إعدامات الشجرة 1971 ( صور) مواضيع توثقية متميزة
مواضيع توثقية متميزة

إعدامات الشجرة 1971 ( صور)


04-10-2009, 05:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=13&msg=1630600865&rn=0


Post: #1
Title: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-10-2009, 05:19 PM

كان السؤال ... هل صفع الرائد(اللواء؟) خالد حسن عباس المقدم بابكر النور

ربما نجد الاجابه على هذه الصورة ...




Post: #2
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-10-2009, 05:38 PM
Parent: #1

العزيز سوركتي

اعلم انك صاحب ارشيف متميز فلا تبخل به



لا اعتقد انه صفعه و كأنما عيون بابكر تلوم خالد ويبدو ان هنالك شخصية ثالثة خلف خالد جذبت انتباه الملازم و عسكري الحرس الذي غرس مقدمة سلاحه في خاصرة بابكر

Post: #3
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 04-10-2009, 05:46 PM
Parent: #2

Quote: كان السؤال ... هل صفع الرائد(اللواء؟) خالد حسن عباس المقدم بابكر النور

ربما نجد الاجابه على هذه الصورة ...


بابكر النور كان أسيرا.. وأعزلا..
فمن يعتدي على الأسير الأعزل فهو جبان..


تحياتي
عبدالعزيز

Post: #4
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-10-2009, 09:25 PM
Parent: #3

كانت الضربة القويه الاولى خارجيةً
نجدها فى مقولة الرائد هاشم العطا بعد القبض عليه فى قرقول مدرعات الشجرة لنميرى (البلد دى إنت ما حاكمها حاكمنها المصريين)

هاهى إعترافات وزير الحربيه المصرى فى ذلك الوقت الفريق أول محمد أحمد صادق الذى كان يدير العمليه من ليبيا بتوجيه من رئيسه الذى كان يتغمص فى نفس الوقت شخصية المؤيد ....

Quote: لم يفت الملحق الحربي المصري العقيد فاروق بشير أن يعلق على «الاعتراف السريع» بانقلابيي السودان من جانب حكومة «حزب البعث» الحاكم في العراق، والذي جاء بعد ثلاث ساعات فقط من وقوع الانقلاب، وبذلك بدا بوضوح أن البعثيين تعاونوا مع الشيوعيين في هذا الانقلاب، وإن لم تكن لدى العقيد بشير معلومات عن حقيقة الدور البعثي، إلا أن اعتبار بغداد أن الانقلاب يعدّ نجاحاً لها، وكانت تستعد لدعمه بكل الإمكانات المتاحة.

بدوري اتصلت بالسادات ووضعت أمامه صورة كاملة للموقف في ضوء المعلومات المتاحة. ولم تكن القاهرة العاصمة الوحيدة المعنية بما جرى في الخرطوم، بل كانت هناك عواصم أخرى تتابع باهتمام، أولاها موسكو التي تحركت بسرعة لدعم الانقلاب الشيوعي، لتكون الخرطوم العاصمة العربية الثانية التي يسيطر على مقاليد الأمور فيها الحزب الشيوعي بعد عدن عاصمة اليمن الجنوبي.

تشدد ليبي

أما في طرابلس، فما إن وصلت الأنباء الأولى للانقلاب الشيوعي حتى ثارت ثائرة القادة الليبيين، و بدأوا في تجميع المعلومات من عناصرهم الموجودة في السودان. وفي الوقت نفسه اتصلوا بالرئيس السادات وناقشوا معه الموقف، وإن اتّسم حديثهم بالعصبية وكانت تُراودهم فكرة القضاء على الانقلاب بواسطة تدخل عسكري مصري- ليبي... من جانبهم، لم يخف شيوعيو مصر فرحتهم، وسرعان ما توجه عدد منهم إلى الخرطوم لتقديم المشورة والمساندة المعنوية ومحاولة الترويج للانقلاب وقادته وأهدافه في وسائل الإعلام المصرية وغيرها، بحكم وجودهم القوي في الساحة الإعلامية.

وبقي العقيد فاروق بشير، وهو من ضباط المخابرات الحربية، على اتصال دائم بالقيادة المصرية من خلال جهاز لاسلكي ذي موجة خاصة، وكان هو مصدر المعلومات الرئيسي للأحداث التي تشهدها العاصمة السودانية. وفي اليوم التالي اتصل بي الرئيس السادات وطلب مني السفر فوراً إلى طرابلس ولقاء العقيد القذافي وأعضاء مجلس قيادة الثورة والتفاهم معهم حول الموقف من الانقلاب. وقال لي «الإخوة في ليبيا يريدون تدخلاً عسكرياً مصرياً لإجهاض الانقلاب الشيوعي في السودان». لكني أكدت للسادات في شكل قاطع أنني لا أوافق إطلاقاً على الاشتراك في مثل هذه القضية، فالموقف لا يسمح بالتدخل العسكري، كما أننا لا نملك القوات أو المعدات المطلوبة لمثل هذه العملية، إضافة إلى أن تدخلاً كهذا سيسبب لنا حرجاً سياسياً عالمياً، فضلا عن أن السودانيين سيعتبرونه تدخلاً في شؤونهم الداخلية ما يعود علينا بالضرر.

وكان رد السادات بعدما سمع توضيحاتي: «أنا ما ليش دعوة، روح تفاهم مع الجماعة دول، واتفق معاهم وبعدين قولي هاتعمل إيه…». فأجبته أن «العقيد القذافي وأعضاء مجلس قيادة الثورة لهم تصورات وآراء مثالية، فماذا نعمل، وما التصرف المطلوب؟». فقال: «يا أخي انت محمد صادق... تصرف»... ولوهلة تصورت أن السادات يريد أن يقول شيئاً لكنه تراجع، وانتظرت أن يكمل حديثه، فسألته: «أي أوامر يا سيادة الرئيس؟»... فأخذ نفساً عميقاً ثم قال: «يا محمد أنا أرسلت أحمد حمروش وأحمد فؤاد لمقابلة هاشم العطا، أولا لاستطلاع نوايا قادة الانقلاب ومعرفة ما وراءه. ثانيا، وهو الأهم، لنكسب الوقت حتى تتمكن أنت والجماعة في ليبيا من الوصول إلى حل مناسب». وأبلغني أخيراً أن العقيد القذافي أرسل طائرته الخاصة وستصل القاهرة بعد ساعة ويقودها قائد القوات الجوية الليبية. فتوجهت من مكتبي إلى المطار مباشرة بصحبة مدير مكتبي العقيد جمال حسن والصحافي في «الأهرام» عبده مباشر.

... في مطار طرابلس وجدت في انتظاري أبوبكر يونس. ومن المطار توجهنا إلى منزل العقيد القذافي، حيث وجدته مع أعضاء «مجلس قيادة الثورة» يفترشون الأرض وأمامهم خريطة كبيرة للسودان. وما إن رآني عبدالسلام جلود حتى قال: «يا سيادة الفريق عاوزينك تنزّل فوق الخرطوم لواء مظلات لاحتلال المطار والتحضير لوصول طائرات تحمل القوة الرئيسة للاستيلاء على الخرطوم والإفراج عن جعفر نميري، وإنهاء هذا الانقلاب الشيوعي».

ابتسمت لهذه الأفكار، وسألته ما إذا كان يعلم عدد الطائرات اللازمة لنقل لواء مظلات من أسوان، أقرب قاعدة مصرية من الحدود السودانية، إلى الخرطوم. وقلت: «هل تعلم أن إنزال أي قوات عسكرية في بلد آخر، يعتبر من وجهة نظر القانون الدولي اعتداء وتدخلاً عسكرياً، يواجه بالاعتراض والشجب من جميع دول العالم، خاصة أن أحداً في السودان لم يطلب مثل هذا التدخل؟ وهل تعلم عواقب مثل هذا التدخل؟... ولماذا لا نتوقع أن يستفيد قادة الانقلاب من تدخلنا لاستدرار العطف وإثارة مشاعر القوات المسلحة والشعب السوداني لصد الاعتداء المصري؟».

...لهذا نرفض التدخل

وسألت الجميع، بعد أن تبيّنت أنهم كلهم مقتنعون بفكرة التدخل العسكري المصري للقضاء على الانقلاب: «هل تعلمون أن مثل هذا التدخل قد يفشل عسكرياً إذا واجه قوات مدرعة؟ وهل تعلمون أن أي تدخل عسكري قد يتسبب في سرعة التخلص من نميري باغتياله؟! كذلك، لو تدخلت مصر عسكريا بشكل مباشر، ماذا سيكون موقف الاتحاد السوفياتي، المصدِّر الرئيسي للسلاح، خصوصا ونحن نستعد لمعركة قادمة وقريبة؟». وخلصت إلى النتيجة المنطقية، وهي أن «مثل هذا التدخل لا يمكن تنفيذه عسكريا، وأنا شخصيا لا أوافق عليه من الناحية السياسية». لكني أوضحت أننا «إذا فكّرنا في التدخل، يجب أن يكون في القيادة السودانية من يطلب منا ذلك حتى يكتسب تدخلنا قدراً من الشرعية».

لم يعجب هذا الحديث عبدالسلام جلود، فواصلت قائلا: «إن خلف ما قلته خبرة في الحياة العسكرية طولها 35 عاما بكل ما فيها من تجارب ومعارك وعلم وخبرات مكتسبة». فرد جلود موضحاً أنه سبق أن اتفق مع السادات على ذلك، وأنه الرئيس أوفدني إلى طرابلس لسماع رأيهم... فأكدت له ولهم، أن هذا هو رأيي، وما يقولونه أو يقترحونه يعد خطأً عسكرياً وسياسياً.

... اعترى وجوههم الوجوم واليأس، فعرضت عليهم أن يشرحوا لي هدفهم بالتحديد، وبعد ذلك نفكر جميعا في الأسلوب الأنسب لتحقيقه. فقالوا: نريد القضاء على الانقلاب الشيوعي في الخرطوم، لخطورته على مصر وليبيا وعلى المنطقة بوجه عام. وأضاقوا: لو تمكن «الشيوعيون» من تثبيت أقدامهم في السودان فذلك سيكون كارثة على العالم العربي أجمع... وكرروا جميعا الحديث عن ضرورة التدخل العسكري، وكان كل واحد منهم يواصل التحدث حتى يشعر بالإجهاد، فيلتقط الحديث عضو آخر، وهكذا... كانوا على اقتناع تام بضرورة التدخل العسكري. وسيطرت عليهم خطة إنزال مظليين مصريين أو سودانيين من الكتائب السودانية الموجودة في مصر، ويصاحب ذلك قصف الخرطوم من الجو وإرسال باقي القوات جواً بعد احتلال مطار الخرطوم.

تركتهم يتحدثون حتى صمتوا. وعدت لأشرح لهم أن مصر لا تستطيع إنزال سوى كتيبة واحده لعدم وجود مجهود جوي كافٍ، وستواجه هذه القوات مشكلة عدم وجود مدرعات، وعلى الرغم من تسليحها بأسلحة مضادة للدبابات، فإن القوات المدرعة السودانية تستطيع سحقها لأنها بلا دروع تحميها. وعلينا أن نعلم أننا لا نستطيع دعم هذه القوات بالسرعة المطلوبة، لأن الرحلة من أسوان إلى الخرطوم تستغرق ساعة ذهاباً ومثلها إياباً، إضافة إلى فترة للتحميل. وشرحت لهم أن الإنزال الجوي سيتم بفاصل زمني بين طائرة وأخرى، وهذا الفاصل يمكن أن يكون كافياً للقضاء على هذه القوات.

ما الحل إذاً؟

أمام هذه الصورة القاتمة، إضافة إلى ما سبق أن قلته، شعرت أنني دمّرتُ أحلامهم التي بنوها للقضاء على «الثورة الشيوعية» في السودان. وهنا حاولوا استثارة همّتي، وبدأوا يقولون إننا استدعينا الفريق أول صادق وزير الحربية المصرية الذي يتحمل مسؤولية دفع الجيش للوقوف على قدميه، والعمل خلف خطوط العدو، وكثير من هذا القبيل… وأخيرا سألوا: ما هو الحل إذاً؟ وذلك بعد أن طووا الخرائط التي كانت مفرودة أمامهم وتراجعوا عن خطة الإنزال الجوي.

ثم سألت أبوبكر يونس والمرحوم محمد المقريف عن آخر معلومات لديهم عن المجموعة التي استولت على الحكم في السودان وأماكن وجود أفرادها، ومتى سينضمون إلى القائمين على الأمر في الخرطوم؟ وكنت أعلم قبل حضوري إلى طرابلس أن أهم عناصر الانقلاب موجودون في العاصمة البريطانية لندن، وأنهم يستعدون للعودة إلى الخرطوم. ولم تكن لديهم معلومات تفصيلية عن خطة عودة مجموعة لندن إلى الخرطوم. فشرحت لهم أن هاشم العطا ومن معه في الخرطوم لن يكتمل لهم النجاح إلا بوصول بابكر النور وفاروق عثمان حمدالله الموجودين الآن في لندن. وبالطبع هناك آخرون ضالعون في الانقلاب أو أعضاء مؤثرون في «الحزب الشيوعي» موجودون معهم في لندن. كما أن هذين القائدين يستعجلان العودة إلى الخرطوم لقطف ثمار النجاح والثأر من جعفر نميري الذي انقلب عليهم من قبل وفصلهم.

والفريق الموجود في لندن حاليا ليس أمامه من طريق سوى استخدام الطائرات المدنية التي تعمل على خط لندن- الخرطوم، وأفضل اختيار بالنسبة لهم سيكون الخطوط الجوية البريطانية. وطلبت من محمد المقريف أن يتصل بالسفير الليبي في لندن ليطلب منه إبلاغ طرابلس عن تحركات هذه المجموعة وموعد سفرهم ورقم الرحلة وموعد إقلاعها من لندن، وأكدت ضرورة مراعاة الحذر في الحديث. وسألني المقريف: هل يستخدم الشفرة؟ فأجبت: «لا وقت للشفرة، فنحن في حاجة إلى الزمن الذي يمكن أن يضيع في التشفير هنا وفك الشفرة هناك». ثم طلبت من قائد القوات الجوية الليبية خريطة تتضمن الممرات الجوية التي تستخدمها الطائرات المدنية، خصوصا الممر الذي تستخدمه طائرات الخطوط الجوية البريطانية في طريقها إلى الخرطوم. وسألت كذلك إذا كانت الطائرة تطير مباشرة إلى الخرطوم أو تهبط للتزود بالوقود أثناء الرحلة.

... بعد فترة عاد القائد ومعه خريطة خط سير الطائرات البريطانية، التي توضح أنها تحط في جزيرة مالطا للتزود بالوقود، ثم تواصل رحلتها إلى العاصمة السودانية مروراً فوق مدينة بنغازي الليبية... إذاً لا بد من تعديل الخطة. سألت قائد القوات الجوية عما إذا كانت لديه طائرات «ميستير» أو أي طائرات مقاتلة في بنغازي، فأجابني بالنفي. وسألته: هل تستطيع إرسال مقاتلات الليلة من أي قواعد جوية إلى مطار بنغازي؟ فقال إن الأمر يحتاج إلى ترتيبات للتزود بخزانات احتياطية. فطلبت منه إعداد طائرة العقيد القذافي الخاصة من طراز «جيت ستار» التي حضرنا بها من القاهرة، وإعادة تزويدها بالوقود والانتظار في المطار.

الطائرة- الهدف

وبعد مرور حوالى ساعتين لم يتوقف خلالهما النقاش حول الخطة واحتمالات نجاحها، وأثناء تناولنا عشاء خفيفاً، وصلت رسالة من السفير الليبي في لندن أن الطائرة التي تقل قادة الانقلاب السوداني أقلعت فعلاً من العاصمة البريطانية. وقد حرص راديو الخرطوم على ترديد نبأ وصول القادة إلى العاصمة السودانية «صباح غد»، حيث ستجرى احتفالات كبيرة لاستقبالهم في المطار.

إذاً، أقلعت الطائرة «الهدف»، وسألت قائد القوات الجوية عن موعد وصولها إلى مالطا وموعد إقلاعها منها وموعد مرورها في الأجواء الليبية فوق منطقة برقة. وجاءت الإجابة بأن الطائرة ستكون فوق بنغازي حوالى الساعة الثالثة فجراً... وحان موعد شرح الخطة لأعضاء مجلس قيادة الثورة الليبية لإقرارها بما أنهم سيتحملون مسؤولية ما يحدث. وكانت الخطة تبلورت من خلال الحوار والمعلومات التي توافرت والظروف المحيطة، وقلت لهم: «ببساطة سنقوم بمقامرة، من الممكن أن يتحقق لنا النجاح، وبالقدر نفسه قد نواجه الفشل». والخطة كالتالي:

1 - تقلع الطائرة «جيت ستار» إلى بنغازي وتنتظر توقيت مرور الطائرة- الهدف.

2 - أثناء مرور الطائرة البريطانية تعترضها الطائرة الليبية وتأمر قائدها بالهبوط.

3 - بعد هبوطها يُلقى القبض على الزعماء الجدد للانقلاب الشيوعي.

4 - انتظار ردّ فعل الخرطوم، عندما يعلم هاشم العطا وباقي أعضاء «مجلس الثورة» هناك باحتجاز القادة العائدين في ليبيا، وفي الوقت نفسه معرفة ردّ فعل القوى المعارضة للانقلابيين.

5 - تنظيم العمل داخل الخرطوم للإمساك بزمام المبادرة تحت ضغط إحساس قادة الانقلاب بالصدمة بعد احتجاز قادتهم، والعمل على الإفراج عن نميري ليعود إلى سلطاته.

6 - حشد القوات السودانية الموجودة في مصر في أسوان تمهيداً لنقلها إلى الخرطوم في حال نجاح الإفراج عن نميري واستعادته سلطته وسيطرته على المناطق الاستراتيجية، خصوصا المطار، وبشرط أن يطلب بشكل واضح عودة القوات السودانية الموجودة في مصر.

7 - أبلغتهم أنني طلبت التعجيل في استدعاء وزير الدفاع السوداني اللواء خالد حسن عباس من يوغسلافيا، التي كان يزورها على رأس وفد عسكري، ليحضر إلى قاهرة ويشرف بنفسه على حشد القوات السودانية في أسوان ومن ثم نقلها جواً إلى الخرطوم تحت قيادته.

(يتبع)

Post: #5
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-10-2009, 10:01 PM
Parent: #4

قال ضرب حراسه ورماهم على الارض ونطا الحيطه عشان يقابل عربة سيد خليفه...(يسد نيتك ياخى)

يعنى الضرب شغال حول القصر بمدرعات T-55 وسيد خليفه واقف بعربيته !!!

هاك دور القوات الخاصة التى نفذت العمليه....

Quote: أول سؤال وجّه إلي كان حول نجاح طائرة العقيد الخاصة الـ«جيت ستار» الصغيرة التي لا تحمل سلاحاً من أي نوع، فأوضحت لهم أن طيار الـ«جيت ستار» سيخاطب قائد الطائرة الإنكليزية باللاسلكي، على أنه يقود مقاتلة اعتراضيه، ويطلب منه الهبوط، ولا بد أن الظلام سيجعل الطيار الإنكليزي يبتلع الطعم، ورغم ذلك على الطيار الليبي أن يحاذر من أن يرى الإنكليزي طائرته بأي صورة من الصور، وأن يظل في طيرانه ومناوراته بعيدا عن مجال رؤية الطيار الإنكليزي، حتى تنجح الحيلة. وعلى الطيار الليبي أن يكون حاسما وهو يطلب من الإنكليزي الهبوط، وإلا أطلق عليه النار باسم الحكومة الليبية.

وقلت لهم إن الطيار الإنكليزي المدني، مثله مثل كل طياري الخطوط المدنية، لديه تعليمات واضحة بعدم تعريض الركاب أو الطائرة لأي أخطار، وعليه الاستجابة لتعليمات الخاطفين في حال اختطاف الطائرة. والموقف الذي سيواجهه لا يختلف عن موقف اختطاف طائرته، ولكن هذه المرة يأتي عنصر الخطف من خارج الطائرة لا من داخلها. وأكدت لهم ثقتي بنجاح المحاولة إذا التزم الطيار الليبي التعليمات، فليس هناك طيار يقبل المغامرة بطائرته وركابها.

ومع ذلك سألني بعضهم: وماذا إذا لم يطع الطيار الإنكليزي الأمر؟ فأجبت: في هذه الحال لا نملك أي حل لإجباره على الهبوط، والموضوع كله عملية خداع، نرجو أن تتم بنجاح. وطلبت من المرحوم محمد المقريف أن يصحب قائد القوات الجوية إلى بنغازي، وأبلغته أن يتّصل بي فور نجاحه في إجبار الطائرة على الهبوط... وبدأت العجلة في الدوران، وفي هذه الأثناء وصلت معلومات جديدة من لندن تؤكد وجود زعماء الانقلاب في الطائرة، وأن الرحلة ستطير في الخط العادي من دون تغيير، وستتوقف في موعدها بمطار مالطا للتزود بالوقود... واستأذنت الحاضرين لقليل من الراحة وطلبت منهم إيقاظي فور هبوط الطائرة.

معارضو «الثورة» كثر

لقد كانت عيونهم مليئة بالتساؤلات، فقلت لهم، إن قائد «الثورة» في الخرطوم أعدّ الآن الطبول والموسيقى والأعلام والأفراح احتفاء بوصول رئيس «مجلس قيادة الثورة» وأعضاء الوزارة الجديدة، وإن صدمة احتجاز هؤلاء القادة في ليبيا كفيلة بإفقاده السيطرة على الموقف. كما أن عدد المعارضين لـ«الثورة الشيوعية» أكثر مما تتوقعون، والمترددين في اتخاذ موقف كثيرون أيضا، ومن خلال إدراكهم أنهم ليسوا وحدهم وأن هناك دولة أو أكثر تقف ضد هذا الانقلاب، بل تحتجز قادته، سيتبينون أن فرص نجاحهم إذا تحركوا ضد «الثورة» كبيرة جداً.

وأكدت لهم أن الخطة ستنجح وأن قائد القوات الجوية بطائرته الصغيرة الخالية من التسليح سيتمكن من إجبار طائرة الخطوط الجوية البريطانية على الهبوط... وانصرفت إلى النوم الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، متوقعا إيقاظي في الثالثة فجراً، أي بعد إجبار الطائرة على الهبوط، كما طلبت منهم...

وفي السادسة صباحا أيقظوني، وفتحت عيني لأجد أمامي محمد المقريف وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة الليبي يهلّلون فرحاً، فسألت: أين الطائرة، وأين السودانيون؟ فقالوا إنني أستطيع رؤية زعماء الانقلاب، أما الطائرة فقد رحلت.

وقالوا معا، لقد أحضرنا الشيوعيين معنا إلى طرابلس، وسمحنا للطائرة بالإقلاع بباقي الركاب... ومن حديثهم علمت أنهم احتجزوا أربعة أفراد هم رئيس «مجلس قيادة الثورة» السوداني والوزراء الثلاثة، وتركوا باقي أعضاء المجموعة السودانية في الطائرة.

فثرت في وجوههم، وسألتهم، لماذا لم يوقظوني عندما هبطت الطائرة؟ فقال المقريف إنه اتصل من بنغازي طالباً إيقاظي، وأنهم دخلوا عليّ فرحين لإيقاظي فوجدوني مستغرقاً في النوم فأشفقوا عليّ، لأنهم يعلمون أنني لم أنم منذ بدء الانقلاب، وأنني أحتاج هذه الراحة.

فلمتهم على ذلك، وأوضحت أن الباقين هم قادة «الحزب الشيوعي» الذين سيشكلون قوة دعم لـ«لثورة»، وهذا خطأ كبير يمكن أن يعرض العملية كلها للفشل.

وسألتهم: أين هؤلاء الناس؟ فقيل لي إنهم وضعوا في السجن. فطلبت الإفراج عنهم فوراً ومعاملتهم أحسن معاملة. وطلبت من جلود أن يستعد لمواجهة السفير البريطاني الذي سيحضر للاحتجاج على ما جرى خلال ساعات... وبعد قليل أخبروني أن السفير طلب موعدا مع العقيد القذافي، ثم أخبروني أنهم سيستقبلون السفير وفي نيّتهم مواجهته بحدة، فاقترحت عليهم ترك الأمر لوزير الخارجية الليبي صالح بويصير وقتذاك، وعليه أن يتمسك بأن ليس لديه معلومات عما جرى في بنغازي وعن الموقف هناك، وانه سيتصل بالسفير البريطاني ليخبره بملابسات الحادث حينما يتلقى معلومات عنه. أما إذا استقبله جلود فإن عليه أن يوضح له أن الطائرة خرجت من الممر الجوي المعتمد، فاضطرت القوات الجوية لإجبارها على الهبوط كإجراء أمني.

وسأل جلود: بماذا أجيبه إذا سألني عن السودانيين المحتجزين؟ فتدخل عبده مباشر في الحديث، وقال: قل له إن السلطات الليبية احتجزتهم لأنهم مطلوب القبض عليهم من قبل لاتهامهم بالتآمر على ليبيا… فصرخ القذافي فرحاً، وقال هذا الصحافي نابغة. وواصلت حديثي طالباً منه ان يتمسك بهذا الدفاع وأن يحرص على ألا يمتد النقاش. وأن المهم أن ينهي الموضوع في هدوء مهما كان موقف السفير البريطاني.

العودة إلى القاهرة

... بنجاح هذه المرحلة من الخطة، كان الأمر يتطلب العودة إلى القاهرة لمتابعة باقي المراحل، وحرصت أن أذكر لهم أن ما تم هو تصرف ليبي مئة في المئة، ومصر بعيدة تماماً عما جرى، ولهذا سأعود قبل أن يكتشف أحد وجودي، وأن عليهم أن يظلوا على اتصال دائم بي في القاهرة، وأن يفتحوا خطاً مباشراً لإذاعة ما نراه ضرورياً من بيانات للمساعدة على تهدئة الجو في الخرطوم حتى نتمكن من تنفيذ باقي مراحل الخطة. وأوضحت أنه مادامت العملية بدأت في ليبيا، فإن الأفضل أن تستمر كذلك، لنتجنب تهمة التآمر المصري الليبي ضد «الثورة الشيوعية» في السودان.

عاد القذافي ليسألني عما أتوقع حدوثه في الخرطوم، فأجبته: سيكون هناك رد فعل قوي على كلا الجانبين، المؤيد للانقلابيين والمعارض، وأن دورنا أن نتحرك بمهارة للاستفادة من هذه الصدمة، لتغليب الجانب المعارض وإخراج نميري من المعتقل. وخلال وجودي في ليبيا أصدرت أوامري لتحريك الكتائب السودانية من مناطق تجمعها إلى أسوان، وفي حال وصول وزير الدفاع السوداني عليه أن يتحمل مسؤولية الإشراف على هذه العملية وأن يكون موجوداً مع رجاله.

وعندما عدنا إلى القاهرة أبلغت السادات بكل التفاصيل، وأخبرته عن تجميع اللواء السوداني الموجود في مصر بأسوان وتجهيزه للعودة إلى الخرطوم، وأقمت اتصالاً مع العقيد فاروق بشير الملحق الحربي المصري في الخرطوم، والذي تمكن من معرفة مكان جعفر نميري، وأقام معه اتصالاً وهو رهن الاعتقال... وسألته عما يجري الآن في الخرطوم، فأخبرني عن وجود تحركات عسكرية ضد الانقلاب، وبدء تحركات في الشارع السوداني معادية للانقلابيين بعد إذاعة نبأ احتجاز قادة الانقلاب في ليبيا.

فسألته هل يستطيع إخراج نميري من معتقله؟ فأكد أن ذلك في استطاعته بمعاونة وحدات سودانية موالية لنميري. وخلال حديثنا شرحت له الموقف وما هو مطلوب منه القيام به، مع الحرص على استمرار الاتصال.

وفعلاً وبتوفيق من الله، تحركت التظاهرات الشعبية المعارضة للانقلاب، وفوجئ هاشم العطا قائد الانقلاب بثورة الجماهير وهتافاتها المعادية للشيوعية والشيوعيين، فثار في وجه الشيوعيين المدنيين لأنهم كانوا أخبروه بقدرتهم على السيطرة على الشارع السوداني، وتحريك تظاهرات تأييد... وحتى لحظة إعدامه ظل يسخر من قادة الحزب الشيوعي والأوهام التي يعيشون فيها.

وأصدرت أوامري ببدء تنفيذ خطة نقل القوات السودانية إلى الخرطوم، بعد أن أخبرني العقيد فاروق بشير بنجاح القوات المؤيدة لنميري في السيطرة على المطار وتأمينه، وأنه لا توجد أي احتمالات لاستعادة المطار من أيديهم... وبعدما وصلت القوات السودانية من أسوان إلى الخرطوم وذاع ذلك بين الشعب والقوات المسلحة، تم حسم الموقف. وبعد إخراج نميري من المعتقل اتصل بي فاروق بشير، ثم جاءني صوت نميري الذي كان موجوداً معه، فهنأته بإعادة سيطرته على الموقف وعلى نجاته، وسألته عما اذا كانت القوات المؤيدة له قد استولت على الإذاعة، فقال إنها في طريقها إليها، فأنبأته بأن القوات العائدة لديها أوامر بإتمام السيطرة على المطار واحتلال مبنى الإذاعة... وبذلك نجحت خطة القضاء على الانقلاب الشيوعي في السودان.

محاكمة وإعدام

وبعد نجاح نميري واستعادته السلطة أرسل القذافي القادة السودانيين المحتجزين في طرابلس، وفي مقدمهم رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس الجمهورية بابكر النور وفاروق عثمان حمدالله، إلى الخرطوم، حيث جرت محاكمتهم وإعدامهم ومعهم قادة الانقلاب، وذلك على الرغم من اتفاقي المسبق مع القذافي على احتجاز عناصر المجموعة في ليبيا، وتأكيدي له أن من غير الإنصاف تسليمهم للنميري بعد نجاح خطة القضاء على الانقلاب، لأننا جميعاً نعلم المصير الذي سيواجهونه. وقلت للقذافي وقتها: يكفينا تحقق الهدف الذي نعمل من أجله، وليس هناك ما يدعو لإعادتهم إلى الخرطوم.

وقد أبدى القذافي وباقي أعضاء مجلس قيادة الثورة موافقتهم على ما قلته، وإن كنت أعتقد أن الرئيس السادات لعب دوراً في ذلك الموقف، إذ كان بوريس بونامارييف عضو المكتب السياسي الاحتياطي للحزب الشيوعي السوفياتي في زيارة لمصر لحضّها على مساندة الانقلاب الشيوعي في السودان، أو على الأقل عدم التدخل لإحباطه، وظل يحاور السادات ويلتقي المسؤولين لإقناعهم بوجهة نظره، ملوحاً بالأضرار التي يمكن أن تلحق بالعلاقات بين البلدين إذا تدخلت مصر ضد الانقلاب. وخلال محاولاته نزل عليه نبأ احتجاز القادة السودانيين في العاصمة الليبية كالصاعقة، ولم يكن لديه ولا لدى موسكو أو سفارتها في القاهرة أي معلومات.

وعندما علم بونامارييف بنبأ القبض على قادة الانقلاب وقادة الحزب الشيوعي وعودة المحتجزين في ليبيا إلى الخرطوم، مارس ضغطا كبيرا على السادات للتدخل لوقف إعدامهم. لكن نميري كان أسرع إلى محاكمة وإعدام قادة الانقلاب، ثم لم يتوانَ عن محاكمة بابكر النور وفاروق حمدالله ومن معهم وإعدامهم، وبقي عبدالخالق محجوب رئيس الحزب الشيوعي السوداني والشفيع أحمد رئيس اتحاد نقابات العمال ينتظران المصير نفسه.

وتسارعت ضغوط بونامارييف وقادة الكرملين لإنقاذ «الزعيمين الشيوعيين»، وفعلا قام السادات بالاتصال بجعفر نميري طلب إليه ألا يعدم محجوب والشفيع، استجابة للمطالب السوفياتية، فصارحه نميري بأنهما سيعدمان غداً صباحاً، وعليه أن يخبر بونامارييف وموسكو أنه لم يتمكن من العثور على نميري، وعندما تكرر الاتصال بي صباح غد سأخبرك أن الإعدام تم منذ قليل، وسأقول لك ليتك طلبتني قبل أن تتم عملية الإعدام... أخذ السادات بنصيحة نميري، واتصل به صباح اليوم التالي، ثم أخبر السوفيات بمحاولاته، وعبّر لهم عن أسفه لأن الأمور سارت إلى هذه النهاية المأسوية.

من جهتي، كنت أعلم بحكم وجودي قرب السادات أنه كان يتظاهر بمطالبة نميري بالاعتدال، وفي الوقت نفسه كان يطلب منه الإجهاز على الشيوعيين، وكنت رجوت السادات أن يحتفظ بما جرى سراً حتى لا يغضب السوفيات، وحتى يظل دور مصر طي الكتمان، إلا أنه خلال اجتماعات المؤتمر القومي في جامعة القاهرة وفي أول خطاب جماهيري له، أعلن أن «الوحدة الثلاثية» ولدت ولها أسنان. فصفق الناس طويلا. وكشف عن الدور الذي قمت به، الأمر الذي أثار غضب السوفيات الشديد، خصوصا بعد عمليات الإعدام التي نفذها نميري.

وعند حضور بونامارييف إلى القاهرة، أرسلني السادات لمقابلته. وما إن التقينا حتى بدأ هجومه عليّ، وكان واضحا أن السوفيات فقدوا صوابهم، وللأسف الشديد كانوا على يقين بأنني أمرت باستخدام القوات الجوية المصرية في قصف الخرطوم ومعسكرات «الثوار»، وتلا ذلك عمليات إنزال جوي مصرية لإعادة نميري إلى السلطة... انتظرت إلى أن هدأ بونامارييف قليلا وأكدت له أن القوات المصرية لم تشترك في هذه الأحداث، وأن المصري الوحيد الذي حارب هو العقيد فاروق بشير الملحق الحربي المصري في الخرطوم، فهو العسكري المصري الوحيد الذي كان له دور فاعل في ما جرى في الخرطوم. وصححت له كل المعلومات أو الإشاعات التي كانت بالنسبة إليه يقينية ومؤكدة.

ولكنني ظلت لدي شكوك بأن الرئيس السادات لعب دوراً مزدوجاً، فمن جهة صوَّرني للسوفيات وكأنني عدوّهم الأول وعدو الشيوعية الكبير في مصر والمنطقة، ومن جهة أخرى أوهمهم بأنه هو الصديق الوحيد لهم وصمام الأمان القادر على كبح جماح عدوهم وزير الحربية، وهو الدور المزدوج نفسه الذي لعبه مع نميري... وللأسف الشديد ابتلع السوفيات هذا الطعم، وظلوا على اعتقادهم بأنني قدمت معاونة عسكرية للقضاء على الانقلاب الشيوعي في السودان، الذي يعدّ بحق من أقصر الانقلابات العسكرية عمراً.


Post: #6
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عمر ادريس محمد
Date: 04-11-2009, 00:59 AM
Parent: #5

up

Post: #7
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 04-11-2009, 01:18 AM
Parent: #5


العزيز / سوركتي
تحية وتقدير ,,,
----------------------------------------------
يوليو 1971 م ذكري تمر ثقيلة على البال ....
لتبقي المحصلة أن حزب عتيد وصل السلطة ثم ...... لا شي
أنفجر مثلما فقاعه ملونه دون ان يترك أثر

إن كان البوست لتوضح امتدادات الايادي الخارجية في الحالة السودانية من تلك الايام متفق معك
ومصر تحديدا ظلت وستظل لامد قد يطول لها أياديها في توجيه كثير من السياسات في السودان
ولم تزل نخبنا السياسية خصوصا الحاكم منها قادر ان يمرر هذا الدور تحالفا أو اعتقاد منه بقصور ما في القدرة
على بناء سياسات خارجية بعيدا عن تلك الوصايا المؤسفة

في عصر الجنرال / جعفر النميري كانت واضحة في كثير من الامور اوضحها خروج السودان عن الاجماع العربي عقب أتفاقية كامبديفد في أدانه مصر السادات ... وغيرها الكثير
ومحاولات مصر الرسمية في مد يد العون للحليف نميري لم تكن في يوليو 1971 فقط
في أحداث يونيو1976 م إيضا كانت هناك أتصالات مصرية مع اللواء الباقر بالخرطوم وهو يحاول السيطرة على الاوضاع ودحر قوات الجبهة الوطنية وكان من ضمن خياراته الاستعانة بانزال مصري في سوبا لكن الريح سارت كما يشتهي
وأنتهت الامور في يده ومن ثم تمت إعادة الجنرال مرة اخري ....

- يوليو 1971 م في تصوري اخطاء كثيرة ذهبت بها في مهدها

Quote: يومها كانت طموحات الحزب الشيوعي أكبر بكثير من أن تستوعب فضيلة الصبر ....
غير الظروف التي تغيّرت و أن العصر الاشتراكي العظيم بالمنطقة
قد بداء في الأفول برحيل الرئيس المصري / جمال عبد الناصر في 9 سبتمبر 1970م
وربما قبل ذلك بقليل في منطقة أصبح يسود فيها تململ عام من الروس وحلفائهم
و خيبات الأمل المتواصلة بالحليف الروسي قد أثرت على تلك الصورة الزاهية للنظم الشيوعية
وخليفة جمال عبد الناصر يومها ( محمد أنور السادات ) كان يطرد الخبراء الروس .....
ويضرب مراكز القوي بمصر ( على صبري ومجموعته من الروس المصريين ) ...
ويمشي على خط عبد الناصر( باستيكة ) كما تقول النكتة المصرية وقتها
بعام 1971 م الذي سماه عام الحسم .... وأيامها لم تزل جراح الهزيمة نازفة
فقد تشبع الناس من ترهات الشيوعيين ومعظم أقنعتهم قد سقطت ....
يومها لم يكن الوضع يسمح والعالم لم يفق بعد من هول و بشاعة القمع الشيوعي
ودباباته تقضي على الثورة في تشيكوسلوفاكية ( ربيع براغ 1968 ) ...
مايو الاشتراكية والحزب الشيوعي السوداني من خلفها لم تنظر لتلك التغيرات بجدية .......
ولم تستوعب أن الخط الاشتراكي وقتها كان يحتاج لكثير من المراجعات لتقديم وجه أكثر اعتدالا ولو حتى _ تجملا فقط_
فعرف السودان المواجهات المسلحة واستخدام القوات المسلحة ضد المدنيين والإفراط في استخدام القوه حد الضرب بالطيران في الجزيرة أبا وصودرت الحريات وأمتلاءت المعتقلات ,,,,,, في دولة أراد لها عربوها من الروس العظام أن تكون دولة قمع مطلق ..
الشيوعيين فيما بعد أكثر ما يفرط في الحديث عن جرائم الأنظمة بالسودان دون التطرق مطلقاً لفترة حكمهم الاسؤ والأكثر بطشا وخرقاً للقانون وحقوق الإنسان ..... دائما ما يقدمون أنفسهم وحزبهم ضحايا لجلادين ما ....
كأن الناس تمحي من ذاكرتها يوم كانوا هم الجلادين ماذا فعلوا !!!!
وقتها امتدت اليد الحمراء المباركة في الاقتصاد تأميم ومصادرة لتدمر اقتصاد كان من أفضل الاقتصاديات النامية بإفريقيا وقتها
وفي الخدمة المدنية والتعليم .... و الجيش وكل شي أرادو له أن يكتسي بالحمّرة


Quote: في قصة 19/يوليو 1971 م
رجال تحدوا بعضهم البعض بالحديد والنار ,,,,
أنتصر منهم من أنتصر وأندحر من أندحر .....

و ماكان نصيب الآخرين لو كتب لهم أن ينتصروا يومها بأفضل مما كان نصيبهم
لكن ذلك النصيب كان سيطال كثيرون من أبناء بلادي كان الشيوعيين سينصبوا لهم المشانق
أو يقوفوهم بحوائط الاعدام يتلقون الرصاص .......
لا لى شى ولكن الرفاق معجبون بحمامات الدم والمذابح ,,,,
تاريخهم الأحمر قال ذلك


إقتباسات من بوست قديم :

21/ يوليو 1971 م .....................


لذلك لا اتصور إن ذلك الانقلاب إن كتب له النجاح كان سيكون مصير السودان بأفضل مما كان وذهبت به أقداره
بمتداد عهد مايوى ثم ديمقراطي انتهي لانقاذي أخذ السلطة كالعادة من الاحزاب كما توخذ الحلوى من يد طفل
فكل التجارب الاشتراكية في ذاكرت الشعوب التي مرت عليها كانت باكثر مما نحسه بالم من تلك الذكرة
ويمكنك القراءات في أمثلة من بلادان بالمنطقة
التجربة اليمنية ( الحزب الاشتراكي في اليمن الجنوبي _ السابق )
والتجربة الإثيوبية عهد الكلونيل الاحمر مانجستو هيلي مريام ....
ويمكن ان تعطينا جزء من التصور لمألات الامور لو حكمنا الرؤس العظام

*في بالى قراءات قديمة في كتاب فؤاد مطر (الحزب السوداني نحروه ام أنتحر)
فما هو تصورك هل نّحر ام أنتحر أم كان ما حدث تلك الايام هو مبلغ إجتهاد الحزب العتيد في حال أن وصل للسلطة
وإن ظل بها 72 ساعة فكل الشواهد اكدت عدم تنظيم وإضطراب وسؤ تقدير للمواقف الدولى المحيط
وتسرع في أتخاذ القرارات العسكرية والمدنية ادت لتلك النهاية التراجيدية .



لذلك يظل مصير رحيم وعادل جنب السودان عهد كان سيكون عنيف ودموي
حتى لو جاءت دورة الزمان فيما بعد بالاكثر عنف منهم ودموية



ولك صادق التقدير ,,,


**

Post: #8
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-11-2009, 02:51 AM
Parent: #7

سلامات يا سوركتي
ليك وحشة وشكرا لاتحافنا دائما بالمفيد
الصورة دي انا مرة قعدت زمن طويل في تاملها
وهل هناك صفع او محاولة صفع
لاحظ ليدين خالد
في تقارب وتناغم شديد بينهما واليد الثانية الشمال عاملة حركة مع اليد الثانية
ففكرت كيف يكون الصفع حيث من المفترض رفع اليد اليمين
بذلك تكون اليد الشمال على الجنب
ولكن وضع اليد الشمال واليمين هنا في تناغم بينهما ويبدو خالد في حديث عادي مع الشهيد بابكر النور
ويبدو بابكر عادي جدا لاخائف ولاغاضب لله دره قد جرس البنادق
الرحمة تغشاهم جميعا قد قدموا ثمن غالي جدا لما يؤمنون به
هل لديك صور الدروة؟
لقد سمعت ان هناك صور لم في الاعدام ولكن نفى ل شخص ذلك
فهل ابدا رايت صور بعد الاعدام او قبله؟
لك التحية والمودة

Post: #9
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 04-11-2009, 04:07 AM
Parent: #8

صور أخرى من وحي نفس القصة يوليو 1971
------------------------------------------

محمد انور السادات وجعفر محمد نميري

الشهيد / عبد الخالق محجوب






الشهيد المقدم / بابكر النور


الشهيد الرائد / فاروق حمد الله


* ملحوظة العسكريون شهداء يوليو1971 جميعهم كانو من مجلس قيادة ثورة مايو 1969 م

أتمني ان يتواصل التوثيق لذلك الزمان

**

Post: #10
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-11-2009, 04:21 AM
Parent: #9







صورة وصية الشهيد بابكر النور التي كتبها علي خلفية علبة البنسون

Post: #11
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-11-2009, 04:35 AM
Parent: #10







في انتظار قرار المحكمة

Post: #12
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: maia
Date: 04-11-2009, 07:15 AM
Parent: #11

سيظل هؤلاء الابطال احياء في وجدان الشعب السوداني

واصلوا اخواني الكرام ، توثيق حي لجزء مهم من تاريخ

Post: #13
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-11-2009, 02:58 PM
Parent: #12

تم التصوير لمراحل الأحداث فى شكل لقطات من قاعات المحاكم ثم التحرك للدروة ... وقوف المتهم ...طابور الاعدام(؟) إن جازت التسميه
الضرب ...السقوط على الأرض ....إلخ

قام الملازم جبارة بالاشراف على عملية التصوير وظهر على أحد الصور التى ظهر فيها وهو يقف خلف نميرى ومنصور خالد أثناء المؤتمر الصحفى الذى عقده نميرى بعد الحدث مباشرة كان جبارة يأتى بالأفلام بعد منتصف الليل لوزارة الاعلام وطلب من على شمو خروج جميع الموظفين عدا واحد فقط ليقوم بعملية التحميض والطبع

Post: #14
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Saifeldin Gibreel
Date: 04-11-2009, 03:52 PM
Parent: #13

Quote: قام الملازم جبارة بالاشراف على عملية التصوير وظهر على أحد الصور التى ظهر فيها وهو يقف خلف نميرى ومنصور خالد أثناء المؤتمر الصحفى الذى عقده نميرى بعد الحدث مباشرة كان جبارة يأتى بالأفلام بعد منتصف الليل لوزارة الاعلام وطلب من على شمو خروج جميع الموظفين عدا واحد فقط ليقوم بعملية التحميض والطبع


منصور خالد هذا العميل والذى اشترك فى التجسس على الوطنيين من ابناء الشعب السودانى وهو مازال طالب والشعب السودانى يناضل وينافح الاستعمار... الخلود لكل شهداء 19 يوليو والخزى والعار لكل الخونة والمآجورين امثال منصور خالد.

