه) عليهم...

    الملازم العماس وهو دفعة الملازم أحمد جبارة مختار كان هو الضابط المكلف بحراسة مجموعة الأمن ولم يكن من الضباط المشاركين فى التحضير والتنفيذ لحركة يوليو وجاء إنضمامه لهم متأخراً لصداقته الشخصية بجبارة والشهادة المنسوبة إليه باستقبال مكالمة من ابى شيبه بتصفية المعتقلين بالامن لم تجد سنداً يدعمها لأنها أتت فى وقت كان المقدم ابشيبه مصدر التعليمات قد أسلم الروح لبارئها ...

    نميرى كان تحت حراسة النقيب خاطر وهو معتقل بالقصر ومعه بقية أعضاء مجلس مايو وكان هذا النقيب ضعيفاً فى شخصيته وآدائه وقامت المخابرات المصريه (القوة الثانية) باستغلال ذلك الضعف والتأثير عليه وعند وصول عناصرها لبوابة القصر من الناحية الشماليه وذلك قبل اشتداد الضرب على القصر من الناحية الجنوبيه (القوة الثالثة) قام باطلاق سراح نميرى وتأمين خروجه دون مقاومة أو مصارعات وتسلق أسوار وعنتريات مزعومه ...أما بقية اعضاء مايو فلم يهتم بأمرهم أحد وظلوا هايمين بحديقة القصر يحرسهم عريف شلكاوى من سلاح الاسلحة لم يكن يدرى مايفعل بهم وقد انصرفت قوة الحرس الجمهورى للتمترس والدفاع عن موقعهم وكان قائدهم فى ذلك الوقت (ابشيبه) بمنزله بأقصى الركن الشمالى الغربى للقصر يجمع شتات أوراقه ليحرقها ويعلم الله وحده ما كانت تحويه وكان ذلك بمساعده رقيب من جنوده ...لم يكن من ضمن مهام القوة الشماليه اعتقال أحد خاصة المقدم ابشيبه وكل الذى تم هو ترك رقيب مسلح خارج منزله وابلاغه بأن (the matter is over)
    والى مقالات الصحف فى الاسبوع القادم باذن الله ...
                  

07-18-2009, 04:33 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    على هذه الصورة يظهر العقيد أحمد محمد الحسن رئيس فرع القضاء العسكرى وهو يقدم أوراق الأحكام لرئيسه جعفر نميرى للتوقيع عليهاً ...

    أين هو احمد محمد الحسن الآن وماذا فعل فى ذلك الوقت ليوقف هرج ومرج الصف والجنود وتجاوزات رئيسهم المخزية بمعسكر الشجرة بالرغم من نصائح زملائه الضباط الحقوقيين له وقد كان هو المسئول الأول عن القضاء العسكرى الذى كانت محاكمه تُدار أحياناً بلا شهود فى ذلك الوقت وهو من ترأس محكمة الاستاذ عبدالخالق محجوب والذى إعترض عليه رئيساً لها لعدائهم الفكرى لهم...


                  

07-18-2009, 09:51 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    للأسف الشديد فاتنى لقاء على قناة النيل الازرق مع عثمان الكودة عصر اليوم والبرنامج بعنوان (مراجعات) ومقدمه الاستاذ الطاهر حسن التوم ...حضرت منه آخر دقيقتين فقط ولا أعلم إن كان سيعاد أم لا ومتى سيكون ذلك ...كان مقدم البرنامج يلح على ضيفه فى معرفة المتسبب فى مجزرة بيت الضيافه والكودة يؤكد أنه كان يعرف العساكر المكلفين بالحراسه فى بيت الضيافه واحداً واحداً ويبدو من حديثه أنهم كانوا من المستجدين وذكر أنه لا يُمكن أن يفعلوا ذلك حيث أنهم لم يتمرسوا بعد على ضرب النار كما فهمت من حديثه وأن سلاحهم كانت ذخيرته تختلف تماماً عن الذخيرة التى تم بها الضرب وأشار بأصبعه إلى حجم الجبخانه التى تم بها الضرب ....


    ارجو ممن حضر هذا اللقاء أن يلخصه أو يحاول إن كان معه تسجيل للقاء أن يضعه على اليوتيوب أو أى موقع آبلود آخر مع شكرى ...
                  

07-19-2009, 09:21 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    بهذا اليوم تكون حركة 19 يوليو 1971 قد اكملت 38 عاماً ....

    هل من شهادات جديدة على الصحف السودانية؟؟؟
                  

07-20-2009, 03:24 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    هذه الايام تسرح الاذهان وتحلق ولا يهدأ البال حتى نهاية الشهر وربما يستمر على مر الاعوام حتى نهاية تصريحات ومقالات شهود العيان لتلك الايام الحافلة بالاحداث ...

    والسؤال الأهم من أجل العبرة والموعظة ما هو حال هؤلاء المشاركين الآن الذين كانت لهم مواقف مخزية وحال الصامتين عن أمر لا تزال توابعه ومحور الاثارة فيه غامضاً حتى اليوم ألا وهو ماحدث فى بيت الضيافة ومن المسئول عنه ؟؟؟
                  

07-20-2009, 11:14 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: ابراهيم عدلان)

    Quote: كانت الضربة القويه الاولى خارجيةً
    نجدها فى مقولة الرائد هاشم العطا بعد القبض عليه فى قرقول مدرعات الشجرة لنميرى (البلد دى إنت ما حاكمها حاكمنها المصريين)


    وقع ليكم كلامنا، كيف الي اليوم المخابرات المصرية هي الحاكم الفعلي لدويلة الاقلية، الصاغوها المصريين؟

    اتعجب من البمجدو المغامر والانقلابي هاشم العطا، مع الهجوم علي الاهبل نميري!

    ماالفرق؟

    الم يكن انقلاب هاشم العطا الاول "مايو" مصريا، ايضا؟

    الفرق شنو بين انقلاب احمد المصري، او حاج احمد، الاصلا مصري، ككل الانقلابات في تكية الخديوية، بزعامة طفل انابيب الخديوية، اي الجلابة؟

    الطريف كالمعتاد الشيوعيين مشغليين مزازيكم، بتاعة يامايو الخلاص، كان لم يكن!
                  

07-20-2009, 11:29 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: Bashasha)

    Quote: نميرى خرج من القصر تاركاً بقية زملائه على حديقة القصر تحت حراسة جماعة يقودها عريف من ابناء الشلك يعمل بسلاح الاسلحه ولم يكن يعرف كيف يتصرف فيهم


    مش من "ابناء الشلك"؟

    اكيد مخو بجي الساعة 12 منتصف الليل!

    لوما كده، ليه الزول ده تحديدا، فصلتا، اصولو؟

    اما الجلابة، ادوات غزاتنا العرب، من حد ليبيا، لي عند ميسم ساكن بغداد التكريتي، فاكيد مخهم نضيف!
                  

07-20-2009, 11:51 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: Bashasha)

    Quote: منصور خالد هذا العميل والذى اشترك فى التجسس على الوطنيين من ابناء الشعب السودانى وهو مازال طالب والشعب السودانى يناضل وينافح الاستعمار...


    حولا ولا قوة!

    سيف الدين جبريل، شلوم!

    العمالة بقت علي منصور خالد، في الانتا شايفو؟

    ماشايف المصري ده بيحكي كيف بمفردو او بي اشارة من سبابتو، كان بحرك عجل ديزل تاريخ امة بحالا كيف؟

    الم يكن عبدالخالق محجوب نفسو، صنيعة واداة للمخابرات المصرية، بتنفيذو لي انقلاب مايو لصالح دويلة الخديوية؟

    طبقا لشوقي بدري، بابكر عوض الله رئيس وزراء انقلاب عبدالخالق، لما سالو كيف وافق يعمل تحت امرة واحد زي نميري قال بعضمة لسانو:

    من اجل مصر!

    نعم، من اجل عيون مصر، رئيس مجلس وزراء عبدالخالق، قام بالانقلاب!

    ورغم ذلك يظل "وطني" طبقا للمعايير العجيبة، السائدة الان، في عصر انحطاطنا الحالي، بزعامة ارجوزات الخديوية!

    قال الشعب السوداني..يناضل وينافح الاستعمار، قال!
                  

07-21-2009, 00:27 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: Bashasha)

    Quote: مايو (التقدمية) ويوليو التصحيح كانتا هما صوت "الأغلبية الناطقة"



    سلام يالمنصور،

    ياتو اغلبية، ياحبيب، انقلابات المخابرات العربية، كانت ناطقة بصوتا؟

    كل من ولغ في انقلابات غزاتنا، كاداة، يظل عميل والسلام!
                  

07-21-2009, 00:32 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3518

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: Bashasha)

    Quote: العقيد يعقوب اسماعيل


    الاخ سوركتي .......... سلام
    ارجو ان تحاول استكتاب العقيد (وقتها ) يعقوب اسماعيل , اعتقد لديه الكثير الذي ممكن ان يضيف لهذا التوثيق طبعا اذا وافق .
                  

10-03-2009, 11:45 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: بهاء بكري)





    هذه الصورة للنقيب محمد مصطفى عثمان الشهير بالجوكر وهو من ضباط الكلية الحربيه الذين كانت تربطهم علاقة وثيقة بالهاموش ومن المشاركين فى يوليو 1971 ؟؟؟

    س 1 كيف خرج من الاعدام؟
    س 2 لماذا ظل صامتاً طيلة 38 عاماً ؟؟
    س 3 إلى متى يظل الآخرين صامتين؟؟؟

    وإلى مرابط الروايه التى حكاها ونشرتها جريدة الرأى العام فى أيام 23 و30 اغسطس 2009و3 سبتمبر2009 م