Post: #15
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: سناء عبد السيد
Date: 04-11-2009, 03:58 PM
Parent: #14

Quote: سيظل هؤلاء الابطال احياء في وجدان الشعب السوداني

واصلوا اخواني الكرام ، توثيق حي لجزء مهم من تاريخ

Post: #16
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: jini
Date: 04-11-2009, 06:54 PM
Parent: #15

سوركتى
شكرا على هذه المعلومات القيمة

الشهيد جوزيف قرنق
جنى

Post: #17
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 04-11-2009, 08:32 PM
Parent: #16

__صور من يوم العودة 21يوليو 1971 ____







نميري بعد 3 أيام هّزت السودان

***

Post: #19
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: amar adam
Date: 04-11-2009, 09:00 PM
Parent: #17

لا تتاملوا يدى خالد ولكن تاملوا وجه بابكر.

Post: #18
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-11-2009, 08:55 PM
Parent: #16

Quote: وسأل جلود: بماذا أجيبه إذا سألني عن السودانيين المحتجزين؟ فتدخل عبده مباشر في الحديث، وقال: قل له إن السلطات الليبية احتجزتهم لأنهم مطلوب القبض عليهم من قبل لاتهامهم بالتآمر على ليبيا… فصرخ القذافي فرحاً، وقال هذا الصحافي نابغة. وواصلت حديثي طالباً منه ان يتمسك بهذا الدفاع وأن يحرص على ألا يمتد النقاش. وأن المهم أن ينهي الموضوع في هدوء مهما كان موقف السفير البريطاني.






Quote: ... بنجاح هذه المرحلة من الخطة، كان الأمر يتطلب العودة إلى القاهرة لمتابعة باقي المراحل، وحرصت أن أذكر لهم أن ما تم هو تصرف ليبي مئة في المئة، ومصر بعيدة تماماً عما جرى، ولهذا سأعود قبل أن يكتشف أحد وجودي، وأن عليهم أن يظلوا على اتصال دائم بي في القاهرة، وأن يفتحوا خطاً مباشراً لإذاعة ما نراه ضرورياً من بيانات للمساعدة على تهدئة الجو في الخرطوم حتى نتمكن من تنفيذ باقي مراحل الخطة. وأوضحت أنه مادامت العملية بدأت في ليبيا، فإن الأفضل أن تستمر كذلك، لنتجنب تهمة التآمر المصري الليبي ضد «الثورة الشيوعية» في السودان.








Quote: محاكمة وإعدام

وبعد نجاح نميري واستعادته السلطة أرسل القذافي القادة السودانيين المحتجزين في طرابلس، وفي مقدمهم رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس الجمهورية بابكر النور وفاروق عثمان حمدالله، إلى الخرطوم، حيث جرت محاكمتهم وإعدامهم ومعهم قادة الانقلاب، وذلك على الرغم من اتفاقي المسبق مع القذافي على احتجاز عناصر المجموعة في ليبيا، وتأكيدي له أن من غير الإنصاف تسليمهم للنميري بعد نجاح خطة القضاء على الانقلاب، لأننا جميعاً نعلم المصير الذي سيواجهونه. وقلت للقذافي وقتها: يكفينا تحقق الهدف الذي نعمل من أجله، وليس هناك ما يدعو لإعادتهم إلى الخرطوم.








Quote: وعندما علم بونامارييف بنبأ القبض على قادة الانقلاب وقادة الحزب الشيوعي وعودة المحتجزين في ليبيا إلى الخرطوم، مارس ضغطا كبيرا على السادات للتدخل لوقف إعدامهم. لكن نميري كان أسرع إلى محاكمة وإعدام قادة الانقلاب، ثم لم يتوانَ عن محاكمة بابكر النور وفاروق حمدالله ومن معهم وإعدامهم، وبقي عبدالخالق محجوب رئيس الحزب الشيوعي السوداني والشفيع أحمد رئيس اتحاد نقابات العمال ينتظران المصير نفسه.







Quote: وتسارعت ضغوط بونامارييف وقادة الكرملين لإنقاذ «الزعيمين الشيوعيين»، وفعلا قام السادات بالاتصال بجعفر نميري طلب إليه ألا يعدم محجوب والشفيع، استجابة للمطالب السوفياتية، فصارحه نميري بأنهما سيعدمان غداً صباحاً، وعليه أن يخبر بونامارييف وموسكو أنه لم يتمكن من العثور على نميري، وعندما تكرر الاتصال بي صباح غد سأخبرك أن الإعدام تم منذ قليل، وسأقول لك ليتك طلبتني قبل أن تتم عملية الإعدام... أخذ السادات بنصيحة نميري، واتصل به صباح اليوم التالي، ثم أخبر السوفيات بمحاولاته، وعبّر لهم عن أسفه لأن الأمور سارت إلى هذه النهاية المأسوية





Quote: من جهتي، كنت أعلم بحكم وجودي قرب السادات أنه كان يتظاهر بمطالبة نميري بالاعتدال، وفي الوقت نفسه كان يطلب منه الإجهاز على الشيوعيين، وكنت رجوت السادات أن يحتفظ بما جرى سراً حتى لا يغضب السوفيات، وحتى يظل دور مصر طي الكتمان، إلا أنه خلال اجتماعات المؤتمر القومي في جامعة القاهرة وفي أول خطاب جماهيري له، أعلن أن «الوحدة الثلاثية» ولدت ولها أسنان. فصفق الناس طويلا. وكشف عن الدور الذي قمت به، الأمر الذي أثار غضب السوفيات الشديد، خصوصا بعد عمليات الإعدام التي نفذها نميري.





Quote: وعند حضور بونامارييف إلى القاهرة، أرسلني السادات لمقابلته. وما إن التقينا حتى بدأ هجومه عليّ، وكان واضحا أن السوفيات فقدوا صوابهم، وللأسف الشديد كانوا على يقين بأنني أمرت باستخدام القوات الجوية المصرية في قصف الخرطوم ومعسكرات «الثوار»، وتلا ذلك عمليات إنزال جوي مصرية لإعادة نميري إلى السلطة... انتظرت إلى أن هدأ بونامارييف قليلا وأكدت له أن القوات المصرية لم تشترك في هذه الأحداث، وأن المصري الوحيد الذي حارب هو العقيد فاروق بشير الملحق الحربي المصري في الخرطوم، فهو العسكري المصري الوحيد الذي كان له دور فاعل في ما جرى في الخرطوم. وصححت له كل المعلومات أو الإشاعات التي كانت بالنسبة إليه يقينية ومؤكدة.






Quote: وعند حضور بونامارييف إلى القاهرة، أرسلني السادات لمقابلته. وما إن التقينا حتى بدأ هجومه عليّ، وكان واضحا أن السوفيات فقدوا صوابهم، وللأسف الشديد كانوا على يقين بأنني أمرت باستخدام القوات الجوية المصرية في قصف الخرطوم ومعسكرات «الثوار»، وتلا ذلك عمليات إنزال جوي مصرية لإعادة نميري إلى السلطة... انتظرت إلى أن هدأ بونامارييف قليلا وأكدت له أن القوات المصرية لم تشترك في هذه الأحداث، وأن المصري الوحيد الذي حارب هو العقيد فاروق بشير الملحق الحربي المصري في الخرطوم، فهو العسكري المصري الوحيد الذي كان له دور فاعل في ما جرى في الخرطوم. وصححت له كل المعلومات أو الإشاعات التي كانت بالنسبة إليه يقينية ومؤكدة.





كذب مخجل اعلاه ، وفي سبيل شنو ماعارف ، اها تامروا وقتلوا وعملوا السبعة وذمتا...



وكل ذلك مجد الشهداء في قلوب الجماهير وموتهم في حد ذاته حياة افضل في وجدان الناس...


فماذا قدمت تلك القيادات لشعوبها بالمقابل...فمنهم من حصد ثمار الخيانة ومنهم من فقد عقله

ومنهم من يصارع عذابات الشيخوخة ومحاسبة الضمير (ان وجد).. وتبقي الماثرة درس تتناقله الاجيال!

Post: #20
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 04-11-2009, 09:57 PM
Parent: #18


وبعضهم وثق لها بالكلمات :


وعقب الاحداث قال الفيتوري يرثي عبد الخالق محجوب

سأرقد في كل شبر من الأرض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس فوق
حقول بلادي
مثلي أنا ليس يسكن قبرا.


ثم مضت دورة الايام وذهب النميري _ الانتفاضة 1985 م _من سماه في القصيدة الاولي

(كل طاغية صنم ... دمية مستبدة
يظن انه بطل لايزال
وهو يعلق اوسمه الموت في صدور الرجال)

***

فعاد وخاطب الرجل :


وَسِّدْ الآنَ رَأْسَكَ
فَوْقَ التُّرَابِ المقدَّس
وَاركَعْ طويلاً لَدَى حَافَةِ النَّهْرِ
ثَمَّةَ من سَكَنَتْ رُوحُهُ شَجَرَ النِّيلِ
أَوْدَخَلتْ في الدُّجَى الأَبنوسيّ
أَوْخَبَّأَتْ ذَاتَها في نُقُوشِ التَّضَارِيس
ثَمَّةَ مَن لَامَسَتْ شَفَتَاهُ
القرابِينَ قَبْلَكْ
مَمْلكةُ الزُّرْقَةِ الوثنيِة...
قَبْلكَ
عاصِفَةُ اللَّحَظاتِ البطيئِة..
قَبْلكْ
يا أيُّها الطيْفُ مُنْفلِتاً مِنْ عُصُورِ الرَّتَا بِةِ والمسْخِ
مَاذا وراءك
في كتب الرمل؟
ماذا أمامك؟
في كتب الغيم
إلاّ الشموس التي هبطت في المحيطات
والكائنات التى انحدرت في الظّلام
و امتلاُؤك بالدَّمْع
حتَّى تراكمت تحت تُراب الكلام
وسد الآن راسك
متعبة’’ هذه الرأس
مُتعبة’’..
مثلما اضطربت نجمة’’ في مداراتها
أمس قد مَرّ طاغية’’ من هنا
نافخاً بُوقه تَحت أَقواسها
وانتهى حيثُ مَرّ
كان سقف رَصَاصٍ ثقيلاً
تهالك فوق المدينة والنّاس
كان الدّمامة في الكون
والجوع في الأرض
والقهر في الناس
قد مرّ طاغيةُ من هُنا ذات ليل
أَتى فوق دبّابةٍ
وتسلَّق مجداً
وحاصر شعباً
غاص في جسمه
ثم هام بعيداً
ونصَّب من نفسه للفجيعة رَبَّا


وسد الآن رأسك
غيم الحقيقة دَربُ ضيائك
رجعُ التَّرانيم نَبعُ بُكائك
يا جرس الصَّدفاتِ البعيدة
في حفلة النَّوْء
يشتاقك الحرس الواقفون
بأسيافهم وبيارقهم
فوق سور المدينة
والقبة المستديرة في ساحة الشَّمس
والغيمةُ الذَّهبيَّةُ
سابحة في الشِّتَاءِ الرمادي
والأفق الأرجوانى والارصفة
ورؤوس ملوك مرصعة بالأساطير
والشعر
والعاصفة
***
أمس جئت غريباً
وأمس مضيت غريباً
وها أنْتَ ذا حيثما أنت
تأتي غريباً
وتمضي غريباً
تُحدَّق فيك وجوه الدُّخَانِ
وتدنو قليلاً
وتنأى قليلا
وتهوى البروق عليك
وتجمد في فجوات القناع يداك
وتسأل طاحونةُ الرِّيح عَنك
كأنك لم تكُ يوماً هناك
كأن لم تكُنْ قطُّ يوماً هنالك
***
وَسِّد الآن راسك
في البدء كان السُكُونُ الجليل
وفي الغد كان اشتعالُك
وسد الآن رأسك
كان احتجابُك
كان غيابُك
كان اكتمالك
***
وسد الآن راسك
هذا هو النهر تغزلهُ مرتين
وتنقضه مرتين
وهذا العذاب جمالُك


------------------------------------------------------
الفيتوري - التراب المقدس






***

Post: #21
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-11-2009, 10:51 PM
Parent: #20

المقدم محمد احمد الريح (على اليمين)
والرائد محمد أحمد الزين (على اليسار)




Post: #22
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-11-2009, 11:44 PM
Parent: #21




Post: #23
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-11-2009, 11:50 PM
Parent: #22






فريق الاعدام قبل صرف التعليمات

Post: #24
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: سناء عبد السيد
Date: 04-12-2009, 02:46 AM
Parent: #23

عزة البلد ود ملاحما و طيب مواسما

الشمس تمش كان بلازما

ايداً آذتوا ما بنسالما

و كم نندما

ما بنسالما

و رايتو يا جنا لي جنا الجنا

ما بنسلما

عريس الحما

المجرتق بالرصاص


المحنن بالدما

Post: #25
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: سناء عبد السيد
Date: 04-12-2009, 03:14 AM
Parent: #24

Quote: ويبدو بابكر عادي جدا لاخائف ولاغاضب لله دره قد جرس البنادق


الضرب حما

يوم الحارة جات قلبو ما عما


دوخ العدا في محاكما

Post: #159
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: على ميرغني
Date: 11-30-2009, 04:52 PM
Parent: #23

سلام للجميع والرحمة لكل من مات او قتل في شأن يخص السودان
لكن الصورة التى قال صاحبها انها لفريق الإعدام ه بكل تأكيد ليست لفريق الإعدام لأن اول جندي يحمل مدفع رشاش اسمو (42) وهو مدفع سريع الطلقات بسرعة عالية جدا لا يستطيع امهر جندي التحكم في كمية الرصاص الذي ينطلق منه ولا يستخدم ابداً في فرق الإعدام التى عادة تكون مسلحة بنفس النوع من البنادق ويوجد رصاص حيّ بواحدة فقط لا يعرف حتى الجندي الحاملها ان بها رصاص حي. ودا طبعاً عشان مايتعرف القاتل الحقيقي في فرقة الإعدام.
تحياتي للجميع
وكمان همسة بسيطة في اذن الجميع
جل الناس ديا بقوا في عداد الموتي عند مليك مقتدر روف رحيم
خلوهم لخالقهم هو ارحم منا جميعاً وخلونا نحن في امور السودان البقى اقرب لجنازة البحر ريحة فسادها ملت كل العالم

Post: #26
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: المأمون أبوسن
Date: 04-12-2009, 08:12 PM
Parent: #9


الأخ عبد الناصر الخطيب،

هذه الصورة، التي تلي صورة الشهيد عبدالخالق محجوب ليست صورة الشهيد هاشم العطا. لا أدري لمن هي، الرجاء التصحيح.
تحياتي.

المأمون أبوسن

Post: #27
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-12-2009, 08:27 PM
Parent: #26

يا أبوسن
تحياتى
دى صورة الملازم مدنى على مدنى الذى اتهم مع محمد جبارة والحردلو بتنفيذ مجزرة بيت الضيافه ...

وتم إعدام الاخيرين وبقى مدنى على مدنى أطال الله فى عمره...

قابلت قمندان الشرطة فاروق هلال (شقيق أخصائى الاطفال اللواء ط (م)هاشم هلال) وقد تم إبعاد الأول ضمن من أُبعد من ضباط الشرطه وذكر لى أنه كان يقف عند متحف السودان الطبيعى ومعه بُر الخضرجى وقد شاهدا مدرعتان الفِرد تقفان أمام بيت الضيافه وقد ترجل منهما 8 جنود هم من قاموا بتنفيذ هذه المجزرة ...

Post: #28
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: haroon diyab
Date: 04-12-2009, 08:42 PM
Parent: #27

الاستاذ/ سوركتي
مساء الخير

متعك الله بالصحة والعافية وانت توثق
لهذه اللحظة التاريخية من عمر البلد
ومزيدا من التوثيق.....
شكرا....لكل من اتي باي معلومة
وشكرا لمن سياتي بالجديد
معلومات وصور غاية في الاهميةاتمني ان
يتواصل البوست بهذه الصورة الجميلة.
لك ولضيوفك كل الشكر

Post: #29
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 04-12-2009, 09:26 PM
Parent: #28

المكرم / المامون ابوسن


أعتزر للخطاء


صورة لمجلس قيادة أنقلاب مايو 1967


الرائد هاشم العطاء الاول من اليمين وقوفا

إيضا يظهر فيها الشهداء / بابكر النور وفاروق عثمان حامد الله
مع جعفر نمير وأبو القاسم هاشم وزين العابدين محمد عبد القادر وخالد حسن عباس ومامون عوض ابوزيد
الرجل المدني الموجود بها لا يحضرني اسمه لكن يسبقه لقب مولانا فلان يعني من سلك القضاء وكان عضو بمجلس قيادة الثورة
يومها وعضو أخر هو قريب ابوالقاسم ومن حي الهاشماب لاكن إيضا لا يحضرني اسمه





شكرا على التنبيه

المكرم / سوركتي
ملحوظة :

في احداث يوليو 1971 يوجد ضباط كان لهم ادوار مهمة وترددت اسماهم كثيرا مثل محجوب طلقة والعقيد
أبوشيبة قائد الحرس الجمهوري إن كان لديك من قصصهم وادوارهم طرف اتمني ان تحدثنا عنهم في ذلك التوثيق .... حديث أخر تردد كثيرا عن استعداء رجال الحركة التصحيحة لبعض الوحدات من القوات المسلحة مثل المدرعات والمضلات ورفضهم لكثير من الضباط الذين ابدو نيتهم في التعاون ... أحالة عدد كبير من الضباط للإستيدع ... أعتقال القادة في بيت الضيافة

قصة الخلاف الشهير بين عبد الخالق وجعفر نميري عقب ندوة بري والامعان في تحدي النميري بأن كان عبد الخالق المتحدث الاخير فيها غير ما يقتضي البرتكول ان يكون الرئيس هو المتحدث الاخير في أى لقاء سياسي
أنا غير ملم بتلك الاحداث وعمري يومها لم يكمل عام
لكن بالتاكيد حياتنا كأسرة لم تعد بعدها كما كانت ؟؟؟







وتحياتي

Post: #30
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ثروت سوار الدهب
Date: 04-12-2009, 10:01 PM
Parent: #29

سلام عبد الناصر

الرجل بالزي المدني
هو القاضي بابكر عوض الله
و هو نفس الشخص الذي كان رئيسا للقضاة ابان حل الحزب الشيوعي و طرده من البرلمان.
و أستقال من منصبه بعد رفض الصادق المهدي و الاحزاب الرجعية قرار المحكمة الدستورية ببطلان الحل و الطرد.

سلامات

Post: #31
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عاطف عمر
Date: 04-12-2009, 10:18 PM
Parent: #29

Quote: صورة لمجلس قيادة أنقلاب مايو 1967

سلامات عبدالناصر
أظنه خطا طباعي

الصحيح طبعاً

مايو1969
Quote: الرجل المدني الموجود بها لا يحضرني اسمه لكن يسبقه لقب مولانا فلان يعني من سلك القضاء وكان عضو بمجلس قيادة الثورة يومها

الرجل المدني الذي تعنيه
هو السيد بابكر عوض الله
كان رئيس القضاء في فترة الديمقراطية الثانية
استقال من منصبه إحتجاجاً على عدم إعتراف الحكومة ممثلة في رأس الدولة ( السيد إسماعيل الأزهري ) ورئيس مجلس الوزراء وقتها ( السيد الصادق المهدي ) بقرار القضاء الذي نص على عدم دستورية حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه المنتخبين من الجمعية التأسيسية الذي صدر عن الجمعية التأسيسية أثر حادثة معهد المعلمين العالي الشهيرة .
عن حكم القضاء المشار إليه قال السيد المهدي يومها ما معناه " - مع احترامنا للقضاء - إلا أن الحكم حكم تقريري غير ملزم للحكومة "
كانت مذكرة إستقالة السيد بابكر عوض الله من أمتع القطع الأدبية القانونية التي قرأتها . بدأها بقوله " إن - احترامكم للقضاء يكون بتنفيذ أحكامه لا بالعبارات الرنانة "
تولى مايو رئاسة مجلس الوزراء
ووزارة الخارجية
أقاله جعفر نميرى وهو في رحلة خارجية رسمية إلى ألمانيا ( إن لم تخني الذاكرة ) إثر تصريح صرح به للتلفزيون الألماني
إستقر زماناً طويلاً في مصر


__________________________

لهواة ( الزرزرة )
كل كلامي السابق من الذاكرة
وهى ذاكرة فعل فيها الزمن ما فعل
لذلك أرجو السماح إن نقصت كلمة أو زادت هنا أو هناك

Post: #32
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: محمد حيدر
Date: 04-13-2009, 03:41 AM
Parent: #31

الاعزاء

الاخ / sourketti

Quote: قابلت قمندان الشرطة فاروق هلال (شقيق أخصائى الاطفال اللواء ط (م)هاشم هلال) وقد تم
إبعاد الأول ضمن من أُبعد من ضباط الشرطه وذكر لى أنه كان يقف عند متحف السودان الطبيعى
ومعه بُر الخضرجى وقد شاهدا مدرعتان الفِرد تقفان أمام بيت الضيافه وقد ترجل منهما 8 جنود
هم من قاموا بتنفيذ هذه المجزرة ...

مجزرة قصر الضيافه رغم محاوله الكثيرين سبر أغوارها إلا أنها تبقي واحده من أشنع عمليات
التصفيات الجسديه في السودان و المشكله أن كثير ممن حضروا تلك الواقعه إحتفظوا لأنفسهم
بطلاسيمها و ما شاهدوه و أصبحوا يحكونه في مجالسهم الخاصه رغماً عن أننا نتوق لمعرفه خبايا
تلك الايام الرهيبه.
التوثيق......التوثيق......التوثيق......

راجع كتاب المُدون السياسي و الموثق د. حسن عوض الجزولي
(عُنف الباديه) أخر أيام في حياه الشهيد/ عبد الخالق محجوب

الاخ/ عاطف عمر
Quote: استقال من منصبه إحتجاجاً على عدم إعتراف الحكومة ممثلة في رأس الدولة
( السيد إسماعيل الأزهري ) ورئيس مجلس الوزراء وقتها ( السيد الصادق المهدي )
بقرار القضاء الذي نص على عدم دستورية حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه
المنتخبين من الجمعية التأسيسية الذي صدر عن الجمعية التأسيسية أثر حادثة معهد
المعلمين العالي الشهيرة .

القاضي الذي قضي بعدم دستورية حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه المنتخبين من
الجمعية التأسيسية هو القاضي النابغه: صلاح حسن

الاخ عبد الناصر الخطيب
Quote: وعضو أخر هو قريب ابوالقاسم ومن حي الهاشماب لكن إيضا لا يحضرني اسمه

أعضاء مجلس قياده الثوره من فريق الهاشماب هم: أبوالقاسم هاشم و أبو القاسم محمد إبراهيم

Post: #33
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عاطف عمر
Date: 04-13-2009, 05:02 AM
Parent: #32

Quote: القاضي الذي قضي بعدم دستورية حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه المنتخبين من
الجمعية التأسيسية هو القاضي النابغه: صلاح حسن

نعم
لكن رئاسة الدولة ( مجلس السيادة + مجلس الوزراء ) رفضا تطبيق قرار المحكمة الذي أصدره القاضي صلاح حسن
مما حدا بالسيد بابكر عوض الله بالإستقالة من منصبه كرئيس للقضاء على نحو ما ذكرنا أعلاه .
تقدم بالإستقالة من منصبه أيضاً نائب رئيس القضاء السيد عثمان الطيب لكن السيد عوض الله أصر على نائبه لسحب الإستقالة حتى تخلق إستقالتيهما معاً فراغاً يضيع معه أمر القضاء .
لذلك استمر السيد عثمان الطيب رئيساً للقضاء خلفاً للسيد عوض الله .

تحياتي محمد حيدر

Post: #34
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: مكي ابراهيم مكي
Date: 04-13-2009, 07:20 AM
Parent: #33



الاعزاء الاكارم زوار وضيوف البوست لكم التحايا والاحترامات
في حضرة الاماجد عرسان الحما يغلبنا التعبيرات ويشرد الكلمات منا
لهم التحية بقدر ما قدموا لهذا الوطن ,,

عريس الحما - محجوب شريف
عزة البلد ود ملاحما و طيب مواسما

الشمس تمش كان بلازما

ايداً آذتوا ما بنسالما

و كم نندما

ما بنسالما

و رايتو يا جنا لي جنا الجنا

ما بنسلما

عريس الحما

المجرتق بالرصاص


المحنن بالدما

_________________
خالص احتراماتي
MAKKI MAKKI

Post: #35
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عمر الفاروق عبد الله الشيخ
Date: 04-13-2009, 07:31 AM
Parent: #34

ماذا قال نميري لاخبار اليوم عن يوليو 71
لنقرأ وبعدها نعقب

الرئيس السابق نميري يخص أخبار اليوم بأول حديث من نوعه حول الإنقلاب وعلاقته ومادار بينه وبين قائده الراحل هاشم العطا
المشير جعفر نميري يكشف معلومات مثيرة جدًا ولأول مرة عبر اخبار اليوم عن 19 يوليو والعودة
وجد الملف الاول الذي أصدرته أخبار اليوم أمس حول إنقلاب 19 يوليو 1971 صدي واسعاً وسط القراء وأوردنا فيه إفادات جديدة لقادة مايو وأنفردنا بأول حديث من نوعه يدلي به الرئيس السابق جعفر نميري حول ذلك الانقلاب الشيوعي الذي تم إفشاله بعد ثلاثة أيام من تولي السلطة بالبلاد ونسبة للتداخل الفني الذي حدث بين حوارنا الخبطة مع الرئيس السابق والحوار المثير الذي أجريناه مع سكرتيره الخاص ومدير مكتبه اللواء (م) عمر محقر وإستجابة لرغبة العديد من القراء ومن أجل توثيق هذا الحديث الهام مع الرئيس السابق نعيد نشره كاملاً .
احببت هاشم العطا كثيرا لانه على خلق ولديه مبادئ ولكنه طعنني من الخلف ولم اتوقع ان يفعلها ابدا
كنت اعلم بانقلاب يوليو بتقرير من الأمن ولكن ثقتي في هاشم العطا والآخرين كانت اكبر من كل التقارير
كثرت الاقاويل والاحاديث عن يوليو 71 ، وعن العودة واحداث بيت الضيافة ، وكان المشير جعفر محمد نميري هو جهيزة التي تقطع قول كل خطيب ، وهاهو المشير جعفر محمد نميري يتحدث عن علاقة الشيوعيين بمايو وعن علاقته بمدبري انقلاب يوليو 71 كما تحدث عن اعتقاله وسحبه حافيا بجلابية الي المعتقل وعن قصة خروجه من الاعتقال والعودة واحداث بيت الضيافة ومحاكمات الشجرة
_ الان تحدث لنا النميري حول يوليو وحينما يتحدث نميري فان حديثه سيقطع اقوال الكثيرين ولغطهم
- سعادة الرئيس نميري . نريد منك ان تحدثنا من البدء عن علاقتك بمدبري انقلاب يوليو 71؟
_ هاشم العطا هو من الدفعة التي اتت بعدنا وكنت احبه كثيرا لانه لديه مبادئ واخلاق عالية وعمه احمد العطا كان يدرسنا وهاشم من اولئك الضباط الصغار الذين كنت اقدرهم لاخلاقهم وكانت تجمعنا علاقة صداقه قوية ومعنا مامون عوض ابوزيد ، زين العابدين محمد احمد عبد القادر ،ابو القاسم محمد ابراهيم وجميعنا كنا نتشابه وثقتنا في هاشم العطا كانت عمياء ولم اصدق أي حديث عن تدبيره لامر ما لانه كان صديقا والصديق لايضرب صديقة من الخلف لذا كانت خيانته مرارتها من نوع خاص لايمكن وصفه ابدا كثيرون هم في ذاك الوقت من اصدقائي العسكريين الذين كنت أحبهم وبعضهم ذكرته وبعضهم في الذاكرة والقلب ومنهم من توفى الى رحمة الله
. ولكن بالرغم من حبك له قام بانقلاب هو واخرون ضدك ؟
( بأسى) رغم معاملتي الكريمة له وتدريبي له في الميدان (( خانني)) ولم اتوقع ان يفعلها ابدا وان يعمل ضدي
. سعادة الرئيس سكرتيرك اللواء عمر محقر ، قال انه في صبيحة يوليو 71 ، جاء شخص من الامن واتي لك بتقرير يقول نصه : ان عبد المنعم محمد احمد و هاشم العطا يدبران لانقلاب ضدك وانت ضحكت وقلت له فليكن نريد شيئا يحرك هذا الجمود السياسي ؟
_ بانفعال انا لم اكن اصدق ان اصدقائي يمكن ان يفعلوا مافعلوا ... هاشم العطاء وعبد المنعم لذا اعتبرت ان الامر وشاية واش فقط ولم آبه به
. كيف عرفت يوليو وكيف تم اعتقالك وايام الاعتقال كيف مرت ؟
_ سمعت به من العساكر الذين جاءوا لاعتقالى من بيتي ونقلت الى القصر الجمهوري في عربة بجلابية وكنت حافي القدمين لحظتها تعجبت كيف يقوم رفقاء السلاح بانقلاب ضد زميل لهم هو الذي جمعهم ونظم صفوفهم ومكنهم من ان يلعبوا دورهم التاريخي في خدمة وطنهم ...تم اعتقالي بالقصر الجمهوري وجاءني صديقى العزيز المرحوم هاشم العطا واخذ يلوح بسلاحه في وجهي وانا اعزل قلت له : هل تريد تخويفي قال : لا: قلت له اذن لماذا التلويح يا هاشم انا لا اخاف واذا اراد الله ان اموت بمسدس او مدفع او اى اله اخرى فانا مستعد للقاء الله بقوة الرجال الصابرين وايمان الصادقين ومسدسك هذا لايخيف الا انصاف الرجال وانا لست منهم ، قضيت يومين بالقصر الجمهوري فيها من التناقضات الكثير هناك من الحرس من كان معي ودبرت معهم وسيلة افشال الانقلاب وطريقة خروجنا من المعتقل خلال الفرص القليلة التي اتيحت لي وهناك من حرموا علينا حتي شرب الماء وصبرنا وانتهت الامور الي ما انتهت الية وتسألوني الان ماهو شعوري لما حدث اقول لكم صادقا انني حزين لان ما فقدوا هنا وهناك معنا او ضدنا كانوا اصدقاء لي ومازلت احمل لهم كل معاني الود والتقدير رحمهم الله جميعا
واحداث بيت الضيافة ماذا عنها ؟
_ انا لا اود العودة للماضي ذاك المحزن _ الذين اعدموا في الشجرة والذين اعدموا في بيت الضيافة جميعهم ليرحمهم الله ويعوض ذويهم ووطنهم وقواتهم المسلحة فيهم كل خير وانا لله وانا اليه راجعون
ماكنت اتصور ابدا ان ينقلب علي ثورة مايو _ الهاموش ، وابوشيبه لان مايربطني بهما اكبر مما يتصور اى انسان ويكفي ان بعض اعضاء مجلس قيادة ثورة مايو الذين اعتقلوا كانوا يتناولون طعام الغداء بمنزل عبد المنعم محمد احمد الهاموش , وبعضهم بعد ان تناول طعام الغداء آثر ان ينام تأكيدا للاطمئنان بانه في منزله وليس في منزل عدو يتربص به ويتآمر عليه ، ولقد دعاهم للغداء بهدف ان يسهل اعتقالهم
وكيف كانت قصة عودة مايو للسلطة
_كنت اخطط مع من معي من الضباط طريقة للهروب من الاعتقال في ذلك الوقت سمعنا صوت ضرب نار ثقيل جدا واتجهت دبابة نحونا واطلقت النيران قلت لزين العابدين رحمه الله يجب ان نخرج لنستطلع الامر قال لي سيضربونك قلت له اعتقد ان الامر انتهي وكان الضرب علي القصر ثقيل جدا
_ وخرجت وتسلقت السور (( سور القصر )) وجدت سيد خليفة الفنان وكان علي متن عربة حمراء قادني فورا وبسرعة الي المدرعات في الشجرة وجدت ان كل القوات كانت مع مايو واعاد الشعب مايو مرة اخرى هناك في المدرعات وجدت هاشم العطا وكان مقبوضا عليه وكان يرتدي جلبابا ومشدود الوثاق فأخذوه للحراسة وتوالي القبض علي منفذي يوليو من المدرعات بعدها توجهت للتلفزيون وخاطبت المواطنين من التلفزيون وانا ارتدي بدلة احد الرقباء ومنذ تلك اللحظة هتفت الجماهير وانفجرت المظاهرات وكان التأييد لمايو اكثر مما تخيله الانقلابيون

Post: #36
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-13-2009, 08:38 AM
Parent: #35

Quote: تم اعتقالي بالقصر الجمهوري وجاءني صديقى العزيز المرحوم هاشم العطا واخذ يلوح بسلاحه في وجهي وانا اعزل قلت له : هل تريد تخويفي قال : لا: قلت له اذن لماذا التلويح يا هاشم انا لا اخاف واذا اراد الله ان اموت بمسدس او مدفع او اى اله اخرى فانا مستعد للقاء الله بقوة الرجال الصابرين وايمان الصادقين ومسدسك هذا لايخيف الا انصاف الرجال وانا لست منهم


لقد جاءت شهادة الحرس الذى كان يرافق الرائد هاشم العطا(عنصر ثالث) فى ذلك الوقت ونميرى حى يرزق وبعد عشرات السنين من الحدث لتدحض هذه المزاعم وتثبت أن هاشم لم يشهر مسدسه ولم يهدد نميرى بل بالعكس سأله إن كان يحتاج إلى أى شئ ورد عليه نميرى بالنفى ...

وعند اعتقال هاشم بالشجره دخل عليه نميرى وحاول أن يؤنبه على ما حدث فكان رده ( انا ما ندمان على شئ وإن كان لى أن أندم فلأننى أكرمتك وأحسنت معاملتك خلال الثلاث ايام التى كنت معتقلا فيها بالقصر)

ومن البديهى أنه إذا كان الأمر بينهما سيصل حد اشهار طبنجات لما تم الاعتقال فى الاصل بالقصر الجمهورى ...

وعند عودة هاشم لأول مرة لمنزله بعد استلام الحكم فى اليوم الثالث سأله أخوه عن مصير نميرى والبقيه فذكر له أنهم سينقلونهم يوم السبت 24/7/1971 (بعد يومين من تاريخ عودة نميرى) لمنازلهم ويتحفظوا عليهم مثلما فعلوا بهم قبل 19 يوليو.

عند سؤال زوجة نميرى لفاروق وبابكر بلندن عن نميرى قالوا لها ( نميرى أخونا ولن يمسه سؤ) وطلبوا من السفير تسهيل كل ما تطلب ..

زار الهاموش وابوشيبه المعتقلين فى بيت الضيافه وسألوهم عن أى مطالب لهم وأحضروا لاحدهم والدته لتطمئن عليه وأمروا بترحيل نصف المعتقلين لمكاتب الامن لضيق المكان وكانت الماكولات عدا الخمر تأتيهم من القصر ...


Quote: واحداث بيت الضيافة ماذا عنها ؟
_ انا لا اود العودة للماضي ذاك المحزن _ الذين اعدموا في الشجرة والذين اعدموا في بيت الضيافة جميعهم ليرحمهم الله ويعوض ذويهم ووطنهم وقواتهم المسلحة فيهم كل خير وانا لله وانا اليه راجعون


يُعتبر هذا الأمر الحدث الأهم فى هذه الحركة والذى أُعدم بسببه أكبر كوادر الحزب الشيوعى وضباط يوليو وتم تأليب رأى وتعبئة أعضاء المحاكم وضباط الصف والجنود بالشجرة الموالين لنميرى (وتخدير الأخير بالسكر) وكل ذلك بتدبير مسبق ومحكم للمخابرات المصريه التى حاولت جاهدة تبرئة ساحتها من هذا الحدث ...

ويأتى الرجل ليغض النظر عن الحدث باجابة فاترة تدل على الاحساس بتأنيب الضمير (وقد شوهد الرجل وهو يبكى فى صلاة الصبح بمسجد القيادة لعد أن أفاق من نومته وذكر أن السبب ماتم فى الشجرة) وكأن الله سيستجيب لدعوته بالمغفرة لهم...

سألت مباشرة كل من العميد عبدالوهاب البكرى والفريق ابوكدوك وكلاهما كانوا من أعضاء تلك المحاكم فقد كان الاول عضوا فى محكمة هاشم العطا ومحققاً وممثل اتهام فى محكمة عبدالخالق ومحققا مع الشفيع والثانى فى محكمة الحردلو الاولى عمن قام بهذه المجزرة فذكروا لى (لا أحد يعرف حتى الآن)؟؟؟؟

Post: #37
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عمر الفاروق عبد الله الشيخ
Date: 04-13-2009, 09:34 AM
Parent: #36

كتب احد الأخوان بتوقيع ابو ساندرا بمنتديات سوداني عن تلك الفترة

مارسوا القتل والتعذيب والتنكيل

1- جعفر نميري :
تدخل أكثر من مرة لتغيير حكم المحكمة ليصير إعدام
في محاكمة الشهيد المقدم بابكر النور رفض رئيس المحكمة الحكم بإلإعدام وفقآ لرغبة السفاح ، وكذلك رفض جميع الضباط الذين كلفوا بذلك بعد إعتذار العميد تاج السر المقبول ، وظل السفاح يردد في كل مرة رفع له فيها الحكم بالسجن قائلآ :{ ده رئيس مجلس ثورة تحاكموه كده } كان الحكم الأول السجن 12 سنة عدل بعد تدخل السفاح إلى 20سنة وفي المرة الثالثة إعتذر العميد المقبول.

وكذلك فعل السفاح في محاكمة الشهيد الملازم أحمد عثمان الحاردلو ، حيث صدر الحكم بالسجن ثلاث سنوات ولكن السفاح نميري كان مصرآ على عادة المحاكمة وإصدار حكم الإعدام ، وتم له ما أرد

وصدر الحكم على النقيب عبدالرحمن مصطفى خليل ب 7سنوات وأعاد السفاح الحكم حتى عدل إلى 14سنة
-في محاكمة الملازم هاشم مبارك صدر حكم المحكمة التي ترأسها العقيد فابيان لونق غير أن الفاح نميري أعاده ثلاث مرات طالبآ تشديد الحكم

2- الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم:
3- الرائد علي حسين اليماني
4- الرائد عبدالقادر جني
5- النقيب محمد إبراهيم الشايقي
قامت هذه المجموعة بقيادة ابوالقاسم بتعذيب الشهيد الشفيع أحمد الشيخ بالسحل والطعن بالسونكي والركل بالأحذية وبكعب البنادق ،

6- العميد أحمد محمد الحسن :
ترأئس معظم المحاكمات ، ومنها محاكمة الشهيد عبدالخالق محجوب وضايق الشهيد بالإستعجال والمقاطعة ، غير أن الشهيد البطل أصر على إكمال دفاعه قائلآ للسفاح أحمد محمد الحسن :{ أنت من هنا وإلى البيت أما أنا إلى الإعدام فتمهل لأكمل دفاعي } أو مامعناه
-أشرف على التنفيذ في بعض المحاكمات وكان برفقة نميري طول الوقت
-أجهز على الشهيد أحمد جبارة بمسدسه بعد أن ظل الشهيد البطل يهتف والرصاص يلعلع

7- اللواء خالد الأمين الحاج
شقيق اللواء المقبول عضو مجلس إنقلاب عبود
8-الرائد شرف الدين أحمد مالك { إستخبارات سلاح المهندسين}
9-الرائد فتحي أبوزيد
10-الرائد تاور
وحفنة من الجنود
قام اللواء خالد الحاج بالإعتداء على الملازم صلاح بشير الذي كان في سرير السلاح الطبي بعد أصابته بجرح كبير وكان الجماعة يظنونه معهم حينما نقلوه إلى السلاح الطبي ، عندما عرفوا إنه شارك في 19يوليو قام اللواء خالد بنزع الدرب الموصل بين زجاجة الدم ووريد صلاح بشير بعنف وقسوة ووجه ضربات للملازم صلاح في مكان الجرح
الرائد شرف الدين لم يشارك في حفلة التعذيب وكان متفرجآ

11- اللواء خالد حسن عباس :
قام بمساعدة الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم بتعذيب الدكتور مصطفى خوجلي
الرائد فتحي أبوزيد { 9} شارك خالد وأبوالقاسم في تدذيب دكتور خوجلي
وكذلك صرح في وجه الملازم هاشم مبارك الذي حكم عليه بالسجن قائلآ: { كنا عايزنها إعدام }

12-النقيب { مظلات} محمد إبراهيم
شارك في معظم عمليات الإعدام وكان بادي السعادة ، شارك في تنفيذ حكم إعدام الشهيد هاشم العطا ، كان معه:
13-الملازم عبدالعزيز عوض
14-الملازم الهادي محمود جمعة
أطلقوا أكثر من 800 طلقة على الرائد القائد هاشم العطا وشاركوا في كل عمليات التعذيب والإعدام
15-الملازم كمال سعيد صبرة
حاول إستفزاز الرائد هاشم العطا وقام بتهشيم نظارة الشهيد هاشم الذي قال له وبرجولة فائقة : { شوف الرجال بيثبتو كيف }

16- المقدم صلاح عبدالعال مبروك :
حينما رفض العميد تاج السر المقبول تنفيذ رغبة السفاح بإعدام المقدم بابكر النور ، ورفض كل الضباط الذين كلفوا قام نميري بإستدعاء صلاح عبدالعال تلفونيآ فحضر وإستلم اوراق المحاكمة وحكم بإعدام الشهيد بابكر النور
17- المقدم عبدالقادر محمد احمد :
-نسف المكتب الذي واصل منه الشهيد محمد أحمد الريح المقاومة في القيادة العامة مما أدى لإستشهاد ودالريح
- شارك وبتلذذ في معظم عمليات التعذيب والإعدام
18-الملازم حسب الله نوح { المظلات }
قام وجنوده بتعذيب الشهيد معاوية عبدالحي
19- الرائد كمال خضر
حضر كل المحاكمات وقام بضرب الشهيد أحمد جبارة
20- الملازم فضل شريف:
وجه لكمات للشهيد أحمد جبارة الذي كانت يداه مقيدتان للخلف
21- الرائد عمر محقر:
تدخل في محاكمة النقيب محمد أحمد محجوب قائلآ أنه شتم مجلس الثورة المنحل وسب نميري وبسبب هذه الإفادة عدل حكم البرآة إلى السجن
عمر محقر عمل ياور للسفاح نميري ونشر بعض من مذكراته المليئة بالثقوب في جريدة البيان الأماراتية ونفى أن السفاح تدخل في المحاكمات ، الكذاب

22- العقيد عبدالوهاب البكري :
كان ممثل الإتهام في معظم المحاكمات ومن ضمنها محاكمة الشهيد عبدالخالق محجوب
نذل ووضيع طلب ملابس أحد الضباط الشهداء
يكتب في بعض الصحف السودانية
مارس مهامه بخسة ووضاعة وتشفي ومازال يفاخر بفعائله الذميمة

23-العقيد علي علي صالح :{ قائد مدرسة المدرعات }
طلب النقيب عبدالرحمن مصطفى خليل إستدعائه للشهادة كشاهد دفاع ، فقال له لو حضرت كشاهد دفاع فانني سوف أعجل باعدامك
24- العقيد قسم الله الحوري
25-المقدم مهدي المرضي
26-النقيب كامل مساعد
27-المقدم عبدالله الياس { ممثل الإتهام }
شاركوا في محاكمة الدكتور مصطفى خوجلي
28- الرقيب إسماعيل سعيد :شارك في حملات إعتقال الضباط المشاركين في 19يوليو


29- العقيد الطاهر محيي الدين
30- العقيد احمد يحيي عمران
في محاكمة الملازم فيصل كبلو التي ترأسها توفيق أبوكدوك { فريق لاحقآ ونائب رئيس هيئة الآركان } صدر الحكم بخمس سنوات سجن ولكن السفاح نميري هاج وطالب بتكوين محكمة أخرى بعد إعتذار أبوكدوك وشكلت المحكمة برئاسة العقيد الطاهر محيي الدين وكان العقيد عمران ممثل الإتهام وأصدرت المحكمة البديلة حكمآ بالسجن 15عامآ
31- فتحيي عبدالغفور
قام بتوجيه أساءة للملازم فيصل كبلو ومعه المقدم عبدالقادر محمد أحمد المذكور أعلاه
32- النقيب علم الهدى شريف
33-النقيب مختار زين العابدين
34-الرائد صديق السيد
35-الرائد عثمان محمد الحسن
شاركوا في ماحدث في معسكر المدرعات في الشجرة

36- العقيد محمد حسين طاهر:
في محاكمة النقيب محيي الدين ساتي ذكر ممثل الإتهام العقيد {لواء} صديق البنا بانه ليس لديه ادعاءات ولايوجد شهود إتهام ولكن رئيس المحكمة العقيد محمد حسين طاهر قرر الإدانة وعندما سأله النقيب محيي الدين كيف توصلت للإدانة ولا إدعاء ضدي ولايوجد شهود إتهام ؟ أجاب العقيد طاهر بأن الموضوع ليس في يده وطلب منه ان يدل بأي شيء يخفف عنه الحكم ورفض النقيب محيي الدين فحكم عليه ب 6سنوات وأذيع الحكم في الإذاعة وفي اليوم التالي أعلن رسميآ أن الحكم 10سنوات
وحكم العقيد طاهر على هاشم مبارك

و
37-الرائد مامون عوض أبوزيد
38-الرائد زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر
39-اللواء أحمد عبدالحليم { قائد المدرعات }
40—العميد محمد عبدالحليم { شقيق أعلاه } ووزير الخزانة وكلاهما في المخابرات المصرية
41-عميد عمر الحاج موسى { وزير الثقافة حينها وعراب نميري وحاميه }
42-مقدم قاسم موسى نوري
43-مقدم يعقوب إسماعيل

وخونة :
44- أحمد سليمان المحامي المنشق عن الحزب الشيوعي
45-معاوية إبراهيم سورج
قدما معلومات ووشايات وكان معاوية سورج شاهد إتهام ضد الشهيد الشفيع أحمد الشيخ وضد الشهيد جوزيف قرنق والدكتور مصطفى خوجلي
عاش منبوذآ وغرق في إدمان الخمر قبل موته

وخونة على مستوى:
46- الهالك انور السادات : الذي لقى جزاؤه العادل صريعآ بين جنوده
47-المعتوه الصحراوي : مازال ينتظر بعد ان إنحنى لأمريكا ودفع مال الشعب تعويضآ عن جرائمه
مساعدو قتلة :

48- منصور خالد
كان حاضرآ محاكمة الشهيد عبدالخالق محجوب وعندما سأل السفاح نميري الشهيد عبدالخالق بغرض إستفزازه قائلآ : ماذا قدمت للشعب؟
أجابه الشهيد الهمام ضمن ماقال : الوعي .
وأردف عبدالخالق قائلآ للسفاح : إنت لاتعرفني لكن منصور {خالد} هذا يعرفني
و أوما عبدالخالق نحو منصور
ولم ينبث ربيب السي أي أيه ببنت شفة


برضه للتوثيق وللتحقق مما قيل ممن عندهم الخبر اليقين

Post: #38
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: اسامة الكاشف
Date: 04-13-2009, 11:26 AM
Parent: #37

وثائق تاريخية خطيرة ومثيرة عن الحزب الشيوعي السوداني (3)
«الوطن» تنشر وقائع التحري والاستجواب مع معاوية سورج، عقب انقلاب هاشم العطا..!
التاريخ، أنياب وأظافر... والحزب الشيوعي السوداني، هو الأشهر، على مستوى العالم الثالث، وليس أفريقيا وحدها..!.
وهو حزب عريق وقديم.. وله أدوار وطنية، منذ فترة مناهضة الاستعمار، مروراً بأكتوبر ثم انتفاضة 6 أبريل.
وهو، الآن، هو حزب موجود ومؤثر، في الساحة.
ولعلّ المحطة الأبرز، من ضمن محطاته الدرامية، عبر تاريخه الحديث.. كانت: انقلاب مايو 1969، ودور الشيوعيين، سواء في التنسيق أو التناسق.
وقد كانت المواجهة الدموية، الأعنف والأشرس، هي المحاولة الانقلابية «التصحيحية»، التي قادها هاشم العطا، في يونيو 1971م.. وما صاحبها من أحداث.. وما أعقبها من محاكمات وإعدامات لأبرز قادة هذا الحزب.. الشفيع وعبد الخالق، وغيرهما، من رجالات الصف الأول.
والحديث الذي نحن بصدده، هو الافادات والمعلومات التي وردت في الاستجواب والتحري، الذي تمّ بعد انقلاب هاشم العطا.. حيث تمّ اعتقال القائد الشيوعي الأبرز معاوية إبراهيم سورج... وهو ند، إنْ لم يكن أقدم، من عبد الخالق محجوب، والشفيع أحمد الشيخ.
أحد الأصدقاء السياسيين... اليساريين السابقين.. البارزين في الساحة، الآن... قال: «معاوية سورج، ترك في ذمتي، هذه الوثائق... وأوصاني بنشرها، بعد وفاته هو وأحمد سليمان المحامي.. وها أنذا أُنفّذ رغبته».
وقد كان ذلك، بعد أنْ توافرت المعلومة، لـ«الوطن».. فسارعت للالتقاء، بهذا السياسي، الذي يشغل الساحة، هذه الأيام... وأقنعته بنشرها في «الوطن»..
وكان...
على أنَّ التنويه المهم، هو أنَّ «الوطن»، تنشر هذه الوثيقة التاريخية المهمة والخطيرة... بدون مسؤولية حول ما ورد فيها من أسرار وخبايا، تتعلّق بحزب عريق، وقيادات فذّة..
إلى الحلقة الثالثة:
سورج أمام الإستجواب والتحري أدلى بمعلومات سرية جداً، حول الحزب الشيوعي ..!
لقد تطور الصراع.. من منطلقات عبد الخالق الذاتية؟!
الحزب كان مواجهاً بحماية نفسه من القوى الرجعية..!
وكان ما ذكرته أعلاه من أحداث، أدى إلى تزايد نفوذ الحزب الشيوعي، واليسار عموماً، في السودان.
لم يزعج القوى الرجعية الداخلية فحسب بل تعداها إلى القوى الرجعية الحاكمة ببعض البلدان المحيطة بالسودان. وبالطبع الدوائر الاستعمارية العالمية وعلى رأسها أمريكا وألمانيا الغربية بالذات. وبالرغم من أن الحزب كان خلال تلك الأحداث يدافع عن نفسه أمام العنف البدني، كما أنه قد دافع سياسياً عن نفسه خلال المناقشات البرلمانية، ومن خلال صحافته التي كانت تصدر علناً، فقد لجأ، بعد تحريمه، إلى القضاء.. طاعناً في دستورية هذا القرار. وعلى الرغم من أن القضاء انتصر للحزب الشيوعي، بإفتائه عدم دستورية حل الحزب والحكم لصالحه..



النواب المطرودون
إلاّ أن الحزب عملياً لم يتمكن أو لم تمكنه السلطة من ممارسة نشاطه علناً، ولم تسمح له بعودة نوابه المطرودين من البرلمان. ولكن الحزب استمر في استغلال كل أشكال العمل السري والعلني في معارضة النظام.. والذي كان نفسه يعيش أزمة صراع على السلطة. والأحزاب المختلفة وصلت في النهاية إلى ائتلاف سياسي بينها، وقيام حكومة ائتلافية، فأصبح الحزب الشيوعي هو الحزب الأساسي في المعارضة لكل النظم، حتى ثورة مايو سنة 69.. وبعد صدور حكم القضاء لصالح الحزب وتصلب السلطة القائمة آنذاك في عدم تنفيذ قرار القضاء - دار نقاش في اللجنة المركزية حول شكل عمل الحزب في تلك الظروف: هل يصبح حزباً اشتراكياً عريضاً.. بمعنى تغيير أو إلغاء اسم الحزب الشيوعي وتعديل دستوره، بحيث يفتح المجال للتحالف مع العناصر الاشتراكية التي لم تكن تنتمي للحزب الشيوعي، أم يستمر بنفس وضعه واسمه سوياً.. وفي الحقيقة هذه المناقشات لم تكن وليدة تحريم الحزب الشيوعي في عام 1965، وإن كان هذا أحد أسبابها، إلاّ أنها بدأت بعد ثورة أكتوبر مباشرة.. حيث بدأت قيادة الحزب أو بعض العناصر القيادية في القيادة تحس أن هناك تحولاً كبيراً في المنطقة بأسرها، وأن الاشتراكية كسبيل لتطوير البلدان النامية أصبحت طريقاً مفتوحاً وأن الدعوة لها لم تعد احتكاراً للشيوعيين وحدهم.
استجواب: تليت عليه وأقرّ بصحتها.



في هذه المرحلة وبناءً على طلب الشاهد تأجلت مواصلة استجوابه ليوم الاثنين 29/11/1971م.. الساعة 11ص.. كي يتمكن من مراجعة بعض الوثائق، وتكملة شهادته.



واصل الشاهد شهادته فقال:
أود أن أوضح بعض التواريخ التي ذكرتها في الجزء السابق من شهادتي، من حيث العلاقة بين الحزب الشيوعي السوداني والمنظمات العالمية الأخرى، كما ورد سلفاً:
(1) فيما يختص بتاريخ أول اتصال مباشر، كان هو حضور مؤتمرات الأحزاب الشيوعية في بلغاريا وتشيكوسلوفاكيا عام 1957.
(2) فيما يختص بعلنية الحزب بعد ثورة أكتوبر، واتساع نفوذه، أشرت إلى انتخابات مايو 1965م التي فاز فيها الحزب بـ11 مقعداً، ثم أشرت إلى انتخابات الدائرة الشمالية بالخرطوم وفوز أحمد سليمان فيها عام 1967، رغم تحريم نشاط الحزب.. وفوز عبد الخالق في الدائرة الشمالية في انتخابات عام 1968.
(3) فيما يختص بانتكاس ثورة أكتوبر، أشرت إلى سقوط حكومة أكتوبر الأولى وكانت بتاريخ 18/2/1965، ولتشكيل الحكومة الثانية.. تم إبعاد ممثلي الهيئات الثمانية وممثل العمال وممثل المزارعين.
وبدأت الانتخابات الأولى العامة بعد ثورة أكتوبر.. في أبريل، للانتخابات في الدوائر الاقليمية.. ومايو لانتخابات دوائر الخريجين. وتم تشكيل الحكومة الأولى في 10 يونيو 1965 برئاسة محمد أحمد محجوب.. ثم أعقبه الصادق.. ثم محمد أحمد محجوب مرة أخرى حتى ثورة مايو.



بقاء الحزب
نعود إلى نقطة بقاء الحزب الشيوعي أو عدمه، والتي كانت تطرح بشكل آخر، «تحويل الحزب الشيوعي إلى حزب اشتراكي علني أو بقاؤه حزباً شيوعياً سرياً» - فبالإضافة إلى النقطتين اللتين ذكرتهما فيما سلف، ننظر كيف تطورت هذه الفكرة وكيف تطور الصراع حولها، وبالذات كيف تطورت أفكار عبدالخالق من منطلقاته الذاتية، بمعزل من الدور الثوري للحزب وبمعزل عن الظروف التي كان يعيش فيها الحزب:
أولاً: عندما كان الحزب في آخر 1965م، وحتى ثورة مايو 1969م، هو حزب المعارضة الوحيد لحكم تحالف الأحزاب الرجعية.. والذي حاول ضرب الحزب، وكان الحزب مواجهاً بضرورة حماية نفسه.. خرج عبد الخالق آنذاك بنظرية متكاملة حول إمكانية تطور الثورة الاشتراكية بدون حزب شيوعي، ضارباً المثل في هذا بتجربة الجمهورية العربية المتحدة، وإمكانية دور العناصر الديمقراطية الثورية في قيادة الثورة الإشتراكية.
ثانياً: وعندما توافرت بعد ثورة مايو التي أطاحت بالحكم الحزبي الرجعي الثورة التي فجرتها العناصر الديمقراطية الثورية في القوات المسلحة، وتوافرت ظروف التطور الاشتراكي أمام السودان لأول مرة بقيادة تلك العناصر، تنكّر عبد الخالق محجوب لنظريته حول استحالة تطور الثورة الاشتراكية بدون الحزب الشيوعي، جاعلاً من الوجود المستقل للحزب الشيوعي شيئاً مقدساً، لا يمكن المساس به، والنظر فيه حتى ولو أدى ذلك إلى إجهاض الثورة.. بل ذهب أبعد من ذلك ووصف مجرد التفكير في التحالف مع العناصر الديمقراطية الثورية التي فجرت الثورة خطراً على الحزب الشيوعي.
المواقف المتناقضة
هذه المواقف المتناقضة في تفكير عبد الخالق محجوب، نستطيع أن ندلل عليها بالحقائق التالية:
أ. ما كتبه في جريدة الحزب الشيوعي «الميدان» من مقالات عام 1965 في كتيبه المسمى «المدارس الاشتراكية في أفريقيا»، الذي صدر عام 1965 أيضاً.. وفي ندواته في ذلك العام.
ب. ثم موقفه الجديد بعد ثورة مايو في هذه القضية، والذي انقلب فيه من مواقفه اليمينية المتطرفة إلى مواقف يسارية متطرفة أيضاً.
أشار الشاهد إلى فقرات من المستند الثاني، المسمى «المرتكزات الفكرية والسياسية للاتجاهات اليمينية التصفوية في قيادة الحزب الشيوعي السوداني».
تبدأ من الفقرة الثانية من صفحة 36، حتى نهاية صفحة 40.. حيث ركز فيها على بعض ما ورد في تلك الفقرات من أفكار عبد الخالق.
وتقول تلك الفقرات في صفحة «38»: وهذه المدارس قد تختلف في بعض المسائل الأيديولوجية، وفي بعض المسائل الفلسفية.. ولكن المدرسة الاشتراكية العلمية في ج.ع.م، والمدرسة الإشتراكية الماركسية، لا تختلفان على الإطلاق في موقف مبدئي هو السلطة. فاذا تحدد هذا، أصبح واضحاً أن الخلافات تفصيلية وأن التجريب يقرب بينها والمدرسة الماركسية.
«وقد علق الشاهد على ذلك بقوله: إن الدعوة لمثل هذا التقييم السليم لدور الديمقراطيين الثوريين أو المدرسة الاشتراكية غير الماركسية، يصفها عبد الخالق بعد مايو بالانتهازية واليمينية والتصفوية.. إلخ. رغم أنه يؤكد في كتابه «المدارس الاشتراكية في أفريقيا»، أن التجربة الفريدة التي يجب متابعتها، هي أن الثورة الاشتراكية في مصر تأتي من أعلى ودون تنظيم سياسي.. وهذه المتابعة بالتمحيص والدرس ستغني الفكر الاشتراكي.. «ثم يتوج نظريته بقوله»: «بالنسبة لعدد من الشيوعيين، لم يستطعيوا حتى الآن أن يدركوا أو يروا قيام نظام اشتراكي بدون حزب شيوعي، استناداً على تمسكهم الشديد بما جاء في الماركسية» من شروط قيام النظام الاشتراكي ووجود حزب شيوعي.. أعتقد أن القضية ليست قضية نصوص، فالعاملون في حقل الاشتراكية ينقسمون إلى قسمين: قسم يرى أن الاشتراكية تقر الحياة في حركتها وتطورها، والقسم الآخر يرى أن يلوي رقبة الحياة ليلقيها داخل إطار من الأفكار المحفوظة»..
ويؤكد قوله بالآتي:
ص39 «هناك احتمال تطور حركة شعبية معينة نحو الاشتراكية بدون حزب شيوعي، على أساس وضع السلطة في أيدي غير الرأسمالية، وتحويل الملكية الخاصة إلى ملكية عامة.. وليست القضية هي وجود حزب شيوعي، وإنما وجود حركة اشتراكية تتمسك بالمبادئ الأساسية للحركة الإشتراكية».. ويخلص إلى القول: «لقد كان لينين يقول: من ينتظر ثورة عمالية خالصة تستولي على السلطة، سوف يطول به الانتظار كثيراً. إن عالم اليوم يشهد تحولات هائلة، فالاشتراكية تصل إلى أماكن ما كان لينين يحلم بأن يصل إليها، والمهم هو ان يفهم الاشتراكيون هذه التحولات، التي جعلت من الممكن تحول الحركات الوطنية إلى الاشتراكية.

Post: #39
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 04-13-2009, 05:40 PM
Parent: #38





العزيز / ثروت سوار الدهب
بعد التحية شكرا فلا المعلومة لم تكن في بالي ولا أعرف الكثير عن مولانا بابكر عوض الله

العزيز / عاطف عمر
بالتأكيد خطاء طباعي مايو 1969 م أنقلاب أو ثورة لا يهم لكنها فترة غيرت أقدار بلاد وأجيال وزمن وإن تلاشي الكتير منه من الذاكرة يبقي بالبال وبالخاطر ...

العزيز / محمد حيدر
أبوالقاسم هاشم هو ما لم أتذكر اسمه هو و أبوالقاسم محمد أبراهيم وبالتاكيد رجل بقامة العم د. عثمان ابوالقاسم لا ينسي وظل من وجوه مايو وهو من حي( الهشماب ) الامدرماني العريق

***
و يظل ما بين الفريقين في القصة إنهم كانو فريق وأحد ورفاق جمعتهم الصداقة والعلاقات الانسانية العميقة
وإن لم أعي على احداثها في اللأحق من أيام شاهدت كثير من تداعياتها
ولم تزل بخاطري في أشياء كثيرة تمر على الذاكرة لكن لا اذكر مطلقا إنها كانت سيرة مريحة لدي من عاشوها أو صنعوا احداثها ...
نصيبنا منها كان الاقل مرارة ففقد والدي لعمله وحريته لزمن بالمعتقل لا شي لمن فقدوا حياتهم يومها
برصاص رفاقهم أبان العملية او في المحاكمات المجنونة التي ذهبت بالكثيرون الى الدروه

ما مضي لذمة التاريخ قد مضي ...
يبقون بالبال جميعاأصدقاء ورفاق جرت اقدارهم بما لا يحبون ان تمضي اليه ... وتلك مشئية الله

ملحوظة :

ولله ووجه الحقيقة العم / جعفر النميري سنوات طويلة كان في البال الغول الذي أكل رفاقه
لكن أتاحت لى الظروف فيما بعد بمعرفته عن قرب لبعض الزمن
وبحق كان رجل وإن لم تحبه بالتأكيد لن ترتاح مطلقا لكراهيته
وفي كل الاحوال ستحترمه ... ربنا يدي العافية وطولة العمر
راي شخصي بحت



تقديري

Post: #40
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: سناء عبد السيد
Date: 04-13-2009, 07:54 PM
Parent: #39

ملحوظة :

Quote: ولله ووجه الحقيقة العم / جعفر النميري سنوات طويلة كان في البال الغول الذي أكل رفاقه
لكن أتاحت لى الظروف فيما بعد بمعرفته عن قرب لبعض الزمن
وبحق كان رجل وإن لم تحبه بالتأكيد لن ترتاح مطلقا لكراهيته
وفي كل الاحوال ستحترمه ... ربنا يدي العافية وطولة العمر
راي شخصي بحت


نعم اعتقادك الاول في محله ,غول و اكتر من غول و كونك اتعرفت عليهو من قرب و احترمته

رغماً عن كل الجرائم البشعة القام بيها, ده شي بخصك و ما بغير شي من ماضيه ومن كونه مجرم

اما دعائك لظالم بطول العمر ده شيئ غريب جداً و محزن , ضحايا السفاح ليهم اهل بيقروا الكلام

ده نراعي لي شعورم شوية

Post: #41
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 04-13-2009, 08:43 PM
Parent: #40

الاخت / سناء عبد السيد

-----------------------------------------------


Quote: نعم اعتقادك الاول في محله ,غول و اكتر من غول و كونك اتعرفت عليهو من قرب و احترمته

رغماً عن كل الجرائم البشعة القام بيها, ده شي بخصك و ما بغير شي من ماضيه ومن كونه مجرم
اما دعائك لظالم بطول العمر ده شيئ غريب جداً و محزن , ضحايا السفاح ليهم اهل بيقروا الكلام

ده نراعي لي شعورم شوية





مواقف الناس لا تورث ...
وكذلك قناعاتهم وخياراتهم إن كانت لجئت هنا كاره للرجل وعهده
لكن القصة التي يوثق لها هنا في جوهرها قصة اصدقاء كما قلنا
جرت مقاديرهم بعكس ما تمنوا ...

وهو موقف يخصني وحدي كما قلتي
ففي بالى تلك السنوات التي عشت بوعي طفولتي فيها تداعيات نفس القصة
وذلك الفان البيجو الذي كان كثير ما يزور بيتنا ورجال امن الدولة وهم يقلبون في مكتبة والدي رحمة الله ويأخذونه معهم

لكن لم اتلقي أى تربية تغذي في داخلى ثقافة الكراهية أو الحقد على احد
لو كنت رائت الرجل بتلك الرؤيا ذات يوم تظل رؤيا طفولية ...
تماما مثل الوعي الذي تكتبين به مداخلتك

ودعائي له بالصحة وطولة العمر ليس لامر متعلق بالسياسة وأفعالها

لكنها المعرفة الاسرية بالرجل وعائلته
به شخصيا وباخيه مصطفي رحمه الله والثانية مختلفة عن الاولي باعتبارها جاءت
بعد تميز ووعي ولحظتها لم يكن في السلطة ...
وبلغ الان من العمر ما بلغ لا يصّح له بغيرها

ثم معرفة ببعض المقربين منه من رجال مايو
وفي البال منهم العم الدكتور عثمان ابو القاسم
العم اللواء ( م ) أحمد الطيب المحينة
العم اللواء ( م ) عمر محقر ويظل أبنه المهندس / طارق عمر من اصدقائي

ومن الفريق الاخر إيضا عرفت أعمام كثّر بحكم صلاتهم القديمة بالوالد
وهولاء وأولائك في النهاية عاشوا حياتهم وأقدارهم حسبما جرت وكتب لهم ان يعيشوها


*ملحوظة اخري قد تكن مهمة :

لو كنت في محله يومها لما اختلف تصرفي عن تصرفه
تلك حياة الجنود وأقدارهم يعرفونها ويتفهمونها .....
فلكل فعل رد فعل مساوي له في القوه مضاد له في الاتجاه
وهناك ما يجب ان يفعل مهما كان مؤلم


فلا أشعر الان حياله أى ضغينة وأدعوا له بالصحة وطولت العمر
مؤمن بإن أقدار الحياة تغلب فيها مشئية الله
وتجري حسبما تكون لا كما نود ...





تقديري

Post: #42
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: سناء عبد السيد
Date: 04-13-2009, 10:05 PM
Parent: #41

Quote: مواقف الناس لا تورث ...
وكذلك قناعاتهم وخياراتهم إن كانت لجئت هنا كاره للرجل وعهده
لكن القصة التي يوثق لها هنا في جوهرها قصة اصدقاء كما قلنا
جرت مقاديرهم بعكس ما تمنوا ...

وهو موقف يخصني وحدي كما قلتي
ففي بالى تلك السنوات التي عشت بوعي طفولتي فيها تداعيات نفس القصة
وذلك الفان البيجو الذي كان كثير ما يزور بيتنا ورجال امن الدولة وهم يقلبون في مكتبة والدي رحمة الله ويأخذونه معهم

لكن لم اتلقي أى تربية تغذي في داخلى ثقافة الكراهية أو الحقد على احد
لو كنت رائت الرجل بتلك الرؤيا ذات يوم تظل رؤيا طفولية ...
تماما مثل الوعي الذي تكتبين به مداخلتك

ودعائي له بالصحة وطولة العمر ليس لامر متعلق بالسياسة وأفعالها
لكنها المعرفة الاسرية بالرجل وعائلته ثم معرفة له ولبعض من رجالات مايو عن قرب
ولحظتها لم يكن في السلطة ... وبلغ الان من العمر ما بلغ لا يصّح له بغيرها



الأخ عبد الناصر

من نعم الله علينا أن لم يجعل للبغض و الضغائن روائح تفوح , و الا لما جلس أحد بجوار أحد

ان تكن جلست جوار هذا الطاغية و أحببته و آنسته فقد جلس قبلك أصدقاءه و أصفياءه فأحسوا

ما أحسسته انت ففعل بهم ما انت تعلمه و ما يتم التوثيق له الآن .


انا لم ارى العربات او رجال الامن الذين كانوا يأتوا للبحث عن والدي اطال الله عمره زمن الطاغية

و لم اذكر اي حدث تم في عهده غير يوم الانتفاضة ,كنا نلعب نحن مجموعة اطفال في الشارع و بدأنا

في الصياح احسسنا بشي حارق في اعيننا و التف حولنا الاهل و الجيران في ذهول ماذا حدث لهؤلاء

الأطفال ؟؟ ونحن نصيح الشطة الشطة و سرعان ما بدأ الكبار يستشعروا نفس الشيئ فكان ان سمعنا ده

البمبان عربات البوليس لافة في كل مكان و

البعض الاخر يصيح قالوا نميري شالوا و انطلقت الزغاريد من هنا و من هناك و علت الهتافات

السفاح شرد .... و نحن الصغار لا ندري سبباً لهتاف الرجال و زغاريد النساء و ما علاقة الشطة التي في اعيننا بكل هذا




و مثلك أيضاً لم اتلقى اي تربية للكراهية و البغض و لا يمكن ان تحسب كره الظلم على انه تربية

ربنا لا يحب الظالمين وعدهم ظلمات و عذاباً اليما , ان كنت رأيت الرجل كان طاغية في نظرك برؤياك

الطفولية فقط و اليوم تراه ملاكاً , فاحسن ان تنظر له برؤياك الطفولية تلك فهي اصوب

قد يكون معك حق فأنت لست احد ابناء الشهداء و ليست ارامل الشهداء بقريبات لك

ولكي لا أطيل عليك أكثر أدع له الله بأن يغفر له و يهديه فالرجل ما زال يكذب ولو سنحت لهه فرصة

لواصل في بغيه



تقديري

Post: #43
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 04-13-2009, 10:11 PM
Parent: #42



Quote: ان كنت رأيت الرجل كان طاغية في نظرك برؤياك

الطفولية فقط و اليوم تراه ملاكاً , فاحسن ان تنظر له برؤياك الطفولية تلك فهي اصوب

قد يكون معك حق فأنت لست احد ابناء الشهداء و ليست ارامل الشهداء بقريبات لك

ولكي لا أطيل عليك أكثر أدع له الله بأن يغفر له و يهديه فالرجل ما زال يكذب ولو سنحت لهه فرصة

لواصل في بغيه


تقديري


أختى الفاضلة لا أرى الناس مطلقا ملائكة او شياطين
ولا اميل لمحاسبتهم بما أخطؤ أو الإطراء عليهم بما اصابوا

في النهاية له رب يتولى حسابه........

وللشهداء الرحمة
جميعهم لهم مكان بوجداننا


تقديري



Post: #44
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-14-2009, 10:29 AM
Parent: #43

Quote: وكيف كانت قصة عودة مايو للسلطة
_كنت اخطط مع من معي من الضباط طريقة للهروب من الاعتقال في ذلك الوقت سمعنا صوت ضرب نار ثقيل جدا واتجهت دبابة نحونا واطلقت النيران قلت لزين العابدين رحمه الله يجب ان نخرج لنستطلع الامر قال لي سيضربونك قلت له اعتقد ان الامر انتهي وكان الضرب علي القصر ثقيل جدا
_ وخرجت وتسلقت السور (( سور القصر )) وجدت سيد خليفة الفنان وكان علي متن عربة حمراء قادني فورا وبسرعة الي المدرعات في الشجرة وجدت ان كل القوات كانت مع مايو واعاد الشعب مايو مرة اخرى هناك في المدرعات وجدت هاشم العطا وكان مقبوضا عليه وكان يرتدي جلبابا ومشدود الوثاق فأخذوه للحراسة وتوالي القبض علي منفذي يوليو من المدرعات بعدها توجهت للتلفزيون وخاطبت المواطنين من التلفزيون وانا ارتدي بدلة احد الرقباء



روى لى أحد العساكر الذين اقتحموا القصر يوم 22 يوليو برفقة المقدم يعقوب اسماعيل قائلاً انهم كانوا 14 عسكرى فقط برفقة المقدم يعقوب ووصلوا للقصر من بوابته الرئيسيه وأن السبب المباشر لتحركهم جاء بعد 19 يوليو وكان بسبب استفزازهم بهنقر المظلات بالقيادة العامه عندما خطب فيهم الرائد هاشم العطا قائلا (إنتو طبعاً بتاعين الباسطه وبتاعين زين العابدين وقام جنوده بتجريدهم من سلاحهم ولم يتم حتى ترحيلهم لمنازلهم بل اوصلوهم حتى المحطة الوسطى وكان العسكريون فى ذلك الوقت يتم ترحيلهم من وإلى منازلهم بعربات الجيش.) مثلما فعل الهاموش مع عساكر المدرعات ...وتم التحضير لهذا التحرك وتنفيذه بالفعل خلال وقت وجيز

اولا لم يتجرأ أحد من الضباط فى تلك اللحظات أن يدنو من القصر عدا المقدم يعقوب من الناحية الشماليه (للبوابة الرئيسيه ) للقصر والملازم حماد الاحيمر وهو من أمهر الرماة الذين عرفهم الجيش من الناحية الجنوبيه بالتزامن مع يعقوب وكان البورية الاحمر هو العلامه المميزة لهم...وعند وصول الاحيمر للقصر قام بضرب أحد القُلل أعلى جدار القصر وصاح فى عساكر الحرس طالبا منهم تسليم اسلحتهم قائلا ( أنا حماد الاحيمر وكلكم بتعرفونى ...)
نميرى وجماعته قام عريف شلكاوى من سلاح الاسلحة باطلاق سراحهم وتركهم قابعين فى حديقة القصر ولم يكن يعرف كيف يتصرف فيهم سأل يعقوب عماذا يفعل بهم ...طلب منه فى البدء تجريد افراد الحراسة من سلاحهم ...تمت ترقية هذا العريف لرقيب أول لاحقا
ابو شيبه كان متمترسا فى بيته (ميز ضباط الحرس الجمهورى لاحقاً...لا وجود له الآن) أخبره يعقوب بأن الأمر قد انتهى وطلب منه التسليم وترك على باب منزله رقيب بسلاحه ليأخذه للقياده عند خروجه وكان معه رقيب آخر
صلاح عبدالعال تحول 180 درجه عندما منعوه من دخول القيادة العامه فى اليوم التالى للانقلاب ...
لم تجد المدرعات التى وصلت لبيت الضيافه أى مقاومه فقد كانت الصدمه قوية ودفعت الحراس للهروب

Post: #45
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: سالم أحمد سالم
Date: 04-14-2009, 12:57 PM
Parent: #44

شهادة صغيرة ..
قد تكون مفيدة
فالتوثيق هو تحميع الحقائق الصغيرة

أروي هذه الشهادة لأنني سمعتها من صاحبها ..
جندي بسيط اسمه خلف ..
كان حاضرا محاكمة الشهيد الشفيع أحمد الشيخ ..
قال: الشفيع كان واقفا وقد استند على يديه على الطاولة
قالك غسروا السونك على ظهر كفّه المسنودة على الطاولة.. لكنه لم يرمش ولم يحرك يده ..
قال: أبو القاسم محمد ابراهيم شتم الشفيع وقال له يا كهنة
قال: الشفيع رد عليه كهنة دي عندكم في الجيش

لم أكن أعرف معنى كلمة (كهنة) فسألت عنها الجندي ..
أجابني الجندي: الكهنة قطعة قماش وسخانه ننظف بها السلاح ..

قال الجندي: لما شفت ده غلى الدم في راسي .. مسكت سلاحي على صدري شديييد وطلعت ..

انتهت الشهادة

هذا ما سمعته من ذلك الجندي بالنص تقريبا لكني لا أملك أداة للتحقق مما قال
لذلك لا أمكل إلا تقديم روايته

Post: #46
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: نوفل عبد الرحيم حسن
Date: 04-14-2009, 04:45 PM
Parent: #45

الاخ sourketti
معك نتابع هذا التوثيق لتلك الحقبه المهمه من تاريخ السودان
ونستأذنك في نقل بعض الصور الي بوست الزميل ماضي ابو العزائم

أعلام و أماكن صور نادرة (2)


لمزيد من الحفظ والتوثيق
معزتي

Post: #47
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-14-2009, 10:09 PM
Parent: #46

الحقائق التى إجتمع عليها الشهود خاصة الاعداء منهم(نميرى وزمرته) ولدرجة المؤكد ومنهم شخصى الضعيف أن الضباط الثلاثه الذين كانوا على رأس هذه الحركة التصحيحية كانوا على درجة عاليه من الخلق والثبات والانضباط العسكرى والوعى واليكم هذه القصاصات عن سيرة هؤلاء النفر ...الذين تم دفن محاكماتهم مع اجسادهم دون أن يسمع لهم أحد (حصِل بسرعه هات الاشرطة إنت عاوز تخرب بيتى ياقدع....العقيد أحمد محمد الحسن رئيس فرع القضاء العسكرى ومهازل الشجرة)

عندما بدأ مجلس ثورة مايو بالشروع فى تأميم المؤسسات والشركات لم يكن الرائد هاشم العطا وجماعته راضين عن كثير من مثل هذه التجاوزات فذهب ذات يوم لأحد معلميه فى الكلية الحربية وهو من الضباط المشهود لهم بالكفاءة والضبط والربط وكان يُسمى (الطوبجى) لحزمه وعسكريته كان من أول الضباط الذين أُحيلوا للمعاش لرواسب سابقه مع اولاد عبدالحليم منذ منتصف الستينيات عند تململ الضباط فى الجنوب فبما عُرف بحركة جوبا عام 1964م..حضور هاشم العطا لمقابلة هذا الضابط المعاشى بمنزله يعنى أنه وزملاؤه لم يكونوا راضين عن مثل هذه الاحالات التعسفية التى تصدر عن مجلس مايو(كانت احالة تعسفيه لاسباب شخصية من نفر نشاذ يدير الامور من خلف الكواليس لصالح المخابرات الاجنبيه فى المؤسسة العسكريه) وأن بحثه عن مثل هؤلاء الضباط (غير الشيوعيين) يعنى توخيه للكفاءة قبل الولاء فى الاختيار...
طلب هاشم العطا مقابلة هذا الضابط بمنزله ولكن الاخير رفض مقابلته وكان فى ذلك الوقت يشاهد التلفزيون بجانب والدته والتى طلبت منه بالحاح مقابلته فرد عليها (ديل كلاب يا أمى) وعند وقوف هاشم بجانب معلمه حياه تحية عسكريه وسلم عليه ولكن الاخير رد عليه دون أن يلتفت أهلاً ولم يتحرك من مرقده فقال له ( سعادتك عاوزك لدقيقتين) رد عليه معلمه (إتكلم أنا سامعك) طلب هاشم من معلمه الخروج معه للشارع فخرج ..قال هاشم(سعادتك نحنا قررنا نسلمك اللجنة المختصه بالتأميم والمصادرة رد عليه معلمه (إنتو ما بتنفعو معاى ) قال له هاشم سنحاول وأنت حر فيما تتخذه من قرارات ...حضر المعلم لمنزله فى اليوم التالى وهو يقود عربه مرسيدس من الشركات التى تمت مصادرتها وفى اليوم الثالت لعمله حضر اليه أحد الاقباط وهو يبكى ويحمل بيده كيساً كبيراً مملؤاً بالمستندات التى تثبت مشروعية ثروته ...تأثر المعلم وعلى الفور أعاد العربه لمجلس مايو وكرر عليهم مقولته (قلت ليكم من البداية مابتنفعو معاى)...
تم اعتقال هذا الضابط وأُودع زنزانة منفردة بسجن كوبر لاتهامه فى محاولة انقلابيه ولكن قام فاروق حمدالله وهو وزير للداخليه باطلاق سراحه...

كان أحد العقداء من رؤساء الشعب بشئون الضباط يقضى وقت نوبتجيته فى قراءة الملفات العاديه والسريه للضباط ولفت إنتباهه المستوى الرفيع والتقادير الممتازة للرائد هاشم العطاالتى كُتبت عنه بواسطة قادته...


Post: #48
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-14-2009, 10:20 PM
Parent: #47




Post: #49
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-15-2009, 02:39 AM
Parent: #48

افادات الجنرال احمد طه


Quote: هى ارادة الرحمن ..أبقت على أب عاج وزينكو وابليس ..... وأتت بالذين لاندرى من اين أتوا ..وحرمت السودان من ابناءه الاوفياء
هاشم وفاروق وبابكر وبقية العقد الفريد . ليتكم شهدتموهم وهم يواجهون الموت النبيل لتعرفوا قدر أولئك الرجال .
عندما حانت لحظة الاعدام العشوائى الذى لم يراعى فيه ابسط الاجراءات القانونيه والانسانيه المفروض اتباعها عند تنفيذ حكم الاعدام .. مثل عصب العيون ..وتحديد مكان القلب بشارة ملونه ..وربط المحكوم عليه على عمود ..وتحديد سلاح واحد يلقم بالذخيره الحيه لايعرفه حتى فريق تنفيذ الاعدام الذى يكون بقيادة ضابط يحمل مسدسا محشوا للاجهاز على المحكوم عليه .. ويكون التنفيذ بحضور قاضى ورجل دين .. هكذا ينفذ حكم الاعدام حتى عند النازيين والفاشست .
أخذوا هاشم الى ميدان الرمايه < الدروه> .. كانت السماء ملبدة بالغيوم و الشمس مائلة للغروب والارض معطنة با لطين الممزوج برائحة الموت الذى شهده نفس المكان الذى تم فيه اعدام الذين سبقواهاشم ..الهاموش ..اب شيبه..بشير عبد الرازق... ودالزين.... أحمد جباره .. الحردلو
كلهم أدهشوا الموت وجلاديهم بثباتهم الخرافى .
وسط صراخ الجند الهستيرى وولولتهم وزعيقهم واطلاق زخات الذخيره فى السماء فى جو احتفالى يذكرنى بطقوسيةالقتل عندالقبائل البدائيه.
طلبوا من هاشم التوجه نحو الدروه.. ردد هاشم الشهادتين بصوت خفيت
واخرج علبة سجائر اشعل منها سيجاره اخذ منها نفسا عميقا واستدار نحو الدروه .....................................

وما أن أعطاهم ظهره حتى انطلق الرصاص من كل حدب وصوب نو البطل

الشامخ ... شارك معظم الحضور من الجند فى المجزره حرصا منهم على تلطيخ اياديهم بدماءه الطاهره
أول الزخات هشمت فكه ..وقبل ان يسقط على الارض كانت آلاف الطلقات قد اصابت جسم الشهيد واستمر الضرب عليه حتى بعد موته حتى لم يبق مكان فى جسمه لم تطالهرصاصات الجند حدث ذلك فىمعسكرالمدرعات بالشجره

أما فاروق وبابكر.. أخذوا صباح اليوم التالى فى عربة جيب روسى
متهالك تحت حراسه مشدده الى منطقة الحزام الاخضر يصحبهم بعربة
أخرى فريق الاعدام المكون من جمهرة من الجند ومعهم ضابط نبيل اجبرته ظروف مهنتهعلى مواجهة هذا الموقف ..طالما تعاطف هذا الضابط مع الشهيدين عندما كانا تحت حراسته اثناء فترة اعتقالهما فى مكتب بقيادة المدرعات وامنوه على كثير من اسرارهم التى لم يفصح عنها حتى الآن.... بل وحمل بعد ذلك كل علب السجائر الفارغه التى كتب عليها بابكر رسائله الى ابنته وسلمها للاسره .
طلب منهما التوجه نحو الحزام الاخضر فرفضا المثول للامر ورفضا اعطاء ظهورهم لجلاديهماوطلبا أن تطلق النار على صدورهما .. فلما تردد الجند- انفعل فاروق ومزق زراير قميصه وهو يصرخ ويتقهقر للخلف مواجها الجند ويشير الى صدره.. أضرب هنا ..أضرب هنا .. أضرب هنا
وصار يهتف عاش السودان حرا مستقلا.. عاش السودان حرا مستقلا .....
عاش ا ل س ود ان... ح ر ا ...م س ت ق لا ....حتى اسكتت صوته زخات الرصاص تماما .. وكانت قدقضت على رفيقه بابكر فى نفس الوقت ...
حاورت جريدة البيان الامارتيه اللواء عمر محقر الذى كان سكرتيرا للسفاح نميرى.... وتوج محقر نفسه بطلا لكل الاحداث ولم اشأ أن ارد عليه لان الاحداث الذى تطرق اليها لم توثق بعد والذين صنوعها لازال عدد كبير منهم على قيد الحياة .. اعرفهم جميعا وأعرف الادوار الذى قاموا بها وأسأل الله أن يعيننى لتجميع الاوراق المتناثره حتى تتملك الاجيال القادمه حقيقة ما حدث .
أكد محقر فى حواره بأن < محمد جباره > هو الذى قتل الناس فى بيت الضيافه... فما دريت كيف يؤكد فعله وهو الذى لايعرف اسمه الصحيح .
عندما تم اعتقال احمد جباره احضروه لنا فى حراسة رئاسة اللواء الثانى دبابات.
كان فى ذلك المكان الضيق عدد كبير من الضباط المعتقلين أذكر منهم عبد المنعم الهاموش-بشير عبد الرازق-احمد الزين- وعددكبير من الضباط يقارب عددهم العشرين .
فجأة ظهر احد الجنودامام سيخ باب الحراسه وهو فى حاله هستيريه وعمّرسلاحه ووجههه نحونا بأنفغال شديد وهو يصرخ ... كتلتوهم يا .............فشب فيه المساعد المريود مساعد تعليم اللواء الثانى وصارعه حتى صرعه وتمكن من السيطره على سلاحه... أراد الهاموش
تعدئة الموقف فطلب من الجميع الثبات فى مواجهة ماسيحدث وختم حديثه
قائلا..<الزارعه الله فوق الحجر بتقوم>.
احضروا بعد ذلك احمد جباره وضموه للمجموعه . فى حوالى الساعه الثانيه صباحا تم تصنيف المعتقليت من جديد وضمونى للقائمه ب وأخذونا الى مكتب العقيد سعد بحر حيث كنت اعمل اركانحرب لقائد اللواء ..كان المكتب محاطا بمجموعة من الجنود المسلحين ومعهم دبابه.
وقتها كان الحابل مختلطا بالنابل ولايعرف احدا من هو الرئيس ومن المرؤس لان الرتب العسكريه لم تكن تعنى شيئا خاصة بعد انتقلت المبادره للصف والجنود وبعض الضباط الصفوفيين من ذوى الرتب الصغيره ولم يكن للضباط شأن فيما حدث خاصة فى مرحلة الانطلاقه الاولى وجاءت بعدهاالبطولات الزائفه من محقر وأمثاله .
ميزت من الضباط احمد جباره - عبد العظيم عوض سرور وكان يرتدى زيا كاكيا حتى بعد تغيير الزى الى اخضر ..يبدو ان كل المجموعة التى كانت فى جبيت لم تتمكن من تغيير الزى منهم عبد العظيم. كان معى من رئاسة اللواء الثانى دبابات دفعتى الملازم المعز عمر احمد يوسف الذى كان متماسكا عكس النقيب مهندس شوقى الاشقر الذى كان يبدو عليه الاضطراب... من المدرعات كان هناك الرائد عز الدين حسن هريدى والمقدم كيلانى وغيرهم.
كان اول شىء فعله احمد جباره وضع مسند تحت رأسه واستسلم لنوم عميق
مصحوبا بشخير .. نوم لايزور من قتل نفساولكنه نوم من ادى واجبه بغض النظر عن النتائج . كانت صورة احمد جباره وهو فى نومته تلك تلوح امامى كلما تحدثوا عن اتهامه هو وصديقه الحردلو ذلك الضابط النبيل ودالناس الذى رموه بالفعل زورا ..لازال هناك احياء ممن نجوا من بيت الضيافه لماذا لاتسنطقونهم ليقولوا حقيقة ماجرى بعد ان استعجلوا اعدام الحردلو واحمد جباره .
عندم اصبح الصبح بعد ليلة لم ينم فيها سوى جباره حتى بدأت مكبرات الصوت المنتشره فى كل مكان من معسكر الشجره باعلان اسماء الضباط الذين تم تعيينهم اعضاء فى ا لمحاكم العسكريه منهم كيلا نى وهريدى الذين كانوا معنا رهن الاعتقال وفرحا ايما فرح بهذا التعيين الذى انقذهم من مصير مبهم.
فجأه حضر احد الضباط ومعه حرس من العساكر واصطحبوا احمد جباره من بيننا..بعدها بوقت قليل سمعنا صوت الذخيره وعلمنا ان احمد جباره قد اعدم....كان الفاصل يسيطا بين اصطحابه واعدامه ..كأنهم ارادوا اعدام حقيقة ماحدث فى بيت الضيافه الذى اتهموا احمد جباره والحردلو بتصفية الذين كانوا فيه.
بعد عدة ايام وبعد التحقيق معنا بواسطة العميد احمد محمد الحسن الذى كان مديرا لفرع القضاء العسكرى والذى ترأس المحكمه الصوريه التى قضت بأعدام الشهيد عبد الخالق ..تم اطلاق سراحنا لعدم ثبوت الادله فخرجنا لنشهد بقية مسلسل المآسى منها محكمة عبد الخالق .
اما عبد العظيم عوض سرور ذهب الى السلاح الطبى بعد اطلاق سراحه فصادفه هناك احد مجلس قبادة ثورة نميرى فأشار الي انه هو الضابط الذى اعتقلهم فألقوا عليه القبض من جديد وحوكم بعشرين سنه سجن قضى جزء منها فى كوبر ودرس أثناءها الحقوق ومارس مهنة المحاماة بعد اطلاق سراحه

Post: #50
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: رأفت ميلاد
Date: 04-15-2009, 07:27 AM
Parent: #49

شكرآ سوركتى .. متابعة لصيقة

والقصيدتين مهداه الى مكتبة إبراهيم عدلان الغنية










Post: #51
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-15-2009, 04:20 PM
Parent: #50

فى طريقه للمحكمه ...بالجلباب الابيض والسفنجه






وبعد أن سمحوا له بتغيير ملابسه بالملابس التى تم إحضارها له من منزله




Post: #52
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-15-2009, 04:49 PM
Parent: #51

عندما أُحضر الرائد هاشم العطا للمثول أمام المحكمه التى قضت باعدامه كان ثابتاً وكان يرتدى زيه العسكرى (وليس جلباباً أبيضاً) وذلك بعد القبض عليه بالحلة وكان يبدو عليه الارهاق الشديد وكان مقيداً ومحاطاً بجنود المدرعات وكانت لياقة قميصه قد تدلت قليلاً عن كتفه بالجانب الايسر ولم يبدو عليه أى أثر للضرب أو التعذيب من الخارج فقد كان الرجل ضابطاً مهاباً ويتردد كثيراً من تراوده نفسه بالقرب منه أو إذلاله ...