    Quote: ورد اسم الضابط محمد مصطفى عثمان ( الجوكر) ضمن الذين تم اعدامهم في محاكمات الشجرة... قبل أيام جاءت معلومة صغيرة تفيد بأن الشخص المذكور حي يرزق يسكن الخرطوم بحي جبرة يعيش بعيداً عن الاضواء....
    عندما التقينا به قال لنا انه ظل لسنوات طويلة يتابع ما يكتب عن (19) يوليو ويتحسر من جراءة البعض على الكذب وتلوين المعلومات لخدمة رؤيتهم... ومصطفى الملقب «بالجوكر» ولهذا اللقب قصة لا تقل اثارة عن قصة تضمين خبر اعدامه في وثائق أهم دولة في العالم اليوم.. كانت تجمعه علاقة وطيدة بأحد قيادات حركة (19) يوليو «الهاموش» وعبر هذه العلاقة كان جزءاً من الحركة في أهم مراحلها صعوبة..وللجوكر علاقة غريبة الاطوار بجعفرنميري سيرويها في هذه الحوارات التي تمثل أولى افادات الرجل في قضية واسعة الجدل كثيرة اللغط...ومع الحوار تنشر الصورة التي التقطت للجوكر وهو يرفع يديه الى أعلى لحظة القاء القبض عليه بعد فشل الانقلاب،الصورة التي تناقلتها وكالات الانباء والصحف العالمية والاقليمية وقتها..على ثلاثة اجزاء سيروي الجوكر لقراء «الرأي العام» قصته مع 19 يوليو من الألف الى الياء:
    --------
    * كيف كانت بداية دخولك للكلية الحربية؟
    - الدراسة في الخرطوم الثانوية الحكومية القديمة ومن ثم الكلية الحربية والتخرج في 1/1/1965م الدفعة (16)، أول عمل لي كان بالمنطقة الشرقية القضارف، توريت (3) سنوات، كسلا، حامية الخرطوم، معلم بمدرسة المشاة جبيت وإتنقلت كبير المساعدين بالكلية الحربية.
    إبان فترة وجودي بتوريت تعرفت فيها على جعفر نميري، عبد المنعم محمد أحمد الهاموش قائدي المباشر وبعد فترة تم نقل عبد المنعم للقيادة فأستلم عنه جعفر نميري وهي الأيام التي بدأت تطلع علينا فيها منشورات تنظيم الضباط الأحرار.
    * مقاطعة .. كنت ضابطاً شيوعياً؟
    - أنا لم أكن شيوعياً، ولكني متعاطف معهم، وفي الثانوي كنا نجتمع مع الشيوعيين ولكني لم أصنف معهم (كنت من بعيد لبعيد) .
    * أي لم يتم تجنيدك؟
    - أبداً أبداً .. المهم أنه في تلك الفترة بدأت تخرج منشورات الضباط الأحرار وكان المنشور يأتيني وبقية الضباط وكنت (بشيل) الظرف أقدمه لجعفر نميري الذي كان يقول لي أفتحه وأقرأه واتركه معاك.
    * أحكي لنا قليلاً عن علاقتك بالهاموش؟
    - هو أول ضابط أعمل معه كرئيس لي، وكان قائد سرية القيادة بينما كنا قوة المقدمة التي كان يجب أن تتسلم من الأورطة الثانية بتوريت ، وسرية القيادة، كان قائدها الهاموش الذي كان يتمتع بعلاقة قوية ومتينة مع الضباط وبالتالي مع جعفر نميري.
    * كيف كانت علاقته بجعفر نميري؟
    - ممتازة للغاية..
    كان فؤاد ماهر فريد قائدنا والتسليم والتسلم (عملتو) في مكتب الأركان بتاعنا بين فريد والمقدم معتصم المقبول ومن ثم بين معتصم وجعفر نميري.
    الهاموش كان صديقاً للناس كلها، وجعفر نميري عندما إستلم كان بالتأكيد صديقاً وأخاً لكل الضباط وأنا أشتغلت معاه كأركان وحصلت مشكلة بينه والقيادة الجنوبية حتى أنه أصابني نوع من الذعر والخوف فذهبت للهاموش وقلت له يا أخي أنا ما عايز أشتغل في الأركان مع جعفر نميري وكانت هناك خلافات بين القيادات في الضفة الشرقية توريت والقيادة الجنوبية.
    * من كان على رأس القيادة الجنوبية؟
    - كان أحمد الشريف الحبيب وعندما أحتدت الخلافات رسلوا لينا (بلوك) فيه أخونا إبراهيم أحمد جلك رحمه الله ، وقتها جئت لعبد المنعم وكنت ضابط الإشارة الذي أوكل إليه حل الشفرة بإعتباري الوحيد الذي أخذت كورس إشارة في الشرقية وطلبت منه نقلي للعمل بوحدة خارجية.
    فبلغّ الهاموش جعفر نميري وقال ليهو الضابط ده جا وقال كده، فناداني نميري في المكتب تاني يوم وقال لي بكل رجولة: شوف أى خطأ تعملو أنت أو الناس المعاك في المكتب اعتبرني عملتو أنا، وأي شىء تعملو أعرضو علىّ، ولا أسمعه من جهة ثانية، وأي خطأ حدث منك أعتبر أنني من فعله، وأنا أدافع عن أى زول إشتغلت معاه.
    المهم بعد ذلك جاءت أحداث (ديتو) فأشتركنا فيها بعملية ضخمة اسمها (الريشة الخضراء) وكبدّنا المتمردين خسائر فادحة. بعدها أنتقلت لكسلا ومن ..
    * مقاطعة .. أحكي لينا أيام الضباط الأحرار؟
    - أيام الضباط الأحرار كانت منشورات التنظيم تأتي لهناك وكنا نتناقش في هذه الأمور خاصة الهاموش وهو طبعاً معروف أنه شيوعي وكنا نتناقش حول أشياء كثيرة: وضع الجنود في الجنوب والذي كان مزرياً، إضافة لوحدات القوات المسلحة التي تلقت هزائم كثيرة من المتمردين الذين بدأوا في تلقى أسلحة من ثوار الكنغو ومن جهات خارجية وكانت الأسلحة أحدث وأقوى من أسلحة الجيش السوداني بالإضافة الى ان تعيينات جنودنا كانت لا تطاق فما كان من الممكن في عساكر ذاهبين للقتال أن يأكلوا (عصيدة وملاح ويكة) فالكلام ده كله أترفعت به مذكرة للخرطوم وتبنى ذلك ضباط بالقيادة الجنوبية على رأسهم فاروق عثمان حمدالله، وابو القاسم هاشم ضابط الإشارة وقتها وأرسلوا للقائد العام ووزير الدفاع فيما سمى بعد ذلك بـ (حركة جوبا) وأشترطوا أن يأتي القائد العام ووزير الدفاع لوحدهما وأن من يأتي غيرهما بحسب ما سمعناه سيعتقل، وفعلاً حضرا وإجتمع بهما الضباط وحصلت بلبلة قبل مجيئهم على أساس أنهم جايبين القائد العام ووزير الدفاع وأنه حـ يعتقلهم وهناك عساكر إنشقوا وآخرون بدأوا يمشوا (يشتغلوا) مع بعض الضباط، المهم أن الضباط إجتمعوا بيهم في المبني ووضحوا ليهم حالة القوات المسلحة حتى أن عبد الحميد صالح أقسم بالله أنه لم يكن يظن أن الجيش مبتلى بمثل هذه الحالة، وعلى العموم نحنا من هنا بنرجع نمشي الخرطوم ونشوف أوضاع القوات المسلحة كلها ونصلحها وفعلاً رجعوا الخرطوم لكنهم قاموا بإقالة (11) ضابطاً من الضباط الداعين لإجتماع جوبا ومعظمهم من الضباط الأحرار.
    وعند إقالة الـ (11) ضابطاً، معظم الضباط الأحرار في المديريات الجنوبية الثلاث إتفقوا على تقديم إستقالات جماعية وفعلاً قدمنا إستقالاتنا وطبعاً في الجيش مافي إتنين أو تلاتة بيتفقوا مع بعض بأعتبار أن ذلك وبحسب القوانين يعد مؤامرة وتمرداً فكل واحد منا كتب نفس صيغة الإستقالة بتاعت الأخ التاني وإتكتبت كلها ومشت القيادة الجنوبية ومنها تحولت الى الخرطوم.
    والإجراء الذي حصل في رئاسة الأركان أو القيادة العامة إن ضباطاً أحيلوا للتقاعد تدخلوا لحل المشكلة وعلى رأسهم ضابط عظيم رحمه الله وهو أحمد حسن العطا كان قائد القيادة الوسطى وأنتدب من الخرطوم على أساس أن يجىء ويتباحث مع الضباط في المديريات المختلفة.
    * متى دخلت مجال العمل السري؟
    - منذ أن كنا في توريت أبتدا الكلام عن التذمر والأوضاع الحاصلة.
    * الضباط الأحرار كان بينهم ضباط قوميون عرب وشيوعيون و ..؟
    - (مقاطعة) .. لم يكن هناك تفصيل الكلام كله عن القوات المسلحة أهميتها ووضعها.
    بعد الجنوب وكما قلت سابقاً أتيت وتعينت في حامية الخرطوم ولكن قبل أن أستلم عملي بها سافرت لإنجلترا وبعدها إتنقلت لمدرسة المشاة جبيت، وهناك أبتدأ الكلام يكون بصورة واضحة، فجعفر نميري وعدد من الضباط ضمنهم أبو القاسم أبراهيم، منير حمد، مامون عوض أبو زيد الذي كان يعطي محاضرات وطبعاً الرئيس نميري في ذلك الوقت كان يمتلك شخصية طاغية لديه قرار وإنسان محبوب وضابط ذا كفاءة ممتازة وأبتدأ الضباط الإلتفاف من حوله، والضباط البيجوا جبيت وهم أغلبية الجيش السوداني حيث كان لزاماً على كل الضباط في الرتب الكبيرة أو الصغيرة المرور على جبيت وأخذ كورسات قواد السرايا أو الفصائل ما جعل من شعبية نميري طاغية، كما أبتدأ في ذلك الوقت حديث بين الناس وأتذكر انه في واحدة من (القعدات) مع جعفر نميري في بيت من بيوت الضباط وكان عندي (ريكوردر) جهاز تسجيل أشتريته بجوبا من الكنغوليين فقال جيبوا لينا وتعال فمشيت أديتو ليهو وشغلتو، وقتها جعفر نميري كان بادي بكلام مع أبو القاسم عن أحسن تكون المواطنين الثوار؟ واللا المواطنين الأحرار؟ فأبتدأ يقول بطريقة تمثيلية: أيها المواطنون الثوار أيها المواطنون الأحرار ترتيباً للبيان وكان ذلك في العام (1968).
    والذي حدث أننا بعد كل دورة وكورس في جبيت نأتي للخرطوم إجازة بتاعت إسبوع أو عشرة يوم وبالذات المعلمين فحدث أن جينا بالقطر وكان حينها من مهامي كاركان حرب لنميري في جبيت بالإضافة لعملي كقائد سرية البيان العملي وعلىَّ أن ألاقيه تاني يوم من وصولنا لترتيبات وتجهيزات للمدرسة، وفعلاً تاني يوم إتلاقينا ومشينا طوالي القيادة العامة ودخل مكتب مكتبين وفي التالت الذي كان مكتب بابكر النور تجاذبنا الحديث وكانت المرة الأولى لي التي أشاهد فيها بابكر النور ولم يكن في الحديث أمامي شيء ظاهر ولكن بعدما خرجت ووقف معه قليلاً وبرضو لم يكن حينها ظاهرا ما الذي يحصل، المهم أنني عندما حضرت معه كنت مريضاً ولدى إجازة مرضية ، فقضيت عملي معه وذهبت، أما هو «نميري»- فكانت زوجته عندها عملية في المستشفى الجنوبي فذهبت وزرتها الكلام ده كان تقريباً يوم (22) أو (23) مايو .. وعندما رأتني قالت لي وين أنت؟ وجعفر بيسأل منك وقال ليك ضروري جداً لو جيت هنا تجيهو في ود البصير وانشغلت لسبب ما حتى عرفت بالانقلاب فارتديت البزة الرسمية وذهبت للقيادة.
    بعد ذلك عملت مع مدير مكتب نميري؟
    كان ضابطاً أعلى مني رتبة وهو المرحوم حسن أبو العائلة وأنا كنت مساعداً له، أرتب اللقاءات مع الصحفيين والضباط البيجوا وغير ذلك، وأخذنا فترة لغاية ما تترتب الأوضاع وإلى أن حدث اللقاء التاريخي بتاع ميدان عبد المنعم -نادي الأسرة حالياً- وبعدها بيومين تلاتة أستقرت الأوضاع جراء المجهودات والعمل الشاق.
    المهم ان كل هؤلاء الضباط كانوا موجودين وبينهم صداقة وأخوة وعدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة أنا بعرفهم معرفة شخصية، وبسبب مسألة مقابلة الناس وتحديد المواعيد وجدت أن (الدنيا دي كلها عندها مطالب) وهذا الأمر ضايقني جداً فطلبت من نميري أرجع جبيت وقلت ليه: ياريس عايز أرجع جبيت؟ وأنا تأهلت بالجيش لكي أكون معلماً وأمارس عملي بجبيت. فقال لي: خلاص كويس وأضاف: أنت زهجت ولا شنو؟ فأجبته والله زهجت وكان ذلك في (برندة) القائد العام لكنه قال لي: قبل أن تمشي شوف الإحتياجات بتاعت قوة المشاة شنو؟ وأية جهة تمشي ليها يقصروا معاك في حاجة قول ليهم أنا جاي من الرئيس وهذه كانت بالنسبة لي فرصة جميلة جداً بإعتبار أن مدرسة المشاة في جبيت تفتقر لحاجات كتيرة جداً. فكنت أذهب لسلاح المهندسين، المخازن، المهمات، وغيرها وأقول ليهم داير كذا وكذا وأني جاي من الرئيس (يضحك) وهم يعرفون أن الرئيس هو قائد المدرسة، في ذلك الوقت العميد مزمل سلمان غندور القائد الأول للمدرسة كان في بعثة عسكرية بمصر.
    مشيت المدرسة وشاءت الأقدار أن تنقطع صلتي بالضباط الأحرار لكني كنت متابعاً عن بعد وقتها نقلي من مدرسة المشاة جبيت لوادي سيدنا يوم البيان بتاع (12) فبراير المشهور الذي انقلب فيه نميري على الشيوعيين وكنت حينها في القطار.
    * أين كنت من التوترات التي كانت حاصلة بين الشيوعيين ونميري؟
    - إبتدت الخلافات تظهر ومن الأشياء المهمة جداً وهي البذرة بتاعت يوليو حركة تنقلات حدثت في صفوف الضباط بتاعين التنظيم الذين كانوا حول القيادة العامة، ثانياً ان مجموعة من الضباط الكبار تذمروا تذمراً شديداً من الترقيات التي حصلت لضباط الصف على أساس أنهم ساعدوا في قيام حركة (25) مايو.
    وعندما جئت الخرطوم أبتدأت تكون هنالك حركات في القوات المسلحة كنت أسمع بها وشفت في بعض اللقاءات أعضاء بحركة أحرار مايو (متعجباً) طيب مايو كلنا أحرار بتاعينها، وحركة أخرى اسمها أنصار خالد، ومجموعة من الناس بدأوا في تكوين أنصار جعفر، ما جعل هناك حالة من التشرذم داخل القوات المسلحة كما ظهرت وحدات متخصصة في مواجهة التنظيم أو الثورة «كتيبة جعفر على سبيل المثال» وهذا يعني أنها من المفترض بأن تكون أول وحدة تتحرك، اللواء الثاني مدرعات إختاروا له ناس معينين بكفاءات وولاءات معينة والمسألة دي الناس تجادلوا حولها وأذكر أنني قابلت عبد المنعم الهاموش في الخرطوم..
    * (مقاطعة) .. أين كان يعمل وقتها وما هي الرتبة التي كان يتقلدها؟
    - وقتها كان برتبة العقيد في سلاح المدرعات بينما كنت نقيباً ولأربع سنوات أي منذ مجيئ من إنجلترا، جلسنا في إجتماع محدود يضمني وإتنين او تلاتة بمنزلي بوادي سيدنا وأتكلمنا فيما يحدث وكان عبد المنعم (رجل بلدي نضيف ويتحدث دوماً باسم العائلة) قال لي بعد أن خرجنا نحو الباب: وحياة محمد وحياة زينب الأمور دي ما بتمشي بالطريقة دي؟ وده كان ديدنه منذ توريت فعندما تحدث مشكلة يقسم بأبنائه.