لم تتعدى محاكمته أل 45 دقيقة وكانت التهم الموجهه إليه من مواد القانون العسكرى واضحة ومُثبته وهى التهم الخاصه بجمع المال أوالرجال بطريق مباشر او غير مباشر بغرض تقويض الحكم والدستور(؟؟ وكأن القائمين عليه قد أتوا بغير الطريق ..سبحان الله ...)
قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير ) صدق الله العظيم

لم ينكر التهم التى وجهت اليه وعند سؤاله عما يمكن ان يقدمه لتخفيف الحكم عليه تحدث عن وطنية ونضال اسرته من آل الدعيته منذ زمن طويل وارتباطهم بالجيش وعن الهدف من القيام بحركته وهو تصحيح مسار مايو ولم توجه إليه أى تهمه لما حدث فى بيت الضيافه ...

عند خروجه من المحكمه وفى الطريق للدروة قام الجنود الذين تم شحنهم باسلوب لوجستى مميز وبالدعايات وصور القتلى فى بيت الضيافه التى تم تثبيتها على جزوع الاشجار وحيطان المعسكر استغلالاً لسذاجة العسكر البسطاء وولائهم لقادتهم وحتى بوضعها على ترابيز المحاكم ...قام هؤلاء الجنود باطلاق الجبخانه عليه من الخلف وبالرغم من ذلك تم حمله للدروة لتكملة اجراءات الاعدام رمياً بالرصاص وبصورة انتقاميه فظيعة...

Post: #53
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: lana mahdi
Date: 04-15-2009, 08:55 PM
Parent: #52

Quote: الرجل المدني الذي تعنيه
هو السيد بابكر عوض الله
كان رئيس القضاء في فترة الديمقراطية الثانية
استقال من منصبه إحتجاجاً على عدم إعتراف الحكومة ممثلة في رأس الدولة ( السيد إسماعيل الأزهري ) ورئيس مجلس الوزراء وقتها ( السيد الصادق المهدي ) بقرار القضاء الذي نص على عدم دستورية حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه المنتخبين من الجمعية التأسيسية الذي صدر عن الجمعية التأسيسية أثر حادثة معهد المعلمين العالي الشهيرة
.
التاريخ لا يرحم
بعد كم وأربعين سنة يكتب في سودانيزأونلاين ما حدث من حل للبرلمان و طرد نواب منتخبين ديمقراطياً

Post: #55
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-15-2009, 10:44 PM
Parent: #53

Quote: كانت صورة احمد جباره وهو فى نومته تلك تلوح امامى كلما تحدثوا عن اتهامه هو وصديقه الحردلو ذلك الضابط النبيل ودالناس الذى رموه بالفعل زورا ..لازال هناك احياء ممن نجوا من بيت الضيافه لماذا لاتسنطقونهم ليقولوا حقيقة ماجرى بعد ان استعجلوا اعدام الحردلو واحمد جباره .
عندم اصبح الصبح بعد ليلة لم ينم فيها سوى جباره حتى بدأت مكبرات الصوت المنتشره فى كل مكان من معسكر الشجره باعلان اسماء الضباط الذين تم تعيينهم اعضاء فى ا لمحاكم العسكريه منهم كيلا نى وهريدى الذين كانوا معنا رهن الاعتقال وفرحا ايما فرح بهذا التعيين الذى انقذهم من مصير مبهم.
فجأه حضر احد الضباط ومعه حرس من العساكر واصطحبوا احمد جباره من بيننا..بعدها بوقت قليل سمعنا صوت الذخيره وعلمنا ان احمد جباره قد اعدم....كان الفاصل يسيطا بين اصطحابه واعدامه ..كأنهم ارادوا اعدام حقيقة ماحدث فى بيت الضيافه الذى اتهموا احمد جباره والحردلو بتصفية الذين كانوا فيه.


أسرار وخبايا وحقيقة ما حدث فى بيت الضيافه يعلمها بالفعل ضباطاً وجنوداً كانوا فى مسرح الحدث أُُخرصت أصواتهم وجُُمدت ضمائرهم فى ذلك الوقت ونفذ فى بعضهم قول المصطفى عليه الصلاة والسلام (من نصر ظالماً سلّطه الله عليه ) بشهادة الزور التى تقدم بها البعض فى حق زملائهم رفقاء السلاح ...الاحياء منهم يتابعون ما يُنشر فى كل وسائل الاعلام ويرتجفون مع بداية كل يوليو عندما تجتر الصحف سيرة هذه المجزرة وقد تعاهدوا فيما بينهم على ذلك ويقيم
بعض الاحياء منهم فى الخليج يظنون أنهم سيفلتوا من عقاب الحى الواحد الديان وذنب أرواح هؤلاء النفر من العُزل ومن أُخذوا بجريرة ذلك الذنب الكبير وقد نسوا أن أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة هو الدم ...

من مآسى تلك الفترة أن ضباط الصف الذين كانت لهم اليد الطولى والآمرة فى ذلك الوقت بالشجرة كانوا يأتون لاعضاء المحاكم العسكريه ويسألونهم (سعادتك ماعاوزين شهايد) والمقصود شهود...

Post: #54
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: محمد مختار جعفر
Date: 04-15-2009, 10:29 PM
Parent: #52

سوركتى والمتداخلين والقراء ..
سلام وتحيه ..

تابعت ما كتب فى هذا البوست التوثيقى الهام
ولأنى كنت شاهد عصر ، سوف أورد بعض اللحظات
عن تلك الأيام التى لا تنسى وستبقى فى ذاكرة
الأيام والتاريخ ، لما فيها من أحداث درامية شجاعة أصيلة ..
كنت وقتها أعمل بتلفزيون السودان ، قسم الخدمات
الإنتاجيه أنا والأخ الفنان / إدمون منير ، فى مكتب واحد
عندما تأخر الأخ إدمون فى ذلك اليوم ، ودخل علينا ثلاثة
ضباط بعد صلاة المغرب يحملون صورا
لأعضاء المجلس وأذكر منهم معاويه أحمد إبراهيم وخالد الكد
وبابكر النور وفاروق حمد الله وهاشم العطا وباقى ضباط حركة
يوليو 1971 لإنزالها وليس فى الإرسال غير المارشات العسكريه ،
وخلف كل صورة سيرة ذاتيه مختصرة لكل منهم ، ( تاريخ تخرجه من الكليه
العسكريه ودراسته ودوراته الخ .. )
كان ذلك فى أول يوم للإنقلاب الذى جرت أحداثه
بعد الظهر وقبيل العصر ، .. ولا أنسى الوقت
الذى أتى فيه هاشم العطا لإذاعة بيانه بعد الساعة التاسعة
ليلا ، عشنا لحظات عصيبه ننتظر مقدمه ...
.. كان باديا عليه الإرهاق والجهد والعرق يتصبب منه
إصطف كل المذيعين بالتليفزيون عند المدخل الداخلى للتليفزيون
وهم يصفقون بحرارة لهاشم العطا أذكر منهم المذيعة عفاف صفوت
وأحمد قبانى وحسن عبد الوهاب وعبد الله فضل السيد وصلاح السيد ، المخرج
وحمدى بولاد وعدد ممن تواجدوا معنا فى تلك الليلة قبل إذاعة
البيان، وأذكر هذه العبارة لهاشم العطا واصفا زملاءه المايويين،
وهو يلقى خطابه:( تلك الطغمة التى صارت تنثر الترقيات يمينا وشمالا ،
لا تراعي الكفاءة إلا ما ندر .. ) وأخذ جرعة ماء من الكوب البلاستيكى
الذى أحضر له على عجل ، وتابع خطابه ذلك ..!!
كان مبتلا بالعرق تماما والإجهاد باديا عليه أتى بعربة بلاندروفر صغير
الى مبنى التليفزيون وحوله عدد من العسكر مدججين بالسلاح تحرسه عربتين ،
والذين قالوا أنه كان مضطربا ،
كذبوا لأنهم بنوا على الحالة التى شاهدوها أثناء إلقاء الخطاب ،
و كنا نقف بداخل الأستديو بالقرب منه لم نر أشجع من هذا الرجل أبدا
حتى لحظة دخوله المبنى لم ينسى الجانب المعنوى لمستقبليه ، بل بدأ من
أول الصف يهنينا و يشد على أيدينا فردا فردا قبل دخوله،
وأذكر عبارته وهو يقول لنا ( أعصابكم .. إعصابكم ..)
ذلك المشهد لم أنساه أبدا ..
ألا رحمه الله وأحسن مثواه .. آمين ..

محمد مختار جعفر


Post: #56
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-16-2009, 10:08 AM
Parent: #54

الاخ محمد مختار
لك التحية والود وللاخوة المشاركين جميعاً ود/بيان

كل من عاصر وشارك مع هؤلاء الضباط فى تلك الايام حتى الذين قاموا بالتحقيق والمحاكمات شهدوا ببطولة وثبات هؤلاء الرجال ...

Post: #57
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: الرفاعي عبدالعاطي حجر
Date: 04-16-2009, 10:36 AM
Parent: #56

Quote: صورة وصية الشهيد بابكر النور التي كتبها علي خلفية علبة البنسون


شكرا سوركتي ولك التقدير

ارجو من الاخ عدلان ان يكتب الوصية ان كان مستطيع قرائتها فقد استعصي على الكثير قراءتهاشاكر لذلك مقدما

تبقى ياسوركتي ان صفحة من تاريخ الرجال الأفذاذ قد انطوت اي كان مذهبهم السياسي فموت الابطال في الشجرة

مثله نموذج من الرجال قل ان يجود بمثلهم الزمان فاليوم نشهد الكذب والضلال والتضليل بل والخوف من الموت

من الذين قتلوا بأياديهم الملوثة والقذرة اشرف الشباب وما تم ذلك في ساحة من ساحات الوغى بل في بيوت الاشباح

التحية لكل من مات فداء مبدأ او شرف او كلمة حق التحية لزملاء ورفاق محمد احمد الزين ذلك الرجل الذي ذهب الى

معسكر الشجرة في كامل هندامه وبشجاعة الرجال رفض عرض النميري انذاك بان يكون شاهد ملك ويسلم من الموت ففضل الموت

على البقاء ذليل كيف تكون الرجاة والبسالة والجسارة ان لم تكن كذلك .

بوست يجب ان يضع الحقائق بين ايادينا ما استطاع لذلك اي صاحب معلومة ... حتى يُماط اللثام عن كثير في تلك الحقبة .


تقديري مجدداً للجهد الكبير في التوثيق من قبل كثر .


....................................................................................................حجر.

Post: #58
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-16-2009, 05:57 PM
Parent: #57

كان الاستاذ عبدالخالق محجوب مختبئاً فى مقابر أحمد شرفى وكان يرتدى جلباباً أبيضاً وعمامة على رأسه وكان يخرج فى الليل لشراء الفول من سوق ودنوباوى ...
تم القبض عليه وأُحضر لمدرعات الشجرة ولما كانت الرغبة جامحه فى معرفة أسرار وخبايا الحزب الشيوعى وهو أمينه العام طلب العقيد عبدالوهاب البكرى المنوط به التحقيق معه السماح بنقله إلى المكتبه وهى كصالون أكثر فسحة من القرقول وقام بتوفير الاوراق والاقلام له مع ثيرموسين من الشاى والقهوة وعلب السجائر طالباً منه الإجابه عن الاسئله الخاصه بدور الحزب فيما حدث ...ولكن المحقق للآسف قام باغلاق الباب عليه وأخذ المفاتيح معه مما صعب على الرجل أمر قضاء الحاجه حتى اليوم التالى ...
كانت الاجابات تتلخص فى ثلاث محاور كان المحور الأول فيها يخص الحزب بصفه عامه وباسهاب عن مدى ملاءمة هذا الفكر للشعب السودانى المتعدد الاعراق والاصول والاثنيات..والمحور الثانى كان يتعلق بالحدث (يوليو 1971) وأما الثالث فقد كان مخصصاً للمحقق شخصيا...
عندما قابل نميرى حاول الآخير أن ينال منه قائلاً (قالوا لى بتشرب ويسكى ؟؟بتحب ياتو نوع ) وكان رده (ما تيسر) دون تحديد...ً

وأثناء التحقيق مع الشفيع دخل ابوالقاسم محمد ابراهيم عليهم (الشفيع والبكرى) وطلب أن يأخذ الشفيع فليلاً للخارج قائلاً (سعادتك عاوزين الراجل ده شويه) طلب البكرى منهم الانتظار لحين الانتهاء من التحقيق ولكنهم أصروا على أخذه وذهبوا به إلى آخر البرندة وتحت شجرة قاموا بضربه بالبوت حتى تهشمت نظارته وأُصيب بين عينيه فأسرع البكرى لأخذه وأحضر له 3 نظارات قراءة بدلاً عن نظارته فوجد الأنسب وأخذها ...ليتواصل التحقيق معه فى اليوم التالى حيث وجدوه فى حالة صعبه بعد أن أخذه ابوالقاسم وجنوده مرة أخرى من القرقول وأعادوا الكرة مرة أخرى ...
كان السؤال المباشر للشفيع (فى الاجتماع الأخير قبل الانقلاب إنت لم تؤيد الانقلاب كما ذكرت وخرجت ومعك سورج قبل نهايته...سورج بلغ إنت ليه لم تُبلغ ) قال الشفيع :(لأن أحد أعضاء مجلس ثورة مايو كان حاضراً بيننا ...(وكان يشير لأبوالقاسم)

Post: #59
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: محمد مختار جعفر
Date: 04-16-2009, 08:14 PM
Parent: #58

مهما يكن من أمر فالتاريخ يشهد على شجاعة أمثال هؤلاء من
الضباط والمدنيين القادة ، ولكنى أعجب كثيرا وأتساءل
بعد أن مضت كل هذه السنوات ، عقود من الزمن الطويل ، لم نسمع
أو يخرج إلينا كتاب من جلاديهم ومعذبيهم الذين كتب الله لهم العيش
والحياة الى اليوم وهم بيننا لم يرف لهم جفن أوتأخذه خشية أو أسف
أو مجرد ندم يسطرونه ، ليمحوابه بعضا من آثار ألم لحقت بنفوس من
ترملوا وتأتموا بعدهم ..!!!
.. كم كانت زوجة الشهيد بابكر النور صامده وهى تروى على مسامعنا
قبل أسبوعين فقط من الآن بالنادى العربى بالشارقة كيف كانت محنة تلك
الأيام وهى صابرة مصابرة راضية بقضاء الله وقدره ، تلكم هى الأم المثالية بحق
فى تكريم يوم المرأة العالمى ، وقد أحسنوا شباب نادوس بالشارقة عندما دعوها مع من
دعو من نساء بلادى ،
ما أقسى الإنقلابات العسكريه فى بلادنا وما أقسى ثورات الإنتقام من أبناء البلد
الواحد فى الوطن الواحد ..
وتحيتى ..
محمد مختار جعفر




السيدة / الخنساء سوار الدهب زوجة الشهيد بابكر النور ، مخاطبة جمهور الحفل
فى يوم المرأة العالمى بالشارقة / أبريل 2009

Post: #61
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: محمد مختار جعفر
Date: 04-16-2009, 08:37 PM
Parent: #59




فى الوسط إبنة الشهيد / هند بابكر النور ..

Post: #60
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: julia shawqi hamza
Date: 04-16-2009, 08:34 PM
Parent: #58

الحبيب سوركتي
لك التحية والتقدير...
أعانك الله في ما تبذله من جهد..

أملي أن أتشرف بالحديث معك لحظة، فلا تبخل علي بتحقيقه.

عمك شوقي

0096899025892

Post: #63
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-16-2009, 10:49 PM
Parent: #60

الاخ /العم شوقى ...

لك الود والتحيه ...
جوالك لا يرد ويبدو أنك تنام باكراً ...
عموماً أرسلت لك إى ميل ...

طبتم

سوركتى

Post: #62
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-16-2009, 10:45 PM
Parent: #57












Quote: وصـيـة الشـهـيد / بابكر النــور
عزيزتى خنساء
لك حبى للأبد وحبى لأبنائى خالد ، هدى ، هند ، هالة وكمالا . لا أعرف مصيرى ولكنى إن مت فسأموت شجاعآ وإن عشت فسأعيش شجاعآ . أرجو أن تكرسِى حياتك لفلذات أكبادنا وربيهم كما شئت وشئنا وأحكى لهم قصتنا. أرجو أن تصفحى لى لو ألمتك يومآ. وكما تعاهدنا فسأكون كعهدى للحظة الأخيرة. أمى ، بلغيها حبى وتحياتى ولجميع أخوانى والأهل.
مكتبتى تبقى لأبنائى وخالد . تصرفى كما شئت وأن يعيشوا فى عزة وكرامة. الشنط تركتها بالطائرة أبحثوا عنها. قولوا للجميع إنِى عشت أحبهم وسأموت على حبهم. أشيائى الخاصة لخالد . هدى، هند، هالة ، وكمبالا تحياتى وحبى لهم.
الحكم فى تمام الساعة التاسعة مساء الأحد ولم يعلنونى بالحكم ولكنى واثق بأن الحكم هو الإعدام شنقآ وسينفذ غدآ فالمحاكمة صورية.
إبنتى هدى ، لك حبى وسلامى حتى اللحظات الأخيرة. يجب أن تجتهدى وتهتمى بأخواتك وخالد وأذكرى لهم بأن أباكم مات شجاعآ وعلى مبدآ .
إبنتى هند ، لن أنسى وداعك فى القاهرة وحبى الدائم لك. حبيباتى هالة وكمبالا ، لكما قبلاتى وسلامى. إبنى خالد. عندما تكبر تذكر أن أباك مات موت الشجعان ومات على مبدأ . حبى لك ودمت.
خنساء، لك حبى . بيعى أثاثاتى وكل شىء لبناء المنزل. سأموت ميتة الأبطال والشرفاء. تحياتى لعمر صالح وزينب وسلمى ومصطفى ومعاوية وكل أهلى . أنا فى حجرة مظلمة وحارة فمعذرة لرداءة الخط. أحمد بله لك حبى وتحياتى . أرجو الإهتمام بأبنائى وبلغ تحياتى لحمزة.

والدكم / بابكر النور
24/7/1971

Post: #64
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-17-2009, 00:51 AM
Parent: #62

مقتطفات من جلسة البرلمان البريطاني حول انزال طائرة الشهيدين


LIBYA (B.O.A.C. AIRCRAFT, FORCED LANDING)




HC Deb 22 July 1971 vol 821 cc1678-81 1678

§ Mr. Goodhart (by Private Notice) asked the Secretary of State for Foreign and Commonwealth Affairs if he will make a statement about the removal by the Libyan authorities of passengers from a B.O.A.C. aircraft flying to Khartoum.

§ The Minister of State for Foreign and Commonwealth Affairs (Mr. Joseph Godber)

A B.O.A.C. VC10 en route from London to Khartoum on a scheduled flight entered Libyan airspace early this 1679 morning and was ordered by Benghazi air traffic control to land at Benina airport. The pilot turned back towards Malta but shortly afterwards while the plane was still over Libyan territory Benghazi air traffic control threatened to shoot it down if it did not land at Benina. As the pilot was carrying a full load of passengers including women and children, he had little choice but to obey these instructions.

On landing at Benina airport the Libyan security authorities asked to speak to Colonel Babiker el Nur, who was travelling on the aircraft. Both he and Major Farouk Hamadalla who was accompanying him were instructed to get off the plane. They at first refused to do so, but after the Libyan authorities had told them that they were endangering the lives of the other passengers, they agreed. The plane then returned to London with the remaining passengers on board all of whom are safe.

Her Majesty's Government take a most serious view of the action taken by the Libyan authorities which is clearly in complete violation of international civil aviation practice. On hearing of the matter, I immediately summoned the Libyan Ambassador and told him that his Government's action had been outrageous. I protested in the strongest possible terms at an action which we condemned as inexcusable. I demanded that the Sudanese who had been removed from the plane should be released at once and allowed to proceed to Khartoum or to return to London as they wished. I demanded an apology and told him that his Government's action was bound to have a severe effect on our relations with Libya.

§ Mr. Goodhart

I thank my right hon. Friend for that reply. Is it not plain that this is official kidnapping, and can my right hon. Friend say what international action we are taking to try to bring pressure to bear on the Libyan Government to behave in a less irresponsible fashion?

As my right hon. Friend will be aware, there is at the moment a Libyan arms purchasing mission in this country. Is he aware that many of us think that it would be quite wrong to sell any arms at all at the moment to a Government 1680 who behave in such an irresponsible fashion?

§ Mr. Godber

My hon. Friend will appreciate that at the moment we are seeking to get the fullest possible facts of the matter. I have chosen my words with some care, and I should prefer not to add to them at this stage, other than to say by way of reply to the last part of my hon. Friend's question that a matter of this kind will be certain to be affected if we do not get satisfaction on this issue.

§ Mr. Healey

May I associate the Opposition completely with everything that the right hon. Gentleman has said? I should like to follow up the question asked by the hon. Member for Beckenham (Mr. Goodhart). While recognising that this is a matter which the Government must take very seriously indeed, since it concerns relations between ourselves and another Government, may I ask whether the right hon. Gentleman would agree that it is an act of international piracy, as well as kidnapping, and is it not the case that some means must be found of engaging an international organisation, the United Nations, in some action in this regard, otherwise a precedent may be set which may have the most damaging consequences in other areas?

§ Mr. Godber

I recognise the international significance of this. On previous occasions when we have been concerned in this kind of incident we have tried to get agreement for international action. We would still hope to do that, and this is a further case to re-emphasise the need for it. I share the right hon. Gentleman's view.

§ Mr. Thorpe

Whilst wholly welcoming the firm action taken by the Government in deploring this act, may I ask the right hon. Gentleman whether he can say, first, that breaches have been committed under I.A.T.A., to which Libya is a signatory, and may I ask what representations the Government intend to make there?

Second, would the right hon. Gentleman confirm that it is part of this scheduled flight's normal passage to overfly Libyan territory, and therefore there was consent for that overflying to be made?

1681

§ Mr. Godber

The answer to the first part of the right hon. Gentleman's question is "certainly". I think that there is a point to be followed up, and I shall be glad to do so. On his second question, I confirm that we have flying rights over Libya in this matter. This plane was on a normal scheduled flight over Libya. It had every right to overfly, and it should never have been interfered with.

§ Mr. Biggs-Davison

Does my right hon. Friend recall that this is not the first case of a deposed political personality from Africa being kidnapped from a British aircraft? In view of the increasing acts of piracy and international lawlessness, will Her Majesty's Government try to concert with allied Governments and all civilised Governments, so far as possible, collective action to meet this threat?

§ Mr. Godber

I accept the need for collective action, which the Government have tried hard to promote in the past. On the facts of the case, my hon. Friend will appreciate that this is not the case of a deposed leader but a leader who has recently taken over.

§ Mr. Paget

Is the right hon. Gentleman aware that a complaint to the United Nations concerning the conduct of a member of the Afro-Asian Communist majority is the #####alent to doing nothing, and will he on this occasion take the responsibility for getting satisfaction ourselves? We shall not get it any other way.

§ Mr. Godber

Without commenting on the first part of the hon. and learned Gentleman's question, may I say that we recognise our own responsibility and that that was the reason for the strength of the statement that I made.

Back to PRIME MINISTER (SPEECH)
Forward to BUSINESS OF THE HOUSE

Noticed a typo? | Report other issues | © UK Parliament

Post: #65
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-17-2009, 07:52 PM
Parent: #64

من الدروس والعبر المستفادة بياناً بالعمل (من نصر ظالماً سلّطه الله عليه)

هكذا كانوا ....




Post: #66
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: سالم أحمد سالم
Date: 04-18-2009, 10:16 AM
Parent: #65

عزيزي سوركتي

كان من المفترض ولا يزال من الواجب تقديم من شاركوا في تلك المذابح والمحاكمات الصورية
وشهود الزور إلى المحاكم..

اعتقد أن التقصير هنا يطال الجميع ..

يقال أن الحكومة الحزبية وهذه العسكرية أصدرت عفوا عن هؤلاء ..
وبرغم أن أي حكومة لا تستطيع العفو في الحق العام من مال ودم إلى غيره، لكن
لنتجاوز عن عفو الحكومات عن الأموال وغيرها .. ونتمسك بالشق المتعق بأولياء الدم والجروح الذي لا تسقطه أي حكومة,,

اعتقد من الضروري أن يقوم نخبة من المحامين برفع دعاوى جنائية بتوكيل من أصحاب الحقوق الخاصة
ضد كل من شارك في تلك المذابح والمحاكم من رئيس تلك الحكومة إلى جميع ضباطه وعسكره وغيرهم من المدنيين
الذين ضلعوا في تلك العمليات

من الاهدف الأساسية من ذلك كشف جميع ملابسات ما جرى واستدعاء الشهود الذين آثروا الهروب بشهاداتهم
لأن الشهادة في الواقعة الجنائية إلزامية وليست طوعية

لابد من فتح الملفات القضائية .. وعلى الناس المحاولة وليأتي بعد ذلك
الرفض من جانب القضاء والحكومة .. ففي ذلك رائحة من إدانة


Post: #67
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: محمد مختار جعفر
Date: 04-18-2009, 11:30 AM
Parent: #66

سالم أحمد سالم .. الرجل الإعلامى والصحفي
من الزمن الجميل ..
كيف حالك أخى ، .. لازلت أذكر لك أيام عملك بالإمارات
فى مجال النشر والإعلام ، أرجو أن تكون بخير ..
... ماذكرته هو حق لا يسقط ولا يعفى إلا من أهله وأصحابه
وهذه مأساة أخلاقية كبرى ، فالحقوق باقية ولا تضيع مهما
تقادم بها الزمن ، وأوافقك على ما قلت ..
تحيتى ..

Post: #68
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-18-2009, 10:06 PM
Parent: #67

رد المعتوه نميرى على الصحفى الذى حاوره بعد مرور عشرات السنين على الحدث قائلاً


Quote: لقد أعدمت عدداً كبيراً من السياسيين السودانيين؟!!.
- هؤلاء ارتكبوا أخطاء وقدموا للمحاكمة «تقول لي إعدامك كأنو أنا قاتل.. هل أنا قاتل شلت سكين قتلت الناس.. أنا وقفت ضد ضرب عبدالخالق وقرنق بالرصاص لأن هذا شرف للعسكري..!!
لماذا أعدمتم الشفيع وهو لم يشارك في الانقلاب؟!.
- «أمشوا أسألوا ناس المحكمة التي حكمت بإعدامهم»!!..
أنت كنت تراجع المحاكمات.. وتوصي بالإعدام؟!.
- كنت أراجعها عبر مستشارين قانونيين.. هم الذين ينصحونني بالاحكام المناسبة!!.
هل إعدامهم كان بنصيحة من المستشارين؟!!.
- طبعاً.. المحكمة والمستشارون.. وهناك أنواع من المحاكم لا تحتاج لمستشارين.. وحتى رئيس الدولة لا يستطيع إيقافها..!!.
هل المواجهة التي تعرضت لها من قبل فاطمة أحمد إبراهيم زوجة الشفيع و نعمات مالك زوجة عبدالخالق.. هل تركت في نفسك أي أثر؟!.
- «أنا لا شفت فاطمة و لا نعمات ولا أعرفهما.. فاطمة في حياتي لم أرها ولا نعمات مالك.. شفتهما في الصور»..!!
هل لك حراسة خاصة؟!!.
- لي حراسة من الدولة «مش حراسة لكن متابعة.. ولقد رفضت ذلك عدة مرات ولكنهم أصروا عليها»..!!
ألا تخشى أعداءك؟!!.
- أنا ليس لي أعداء.. بالأمس القريب كنت أذكر في المولد في أوساط أعداد كبيرة جداً..!!.
قيل إنك حينما كنت تحاكم ضباط 19 يوليو كنت مخموراً هل هذا صحيح؟!.
- لقد كنت مقبوضاً في القصر كذا يوم.. خرجت من القصر الى الشجرة لتنظيم القوات «طيب منو الخواجة الجاب لي الشراب.. ولا أرسلتو لي انتو.. هل تشرب؟!!».
- قلت: لا!!

Post: #69
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: سالم أحمد سالم
Date: 04-18-2009, 10:56 PM
Parent: #68



الفنان الصافي محمد مختار جعفر

ألف تحية وسلام ومش غريب يجمعنا هذا البوست ..

أتمنى أن تكتب لي على بريدي الخاص عن ظروفك وأحوالك .. والناس الحواليك
حتى لا نشغل هذا البوست بشجوننا .. علما أن شجوننا في جزئية اشجان السودان التي يتسبب فيها
هؤلاء وأضرابهم .. [email protected]

فتح المفات القضائية مسؤولية تاريخية .. وأتمنى أن يخرج هذا البوست بهذه النتيجة
والدعوة موجهة للمحامين الشرفاء للتصدي للمهمة .. وأعتقد أن سوركتي والأخوات والاخوة
سوف يوفرون القدر المطلوب من الأسماء والوقائع والشهود .. حتى المستتر منهم

Post: #70
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: المأمون أبوسن
Date: 04-19-2009, 02:06 AM
Parent: #69

هادئا كان آوان الموت
وعاديا تماما
وتماما كالذى يمشى
بخطو مطمئن كى يناما
وكشمس عبرتها لحظة كف غمامة
قال مع السلامة
و لوح بابتسامة
ثم ارتمى وتسامى
وتسامى……وتسامى
======================================

أصدر الحزب الشيوعي السوداني في سنة ١٩٧٢م كما أظن كتيبا بعنوان 'مذابح الشجرة'، ولم تجف وقتها دماء شهداء حركة ١٩ يوليو المجيدة من الشيوعيين و الديمقراطيين.
أذكر من ضمن ما قرأت أن الشهيد هاشم العطا قال في اللحظات الأخيرة قبل إعدامه للسفاح المخمور جعفر نميرى: إنني نادم على شئ واحد فقط ، وهو إنني إعتقلتك لمدة ثلاثة أيام و عاملتك فيها كإنسان.

للأسف الشديد فقدت هذا الكتيب القيم بعد أن أضاعه أحد الأصدقاء عقب إعارتي إياه. هذا الكتيب كتب من الذاكرة الحية من قبل من عاشوا تلك الفترة العصيبة ساعة بساعة و يوما بيوم. أناشد كل من قد يكون بحوزته هذا الكتيب نسخه و توزيعه لتوثيق تلك الفترة الهامة من تاريخ السودان المعاصر و تاريخ الحركة الوطنيةالديمقراطية.

تحياتي للزميلة و الصديقة د.هدى بابكر النور و لكل أسر شهداء حركة ١٩ يوليو المجيدة.

المأمون أبوسن

Post: #71
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Elmuez
Date: 04-19-2009, 03:07 AM
Parent: #70

الأخ سوركتي
لك التحية

لا أعتقد أن لهذه الصورة علاقة ب إعدامات الشجرة 1971 !




Post: #72
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Mohiedin Sir El Khatim
Date: 04-19-2009, 06:44 AM
Parent: #62

Quote: خنساء، لك حبى . بيعى أثاثاتى وكل شىء لبناء المنزل

Post: #73
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: malamih
Date: 04-19-2009, 09:51 AM
Parent: #72



شكرآ سوركتي لإيرادك لهذا الملف الهام في غير ذا موعد...!!!

فهذاالملف و الذي نشر في أبريل أي قبل ثلاث أشهر من يوليو القادم 2009!!

ولقد ظللت أقرأ هذا الملف منذ عام 72 بداية بالكتاب الأسود الذي أبتدره الوحزب الشيوعي قبل حركة العدل و المساواة ...!!!!

فعلآ و حقيقة أن عبد الخالق محجوب قد إختزل التجربة الثورية في و ثيقته و تجربته الشخصية أكثر من التنظير العالمي لقانون الثورة ..!
إن إفادات معاوية سورج لم تكن من فراغ...! إن الذين يكتبون الآن عن وقائع إنقلاب 19 يولية لا يدرون أنهم يكتبون عن و قائع قد أعطت التبريرات لأشخاص آخرون ليفعلوا نفس الفعل في يونيو 1989...!!

سنتفافكر ونتحادث ... طالما نحن هنا...!

Post: #74
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-20-2009, 11:15 PM
Parent: #73

والى محور الغدر والظلم وتغييب وليس غياب الحقيقة

الدور المصرى فيما حدث فى بيت الضيافة

ذكر لى أحد الزملاء نقلاً عن صديقه الذى كان يعمل ملازماً بالجيش المصرى فى ذلك الوقت وكانا زملاء بالمدرسة الفنيه ولكنهما افترقا قبل أن ينهى صديقى دراسته بهاذكر لى أن صديقه أخبره أنه شارك ضمن قوات مهام خاصة تم انزالهابالقرب من الخرطوم فى يوم 22 يوليو 1971 وكانت مهمتها اطلاق سراح نميرى ومن معه فى سرية تامه وقد تحركت هذه القوات وأدت مهمتها كما هو مطلوب وبتغطية من قوات سودانيه تذكرت هذه الافادة من زميلى فى ونسة عابره وانا وأنا أطالع مقالاً لأحمد حمروش الصحفى الاستخباراتى المعروف والذى بعث به السادات للخرطوم فى يوم 21 يوليو 1971 لكسب الوقت ونقل ابر الدبابات تى 55 للخرطوم لقوات اللواء الثانى مدرع الذى شارك فى إعادة نميرى عصر يوم 22 يوليو 1971 ...قال حمروش :-

Quote: وتستمر شهادة احمد حمروش .. شعرت يومها ان هنالك الكثير من الحقائق تحتاج الى البحث ومنها
دور مصر العسكرى حيث كانت الكلية الحربية المصرية بمنطقة جبل اولياء مركزا للعمليات العسكرية التى لم يعلم حتي الان اى سوداني عنها ..
ولقد التقيت باحد الضباط المصريين الذى الح على عدم ذكر اسمه والذى ذكر انه اشتراك مع قوات خاصة وصلت الى مقربة من القصر الجمهوري وكانوا على حسب قوله يحملون علم الاتحاد السوفيتي للتمويه

Post: #75
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Shiraz Abdelhai
Date: 04-21-2009, 07:11 AM
Parent: #74

الزميل سوركيتى والمتداخلين.....


.........بوست توثيقي شديد الأهميه......فقراءة التاريخ وتوثيقه...
....ثم الوقوف عند منعطفاته وتشابكاته يعطينا القوه لتحليل ما يدور الآن!!
...الوثائق فى هذا البوست وثائق نادره فعلا....اتمنى فى المستقبل ان تتجمع فى مكان واحد
وتحفظ بتقنيات متحفيه.....حتى لا تضيع مع من ضاعوا من أشخاص......

....
Quote: يقال أن الحكومة الحزبية وهذه العسكرية أصدرت عفوا عن هؤلاء ..
وبرغم أن أي حكومة لا تستطيع العفو في الحق العام من مال ودم إلى غيره، لكن
لنتجاوز عن عفو الحكومات عن الأموال وغيرها .. ونتمسك بالشق المتعق بأولياء
الدم والجروح الذي لا تسقطه أي حكومة,,

اعتقد من الضروري أن يقوم نخبة من المحامين برفع دعاوى جنائية بتوكيل من أصحاب
الحقوق الخاصة
ضد كل من شارك في تلك المذابح والمحاكم من رئيس تلك الحكومة إلى جميع ضباطه وعسكره
وغيرهم من المدنيينالذين ضلعوا في تلك العمليات

من الاهدف الأساسية من ذلك كشف جميع ملابسات ما جرى واستدعاء الشهود الذين آثروا الهروب
بشهاداتهم لأن الشهادة في الواقعة الجنائية إلزامية وليست طوعية

لابد من فتح الملفات القضائية .. وعلى الناس المحاولة وليأتي بعد ذلك
الرفض من جانب القضاء والحكومة .. ففي ذلك رائحة من إدانة


]



......ان مبدأ عفا الله عما سلف لا ينفعنا هنا....والمحاسبه ثم المحاسبه....
فاذا كنا نريد ان ننشئ جيلا يحترم سيادة القانون فى الدوله الديمقراطيه ....
جيل يؤمن بانتصار الخير فى نهاية المطاف.....
وجيل نضيف ...خالى من القتله والسفاحين.....فلازم وضرورى انو نقول ليهم بالفم المليان:-
....وحوكم هؤلاء السفله!!!!!!
...لا يعقل ان نجلس هنا نجتر الجراح ونطبل للشهداء الابطال الذين ماتوا ميتة الشرفاء
دفاعا عن معتقداتهم وعن رؤيتهم لهذا الوطن.....لا يعقل ان نرى الصامده الخنساء....
والصامده فاطمه احمد ابراهيم.....ونصفق لهم....
بينما"يتضرع" السفاح نميري....والقاتل الحقير ابو القاسم محمد ابراهيم
فى شوارع الخرطوم..................
لا يعقل ان يكون القاضي والجلاد والقاتل والخائن حر طليق يسعد باسرته وحياته...
بينما يموت البطل ...ويذهب دمه هباء.....!!
..لا أحد له الحق ان يعفو.....
يجب اعادة فتح القضايا القانونيه......
لترسيخ مبدأ المحاسبه فى السودان حتى لا ياتى كل من تسول له نفسه المريضه
ليعبث بدماء احباءنا...وابطالنا
وليبقى سوداننا بخير...ارض خصبه لاصطراع الافكار
دون اقصاء او تشهير وتنكيل....

....شكرا لهذا البوست الشديد الأهميه
والقيم الى ابعد الحدود...



.......
**استأذنكم لاستلاف بعض المعلومات والوثائق والصور لبوست آخر...مع ذكر المصدر طبعا
**هناك وثيقه يجب ارفادها فى البوست وهى بيان الحزب الشيوعى ووثيقته الخاصه بيوليو(وثيقه حديثه)

Post: #76
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: أبو ساندرا
Date: 04-21-2009, 11:02 AM
Parent: #75

Quote: * ملحوظة العسكريون شهداء يوليو1971 جميعهم كانو من مجلس قيادة ثورة مايو 1969 م


الملحوظة غير دقيقة
3 فقط من ضباط يوليو الشهداء كانوا أعضاء في مجلس مايو
وهم بابكر النور وفاروق عثمان حمدالله وهاشم العطا

أما الضباط شهداء يوليو
عبدالمنعم محمد أحمد { الهاموش }
عثمان حاج حسين { ابوشيبة }
محجوب ابراهيم { طلقة }
محمد أحمد الريح
محمد احمد الزين
معاوية عبدالحي
الحاردلو
احمد جبارة

فلم يكن أي منهم عضو في مجلس مايو

Post: #77
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-21-2009, 04:31 PM
Parent: #76












الفريق أول محمد أحمد صادق وزير الحربيه المصرى 1971م (الرأس الخفى )

Post: #78
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-21-2009, 06:01 PM
Parent: #77





Quote: الحزب بخير وانه لم يكن يخطط للانقلاب ولكنه تعامل مع الواقع حين ادرك ان قيادته تشكلت من الشيوعيين والديمقراطيين تماماً كما حدث في 25 مايو فأيده حتى لا يخلو ظهرهم لقوى اليمين المعادية فتفتك بهم ويعلم نميري هذه الحقائق ولكنه ينكرها كما أنكر ليلة الرابع والعشرين من انقلاب مايو يوم جاء الي عبد الخالق محجوب في منزله ليقول له انه مقتنع بوجهة نظر الحزب في تأجيل الانقلاب ولكن بعضهم قد تحرك بالفعل. وواصل نميري القول لا أدري إن كان هذا هو العشاء الأخير معك وقد لا نلتقي ثانية. فرد عليه عبد الخالق: لا أود أن أعيد عليك رأي الحزب في موضوع الإنقلابات ولكنكم وضعتمونا أمام الأمر الواقع وإن شاء الله لن يكون هذا هو العشاء الأخير ولن نترك ظهركم خالياً لتعصف بكم القوى الرجعية حكى هذه الواقعة عثمان (كط) الذي كان متواجداً مع عبد الخالق.



,وهكذا نمضى في( من نصر ظالماً سلّطه الله عليه...)

Post: #79
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 04-22-2009, 01:30 PM
Parent: #78

الاخ سوركتي - تحياتي،

التوثيق ..
ذاكرة القوى الحية
لكي يذكر من ينسى
ولنتعلم من الماضي

وسأعود لاحقا

Post: #80
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Al-Mansour Jaafar
Date: 04-22-2009, 03:09 PM
Parent: #79

((لازال هناك احياء ممن نجوا من بيت الضيافه لماذا لاتسنطقونهم?))

Long live struggle

Post: #81
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عزيز عيسى
Date: 04-22-2009, 03:51 PM
Parent: #80

الأستاذ إبراهيم عدلان،

تحياتي،

إتصلت بي الأخت كماله بابكر النور وطلبت مني تصحيح الخطأ في إسمها الى كماله بدلا عن
كمبالا كما ورد في الوصية التي قمت بإنزلها أعلاه التي كتبها المرحوم والدها الشهيد بابكر النور..

Quote: : وصـيـة الشـهـيد / بابكر النــور
عزيزتى خنساء
لك حبى للأبد وحبى لأبنائى خالد ، هدى ، هند ، هالة وكمبالا . لا أعرف مصيرى ولكنى إن مت فسأموت شجاعآ وإن عشت فسأعيش شجاعآ . أرجو أن تكرسِى حياتك لفلذات أكبادنا وربيهم كما شئت وشئنا وأحكى لهم قصتنا. أرجو أن تصفحى لى لو ألمتك يومآ. وكما تعاهدنا فسأكون كعهدى للحظة الأخيرة. أمى ، بلغيها حبى وتحياتى ولجميع أخوانى والأهل.


وهذا هو محتوى الوصية الأصلية كما وصلتهم من والدهم:

Quote: وصية الشهيد

بابكر النور عثمان

الساعة التاسعة مساء الأحد و لم يعلنوني بالحكم ولكني واثق من أن حكمهم الإعدام و سينفذ غدا فالمحاكمة صورية فقط.
ابنتي هدى لكي حبي و سلامي حتى اللحظات الاخيره يجب أن تجتهدي و تهتمي بأخواتك و خالد و أمكن اذكري لهم أن أبوك مات شجاعا و على مبدأ.
ابنتي هند لن أنسى وداعك في القاهرة حبي الدائم لك.
حبيباتي هالة و كماله لكم قبلاتي و سلامي.
ابني خالد عندما تكبر تذكر ا ناباك مات موت الشجعان و مات على مبدأ حبي لك و دمتم ، وأرعى أمك و أخواتك.
أبوكم بابكر
خنساء، لك حبي، بيعي أثاثاتي و كل شيء لبناء المنزل، سأموت ميتة الابطال الشرفاء.
سلامي لعمر صالح و زينب و سلمى مصطفى و معاوية و كل أهلي.
أنا في حجرة مظلمة و حارة فمعذرة للخط. أحمد البلة لك حبي و تحياتي وراعي أبنائي سلامي لحمزة.

عزيزتي خنـساء
لـك حـبي للأبـد ،وحـبي لأبنـائي خـالد و هـدى و هـند و هـالة و كمـاله.
لا أعـرف مصيري و لكني إن مـت فسأموت شـجاعا و إن عـشت شـجاعا.
أرجـو أن تكرسي حيـاتـك لفلذات أكبادنا و ربيـهـم كمـا شــئت و
شـئنا و أحكي لـهم قصـتنا. أرجـو أن تصفـحي لي لـو ألمــتك يومــا.
و كما تعاهدنا فسأكون كعهدي للحظة الأخيرة.
أمـي، بلـغيها حــبي و تحـياتي و لجـميع أخـواني و الأهــل.
مكتبتي تبقى لأبنائي و لخالد، تصرفي كما شئت و أن يعيشوا
في عزة و كرامة. الشنط تركتها بالطائره ابحثوا عنها.
قولوا للجميع إني عشت أحبهم و سأموت على حبهم.
أشيائي الخاصة لخالد و سلامي له.
هدى و هند و هالة و كماله تحياتي و حبي لكم.
أبوكم بابكر السبت 24/7 الساعة 10 45

Post: #82
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عزيز عيسى
Date: 04-22-2009, 04:02 PM
Parent: #81

وهذه رسالة أخرى بعثت بها الأخت كماله أو كمالا بابكر النور موجهه الى والدها:

Quote: الرسالة التي لن يقرأها أبىِّ!