    توقيت (19) يوليو لا يمكن لأي واحد من الضباط بأن يقول إنه كان بيعرفه كان في ثلاثة ضباط أو أربعة على الأكثر يعرفوا التوقيت وهم: عبد المنعم الهاموش وهاشم العطا، (المحرر لم يضف اسماً آخر) لكن الناس كانت على أهبة الإستعداد توقعاً لشىء.
    * أنتم لم يتم تنويركم؟
    - ما قاله الهاموش بأن الأمور دي ما بتمشي كده. كان كافياً.
    * إذاً هو شغل مرتب؟
    - لا .. ولكن هناك احساساً بأن شيئاً ما سيحصل، المهم أول ما حصلت (19) يوليو وبعد البيان بتاع هاشم ..
    * مقاطعة أين كنت ساعتها؟
    - كنت في وادي سيدنا مساعد كبير المعلمين كانت هنالك لقاءات، وفي تنوير وقناعة بأن الأمور لن تمضي بهذه الصورة وأنه سيحدث شيء وأبتدينا نسمع رسائل فحواها أن الأمور ما ماشة تمام ويوم (19) سمعنا البيان ومافي أي زول أدانا خبر بأي شيء.
    * لم تعرفوا البيان ولكنكم عرفتم هاشم العطا؟
    - نعم فهو كان قدامنا في التلفزيون وبعدها بساعتين أتصل بنا عبد المنعم.
    * كان يعدك معهم بالرغم من أن علاقتك بالنميري كانت جيدة؟
    - نميري نفسه كان صديقاً لعبد المنعم.
    * وكيف كانت علاقتك بنميري في ذلك الوقت تحديداً؟
    - ممتازة ولا يشوبها شيء حتى أنني التقيت أبو القاسم في الوزارة وقال لي: تعال لينا بعدين، أنا كلمت نميري يجينا نتونس، وعندما سألته أجيكم متين؟ أجابني بعد الساعة أتنين صباحاً فرددت عليه: ياخي معقول؟ البيجبني شنو؟ (ضحك) علاقتي ونميري كانت أخوية.
    * لم تكن لك غبينة تجاه نميري؟
    - لا مطلقاً.
    * ولم يكن لديك التزام تجاه الحزب شيوعي؟
    - ولا التزام.
    * لديك فقط علاقة بالهاموش؟
    _ علاقتي بالهاموش وما يحدث داخل القوات المسلحة بدأ الإنتشار بين الناس وأنا واحد منهم .. أنا كنت مؤيداً لموقف الهاموش.
    * مؤيد للتغيير ولو أودى بنميري؟
    _ بالتأكيد حال حدوث تغيير كان النميري حـ يكون برة.
    * ألم تعترض بإعتبار علاقاتكم بنميرى؟ - لا .. عندما تقول تغيير معناه أن تتقبل نتائجه؟
    * ما هو دافعك الشخصي من هذا التغيير؟
    _ الإنتماء للقوات المسلحة والدفاع عن سمعتها وعن الإنجازات التي تحققت.
    * وأنت.. ألم تكن تعرف بأن هذا العمل لصالح الحزب الشيوعي السوداني؟
    _ لا.
    وأن الهاموش شيوعي؟
    _ أعرف ذلك ولكنه ضابط.
    * .. دافعك كان فقط القوات المسلحة؟
    _ بس
    أين كنت ساعة بيان (19) يوليو؟
    _ كنت أزاول عملي بالكلية الحربية، سمعنا البيان عبر التلفزيون والراديو وبعدها إتصل بنا تلفونياً عبد المنعم محمد أحمد وقال: تعالوا القيادة، ولم نستطع الذهاب ليلتها فلم أكن حينها أمتلك سيارة، كما أن الحركة من وادي سيدنا لم تكن كما هو الحال اليوم ولكننا صبيحة اليوم الثاني توجهنا للقيادة العامة. وكان الهاموش طلبنا بالاسم شخصي، وضابطين: شرف الدين إسماعيل يونس، وعبد الوهاب حسن حسين.
    ? كنت تعرف أنه إنقلاب شيوعيين؟
    - لم يكن معروفاً أنهم شيوعيون، وسأخبرك لاحقاًً باللحظة التي عرفت فيها وماذا قلت. وتابع: اتحركنا جينا القيادة العامة وعرفنا موقفهم مع جنود المظلات والذين تم إعتقالهم ووضعوا في (البركسات) وتم نزع سلاحهم، الأمر الذي كان بالنسبة للعساكر مهيناً.
    وركبنا مع عبد المنعم ومشينا الشجرة وشفنا المنظر بتاع الصف والجنود باللواء الثاني الذي كان الآخر مهيناً فأقترحت على عبد المنعم تعيين مجلس عسكري إيجازي عالي يحاكم الناس دي ولو بتهمة الإنتماء لجهات معينة ومن ثم يتركوا لحال سبيلهم ولا يظلوا متكدسين بمكان واحد خيفة ان يحدث منهم شىء في يوم من الأيام فاجابني: لا كلهم بنعرفهم وما بتحصل حاجة.. كانت هناك ثقة زائدة من عبد المنعم وهاشم العطا.
    ? هل قابلت هاشم قبلها؟
    - لا .. ما عدا أن التقيته صبيحة ذات اليوم في القيادة العامة.
    ? وكيف كان العطا؟
    _ كان عادياً جداً وبعد ذلك خرجنا من الشجرة بعد ان سلمنا عبد المنعم مسدسات وقال: ما معروف يحصل شنو؟
    ? الكلام ده يوم (20)؟
    _ نعم .. ورجعنا مباشرة وذهبنا للأركان حرب وطلبنا مقابلة القائد، وفقاً للطريقة العسكرية الصحيحة، والقائد ساعتها كان صاحب ولاء شخصي لواحد من أعضاء مجلس قيادة الثورة الجديد وعندما دخلنا سلم علينا وهنأنا بقوله (مبروك). وأخبرناه بأننا تم أستدعاؤنا وأنه يفترض أن يكون هنالك تأمين، وقال لنا: جداً مافي أية حاجة وأن أي شىء سيتم بالطريقة العسكرية والأركان حرب موجود وإذا حصل شىء أدوني خبر في أى وقت.
    ? كان القائد موالياً بصورة مباشرة؟
    _ مافي أي شك، حتى أنه طلع طوالي وقدم تنويراً للطلبة الحربيين الدفعة (24) حينها، وعمل تنويراً للسرايا المختلفة وكنت حينها قائداً للسرية الأولى، كما عمل تنويراً لسرية البيان العملي وكان قائدها شرف الدين إسماعيل.
    في اليوم التالي -كذلك- ذهبنا صباحاً للقيادة العامة وكنا نتحدث عن تأمين حركة التصحيح وكيفية ذلك وقابلت عبد الجليل محمد أحمد، شقيق عبد المنعم وتحدثنا في ذلك الشأن.
    ? هل بدأتم تستشعرون الخطر؟
    _ نعم .. في خطر متمثل في وجود الجنود الذين يحسون بالغبن، وبنفس الطريقة وجود جنود بالمدرعات، وتحليق عدد من الضباط حولهم، وتحدثت مع محمد أحمد الزين (ود الزين)، وأمن على كلامي وأخبرني بأنهم سيجتمعون وهاشم العطا. وفي يوم (22) جئنا الخرطوم وقابلت هاشم للمرة الثانية وأيضاً تكلمت معه عن التأمين ومن ثم وبعد ذلك كله جاء خبر إختطاف الطائرة.
    ? أين كنت ساعتها؟
    _ كنت في الخرطوم مع معاوية عبد الحي - رحمه الله -، وكان ابن دفعتي وصديقي، وعندما التقيته في القيادة العامة، طلب مني مرافقته للقصر وفي حديقة القصر كان يجلس هاشم العطا، وعبد المنعم، وعدد من الضباط وساعتها كانت الطائرة أختطفت طبعاً.
    ? أشعرت بالخطر؟
    - نعم حسينا بالخطر.
    ? وأين كان الهاموش؟
    - كان يجلس بالقرب مني.
    ? كيف كانت ردة فعلهم؟
    _ كانوا متأكدين للغاية بأنه لن يحصل شىء، ولكني قلت لعبد المنعم إن لدي أقتراحاً، فأجابني أنت مالك أقتراحاتك اليومين دي كترت؟! قلت له: الناس المعتقلين جوة القصر عينوا لهم ضابطاً - وانا نفسي جاهز- لنقلهم من القصر الجمهوري لأي مكان آخر ... قال لي نوديهم (شقدم) مثلاً فضحك.
    ? أي بمعنى أنه لم يكن جاداً؟
    - لا ولكن (شقدم) بالجنوب، ما يجعلها بعيدة جداً، فأقترحت عليه عمل حراسة، وإعتقال افراد السفارتين المصرية والليبية فوراً. عبد الجليل أعجب بالفكرة وقال لي: ده أحسن كلام مفيد أسمعه. وقام عبد المنعم بنقل إقتراحي لهاشم العطا الذي خاطبني قائلاً: يا محمد التمّ ده نحنا عندنا ليه إجراءات على مستوى كويس جداً وإن شاء الله ما تحصل حاجة. وهكذا إنتهى الموضوع وبعدها بـ (شوية) إبتدت المواكب تظهر في ميدان الشهداء.
    ? أين كنت عندما بدأت المظاهرات؟
    - كنت لا أزال بحديقة القصر.
    ? هل عرفتم ذلك بواسطة الصوت أم بطريقة أخرى؟
    - نعم، كانت هنالك هتافات بالخارج وأعلام حمراء وفعلاً خرجنا مع هاشم.
    ووقفنا مع الشفيع أحمد الشيخ، وسلم عليه هاشم وسلمت عليه وبعد قليل صعدنا على المنصة وهي عبارة عن لوري مرسيدس ضخم . بعدها رجعنا وادي سيدنا وبعد ان وصلناها أبتدأت الأحداث تحصل.
    ? كيف وصلكم الخبر؟
    - بالتلفونات.
    اتفاجأنا بحدوث مشاكل في الخرطوم، قلنا : (يا أخوانا نحنا طالعين قبل شوية، حتى أنه تم تعيين عربية لينا من القيادة العامة بواسطة عبد المنعم عشان ترحلنا، ودي واحدة من التهم التي وجهت لي فيما بعد، وأنا وجهت لي (17) تهمة من ضمنها أني كنت راكب عربة ضابط من الضباط الأعلى، وعلى خلفية أنني درست القانون العسكرى بررت بأن العربية دي إتعينت لي من القيادة العامة وأنا ما سقتها براي، المهم جينا وحصل الإعتقال).
    ? كيف تم أعتقالك؟
    - طبعاً ما في زول جاني أعتقلني أنا مشيت القيادة.
    ? عرفت أن الموضوع خلاص إنتهى؟
    - نعم .. الموضوع إنتهى ونميري ظهر في التلفزيون في يوم (22)، وهناك نقطة -ما متأكد منها تماماً- أخبرني بها الأخوان الذين قالوا لي بأن نميري قال: إن من قام بهذه الحركة ضباط أعرفهم جيداً أمثال (الجوكر) وخالد الكد.. والجوكر كان لقبي ولايزال.
    جيت القيادة وزوجتي حينها كانت حبلى بابني الأول، وذهبت مباشرة للأركان حرب عبد المنعم زين العابدين وفكيت الحزام بتاعي، وطلعت (الطبنجة الروسية) التي أعطاني لها عبد المنعم محمد أحمد، ومعي شرف الدين، وقعدنا في مكتب الأركان حرب، فحضر قائد الكلية وعدد من الضباط، بل كل الكلية جات للمكتب.
    ? ديل كانوا مؤيدين أول الأمر لانقلاب هاشم العطا؟
    - نعم وفيهم ضباط، ولما نحنا جينا بالعربية ونزلنا منها وكنا نحمل (الطبنجات) عرفوا ما كنا نفعله، وفيهم كان ناس بيترجوا فينا: يا جماعة بعدين ما تنسونا، وخلوا بالكم مننا. المهم هؤلاء كانوا أشد شراسة وإبتدا يكون في لغط وكلام في مكتب القيادة بوجود القائد.
    ? هل تم الإعتداء عليكم؟
    - لا .. الى أن قام واحد من الضباط الكبار (العاقلين) وقال: النظام وين؟ وين الضبط والربط؟ ما ممكن يحصل الكلام والمهاترات والقائد موجود.
    ? أكانوا يشتمونكم؟
    _ نعم هناك من قال لنا: خونة، ودايرين تمسكوا البلد.
    ? ألم يتم تقييدكم؟
    - لا .. تم إعتقالنا في أحد بيوت الضباط (الفاضية) وكانت زوجتي أرسلت لي حقيبة صغيرة فيها (جلابية وعراقي وسروال وفرشاة أسنان وغيرها) وساقونا الصباح بمدرعة الى الشجرة.
    ? الوقت داك عرفت إنو في عمليات قتل بالشجرة؟
    - لم تكن عمليات القتل قد بدأت بعد، وجينا يوم (23) صباحاً للشجرة.. ومن الأشياء التي أريد ان أتكلم عنها والناس لم يذكروها مطلقاً المعاملات التى حصلت بين عدد من الضباط وضباط الصف والجنود، للضباط زملائهم. سواء أكان وقت الإعتقال أو في فترة الإعتقال (فترة السجن) فقد كانت مزرية للغاية، ويخيل لي أن هذا أحدث تحولا كاملا في الجيش السوداني يعني لم يكن في يوم من الأيام من العسكرية..
    ? (مقاطعة)
    هل تقصد بأن هناك أناساً كانت تربطك بهم علاقات جيدة أو هم أصدقاء لك (وقلبوا ليك الوش)؟
    - نعم في عدد من الناس (أتقلبوا) ونحنا وصلنا الشجرة لقينا -وعفواً للتعبير- (كلاب جائعة)، فهجم علينا أول حاجة عساكر، ونزعوا العلامات بتاعتنا.
    ? عساكر فقط أم كان معهم ضباط؟
    - نعم عساكر .. ولكن في ضباط كانوا واقفين وشايفنهم. كان في حالة (جنون) والضباط الواقفين ما بيقدروا يوقفوهم، ولم يكن هناك أحد يتجرأ على الكلام، (قلعوا) العلامات التي لا يجوز (قلعها) الا بواسطة القانون وفي ناس دخلوهم معانا مضروبين وهكذا.
    ? هل تم ضربكم؟
    - نحنا ما أنضربنا ولكن في الفترة دي دخلونا في مكتب الخبراء الروس وهو يجاور مكتب الأركان حرب.
    ? من كان معك؟ والهاموش ورفاقه هل رأيتهم؟
    - لا ما شفتهم ولكنهم كانوا في المكتب المجاور لنا وبعد دخولنا بقليل صدر حكم الإعدام في هاشم، وعبد المنعم، وأبو شيبة.
    ? هل تم ذلك يوم (23)؟
    - أيوه .. وكنا قاعدين (23) ضابطاً ومدنياً في غرفة (4 في 4) لدرجة أن سحب قدمك يحتاج أن تستأذن من أخيك (ليشد) رجله قليلاً (زحمة شديدة) وفي نصف مكتب الإعتقال كانت توجد (تربيزة) حديد وواقف جوة جندي حرس علينا ويحمل بندقية (جيم 3) وفيها طلقة في الماسورة.
    ? يعني شنو طلقة في الماسورة؟
    - يعني (معمرة) وجاهزة لإطلاق النار، بالرغم من أن الناس كانوا معتقلين ومتعبين، ومرهقين، ومرّ علينا اليوم الأول فالثاني، مكثنا تسعة أيام في الشجرة كانت عبارة عن تسعين سنة.
    ? التسعة أيام وأنتم تعانون الإزدحام؟
    - مزحومون ولكنه حصل ولو بدرجة قليلة (تسرب)، والمهم أن العسكري كان يضرب التربيزة بـ (القاش) ليمنعنا من النوم والتركيز على ذلك. وأظنه في اليوم الثاني أو الثالث (حتى) جابوا لينا (جردل) بتاع زنك فيه (موية) وبعدها جردل زنك فيه عيش (رغيف) وملاح (فاصوليا).
    وداخل الغرفة كان بعض الضباط - لهم وضعهم المميز- يمرون علينا وكان بعضهم يقول: ربنا يكضب الشينة.
    ? وكيف عرفتم ذلك؟
    - بـ (المايكرفون) الذي كان يعلن أنه تم الحكم على الخائن (فلان الفلاني) بالإعدام رمياً بالرصاص (والدروة) كانت على بعد (300) متر منا وكنا نسمع صوت الرصاص وشايفين بالشباك.
    الإعدام لم يتم بالطريقة التي نعرفها أو التي سمعنا بها، بل كان بأن يقف طابور بتاع عساكر وأول ما الضابط يجي تنهال عليه (الجبخانة)، وأي عسكري يسمع بالمايكرفون انه تم الحكم على الخائن (فلان)، يجي جاري وبندقيته فوق ثم يطلق كمية من الرصاص.
    ? كنتم ترون هذا المشهد ؟
    - أيوه شايفين.
    ? وتشعرون أنكم ذاهبون لذات المصير؟
    نعم .. حاسين إنو نحنا ماشين لذات المصير وجاهزين ليهو..

    متى التقيت بالرئيس نميري بعد القاء القبض عليك وفشل انقلاب ( 19) يوليو؟
    _ هو أبتدأ يسأل عن الضباط الـذين التفوا حول الحركة وقاموا بها وبدأ في القيام بإستطلاع الوجوه التي شاركت، واصبح ينادي على الضباط. دخل عليه المرحوم الملازم محمد جبارة وهو من ضباط القصر الجمهوري وقال له نميري: إنت ضابط جبان. فأحتد الشاب وقال له: عارف نفسي حـ أمشي الدروة هسة، ولكني ما جبان، ولو قتلت ناس بيت الضيافة حـ أقول ليك أنا قتلتهم، لأني أصلاً ماشي الدروة، وعشان ما في زول تاني يأخدالعقاب ده. فكررها له الرئيس (جبان يا جبارة) ..فهجم جبارة على الحرس وقبض على (الإستيرلنغ) ووجه السلاح على التربيزة الفيها الرئيس الذي استطاع أن (يتخارج) من الموقف..العساكر الموجودين وقتها ضربوا جبارة بـ (الدبشيك) في رأسه وجروه جراً نحو الدروة.
    بعدها جاءت تعليمات واضحة أن أي ضابط يجي للرئيس توجه نحوه بندقية على (كوعه) اليمين وأخرى (لكوعه) اليسار، إضافة لأخرى في الظهر. قاموا بإستدعاء اثنين من الضباط وكنت أنا رقم ثلاثة. نميري يعرفني حق المعرفة رمقني بنظرات قاسية ..وظل لثونٍ ينظر في صمت.
    - قال لي: (الجوكر)؟!
    فقلت: أهلا يا ريس.
    وكانت الى جواره صحفية مصرية.
    وقال لها: إنت عارفة سموه الجوكر ليه؟
    فأشارت له بالنفي .
    فأجابها: ده إشترك في عدة إنقلابات.
    قلت له (طوالي): ليه أنا عبد الفضيل الماظ ؟
    قال لي: إسكت .
    .ووجه لي الكلام وقال: أنت عضو في اللجنة العشرينية للحزب الشيوعي؟
    فقلت: لأول مرة أسمع أن الحزب الشيوعي عنده لجنة عشرينية.
    قال: إسكت .. أنت بتعرف أكتر مني؟ أنت ما بتعرف ولا حاجة.
    وأضاف: ليه أتعاملت مع المجرمين ديل ضدي؟
    قلت: والله دي أشياء كان مخطط ليها ومعروفة من بدري حتى أنت يفترض تكون عارفها.
    قال: أنا أعرف أنهم حـ يعتقلوني؟
    قلت له: أنا لا أتكلم عن الإعتقال أنا بتكلم عن التغيير.
    قال: أنت متهم إنك قمت بـ (17) عملاً ضد الحكومة؟
    قلت: أنا عندما تم استدعائي يوم (20) تم ذلك بواسطة الضابط الأعلى في القوات المسلحة الموجود في القيادة العامة (وهذا دفع قانوني) وأنا أديت القسم.
    قال: إسكت .. وسألني: أنا لو قدمتك لمحاكمة ستبرىء نفسك؟
    قلت: نعم.
    وهل صحيح إنك إشتركت في محاولات إنقلابية من قبل؟
    - أبداً ما حصل لكنه نوع من الإثارة.
    ألم يسىء نميري اليك؟
    - لا .. هو سألني أشتغلت مع منو؟
    رديت: مع قائدي الأول عبد المنعم محمد ومن ثم كنت أنت قائد الكتيبة بتاعتي وأنا أشتغلت أركان حربك وغيره من الكلام.
    قال: قفلت مطار قاعدة ناصر ليه؟
    قلت: قفلناه لأنو جات تعليمات بذلك لإحتمالية أن تأتي طائرات شايلة القوات السودانية الموجودة في الجبهة وتنزل في مطار وادي سيدنا وأغلقنا المطار بأن أفرغنا هواء إطارات (19) عربة في الرن وي.
    قال: إنت ما بتعرف جغرافية البلد ؟ السودان بلد (بور) وممكن للطائرات أن تنزل في أي حتة.
    قلت: خلاص نحن أدينا الواجب بتاعنا وكونها تنزل في أي منطقة أخرى ده ما شغلنا.
    بعد ذلك رجعت الغرفة وعرفت أن نفس الكلام تم توجيهه لشرف الدين إسماعيل يونس وكان زميلي في وادي سيدنا وتم إستدعاؤنا سوية.
    حينها عرفتم ان الهاموش وهاشم اعدما؟
    - أيوه .. القتل كان شغال طوالي.
    هل تم الاعتداء عليكم؟
    =أنا سأتحدث عن حادثين فقط لإبرىء ذمتي أمام الله بإعتباري كنت شاهداً على ما حدث...في وقفتنا (وإذا حبيت سأذكر الاسم ).
    نعم..تحدث بذكر الاسماء؟
    =أبو القاسم إبراهيم شال كرسي بتاع خيزران وقام بتكسيره فوق رأس حامد الإنصاري وهو مدني وأعزل ومريض فضربه ضرباً مبرحاً وشتمه شتيمة مقذعة.
    الثانية: وفي رجوع للمعاملة السيئة كان قضاء الحاجة يتم بإصطحاب حرس للحمام وينتظرك وكان معنا الشفيع أحمد الشيخ، والأنصارى، وجوزيف قرنق وعندما خرج الشفيع من الحمام وأثناء مروره أمام باب غرفتنا تم الإعتداء عليه من قبل أحد الضباط بـ (الدبشيك) فكسر وجناته وأضلاعه وكان يصرخ بأعلى صوته ويردد :(أنـا إنتهيت ليكم من إشاعة اسمها عبد الخالق).
    وهل كان يظنه عبد الخالق؟
    - أيوه.
    وهل تعرف هذا الضابط؟
    - ما في داعي لذكر الأسماء .
    (للتوثيق فقط) ؟
    - هو ضابط مشهور بـ (اليمني).
    أثناء ضربه للشفيع جاء أحد ضباط المدرعات وأمسك به من يده وقال له: إنت بتعمل في شنو؟ فرد عليه: بنتهي ليكم من إشاعة اسمها عبد الخالق، فقال له ضابط المدرعات ولكن دا ليس عبد الخالق، فقال ليه ده منو؟ فرد الضابط: الشفيع أحمد الشيخ فأجابه: ديل كلهم سوا.
    ودخل الشفيع علينا الغرفة وكان يئن من شدة الألم والوجع والدم يملأ (جلابيته) فزحف على د. مصطفى خوجلي واستفسر عن حقيبة بالغرفة (لا أعرف مصيرها حتى الآن) فقلت إنها تخصني فسألني: فيها جلابية فأجبته: أيوه، فقام بتمزيق جلباب الشفيع، وغرف ماء من الجردل بيده ليعمل ضمادات لوقف نزيف الدم، ومن ثم ألبسوه جلبابي .. وهذه بعض أمثلة عن سوء المعاملة.
    قاموا بإخراجهم أيضاً من الغرفة وقتلوهم أمامكم؟
    - لا .. ديل ساقوهم سجن كوبر .
    المحرر: (المدنيين)؟
    - نعم .. وكان جوزيف قرنق تنبأ بهذا الموضوع، فعندما لم يأتنا أحد وسمع الأشياء الـ حصلت مع سورج، والإنشقاق الـ حصل في الحزب الشيوعي، وأن سورج هو من وشى بالناس قال لمن معه: نحنا وقتنا ضيق.
    (مقاطعة) .. الكلام كان داخل الغرفة؟
    - نعم داخلها.. وعند الساعة الثانية والنصف صباحا جاءوا وبصورة مزعجة جداً قدموا الأسماء: جوزيف قرنق كان شجاعاً للغاية كان يقول: (نحنا ماشين نموت خلاص)، والشفيع أحمد الشيخ كان ساعتها يئن وحول عينيه هالة سوداء وبحالة سيئة جداً.
    وفي نكتة ظريفة وهي أن أحد العساكر قال لي جوزيف: يا سيد قرنق شيل شنطتك (وكان لديه حقيبة صغيرة تحتوى على أدوات حلاقة) فرد عليه: انت مجنون ولا شنو؟ أودين وين تاني أنا؟.
    المحرر: كان ضاحكاً؟
    - كان ضاحكاً وساخراً جداً. قال ذات مرة لواحد من الضباط المعانا إن شاء الله إنتوا يدخلوكم السجن، السجن مدرسة، وبعلم الناس حاجات كتيرة، وحـ تطلعوا من السجن أناس آخرين، بمفاهيم تانية. ولكن فيهو حاجة واحد بس بطالة؟ فسأله واحد من الضباط: شنو؟ فرد: ما يقوموا يكتبوا ليكم جراية. فسأله مرة أخرى: جراية دي شنو؟ فأجابه: جراية ده عيش دقيق بيعملوه بطريقة إنت زي بياكل في جراية كأنك (تجك) في الجلابية بتاعك (أي كأنما تمضغ في جلابيتك).
    وهو ما حصل، فعندما ذهبنا للسجن أرانيك السجن الـ مشت لسجن كوبر بخط يد الرئيس مكتوب فيها معاملة من الدرجة التالتة، والحرمان من الصحف والمذياع، وكان الأكل بتاعنا جراية.
    هل تمت محاكمتك في ذلك الوقت؟
    - لم تتم محاكمتنا في ذلك الوقت، وأبتدأت جلسات المحكمة العسكرية فتمت الجلسات من الأولى والي الثالثة وفي اليوم الثامن تقريباً.
    المحرر مقاطعاً: حينها هدأت الأجواء؟
    - نعم وكان يأتينا كلام من الضباط الذين يمرون على المحاكمات وكان بعضها يتم تحت الأشجار نحو:( يا أخوانا شدوا حيلكم الحكم قاسي شوية، الحكم لغاية هسة عشرينات، والعبارة قالها لنا صديق لشرف الدين).
    وبعدها تم إستدعاؤنا للجلسة الأخيرة وكنا قد أحضرنا شاهداً للدفاع ولكن للأسف الشديد إنقلب وأصبح شاهد إتهام فأستبعدناه. كما لم نستدع شهود إتهام على الرغم من أنه كان يمكننا توريط مجموعة كبيرة جداً من الضباط، تم سؤالنا عنهم وعن أعمالهم أثناءالانقلاب، وفي مقابلتي للرئيس كان يسأل معاك منو؟ وقابلت منو؟ وقال ليك شنو؟ ولكنا لم نورط أي شخص وبعدها ذهبنا للسجون.
    وما هو الحكم الذي صدر بحقكم؟
    - تم الحكم علينا بـ (20) سنة وبعدها أتى من أخبرنا انه تم التخفيف أنا لـ (5) سنوات، وشرف لـ (4) سنوات ولكن بدايةً حكموا علينا بالإعدام (وهي نقطة مهمة جداً) حيث كان مقرراً أن يعدم جميع الضباط الموجودين في الشجرة (بحسب ما كنا نسمع) ولكن في يوم (25) أو (26) جانا الوفد المصري الليبي بقيادة حسين الشافعي وأبوبكر يونس (وزير الدفاع)، ومروا علينا بالغرف، حسين الى اليمين والى يساره أبوبكر يونس وقدامهم دخلوا ناس التلفزيون والمصورين فنصبوا (السيبيا) بتاعت الإضاءة وكانت مزعجة جداً بالنسبة لينا في الغرفة، وكان بعضنا نمت ذقونهم وتمزقت ملابسهم (ووسخانين) فدخل أبوبكر يونس وبعد ان نظر الينا قال: السلام عليكم فرددنا له التحية: عليكم السلام، فضرب السيبيا بتاعت الإضاءة برجله وقال: أيش تصور؟ شيل برة، فتم إخراجها ولم يصور أحد. وماعرفناه أن هناك رسالة من الرئيس أنور السادات للرئيس النميري فحواها (كفاية دم)، وكان وقتها تم إعدام حوالي (15) ضابطاً، بعدها بدأت المحاكمات والتي كانت إجراءاتها طويلة شوية.
    بكم تم الحكم عليك؟
    - بـ (5) سنوات.
    ولكن ورد أنه نُفذ عليك حكم الإعدام في الوثائق الامريكية؟
    - أنا سمعت في الأول أن الحكم الذي أصدر ضدي (الإعدام) وأخبرني به أحد الضباط الذين يمرون علينا ولكن بعد أن جاء الوفد تم التخفيف.
    بعد أن خرجت، هل سافرت مباشرة للخارج؟
    - لا أبداً .. مكثت في السودان لفترة.
    هل قضيت فترة العقوبة كاملة (5) سنوات؟
    - تم إعفائي بعد (3) سنوات وخرجت في العام (1973) من السجن.
    لم تلاق نميري مرة ثانية؟
    - لا .. لم أقابله بالرغم من أن الفرصة كانت سانحة أمامي لذلك.
    ...........
    في ملاحظة أود ذكرها..وهي ان المعلومة التي ذكرت أن هاشم العطا ظهر في التلفزيون وهو مبلل بالعرق من رأسه ووجهه، حتى ظن انه خائف.. اود ان أقول ان كثرة العرق كانت مرتبطة بهاشم في كل الاوضاع ولا علاقة لها بالخوف او الاضطراب.
    من أين جاءك لقب (الجوكر)؟
    =من الكلية الحربية بعد ان تم قبولنا من المدارس الثانوية نشر احد الأخوان خبراً بـ (الصحافة) و (الأيام) بحسب ما أذكر قال: تم إختيار الأخ محمد مصطفى عثمان للإنضمام لأسرة الكلية الحربية هذا العام، ومصطفى كان (جوكراً) للحفلات طيلة الأسبوع الماضي بمناسبة إنضمامه للكلية ... ومنذ ذلك الوقت التصق اللقب باسمي.