كمالا بابكر النور
[email protected]
هذا المقال أو - إن شئت - رسالتي التي إدخرتها كل هذه السنين، المؤسف فيها أن الذي حلم يوماً بأن أكتبها أو أقولها أو اسرد سيرته فيها لن يقرأها... وإن تنبأ بها ذات يوم قبل أن تُكتب. هو لن يقرأها الآن لأنه ببساطة أضحي في عالم آخر. نعم لن يقرأها أبىّ الذي رحل عن دنيانا منذ ما يناهز الأربعة عقود زمنية مؤمناً بقضيته ومتمسكاً بمبدأه ومخلصاً لفكره، ولكن حتماً سيقرأها بعض أعضاء الحزب الذي انتمي له أبي، مثلما سيقرؤها آخرون، بيد أنني على يقين بأنه سيصعب على هؤلاء أو أولئك، تلمس مشاعر إنسانه كانت في مدارج الطفولة عندما رحل عنها والدها، وشبت عن الطوق بقلب يقطر دماً كلما ترآءى لها طيفه، أو هتف منادٍ بأسمه، أو سطر مؤرخ سيرته، ثم انه كثيراً ما كانت يومذاك تناديه وهي لا تعلم بأنه لن يجيبها، وتنظر للآباء حولها يطوقون أبنائهم وبناتهم بحبهم وحنانهم، وتتذوق أحياناً بحسرة طعم الحرمان المر، وتتساءل ببراءة فى أحايين أخري: تري هل سيكون للحياة طعماً ولوناً ووجهاً آخراً لو أنه كان يعيش بيننا؟!
لقد ظللت كل هذه السنين أحاول أن أملأ الفراغات التي فُرضت علىّ، في محاولة لمعرفة ما كان يمكن أن اعرفه أو اتعلمه منه شخصياً لو كان حياً يُرزق، فلم أمِلّ قراءة كل حرف كتب عنه، ولم أُرهق من البحث عن سيرته من أفواه كل من كان يعرفه سواء من الأهل أوالأقارب أوالأصدقاء أوالزملاء، وكم كانت تسعدني الروايات التي أجمعت على هدوء طبعه، والأخري التي أكدت طيبته التي لا تحدها حدود، وتلك التي أشارت إلى إحترامه الزمالة حد التقديس، وقد قال لي آخرون أنه كان يحب مهنته حباً جماً... كان صبوراً مسامحاً ومتسامحاً، وقال لي بعض آخر أنه كان يبدو كراهب نذر نفسه للعلم والمعرفة، أما الذين تحدثوا عن جُرأته وإقدامه وشجاعته، فهم قد تحدثوا عن الشيء الوحيد الذي يعلمه القاصي والداني بعد أن تضمنت فصوله خاتمة حياته ورحيله المفجع!
لا أقول ذلك من باب المزايدة أو المبالغة، فلعل القليلون الذين إطلعوا على آخر كلماته والتي لم يجد غير صندوق (سجاير) صغير يحتويها بخطه الجميل، والذي يدل على مدي قدرته على الثبات ورباطة جأشه في ذلك الموقف الذي تُختبر فيه شجاعة الرجال، هذه الشجاعة التي لم يكن في حاجة لقولها تعميماً في كلماته الأخيره (إن مت شجاعاً وإن عشت شجاعاً) ولا تخصيصاً كالذي وجهه إلى إبنه خالد (عندما تكبر تذكر أن أباك مات موت الشجعان ومات على مبدأ) ولا تكراراً لابنته هدى (لك حبي وسلامي حتى اللحظات الأخيرة، وأذكري أن اباك مات شجاعاً وعلى مبدأ) ولا ختاماً لمسك حياته حينما جاءه الموت حقيقة وهو يسعي على قدمين فلم يجد غير أن يقول له (عاش نضال الشعب السوداني...عاش السودان حراً مستقلاً)!
يا لها من شعارات عزيزة نطق بها رجل ينتمي لهذا الشعب العظيم، إسترخص نفسه ووهب له حياته لينضم لكوكبة الشهداء الذين عطروا تاريخ هذا الوطن، أنها الكلمات التي أصبحت بالنسبة لي نبراساً إهتدي به في حياتي كلما تنسمت سيرته العطرة، ووجدت في مبادئه ما أعانني على فهم الحياة، وكيف يمكن للديمقراطية أن تكفل الحريات التي تعزز كرامة الانسان، وتحقق العدالة الاجتماعية لكل البشر!
ولن أخفي على القارىء سراً إن قلت له أن تلك العدالة المرجوة إفتقدتها بقدر ما نشدتها...ذلك حين إطلاعي على وثيقة الحزب الشيوعي حول تقييم حركة 19 يوليو (التصحيحية) ورغم أن الصفة الملحقة بالقوسين تكفي لبيان كثير مما إلتبس، ففي تقديري ان الاختصار الذي شاع حتى كاد أن يصبح مرجعية (تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه) هو إبتسار مخل لحركة ثورية كان يفترض أن تكون محل تحليل عميق وإهتمام مكثف، لا بمثل ما ذهب إليه التقرير، وبخاصة أن الوثيقة إنطوت على إعتراف صريح، ومهما يكن ففي تقديري أيضاً أن الافتراضات التي وردت في التقرير تبدو كوجهة نظر أحادية الجانب، ولا أدري كيف لتاريخ أن يوثق بعد 25 عاماً ومن طرف واحد دون الطرف الآخر الذي يمثل الثقل الأكبر في المعادلة نفسها، وهمو العسكريين الذين شاركوا في الحركة (التصحيحية) ومنهم من قضي نحبه كما نعلم، وبالطبع منهم من ينتظر!
دعونا نتفق بشفافية الحد الأدني حول أن الحزب حارب السلطة المايوية بسلاحها، أي سلاح الانقلاب العسكري، وهنا قد لا يجدي التفسير كثيراً إن كانت الموافقة صريحة أو ضمنية، بقدر ما المهم الاجابة على سؤال النهايات هل ما حدث كان يمكن أن يفتح الباب لحكم الجبهة الوطنية الديمقراطية؟ لاسيما وأنه الانقلاب الذي سطر بيانه الشهيد عبد الخالق محجوب، والرفيق محمد إبراهيم نقد او على الأقل تضمن رؤية اللجنة المركزية ولا أقول موافقتها، وأنه الانقلاب الذي جلّ عضوية مجلس وزرائه المقترح شيوعيون، وكذا أعضاء الحركة نفسها من الضباط الثوريين، وبرنامجه هو برنامج سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية؟ وهذا بغض النظر عن الحزب نفسه قد ذهب من قبل في اتجاه تأييد حركات إنقلابية أقل شمولاً وأدني تمثيلاً؟
أوليس الأجدر بالحزب الشيوعي بكل تاريخه العتيد أن يقول إبتداءاً وقطعاً للجدل الذي لا يرجي من وراءه طائل، أنه يشرفه ويشرف عضويته أن تلك الكوكبة المناضلة والشجاعة، قامت بفعلتها تلك جهاراً نهاراً من أجل إسترداد الحرية والديمقراطية للشعب السوداني، ولم تكن ترجو مغنماً أو صيتاً، أوليس الأجدر بالحزب أن يفتخر بأن هذه الكوكبة أقدمت على عمل جسور قبيل الانقلاب نفسه وهو تخليص زعيم الحزب من براثن النظام وتهريبه بنجاح؟ لماذا المداراة بإسلوب الطغمة اليمينية الرجعية التي ذهب نصفها للحبس ونصفها الآخر للقصر؟ أوليس مخجلاً أن يقال عنهم (إنها طبيعة البرجوازية الصغيرة التي تضيق بالنضال وتلجأ للانقلابات العسكرية وصولاً للسلطة) أي حديث يقلب المواجع كهذا، أنهم قبل ذاك كانوا في قلب السلطة، ولو ساوموها لبقوا فيها مثل آخرين وحتي نهايتها، كما ان تاريخهم النضالي يؤكد صلابة معدنهم، ويحمد للذي عنونت المقال بإسمه أنه عبّر عن لسان حالهم وطلب منا أن نبلغهم (قولوا للذين أحبهم أنني عشت من أجلهم وسأموت من أجلهم)!
ليس للصمت تفسير طيلة هذه الفترة الطويلة، ذلك للذين يتساءلون إن كان لما خلف للسطور من تفاسير يصعب البوح بها، ذلك أنني ما زلت أكن للحركة التقدمية كل إعزاز وتقدير، ولا داعٍ للتأكيد على أني ما زلت أناضل من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وما حدا بي لكسر حواجز الصمت خشيتي على الحزب الشيوعي السوداني العريق من أصدقائه أكثر من أعدائه، وبما انه الآن على رحاب عقد مؤتمره الخامس الذي طال إنتظاره، فقد رأيت أن الظرف قد يسمح ولو نسبياً بفض إسار الصدور، لاسيما ونحن على مشارف الذكري السابعة والثلاثين للحركة (التصحيحية) نفسها، مع تمنياتي بالنجاح والتوفيق للمؤتمرين، ولكن من هنا نبدأ من الرسالة التي لن يقرأها أبي... وقد تنبأ بها في وصيته الأخيرة في ورقة (صندوق سجاير) هي بالنسبة لي اليوم كنز من كنوز الدنيا، وعليه ليس بكثير أن أحلم بها وقد أصبحت وثيقة من وثائق المؤتمر؟!

Post: #83
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-23-2009, 01:14 AM
Parent: #81

الاخ عزيز عيسي
شكرا علي لفت النظر لتصحيح الخطأ الغير مقصود في اسم الاخت كمالا بابكر النور
كامل اعتذاري لها

Post: #84
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 04-24-2009, 07:59 PM
Parent: #83

Quote: الملحوظة غير دقيقة
3 فقط من ضباط يوليو الشهداء كانوا أعضاء في مجلس مايو
وهم بابكر النور وفاروق عثمان حمدالله وهاشم العطا

أما الضباط شهداء يوليو
عبدالمنعم محمد أحمد { الهاموش }
عثمان حاج حسين { ابوشيبة }
محجوب ابراهيم { طلقة }
محمد أحمد الريح
محمد احمد الزين
معاوية عبدالحي
الحاردلو
احمد جبارة

فلم يكن أي منهم عضو في مجلس مايو



العزيز /أبوساندرة
شكرا للتصحيح لكن تبقي قيادة الحركة التصحيحية جزء من مجلس قيادة ثورة/أنقلاب مايو 1969 م
مهما قال الناس أو نّظروا في الامر ...
القصد ستبقي مايو اجتهاد الحزب الشيوعي السوداني وكسبه في حكم السودان وإن غسل يده منها فيما بعد
أو أنقلبت الأمور بينهم لعداء مقيت لكن ذلك لا ينفي إن الحزب الشيوعي السوداني حكم عبر مايو
في سنوات ( أنت يامايو الخلاّص ياجدار من رصاص )


نأمل أن نري هنا توثيق منطقيا ينظر للأمور كما هي ليس كما نتمناها .







لك التحية والتقدير

Post: #85
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 04-25-2009, 09:29 AM
Parent: #84

Quote: أوليس الأجدر بالحزب الشيوعي بكل تاريخه العتيد أن يقول إبتداءاً
وقطعاً للجدل الذي لا يرجي من وراءه طائل، أنه يشرفه ويشرف عضويته أن تلك
الكوكبة المناضلة والشجاعة، قامت بفعلتها تلك جهاراً نهاراً من أجل إسترداد
الحرية والديمقراطية للشعب السوداني، ولم تكن ترجو مغنماً أو صيتاً، أوليس
الأجدر بالحزب أن يفتخر بأن هذه الكوكبة أقدمت على عمل جسور قبيل الانقلاب
نفسه وهو تخليص زعيم الحزب من براثن النظام وتهريبه بنجاح؟ لماذا المداراة
بإسلوب الطغمة اليمينية الرجعية التي ذهب نصفها للحبس ونصفها الآخر
للقصر؟



الان وقد ابتدر سوركتي هذا الخيط ليوثق للفترة من عصر 19 - عصر 22 يوليو
1971 تلك الايام الثلاثة الطويلة إذا ما دققنا فيها النظر ونشط شهود العيان
للإدلاء بما رأوا كل من زواياه والاماكن التي تواجد فيها فقد كانت الاحداث
في مناطق متفرقة الشجرة / القيادة العامة /الاذاعة والتلفزيون / المنطقة
من كبري أمدرمان حتى كتيبة جعفر غرب سلاح الموسيقى.. ثم بيت الضيافة بالقصـر
الجمهوري خاصة وأن العميد سعد بحر خرج حياً من بين المجموعة التي
تم القضاء عليها وقدم افادات في صحف تلك الأيام حول كيف تمت العملية .. وهنالك وحدات
داخل العاصمة لم تؤيد الحركة التصحيحة مطلقا .. وغالبية شهود تلك الاحداث
لازالوا أحياء .. ربما لا يجدوا سبيلا للمنبر .. ربما لا يريدوا أن يستعيدوا
شريطا مأساويا .. ربما لا يحسنون التعبير عن ما يجيش في صدورهم بالكلام ..
في قريتنا كان أحد أفراد كتيبة أبوشيبة التي نفذت الجزء المهم
من الحركة التصحيحية وتم اعتقاله في تلك الأيام ولكنه نفذ بجلده بعد فترة
ولا أظنه يرغب في الكلام عن ما حدث، فقد ترك الجيش منذ ذلك الوقت ولا زال
يحيا (عامل يومية) ولم يعد يتحدث إلا في كرة القدم.

ثلاثة أيام فتحت السودان على كثير من الاحتمالات وشهدت بسالات اسطورية بقدرما
شهدت وللأسف خساسات يندى لها جبين كل انسان سليم الوجدان .

يوليو تسكن في قرار طرد الـ 11 نائب برلماني المنتخبين من الجمعية التأسيسية
دون اعتبار لقرار المحكمة العليا .. وترقد في تلفيق التهم الجزافية بالكفر في أيام
ما يفترض أنه ديمقراطية .. يوليو ترقد في سياسات ترى أن السودان يجب أن يسير وفق
معادلات وتوازنات غير قابلة للتغيير مهما تطلب الأمر من خروق .. ويوليو هي مأساة الماضي
وبؤس الحاضر ..

فالنبدأ القراءة من أول الصفحة، وليقل كل منا ما يعرف عن ما حدث ، وليصرح بالحقيقة
الكاملة مباشرة وبلا فلسفة أو تضمين قد كان له ما يبرره ربما في بعض الوقت فهذا مهم
الآن لتضح الصورة ويستبين الطريق والكل قد أصبح يرفع شعار ديمقراطية لا تستثني أحدا
والتحية لشهداء السودان (صفوة من كل جيل) عبروا عن حبهم للوطن بدمائهم ولم يعودوا
بحاجة لشيء من أحد .

Post: #86
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-26-2009, 10:57 AM
Parent: #85

طيب نمشى فى الموضوع بتسلسل كما رأى الاخ عبدالجليل
له التحية ولجميع المشاركين
ولتكن الافادات ممن شاركوا وشهدوا او عاصروا تلك الايام
ورحم الله الفريق توفيق ابوكدوك واسكنه فسيح جناته وهو من القلائل الذين وقفوا فى وجه الظلم فى تلك الايام
سألته فى زيارة لمنزله وهو مريض ظناً منى وهو خريج المدرسة الحربيه المصريه وزوجته مصريه أنه ربما كان له الدور الابرز سألت الرجل مباشرةً وقلت له من قام بعملية بيت الضيافة قال لى (لا أحد يعرف حتى الآن) ... سألته عن دور جبارة والحردلو قال لى لا احد منهم والشكوك تدور فيمن كانت لهم القوة الضاربه فى تلك الساعه سألته عن صلاح عبدالعال وطمعه فى الوصول للسلطه قال لى نعم كان خطابه جاهزا فى جيبه وانه رآه بنفسه

Post: #87
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Elmuez
Date: 04-26-2009, 02:23 PM
Parent: #86





"المساكين" ديل طبعا زوووول ساكي ليهم حقهم مافي !
و لا يأتي ذكرهم إلا متنازعا ضمن مادة "المغالطة" التي لا تنتهي, لا تنمحي , لا ينتهي منها الحريق
و البعض يعتبر أنه حقهم قد تم أخذه لهم بواسطة المحاكم النميرية المشكوك في عدالتها
مع أنهم مافي شك لو أتيحت ليهم فرصة الحديث لبرأوا المظلوم و لجرموا القاتل الحقيقي
لذلك و من رأي أن مادة البحث في حقيقة ما حدث يومها في قصر الضيافة يجب أن تنطلق من دافع مجرد
و روح مجردة غايتها الأولى و الأخيرة هي الحقيقة المجردة و ليس الدفاع عن جهة ما بغرض تبرئتها و كنس الظنون
من حولها أو بغرض تجريم جهة أخرى و إلصاق التهمة بها و ما إلي ذلك !
قاتل و مقتول لا أكثر و لا أقل مثلها و مثل أي جريمة أخرى لا تحتمل كثر التأويل و التلحين و الإفتراضات الكتيرة و فلان قال
و علان قال , العسكريين ديل نحس من أقوال بعضهم و كأنها شهادات قاطعة لمجرد أنه كان ظابط يومها حتى لو كان بعيدا عن موقع
الحدث في تلك الساعة .. يجب أن نعتد أكثر بشهادات من كانوا في موقع الحدث وقتها حتى و إن كنا " لا نطيقهم " لأننا بحاجة إلي
تقليب معلومات متعددة و متنوعة حتى نتمكن من تصفية المعلومة النقية الأخيرة الأكثر معنى و التي تلتقي عندها أكبر عدد من الشهادات
و النقاط لأن الله نفسه لن يقبل شهادة ظابط كان في جبل الأولياء لحظتها مثلا أو آخر كان في يوغسلافيا أو حتى في القيادة العامة
لأن الموضوع هنا ليس موضوع فلان كان ظابط ضخم و معروف أو علان ده قريب فلان و كانوا متعشين سوا في اليوم الفلاني
ده موضوع يتطلب حاستين لا أكثر: الشوف المباشر و السمع في موقع المأساة ..
موضوع يوليو 71 ده أصبح موضوع قديم يعني الشفافية و الحساسية تتطلب الإرتباط بتقييم الحدث ده
من موقع "أخلاقي" ما فيهو ده زولنا وسط الضحايا و داك سدنة , لا , ده موضوع جملة ضحايا ضاعوا نتيجة سوء حساب و تقدير
سواء من جانب المنقلب أوفي جانب المقلوب عليه .. كلها أرواح شباب سوداني عزيز و في ده لا تقل عندي مأساة الشفيع و عبدالخالق
و هاشم و فاروق و بابكر و زملاءهم من مأساة الضحايا ديل , الأخطاء موزعة على الجميع سواء من انقلب على الديمقراطية في 69 ثم
اتجه و مال نحو التشفي من إنقلابي يوليو 71 , أو من جانب من قرر اللجوء لنفس الوسيلة بغرض "التصحيح" في يوليو 71 ..
كلها كانت تعديات على دساتير و لجوء إلي البزة العسكرية و افتراض لتأييد شعبي متوهم ثم الموت تلو الموت .. الكيمان الفكرية و السياسية
لم تعد تنفع في الموضوع ده لأن آخر المعلومات الغائبة والضائعة هي حقيقة ما جرى في بيت الضيافة لأن الباقي كله معروف
و مألوف .. فهل الناس بصدد البحث عن هذه الحقيقة القادت و أسهمت بدورها حسب وجهة نظري "الأخيرة !" إلي فتح نيران و مشانق
الجحيم على ظباط و جنود يوليو و على قادة الحزب الشيوعي , أم بصدد مواصلة الدوران حول حلقة مفرغة تعيد نفسها في شكل
حولية مستمرة طوال هذه السنين !
باختصار , التجرد و الإستعداد التامين للبحث عن القاتل/القتلة الحقيقي/الحقيقيين في مجزرة بيت الضيافة يؤدي بدوره إلى خلاصة
و فهم مريح و مشاعر عظيمة و أخيرة بحقوق و مسؤوليات كل الأطراف , مافي أهم من الصدق مع النفس في مثل هذه الأشياء لذلك
مافي أهم من أن تعرف أسر الشهداء من الجانبين بأن زولهم ده فقد حياتو كيف و ليه ..
في ده , و انطلاقا من نفس المنطق الطالبت بيه هنا و هو وضع إعتبار لكل شهادة ترد من موقع الحدث و تقليب كل الشهادات صغيرها
و كبيرها أجد نفسي أقرب إلي القبول برأي مفاده أن الموت في قصر الضيافة تم بصورة "سندوتشية" , دانات و مدفع رشاش دبابة دبابتين
من الخارج - خارج بيت الضيافة - تولته القوات القادمة من الشجرة + مساهمة رشاش رشاشين من شخص أو شخصين تابعين
لتيم الحراسة التابع ليوليو 71 غض النظر عن من تكون الجهة الآمرة للشخص أو الشخصين التابعين لتيم الحراسة ديل و ربما كان
الأمر قد صدر منهما نتيجة سوء تقدير شخصي منهما أو ربما ظنا بأنها معركة مع مايو قد تعيد الوضع للسيطرة اليوليوية أو أو أو ..!
المهم ده رأي إلي أن أطلع على إفادة جديدة خلاف ما اطلعت عليه من شهادات صفراء و حمراء و كالارليس "colorless" !

Post: #88
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Elmuez
Date: 04-27-2009, 02:13 PM
Parent: #87

جاء في موقع Corbis





U1631287| Standard RM| © Bettmann/CORBIS
Sudanese Soldiers with Rifles
Original caption: At Ease. Khartoum, Sudan: Sudanese troops in Khartoum relax following the May 25 coup. General Gaafar al Numeiry led the bloodless takeover that installed Abubakr Awadallah as new premier and foreign minister.
Image: © Bettmann/CORBIS
Collection: Bettmann
Standard RM
Date Photographed: June 4, 1969
Location Information: Khartoum, Sudan

مما يعني أنه ليست لهذه الصورة أية علاقة بإعدامات الشجرة 1971 , كذلك !
http://pro.corbis.com/popup/Enlargement.aspx?mediauids=...04-9eca-f57d7ee50d36}

Post: #89
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Abdelmuhsin Said
Date: 04-28-2009, 12:08 PM
Parent: #88

.

Post: #90
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-28-2009, 05:11 PM
Parent: #89

Quote: مما يعني أنه ليست لهذه الصورة أية علاقة بإعدامات الشجرة 1971 , كذلك !


الاخ معز تحياتي وردت الصورة موضوع المداخلة عبر الاميل من مصدر هومحل ثقتي الكاملة وهو واحد شهود احداث الشجرة القلائل ومع ذلك حملت له تعليقات كوربس فاستدل علي صحة صورته بملابس الجنود و البوريهات التي لم يتم استبدالها الا في اواخر 1970

Post: #91
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-28-2009, 07:47 PM
Parent: #90

الاخوه ابراهيم عدلان والمعز
لكم التحية وفيما يختص بالصورة موضوع الخلاف وبغرض تجميع شتات الاحداث فحقيقة الأمر هى أن من نفذ مايو 1969 وضرب الانصار فى ودنوباوى والجزيره أبا فى 1970 وأعاد نميرى للسلطه عصر22 يوليو 1971 وربما فتك بالعُزل فى بيت الضيافه (باعترافهم فى محاكمات وادى الحمار بعطبرة 1975) ونفذ مجازر الشجرة أواخر يوليو 1971 م وتحرك مع المقدم حسن حسين عثمان فى 1975 هم نفس الفصيل الصفوفى من المدرعات ذوى التدريب العالى (من المعاهد العسكرية الروسيه) كانوا هم القوه الضاربه الغالبه فى تلك الفترة ....

وللتجميع مرة ثانيه القوات التى تحركت لتحرير نميرى عصر 22 يوليو 1971م وهم من المدرعات والمظلات كانت تتحرك تجاه القصر الجمهورى على 3 محاور وهى شارع القصر نفسه (مجموعة الملازم صديق عبدالعزيز) وشارع النيل (مجموعة المقدم يعقوب اسماعيل ) وشارع الجامعه (مجموعة الملازم حماد الاحيمر وهو معروف بتهوره)

والحقيقة الثانيه أن القوة التى قامت بضرب العزل فى بيت الضيافة لم تواجه أى مقاومه(( لهروب قوة الحراس من الموقع وهذا من الامور البديهيه ألا تبقى قوة جماعة( 11 عسكرى) بتسليح بنادق جيم 3 فى مواجهة مدرعات متهورة وبشهادة سكان ميز الهبوب المجاور لبيت الضبافه - العمارة الكويتيه حالياً- فى عصر ذلك اليوم عندما دخل عليهم الجنود وطلبوا منهم ملابس مدنيه وقاموا بتغيير زيهم العسكرى وترك سلاحهم والزى العسكرى بالميز ومن شهادة قمندان الشرطة فاروق هلال الذى كان يقف عند متحف السودان الطبيعى مع بُر الخضرجى قبالة بيت الضيافه وشهادة أحد قادة القوات المتحركه نفسهاوهاتان الشهادتان الاخيرتان كانتا لى شخصياً) وشهادة آخر كان يقف عند دار العمال فى ذلك الوقت ووصف ما شاهده من ضرب المدرعات لشخصين خرجا على التوالى بملابس داخليه من بيت الضيافه لملاقاة جنودهمبعد أن تعرفوا على مدرعاتهم...والدور المصرى واضح فى شهادة الكثيرين منهم (الصحفى) حمروش وموسى صبرى والفريق أول صادق وصديق لملازم مصرى شارك فى العمليه الخاصة بتحرير نميرى وشهادة السادات (القدع ده ناسى إحنا حامينو) ....إلخ

Post: #92
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Elmuez
Date: 04-29-2009, 03:48 PM
Parent: #91

الأخ إبراهيم عدلان تحياتي و شكرا على الإضافة
صادفتني معلومة موقع corbis و أنا أتصفح الموقع و أتيت بها في محاولة لإضفاء طابع التدقيق و الضبط للمعلومات التي ترد هنا
و ليست لدي أدنى إضافة أقولها حول طبيعة الصورة موضع النقاش و أنا بالمناسبة أنظر إليك كأحد أهم موثقاتية سودانيزاونلاين ممن
يفاجئون الناس بالتصاوير النادرة لذلك سأقف هنا !

.

عزيزنا سوركتي تحياتي و لا خلاف حول ما ذكرته من شهادات في مداخلتك أعلاها و قد مرت علي جميعها (وادي الحمار , متحف التاريخ
الطبيعي , دار إتحاد العمال , سكان ميز الهبوب "في الحقيقة هما شخصان أدلى أحدهما بشهادته حول الخمسة جنود التابعين للحرس
الجمهوري التابع ليوليو حيث ذكر في شهادته لموقع سودانيات.أورغ أن هؤلاء الجنود كانوا قد أتوا مسرعين إلي داخل الميز و وضعوا أسلحتهم
و بدلوا ملابسهم العسكرية بأخرى مدنية و اطلبوا الله " , و شهادات ميتانة كده من الصحفي حمروش و موسى صبري وو !..

كل هذه الشهادات أعتقد لا زالت موجودة في البوست المخصص لمجزرة بيت الضيافة في موقع سودانيات.أورغ ..
لا يوجد خلاف بيننا حول دور القوة العلى رأسها حماد الإحيمر و شامبي و مسألة ذلك التنظيم السري الغاضب على مايو "و اسمه أحرار
مايو أظن !" و النيران التي فتحوها على بيت الضيافة بشهادة الشهادات الإنت أشرت إليها .. طيب: ماذا عن شهادات الضباط الناجين
ممن أدلوا بأقوال حول ما كان يجري حولهم منذ أن بدأوا في سمع صوت مدرعة جماعة الإحيمر و هي تقترب من بيت الضيافة قادمة من
ناحية القصر الجمهوري و رؤيتهم لبعض الحرس التابع ليوليو يتخذ لنفسه موقعا "ساترا" في محاولة الإستعداد لأي طارئ يطرأ و يضطرهم
للمقاومة , هناك من ذكر أنه كان قد سمع أحد الحراس و هو يتحدث لأحدهم تلفونيا و يقول ما معناه "أصفيهم كلهم ? حاضر
سعادتك" و هناك من ذكر بأنه سمع أحدهم يخاطب أحد جنود الحراسة بما معناه "يا جندي ما قلنا ليك صفي الجماعة ديل ليه ما بتنفذ
الأوامر" , و هناك شهادة ظهرت مؤخرا على صفحات صحيفة "الوطن" لأحد الضباط الناجين و كان قد أصيب في رجليه و تم نقله إلي
"مستشفى الخرطوم" و مكث فيها فترة لتلقي العلاج حيث ذكر بأنه مستعد لأن يحلف القسم على المصحف بأنه كان قد رأى بأم عينه
حسب قوله , رأى الملازم "أ. ج" يقف و إلي جانبه الملازم "ح" , نسيت إسمه الأول , و قال أن أ.ج كان يتهدد زميله "ح" هذا بأنه سوف
يشرع في إطلاق النار عليه إذا لم يبدأ معه في عملية إطلاق النار على من بالغرفة و بالفعل بدآ معا في تصويب سلاحيهما و حصدا من حصدا
و نجا هذا الراوي و معه شخص آخر بعد إن إدعى كل منهما الموت مستفيدا من الآثار الكثيفة للدماء النازفة من جروحيهما !
هناك كذلك شهادة الملازم آنذاك "عبدالعظيم سرور" من موقعه و هو يقاتل من أجل يوليو في الناحية الشمالية للقصر الجمهوري قبالة
النيل الأزرق و هو من قاد عملية إعتقال أبوالقاسم م. إبراهيم يومها حسب التكليف الموكل إليه حيث أمن على فكرة أن الضباط في بيت
الضيافة إنما قضوا نتيجة نيران أطلقها أحد أو بعض الحراس التابعين ليوليو بينما أكملت القوة القادمة على ظهر الدبابة عملية التقتيل و
القصف حيث ذكر ضمن ما روى في شهادته أنه كان قد شاهد الملازم "أ.ج" يشير إليه إشارة تعني لسرور بأن أ.ج ذاهب إلي بيت الضيافة
و سوف يقفل عائدا و بالفعل ذكر سرور بأن أ.ج قد عاد بعد قرابة ال45 دقيقة مشيرا إلي سرور إشارة أوحت لسرور بأن الجماعة المحتجزة قد
تم الخلاص منها حسب حديث سرور ..
هناك شهادة مجموعة الضباط الذين رفض الضابط الذي كان يقف على رأس القوة التي أوكل لها حراستهم تصفيتهم في مباني جهاز الأمن
بعد أن تم نقلهم إلي هذا المبنى قادمين من بيت الضيافة نتيجة ضيق المكان هناك مقارنة بالعدد الكلي للضباط المحتجزين .. قالوا أن هذا الضابط
ذكر لهم بعد فراغه من محادثة تلفونية بأن هذه المحادثة تطلب منه القضاء عليهم لكن لن و لم يفعل و إنما قام بإطلاق سرلحهم
و تمت تبرئته و هو يقيم الآن بالمملكة السعودية ,

دي و غيرها من الشهادات من موقع الحدث نتعامل معاها كيف ?! هل نتجاوزها و نعتبرها كلها شهادات ارتزاق و تآمر و ناس ما عندها
أخلاق و ناس بتلفق و تلتق ساكت ولا نقرر أن نضع و لو بعضها في الإعتبار بحيث يتواصل البحث بناء على رغبة في تبني مختلف للواقعة
و محاولات جديدة طامحة في إجلاء الحقيقة بمنهج مختلف ?!

نسمع المزيد من الرأي ,

Post: #93
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-29-2009, 04:59 PM
Parent: #92

أخى المعز

لك الود والتحية ...

تحدثت لمن شهدوا ومن حاكموا وسألتهم مباشرةً (من قتل الضباط المعتقلين فى بيت الضيافة عصر 22 يوليو 1971م) فكانت اجابة من حاكموا (غير معروف حتى الآن) ومن شاهدوا(ليس من شهدوا) ذكروا ماذكرته بأنهم رأوا مدرعتين الفريد وقد نزل منهما 8 جنود وبدأوا بضرب المعتقلين واخلوا انفسهم من الموقع بسرعة...

كل من نجوا من الاعدام بالشجرة من المشتركين فى تنفيذ حركة يوليو خاصة من إشتركوا فى حراسة المعتقلين ومن جاءت شهاداتهم متأخرة تُُعتبر شهاداتهم ضعيفه لاسباب عديدة...(القانون العسكرى فى هذا الأمر واضح جداً والمادة 27 من قانون القوات المسلحه لعام 1957 نصها واضح ولا يحتاج لدرس عصر الاعدام لكل من اشترك ...ياخى ده حتى من لم يشتركوا عملياً وكانوا ساعة الصفر خارج الوطن تم إعدامهم ؟؟؟)

كان ضباط الصف والجنود يتجولون بين المحققين فى الشجرة (سعادتك ماعاوزين شهايد) والمقصود بشهايد شهود ...وكانت صور الضحايا معلقه على الاشجار وعلى ترابيز المحاكم والجدران ...والرأى العام معبأ تماماً والجو مشحون ولا صوت لغير البنادق والجبخانه ...

جاء أحد أقرباء الدكتور مصطفى خوجلى لزيارته بالشجرة وهو معتقل والرجل عقيد طيار وتم قتله (قال رصاصه طائشه)؟؟؟

Post: #94
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: محمد مكى محمد
Date: 04-29-2009, 05:38 PM
Parent: #92

الأخ سوركتى
هذه شهاده بخصوص أحداث بيت الضيافه.
فقدحكى له زوج إبنة عمه وهو ضابط فى الجيش المصرى وكان وقتها فى وحدة الجيش المصريه بجبل أولياء ,وقال إن القوات المصريه هى من قامت بضرب بيت الضيافه ضربا عشوائيا ,لأنهم كانوا متأكدون بأنهم يضربون القوات المواليه لحركة 19 يوليو.
ولك التحية

Post: #95
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: بدر الدين اسحاق احمد
Date: 04-29-2009, 06:25 PM
Parent: #94

الحزب الشيوعــى بــرئ من مجزرة بيت الضيافة ..


الحزب الشيوعــى بــرئ من انقلاب يوليو ..



لا يمكن للتكرار ان يرســخ معلومــة مثل هــذه ..

Post: #96
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: محمد مكى محمد
Date: 04-29-2009, 06:34 PM
Parent: #95

معذره ماورد أعلاه هى شهادة والدى التى سمعتها عنه. وقد كان قرب الأحداث ولصيقا بها.

Post: #97
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: mahdy alamin
Date: 04-29-2009, 09:13 PM
Parent: #96

عمل

عظيم

يا

جميل

Post: #98
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-30-2009, 01:33 AM
Parent: #97

Quote: الأخ سوركتى
هذه شهاده بخصوص أحداث بيت الضيافه.
فقدحكى له زوج إبنة عمه وهو ضابط فى الجيش المصرى وكان وقتها فى وحدة الجيش المصريه بجبل أولياء ,وقال إن القوات المصريه هى من قامت بضرب بيت الضيافه ضربا عشوائيا ,لأنهم كانوا متأكدون بأنهم يضربون القوات المواليه لحركة 19 يوليو.
ولك التحية


الاخ محمد المكى
لك الود والتحية وبشهادة الوالد الكريم الشجاعه تكون قد وضعت النقاط على الحروف ...وفسرت الصمت الطويل على الحدث الأليم فالامر جلل ومخزى ...
فى اعتقادى أن عملية ضرب المعتقلين فى بيت الضيافه بالمدرعات عمل لا يشبه السودان ولا السودانيين وقد جاءت شهادة المشاركين صريحة فى اكثر من موقع ومن فرد بأنهم كانوا يتحركون بدبابات عليها أعلام روسيه ويرافقهم بعض العملاء والخونه الذين لاذوا بالفرار والصمت على عملهم ولسنوات طويلةفى الخليج ولندن وغيرها...

العمليه لم تأتى عن طريق الخطأ كما تفضل الضابط المصرى بل كانت مدبرة ومخططه ومدروسة لتجريم ضباط يوليو وساستهم والدليل على ذلك استمرار الضرب لداخل الغرف الثلاث والذى بدأ ((بمراجعة أقوال وشهادة من كانوا بالداخل ومن كانوا يراقبون ما حدث بالخارج )) بدأ من الخارج بالضابطين الخارجين بملابسهم الداخلية من بيت الضيافه من ضباط المدرعات لملاقاة جنودهم بعد أن تم التعرف على اصواتهم واصوات مدرعاتهم عند وصولهم لبيت الضيافه (لاحظ أن المعتقلين كانوا أحياء حتى وصول المدرعات والتعرف على أصواتها واصوات الجنود المترجلين منهاوليس الرماة بداخلها - قوات مصريه- ومن البديهى فى وجود مدرعات وهى قوة ضاربه كبيرة انسحاب جماعة الحراس ببنادق جيم 3 لعدم تكافؤ القوتين) ...كانت أول اصابة وسط المعتقلين بالداخل قادمة من الخارج على رأس العقيد حمودى نتيجة سقوط جزء من السقف على رأسه وطبعاً لابد أن يأخذ من كانوا بالداخل سواتر لحماية انفسهم وهنا يأتى التوجيه من عميل المخابرات المصريه وسط المعتقلين المعروف الذى طلب منهم أخذ الساتر ويعنى ذلك إخفاء الرؤوس بين اليدين والاستلقاء أرضاً على البطن وبسرعة ليتم فى تلك اللحظات تنفيذ المجزرة وليسارع الضابط الآمر باتهام أحد الجنود لاحقاً بسماع كلمة (ودالكلب بلهجة أهل الغرب ودالكب)...وما تبع ذلك من حشد للرأى العام بفتح بيت الضيافه للزوار قبل التحقيق فى الحدث والتصوير وجنازة الشهداء فى اليوم التالى للحدث وسط صراخ النساء والاطفال من ذوى الضحايا أمام مسامع الجنود قبل بدء تنفيذ المجازر الثانية بالشجرة والاستعداد لها بتوزيع الصور على طاولات مجالس الشجرة العسكريه وعلى الجدران والاشجار بالمعسكر واستغلال الجنود وضباط الصف وصغار الضباط واثارة وشحن نفوس وتأجيج مشاعرهم ضد ضباط وساسة يوليو 71 ...

Post: #99
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-30-2009, 03:57 AM
Parent: #98

ترددت كثيرا رقم متابعتي لهذا البوست من اوله في الادلاء باي اقوال
لان من الموضوع دا تحولت الى عدو رقم واحد لبعض شيوعي المنبر..


ولكن سانشر هذا الجزء من كتاب بروف محمود قلندر
وهو الشخص الوحيد الذي اعرفه تمكن من قراءة فوايل لجنة علوب

ومن هنا اهيب بالجش السوداني ان يقوم بوضع هذه الفوايل في دار الوثائق
ليطلع عليها الباحثين لمعرفة الحقيقة حيث ان الحقيقة في تلك الفوايل
وان ما يكتب عبارة عن انطباعات لا غير وتكهنات عامة...
واحي اختنا كمالة في رسالتها وحقا الحقيقة ستعطي الحرية للجميع.
حيث هناك جيل ثاني يعاني كثيرا وهم ابناء الشهداء
محاولة غسل اليد مما حدث في قصر الضيافة لا يجدي من قبض على هؤلاء الشهداء
هو مسوؤل عن تأمينهم وقتلهم من قبل اي شخص ىخر يعض تفريط
وتبقى المسؤولية عمن لم يوفر لهم الحماية وهم تحت يده..
ولذلك محاولة ذكر شامبي الذي كان طالبا في الثانوي في ذلك الانقلاب لن تجدي
على الحزب الشيوعي ان يعترف بمشاركته في انقلاب مايو وقيامه بالثورة التصحيحة
وتحمل تبعاتها..
اترككم مع ما كتبه بروف محمود قلندر