                  

10-04-2009, 00:07 AM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)





    من ساحة الشهداء جنوب القصر الجمهورى صبيحة يوم 22 يوليو 1971





    من داخل معسكر الشجرة والمحاكم العسكريه
                  

11-30-2009, 04:20 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    توفى لرحمة مولاه يوم الخميس الماضى الموافق 26 نوفمبر 2009 م بمسقط الرائد(عميد م لاحقاً) محمد حسن منصور أحد الضباط الفنيين الناجين من بيت الضيافه عصر 23 يوليو 1971 وقد حاولت مراراً الاتصال به من قبل عن طريق بعض الاخوان بعمان ولكن دون جدوى ...رحم الله الفقيد وألهم آله وزويه الصبر والسلوان وجعل البركة فى زريته ...

    وسأتعرض للمقابلة التى تمت بين الملازم أحمد جبارة ونميرى بالشجرة بعد أن سلم الأول نفسه ليعقوب اسماعيل بالقصر بعد اقتحامه
                  

12-01-2009, 00:49 AM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    Quote: بعد انتفاضة ابريل 1985 ترأست لجنه عسكرية لحصر محتويات جزء من القصر الجمهورى ولفت إنتباهى وجود كرتونتين من مخدر البثدين والذى يتم به تخدير المرضى فى المستشفيات وكان ذلك فى الطابق الثالث وهو عبارة عن مجموعة من غرف نوم مجهزة تماماً كغرف العرسان وعرفت للأسف أن حكامنا المايويين كان بعضهم من مدمنى المخدرات وسألنى بعض المرافقين من الجنود عن كيف نتصرف فى هذه الكراتين فطلبت منهم عدم لمسها وتركها فى مكانها مع تضمينها كشف الحصر كماهى وكانت واحدة من الكرتونتين مفتوحة وقد أُخذ منها باكتين صغيرين عبوة 10 حقن ؟؟؟




    العزيز سوركتي
    أتابع بوستك المميز باهتمام
    بعض ما يكتب هنا مؤسف من هولاء القادة والجميع يعرف ضباط مايو حتى بعد خروجهم من الخدمة
    بعضهم من توفي والبعض من هو على قيد الحياة وقد تقدم بهم السن
    فهل تعتقد ان هولاء إن كانو مدمني مخدرات إلا يكون ذلك الشي ظاهر عليهم
    وهم جميعا حتى مماتهم كانو بصحة جيدة وحاضري الذهن بل غن بعضهم كانو من اهل طرفة مثل الرائد زين العابدين عبد القادر
    إبن توتي البار رحمه الله , وجعفر النميري ظل حتى سنواته الاخيرة حاضر الذهن يتذكر حتي ادق الامور ولم يزل الرائد أبوالقاسم
    مشارك في الحياة العامة , مايو قد نتفق أو نختلف معها لكن تبقي جزء من تاريخ بلادنا نتمني أن يكون التوثيق له بحيادية
    ووقائع تقبل التصديق .

    ملحوظة عرفت من هولاء الاعمام عن قرب كثيرون وجميعا كانو شخوص محترمون للغاية


    لك أكيد إحترامي ,,,

    (عدل بواسطة عبد الناصر الخطيب on 12-01-2009, 00:50 AM)

                  

12-30-2009, 10:25 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: عبد الناصر الخطيب)

    أخى عبدالناصر الخطيب ...
    لك الود وعاطر التحايا وشكراً على المشاركة ...
    أتفق معك فى الرأى أن إرث السودان وأحداثه المؤلم منها والمفرح أصبحت فى معظمها موجهة لخدمةً الاجندة الحزبيه والفكرية ونسى الجميع أن التاريخ لا يرحم والحقائق مهما طال عليها الزمن وطواها النسيان لن تتبدل أو تزول ...

    وكل ما يأتى هنا من أقوال المسئوليه عنها أمام الله على من يدلى بها سوا أن كان حياً أو ميتاً ...ومنهم شخصى الضعيف .

    ولائى الشخصى يا أخى الكريم للسودان ولقواته المسلحه القابضة على قرون البقرة الحلوب وللأغلبيه الصامته المغلوبة على أمرها من جموع شعبه الملول المهلل لكل مارشات عسكرية...

    الاجلال والتقدير لمفكريه بمختلف معتقداتهم مادامت رفاهية السودان وشعبه بكل توجهاته تتصدر أولويات اهتمامات ذلك الفكر وتسمو فوق أهواء السلطة الشيطانيه والاحقاد والنزعات الشخصيه والنعرات القبليه والتعصبات الحزبيه ....إلخ

    مارأيت فى عيادة القصر الجمهورى فى ابريل 1985 كرئيس للجنة جرد وحصر وجاء فى معرض السرد المجرد أعلاه لم يأتى لخدمة أى أجندة فكريه دون الأخرى فكل الفرقاء عندى سواء ولا تخلو جيادهم من الكبوات على مر العصور والاوقات (إن كانت لهم جياداً)؟؟

    لم يكن السودان فى حاجة لاراقة دماء بنيه وجيشه فى أحداث يوليو 1971 وماسبقها من مجازر بالجزيرة ابا ومسجد ودنوباوى وما تبعها من مجازر فى 1975 و 1976 وغيرها لإطالة عمر مايو ل 16 عاماً تأرجح فيها الركبان between the two extremes وياليت سيرتها كانت عظة وعبرةً للاحقين بخواتيمها التى فاقت تصور الجميع...
                  

12-30-2009, 10:41 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: عبد الناصر الخطيب)

    هكذا كان يقف الرجل اثناء محاكمته بالشجرة ,,,,

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-31-2009, 05:44 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    Quote: محاكمة عبدالخالق محجوب
    ظل عبدالخالق محجوب معتقلا لوحده في المكتبه بمعسكر المدرعات بالشجرة ومحاطاً بمجموعة من الحراس من جنود المدرعات والمظلات ومنعت عنه الزيارة او مقابلة أي شخص كان، وجرت الترتيبات لتجهيز قاعة المحكمة والتي تم اعدادها باحدى القاعات بمقر اللواء الثاني دبابات وتم تجهيز منصة لجلوس القضاة العسكريين ومنصة للمتهم وصديقه ومنصة للاتهام والادعاء وزودت القاعة بكل المستلزمات الضرورية وخصصت اماكن لرجال الصحافة والاعلام.
    وقد قام القضاء العسكري باجراء كل الترتيبات اللازمة واصدار مواد الاتهام التي ستوجه لعبد الخالق محجوب وشملت مواد اتهام بأثارة الحرب ضد الحكومة والدولة واشعال التمرد في القوات المسلحة وغير ذلك من الاتهامات وتم تعيين قضاة عسكريين كهيئة للمحكمة و وتشكلت من العميد حقوقي احمد محمد الحسن رئيسا للمحكمة العسكرية وكان في ذاك الوقت مديرا للقضاء العسكري واعضاء بالمحكمة العسكرية العقيد عبدالسلام صالح والعقيد منير حمد، وعين العميد عبدالوهاب البكري ممثلا للاتهام وللادعاء وعين العميد محمود عبدالرحمن الفكي صديقا للمتهم وهو يقوم بمساعدة المتهم في فهم الاجراءات العسكرية ومخاطبة المحكمة والاجابة على أي استفسارات يرى المتهم انها ضرورية وهامة لقضيته.
    وقام الرئيس الاسبق جعفر نميري بتوقيع امر تشكيل المحكمة وصادق على قيامها وعلى اجراءاتها كاملة، وسلم امر التشكيل واوراق الادعاء للسيد عبدالخالق محجوب ليقوم بالاطلاع عليها وتسجيل نقاط دفاعه وتحضير مرافعته امام المحكمة للرد على الاتهامات الموجهة اليه وقد اعطيت له فترة زمنية ليوم كامل اذ تسلم المستندات في صباح يوم المحاكمة التي تمت بعد الظهر في نفس اليوم وقامت الجهات المختصة بتفتيش قاعة المحكمة ووضع حراسة عليها في كل الجنبات وعلى المداخل والمخارج وصدرت التعليمات بان يتم تفتيش الصحفيين ورجال الاعلام ومنع دخول أي آلات تصوير ومنع ادخال أي اجهزة ارسال الى داخل المحكمة او اجهزة استقبال.
    وبعد الساعة الرابعة ظهرا تم ادخال رجال الصحافة والاعلام الذين احضروا لمقر المحكمة بحافلات اقلتهم الى داخل المعسكر والى مقر المحكمة.
    وقام افراد الاستخبارات والامن بتفتيش الصحفيين ورجال الاعلام وتمت مراجعة اوراقهم الثبوتية وتم التأكد من عدم حملهم لآلات تصوير او لاجهزة استقبال وارسال وقد تم اخطارهم بتعليمات المحكمة العسكرية.
    وتم احضار عبدالخالق محجوب الى مقر المحكمة تحت حراسة مشددة وادخل الى قاعة المحكمة وكان يرتدي ملابسه المكونة من البنطلون والقميص وفي هيئة محترمة وكان يمسك بيديه المستندات التي سلمت له من القضاء العسكري فيما يخص الادعاء والاتهامات الموجهة اليه وجلس الى جانبه العميد محمود عبدالرحمن الفكي كصديق للمتهم والذي شرح له طريقة اجراءات المحكمة العسكرية وكيفية اداء عملها وانه مسموح له بالرد على المحكمة او الامتناع عن ذلك وكذلك انه مسموح له بالغاء مرافعة امام المحكمة (مرافعة دفاع).
    وبدأ رئيس المحكمة واعضاؤها بعد ان جلسوا في منصتهم بالنداء على المتهم عبدالخالق محجوب ووجه له الاتهام بانه مذنب فأجاب بانه غير مذنب ثم وجهت له المحكمة مواد الاتهام ومن بينها المشاركة في تمرد عسكري وغيرها من التهم ثم تلا ممثل الادعاء خطبة الادعاء والتي ادان فيها المتهم وانه تسبب في قيام فتنة بين ابناء الوطن وطالب بمعاقبته على ما اقترفه.
    ثم شرع عبدالخالق محجوب في الغاء مرافعة طويلة وتحدث فيها عن نضاله ضد الاستعمار واشار الى نضال الجبهة المعادية للاستعمار حديثا مطولا وكان رئيس المحكمة العسكرية يوجهه للرد على الاتهامات المحددة وعدم الغاء خطبة سياسية.
    ولكن كان عبدالخالق يستمر في المرافعة كخطبة سياسية معددا اسهامات الجبهة المعادية للاستعمار والتي كان ينتمي اليها في نيل الاستقلال وكفاحه ونضاله في هذا المجال واستمر رئيس المحكمة بطلب منه الاجابة والرد والتركيز على موضوع الاتهامات الموجهة له (ولكن ليس كما ذكر البعض من ان رئيس المحكمة كان يقول له خلصنا خلصنا ) ان رئيس المحكمة كان يوجه عبدالخالق لحصر مرافعته في التهم المحددة الموجهة له لان المسائل السياسية ليست من اختصاص المحكمة العسكرية وان جاز لي وقد كنت حاضرا داخل قاعة المحكمة فقد كنت اود ان يرد عبدالخالق ويقدم الدفوع على التهم التي وجهت له بنوع من التركيز بدلا عن الحديث السياسي فهؤلاء الضباط رئيس المحكمة والاعضاء بالمحكمة غير معنين بالمسألة السياسية وبمسألة النضال والكفاح ضد الاستعمار وما شابه ذلك ولكنهم كقضاة عسكريين يتقيدون بالمواد الموجهة الى السيد/ عبدالخالق محجوب كمواد اتهام محددة ولو فعل ذلك لربما تغير الامر ولكان دفاعه قد يؤثر على المحكمة لتجد مسوغا واسبابا لاصدار حكم يتناسب مع ما وجه له من اتهامات ولكن يبدو ان عبدالخالق محجوب كان مقتنعا ان الحكم سيصدر ضده سواء قام بالرد او لم يقم بالرد على الاتهامات المحددة الموجهة له ولكن حسب علمنا انه لم يكن الضباط (رئيس واعضاء المحكمة) لم يكن ممكنا لهم اصدار حكم من دون الاستماع لدفاع المتهم عن نفسه وهم ضباط وذوي ضمير حي ومعروف عنهم السلوك القويم والمشرف خلال خدمتهم بالقوات المسلحة.
    وعلى كل فقد استمعت المحكمة للادعاء الموجه لعبد الخالق محجوب والذي طالب بتوقيع اقصى العقوبة عليه، وبعد مداولات المحكمة التي كانت سرية واخذت اكثر من ساعة قامت باصدار حكم الاعدام شنقا على عبدالخالق محجوب (أي بمعنى ان قضاة المحكمة قضوا ساعة كاملة يدرسون اصدار الحكم) وقد كان كل الصحفيين ورجال الاعلام المحلي والاجنبي حضورا في هذه المحكمة منذ بداية المحاكمة وحتى انتهائها ورفعت المحكمة قرارها للقضاء العسكري الذي صادق عليها وحولت الى الرئيس جعفر النميري الذي صادق على حكم المحكمة.
    ولقد ابلغ عبدالخالق محجوب بمنطوق الحكم بواسطة المحكمة وسلمت المستندات الخاصة بالتصديق على الحكم بعد توقيع وتصديق الرئيس الاسبق جعفر النميري عليه أي انه صدق على الحكم باعدام عبدالخالق محجوب، وقد اعيد عبدالخالق محجوب الى الغرفة التي كان يعتقل فيها ثم نقل الى مكتبة المطالعة برئاسة القوات المدرعة وتم احاطتها بقوة كبيرة من الحرس يتكون من عدد اثنين مدرعات خفيفة وعدد من الجنود بينهم جنود من القوات المظلية جلسوا على الباب الرئيسي وعلى الجنبات.
    وفي المساء حوالي الساعة التاسعة مساءا قمت بالدخول الى عبدالخالق محجوب وابلغني الحراس ان الاوامر صادرة بعدم دخول أي ضابط او خلافه اليه ولكني ذكرت لهم انني مسؤول هنا ولا بد من مقابلته ودخلت الى داخل المكتبة ووجدت عبدالخالق محجوب جالسا الى قاعة الجلوس ويمسك في يده القرار الخاص بالحكم الذي صدر عليه وهو حكم الاعدام وسلمت عليه ورد علي التحية وذكرت له انني اعرف بعض افراد اسرته وان شقيقه قد قام بتدريسي بمدرسة المؤتمر الثانوية وانني على استعداد لتبليغ أي رسالة منه او أي وصية لعائلته وكان يتملكه الذهول والحزن فاجابني انه في هذه اللحظات مشوش التفكير وانه لا وصية له الآن وكأنما كان يعتقد ان هذا الحكم لن ينفذ فيه او ان ذلك سيكون بعد ايام والمهم هو شكرني على ذلك وقلت له : انا اسمي فلان وموجود خارج المكتبة ويمكن له ان يطلبني اذا اراد أي شئ او انه تذكر أي وصية او رسالة يريد ارسالها لاهله ولاسرته وكانت المفاجأة ان صدرت التعليمات باخذه لتنفيذ الحكم عليه في نفس الليلة .. وفي الواحدة صباحا فوجئنا بتجهيز حراسة ومدرعة وضع فيها عبدالخالق محجوب وقاد الحراسة النقيب عبدالله خير الله والملازم (مظلي) محمد ابراهيم الشايقي والذي اخذوه الى وزارة الداخلية ولما عادوا صباحا سألناهم عما حدث فذكروا لنا انه تم تنفيذ الحكم في عبدالخالق محجوب بسجن كوبر وانهم وجدوا كل الاجراءات جاهزة هناك لقد عانى عبدالخالق محجوب وقطعا في هذه اللحظات فقد عرف انهم أي جماعته قد قاموا بعملية فاشلة لم يحسنوا اعدادها واوهموه ان انقلابهم ناجح 100% وهو قطعا لا يعرف في المسائل العسكرية الكثير وانهم ادخلوه في مجازفة لم يحسبوا عواقبها ومعظم العسكريين الذين قادوا انقلاب 19 يوليو لم يدافعوا، بل هرب معظمهم او استسلم في اللحظات الاولى من الهجوم عليهم وهكذا وجد عبدالخالق محجوب نفسه كبش فداء، ويقينا لو بقى عبدالخالق في معتقله ولم يخرجوه منه ولو انهم تركوه في معتقله فلربما كانت المسألة ستكون بعيدة عنه ولن يتحمل اوزار اخطاء الاخرين وعلى كل فقد كانت المسألة مأساوية ومحزنة ومؤلمة، انه يجب عدم لوم احد فالعسكريون يعرفون قائدهم ويعرفون ان عليهم تنفيذ الاوامر التي تصدر اليهم طالما انها كانت اوامر عسكرية تعني تنفيذ العمل القانوني بصيغة عسكرية ولكن لا تعني ان تقتل الاخرين بعد ان تعتقلهم وقضاة المحاكم العسكرية ينفذون اوامر التشكيل التي تصدر اليهم واشير الى انني اعتذرت من لجنة التحقيق التي تم تشكيلها في السابق للتحقيق مع العميد مزمل سليمان غندور والحاج مضوي محمد احمد فجاءتني الاوامر ان اسمك ضمن هيئة التحقيق التي صدرت والتي تم التوقيع عليها من السلطة الآمرة ولا يمكنك الاعتذار عن ذلك وكان اعتذاري لان اهلنا واسرتنا تقيم مع عائلة واسرة العميد مزمل سليمان غندور في حي واحد بام درمان واهلنا جيران لهم لسنين طويلة ولكن لم يقبل مني ذلك أي لم يقبل اعتذاري وسيعتبر عدم اطاعة للاوامر الذي يمكن ان يتسبب لي في محاكمة ضدي.
                  