وقائع الحدث الكبير
ليلة المولد .. والانقلاب
(من خور عمر ) أحدث 400 جندي و 14 ضابطاً
أكثر التغييرات السياسية راديكالية في تاريخ السودان...
(النصر لنا) كانت كلمة سر الحركة .. فصارت شعار السودان فيما بعد ..
شيوعيون وناصريون واشتراكيون عرب ويساريون تقدميون بلا انتماء كانوا في قلب التحرك ..
===========
بحلول الأول من مايو 69، كان الرائد فاروق حمد الله قد أكمل اتصالاته بالقوى السياسية اليسارية في سبيل التأكد من موقفها حالة استلام الجيش للسلطة. ولم يكن فاروق وزملائه في حاجة إلى كثير جهد لإقناع تلك القوى بتأييد التغيير في حالة وقوعه، فقد كانت معظم تلك القوى قد وصلت مرحلة من القناعة بأن التغيير آت لا محالة، ولم يكن فاروق حمد الله وحده النشط في تلك الأيام، إذ كان هناك عدداً من (الضباط) (الطيارة) الذين تمت إحالتهم للمعاش بعد أحداث اعتقال جوبا للوزير والقائد العام. وكان الضابط أحمد عبد الحليم، الضابط الوافد من مصر مع شقيقه محمد عبد الحليم، واحداً من أولئك الضباط. كما كان من بينهم بعض الضباط الناصريين والبعثيين الاشتراكيين الذين استكملوا حلقات الاتصال التي بدأها فاروق.
وبالرغم من كل ما قيل، قولاً أو كتابة، عن حقيقة الاتصال بالشيوعيين، وعن حقيقة ضلوعهم في التخطيط والتنفيذ، فإننا يمكن ان نقرر ان نقرر هنا، ان الاتصالات التي أجراها نفر من الضباط الأحرار مع الشيوعيين لم تتجاوز حدوداً بعينها، فقد ذكر الرائد فاروق حمد الله في أيام الثورة الأولى بأنه في كل اتصالاته بالشيوعيين حرص على ان يكونوا بعيدين عن التفاصيل الدقيقة (1).
وكان الاتصال بالجماعات الشيوعية مرتكزاً أكثر على المجموعة المناوئة لعبد الخالق محجوب، وقد شملت أحمد سليمان وفاروق أبو عيسى ومعاوية إبراهيم.
أما عبد الخالق محجوب، فإن الرائد فاروق حمد الله كان حريصاً على ان يكون الاتصال به متأخراً جداً، في الساعات الأخيرة قبل التحرك، وقد برر فاروق حمد الله ذلك الاتصال المتأخر عمداً بان (عبد الخالق كان يرغب دوماً في ان يعرف أكثر مما ينبغي) وتقول مصادر أخرى ان السبب في إبعاد عبد الخالق عن موقع المعرفة بمجرى التطورات هو معارضة عبد الخالق لأي تحرك عسكري بدعوى أن الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير مواتية له.
ولعل هذا الإبعاد لمجموعة عبد الخالق عن تفاصيل التحرك هو الذي كان وراء لهث الثنائي المؤيد لعبد الخالق، محمد إبراهيم نقد والشفيع أحمد الشيخ، لمعرفة ما يجرى في صفوف الجيش، حيث طارد هذا الثنائي العقيد جعفر نميري حينما حضر إلى الخرطوم خلال الاسبوع الثاني من مايو 69 وقد استغل نقد صلاته الطالبية بنميري لمعرفة ما يتم تدبيره من حدث، وهو ما سرده نميري في كتابه المشهور النهج الإسلامي لماذا.(2)
الشخص الوحيد – من غير أعضاء التنظيم – الذي كان يلم بالتفاصيل الدقيقة لمجريات التحرك هو القاضي بابكر عوض الله. وكما قلنا من قبل فإننا لا نملك تفاصيل وقائع الاتصال ببابكر عوض الله، ولكننا نعرف ان الذي زكى القاضي بابكر لأعضاء تنظيم الضباط الأحرار هو مواقفه المبدئية في القضية الدستورية ودفاعه عن هيبة القضاء السوداني إثر استهزاء مجلس السيادة والجمعية التأسيسية بقرارات المحكمة العليا.
وكان هناك شخص آخر، تم إخطاره في الأيام الأخيرة للتخطيط وذلك بعد ان أحس الضباط المنفذون بالحاجة إلى إشراك عناصر من الشرطة حتى لا يتم كشف التحركات من خلال أجهزة المباحث والأمن الداخلي، وكان ذلك الشخص هو قمندان شرطة الخرطوم علي صديق (3) وقد تركزت مهمة علي صديق بعد ذلك في السيطرة على المعلومات التي يمكن ان ترد من خلال الأمن الداخلي والمباحث عن تحركات الجيش المرتقبة ساعة التنفيذ. وقد تم تعيينه مديراً عاماً للشرطة بعد ذلك.
يعتبر شهر مايو من الأشهر الكسلي في وحدات القوات المسلحة المتواجدة في العاصمة، فالمدارس تبدأ عطلاتها الصيفية في هذا الشهر أو قريباً منه. ومن ثم فإن الضباط درجوا على طلب عطلاتهم والإسراع إلى مواطنهم الأصلية خلال هذا الشهر أو قريباً منه.
ولهذا السبب فإن القوات المسلحة قل ما تجرى تدريباتها وتمريناتها العلمية في هذه الفترة، إلا إذا كان الغرض هو التدريب على العمليات في فترات مناخية محددة.
ولهذا السبب أيضاً فإن وجود جعفر محمد نميري، قائد مدرسة المشاة بجبيت، في الخرطوم منذ مطلع مايو، لم يكن ملفتاً للنظر كثيراً، بالرغم من ان جعفر نميري كان واحداً من الضباط الأكثر خضوعاً للرقابة في تلك السنوات. وكان السبب في وجود نميري تحت عيون أجهزة استخبارات الجيش هو ورود اسمه في كل المحاولات الانقلابية التي جرت من قبل. فقد ورد اسمه في كبيدة الأولى، ثم ورد مع حركة علي حامد. أما في أكتوبر 64، فإن نميري كان القائد الثاني لسلاح المدرعات في الشجرة، حين جرت الأحداث العاصفة على النحو المعروف. وكان دور سلاح المدرعات في تأكيد انحياز الجيش للشعب مشهوداً، فقد جاء التهديد للقيادة العامة من عدد من الوحدات من بينها المدرعات، بينما لعبت المدرعة التي توجهت إلى القصر دوراً مهماً في اتخاذ عبود لقراره بحل مجلسه العسكري.
ولعب نميري وعدد من الضباط الشباب دوراً مهماً فيما بعد نجاح أكتوبر في المطالبة بتطهير الجيش من القيادات الموالية لعبود، خاصة وأنه جرت محاولات إبعاد الضباط الشباب الذين اعتبروا ناشطين سياسياً وقتها.
لكل هذه الأسباب فإن وجود نميري في الخرطوم كان طبيعياً، ولكنه كان وجوداً محفوفاً بالشك عند اللواء حمد النيل ضيف الله بالذات. قد التقى حمد النيل بجعفر نميري في القيادة العامة، وسأله سؤالاً اجتماعياً في مظهره: (مالك بي جاي يا جعفر؟ لعلك ما عندك عوجة؟).
وكان رد نميري أنه جاء في عطلته السنوية، ويسعى لعلاج زوجته ولكن ضيف الله جعل ذلك المدخل الاجتماعي بداية لحوار تحذيري لنميري من الانغماس في أية محاولات انقلابية. مذكراً إياه بأنه دوماً موضع الرقابة لماضيه المعروف وكان حمد النيل في واقع الأمر يتحدث وفي خلفية ذهنه بعض التقارير التي كانت ترد لمكتبه ولمكتب القائد العام الخواض محمد أحمد، عن ان الساحة السياسية في غاية الهشاشة، وان بعض القوى السياسية تقوم بالاتصال بعدد من العسكريين العاملين في الجيش عن طريق زملائهم المبعدين.
وقد ذكرت تلك التقارير أسماء ثلاثة من ضباط المعاشات هم فاروق حمد الله، سعيد كسباوي وأحمد عبد الحليم. بيد أنه كان يتم التقليل من دقة معلومات تلك التقارير من قبل بعض عناصر الاستخبارات التي كانت على صلة وثيقة بخلايا تنظيم الضباط الأحرار. والواقع ان بعض تلك العناصر كانت قد زرعت في الخلايا من قبل الاستخبارات ولكنها لعبت دوراً مزدوجاً مكنها في نهاية الأمر من ان تكون عيناً لتنظيم الضباط الأحرار على الاستخبارات. وكان من بين تلك العناصر الرائد مأمون عوض أبوزيد.
كما ذكرنا، فغن شهر مايو الكسول في المناطق العسكرية عموماً، لا يغرى ولا يوحي بإمكان أي تحرك عسكري، ولهذا فقد كان من الملفت اتجاه بعض وحدات المظلات والمدرعات إلى عقد تدريباتهم غرب أمدرمان في هذا الوقت من العام، ولكن هذا الأمر لم يلفت النظر على المستويات العليا لسبب بسيط وهو أنه تم بموافقة مسبقة من مدير العمليات، ومن سلطات هيئة الأركان، ومن ثم لم يكن هناك ما يمكن ان يشكك في أمرها. ولهذا فإن سرية مدرعات وسرية مشاة كانتا تقومان بتدريبات روتينية محورها جماعة مستجدين، كانتا هما النواة الأساسية للتحرك المنتظر. وكانت هذه القوة متواجدة غرب أمدرمان في المنطقة الممتدة من خور عمر وحتى مشارف منطقة الشقلة.
أما سريتا المظلات، فقد تقرر لهما ان يقوما بطابور سير يوم الرابع والعشرين من مايو في مناطق غرب أمدرمان. وكان قادة هاتين السريتين وبعض ضباطها من أعضاء تنظيم الضباط الأحرار ومنهم أبو القاسم محمد إبراهيم وزين العابدين عبد القادر. أما الجنود فقد بلغ مجموعهم حوالي (400) ضابط صف وجندي، معظمهم من قوات المظليين.. وأما الضباط فقد بلغوا أربعة عشر ضابطاً، وكانوا ثلاثة جماعات.
الجماعة الأولى أعضاء تنظيم الضباط الأحرار، والذين كانوا قد تعاقدوا على المضي في طريق التغيير في اليوم المحتار. وكان بعض هؤلاء متواجداً في المعسكر، بينما كان على البقية ان يصلوا إلى منطقة خور عمر قبل ساعة الصفر بساعات عدة.
وقد تواجد معظم هؤلاء إما في معسكر خور عمر أو قريباً من منطقة المعسكر استعداداً لتنفيذ دورهم في التحرك منذ الليلة السابقة. كان من بين هؤلاء جعفر نميري، وخالد حسن عباس، أبو القاسم محمد إبراهيم، ومأمون عوض أبو زيد وزين العابدين محمد أحمد.
وكان منهم كامل عبد الحميد، ميرغني العطا، محجوب برير، سيد أحمد حمودي، عثمان أبو شيبة، وأحمد مرسي.
أما الجماعة الثانية فهي مجموعة من الضباط التي لم تنتم إلى التنظيم، ولكنها وجدت نفسها وسط جماعة توشك ان تتحرك لاستلام السلطة، فحاول بعض منهم ان يتراجع، فتم تحييده بالوسائل المتاحة إلى حين إنفاذ التحرك، بينما تحمس بعض آخر وشارك(4).
أما الجماعة الثالثة فقد تكونت من الضباط المحالين إلى المعاش من أعضاء التنظيم، وقد شارك هؤلاء مشاركة فعلية منذ بداية التحرك. اثنان من هؤلاء كانا محمود حسيب الذي قام بتنفيذ الاستيلاء على الإذاعة، وفاروق عثمان حمد الله الذي قام بقطع المواصلات بين المدن والحاميات العسكرية.
ليلة الرابع والعشرين من مايو كانت ليلة مغادرة الوفد العسكري السوداني إلى موسكو لتوقيع اتفاقات متعلقة بإمداد القوات المسلحة بالأسلحة والعتاد. وكانت محادثات موسكو العسكرية المرتقبة هي نتاج تفاعلات عسكرية وسياسية مختلفة، منها الواقع العسكري في الجنوب، والذي تصاعد إلى حد اعتقال القائد العام الخواض محمد أحمد عام 66 في جوبا. ثم الواقع السياسي الذي برز بعد حرب يونيو 67 وإحساس السودان بواجبه العربي تجاه الصراع الإسرائيلي العربي، إضافة إلى قطع السودان لعلاقاته بالغرب بعد تلك الحرب.
وكان الوفد العسكري المغادر يضم خمسة من كبار القادة في القوات المسلحة من بينهم اللواء محمد إدريس عبد الله، والعميد عمر الحاج موسى، والعميد أحمد البشير شداد.
ولما كانت هيئة القيادة في ذلك الوقت محدودة – مقارنة بهيئة القيادة اليوم- فإن غياب عدد من القادة بمثل ذلك الحجم كان ذا أثر هام في قدرة القيادة وفاعليتها. وكان هذا هو ما يتطلع إليه المخططون.. ان تكون قدرة القيادة العسكرية مشلولة بغياب جزء كبير منها.
ولذلك فإن ليلة مغادرة الوفد العسكري إلى موسكو كانت ليلة مشهودة ومحسوبة ساعاتها.
وكان هذا الأمر مهماً جداً بالنسبة للمتحركين ليلة الخامس والعشرين من مايو لسبب أساسي وهو أنهم جميعاً من الرتب الصغرى إذ أن أعلاهم رتبة، وهو جعفر نميري كان برتبة العقيد.
وأهمية هذا الأمر تكمن في ان صغر رتب قيادة الحركة يمكن ان يؤدي إلى تصدى أي قائد عسكري برتبة أعلى منهم وإعاقة سيطرتهم على الجنود والضباط الآخرين.
ليلة الرابع والعشرين من مايو 1969 صادفت ليلة من الليالي الأخيرة لاحتفالات المولد النبوي، ولذلك فغن المحتفلين بتلك المناسبة سهروا – كما هي العادة كل عام – إلى وقت متأخر من الليل في ساحات المولد في العاصمة، ومن بينها ساحة مولد أمدرمان التي لا تبعد كثيراً من مبنى الإذاعة السودانية.
حينما قاربت الساعة الثالثة صباحاً، تبقى في ساحة المولد بأمدرمان عدد قليل من الناس، كان معظمهم أصحاب محلات بيع الحلويات والأطعمة الذين آثروا المبيت في مواقعهم بدلاً من الانتقال في ذلك الوقت المتأخر إلى منازلهم. وفي تلك الساعات الأولى تنامي إلى أسماعهم هدير الدبابة التي كانت تقترب بسرعة شديدة من مبنى الإذاعة. لاحظ الساهرون الدبابة.
كانت الإذاعة هي أول المواقع التي حرص المتحركون على الاستيلاء عليها. ولم تستغرق العملية أكثر من زمن مناورة الدبابة لاحتلال موقعها المواجه للقادم من بعيد، لتتم السيطرة على الإذاعة وفي جانبها مبنى التلفزيون.
والواقع ان المهام الأخرى جميعها لم تستغرق أكثر من ساعتين قطع طرق الاتصال بين الوحدات العسكرية ومن منازل المسئولين الأعلى كرئيس الدولة ورئيس الوزراء، تم من خلال السيطرة على كبانية الخرطوم، بينما تم قطع الاتصالات العسكرية من قبل جماعة من سلاح الإشارة كانت على موعد مع التحرك.
كانت ثلاث مناطق هي الأهم في أجندة المتحركين ليلتها: الإذاعة، والمطار ثم القيادة العامة ولم تستغرق عملية الاستيلاء على هذه المواقع وقتاً وجهداً كثيرين.
ولكن جزء من جهد تلك الليلة كان مركزاً على اعتقال القادة والضباط الأعلى رتبة من قيادة التحرك. وقد تناقص عددهم بغياب عدد منهم في مهمة موسكو بينما كان بعضهم خارج العاصمة. وقد تمكن المتحركون ليلتها من اعتقال جميع القادة العسكريين ذوي الأهمية، إلا واحداً هو اللواء حمد النيل ضيف الله.
وتختلف الروايات عن حقيقة غياب حمد النيل ليلتها عن منزله، فتقول رواية أنه كان بداخل منزله وان الذين طلبوه استبطأوا حضوره وظنوه قد هرب من الأبواب الخلفية، تحاشياً وابتعاداً، أو توقعاً وانتظاراً. بينما تقول رواية أخرى أنه كان بعيداً عن منزله بمحض الصدفة، وان عودته المتأخرة لبيته اصطدمت بالجنود المسرعين نحو أهداف تلك الليلة، فآثر البقاء حيث هو.
ويمكن الآن ان نفسر ذلك البيان القلق الذي أذاعه راديو أمدرمان بعد ساعات من نجاح مايو، والذي أعلن فيه ان اللواء حمد النيل قد اختفى.. وهو البيان الذي أغضب حمد النيل لأنه وصف غيابه بالهروب. فما كان منه إلا ان وجه رسالة تنضح بالغضب للقيادة العامة أكد فيها أنه لا يهرب من المواجهة ويطلب مِنْ من يريده ان يلقاه حيث يشاء: في البيت أو القيادة أو (الدروة). وقد عادت القيادة العامة وصححت الخبر زاعمة أنه سلم نفسه (5).
ولا يمكن تفسير ذلك البيان القلق إلا باعتباره قلقاً حقيقياً من الضباط الصغار لفشلهم في تحييد رتبة عليا كحمد النيل ضيف الله. وهو ما كان يمكن ان يشكل خطراً على الحركة كلها.
لم يلتق جعفر نميري وبابكر عوض الله وجهاً لوجه إلا قبل أيام معدودة من ليلة الرابع والعشرين من مايو.
كان فاروق حمد الله قد قام بتجنيد بابكر عوض الله وإقناعه بالمشاركة النافذة في التحرك، (6) ومن ثم فإن بابكر عوض الله – بعد قناعته بمشروع التحرك- لعب الدور الأساسي في وضع اللمسات السياسية للعمل العسكري. فقد قام بالاتصال ببعض القوى السياسية لضمان تأييدها للحركة عند نجاحها، كما نشط في اتصالاته بعدد من اليساريين والتقدميين ليكونوا أعضاء في الحكومة التي أوكل إليه الضباط الأحرار أمر تكوينها.
وكان من بين القوى التي حرص بابكر عوض الله على الاتصال بها عدد من زملائه الناصريين الذين كانت لهم أيادٍ نافذة مع مصر ومع عبد الناصر.
وهكذا فإن بابكر عوض الله أكمل بحلول الثالث والعشرين من مايو أسماء أعضاء الحكومة التي سيتولى رئاستها، ومن ثم التقى نميري وبابكر عن طريق فاروق حمد الله. وقام الثلاثة: نميري، وبابكر عوض الله وفاروق حمد الله بتسجيل البيانات الثلاثة الشهيرة لمايو تم كل شئ دون إراقة دماء...
معظم القيادات السياسية تم التحفظ عليها في منازلها بوضع حراسة من الجنود الذين استبدلوا جنود الشرطة الموضوعين أمام منازل الساسة.
تمت السيطرة على الجسرين الرئيسين أمدرمان وبحري باعتبارهما المدخل والمخرج ووضعت قوات من المظليين عليهما.
القيادات العسكرية سهلت مهمة اعتقالها لتواجد معظمهم في المنطقة المحيطة بالقيادة العامة وهي منطقة الخرطوم شرق، وقد تمت السيطرة عليهم جميعاً ما عدا حمد النيل ضيف الله. ولم تجر أية مواجهة عسكرية حادة غلا في ساحة سلاح الأسلحة حيث رفضت قيادة السلاح في أول الأمر القبول بالتغيير وكادت ان تسفك دماء لولا مسارعة بعض الضباط بتلافي المواجهة.
كانت العاصمة تتثاءب كسلي صباح الخامس والعشرين من مايو 1969 فالساعات الأولى من الصباح لم تشهد حركة ونشاطاً كالأيام الأخرى، وكانت الإذاعة قد بدأت في بث المارشات العسكرية المتوالية بعد استيلاء القوة الموكلة بالإذاعة عليها منذ الساعات الأولى من الصباح.
ومن ثم فقد انتبهت العاصمة الكسولة، ومن خلفها السودان كله إلى ان أمراً جللاً قد وقع. واستمع السودان في السابعة من صباح الخامس والعشرين مايو إلى البيانات الثلاثة بأصوات جعفر نميري وبابكر عوض الله وفاروق حمد.
وكانت البيانات الثلاث عنواناً واضحاً وجلياً عن اتجاه التغيير ووجهته صبت البيانات سخطها على الرجعية، والحزبية والطائفية... وأعلنت العزم على قيادة السودان على طريق تقدمي يأخذه إلى رحاب الاشتراكية ويبعده عن الديمقراطية اللبرالية التي فشلت في ان تحقق للسودان أياً من تطلعات أبنائه المشروعة.
ثم صدر الأمر الجمهوري الأول لمجلس قيادة الثورة والذي حدد بوضوح هوية السودان (جمهورية ديمقراطية) السيادة فيها للشعب... وحل ذلك الأمر كافة الهيئات السيادية، مجلس السيادة والوزراء والبرلمان. وأوقف الدستور، وحل الأحزاب وأصبح مجلس الثورة – المكون من تسعة ضباط وبابكر عوض الله – هو السلطة السيادية الأعلى في السودان بينما جرى تشكيل مجلس للوزراء من 21 وزيراً كان اثنان منهم فقط م العسكريين بينما مثل بقية أعضاء مجلس الوزراء صفاً منتقى من اليساريين المرموقين في الساحة السياسية الوطنية.
وكانت بصمات بابكر عوض الله واضحة في اختيار هذه الصفوة المنتقاة من اليساريين، والتي شملت اثنين من الشيوعيين المنشقين على سكرتير الحزب عبد الخالق محجوب.
ولترطيب الذاكرة الوطنية في هذا الصدد نسجل أسماء وزراء أول حكومة لمايو وهم:
موريس سدرة، محمد عبد الله نور، طه بعشر، أمين الشبلي، محجوب عثمان، أحمد سليمان، موسى المبارك، منصور محجوب، فاروق أبو عيسى، أبيل ألير، جوزيف قرنق، محي الدين صابر، مرتضى أحمد إبراهيم، عبد الكريم ميرغني وسيد أحمد الجاك.
ومن ثم بدأت مسيرة الأعوام الست عشرة لأطول حقبة سياسية في التاريخ الوطني الحديث. وهي الفترة التي نقدمها في هذا الكتاب في إطار مجموعة من الأعوام، تشكل كل منها اتجاهاً أو حقبة متفردة من مايو.
ولسوف نبدأ في استعراض تلك الأعوام، بداية بالأعوام الحمر.

أعوام مايو الحُمْر..
اليسار في الميدان
o كانت الستينات حقبة ساد فيها اليسار في كل ميدان
o ولدت مايو من رحم يسار ونبتت على واقع إقليمي وعالمي شبيه..
o منذ أكتوبر ساد اليسار السوداني ساحات الفكر والأدب والثقافة
o تشبع الشباب السوداني، بما فيهم الضباط، بفكر اليسار وآمن به..
=========
مهما قال القائلون، فإن مايو لم تولد إلا من رحم يسار..
فالذين خططوا لها من قلب المؤسسة العسكرية أو على هامشها، والذين تعاونوا من خارجها، والذين (حملوا الأرواح على الأكُف) في ليلة التنفيذ جميعهم من روافد اليسار، قالوا بذلك أم لم يقولوا.
فلا يمكن، إذن، لأي كاتب ان يؤرخ لمايو وحركة الضباط الأحرار دون ان يتناول تطور اليسار السوداني فكراً وسياسة بل وحتى وأدباً. إذ لا يمكن فصل مايو، التحرك والحركة والعامين الأولين، من حركة اليسار السوداني العريض، كما أنه لا يمكن تناول الأحداث والشخصيات والأفعال والقرارات المتعلقة بتلك الفترة دون البحث عن جذورها الفكرية في حقول اليسار(7).
ولعل قصة اليسار في السودان ونمو شجرته في السنوات الأكتوبرية أمر معروف ومشهود. إذ ان أكتوبر – الثورة – فجرت في دواخل الشباب الذي أشعلها تطلعات وآمال بعرض الوطن وطوله، فقد مضى ذلك الشباب على هدى وهج الشعلة الأكتوبرية يتطلع إلى الوطن الناهض الباسق، الواحد المتحد. إلا ان القوى السياسية التقليدية، أحبطت تطلعات الشباب وآماله بعجزها ووهنها، وأخمدت جذوة الحماس الملتهبة في دواخله. فقد عادت تلك القوى إلى غيِّها القديم، ومارست غيبوبةً صِنواً لغيبوبة الخمسينات، فقعد الوطن ولم ينهض، ويبست شجرة الأمل في النفوس ولم تثمر.
وحين أدرك الشباب العريض ان لا أمل يرتجى في أهل القديم والتقليدي، تلفت يمنه ويسرة يبحث عن الخلاص.
فوجد اليسار في كل ميدان.. وجده على الساحة العربية، والإفريقية والعالمية على حد سواء.
ففي الساحة العربية..
كان عبد الناصر يشكل مركز العصب لحركة التحرر الإفريقي والعربي... إذ كانت القاهرة مركز للإشعاع الثقافي التحريري، إليها يفد المناضلون، ومنها تنطلق قوافل التحرير والتحرر، ومنها ينبعث صوت الدعوة الجاهرة بالعداء للاستعمار والامبريالية والرجعية، ومن مطابعها تخرج الكتب والمجلات والدوريات والصحف الممتلئة بأفكار التحرر والثورة، لتمد العالم العربي التهم بزادٍ من المعرفة المتوافقة مع فكر التحرر و الانعتاق.
كانت مصر ترفع راية الاشتراكية العربية باعتبارها نمطاً من الاشتراكية ليس هو بالضرورة شيوعياً ماركسياً.. وكان مثل هذا الانعتاق من الفكر الماركسي يلاقي هوى في نفوس الكثيرين من شباب السودان في ذلك الوقت لأنهم وجدوا ف يفكر اليسار عموماً موئلاً يمكن الرفد غليه من هجير العجز الطائفي والغيبوبة السياسية، ولكنهم كانا يتحرجون – بحكم الوسط والبيئة- من الماركسية وما يحيط بها من شكوك الإلحاد. ولهذا فقد وجد الشباب في الفكر التحرري العربي وفي الفكر الناصري، خلاصاً من ذلك الحرج، فجعلها شجرة يسارية يفئ إليها ولو إلى حين.
ثم ان الساحة العربية كانت تحتضن فكراً عربياً آخر هو فكر البعث العربي. وكانت تيارات الفكر البعثي قد تجذرت في سوريا ثم تمددت إلى خارجها عبر الأردن فالعراق وحتى أطراف اليمن الجنوبي. وقد وجدت هذه الأفكار رواجاً لها في السودان مع الانفتاح الأكتوبري الذي فتح كل الأبواب والنوافذ على الفكر الإنساني من كل مكان...
وفي الميدان الإفريقي..
كانت حركة النضال الذي خاضته شعوب جنوب أفريقيا وناميبيا، وروديسيا، و موزمبيق وغينيا بيساو وإريتريا، تلهب حماس شباب السودان، ذلك الشباب الذي تدفق حماسه وحيوية من بعد انجازه المعجز لإرادته في أكتوبر، والذي جعل من كفاح ونضال تلك الشعوب مثالاً ونموذجاً لمن يريد ان يبلغ الغايات والمنى.
فكانت أسماء نيلسون مانديلاً، وأميلكار كابرال، وجوشو أنكومو، وروبرت موقابي، أغانٍ في الشفاه المتعطشة لخوض النضال... أي نضال.
وعلى صعيد الفكر اليساري الإفريقي، كان نايريري يقود حركة الاشتراكية الأفريقية، التي يشر بها هو ورفاقه الشاعر الغيني ليوبولد سينغور، والمناضل الغاني كوامي نكروما. وكانت فكرة الاشتراكية التي طرحها نايريري فيما عرف بإعلان آروشا، والقائمة على جذور الواقع الإفريقي، والمستمدة أسسها وحيثياتها من التراث الإفريقي، تروق لكثيرين من أبناء السودان المشدودين بحكم الغلبة العرقية، إلى الواقع الإفريقي.
ولم يكن نضال الأفارقة الأبعد، في قلب القلعة الإمبريالية، في أمريكا، بأقل أثراً في شده لعقول وقلوب الشباب السوداني نحو اليسار. فتحديات مالكوم إكس لمجتمع الظلم الأفريقي الأسود. ومواجهات الفهود السوداء لشرطة الاضطهاد الأبيض، وعناد محمد علي كلاي الرافض وضع نفسه في خدمة الحرب الظالمة ضد شعب فيتنام البطل، وقبضة يد السوداء الجميلة انجيلا ديفيس المرفوعة في وجه المجتمع المتأفق عن التساوي بنصفه الأسود، كانت كلها جمراً يوقد لهب النزعة اليسارية في النفوس.
أما في الميدان الآسيوي..
فإن المناضل الفيتنامي (هوشي منه) كان يلهب القلوب والعقول على حد سواء، وكانت قصص النضال الفيتنامي الفذ، والعبقريات القتالية للقادة الفيتناميين من أمثال (نيقوين فان جياب)، القائد الذي زلزل الصلف الأمريكي عام 1968 في معركتي التيت وكي سانه، تحوز على إعجاب جيل من الشباب العسكري السوداني.
وقد جعل العسكريون من دراسة أساليب ذلك القائد الفذ وتكتيكاته في مواجهة الإمبريالية الأمريكية أسلوباً للتمثل والتطلع إلى العطاء لبلادهم بحجم عطاء ذلك العسكري العبقري.
أما على صعيد العالم الواسع، فقد كانت صور النضال الكوبي المجسد لانتصار الفلاحين على اضطهاد الباتيستا، ودور المناضل تشي جيفارا في النصر الحاسم مع رفيقه فيديل كاسترو، تقدم صورة حية لما يمكن ان يقود إليه النضال المشترك، وما يمكن ان تحققه الرفقة النضالية من إعجاز.
وحتى على الصعيد العالمي..
كان البريق اليساري يتوهج في كل القارات، وفي كل ساحة وميدان.
في لندن مثلاً، كانت أفكار وكتابات الفيلسوف البريطاني بيرتراند راسل تغذي إرادة الرفض عند الشباب البريطاني الذي جلس معه على أعتاب البرلمان البريطاني تعبيراً عن السخط والازدراء للسياسات البريطانية المساندة والداعمة للتدخل الأمريكي في فيتنام.
وكانت الصورة الأمريكية في أذهان الشباب البريطاني والفرنسي هي صورة (الأمريكي القذر) التي عبرت عنها الراوية التي كتبت في منتصف الستينات لتصور الصلف الأمريكي في فيتنام.
أما في باريس، فإن الجامعات الفرنسية صارت أيامها محطة مهمة من محطات التوجه اليساري في أوروبا في الستينيات. إذ كانت إفرازات حرب الجزائر قد حملت الشباب الفرنسي إلى مشارف الماركسية حتى أصبح الحزب الشيوعي الفرنسي – بقيادة جورج مارشيه – متساوياً في شهرته مع الجنرال الفرنسي العملاق ديجول.
وكان ثورة الطلاب الفرنسية في منتصف الستينيات شعلة توهجت بفكر اليسار الأوروبي الذي شكل طينته الفكرية أقطاب اليسار الأوروبي من مثل بيرتراند راسيل وروجية جارودي والوجوديون من أمثال سيمون دي بوفوار وجان بول سارتر.
وكانت لليسار أذرع يمدها في كل مكان، وأرجل يغشى بها كل الساحات . فكانت منظمات التضامن العالمية- وهي منظمات غير حكومية انتظمت جل العالم، وضمت تحت مظلتها كل الساعين لدعم التحرر العالمي – كانت هذه المنظمات عالية الصوت، حاضرة الوجود في كل مناسبة ومكان.
كان الشعر والأدب والغناء والمسرح والرياضة كلها أسلحة يسار. وكان المناضلون والمعضدون لحركة المناضلين يلتقون على ساحات الدنيا العريضة لدعم النضال العالمي التحرري.
وكانت حركة الشباب العالمي بما فيها حركة الشباب السوداني، هي الدعم والسند لكافة حركات التحرر، تلتقي بهم في كل مكان لتعضد وتساند وتشد من أزر المناضلين.
فكانت برلين وبراغ وصوفيا وهافانا وهلسنكي ووبيونج ينلج وباندونق ونيودلهي مدناً يتلاقى في رحابها الشباب العالمي ينشد أغاني النضال ويذكي من جذوة المقاتلين، ويتبادل فكراً يساري الأصول والجذور.
تلك كانت الصورة من خارج السودان للسنوات القليلة السابقة على مايو.
أما في داخل السودان، فإن ملامح الصورة كانت حتماً يسارية الملامح والتقاطيع.
فقد كان اليسار في تلك السنوات هو الغالب، سياسة وثقافة..
على صعيد السياسة، كان المد اليساري قد جرف الأفراد والجماعات، فلم تكن (اليسارية) والتقدمية كموقف سياسي وقفاً على الشيوعيين الماركسيين فحسب، إذ انشقت أرض السياسة في البلاد من بعد أكتوبر 64، عن سيل من تنظيمات وجماعات تصب كلها في غدير اليسار. فقد شهدت سنوات ما بعد أكتوبر ميلاد أو نمو عدد من تلك التنظيمات، من تلك التنظيمات- مثالاً لا حصراً- منظمة الاشتراكيين العرب وحركة الوحدويين الاشتراكيين، والطليعة التقدمية العربية.. ومنها: منظمات الجبهة الديمقراطية، والجبهة الاشتراكية، وحزب العمال والمزارعين والتجمع الاشتراكي والحزب الاشتراكي السوداني.
ولأن (الاشتراكية) كفكر سياسي واقتصادي، كانت قد سادت مع سيادة اليسار، فإن الكلمة نفسها أصبحت ذات جاذبية خاصة، حتى صارت (موضة) ذلك الزمان. ولم يعد التقدميون واليساريون وحدهم رافعي لواءها، بل شاركهم في ذلك حتى اليمينيون والطائفيون.. فقد صنف حزب الشعب الديمقراطي نفسه في صفوف التقدميين، ورفع شعارات اليسار بما فيها الاشتراكية.
وصار الحزب الوطني ورجاله يتحدثون عن الاشتراكية الوسيطة أو الاشتراكية الديمقراطية، تلك التي تقترب من الاشتراكية الفابية كما طرحت في بريطانيا في القرن الثامن عشر.
وصارت الأحزاب الإسلامية – خاصة الحزب الجهوري الإسلامي – تبحث عن معاني الاشتراكية في الإسلام، لتقدمها كنموذج جاذب للشباب الذي فتن بالكلمة ومشتقاتها، حتى راج يومها حديث الرسول صلي الله عليه وسلم، (الناس شركاء في ثلاثة) ليثبت به الإسلاميون ان الاشتراكية لها في الإسلام مكان أيضاً.
أما على صعيد الثقافة العامة، فإن ملحمة أكتوبر ونضالها اللاهب أفرزا ثقافة وأدباً يساريين جذابين. فالشعر كان لهب الثورة يوم تفجرت، وكان جمر ذلك اللهب شعراء من مثل هاشم صديق، وفضل الله محمد.
وكان المغنون هم الحداة.. وكان على رأس الحداة محمد الأمين.. ومحمد وردي وكان أدب اليسار – في العموم – هو أدب المرحلة الزاخم: كان في الساحة الأدبية صلاح أحمد إبراهيم، مبارك حسن خليفة، محمد المكي إبراهيم، محمد عبد الحي، سيد أحمد الحردلو، تاج السر الحسن، محمد سعد دياب، والنور عثمان أبكر.
وكان الثقافة الوطنية من مسرح، ورسم ونحت كلها تصب في غدير اليسار، كانت جماعة أبادماك مسرحاً يغذيه مؤلفون من أمثال علي المك وخالد المبارك وعلي عبد القيوم.
وكان نواة العمل المسرحي اليساري الذي ظل السودان لحقب عدة، هو معهد الموسيقى والمسرح، والذي أنشأ في بدايات عام 69 فأنضم إليه نفر من الكوادر اليسارية التقدمية التي أصبحت فيما بعد الطليعة في مجالات المسرح والغناء.
وفي ساحة الصحافة، فإن صوت اليسار كان هو الأعلى..
كانت صحف الخرطوم تصدر بالعشرات وكان من بينها عدد من صحف اليسار بكل ألوانه وأطيافه. كان من بين صحف اليسار الأيام، وأخبار الاسبوع، والأخبار، والصراحة، والأضواء والطليعة وصوت المرأة.
وظهرت في تلك الفترة أقلام يسارية متميزة في التعبير بلسان الرفض لواقع الحال، فظهر سيد أحمد نقد الله، وجمال عبد الملك بن خلدون، والفاتح التجاني.
ومن ثم زحف جيل جديد من شباب جامعة الخرطوم نحو الصحف، فظهرت مجلة كمجلة الحياة والتي كان من روادها عدد من الطلاب والخريجين الجدد.
كان من بين الأسماء التي لمعت في مجلة الحياة فضل الله محمد وإسماعيل الحاج موسى وعبد الله جلاب وعبد الله علي إبراهيم.
وهكذا فإن الناس في الستينات سمعوا وقرأوا وشاهدوا أدباً مكسواً بظلال يسارية كثيفة. سمعوا في المذياع (قطر الهم) وقرأوا (ملعون أبوكي بلد)، ويناير يا صحن الصيني، وهكذا يا أستاذ وشاهدوا في المسرح (مأساة الحلاج) ونحن نفعل هذا أتعلمون لماذا؟
ويوم تفجرت أكتوبر، سمع أهل الريف وسكان الأصقاع أغاني النضال، تلك التي كان يحدو بها الشيوعيون نضال (الرفاق) في جلسات ما بعد لقاءات (الخلايا) سمعها الناس من خلال الأجهزة الرسمية.
فسمع الناس رائعة الشاعر الفذ محي الدين فارس (لن أحيد) وهي تنساب من خلال المذياع بعد ان كانت ترددها الشفاه خلسة في جلسات (المسامرة النضالية).
ومن بعد أكتوبر كان محمد الأمين يغني مع فضل الله محمد لأكتوبر وللمضامين الاشتراكية.
وغنت الجماهير وطربت وهي تردد مع محمد الأمين في ملحمة القرن لهاشم صديق التي مجدت وحدة صف كل (طالب وزارع وصانع).
ورغم ان الكابلي كان قد أنشد رائع الشاعر تاج السر الحسن (آسيا وأفريقيا) منذ أيام الفريق عبود، إلا ان الشباب السوداني واليساري منه لم يتوقف طوال عقد الستينات، من التغني بالملحمة المبنية على تمجيد رمز النضال التحرري العالمي من رجال وبلاد ومواقع ومواقف.
فغنى الناس لديان فو، أرض هوشي منه..
وهتفوا لجميلة بوحريد في الجزائر، ولنهرو وسوكارنو وعبد الناصر كرمز للانعتاق من إسار السيطرة الإمبريالية.
كانت الخرطوم عاصمة مفتوحة الأبواب والنوافذ وكل المنافذ. كانت روافد الثقافة العالمية، واليساري منها على وجه الخصوص، تصب كلها في قلب الخرطوم... في مكتبات المحطة الوسطى، ومكتبة النهضة، ومكتبة الثقافة، ومكتبة نادي العمال بالخرطوم، ثم مكتبات الحرية، والنهضة والجيل والأهلية بأمدرمان.
وفي مكتبات آفريكانا وسودان بوكشوب. وكانت جميع هذه المكتبات تعج بمطبوعات اليسار العربي والعالمي، ومنها كانت تنحدر الثقافة إلى المكتبات الروافد في مدني والأبيض وعطبرة وبورتسودان.
كانت الخرطوم ومدن السودان الرئيسية تقرأ شعراً ومسرحاً وفكراً يسارياً.
على صعيد المطبوعات العربية، كانت المكتبات تزدحم أرففها، ثم لا تلبث ان تفرغ، بمطبوعات فكرية مثل كتابات ميشيل عفلق، وأعمال أدبية وشعرية ذات بعد فكري يساري من مثل أعمال أدونيس والبياتي وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل ومحمود درويش ونزار قباني ونجيب محفوظ.
وعلى صعيد الإنتاج الفكري الغربي كان مكتبات الخرطوم تعج بالمترجم وغير المترجم من أعمال فكرية ومسرحيات وشعر وأدب عالمي.
كانت مكتبات الخرطوم وأمدرمان ومدني وبورتسودان والأبيض وعطبرة تستجلب وتوع أعمال هيربرت ماركوسة، وروجية غارودي وجاك بيرك، وجان بول سارتر، والأعمال الكلاسيكية من مثل أعمال لينين وماركس وتروتسكي، والروائع من مثل جابرايل غارسا ماركيز، ولوركا، وديستوفسكي، وبوشكين، وسولجنستين.
والتهم الشباب السوداني النهم تلك الإصدارات، واستزاد منها، ثم هضم ما قرأ، فرجع يطنطن بالشعر والنثر نادباً حال وطنه وسائلاً نفسه أي الطريق يفضي إلى الخلاص.
وما كان ضباط الجيش في أعوام الستينات، النصف الثاني منها، بأحسن حالاً من شباب الوطن الباقي. بل لعلهم كانوا يعيشون الحيرة والضياع مضاعفاً.
فلقد كانوا في الموقع الذي يجعلهم يبصرون الخطر مجسداً وحاضراً. كانوا هناك في الجنوب يعيشون الواقع الذي لا يعرفه الشعب إلا عبر تصريحات مسئول في الصحافة، أو عبر دمعة حرى لأم كليم جاءها جثمان ابنها الجندي مسجى على عربة (كومر) بعد ان لم تجد القيادة إسعافاً تحترم به نومة ذلك البطل الأبدية.
وكانوا هنا في الخرطوم وغير الخرطوم من مدن الشمال يعيشون غيَّ الساسة ومعارك طواحين الهواء، بين دستور علماني، وآخر ديني، وبين يسار يصارع ليبقى، ويمين يريد له الإعدام والفناء.
وكان ذلك الجيل من الضباط مثل جيل الشباب الباقي. يقرأ ويستوعب ويهضم، ثم يتلفت يقيس حال وطنه بما قرأ واستوعب.
وهكذا كان الحال أيضاً مع أعضاء تنظيم الضباط الأحرار. إذ كان قادته وناشطوه شباباً من جيل من جيل الوطن الذي عاش الواقع كما فصلنا وذكرنا. وكان جل ذلك الشباب من الضباط، هم بالفكر والتطلع، بالمعايشة والواقع، إنما هم يسار أو أقرب ما يكونون إلى اليسار.
لا يستطيع أحد ان يقول ان الذين تحركوا في ليلة الرابع والعشرين من مايو كانوا بلا سند من فكر أو رصيد من انتماء فلقد كانوا جميعهم يساريين، إن لم يكونوا بالانتماء والعضوية، فإنهم كانوا كذلك بالموقف والقرار.. فالذين خرجوا تلك الليلة إنما خرجوا وهم عازمين على كسر طوق الدائرة الجهنمية المفرغة: من الطرف اليمين إلى الطرف اليمين.
كانت مايو يوم تحركت يساراً بالغاية والهدف،
كانت يساراً بالتطلع،
وكانت يساراً بالرؤى،
ويساراً بالتخطيط والتنفيذ.