12-31-2009, 07:16 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    وماذا قال الصحفى إدريس حسن الذى حضر المحاكمة لاحقاً فى مقابلة مع الطاهر حسن التوم مقدم برنامج مراجعات بالقناة الفضائية (النيل الازرق)

    Quote: في هذه اللحظة فقط اهتزّ عبد الخالق محجوب أثناء محاكمته!!>

    أين تلقيت نبأ انقلاب التاسع عشر من يوليو على يد الرائد هاشم العطا؟

    ــ كانت هناك إرهاصات بأن الشيوعيين يريدون تنفيذ انقلاب، ولقد كتبت في صحيفة (الأيام) أنه لم يوجد انقلاب في السودان لم أعرف به قبل حدوثه، فمهمتي هي البحث عن الأخبار، ولديّ صلات واسعة، مثلاً انقلاب السابع عشر من نوفمبر، ومن متابعتي للأحداث لاحظت وجود صراع داخل حكومة السيدين، بين حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي، وكانت هنالك مشروعات أمريكية يروج لها في المنطقة، كالمعونة الأمريكية وغيرها، كان عبد الله خليل، رئيس الوزراء، وحزبه (الأمة) يوافقان على برنامج المعونة الأمريكية ويتعاملون مع الأمريكان، وفي هذا الوقت كان جمال عبد الناصر يرفع راية مواجهة الولايات المتحدة ومشاريعها في المنطقة، وحزب الشعب ــ كما تعلم ــ حليف تاريخي لمصر، فحدثت الأزمة. كان هناك حديث يدور عن أن المصريين يريدون توحيد حزب الشعب الديمقراطي والحزب الوطني الاتحادي اللذين انقسما سابقاً، بغرض إسقاط حكومة عبد الله خليل، وتوجه وفد برئاسة إسماعيل الأزهري، قيل في الصحف إنه سيزور بعض الدول العربية، إلى العراق ولبنان، ثم انتهى به المطاف في القاهرة، وكان بها أيضاً الشيخ علي عبد الرحمن، زعيم حزب الشعب الديمقراطي، وبدت المسألة كما لو كانت معدة سلفاً، وكتب المرحوم يوسف التني، سفير السودان في القاهرة حينها وهو أحد شخصيات حزب الأمة، مذكرة لعبد الله خليل أن المصريين يعملون على توحيد الحزبين للإطاحة بحكومتك، وحدث أن سألَت جريدة (الأخبار) المصرية الشيخ علي عبد الرحمن عن موقف حزبه من المعونة والمشروعات الأمريكية، فقال إنه سيقود المظاهرات ضدها في الخرطوم بنفسه، ووصلت الصحيفة إلى الخرطوم في ذات اليوم فحملتُها وذهبت إلى أمين التوم، الذي كان أميناً لشؤون مجلس الوزراء ببيته في ود نوباوي، ومضينا معاً إلى عبد الله خليل الذي قرأ الخبر وقال: (الله؟.. دا إيه ده وزير الداخلية يعمل مظاهرات؟.. دي شغلانتو إنو هو يوقف المظاهرات!). ثم طلبا مني الانتظار خارجاً ففعلت، بعدها أتى أمين التوم ومد لي ورقة مكتوب فيها: (صرح السيد عبد الله خليل، رئيس الوزراء، بأن السودان سيشهد تغييراً جذرياً في نظام الحكم في الأيام القليلة القادمة).

    > وكان ذلك تمهيداً لتسليمه السلطة للجيش؟

    ــ نعم، كانت جريدتي تصدر يوم الاثنين، ولم تكن هناك حينها مانشيتات، كان هناك خط يسمى 54 وكتبنا الخبر به، صدرت الجريدة يوم الاثنين، وهو ذات اليوم الذي خرجت فيه الدبابات للشارع.

    > كيف عرفت عن انقلاب التاسع عشر من يوليو؟

    ــ في الفترة التي سبقت الانقلاب كنا نلتقي بعض الشيوعيين في الأمكنة العامة، وكانت تصرفاتهم توحي بأن شيئاً ما سيحدث.

    > ماذا تقصد بتصرفاتهم، هل كان كلاماً صريحاً؟

    ــ تصرفاتهم كان فيها حدة وتوعد، وحينما يكون لديك شعور كهذا، ويهرب عبد الخالق محجوب من سجنه، ويقابلك رجل عسكري مثقف كمحمد عبد الحليم ويقول لك إن من هرّب عبد الخالق محجوب سيقوم بانقلاب، ماذا يعي كل ذلك؟، هل تنتظر أن يكتب لك أحد الخبر؟، في يوم الانقلاب ذهبت لأقابل وزير الداخلية بالإنابة؛ الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم، وبلغت سكرتيره الأخ صلاح محمود، وجلست معه. أخبرني صلاح بأن المعلومات عن انقلاب الشيوعيين كثيرة لدى الأمن، ودّعته وذهبت لغداء مع زملائي في (الأيام) بمنزل نائب رئيس التحرير المرحوم رحمي سليمان، وكان هناك الأخ الفاتح التجاني، رئيس التحرير، وعبد الله الجمري، نائب رئيس التحرير، والأخ محمد أحمد عجيب، ودخل علينا المرحوم يوسف محمد عطية، شقيق الفنان الراحل حسن عطية، فقال لنا: ود العطا استلم البلد.

    > ثمة حادثة مهمة في حياتك، فأنت الصحفي الوحيد الذي شهد محاكمة عبد الخالق محجوب، سكرتير عام الحزب الشيوعي، كيف تمكنت من حضور هذه المحاكمة؟

    ــ لم يكن الأمر مرتباً، اتصل بي الأستاذ فؤاد مطر وكان يعمل رئيساً للقسم العربي في جريدة (النهار) وكنت أراسل الصحيفة من الخرطوم، أخبرني بوصوله وأنه يقيم في أحد الفنادق فمضيت إليه، وسألني عن ما يجري وذلك يوم 22 يوليو 1971، وأتى شخص يقول إن هناك بصاً بالخارج سيقل الصحفيين الأجانب إلى قيادة سلاح المدرعات في الشجرة.

    > هل دعا الرئيس نميري الإعلام الغربي؟

    ــ لا أدري، تقديري أن إعلاماً غربياً كثيفاً حضر المحاكمة، وأنه شن حملة ضد الإعدامات السابقة، إعدام فاروق حمد الله وبابكر النور، وأراد النظام تحسين صورته، فركبت معهم وركب معنا أحد صحافيي وكالة السودان للأنباء (سونا)، كانت الشوارع محطمة ومليئة بأخاديد الدبابات التي أتت في الانقلاب المضاد من الشجرة، وفي ذلك قصة طريفة كتبها أحد الصحفيين الأجانب، فعندما وصلت دبابات الانقلاب المضاد إلى كبري الحرية وجدت التقاطع يضئ باللون الأحمر فتوقفت. دخلنا إلى المدرعات وتوقف البص، ولا زلت أندهش كيف سمحوا لنا بحضور المحاكمة، هل اعتقدوا أننا من الإعلام الرسمي، وزارة الإعلام مثلاً، أم اعتقدوا أننا من المخابرات العسكرية أو جهاز الأمن، المهم أنني بعد ثلاثة أيام من بقائي هناك اكتسبت مشروعية بسبب الوقت، أخبرونا أن لا نتحدث مع أي عسكري، ورأيت المرحوم عبد الخالق محجوب يسير في حراسة، كانت ذقنه كثيفة وملابسه متسخة ويبدو مرهقاً، غاب حوالي ساعتين أو أكثر، وأعلنوا أن المحكمة ستبدأ.

    > من كان رئيس المحكمة؟

    ــ رئيس المحكمة كان العميد أحمد محمد الحسن، وهو ضابط قدم من الجيش المصري ودرس بالكلية الحربية المصرية، وكان معهم الأخ منير حمد، وكنت أتأمل قاعة المحكمة فوجدت منير ومعه شخص آخر ينظران في ساعاتهما دائماً، فظننت أنهما إما متضايقان أو أن لديهما موعداً لاحقاً.

    > ومن تلا مرافعة الاتهام؟

    ــ كان العقيد عبد الوهاب البكري أبو حراز، أما «صَدِيق» المتهم فكان محمود عبد الرحمن الفكي، ففي المحاكم العسكرية ليس للمتهم محامٍ فيحضرون له عسكرياً ليساعده في تفسير القانون العسكري.

    > حدثنا عن المحاكمة نفسها وما قاله عبد الخالق؟

    ــ وجه رئيس المحكمة إلى عبد الخالق تهمة التحريض والتدبير للإطاحة بالنظام القائم وشرح له القانون، وأذن لممثل الاتهام بأن يتلو خطبة الاتهام، وكانت الخطبة قاسية اتهمت عبد الخالق والحزب الشيوعي بأن شهوة الحكم أعمت أبصارهم، وقد حصلت على هذه الخطبة لكن أفراد الأمن أتوا لبيتي ذات مرة ووجدوها فصادروها عقب انقلاب حسن حسين. وعندما تحدث عبد الخالق قدم مرافعة طويلة للغاية، وقد تبرأ من الانقلاب، وقال إن لا صلة له به، وقال إنه بعد عودته من القاهرة أخبره الشفيع أحمد الشيخ بأن بعض الإخوة يفكرون في تنفيذ انقلاب. ومن الأشياء التي توقفت عندها كثيراً قوله إنه عندما تم حل الحزب الشيوعي وطرده من البرلمان شعروا هم بأن الحزب مستهدف من القوى الرجعية في المنطقة ومن أمريكا والاستعمار، وقال إن الرئيس عبد الناصر أرسل لهم أسلحة ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، وكانت السلطات قد ضبطت سابقاً قبل مايو سلاحاً في امتداد الدرجة الثالثة من الناحية الشرقية، ووجدوا قوائم، وكان يفترض أن يحدث تحقيق وتحرٍّ، لكن القضية ماتت، فربطت بين حديثه والحادثة.
    وكنت سألت حينها محمد أحمد المحجوب عن قضية السلاح وقلت له إن هناك حديثاً عن أنه سحبها بواسطة النائب العام، فقال لي صحيح لأنني لا أريد أن تقف زوجة صديقي أمام المحكمة، ويقال إن من بين الأسماء التي تم ضبطها اسم زوجة الأستاذ أحمد سليمان المحامي، وفي العام 1977م قابلت الشريف حسين في لندن فسألته عن الحادثة فأخبرني أن المحجوب لم يسحب القضية بسبب زوجة أحمد سليمان بل بطلب من عبد الناصر.

    > رغم أن الشفيع قال إن لا علاقة له من قريب أو بعيد بالانقلاب؟

    ــ لم يقل عبد الخالق أن الشفيع كان مشاركاً أو مدبراً.

    > لم لا تربط ذلك بطلب الشفيع ــ أثناء محاكمته ــ شهادة معاوية سورج ليؤكد عدم صلته بالانقلاب الذي كان يرتبط نفسه بعبد الخالق؟

    ــ لقد أصبح هذا الانقلاب يتيماً في آخر الأمر، ونفى كل شخص صلته به، أما محاكمة الشفيع فقد حكى لي الأخ عبد الوهاب البكري، وكان يحقّق مع الشفيع، أن الشفيع طلب شهادة معاوية إبراهيم سورج كشاهد دفاع يثبت أنه كان ضد الانقلاب، فأحضر عبد الوهاب سورج، وسأل الشفيع سورج: هل تذكر في وقت كذا وزمان كذا أن هناك أشخاصاً كانوا يتحدثون عن الانقلاب بحماس وكنا أنا وأنت الوحيدين ضد فكرة الانقلاب؟، فقال سورج: لا أذكر، فسأله الشفيع: هل تذكر في وقت لاحق في المكان الفلاني أن الناس تحدثوا عن ذات الموضوع وكنا أنا وأنت نعارض الانقلاب؟، فقال سورج: لا أتذكر؟، هنا سأل الشفيع سورج بحزن شديد: يا معاوية.. هل تذكر ما هو اسمي؟.

    > هل شعرت أن كلمة عبد الخالق كانت الأخيرة في الدنيا، أم كان يرغب في إثبات براءته؟

    ــ كانت كلمة للتاريخ، ولم تكن مسألة البراءة واردة، وحتى رئيس المحكمة كان يشعر بأن القضية عبء ثقيل يريد أن يستريح منه.

    > هل كان القاضي يغفو بالفعل؟

    ــ كان يغمض عينيه ويصحو ليلتفت لعبد الخالق ويقول له بلهجة مصرية: (خَلَّصْ.. خَلَّصْ.. دا ما بفيدكش بحاجة)، وكان عبد الخالق ثابتاً، لكن اللحظة الوحيدة التي شعرت أنه اهتز فيها كانت عندما قال رئيس المحكمة ذلك، فرد عليه قائلاً: (أرجو أن توسع لي صدرك لأنك تعرف إلى أين ستمضي بعد أن تخرج من هنا، ستمضي إلى أولادك، أما أنا فلا أدري إلى أين، وكانت صورة عبد الخالق في المحكمة تختلف عن هيأته الرثة التي كان فيها قبل ذلك، فقد كان حليق الذقن والرأس، يرتدى بدلة سفاري سمنية اللون وحذاءً لامعاً، وقد وصفته بأنه أشبه بفرسان العصور الوسطى، وحال دخوله التف حوله الصحفيون الأجانب وحيوه بكل اللغات، ووقف معه لمدة طويلة إريك لارو الصحفي الفرنسي الجزائري.

    > كم ساعة استمرت المحكمة؟

    ــ المرحلة الأولى كانت خمس ساعات، وبعدها قيل للصحفيين إن وقت التداول قد حان، وبعدها بدأت الجلسة الثانية المغلقة من دون صحفيين وكنت فيها.

    > هل صحيح أن السوفيت طلبوا من السادات التدخل لدى نميري لوقف إعدام عبد الخالق؟

    ــ كنت دائماً أقف في الشباك الغربي لمكتب العميد أحمد عبد الحليم الذي يوجد فيه الرئيس جعفر نميري، وأرى ما يحدث، كان يتحدث في التلفون، أو ينادي الضباط المعتقلين ويوجه لهم التهم والشتائم، وأتى من يقول إن الرئيس أنور السادات في التلفون، هنا أغلق الشباك وطلبوا مني أن أقف بعيداً، وفي آخر اليوم التقيت بالعميد أحمد عبد الحليم، الذي كان قائد سلاح المدرعات، فسألته عما حدث، فقال إن الرئيس السادات نقل للرئيس نميري رسالة من السوفيت بإيقاف إعدام الشفيع أحمد الشيخ باعتباره حاملاً لوسام لينين أرفع وسام سو?ييتي.

    > وماذا بشأن عبد الخالق؟

    ــ لم يتحدث عن عبد الخالق، وسألته عن إجابة الرئيس نميري فقال إن الرئيس قال للسادات: (سبق تنفيذ الإعدام في الشفيع)، وأخبرني عبد الحليم أن السادات قال لنميري: (خلّص على رأس الحية)، والإشارة واضحة.

    > هل صحيح أن الرئيس نميري كان مدفوعاً بضغط العساكر الذين طالبوا بالإعدام؟

    ــ محاكمة عبد الخالق كانت في «جملون» لأنها محاكمة كبيرة، لكن بقية المحاكمات تمت في مكاتب، وكان العساكر يقفون في «البرندات»، وعندما يقدم شخص للمحاكمة كانوا يضربون الأرض بكعوب البنادق ويطالبون بالإعدام، وكنت أشك أنهم ربما يطلقون الرصاص على من لا تحكم المحكمة بإعدامه.

    > مذبحة قصر الضيافة، هناك تبرُّؤ من الجميع عن المسؤولية عنها، هل قام الحراس الانقلابيون بالمذبحة بعد اليأس من نجاح الانقلاب؟، أم أن مجموعة أخرى كما يقال الآن نفذت المذبحة؟

    ــ فهمت من الأخ أحمد موسى الخير، الذي كان رائداً وقتها ورئيس الاستخبارات العسكرية في الأبيض وتم تعيينه قنصلاً للسودان بكمبالا وأتى قبل الانقلاب بأيام، لا أدري إذا كان على صلة بالانقلاب، لكنه كان على صلة بانقلاب مايو، اذكر أنني في يناير 1970م ذهبت لتغطية مؤتمر الشباب في جوبا، وكان في الوفد المقدم بابكر النور والرائد هاشم العطا، وقابلت أحمد موسى وأخبرني بأنهم اجتمعوا بالعطا وأخبروه أن انقلاب مايو لم يكن وطنياً بل كان شيوعياً، وقال لي إن هاشم العطا وعدهم بالتصحيح، عندما حضر أحمد موسى ليمضي إلى كمبالا وجد الانقلاب، وانضم للانقلابيين، وأتاني في عشية يوم الانقلاب حوالي منتصف الليل وكان يركب عربة جيب، شكا لي من عودة الشيوعيين في الانقلاب، إذ إن القيادة امتلأت بالشيوعيين، وقال إنه لن يفارق هاشم العطا، وبالفعل لم يفارقه حتى سقوط الانقلاب، قال لي عن بيت الضيافة إن من ألقي عليهم القبض حين بدء الانقلاب كانوا أعضاء في تنظيم أحرار مايو، وهو يشابه التنظيم الطليعي للاتحاد الاشتراكي في مصر، ويعتقد موسى أن المذبحة كانت تصفية حسابات، لأن تنظيم أحرار مايو كانت لديه مشاكل مع الشيوعيين، ودليله أن المذبحة كانت بالدبابات، وكل من كان مستلقياً لم يصبه مكروه، وقتل من كان واقفاً لأن الدبابة تضرب في مستوى مرتقع.

    > هناك روايات ناجين تقول إن من أطلقوا النار كانوا أشخاصاً راجلين؟

    ــ هذا ما أخبرني به موسى، أما رأيي فهو أنها تصفية حسابات، لأن هنالك من أتوا وأخذوا العميد سعد بحر عقب الانقلاب، ومعروف أنه قومي عربي.

    > أنت تبرئ إذاً الانقلابيين من دم شهداء بيت الضيافة؟

    ــ لقد شعروا بأن الانقلاب فشل، وربما أرادوا تصفيتهم لأنهم خصومهم، لكنني لا أستطيع أن أجزم فتلك حقيقة غائبة عني، وهناك لجنة تشكلت برئاسة مولانا حسن علوب، وهو قاضي محكمة عليا، وأعدت لجنته تقريراً لكنه اختفى.

    > لماذا؟

    ــ أعتقد أن هناك بعض الأشياء لم يرد لها جعفر نميري أن تخرج، فالتقرير اتهم جهات في السلطة وربما طال الاتهام جعفر نميري نفسه.
                  

12-31-2009, 07:31 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور) (Re: sourketti)

    وللمرة الثانية شهادة اللواء م عبدالحى محجوب وأرجوالتركيز على أمر هام جداً عما حدث فى بيت الضيافة وكيف بدأ الضرب عليهم ؟؟؟ووضعه الذى كان عليه؟؟ ثم نهاية أقواله!!!

    Quote: كان من الواضح أن الشيوعيين يسيطرون على مايو، وبرز ذلك منذ حشد ميدان عبد المنعم بعد ستة أيام من الانقلاب؟

    نعم، كانت غلبة الشيوعيين واضحة لا تخطئها العين، ربما بسبب أن تنظيم الضباط الأحرار كان جزءاً من الشيوعيين منذ الثانوية، وفي خلال العام اتضح أن معظم الناس يرفضون ذلك التوجه، وبرزت المشاكل، وعرف أعضاء مجلس قيادة الثورة أن معظم الأشياء التي يناقشونها تتم مناقشتها لاحقاً في الحزب الشيوعي، فحدث الخلاف حتى داخل الحزب الشيوعي نفسه، وكان الأستاذ عبد الخالق محجوب موجوداً حينها، وأذكر أن العساكر في سلاح الذخيرة- حيث كان محجوب سجيناً- ما كانوا ينادونه باسمه بل ينادونه الأستاذ، وذلك يوحي بتأثير عبد الخالق عليهم، المهم أن خلافاً حدث داخل الحزب وانقسم هو نفسه إلى أجنحة، وفصلوا ثلاثة من أعضاء مجلس قيادة الثورة، هاشم العطا، وفاروق حمد الله، وبابكر النور، وظهرت حينها تيارات كثيرة، من بينها تنظيم معتدل برز من داخل الضباط الأحرار أنفسهم حمل اسم أحرار مايو، وكنت من الأشخاص الذين انضموا لأحرار مايو لتأمين الثورة، وكان هناك شيوعيين غير معروفين داخل تنظيم أحرار مايو، وألقي القبض على عبد الخالق وأحضر لنا في مصنع الذخيرة على اعتبار أنه يقع في مكان بعيد جنوب الخرطوم، وتسهل حراسته، وضعوه في ميز الضباط حيث كان يحرسه ضابطاً، وكان ضابط الاستخبارات حينها النقيب اسحق إبراهيم، أحد الذين كانوا في بيت الضيافة، وهناك ضباط تم فصلهم مثل المقدم محجوب إبراهيم الشهير بـ«محجوب طلقة»، وكان نشطاً، وبدأت إرهاصات فتم تشديد الحراسة، وأذكر أننا كنا نحتفل يوم التاسع من يوليو، وانطفأ النور فحدثت فوضى، وعرفنا لاحقاً أن هذا كان توقيتاً للانقلاب لكن تم تغييره في اللحظات الأخيرة، وفي الثلاثين من يوليو أتيت ووجدت الضابط النبطشي وكان اسمه عبد الله مرجان يجلس محتاراً فسألته، وأخبرني بأن عبد الخالق هرب ومعه عثمان عبد القادر الذي كان يحرسه، حاولت الإتصال بمكتب خالد حسن عباس القائد العام في القيادة العامة عبر الهاتف، وذهبت إلى القيادة فوجدتها خالية، وقالوا إنهم مضوا إلى مقابر حمد النيل ليدفنوا النقيب حسن الذي قدم جثمانه من لندن، انتظرت حتى أتى خالد وسألني «دا شنو العملتو دا»، وكان معه عثمان أبو شيبة رئيس الحرس الجمهوري الذي كان عبد الخالق محجوب يختبئ في بيته، وعرف أنني من سلاح الذخيرة، وقال لخالد إن هؤلاء ملكية فنيين غير منضبطين ولا يعرفون كيف تكون الحراسات، وهاج هياجاً شديداً أمامنا بسبب هروب عبد الخالق وأمر بإغلاق طريق جبل أولياء، بينما كان عبد الخالق يختبئ في بيته هو شخصياً، ذهبنا وأوقفنا الجنود ولمناهم على هروبه، وأذكر أن الشهيد مصطفي عثمان أورتيشي- الذي استشهد في بيت الضيافة لاحقاً- كان مدير مصنع الذخيرة وكان يفترض أن يسافر في وفد إلى القاهرة في الثامن عشر من يوليو ولكنه أجل سفره إلى يوم عشرين، وعندما استودعته في يوم التاسع عشر من يوليو طلب أولاً أن نهدئ من خواطر الجنود بعد لومنا العنيف لهم، ونجعلهم يفهمون أننا لا نجازيهم، وكان يسكن في العمارات وكنت أسكن في السجانة فمضيت معه في سيارته، ووصلنا منطقة المدرعات التي كانت تحيطها مساحات خالية فقال لي: «والله لو في كفوة حتجينا من المدرعات دي»، وضحكنا، وأوصلني إلى البيت وسلم على الوالدة ومضى، وبعد الغداء سمعت عن دبابات في الشوارع.