أعوام مايو الحُمْر..
هل هؤلاء الرجال.. جبهة ديمقراطية؟!
o عمّدَ موكب 2 يونيو حركة مايو من انقلاب عسكري إلى حركة جماهيرية..
o كان الموكب حكماً قاطعاً من الجماهير على الأحزاب وزمانها أكثر من كونه تأييداً للحركة العسكرية..
=========
السؤال الذي أربك شعب السودان أيام الإنقاذ الأولى، رددت الجماهير شبيهاً له أيام مايو الأولى.
بيد أن سؤال الجماهير أيام مايو الأول، لم يكن كحيرة المواطنين أيام الإنقاذ الأولى.
فلم يكن أيامها هناك أي خلاف بين الناس على ان اليسار قد غلب اليمين في حلبة الصراع، وكان الناس يدركون تماماً أنهم يعيشون في رحاب نظام تقدمي، ليس باللفظ فحسب، بل بالفعل والقرار. فقد أعلنت مايو هويتها منذ لحظتها الأولى، إذ أعلنت عن انتهاجها الاشتراكية طريقاً لبناء الاقتصاد ولتحقيق التنمية الوطنية، ورفعت شعارات القوى الثورية في مقابل التنديد بالقوى الطائفية والرجعية المحلية، وقوى الإمبريالية العالمية.
اعترفت بألمانيا الديمقراطية. وكانت بذلك ثالث دولة – من غير منظومة الدول الشيوعية- بعد إيران وكمبوديا تفعل ذلك.
وتلقت الترحيب والتعضيد المباشر من الاتحاد السوفيتي الذي قال إن النظام الجديد (أطاح بالنظام التعتيق وبالسياسيين القدامى). ومن بعد الاتحاد السوفيتي، تبارت منظومة الدول الشيوعية في الترحيب بالتغيير التقدمي في السودان.
ومن ثم فإن الناس باتوا يعلمون ان الأمر في السودان صار إلى اليسار.
بيد أن السؤال يومها كان: أي يسار استولى على السلطة؟ فلقد كان اليسار يومها كثيراً.
كانت الساحة تبحث عن الإجابة على هذا التساؤل لأسباب عديدة، من أهمها ان اليسار أصبح عريضاً في السودان بحيث صارت له ظلال وأطياف من الألوان.
ومنها ان يسار السودان، في عمومه، ذي ارتباطات إقليمية ودولية، ستجر السودان قطعاً إلى محور م محاور الاستقطاب. شاء السودانيون أم لم يشاءوا.
وكان من أهم الأسباب – خاصة لدى الساسة الفاعلين وقتها، وغيرهم من الناشطين في دنيا السياسة الحزبية – خوف هؤلاء وتحسبهم من انتقام منتظر للشيوعيين من حل حزبهم وطرد أعضائهم من البرلمان. وكان بعض هؤلاء ل يحسبون الأمر بحساب مجازر الدم التي روت شوارع براغ حين حاولت تشيكوسلوفاكيا الفكاك من براثن القبضة الشيوعية عام 68.
ولهذه الأسباب مجتمعة كان السؤال المشروع يومها، أي فصائل اليسار تقود هذا التغيير؟ وأي القوى الإقليمية أو الدولية يقف وراءها ويساند؟
راهنت القوى التقليدي التي ارتبطت فكراً ومصيراً بالنظام الليبرالي السابق، على ان النظام الوليد لا يملك السند الجماهيري الذي يمكن ان يتيح له الاستمرار في الحكم. وذلك لأن الجماهير الوطنية العريضة إنما هي جماهير الختمية والأنصار. أما اليسار وسدنته، فغنما هم قلة من مثقفي العاصمة وبعض المدن، وجماعة من العمل المتطلعين. وعند جميعهم صوت القول أعلى من صدى الفعل. هم قادرون على صوغ الكلام، وعاجزون عن تحريك الجماهير.
لقد ولد مولود اليسار ومن حوله قلاع يمين وطائفية راكزة، كانت حتى الأمس ملأ الساحة، وما زالت بالتاريخ والمكانة ملأ المشاعر والأفئدة على امتداد عريض من الوطن.
ثم ان المولود اليساري كان محاطاً من خارج الوطن بقوى – أقل ما يقال عنها- أنها لا تستمزج اليسار ولا تستسيغه، وهي قوى تمتد من الأدغال الأفريقية جنوباً، إلى الشواطئ والبحار من الشرق القريب أو الشرق البعيد – نستثني من هذه القوى جار الشمال الأقرب الذي كان الأمل والمرتجى عند المولود.
بمثل هذا الاعتقاد قدر أقطاب الليبرالية في البلاد يومها للمولود الجديد عمراً لا يتجاوز الأسابيع المعدودة على أصابع اليد. يحاصر فيها من الداخل والخارج فينهار النظام حتى قبل ان يبدأ بناءه.
إذا كان ذلك هو موقف اليمين، وتلك كانت أمانيه، فماذا كان الحال في مربع اليسار؟ بل لعل السؤال الأوفق هنا: ممن تشكل اليسار في السودان يومها؟ وهل تنادي كله لنصرة الجديد وتعضيد الوليد؟
لا يمكن الإجابة بدقة على هذا السؤال، فالواقع ان التقدمية وقتها كانت ثوباً فضفاضاً يفتقر إلى الوصف العلمي. إذ كانت كمفهوم سياسي تتشكل بالمواقف السياسية أكثر من استنادها على فكر وأيديولوجية. فقد رأينا مثلاُ كيف ان حزب الشعب الديمقراطي – بقاعدته الطائفية الراسخة في مواقع اليمين- كان مصنفاً صفوف التقدمية.
ثم رأينا شيخاً معهدياً كالشيخ علي عبد الرحمن، وهو سلسل أسرة (فقيهة) رأيناه منافحاً بالقول والفعل على اليسار ومدافعاً عن حق الحزب الشيوعي في ممارسة نشاطه.. وهو دفاع لا يقوم بالضرورة على إيمان بالفكر بقدر قيامه على إيمان بالحقوق الديمقراطية.
بل ورأينا خلال تلك الفترة تنظيماً مثل تنظيم الإخوان الجمهوريين بزعيمه الأستاذ محمود محمد طه، يصنف ضمن الجماعات ذات المواقف اليسارية.. فقد وقف الحزب مواقف اليسار في القضايا الاجتماعية مثل معاداته للطائفية، وفي القضايا الاقتصادية مثل دعوته لتوزيع الثروة.. ثم في مواقفه السياسية كموقفه من حل الحزب الشيوعي.
لهذه الأسباب فإن الحكم بالقطع في من كان عماد اليسار السوداني وقتها لا يستقيم وقد لا يفضي بنا في المنتهى إلى الحقيقة فيه.
بالرغم من كل صعوبات الوصف والتحديد، دعنا نحاول ان نستكشف كنه يسار أواخر الستينات.
حينما تنادى الناس إلى جامعة الخرطوم في نوفمبر من عام 1965 لمواجهة قرار الجمعية التأسيسية بحل الحزب الشيوعي. بلغ عدد المنظمات والجماعات التي احتشدت فيدار اتحاد الطلاب 32 منظمة وجماعة تراوحت بين الحزب والتنظيم والمنظمات الفئوية والمهنية. وقد جاءت كل هذه المنظمات من مواقع يسارية رافضة لهيمنة اليمين الساعي على تحويل الديمقراطية إلى هودج فوق سنام جمل، لا يسع إلا راكبه.
بحساب العدد هذا، يمكن ان نقول ان التنظيمات ذات المواقف التقدمية بلغت وقتها 32 منظمة وهيئة وجماعة. بعض هذه المنظمات كان امتداداً للحزب الشيوعي، كاتحاد الشباب السوداني والاتحاد النسائي، بينما كانت هناك منظمات اشتراكية عربية، وقومية عربية، واشتراكية عريضة. وكانت هناك بعض الهيئات الفئوية التي انضمت بحكم القيادة المسيطرة على التنظيم. إضافة إلى الأحزاب والتنظيمات التي انضمت إلى اليسار – كما قلنا- بالمواقف، مثل حزب الشعب الديمقراطي، والأخوان الجمهوريين، وعدد من الجماعات الصغيرة المنشطرة من بطن أحزاب كبيرة.
ولكن لم تكن مشكلة اليسار في تعدد المنافذ... بل كانت المشكلة في أعداد المنتمين بالالتزام إليه. فقد كان حساب العدد وقتها غير مصلحة اليسار. إلا ان انتظام الصفوف وحسن إدارة الموارد وقدرة التحريك النافذ جعلت لليسار موقعاً سياسياً عتيد الجانب مهاب المكانة والموقف.
ثم ان الجو العام الإقليمي والدولي – على نحو ما سردنا من قبل – كان في عمومه يساري الرياح والهبوب. وهو ما أضاف إلى اليسار المحلي بعداً وقوة ومكانة.
ولقد كان فوز عبد الخالق محجوب عام 1968 في دائرة جماهيرية – تقوم على العدد ويستأثر بها تقليدياً الاتحاديون – الدليل الأكبر الذي برهن به اليسار ان (حاصل الجمع) ليس وحده الحاسم في أمر العمل السياسي السوداني، فقد جاء فوزه بعد معركة حامية الوطيس في دائرة أمدرمان الشمالية استعمل فيها من الأسلحة ما هو مشروع وماهو غير مشروع.. وهي معركة كانت في حقيقتها الحكم الشعبي الجماهيري على قرار الجمعية التأسيسية بحل الحزب الشيوعي.
وكان فوز سكرتير الحزب الشيوعي في دائرة محافظة وتقليدية دليلاً على ان اليسار المتحد الصف والمنتظم الإيقاع يمكن ان يسلك (الطريق إلى البرلمان) من غير منافذ ودروب (الإشارة) و (قرارات السيد)..
لهذه الأسباب مجتمعة يمكن ان نقول ان الضباط الأحرار، يوم تسلموا السلطة، كانوا يملكون الثقة في النفس المستمدة من الثقة في اليسار السوداني، والمستندة على التجربة والاختبار.. وكان الضباط يدركون باليقين أنهم كجزء من جبهة يسارية عريضة(8)- يملكون ماهو أهم من العدد: التعدد والتنوع، والقدرة، ورسوخ القدم في مجال الإدارة والتنظيم والتحريك.
وبالرغم من تلك الثقة، فإن اليسار – يوم استولى الضباط على السلطة وأعلنوا عن هوية نظامهم اليسارية – لم يقدم بحجم ما توقع الضباط الأحرار وانتظروا.. بل توقفت بعض قوى اليسار دون التقدم الإيجابي نحو النظام الجديد.. وذلك رغماً عن وجود الدلائل الشاهدة على هوية التغيير واتجاهه.. كوجود رموز كافية من نجوم اليسار في الحكومة الأولى مثلاً.
ويمكننا ان نرجع بعض أسباب ذلك التردد والإحجام عن التقدم نحو النظام الجديد إلى ان قوى اليسار في عمومها، خشيت من إمكانية انقضاض اليمن السريع على المولود بالقوة المسلحة، من داخل الجيش أومن خارجه.. فبالرغم من أن أدب (المليشيات المسلحة) لم يكن قد دخل الثقافة السياسية السودانية في ذلك الوقت، إلا ان القول العام كان وقتها ان الأنصار كجماعة (دينيسياسعسكرية) ربما يتحركون لسحق النظام الوليد.. كما ان مسألة اختفاء حمد النيل ضيف الله – نائب القائد العام – جعلت من أفكار الانقضاض ببعض الجيش على بعضه الآخر تمر بخاطر الذين كان واجبهم المسارعة بحماية الوليد وشد أزره..
بيد ان السبب الأقوى لوقفة التردد والتحسب كانت ناتجاً من نتائج ذلك الصراع التي كان يعيشه الحزب الشيوعي – رأس الرمح في حركة اليسار السوداني- وهو صراع متعدد الأبعاد والجوانب دار جزء منه حول قضية حل الحزب من قبل الجمعية التأسيسية وما ترتب على ذلك من واقع قانوني وفعلي رأي من خلاله بعض قياديي الحزب إمكان إذابة الحزب في إطار يساري أعرض يصبح درعاً واقياً للحزب نفسه، بينما دار جزء آخر من الصراع حول موقف الحزب من حركة التغيير التي قادها الضباط الأحرار ومتطلبات مثل ذلك الموقف...
ففي الوقت الذي كان الضباط الأحرار يضعون اللمسات الأخيرة على طريق تنفيذ التغيير، كان الحزب الشيوعي يعيش أزمة وصراعاً من بعد حله الرسمي من قبل السلطات الحزبية.. وكان محور الأزمة وقتها هو حول قدرة الحزب على مواجهة ذلك الواقع السياسي الجديد.. وقد عاش الحزب اضطراباً في الفكر والقرار.. فانقسم بين من رأى ان يكون البديل (جبهة ديمقراطية) تتسع لما هو أوسع من الحزب لتصبح وعاء حاشداً لليسار، وبين من نادي بأن يبدل الحزب اسمه فحسب ليصبح (الحزب الاشتراكي) البديل الذي يقي الحزب من طول القانون وحوله.
ولقد انقسم أهل الحزب على ذلك الأمر، مع أمور أخرى اتصلت بالمواقع والمسؤوليات كما اتصلت بتقويم الصلابة الثورية للقيادات.. وهكذا فغن الحزب كان في واقع الأمر يعيش حالة أقرب إلى الانفصام يوم أنفذ الضباط الشباب التغيير.. وكان الحزب وقتها أقرب ما يكون إلى الحزبين .. فجاءت حركة التغيير في مايو لتضيف إلى جراح الشيوعيين جراحاً جديدة..
فلم تكن أمام الحزب أية فرصة لالتقاط الأنفاس إذ ان الأحداث كانت تتلاحق وتتصاعد.. وعجلة التغيير كانت قد بدأت في الدوران.. وهي العجلة التي كان الحزب قد حاول فرملتها، وعلى نحو ما سردنا من قبل، ولم يستطع..
صحيح ان عدداً من النجوم الشيوعية التي عرفها المواطنون كانت في قلب التغيير من خلال أسمائهم التي أذيعت ضمن الوزارة الأولى التي ترأسها بابكر عوض الله، إلا ان الصحيح أيضاً أن عدداً من تلك الأسماء كان محسوباً مع الجناح الذي أنشق على أمين الحزب. بل ان عظمة المركز في ذلك الجناح – أحمد سليمان- كان في قلب الأحداث الجديدة في الوقت الذي تميز فيه موقف الحزب بالتردد والانتظار..
وبالرغم من ذلك التردد، فإن عدداً من الشخصيات المحسوبة على الحزب كانت قريبة من الأحداث والأفعال في تلك الأيام... كما ان الحزب لم يسع إلى رفض التغيير كلية، أو إلى إدانته باعتباره (انتهاكاً للديمقراطية وتعدياً على الدستور) مثلاً... بل ان الحزب عبّر من خلال رموزه وشخصياته المعروفة، عن ترحيب مشوب بالحذر في الأيام الأولى للتحرك..
لقد وجد الحزب الشيوعي – خلال الأيام الأولى للتغيير- حرية في الحركة لم يجدها في ظل النظام الليبرالي السابق... إذ وجدت منظمات الحزب ومؤسساته الأبواب مفتوحة على أوسع مدى للعمل النشط والتحرك الحر.. فسادت منظمات اتحاد الشباب السوداني، والاتحاد النسائي وغيرها من المنظمات المحسوبة على الشيوعيين.. وعادت لافتاتها المميزة وشعاراتها تزحم الساحات والمواقع..
ورغم الوجود الكثيف لبعض منظمات الحزب الشيوعي وجماعاته النشطة في التحرك والتنظيم والتعبئة في الساحة منذ الأيام الأولى لمايو، إلا أن الموقف الرسمي للحزب من مايو لم يكن واضحاً تماماً الوضوح... والواقع ان موقف الحزب من مايو كانت تكتنفه قضيتان هامتان ومتداخلتان.
الأولى: احتضان النظام الجديد للمنشقين من الحزب، أو قل احتضان المنشقين من الحزب للنظام الجديد.. فقد كان أقطاب الصراع مع عبد الخالق: معاوية سورج وأحمد سليمان هما الدعامتان الأساسيتان للحركة الجديدة.. ومن ثم فإن قربهما أو اقترابهما من الضباط الأحرار كان يشكل موقف القلق في علاقة النظام الجديد بالحزب الشيوعي.
والثانية: وتلك هي الأهم.. هي تلك الأصوات التي ارتفعت- خاصة من جماعة المنشقين – مطالبة بحل الحزب الشيوعي لذاته ووجوب تذويب نفسه داخل النظام الجديد وكياناته السياسية المنتظرة.. وكان هذا الأمر هو مربط الفرس في علاقة الحزب الشيوعي بالنظام الجديد. فقد أشارت حولية آفريكا كونتمبرروري ريكوردس (9) إلى أن عبد الخالق محجوب كان من أنصار مساندة الحركة الجديدة دون ان يذيب الحزب نفسه فيها.. فالنظام الجديد عنده ( في نهاية الأمر إنا هو نظام عسكري ليس إلا..)
وكان عبد الخالق يرى أنه ( من الواجب ألا يصبح الشيوعيون تبعاً لنظام هو في نهاية الأمر ليس ماركسياً.. بل على الشيوعيين ان يسعوا للسيطرة على مثل هذا النظام وتسييره حتى تأتى اللحظة المناسبة لتحويله إلى نظام ثوري حقيقي)...
هذا الاختلاف – بكافة أبعاده وملابساته – كان يبدو تنظيراً محضاً في تلك الأيام الساخنة.. فلم ينكر واحد من الشيوعيون، تنظيماً أو أفراداً، ان التغيير الذي حدث بتحرك الخامس والعشرين من مايو إنما هو حركة يسار... ومن ثم فإن تأييد ذلك التحرك والوقوف لصد غائلة اليمين عنه كان واجباً ثورياً لا يمكن التنصل منه أو التردد تجاهه..
والشيوعيون – أفراداً من غير ضبط التنظيم وسطوته-.. كانوا بمشاعرهم مع الجديد الحامل سحنة اليسار وملامحها، فمهما كان موقف التنظيم الرسمي من الحركة الوليد، فإن منطق الوقوف مع بن العم على الغريب كان هو ال1ذي يحكم عواطف ومشاعر أولئك الأفراد..
ولهذا السبب فقد نشطت كوادر اليسار كله، بما فيها منظمات الحزب الشيوعي الراكزة في موقفها مع عبد الخالق محجوب وضد (الانقساميين)، خلال الأيام الأخيرة من شهر مايو عام 69، لتعبئ الجماهير للخروج في موكب تأييد لمايو، وذلك رداً على ما كنت تردده الساحة عن برودة الشارع الوطني وضعف انفعاله بالتغيير والحركة.. وقد شاركت في التعبئة لهذا الموكب كافة تنظيمات اليسار السوداني، بما فيها الحزب الشيوعي السوداني... وكان اليوم المضروب لتلك الوقفة والتعضيد هو نهار اليوم الثاني من يونيو 69.. وهو اليوم الذي دخل أدب مايو باسم (موكب 2 يونيو).
بدأ صباح اليوم الثاني من يونيو وكأن أرض الخرطوم قد انشقت عن أهل السودان كلهم.. قدر بعض الكتّاب الذين شاهدوا الموكب بأنه بلغ خمسة عشر كيلو متراً... بينما قال آخرون ان المواكب غطت المساحة الممتدة من أمام القصر وحتى ميدان عبد المنعم في قلب الخرطوم ثلاثة (10).
ومهما كان من أمر التقدير لحجم موكب الثاني من يونيو، فإن الحقيقة الراسخة حوله هي ان البلاد لم تشهد في تاريخها السياسي، حتى صباح ذلك اليوم، انفعالاً جماهيرياً بذلك الحجم وبتلك الحماسة... فلم يحدث ان تمكنت أية هيئة سياسية جماهيرية أو غير جماهيرية من تحريك الناس بالصورة التي شهدتها العاصمة الخرطوم في ذلك الصباح..
كان الناس يتحدثون وقتها عن مواكب استقبال عبد الناصر في الخرطوم بعد نكسة حرب يونيو 67، وهي المواكب التي قال عنها عبد الناصر أنها أعادت إلى العرب ثقتهم في أنفسهم ومنحتهم قدرة على الصمود، ومن يومها عرفت الخرطوم في الأدب السياسي العربي (بعاصمة الصمود).. فاقت مواكب الثاني من يونيو التي نحن بصدد الحديث عنها، مواكب استقبال عبد الناصر قبلها بعامين.. وفاقت تقديرات المشاركين في موكب التأييد لمايو رقم المليون... صحيح ان تعبير (المسيرات المليونية) لم يكن قد بدأ في الرواج وقتها، ولكن الذين اجتمعوا حول مايو أمام ساحة الشهداء فاق عددهم ذلك الرقم في تلك الأيام.
إن النقطة التي نريد ان نسجلها هنا هي ان موكب الثاني من يونيو بحجمه ذاك وأبعاده تلك، كان يفوق قدرة اليسار السوداني – عدة وعدداً- .. فالموكب تجاوز بأعداده حجم اليسار بكل اتجاهاته وهيئاته ومنظماته .. كما تجاوز قدرة كل تلك التنظيمات – بما فيها الحزب الشيوعي – على التعبئة وتحريك الشارع...
ما نريد ان نسجله هنا هو ان موكب 2 يونيو لم يكن في واقعه موكباً لتأييد النظام الجديد. فلم تكن قد تحددت في النظام الجديد المعالم و الملامح التي يمكن ان تجعل أفئدة أهل السودان تهوى إليه. بل كان الموكب في حقيقته حكماً باسم الشعب على الحقبة المنصرمة والمطلوبة بانطواء ليلة الرابع والعشرين من مايو 69، أكثر من كونها مواكب لتأييد حركة مايو ومنفذيها.. فلم تكن الجماهير – التي ملأت مواكبها كل الطرقات في قلب الخرطوم شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، - جميعها جماهير تنظيم واحد، ولم تكن جميعها متوشحة وشاح اليسار.. كان الأغلب الأعم من الذين زحفوا في موكب 2 يونيو هم عامة أبناء الشعب – بما فيهم قطاع عريض ينتمي بحكم التاريخ والتقليد على الأحزاب التقليدية، يمينها ووسطها..
الذين خرجوا في موكب 2 يونيو كانوا أواسط الناس، أولئك الذين وان انتموا لبعض تلك الأحزاب ضجروا منها ويئسوا من أي إنجاز سياسي أو صلاح حال فيظل صراع الحزبية المحموم على الموقع والمكان والكرسي...
الذين خرجوا في موكب الثاني من يونيو لم يكونوا جميعاً ماركسيين أو اشتراكيين عرب، أو قوميين عرب، أو يساريين من غير فرق ولا أعلام.. صحيح أن هؤلاء جميعاً كانوا في قلب المواكب وقد حملوا من الرايات ألوناً مميزة.. ولكن الصحيح أيضاً ان الجماهير التي ملأت الأفق في ضحى ذلك اليوم لم تكن – كلها يسارية بالفكر أو التنظيم. بل كانت تلك الجماهير هي عموم أهل السودان جاءوا بالتعبير البليغ يدينون عجز الحزبية وساسة الأحزاب الذين حولوا سنوات الديمقراطية الثانية إلى سنوات من الصراع والتناحر، أصبحت معها الديمقراطية صنو العجز، وأضحت الحرية معنى للفوضى...
كان موكب 2 يونيو هو الفاصل والفيصل...
فقد كان ذلك الموكب لضباط مايو شريان الحياة الذي نفخ في جسد حركتهم روح الثقة المستمدة من تأييد الوطن العريض... وكان لهم دليلاً على ان السند الحقيقي هو في وقفة الجماهير المتجاوز ولاؤها الجماعة والفئة، وفي الحصول على القبول الجامع من كل الفئات والجماعات..
كان الموكب دليلاً على ان عموم وغالب أهل السودان- وهم أناس وسط – قد اجتمعوا حول النظام الجديد فقد فاقت أعداد الجماهير التي التقت في مسيرة الثاني من يونيو، بكثير، حجم اليسار وقدرته وتجاوزت بحماسها للجديد – بكثير، مواقع ومواقف اليمين طائفية وحزبية.
بلغة الجيش، قدم موكب 2 يونيو أول (الدروس المستفادة) لضباط مايو.. وكان ذلك الدرس هو ان الجماهير لا تسام كالبهائم، وأنها – مهما كان حجم ومظهر ولائها- تضجر وتسأم وتنقطع متى ما أحست ببؤس القيادة، حتى ولو كانت تلك القيادة هي السادة والأشراف.
وكان ثاني (الدروس المستفادة) ان الجماهير التي تحمست للجديد بحجمها ذلك، إنما هي عموم أهل السودان، وليس أهل اليسار وحدهم.. ومن ثم فإن التوسط والاعتدال هو طريق الالتقاء والتلاحم مع تلك الجماهير.. وان التطرف والتعصب والاحتداد هو الدرب المفضي إلى نفور تلك الجماهير وتباعدها.
ولم يكن ميعاد التطبيق العملي لتلك الدروس المستفادة في الممارسة ببعيد عن أيام مايو الأولى..
فقد جاءت ملابسات التطبيق العملي لتلك الدروس ومتتالية من بعد مرور أسابيع قليلة على موكب الثاني من يونيو الذي عمد مايو – الحركة العسكرية – نظاماً سياسياً أمكنه الإدعاء بأنه (ثورة).

أعوام مايو الحُمْر..
فتق الرتق بين مايو والشيوعيين
o دعوة لحل الحزب قصمت ظهر العلاقة مع مايو
o مواطن الخلاف بين مايو والشيوعيين: ميثاق طرابلس.. تنظيم الثورة.. كتائب مايو.. الحرس الوطني.. الميثاق.. التأميم..
=========
لم يكن لمايو من بد من التعامل اللصيق مع كل قوى اليسار- بما فيهم الشيوعيون- في أيامها الأولى ... فهي قد حددت هويتها وجعلت من نفسها مركباً يسارياً مفتوحاً لكل قوى اليسار.
ولما كانت الجماعة العسكرية التي أنفذت مايو في حاجة ماسة إلى السند الإداري والتنفيذي الملتزم بالهوية والمسار الجديد، فغنه لم يكن أمامها سوى الاعتماد على الشق المدني في التحرك – بابكر عوض الله والقوى السياسية المستقطبة – ليقوموا بالإمداد بذلك السند من كوادر اليسار، بما فيهم الكوادر الشيوعية...
أحس النظام الجديد منذ اليوم الأول، بضرورة السيطرة على مواقع الخدمة العامة.. ولم يكن هناك بد من الاستعانة في هذا الأمر بذوي الباع الطويل والمعرفة بدهاليز السياسة ودروبها من أهل اليسار، فاستعان الضباط بجماعات من اليساريين في كل المجالات.. وكان بالقطع أكبر قطاعات اليسار المستعان بهم من الماركسيين، الملتزمين بالحزب أو غير الملتزمين به وعاء تنظيمياً..
وهكذا بدأت عمليات (قش ورش) دار السياسة التي يدخلها النظام لأول مرة.. وكان عماد عمليات (القش والرش) تلك هي الكوادر الشيوعية التي انتشرت في جزء واسع من مجالات العمل التنفيذي والسياسي والجماهيري والتي بدأت مع انتشارها حركة (التثوير)، وهي الحركة التي قصد من ورائها حقن روح الثورة فيكل مجال من مجالات العمل التنفيذي.. وكان من متطلبات تثوير العمل ان يكون في مواقع المسؤولية والقرار من هم موثوق في ولائهم للسلطة اليسارية الجديدة.. وكان ذلك يعنى عودة راجعة لحركة التطهير الأكتوبرية الشهيرة..
ومن ثم بدأت طاحونة التطهير في الدوران .. وفي التهام الكوادر المتخصصة والمدربة في كافة مجالات الخدمة الوطنية..
فالتهمت تلك الطاحونة في جوفها الكوادر الرفيعة من قياديي الخدمة المدنية والقضاء والجماعة والشرطة والجيش... وشملت الشخصيات المبعدة – تطهيراً للخدمة المدنية منها – أسماء كالنجوم في سماء الوطن.. منهم دبلوماسيون مقتدرون كالدبلوماسي بشير البكري والأديب الدبلوماسي جمال محمد أحمد ومنهم قضاة عمالقة كالقاضي الأكتوبري العملاق عبد المجيد إمام.. ومنهم نطاسون بارعون مثل محمد عثمان عبد النبي .. ومنهم علماء مثل العلامة البروفيسور عبد الله الطيب والبروفيسور مجذوب علي حسيب.. ومنهم الإداري النافذ مثل علي حسن عبد الله.
وقد اعتبرت عمليات التطهير تلك أول أخطاء مايو وأكثرها أثراً على الخدمة المدنية على المدى البعيد..
كانت عمليات التطهير أول أفعال مايو ذات المردود السلبي، وهي أفعال جاءت في ثنايا الشعارات التي كانت ترفعها القوى اليسارية، خاصة الشيوعية، عن تثوير الخدمة العامة بتطهيرها على النهج الأكتوبري، وبوجوب التحسب من قوى الثورة المضادة.. ووضع الكوادر الملتزمة فكراً وبرنامجاً بنهج البناء الاشتراكي الذي جاءت تدعو إليه مايو..
وبما ان الكوادر التي التزمت النهج الاشتراكي – فكراً وبرنامجاً – كانت في معظمها شيوعية أو أقرب ما تكون إلى الشيوعيين .. فقد بات شكل التعاون بين الشيوعيين ومايو أشبه ما يكون بالسيطرة التامة من قبل الكوادر الشيوعية على جهاز الدولة.. وهي سيطرة لم تلبث ان قادت إلى الضيق والضجر من قبل قادة مايو.. ومن ثم بدأت رحلة الخلاف والاختلاف بين الاثنين..
جاءت رحلة الاختلاف، فالخلاف ثم الصراع بين مايو والشيوعيين بطيئة في أولها ثم تدرجت في التطور من بعد ذلك... ويمكن ان نعدد مظاهر تطور ذلك الصراع على النحو التالي:
أولاً: اتجاه مايو إلى توسع المواعين وبسط القاعدة التي يقف عليها النظام الجديد.. كانت الدعوة التي رفعها رجال مايو منذ أيامهم الأولى هي عزمهم على إنشاء تجمع شامل يجر إلى حلبته كافة القوى الوطنية ويستوعب الإمكانات الهائلة التي يمكن ان تتجمع بمثل تلك القاعدة العريضة..
وكانت هذه الدعوة تعنى بالضرورة تذويب الحزب الشيوعي في ذلك الماعون الجديد.. ولهذا فإن طرح جماعة مايو لرغبتها في إقامة تنظيم واحد جامع كان يحمل في طياته تجاوزاً للحزب الشيوعي وتوسيعاً للماعون السياسي بما يتجاوز تصورات الحزب وطرحه.. وكان طرح الحزب الشيوعي قد تجسد في شعار (وحدة القوى الثورية) الذي رفعه بديلاً لوحدة القوى الوطنية (أو الوحدة الوطنية) الذي كانت تطرحه أدبيات الحركة الجديدة من خلال التصريحات واللقاءات السياسية.. وقد طرح الحزب الشيوعي شكل (الجبهة الديمقراطية) بديلاً لاتحاد القوى الوطنية الذي أخذ قادة مايو في الحديث عنه..
ثانياً: حلت مايو منذ يومها الأول كل الأحزاب السياسية.. ولم يستثن الأمر الجمهوري رقم (1) الصادر في 25 مايو أي حزب من الحل، ولكن بما ان الحزب الشيوعي كان بطبيعة الحال قد تم حله من قبل النظام الحزبي السابق على مايو، فإنه لم يتعرض لمظهريات الحل التي تعرضت لها دور الأحزاب وممتلكاتها، فلم يكن هناك جنود يحرسون مقاره... كما ان ممتلكاته لم تجر مصادرتها والتصرف فيها على نحو ما جرى للأحزاب الأخرى.. وفي الوقت الذي كان قادة الأحزاب الأخرى قد تعرضوا لما أقله الاعتقال التحفظي في المنازل، كان قادة الحزب الشيوعي وحدهم الذين يتمتعون بالحرية ويتصرفون بما يوحي بأنهم جزء من التغيير إن لم يكونوا هم التغيير نفسه..
ولقد تم استغلال هذه الحقيقة – حقيقة عدم تعرض دور الحزب الشيوعي وممتلكاته لمظاهر الحل- لتصوير الواقع وكأنه استثناء للحزب الشيوعي من الحل... كما ان واقع الحال الذي جعل منظمات اليسار التي كان يسيطر عليها الشيوعيون- خاصة اتحاد الشباب والمرأة – السند الأساسي لحركة الشارع المؤيد لمايو أعطى هو الآخر انطباعاً بأن الشيوعيون وحدهم يملئون الساحة وان كافة تشكيلاتهم – بما فيها الحزب قد عادت إلى الحياة..
ولقد أصابت مقاومة وعناد الحزب الشيوعي لمبدأ حل الحزب ذاته، أصابت القادة الجدد- القادمين من جوف مؤسسة عسكرية عرفت بالضبط والربط وطاعة الأوامر – بالضجر والضيق... وفي وقت لاحق بالغضب والانفعال..
ثالثاً: في سبتمبر عام 69، استولى القذافي ومجموعة من الشبان العسكريين على السلطة في ليبيا وأعلنوا وجهاً تقدمياً ذا بعد عربي واضح الملامح.. وبدخول ليبيا على ساحة التقدمية أصبحت الساحة العربية في عمومها تنظر إلى حركتي مايو وسبتمبر باعتبارهما ثورتين متقاربتين في التوجه والهدف، ومن ثم اقتربت الحركتان من عبد الناصر – راعي الفكر القومي العربي – وشكلتا مع ثورة يوليو المصرية مثلثاً تقدمياً اشتراكياً أراد ان يبصر نفسه نواة لعمل وحدوي عربي.
كان هذا التوجه الذي وجدت مايو نفسها فيه، مدفوعاً بالقوى القومية العربية الناصرية التي أصبحت ذات باع أطول في الساحة منذ نجاح مايو واستيلائها على السلطة.. وكان يعضد من باع القوميين العرب وجود بابكر عوض الله على رأس السلطة التنفيذية، إضافة إلى عدد من النافذين من الضباط في الجيش وخارج الجيش من أمثال محمد عبد الحليم وشقيقه العميد أحمد عبد الحليم والعميد عمر محمد سعيد، ثم بعض المنظرين من أمثال الطاهر عوض الله وناصر السيد وبابكر كرار.
ومع اطراد الزخم القومي العربي الذي وجدت مايو نفسها تندفع في تياره القوي.. لاحظت قوى اليسار الأخرى، خاصة البعثيين والشيوعيين، ان الضباط الأحرار يتجهون بسرعة شديدة في اتجاه معاكس لتيار الجبهة الديمقراطية الذي أرادوا بناءه.. ومن ثم بدأت أصوات المعارضة في التعبير عن نفسها.. تارة في إطار جدل فكري كذلك الذي جرى في ساحات الملتقى الفكري العربي الذي انعقد في الخرطوم وهندسه منصور خالد، أو ذلك الحوار الساخن الذي جرى في ديسمبر 1970م في إطار (ندوات الحوار) التي تبناها الرقيب العام الرائد زين العابدين عبد القادر بغرض تحقيق قدر من الاتفاق والتفاهم بين تيارات الصراع اليساري التي أخذت في التبلور في ذلك الوقت، والتي كان مسرحها مكاتب الرقابة العامة بالخرطوم، وجرت في أكال من الحوار الفكري بين التيارات المختلفة.
كما جرت محاولات عدة لاحتواء الخلاف بين الحزب الشيوعي وبين مجلس قيادة مايو، منها تكوين لجنة سرية مهمتها التنسيق بين المجلس والحزب في السياسات ومحاولة معالجة الخلافات قبل ان تستفحل وتعلو على السطح. وقد عقدت تلك اللجنة التي كان من بين أعضائها من الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد وجوزيف قرنق، ومن مجلس مايو أبو القاسم محمد إبراهيم وزين العابدين محمد أحمد(11).
وكانت ندوة زين العابدين، وملتقى منصور خالد وغيرهما من أشكال الحوار الثنائي والجماعي المحلي والإقليمي استجابة لدعوة لفتح أبوبا (الحوار بين القوى الثورية) لتجاوز خلافاتها .. وهو حوار دعمته قوى إقليمية يسارية من مثل اتحاد الكتّاب التقدميين العرب، وعدد من المنظمات العربية ذات الميول الماركسية واليسارية العربية.
بيد ان خلاف الشيوعيين مع النظام الجديد وصل حده من بعد توقيع نميري مع جمال عبد الناصر ومعمر القذافي المعاهدة التي عرفت باسم ميثاق طرابلس في ديسمبر من عام 1969 وهو الميثاق الذي رأى فيه الشيوعيون تجاوزاً لخصوصية التشكيل العرقي للسودان، كما رأوا فيه انفراداً من نميري باتخاذ القرارات المصيرية الخطيرة دون استشارة لأعضاء المجلس الآخرين.
رابعاً: كانت تنظيمات الشيوعيون الجماهيرية قد ملأت الساحة تماماً في الأيام الأولى للثورة واستطاعت تلك التنظيمات، بما ملكته من تجارب في تعبئة وتحريك الجماهير – من تحقيق السند والدعم للنظام الجديد، وكان لها باع كبير في خروج موكب الثاني من يونيو على النحو الذي كان..
ولم تكن العناصر غير الشيوعية المساندة لحركة مايو، لتغفل عن انفراد الشيوعيين بالسيطرة على (الشارع) وما يمكن ان يكون لذلك من معانٍ ودلالات لهذا فقد بدأت السلطة الجديدة – تعاونا العناصر الأخرى- في السعي نحو بناء قواعد شعبية بديلة لا تكون فيها السيطرة للحزب الشيوعي..
وكان أشهر التنظيمات التي انبثقت من هذا السعي هو تنظيم الحرس الوطني الذي جرى بناؤه على قاعدة الثورة ان الثورة ينبغي ان يكون لها كيان شعبي مقاتل يحقق لها البعد الجماهيري.
ثم اتجهت مايو – بقدوم منصور خالد إلى صفوفها بعد شهر واحد من قيامها وتوليه وزارة الشباب- على بناء كوادر من الشباب المدرب فكرياً وعسكرياً، حتى يصبح رافداً آخر من الروافد الجماهيرية لمايو والتي لا يمكن حسابها على الكوادر الشيوعية .. وقد عرفت هذه الكوادر باسم كتائب مايو.. واشتملت على مستويات عمرية أدنى شملت الصبية، وعرفت باسم طلائع مايو.
وكان تنظيم الحرس الوطني، ببعده العسكري، يشكل نمطاً جديداً من العمل السياسي لم يكن للشيوعيين السودانيين معرفة به. ولهذا فقد سيطرت على الحرس الوطني القوى الوحدوية الناصرية، بإشراف وثيق وقريب من القوات المسلحة خاصة سلاح المدرعات وقائده العميد أحمد عبد الحليم، وبرعاية مباشرة من وزير الدفاع خالد حسن عباس.
أما كتائب مايو فقد جاء لها منصور خالد بالمدربين والخبراء الأجانب الذين سعوا إلى وضع هياكل للتنظيم تشكل كافة مناطق السودان بينما استوعبت وزارة الشباب في ذلك الوقت عدداً كبيراً من طلاب جامعة القاهرة فرع الخرطوم ومن خريجي مصر ذوي الميول القومية العربية، ولعب هؤلاء دور الملقنين والمعلمين على المستوى الفكري لأعضاء كتائب الشباب..
كانت خطوتا بناء الحرس الوطني وكتائب مايو إسفينا جديداً دق في جسد العلاقة بين مايو والحزب الشيوعي السوداني.. فقد احتدمت المنافسة بين هذين التنظيمين وبين التنظيمات الشيوعية، خاصة اتحاد الشباب السوداني والاتحاد النسائي.. فالمنظمتان الجديدتان لقيتا الرعاية الرسمية من الدولة بينما كانت منظمات الحزب الشيوعي بطبيعة الحال تفتقر إلى مثل ذلك الدعم والتأييد.
خامساً: كانت أول المظاهر القوية التي دللت على حجم الانحدار في علاقة مايو بالحزب الشيوعي هي في تصريحات بابكر عوض الله الشهيرة في برلين والتي قال فيها ان مايو ما كان يمكن ان تنجح ولا تستطيع ان تبقى إلا بعون وعضد الشيوعيين.. وكان تصريح بابكر عوض الله قدتم ترديده في الإذاعة بتوجيه من محجوب عثمان وزير الإعلام وقتها.
أثار ذلك التصريح علامات تعجب عددية من بعد إذاعته ، بيد ان علامات التعجب زادت بعد ان قطع راديو أمدرمان برامجه وأذاع تصريحاً لرئيس مجلس الثورة، جعفر محمد نميري، أعلن فيه ان (ثورة مايو لم تستند حين تفجرت، إلا على تطلعات الجماهير السودانية العريضة ومساندتها، وأنها تواصل مسيرتها استناداً على القاعدة الجماهيرية الأرحب، وأنها لا علاقة لها بالشيوعية والشيوعيين فكراً أو ممارسة) (12).
كان هذا البيان أول مظهر رسمي للخلاف بين مايو والشيوعيين، كما كان البيان دليلاً على المدى الذي وصله الخلاف، خاصة بعد ان واصل الحزب الشيوعي اعتبار نفسه جسماً مستقلاً غير خاضع لسلطة الدولة.
سادساً: بإعلان مايو عزمها على إقامة تنظيم جامع يجعل من شعار الوحدة الوطنية، تم تكوين لجنة مهمتها الأساسية وضع ملامح الميثاق الذي ستلتقي عليه القوى التي شكلت جسد الثورة. وكان الملفت في تلك اللجنة عضويتها التي ضمت كافة الاتجاهات اليسارية المساندة للنظام الجديد. كان في اللجنة من الأسماء اللامعة محمد إبراهيم نقد، وجوزيف قرنق، محجوب عثمان، وحسن الطاهر زروق.
وكان من بين أعضائها آمال عباس وعبد الله عبيد وخالد المبارك ومنهم بدر الدين مدثر ومكاوي مصطفى وطه بعشر وأمين الشبلي ثم كان من بينهم أحمد عبد الحليم ومنصور خالد، وقد تلا تكوين هذه اللجنة قيام المؤتمر الشعبي لمناقشة الميثاق الوطني، والذي أريد له أن يكون هادي الثورة ودليلها. وقد شهد ذلك المؤتمر آخر ملابسات الصراع بين الحزب الشيوعي من جهة وبين الجماعة المنشقة عنه، وبقية القوى السياسية اليسارية، والجماعات المستقلة الأخرى التي أخذت في التخندق في صف مايو.. وقد كانت أكثر العواصف هبوباً يومها هي عاصفة التنظيم السياسي المنتظر إقراره والعمل به..
في الوقت الذي كانت فيه عناصر الحزب الشيوعي الموجودة في اللجنة التحضيرية، وفي المؤتمر الشعبي للميثاق تحاول تمرير مشروع (تنظيم الجبهة)، استمسكت القوى الأخرى – خاصة القوى القومية العربية – بتنظيم الاتحاد ونادت بمبدأ التحالف بين القوى الوطنية المنتجة تحت مظلة واحدة اشتهرت فيما بعد باسم (تحالف قوى الشعب العاملة).
وقد أدى الصراع داخل لجنة الميثاق الوطني، ثم المؤتمر الوطني الشعبي للميثاق الوطني، أدى على فتق الرتق بين الحزب الشيوعي ومايو فقد ثار الجدل حول عدد من القضايا منها تحديد ما إذا كانت حركة 25 مايو ثورة أم انقلاباً.. ومنها تحديد وتعريف دور القوات المسلحة كفصيلة من الفصائل، ثم دور شريحة الضباط في القوات المسلحة وتعريفها في منظومة القوى الديمقراطية.. ومنها دور الرأسمالية ومكانتها.. ومنها النمط الاشتراكي المراد إتباعه.
شكلت معظم هذه القضايا أساساً لتصعيد وتائر الخلاف بين مختلف الاتجاهات الفكرية اليسارية المشكل منها اللجنة التحضيرية للميثاق واللجنة القومية التي قامت بالمناقشة والإقرار.
وقد زاد هذا الجدل المحتدم من أوار الخلاف بين الحزب الشيوعي وبين مايو والاتجاهات الفكرية غير الشيوعية المساندة لها – خاصة القوميين العرب.. ومن ثم فإن تواتر الجدل والخلاف أديا في النهاية إلى الصعود المستمر نحو هاوية العلاقة بين مايو والحزب الشيوعي أولاً ثم مايو والشيوعيين لاحقاً.
سابعاً: مع الانزلاق المستمر لعلاقة الحزب الشيوعي بمايو وبروز اتجاهات القومي العربي الواضح، بدأ الحزب الشيوعي في العودة إلى أساليبه الشهيرة والمختبرة في المعارضة، وهي حرب المنشورات.
والواقع ان الحزب الشيوعي استقبل مايو في يومها الأول، ببيان تحليلي مطول، انتهى بوصفها أنها حركة برجوازيين صغار، وان ما حدث صباح اليوم هو عمل عسكري وليس ثورة شعبية) ومضى بيان التقييم ليقول إن فئة البرجوازية الصغيرة لا تستطيع (السير بالحركة الثورية في طريق النضال)، وأنها ستكون ذات عواقب وخيمة (13) وفي ديسمبر عام 1969، أصدر الحزب الشيوعي منشوراً ناقداً لسياسات النظام الجديد الاقتصادية.. وكانت تلك عملية استباق لقرارات التأميم والمصادرة التي باتت قريبة من ذلك التاريخ.. كما انتقد المنشور بحدة ملفتة للنظر السيد محمود حسيب الذي كان يشغل منصب وزير المواصلات، ويذكر ان محمود حسيب كان واحداً من قيادات الضباط الأحرار المحسوبين على التيار القومي العربي الناصري... وكان ذلك المنشور أول قطرة على طريق المنشورات التي توشك على الانهمار..
وفي أعقاب ذلك المنشور قدم وزير الداخلية- فاروق عثمان حمد الله- تحذيراً شديداً للشيوعيين من انتهاج أسلوب المنشورات ضد نظام تقدمي كنظام مايو ينبغي على الشيوعيين ان يقفوا دفاعاً عن سياساته وقراراته.
وفي ديسمبر من نفس العام أصدر الحزب منشوراً آخر انتقد انفراد نميري بقرار دخول السودان في وحدة عربية مع مصر وليبيا دون اعتبار للواقع السوداني المميز.
ثم أصدر الحزب بياناً آخر ينتقد بعض القرارات المتعلقة بالقوات المسلحة أفراداً ومخصصات وواجبات..
وطوال الفترة من ديسمبر 70 وحتى مايو 71 توالت منشورات الحزب الشيوعي الناقدة لسياسات النظام المختلفة، والمعبرة عن تصاعد روح العداء بين الطرفين...
حتى كان منشور الثلاثين من مايو 1971م، وهو المنشور الذي جاء في أعقاب القرارات الشهيرة المتتالية التي صدرت عن مجلس قيادة الثورة، والتي اتجهت في مجملها إلى تحييد الحزب الشيوعي،وتقليص انتشاره في ساحة النظام الجديد وقد جاء البيان ليضع الحد الفاصل ويكتب السطور الأخيرة في علاقة الحزب الرسمي بالنظام الجديد فقد نادي المنشور بوضوح بوجوب إسقاط النظام العسكري الذي تسيطر عليه مجموعة من الضباط فاقدي الانتماء ومدعي الثورية والتقدمية. ونادي المنشور بوجوب تكوين جبهة عريضة من القوى التقدمية الديمقراطية بغرض محاصرة وإسقاط النظام وكانت تلك هي بداية الصعود نحو الهاوية.