    < كان انقلاباً نهارياً وليس في الليل على غير العادة؟

    - نعم، وحاولت الاتصال عبر التلفونات لكنها كانت معطلة، حملت زي العسكري في حقيبة ومضيت بالزي المدني، فوجدت رائداً يدعي فاروق عكود- وهو من الأشخاص الذين حوكموا فيما بعد- وأمرني بأن ألبس ملابسي العسكرية، فذهبت وعندما عدت أردت أن أحمل مسدسي وجدت ملازماً يدعى فخر الدين فأخبرني بأنني موقوف.

    < وسبب ايقافك كان انتماؤك إلى تنظيم أحرار مايو؟

    - نعم، اصطحبوني إلى سكن الضباط، وبقيت هناك، ووضعوا معي الملازم أول الطاهر أحمد التوم الذي كان المدير المالي في سلاح الذخيرة، والملازم عبد الله مرجان الذي كان يحرس عبد الخالق ليلة هروبه، ومحمد الحسن منصور أحد الفنيين، وفي اليوم التالي نقلونا على بيت الضيافة بسيارة إسعاف مغلقة، وعندما نزلنا ودخلت بيت الضيافة وجدت مجموعة من الناس مستلقين على الأرض بـ«فنايل»، ولم أصدق أنهم ضباط، وكان هناك سرير واحد وكرسيين فقط، وقد أحضروا الناس بملابسهم التي كانوا يرتدونها ساعة توقيفهم.

    < من أبرز الشخصيات التي وجدتها في غرفتك ببيت الضيافة؟

    - سعد بحر قائد اللواء الثاني مدرعات، وأورتشي مدير مصنع الذخيرة، وعثمان كنب قائد كتيبة المدرعات في أمدرمان، وفي الغرفة الثانية التي تفتح علينا كان هناك محمد حسن عباس أخ خالد حسن عباس ومجموعة من الضباط.

    < كم كان عددكم؟

    - كنا حوالي خمسة عشر شخصاً في ثلاث غرف، وفي الغرفة الثالثة كان هناك سيد أحمد حمودي قائد المظلات.

    < حراسكم هل تذكرهم؟

    - كان هناك أحمد جبارة والحردلو، وكان الحراس برتب ملازم ولم نكن نعرفهم، كنا بدرجة نقيب.

    < المعاملة، كيف كانت؟

    - وضع ضباط كبار مع ضباط صغار كان يدل على أن هؤلاء ليسوا عسكريين، كان هناك ملازمين، وعقيد، ووضعوا جميعاً على الأرض في مكان واحد، وكان هناك حمام واحد فقط، وعندما يحضروا شخصاً جديداً كانوا يغلقون الباب ورائهم بعنف.

    < هل كنت ممن تم دفعه عنوة؟

    - تلقيت دفعة خفيفة، وفي يوم الأربعاء أحضروا الرائد فتحي أبوزيد، وزارنا حينها إبراهيم محجوب طلقة، وكانوا هم يزوروننا أحياناً ويستفزوننا عبر طلب الوقوف والسير «معتدل مارش»، وكنا كشباب نتحمس لكن الأكبر سناً كانوا يطالبوننا بالهدوء، وسألنا فتحي عن الموقف بالخارج فقال إن الوضع لن يستمر، وفي يوم الخميس أتت في الصباح مظاهرة أمام بيت الضيافة وهتفت لا تحفظ بل إعدام، ولم أكن أحمل الأمر محمل الجد فداعبت من معي قائلاً: «يا جماعة جرسكم ضرب».

    < ألم تكن تتوقع أن تقتلوا؟

    - لم أكن أتخيل أن الأمر كذلك، وفي ذلك اليوم تحديداً أحضروا لنا طعام غداء فاخر وشاي، وقبلها كان الحردلو قد أحضر لي حقيبة من والدتي، وكانت بيننا معرفة، ووجدت في الحقيبة جلابية «سكروتا» ومعجون وفرشاة أسنان وزجاجة عطر، وأذكر أنني منحت المعجون لأورتشي، وجلسنا نتحدث، وسمعنا صوت ذخيرة، واعتقدنا أنها رصاصات لتفريق المظاهرة التي سمعنا هتافها في الصباح، بعدها بقليل سمعنا صوت دانة، وهنا قال سعد بحر إن هذا هو اللواء الثاني الذي يقوده قد بدأ يتحرك، واستدل بأن طلقة الدانة تخص دبابة 55، وليس لدى الانقلابيين مثلها، وطلب منا أن نستلقي على الأرض لنحمي أنفسنا من الشظايا، وكان لدي مكان جوار الباب كتبت عليه موقف خاص، كناية عن أنه يخصني، لكنني غادرت المكان لأنني تخيلت أن من يدخل سيبدأ بإطلاق النار علي أولاً، فغادرت إلى مكان آخر داخل الغرفة، واستلقى في مكاني الرائد سيد المبارك شقيق د.عبد الرازق المبارك، فقلت له أبقى في مكانك يا سعادتك، فقال لي: هل أبقى قبالة الباب، فقلت له لن يصيبك مكروه، ولكن أول رصاصة أصابته ولا يزال ذلك يؤلمني حتى الآن، كنا مستلقين، وسمعنا شخصاً في الخارج يقول: «اضرب الناس الجوة بالرصاص».

    < سمعتم هذه العبارة بوضوح؟

    - نعم، قالوا له نضربهم جميعاً فقال نعم ولا تتركوا أحداً، ودخلوا غرفتنا وضربونا بالرصاص، وكان هناك صوت اطلاق نار في الغرفة الثانية وجلبة، ودفعوا باب الحمام فوجدوا سيد أحمد عبد الرحيم أحد أبناء دفعتنا وكان يرتدي فانلة داخلية وبنطال الجيش، وسألوه عن رتبته فأخبرهم أنه نقيب، فضربوه بالرصاص وسقط، وكنا نستلقي على الأرض، وعندما أرادوا الخروج قال أحدهم إن هناك بعض من لا يزالون أحياء.

    < بعد أن دخل فتح النار على الجميع؟

    - نعم، وبعد ذلك دخلوا وأخذوا يقلبون الناس ليعرفوا الموتى والأحياء.

    < هل كان حراسكم من فعلوا ذلك؟

    - لم نتمكن من الرؤية بسبب أننا كنا مستلقين على الأرض، وبسبب رائحة الدم الساخن التي انتشرت، ورائحة الحريق الذي نشب في المراتب، لم يكن المرء يعرف ما يحدث.

    < هناك رواية تقول إن من أطلقوا النار كانوا أشخاصاً غير حراسكم؟

    - هناك من تمكنوا من الرؤية.

    < من رأى ما حدث؟

    - العميد عثمان عبد الرسول، كان جالساً في الغرفة الأخرى وتحدث مع الحراس، وقال لهم نحن زملاؤكم، يومها، أخذوا يقلبون الناس، وكان فيهم من انقطعت أنفاسه، وشعرت أنا بشخص يضع سلاحاً على جسدي، لم أرفع رأسي، وسمعت صوت التكة، ويبدو أن السلاح كان خالياً من الطلقات.

    < نجوت؟

    - نعم، لكن في ذلك الكسر من الثانية الذي سمعت فيه تكتكة السلاح شاهدت كل حياتي في لحظة واحدة، بعد ذلك سمعنا صوت دخول دبابة، هرب من أطلقوا النار، ودخل آخرون يهتفون: الله أكبر ولله الحمد، وقلت في سري إن هؤلاء هم الأنصار، وفي ذهني أحداث الجزيرة أبا وود نوباوي، وقلت إنه الذبح لا محالة، ولم أنهض من رقدتي لكنني في النهاية نظرت للأعلى فرأيت شخصاً على وجهه شلوخ على شكل سلم ويرتدى طاقية المدرعات، فعرفت أنهم ليسوا الأنصار، وسألني: هل أنت حي يا جنابو، قلت نعم، تعال لترفعني، ونهضت فوجدت رأس أورتشي ينزف، وسعد بحر ينادي لإخراجه من تحت أحد الكراسي.

    < من هم الناجون يومها؟

    - نجا من غرفتنا عثمان كنب، وفتحي أبوزيد، واسحق إبراهيم عمر، وسعد بحر، وعندما خرجت وجدت أن جميع الناس ركبوا على الدبابة، وسألت سعد بحر فأخبرني أن الرئيس نميري مضى على المدرعات، كانت الدبابة ممتلئة فخرجت مع الملازم حسن البدري إلى الشارع، وكنا متعبين فاستندنا إلى شجرة أمام بيت الضيافة، ثم جلسنا على الأرض، وأتت مظاهرة تهتف: عائد عائد يا نميري، وقال البعض هؤلاء جماعة نميري فاسعفوهم، والبعض الآخر قال هؤلاء جماعة هاشم العطا فاضربوهم، وعندما اقتربوا أخبرناهم أننا كنا مسجونين عدة أيام، ووجدوا سيارة متوقفة فوضعونا فيها لكن السائق لم يكن جيداً فانقلبت السيارة قرب صينية سان جيمس، ورفع الناس السيارة وأخرجونا وأسرعوا بنا إلى الحوادث، أول من قابلني كان د.أحمد عبد العزيز، سألني فقلت له إنني أشعر بدوار، فطلب أن يمددوني على شارع الأسفلت ويحضروا حقنة تيتانوس، طعنني الحقنة ومعي حسن البدري، وأخبرني أحمد عبد العزيز أن أحد زملائنا ممدد على طاولة العمليات في انتظار طبيب التخدير، وكان ذلك الشخص هو عثمان عبد الرسول، بعدها دخلنا مبنى الحوادث، ولم يجدوا طبيب التخدير فقرروا أن يدخلونا إلى عملية لإخراج الشظايا من دون تخدير، وطلبت من حسن الدخول أولاً فقال إنه ملازم وأنا نقيب، وأصر على تقديمي فدخلت، ووجدت عثمان وأمعائه كلها في الخارج، وفي الفجر نقلوه إلى انجلترا ليخضع لعملية جراحية.

    < لو عدنا إلى بيت الضيافة، الروايات تقول إن انقلاباً آخر كان يتبلور حولها، ليس لصالح جعفر النميري ولا هاشم العطا، وأن هؤلاء الانقلابيين الجدد هم من نفذ مذبحة بيت الضيافة، وقال الأخ عثمان الكودة أن المذبحة نفذتها المدرعة التي جاءت على بيت الضيافة وليس من الحراس؟

    - هل دخلت المدرعة الغرف وضربت الناس، مستحيل بالطبع، ثانياً، عدد المدرعات معروف ولا يمكن أن يقودها أي شخص وإذا خرجت من الشجرة حتى بيت الضيافة فإنها ستعرف، ويقودها عدد من الناس ومن غير الوارد أن لا يعرفوا جميعاً، كما أن الوحدات التي كان يمكن أن تقود انقلاباً كانت المدرعات أو المظلات، ولو تحرك منهما شخص لعرف، ولم تضربنا مدرعة، لقد ضربنا بذخائر بنادق، من أشخاص دخلوا على الغرف، كما أن قادة الدبابات معروفين.

    < من عرف بالعماس، وهو الآن حي يرزق، وكان يعتقل مجموعة من الضباط، هل سمعتم أن هناك أوامر تصفية؟

    - من المعاملة عرفنا أن الأمر لن يمر بسهولة، في الإنقلاب تعتقل الناس وتعاملهم باحترام، لكن الأمر لم يكن كذلك.

    < الحديث عن وجود انقلاب آخر كان يدبر له السيد صلاح عبد العال مبروك، إلى أي مدى هو صحيح؟

    - الناس يمنحون بعض الأحداث وزناً كبيراً، صلاح ضابط إشارة، وكان من بين الضباط الأحرار، ولم يكونوا كباراً أو في الوحدات المقاتلة، وأتاني صلاح نفسه في المستشفى وسألته فنفى الأمر.

    < شاهدوه في الإذاعة؟

    - لا ، ربما لأن له علاقة بالآخرين، هاشم العطا كان دفعته، وكانت لهاشم العطا قدسية وسط الضباط من دفعته.

    < مشاهدة صلاح عبد العال في الإذاعة، والروايات حول أنه أراد أن يتحدث، ألا يعزز ذلك من وجود محاولة انقلاب؟

    - لا، لم تكن لدى صلاح مدرعات، وأي انقلاب ليست فيه مدرعات ليس انقلاباً، ولم تكن وحدات الخرطوم الأخرى مشاركة في الأحداث.

    < إذاً أنت على يقين أن من نفذوا مذبحة بيت الضيافة كانوا هم الحراس؟

    - نعم، وأنا شاهد عيان، وعثمان عبد الرسول، وأتمنى أن تسألوه.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de