أعوام مايو الحُمْر..
الطريق نحو انقلاب العطا
o انتقل الصراع مع الشيوعيين إلى مجلس الثورة..
o اعتبر الحزب الشيوعي قرارات 16 نوفمبر انقلاباً مايوياً ضده..
o من قرارات 16 نوفمبر إلى بيان 12 فبراير إلى مهرجان 10 أبريل اتسع الفتق الشيوعي – المايوي على كل رتق..
=========
كيف تصاعد الصراع مع الشيوعيين حتى بلغ قمة هرم الثورة – مجلس قيادة الثورة؟.. وكيف ضلع بعض أعضاء المجلس في ذلك الصراع؟ وهل كان الخلاف بين الأعضاء محسوباً وموقوتاً أم أنه جاء نتاجاً لتداعى الأحداث دون ان يكون هناك تخطيط وإعداد مسبق للسيناريوهات فيه؟
قد لا تسهل الإجابة على هذه الأسئلة إذا ما حاولنا قراءة الوثائق المكتوبة المتاحة أمامنا وحدها، فالوثائق لا توفر معلومات كثيرة في هذا الصدد إذ أن الإجابة الشافية على ذلك إنما تكمن في صدور عدد من الرجال ذهب بعضهم ضحية للصراع عينه الذي نحن بصدده، بينما هناك بقية منهم لم تتح لنا بعد المسافة التحدث إليهم عن الأمر.
ولهذا السبب فإننا سنركن إلى استنطاق الوثائق بعض ما يعين على فهم الذي جرى في تلك الفترة الدقيقة والعصيبة من تاريخ السودان ومايو والحزب الشيوعي على حد سواء.
الأمن والشيوعيين وحمد الله:
جاءت أول خطوات التداعي للخلاف بين أعضاء مجلس الثورة في طيات ذلك القرار الذي اتخذه فاروق حمد الله بصفته وزيراً للداخلية- في الأسابيع الأولى من بعد الثورة – بتجنيد عدد من الضباط لجهاز الأمن العام. وكان عدداً من ضباط الشرطة – من بينهم مجموعة مهمة من رجال جهاز الأمن العام السابق على قيام مايو- قد أحيلوا إلى المعاش بعد وقت قصير من نجاح مايو في الاستيلاء على السلطة. ومن ثم فإن مهمة تأمين الثورة أصبحت هي المهمة الأساسية والملحة التي استوجبت تجنيد عدد من الأشخاص الممتعين بثقة النظام الجديد والذين يمكن ان يشكلوا صمام الأمان له. لقد تمت عمليات التجنيد لضباط الأمن على مستويين الأول على مستوى جهاز الأمن القومي الذي كان قد أنشئ بقرار من مجلس قيادة ثور مايو بعد أشهر قليلة من قيامها، وكلف الرائد مأمون عوض أبوزيد بمهمة إنشائه وإدارته. والثاني على مستوى جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية التي كان يتولى أعباءها فاروق حمد الله.
ولما كانت عمليات التجنيد لهذين الجهازين تعتبر عملاً يمس صميم أمن النظام، فإن الاختيار لهما كان يتم على أعلى مستويات المسؤولية السياسية – أعضاء مجلس الثورة والمسئولين السياسيين وثيقي الصلة باتجاهات النظام الجديد- وهذا هو السبب في أن الأسماء التي انتمت إلى هذين الجهازين في أيامه الأولى ضمت أقارب وأصدقاء لأعضاء مجلس الثورة – كالعقيد سيد المبارك – كما ضمت بعض أعضاء تنظيم الضباط الأحرار كالرائد الرشيد نور الدين. وكان المصدر الثاني للاختيار هو الالتزام السياسي الواضح لمن يراد استيعابه في الجهازين، بمعنى آخر ضمان اختيار الأفراد اليساريين الملتزمين. ولم يكن هناك بالطبع مصدر لمعرفة مثل ذلك الالتزام مسئولي التنظيمات السياسية اليسارية المؤيدة لمايو.
كان جل أفراد جهاز الأمن العام اللذين تم تعيينهم في وزارة الداخلية من الذين زكتهم التنظيمات اليسارية كالحزب الشيوعي وجماعة الطليعة العربية (الناصريين أو القوميين العرب). وقد استعان فاروق حمد الله بتلك التنظيمات ليضمن الالتزام التقدمي لجميع من يتم اختيارهم.
ولم يكن الأمر هكذا في جهاز الأمن القومي الذي بناه مأمون عوض أبوزيد... ففي الوقت الذي اعتمد فاروق حمد الله على الكوادر السياسية التقدمية، اعتمد مأمون على مصدر رئيسي أساسي هو القوات المسلحة، ثم مصدر آخر هو المعارف والأصدقاء والأقارب، أما المصدر الثالث فكان هو الأفراد المنظمين حزبياً على شاكلة الذين جرى اختيارهم في جهاز الأمن العام(14).
وهكذا فإن الجازان اختلفا في بنية تركيبتهما السياسية إلى حد بعيد ... ففي الوقت الذي كان جهاز الأمن القومي يضم عدداً من الضباط العسكريين في قيادته العليا والوسيطة، كان جهاز الأمن العام قد استوعب عدداً كبيراً من الكوادر السياسية المتفرغة وشبه المتفرغة في الحزب الشيوعي.
ويمكننا ان نبصر بوادر الصراع في هذا الأمر.. فقد وجد الحزب الشيوعي في تنظيم جهاز الأمن موقعاً لتثبيت أقدامه داخل أرض النظام الجديد. ولذلك فإن عدداً من الكوادر الرفيعة الموقع في التنظيم وجدت نفسها داخل هذا الجهاز.. وكان من بين تلك الأسماء محمد أحمد سليمان، وعبد الباسط سبدرات والتجاني بدر.
في المقابل برزت أسماء من العسكريين المرموقين في صفوف الأمن القومي منهم علي نميري، سيد المبارك، الرشيد نور الدين، كمال الطاهر وأبوبكر بشارة...
وقد شكل هذا التباين في تكوين الجهازين – فيما بعد – أسس الصراع بينهما، كما ألهب في جانب منه أوار الخلاف بين فاروق حمد الله والأعضاء الآخرين في مجلس الثورة، ففي الوقت الذي كان هناك حذر من انتشار الكوادر الشيوعية وتمددها في أجهزة الدولة، كان فاروق يأخذ طريق التعاون غير المحدود مع الكوادر الشيوعية خاصة في وزارة الداخلية. وهناك من الشواهد ما يشير إلى ان فاروق حمد الله كان يقول لأعضاء مجلس الثورة بأنه يعمل بما أسماه (سياسة المغفل النافع المعكوسة)(15)، مشيراً بذلك إلى ما درج الشيوعيون على التعامل به مع أفراد لا ينتمون إلى الحزب ولكنهم يعتبرون مفيدين له دون ان يدروا، وكانت مبررات فاروق لهذا التعاون تشمل رغبته في السيطرة على الشيوعيين من خلال وجود كوادر هامة على دراية بأسرار العمل التنظيمي والسياسي في الحزب في خدمة الأجهزة الأمنية. وقد كشفت الأيام فيما بعد صدق فرضية فاروق هذه، إذ ان كثيراً من المعلومات المتعلقة بأسرار التنظيم الشيوعي حملتها إلى الأجهزة الأمنية الكوادر التي بقيت في خدمة تلك الأجهزة من بعد يوليو 1971م.
ميثاق طرابلس والوحدة الثلاثية:
يدرك كثيرون ان السبب المباشر للمواجهة الحادة، ثم الصدام، بين جعفر نميري وبقية أعضاء مجلس الثورة من جهة، وبين فاروق حمد الله وبابكر النور وهاشم العطا، هي توقيع ميثاق طرابلس بين مصر والسودان وليبيا وما تلا ذلك من اتفاقية للوحدة – كان مفروضاً ان يكون السودان طرفاً فيها، إلا أنه لم يوقع عليها.. فضمت مصر وسوريا وليبيا.
وكان ما عرف بميثاق طرابلس قد تم توقيعه في 27 ديسمبر عام 1969 بين البلدان الثلاثة بعد عدة اجتماعات ضمت عبد الناصر والقذافي و نميري . وقد اعتبر ذلك الميثاق انتصاراً شاملاً للمجموعة العربية في التحالف المايوي، مجموعة بابكر عوض الله وبقية القوميين العرب. وفي نفس الوقت اعتبرت ضربة قوية للحزب الشيوعي الذي كان يدفع في اتجاه تيار يدعو إلى الموازنة في العلاقات العربية الأفريقية، متخذاً من إعلان التاسع من يونيو والوجه الإفريقي المصاحب لذلك البيان سبباً قوياً لذلك.
وقد واجه الحزب الشيوعي ميثاق طرابلس، ثم اجتماعات بني غازي التي أسفرت عن قيام الاتحاد الثلاثي الذي كان ينتظر ان يكون رباعياً- لولا اعتذار السودان- واجه هذه التطورات العربية الاتجاه بحركة معارضة نشطة استعمل فيها المنشورات.
بيد ان معارضة الاتفاقية بمجملها وصلت إلى مجلس قيادة الثورة حيث وقف بابكر النور وهاشم العطا وفاروق مواقف ناقدة، ليس فقط لقرارات ميثاق طرابلس ثم اتفاقية بني غازي، بل شمل النقد أسلوب اتخاذ القرارات في مجلس قيادة الثورة، حيث رأوا في طريقة رئيس المجلس محاولة للانفراد بالسلطة تجعل من مجلس الثورة أشبه ما يكون بالقيادة العامة التي ينفرد فيها القائد العام أو رئيس هيئة الأركان باتخاذ القرار.
وكان موقف الأعضاء الثلاثة قد تطابق أيضاً في مسألة حل تنظيم الضباط الأحرار بعد قيام الثورة.. فقد كان من رأى نميري وعدد من أعضاء ان مجلس قيادة الثورة هو السلطة العليا، بينما رأى نفر من أعضاء تنظيم الضباط الأحرار- بما فيهم الثلاثي فاروق وهاشم وبابكر – ان تنظيم الضباط الأحرار ينبغي ان يظل المرجعية النهائية لمايو، وأنه ينبغي ان يظل سلطة أعلى.. ويبدو ان هذا كان أيضاً موقف الحزب الشيوعي في الأمر..
وكان في تطابق موقف فاروق وهاشم وبابكر مع موقف الحزب الشيوعي ما جعل شكوك جعفر نميري في تنسيق المواقف بين هؤلاء الثلاثة وبين الحزب الشيوعي تزداد.. خاصة وان نميري كانت له عدد من الملاحظات التي أبداها لصحفي مصري فيما بعد على تصرفات وتحركات الأعضاء الثلاثة، والتي اعتبرها دليلاً على ضلوعهم في خطة (التطويق) التي كان الحزب الشيوعي يحاول ان يفرضها على مايو(16).
مجلس الثورة يناقش الموقف من الحزب الشيوعي
مع ازدياد حدة النفور بين مجلس الثورة – خاصة رئيسه- وبين الحزب الشيوعي، لم يكن هناك بد من مناقشة العلاقة بين الحزب الشيوعي وبين الثورة على المستوى الأعلى – مستوى مجلس الثورة.. وقد جرى نقاش الأمر باستفاضة في جلسة خاصة للمجلس انعقدت على مدى ساعات طويلة تم فيها استعراض ثلاثة قضايا:
أولها: التفاف الحزب الشيوعي على قرار حل الأحزاب السياسية وادعاءات تجاوزه لذلك لعدم وجوده أصلاً.
ثانيها: محاولة الحزب الهيمنة على المؤسسات و التنظيمات والخدمة المدنية وبسط السيطرة عليها عن طريق زرع الكوادر ثم عن طريق إرهاب وتخويف العاملين بالفصل تحت إدعاء تطهير الخدمة المدنية من (الرجعية) و(الثورة المضادة).
ثالثها: تجاهل الحزب لمؤسسات الثورة ومحاولة تجاوزها أو التقليل من اعتبارها من خلال بعض المظهريات البروتوكولية، وقد ضرب في هذا الصدد- كمثل- لقاء بري الشهير الذي تحدث فيه عبد الخالق محجوب بعد جعفر نميري ، مما أوحى باحتلال عبد الخالق لموقع بروتوكولي أعلى من رئيس مجلس الثورة نفسه. وقد رأى البعض تلك الخطوة باعتبارها محاولة لطرح سكرتير الحزب الشيوعي في وضع أشبه ما يكون بسكرتير الحزب الشيوعي السوفيتي يومها، حيث يعلو سكرتير الحزب على كافة السياسيين والتنفيذيين في الدولة.
وتقول الوثائق ان معظم أعضاء المجلس يومها أقروا بوجوب عدم تصعيد الخلاف مع الحزب الشيوعي باعتباره الركيزة الأساسية لدعم النظام، كما أنهم أقروا في تلك الاجتماعات بعدد من الخطوات الرامية إلى إزالة أي مظهر من مظاهر الفوضى البروتوكولية، وإلى الاستيثاق من إحكام أمن المكاتبات وتداول المعلومات الخاصة بمجلس الثورة، خاصة بعد ان أثيرت في تلك الاجتماعات قضية تسرب معلومات عالية السرية إلى الحزب الشيوعي بالذات.
ويجدر بنا هنا ان نورد ما قاله محجوب برير في كتابه( مواقف على درب الزمان) حول هذا الاجتماع. إذ يقول محجوب ان الضباط الأحرار كانوا قد انقسموا إلى فريقين، وقد أعد فريق بابكر النور العدة لتطويق واعتقال كافة أعضاء مجلس الثورة في حالة فشل ذلك الاجتماع أو ووصله إلى طريق مسدود. ولكن خروج المجلس بقرار تجاوز الخلافات ورأب الصدع مع الشيوعيين جعل مجموعة بابكر النور تؤجل تنفيذ استيلائها على السلطة (17).
وكان عدد من أعضاء المجلس قد أثار قضية تمكن الحزب الشيوعي من معرفة ما يدور في المجلس وقرارات المجلس حتى قبل إعلانها، وقد لاحظوا ان بعض كوادر الحزب الشيوعي العاملة في الدولة وغير العاملة تستبق الأحداث وتتصرف بما يدل على معرفتها بما سيتم اتخاذه من قرارات.
عبد الخالق منفياً إلى مصر..
كان من نتاج التصاعد في الخلاف بين الحزب الشيوعي وقيادة مجلس الثورة ان قامت السلطات في مارس من عام 1970 بنفي عبد الخالق محجوب إلى مصر حيث غادر إليها على نفس الطائرة منفياً أيضاً الصادق المهدي، وذلك في أعقاب أحداث ود نوباوي والجزيرة أبا.
وجاء نفي عبد الخالق دليلاً على مدى التدهور الذي وصلت إليه العلاقة بين الحزب والنظام الجديد.. وهناك من يقول ان الجماعة المنشقة على عبد الخالق هي التي هندست عملية إبعاده إلى مصر.. بينما يقول آخرون ان هذا الإبعاد جاء نتيجة لنصيحة من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي رأى حجم معارضة الشيوعيين للتقارب بين مايو ومصر وليبيا.
وقد جاء النفي بعد ان فشلت كافة محاولات إقناع الشيوعيين بتذويب أنفسهم في جسد الثورة والعمل من خلال التنظيمات والمؤسسات السياسية المقترحة والتي كان ينتظر ان يتم الإعلان عنها في العيد الأول لمايو.. وقد تزعم دعوة تدريب الذات التنظيمية أحمد سليمان وفاروق أبو عيسى ومعاوية إبراهيم... كما لعب فاروق حمد الله دوراً كبيراً في محاولة إقناع اللجنة المركزية للحزب بالموافقة على ذلك. بل ان فاروق حمد الله (جمع) أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في مكتبه في وزارة الداخلية، فيما يشبه الاعتقال، وذلك في محاولة لإقناعهم بالموافقة على حل الحزب نفسه.. إلا ان كل المحاولات فشلت في إقناع بعد الخالق ولجنة الحزب المركزية بذلك. ومن ثم فإن نفى عبد الخالق كان في جانب منه محاولة لإبعاد تأثيره على بقية الأعضاء إضافة إلى الأسباب الأخرى التي أوردناها عن ضيق قادة مايو من استخفاف الحزب الشيوعي بقرارات مايو..
وكان من نتاج نفي عبد الخالق وتصاعد الصراع بين مجلس ثورة مايو والجماعة المنشقة من الحزب من جهة، وعبد الخالق محجوب وسكرتارية الحزب الشيوعي من جهة أخرى، ان قامت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في أغسطس1970 بفصل مجموعة أحمد سليمان ومعاوية أحمد إبراهيم من الحزب. وقد ضمت المجموعة المفصولة معظم الكوادر التي عملت بعد ذلك مع مايو وأصبحت من أعمدتها الرئيسية.. خاصة في التنظيم السياسي الاتحاد الاشتراكي.
خطاب استقالة فاروق حمد الله
كانت قضية الوحدة الثلاثية مع مصر وليبيا قد شغلت بال الناس في السودان كثيراً في تلك الأيام.. فقد وجدت القوى القومية العربية في ميثاق طرابلس، وفي التقارب المتصل بين مصر وليبيا وسوريا والسودان دفعة سياسية قوية لذاتها بحيث صارت تلك القوى ترى نفسها الأساس وغيرها الهامش في الفعل السياسي وقد وقف الشيوعيون والبعثيون والمحبذون الاتجاه إفريقياً في مجال السياسة الوطنية – خاصة الجنوبيون- وقفوا جميعاً ضد هذا الجموح في الاتجاه العربي وكان من بين الذين هذا الموقف، كما أوضحنا منذ قليل أعضاء مجلس الثورة الثلاثة.. فاروق وبابكر وهاشم.
بيد أن واحداً من هؤلاء الثلاثة – فاروق حمد الله – لم يكتف بمعارضته ونقده لتلك القرارات في اجتماعات المجلس. بل صاغ اعتراضه في شكل خطاب مطول احتوى على عدة نقاط لخصت ما رآه تجاوزات لرئيس مجلس قيادة الثورة، وتجاهلاً لما اتفق عليه الضباط الأحرار من السعي لتوحيد الرؤى وانتهاج أسلوب ديمقراطي يفضي إلى القرار بالأغلبية. ومن ثم أعلن رغبته في الاستقالة من المجلس..
وكان قاصمة الظهر في أمر هذا الخطاب هو تسربه من أضابير مجلس قيادة الثورة، وانتقاله إلى الشارع مطبوعاً على ماكينات الرونيو، وفي شكل أشبه ما يكون بمنشورات الحزب الشيوعي التي كثرت في تلك الأيام وقد جاء تداول خطاب فاروق بين قطاعات عريضة من الطبقة المستنيرة – كطلبة جامعتي الخرطوم والقاهرة الفرع- ليعطى بعض أعضاء مجلس الثورة الدليل الدامغ على وجود تنسيق بين الحزب الشيوعي وبين الأعضاء الثلاثة. فتنظيم الضباط الأحرار كانت له – قبل الثورة- صلته الوثيقة بالحزب الشيوعي في مجال طبع المنشورات في الفترات السياسية المختلفة، وكان فاروق حمد الله هو الصلة بين التنظيم والحزب الشيوعي. ومن ثم فإن طبع الخطاب على ماكينة الرونيو وتوزيعه كمنشور أعاد إلى أذهان أعضاء مجلس الثورة تلك الصلة، وعمق الاعتقاد بأن تنسيقاً قد تم بين الحزب وبين المعارضة الثلاثية في المجلس لميثاق طرابلس والوحدة الثلاثية.
اجتماع القمة الحاسم
في يوم السادس عشر من نوفمبر أعلنت حالة الطوارئ القصوى في القوات المسلحة.. ولم يكن هناك سبب واضح يدعو إلى فرض مثل تلك الحالة، خاصة وان الجنوب كان يشهد هدوءاً نسبياً بينما لم يكن هناك أي مظهر من مظاهر تحرك أي جماعة معارضة للثورة..
وبما ان ذلك اليوم كان هو يوم اجتماع مجلس قيادة الثورة، فإن التكهنات بين الضباط والجنود شملت توقع تحرك طائفي من جماعات الأنصار، إضافة إلى توقيع مظاهرات من طلاب جامعة الخرطوم. ولم يخطر ببال المتكهنين يومها ما دار وما نتج عن ذلك الاجتماع...
كان اجتماع مجلس الثورة طويلاً ومشحوناً بالمشاعر السالبة، وقد جرت فيه مواجهة بين الرفاق (الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم).. وهي مواجهة لم يكن ممكناً تجاوزها إلا بالقرارات التي صدرت من بعد ذلك الاجتماع..
كان واضحاً ان مجلس الثورة قد انقسم إلى فريقين فريق ثلاثي مواقفه قريبة جداً من مواقف الحزب الشيوعي، وفريق آخر ضم بقية أعضاء المجلس ولم ير الحزب كرؤية فريق الثلاثة: شريكاً أساسياً في الحكم لا يمكن الاستغناء عنه البتة.
وكان من ضمن أجندة الخلاف اعتماد مجلس الثورة رأياً يرى ان دور تنظيم الضباط الأحرار قد انتهى باستلام الجيش للسلطة، ومن ثم فغن التنظيم لا يمكن ان يكون مرجعية لقيادة القوات المسلحة والسلطة السياسية.. بمعنى ان يكون تنظيم الضباط الأحرار مسئولاً أعلى من مجلس قيادة الثورة..
ولما كان أمر الخلاف المباشر هو أسلوب القيادة واتخاذ القرار ثم نوعية القرارات، فإن الخلاف حسم بالتصويت..
ومن ثم فقد أخرج فريق الثلاثة من مجلس قيادة الثورة (بالأغلبية البسيطة)... وكانت تلك من العلامات الفارقة في مسيرة مايو..
الانزلاق نحو المواجهة:
وقعت قرارات إعفاء بابكر النور وفاروق حمد الله وهاشم العطا وقع الصاعقة على كل القوى السياسية النشطة في البلاد.. وقد كان وقعها أشد على الحزب الشيوعي السوداني.. إذ ان خروج الضباط الثلاثة كان يعني بداية المعركة الفاصلة المتوقعة بين مجلس الثورة وبين الحزب الشيوعي.
والواقع ان الحزب الشيوعي السوداني اعتبر قرارات 16 نوفمبر (انقلاباً) من قبل جماعة مايو عليه، فكل أدبيات الحزب الشيوعي، بما فيها (وثيقة 19 يوليو 1971م) التي أصدرها الحزب حول تلك الأحداث، تصف قرارات مجلس الثورة بإبعاد فاروق وهاشم وبابكر النور باعتبارها انقلاباً استهدف (المجموعة الديمقراطية في مجلس الثورة)..
لقد اتبع مجلس الثورة قرارات إبعاد أعضائه الثلاثة بعد قرارات صبت كلها في اتجاه المعركة الفاصلة مع الحزب الشيوعي..
فقد تم إحالة ثلاثة عشر ضابطاً من القوات المسلحة إلى التقاعد لوجود اعتقاد بميلهم- أو على الأقل تأييدهم – للضباط الثلاثة المقالين ولمواقفهم ذات الميل الشيوعي.. وكان من بين هؤلاء أعضاء التنظيم العسكري الشيوعي ومن بينهم محمد محجوب عثمان، ومحجوب إبراهيم.
قامت السلطات باعتقال عبد الخالق محجوب – والذي كان قد أعيد من منفاه في القاهرة – وتم التحفظ عليه في إحدى الوحدات العسكرية ، وليس في معتقل كوبر السياسي الشهير..
أصدر مجلس الثورة قراراً بمصادرة ممتلكات حامد محمد الأنصاري وذلك لوجود اعتقاد بأن تلك الممتلكات إنما هي في حقيقتها ممتلكات الحزب الشيوعي.
قامت سلطات الأمن بالاستغناء عن خدمات 38 ضابطاً من ضباط جهاز الأمن العام والأمن القومي.. وقد كان معظم هؤلاء قد جرى اختيارهم في ظل هيمنة وثيقة من الشيوعيين على أسلوب الاختيار في أجهزة وزارة الداخلية، ثم بعثهم إلى ألمانيا الديمقراطية التي قامت بتدريبهم تدريباً أمنياً وعقائدياً. وقد شمل الاستغناء عن الخدمات بعض ضباط جهاز الأمن القومي ذوي الانتماء الفكري الواضح..
بيان 12 فبراير 71
الفترة الممتدة من نوفمبر 70 وحتى فبراير 71 شهدت استمراراً في الأزمة بين الحزب الشيوعي وقادة مايو بحيث لم يعد هناك مجال أو خيار سوى الصدام المدمر... كانت منشورات الحزب الشيوعي قد أخذت في التوالي والتتابع في إدانة تهافت الجماعة العسكرية على السلطة وتطلع (البرجوازية الصغيرة) – وهو التعبير الذي يشير إلى الضباط – إلى إقامة دكتاتورية عسكرية جديدة تستغل فيها القوى التقدمية واليسارية لتحقيق أغراضها في السيطرة.
وكانت المنشورات التي وزعت منذ يناير 1970 قد فصلت انتقاد الشيوعيين الذي كاد ان يشمل كل قرارات مايو السياسية، من المصادرة والتأميم، إلى اختيار نظام الحزب الواحد بدلاً من نظام الجبهة ، على قيام منظمات جماهيرية خاصة بمايو بدلاً من المنظمات الرافدة للحزب الشيوعي، وحتى اتفاقية ميثاق طرابلس ومن بعدها اتفاقية الوحدة الثلاثية (مصر وليبيا وسوريا).
ومع تواصل مد النقد من الحزب الشيوعي لمايو، واتصال المواجهة على مستوى التجمعات- خاصة تجمعات الشباب والنساء- والمنتديات من شاكلة لجنة الميثاق الوطني. كانت اجتماعات مجلس الثورة تناقش أكثر من مرة مواقف الحزب الشيوعي وموقف مايو منها..
كان آخر اجتماع ناقش هذا الأمر هو اجتماع الثاني عشر من فبراير71 وهو الاجتماع الذي عقد نهاراً في مقر القيادة العامة – كما كان الحال بالنسبة لكافة اجتماعات مجلس الثورة – وقد أشارت المعلومات ان الاجتماع لم يحسم أمر الموقف من الشيوعيين يومها.. بيد ان رئيس المجلس حسم ذلك الأمر.. (18).
ففي نهار ذلك اليوم نبهت إذاعة أمدرمان المواطنين إلى بيان هام يوشك ان يلقيه عليهم رئيس مجلس قيادة الثورة جعفر نميري... وهو ذلك البيان الذي دخل تاريخ السودان باسم بيان 12 فبراير.
وقد حوي ذلك البيان لأول مرة عبارات قوية وعنيفة ضد الحزب الشيوعي.
.. فقد أكد ان البيان ان الثورة قد أعلنت حل جميع الأحزاب بما فيها الحزب الشيوعي وأنها لا تسمح لأي حزب ان يدعى أنه فوق ذلك القرار..
.. ثم تحدث البيان عن رفض مايو لأية وصاية عليها من أية جهة.. وكان المقصود محاولات الوصاية الشيوعية..
.. وأكد البيان ان الثورة ستضرب كل محاولات الوصاية بها وان العناصر التي تحاول التلاعب بإرادة الشعب سيتم سحقها...
.. وقال البيان إن (ثورة مايو ثورة للجميع)
كان ذلك البيان هو (بيان حربي رقم واحد) لمايو في معركتها الفاصلة مع الشيوعيين..
وتوالت من بعد ذلك البيان الخطوات التصعيدية..
في عيد مايو الثاني أصدر مجلس الثورة قرارات بحل تنظيمات اتحاد الشباب السوداني والاتحاد النسائي، وهما الواجهتان التاريخيتان الأشهر للحزب الشيوعي السوداني..
وأصدر قراراً آخر بحل جمعيات الصداقة مع الدول الأجنبية ... وكانت أشهر تلك الجمعيات هي جمعيات الصداقة مع الاتحاد السوفيتي وألمانيا الديمقراطية وغيرها من دول المعسكر الشيوعي.
قام مجلس الثورة بإلغاء قانون العمل الذي صاغت معظم بنوده بعض كوادر اتحاد العمال السوداني الذي سيطر عليه الشيوعيون وترأسه الشفيع أحمد الشيخ.. وكان القانون قد نال كثيراً من الجدل لما حواه من شطط وتجاوز للأعراف الاقتصادية المتوارثة والمتفق عليها في البلاد.
أعلن مجلس الثورة قيام تنظيمات شبابية ونسائية خاصة بمايو وهي تنظيمات طلب منها (ان تتيقظ دون تسلسل عناصر مشكوك فيها إلى صفوفها)، وكانت الإشارة هذه المرة إلى الشيوعيين وليس (العناصر الرجعية).
أعلن المجلس عن بدء العمل نحو قيام تنظيم سياسي جامع – يتخذ من تحالف القوى الوطنية العاملة – العمال والمزارعين والمثقفين والجنود والرأسمالية الوطنية – كأساس للعمل السياسي وكان هذا القرار ضربة أخرى للحزب الشيوعي الذي حاول ان يدفع الأمور في اتجاه قيام سلطة (الجبهة الوطنية الديمقراطية)..
يعتبر البعض بيان الثاني عشر من فبراير علامة فاصلة في مسيرة مايو .. بينما يعتبر آخرون العاشر من أبريل هو اليوم الفاصل...
الذين يعتبرون العاشر من أبريل 71 هو اليوم الفيصل بين زمان وزمان في تطور مايو، إنما يعتقدون ذلك بما كان في ذلك اليوم من أحداث..
فيوم العاشر من أبريل 71 يعرف في أدب مايو بلقاء ميدان سباق الخيل.. وكان اللقاء قد جرى تنظيمه من قبل قوى شعبية كانت – حتى ذلك الوقت – بعيدة عن مايو لما كانت تراه من سيطرة يسارية ماركسية عليها.. بعد بيان فبراير الذي أعلن الطلاق بين مايو والحزب الشيوعي سعت بعض القوى السياسية والشعبية التي رأت في تلك التطورات خطوات إيجابية لفتح أبواب النظام الجديد على الرحاب السوداني الأوسع – سعت إلى إعلان مباركتها للموقف الجديد بما عرف بعد ذلك بلقاء أو مهرجان سباق الخيل...
ولقد تدافع لذلك اللقاء مئات الآلاف من أبناء ضواحي الخرطوم على دقات النحاس واحتشدوا في تجمع مهيب كان غرضه ان يقول لأعضاء مجلس الثورة أين هذه الجماهير من جماهير الحزب الشيوعي..
كان واضحاً ان مهرجان سباق الخيل هو بداية لتعميد مايو في رحاب اليمين العريض.. إذ كان معروفاً ان من بين القوي التي نظمت مهرجان سباق الخيل عناصر طائفية حزبية تنتمي إلى الوطني الاتحادي وبعض عناصر حزب الأمة.. وقد جاء المهرجان والعمل من أجله بمباركة من القيادات الحزبية والطائفية، وذلك في سبيل تعميق الفتق الشيوعي- المايوي وفي سبيل العمل على ضرب النظام بكامله من خلال توسيع جراحة وتضخيم التناقضات بين عناصره اليسارية المختلفة..
مهما يكن من أمر هوية ذلك المهرجان فإنه تمكن من إكساب قيادة مايو ثقة في النفس وأعطاها جرأة في إقدامها على المواجهة مع الحزب الشيوعي بعد طلاق الثاني عشر من فبراير .. ولقد تسارعت الخطى من بعد ذلك من الجانبين – المايوي والشيوعي – في اتجاه النهاية المحتومة منذ الثاني عشر من أبريل..
ففي مارس 71 أعلنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ردها على بيان 12 فبراير المهدد بالسحق للشيوعيين من خلال صحيفة الأخبار البيروتية (19) التي نشرت ان اللجنة المركزية للحزب أعلنت ان سلطة مايو لا تملك القدرة على تحطيم الحزب الشيوعي وأنها ان حاولت ذلك، فإنها تضع نفسها في مواضع الخطر..
في نهاية مايو 1971 أصدر الحزب الشيوعي آخر بياناته وأخطرها ... وهو البيان الذي أعلن بالوضوح وجوب إٍسقاط سلطة الدكتاتورية العسكرية..
وفي منتصف يونيو 1971 قام التنظيم الشيوعي العسكري بتنفيذ عملية جريئة تم بها تهريب عبد الخالق محجوب من داخل مصنع الذخيرة بالخرطوم..
كان الزمان يقترب سريعاً من شهور الصيف اللاهية في الخرطوم.. مابين مايو ويونيو ويوليو وقعت أحداث كثيرة.. ولكن كان أهمها على الإطلاق تهريب عبد الخالق محجوب من براثن القبضة العسكرية في عملية درامية (نرويها في الجزء التالي)..
يوم هرب عبد الخالق من الذخيرة صرخ الرائد محمد محجوب سليمان (سكرتير تحرير صحيفة القوات المسلحة وقتها:) ( يا عالم .. ما فيش حزب شيوعي في الدنيا يهرب سكرتيرة إلا إذا كان سيعمل عمل أخطر.. انقلاب مثلاً!!)
كان ميقات هذا الكلام نهاية يونيو 71 على بعد اسبوعين ونصف من (انقلاب العصر)..

أعوام مايو الحُمْر..
انقلاب (العصر) القصير
o دبر التنظيم العسكري الشيوعي الانقلاب بمعرفة سكرتير الحزب..
o صاحت الإذاعة – وقع تدخل أجنبي على بلادنا فاختلطت بعدها الأوراق..
=========
ذكرنا في الجزء السابق ان الرائد (وقتها) محمد محجوب سليمان – والذي أصبح فيما بعد مستشاراً صحفياً لنميري، أعلن – حينما علم بهروب عبد الخالق- ان الأحزاب الشيوعية لا تهرب سكرتيرها العام إلا إذا كانت تتوقع أمراً جللاً كأن يخشى اغتياله. أو أن تكون هي على وشك إحداث حدث عظيم قد يتعرض من جرائه السكرتير العام للخطر ... وقد قال محمد محجوب يومها بالصراحة والواضح إن الحزب الشيوعي يدبر انقلاباً..
ولكن كيف تم تهريب عبد الخالق محجوب من داخل مصنع الذخيرة؟ ومن قام بتهريبه من غرفة الاستراحة الموجودة بالقرب من المدخل الرئيسي للمصنع...؟
تفاصيل الهروب وردت في صحيفة القوات المسلحة التي صدرت في تلك الأيام(20)، وقد أشارت الصحيفة – مواربة – إلى الدور الذي لعبه التنظيم الشيوعي في ذلك الأمر...
وكانت محاولة أخرى سابقة قد تمت من قبل حيث حاول ثلاثة من الضباط من أعضاء التنظيم الشيوعي العسكري الوصول إلى عبد الخالق ومن ثم الخروج به بعد ان جرى تأمين وجود عناصر من ضباط الصف ذات الميول الشيوعية كحرس لعبد الخالق.. وقد فشلت تلك المحاولة نتيجة شكوك بعض أفراد الحراسة عند ملاحظتهم لوجود جماعة بعربة أمام بوابة الذخيرة، وكانت تلك المجموعة تضم من بين أفرادها هاشم العطا، ومحمد محجوب عثمان (شقيق عبد الخالق) ومحجوب إبراهيم(21).
والواقع ان مصنع الذخيرة كان يعتبر واحداً من المواقع القليلة في القوات المسلحة التي تستوعب ضباط الصف الذين أكملوا تعليمهم الثانوي، والذين يبعثون من حين إلى آخر في دورات تدريبية إلى ألمانيا الغربية – التي أمدت السودان بالمصنع.. لهذا السبب فإن احتمالات وجود عناصر يسارية منتمية للحزب الشيوعي كانت قوية جداً...
ومن جانب آخر فغن واحداً من أعضاء التنظيم العسكري الشيوعي ... المقدم محجوب إبراهيم كان قريب الصلة من المصنع وضباطه وجنوده، وذلك بحكم عمله لفترات طويلة فيه .. ومن ثم فإن كان على معرفة بالكوادر التي يمكن ان تعاون في مجال إخراج عبد الخالق... وقد استند التدبير الثاني على استعانة محجوب إبراهيم بعدد من ضباط الصف ذوي الميول الماركسية في سلاح الذخيرة..
وقد تمكن الضباط من العمل على ان يتم تكليف مجموعة من العناصر اليسارية من ضباط الصف بمهام حراسة عبد الخالق في اليوم الذي تقرر إخراجه فيه من المعتقل، وفي ذلك اليوم قام ضابط الصف المكلف بقيادة جماعة الحراسة لعبد الخالق بجمع جنود الحراسة من أمام الاستراحة واتجه بهم إلى خلفها حيث بدأ في توجيه تعليمات ونصائح (لا معنى لها) للجنود..
في هذا الوقت كان الضباط المكلفون بتخليص عبد الخالق يدخلون بعربة فولكسواجن عبر المدخل الرئيسي لمصنع الذخيرة... وقفت العربة أمام الغرفة المخصصة لعبد الخالق.. وفي دقائق قليلة دخل أحد ركاب العربة إلى الغرفة ثم خرج ثلاثة عسكريين من الغرفة وركبوا العربة.. كان واحد من أولئك الثلاثة هو عبد الخالق محجوب.. وكان ثاني الثلاثة عريف اسمه عثمان عبد القادر، كان هو المكلف بفريق الحراسة..
ولا يعرف إلى أين توجه عبد الخالق فور خروجه من المعتقل، ولكن الذي أصبح معروفاً فيما بعد، ان مقر سكن قائد الحرس الجمهوري، عثمان حاج حسين (أبو شيبة) كان المأوى الأساسي له طيلة تلك الفترة..
التفكير في التدبير
كيف ومتى بدأ التفكير في تدبير الانقلاب؟ وهل كانت أجهزة الحزب الشيوعي وراء ذلك التدبير؟
يمكننا القول ان التاريخ الفيصل في هذا الأمر هو الثلاثين من مايو 71 يوم صدور (فتوى) اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بوجوب العمل على الإطاحة (بالنظام العسكري الفاشي) .. وكان بيان المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي قد صدر بعد رصد الحزب لخطوات التدهور في علاقة مايو بهم، وهي الخطوات التي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1. إعفاء الضباط الثلاثة من عضوية مجلس الثورة.
2. إعفاء عدد من ضباط الجيش والأمن ذوي الميول الماركسية.
3. حل اتحاد الشباب السوداني والاتحاد النسائي وجمعيات الصداقة.
4. إعفاء عدد من موظفي الخدمة المدنية المحسوبين على الحزب الشيوعي.
5. حل اتحاد نقابات عمال السودان الذي يترأسه الشفيع أحمد الشيخ.
6. إقامة تنظيمات خاصة بمايو: كتائب مايو/ أحرار مايو/ الحرس الوطني.
7. إعلان الحرب على الحزب الشيوعي في بيان عام من قبل رئيس مجلس الثورة.
8. إعلان إقامة تنظيم الاتحاد الاشتراكي واستبعاد فكرة الجبهة الوطنية الديمقراطية.
كان الحزب الشيوعي قد وصل على القناعة الراسخة بأن مجلس الثورة قد سلك طريق اللاعودة في علاقته بالحزب الشيوعي، ولكن لم يكن الحزب مستعداً للخوض في الخلاف إلى مداه الأبعد.. فالحزب كان لا يزال يرى بعضاً من الأمل في الاجتماعات التي كانت تتم من آن لآخر حول العلاقة بين الدولة ممثلة في سلطة مايو، وبين الحزب.. وكانت بعض تلك الاجتماعات قد شملت محمد إبراهيم نقد الذي أكد في واحد منها ان الدعوة إلى إسقاط مايو (التي جاءت في بيان 30 مايو71) لم تصدر من اللجنة المركزية للحزب.(22)
بيد ان الذي كان يستحث خطى الحزب الشيوعي نحو المواجهة كان هو التنظيم العسكري للحزب الشيوعي.. فقد كان التنظيم العسكري هو الذي نقل إلى لجنة الحزب المركزية وجود خطر على حياة عبد الخالق محجوب في معتقله بالذخيرة... حيث عبر التنظيم عن اعتقاده بأن سلطة مايو تدبر لنقل عبد الخالق إلى الجنوب وأنه من المحتمل ان يتم حقنه بمواد سامة بطيئة السريان(23)
كما أن أعضاء التنظيم الشيوعي العسكري كانوا قد وضعوا خطة للاستيلاء على السلطة خاصة بتنظيمهم، وذلك بعد ان قام مجلس قيادة الثورة بحل تنظيم الضباط الأحرار في الوقت الذي أنشأ فيه ضباط المدرعات تنظيماً باسم أحرار مايو.. تحت رعاية وزير الدافع خالد حسن عباس وبإشراف العميد أحمد عبد الحليم وعبد المنعم محمد أحمد وسعد بحر.
في تقديرنا ان المجموعة العسكرية التي أخرجت عبد الخالق محجوب من المعتقل لم تفعل ذلك إلا بنية الحصول على مباركته وموافقته على القيام بانقلاب.. فالوثائق أمامنا تشير بوضوح إلى ان التنظيم العسكري الشيوعي كان حذراً حتى في تعامله مع اللجنة المركزية للحزب في غياب عبد الخالق، وقد وصل هذا الحذر إلى الحد الذي أصبح فيه التنظيم يتصرف لوحده ودون الرجوع إلى المرجعية التقليدية: اللجنة المركزية.. وقد ذكر أحد أعضاء التنظيم العسكري إنهم صاروا لا يحيطون اللجنة المركزية علماً بكل تفاصيل قراراتهم وذلك بعد أن أصبحوا يشكون في ان بعض المعلومات أصبحت تنتقل إلى الحكومة عن طريق الجماعة المنقسمة التي عرضت الحزب إلى أكبر عملية اختراق في تاريخه.(24)
وهذا السبب نفسه هو الذي برر إقدام الجماعة على الخوض في عملية إطلاق سراح عبد الخالق دون مشورة ولا معرفة الحزب.. كما تم إيواء عبد الخالق في مكان لم يكن يعرفه حتى عدد من أقرب المقربين في الحزب..
لا يعني هذا الكلام ان الحزب الشيوعي لم يوافق ولم يعرف بالانقلاب المنتظر .. إذ هناك دلائل وشواهد على ان الحزب الشيوعي ولجنته المركزية كانا على معرفة بنية التنظيم العسكري بالقيام بانقلاب .. فهنالك دلائل على ان اللجنة المركزية تحدثت عن (حركة تصحيحية) في سياق تحليلها لما يمكن ان يكون عليه الحال لو قام الشيوعيون بانقلاب.. وقد شمل ذلك التحليل التحسب من إمكانيات تدخل دول ميثاق طرابلس من جهة .. والتدخل الأمريكي من خلال الإمبراطورية الإثيوبية من جهة أخرى.. وقد ناقشت اللجنة المركزية للحزب قبل اسبوع تقريباً من انقلاب يوليو، ناقشت فكرة القيام بانقلاب عسكري بعد الضغوط المتعددة التي مارسها التنظيم العسكري على اللجنة.
بيد أن الدليل الأقوى على مباركة قمة الحزب الشيوعي – السكرتير العام – للانقلاب، ورد في إجابات عبد الخالق محجوب التي أدلى بها – وهو مقيد اليدين بعد اعتقاله إثر فشل انقلاب 19 يوليو – أمام جعفر نميري بحضور الكاميرات التلفزيونية (25) فقد قام السكرتير العام ان اللجنة المركزية للحزب قررت في الثلاثين من مايو 71 ان يتم استعمال القوة للتخلص من سلطة مايو وأنها دعت لإقامة سلطة الجبهة الديمقراطية (26)
ما كان يمكن لأي جهة أخرى – سوى المجموعة العسكرية للحزب الشيوعي – ان تقرر تنفيذ الانقلاب .. ومن الواضح ان السكرتير العام قد أعطى موافقته على ذلك لكونه كان أقرب ما يكون من مركز تخطيط وتنفيذ الانقلاب – قيادة الحرس الجمهوري. ومن ثم فإن الانقلاب وليد شيوعي شرعي..
من التدبير إلى التنفيذ
المجموعة التي دبرت ثم نفذت هي مجموعة التنظيم الشيوعي، وقد ضمت قيادة ذلك التنظيم معظم الأسماء التي تم إعدامها بعد فشل المحاولة. وكان هناك عدد مقدر من الرتب الصغرى (نقيب – ملازم) – والتي تم استيعابها فيما أشتهر في الجيش بالدفعتين 23 و 24 – قد شارك في تنفيذ حركة 19 يوليو من منطلق التزام سياسي، فقد ضمت هاتان الدفعتان ضباطاً تم استيعابهم في إطار تأمين دخول كوادر (يسارية تقدمية) ضمن دفعات الطلبة الحربيين التي تم استيعابها بعد نجاح مايو مباشرة .. وكانت هذه المجموعة من صغار الضباط هي التي تم الاعتماد عليها في التنفيذ الفعلي أمسية التاسع عشر من يوليو (27).
كان عصب التحرك والتنفيذ هو الحرس الجمهوري الذي كان يقوده المقدم عثمان حاج حسين العضو القيادي بالتنظيم الشيوعي... كما شكل اللواء الأول مدرعات بقائد الثاني العقيد عبد المنعم محمد أحمد، القوة الضاربة للتحرك. ولم يكن أي من أعضاء مجلس الثورة يشك في انتماء أبو شيبة أو عبد المنعم محمد أحمد على التنظيم الشيوعي، فقد كان ظن المجلس ان الثلاثة عشر ضابطاً الذين أحيلوا للمعاش ليلة إحالة بابكر النور وهاشم العطا وحمد الله هم كل أعضاء التنظيم العسكري الشيوعي (28) كما ان الثقة الموضوعة في أبو شيبة وعبد المنعم محمد أحمد أبعدت الشكوك حولهما.. فقد كان الاثنان يتوليان أكثر الوحدات التصاقاً بأمن الثورة – المدرعات والحرس الجمهوري(29).
انقلاب العصر
يحق لنا ان نسمي انقلاب هاشم العطا بانقلاب العصر لسببين: أولهما أنه تم عصراً، ولأنه بالحق كان انقلاباً فريداً في عصره وزمانه... فقد كان كالريح العاصفة، هب فجأة وانتهى فجأة وأحدث في تاريخ البلاد الحادثات..
فبالرغم من أن أجهزة مايو الأمنية والعسكرية كانت تتوقع تحركاً عسكرياً إلا أنها فشلت في معرفة زمانه ومنصات انطلاقه.. وقد جاء ذلك التوقع نتيجة التطورات السياسية التي أدت في المنتهى إلى إصدار الحزب الشيوعي لبيان الثلاثين من مايو المنادي بإسقاط مايو.. كما ان إحالة ستة عشر ضابطاً رفيعي الرتبة لابد ان تضع الأجهزة الأمنية على أطراف حواسها تحسباً وحذراً.
ولقد كانت بداية الانطلاقة للانقلاب في اليومين السابقين عليه، حينما تولى الحرس الجمهوري لأول مرة مهام الحراسة لمنزل رئيس مجلس قيادة الثورة بدلاً من جهاز الاستخبارات الذي كان موكلاً بأمر الإشراف على حراسة أعضاء المجلس وقتها. وقد تم توزيع جنود من الحرس الجمهوري كحراس لمنزل رئيس مجلس الثورة في الثامن عشر من يوليو 71 قبل يوم واحد من التنفيذ..
وفي يوم التنفيذ اختارت الجماعة المنفذة ان يكون تحركها بعد ساعات قليلة من نهاية الدوام اليومي ... كانت المدرعات التي تحركت قد قدمت من منطقة المرخيات حيث خرجت للمشاركة في التدريب.. وقد قامت وحدات من الحرس الجمهوري بتأمين مدخل كوبري النيل الأبيض لتتمكن تلك القوة من الوصول إلى مواقعها المحددة وأهمها مدخل القيادة العامة، ومباني القصر والإذاعة والتلفزيون..
كان أهم واجبات القوات المنفذة هو السيطرة على مركز القرار في مايو وهو مجلس قيادة الثورة. وقد تحقق هذا الهدف للقوة المنفذة بسهولة فائقة إذ ان من كان موجوداً في البلاد من أعضاء مجلس الثورة – باستثناء بابكر عوض الله الذي أصبح دوره هامشياً بعد إبعاده من رئاسة الوزراء، في أعقاب تصريحاته حول الحزب الشيوعي ودوره في الثورة – كان في لحظتها موجوداً في منزل رئيس مجلس الثورة. فقد كان نميري وأبو القاسم هاشم، وأبو القاسم محمد إبراهيم، ومأمون عوض أبوزيد وزين العابدين عبد القادر مجتمعين لحظتها في منزل نميري.
أما خالد حسن عباس فقد كان وقتها في رحلة طويلة كان من المفترض ان تأخذه إلى موسكو لولا تواتر الأحداث..
في اللحظة التي كانت فيها إذاعة أمدرمان تبث تصريحات الرائد زين العابدين عن رحلته إلى القاهرة بعد حضوره اجتماعات قمة طرابلس، كان ملازم من الحرس الجمهوري يقتحم منزل نميري ومعه ثلة من الجنود... أمر الملازم الجميع برفع يديه والتسليم.. حاول أبو القاسم استعمال مسدسه الذي كان يتدلى دوماً من وسطه.. أمسك جعفر نميري بيده وقال له.. (too late يا أبو القاسم).
وضع الملازم أعضاء المجلس وبقية السياسيين الذين كانوا لحظتها في منزل نميري في عربة عسكرية مكشوفة أخذتهم مرفوعي الأيدي إلى داخل القصر حيث تم التحفظ عليهم في غرف مختلفة ووضعت حراسة لكل منهم..
بسيطرتهم على أعضاء مجلس الثورة استطاع انقلابيو 19 يوليو شل حركة مايو تماماً .. ففي وقت قصير لم يتجاوز 45 دقيقة تم اعتقال جل القيادات العسكرية، وتم توزيع اعتقالهم على مبنى قصر الضيافة ومبنى جهاز الأمن القومي. ثم جرى احتلال مبنى القيادة العامة وبقية الوحدات ذات الأهمية بالعاصمة ولم يكن هناك من بعد ذلك إلا الإعلان عن الهوية..

ثورة التصحيح
ظهر هاشم العطا على شاشة التلفزيوني السوداني وكان واضح الاضطراب يعب عباً من كوب ماء بجانبه... قال العطا ان حركته إنما هي حركة تصحيح لمسار مايو.. وكال نقداً كثيراً لمجلس قيادة الثورة ورئيسه وتحدث عن الفساد الذي استشرى، والأفواه التي كممت... وقال إن مايو تحت قيادة نميري أصبحت تتخبط يوماً في اليمين ويوماً في اليسار ويوماً لا يمين ولا يسار.
وقال إن النظام الجديد سيعمل في تضامن وثيق مع القوى التقدمية العالمية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي العظيم.
ثم أعلن العزم على تكوين (سلطة الجبهة الديمقراطية) التي تتحالف فيها قوى العمال والمزارعين والمثقفين والضباط الأحرار والجنود والرأسمالية الوطنية...
وأعلن العطا رفع الحظر عن نشاط اتحاد شباب السودان والاتحاد النسائي واتحاد نقابات عمال السودان وجمعيات الصداقة مع الدول الاشتراكية...
وأعلن إلغاء عدد كبير من القرارات الجمهورية التي أصدرها نميري كرئيس لمجلس الثورة وتضمنت تلك القرارات قانون أمن الدولة/ قانون الحراسة العامة/ قانون الحكم الشعبي..
ثم أعلن عن حل كتائب مايو واتحاد نساء السودان..
وعطل العطا جميع الصحف ماعدا صحيفة القوات المسلحة التي صدرت يومياً خلال أيام الانقلاب وكانت السجل الوحيد لأحداث الأيام الثلاثة..
استهلك مساء اليوم الأول في البيانات العسكرية الصادرة باسم المجلس العسكري والتي كان يصدرها هاشم العطا.. أما اليوم الثاني فقد أعلن فيه مجلس قيادة الثورة الجديد والذي ضم كل من:
المقدم بابكر النور سوار الدهب رئيساً، وعضوية كل من:
الرائد هاشم العطا
الرائد فاروق حمد الله
المقدم محمد أحمد الريح
المقدم محمد أحمد الزين
الرائد محمد محجوب عثمان
والنقيب معاوية عبد الحي
كما انعقد في ذلك اليوم مؤتمر صحفي في شكل اجتماع حاشد لقيادات الخدمة المدنية ضم هاشم العطا بوكلاء الوزارات الذين فوضوا صلاحيات الوزراء.. وقد تحدث العطا في ذلك الاجتماع المذاع على الهواء فأعلن أنهم لن يلجئوا للعنف ولن يحاكموا أو يعدموا أياً من رفاق السلاح.. وقال ان الحركة هي حركة تصحيح للانحرافات التي وقعت وان المسيرة التقدمية ستمضى بخطى راسخة..
في لندن حيث كان بابكر النور وفاروق حمد الله في زيارة خاصة.. التقى بابكر النور – باعتباره رئيس مجلس قيادة الثورة الجديد – بالصحفيين في مؤتمر صحفي حاشد. نفى بابكر النور في ذلك المؤتمر بشدة ان تكون حركتهم شيوعية، ولكنه قال إنهم سيطبقون الاشتراكية العلمية، وستلتزم حركتهم بمبادئ عدم الانحياز، وأنهم سيحتفظون بعلاقات وثيقة بالعالمين العربي والإفريقي..
وقال بابكر النور إنهم سيدعمون النضال الفلسطيني إلى آخر مدى..
وقال أنه شخصياً ضد التأميم وأنه يفضل العون الخارجي غير المشروط...
غادر بابكر النور وفاروق حمد الله لندن على طائرة الخطوط البريطانية في وقت متأخر من مساء يوم الحادي والعشرين من يوليو..
في يوم الحادي والعشرين من يوليو نظم اتحاد نقابات العمل موكباً جماهيرياً أريد له ان يكون التعبير الشعبي عن الوقوف خلف التغيير والتصحيح...
بيد أن الذين شاهدوا الموكب ذلك اليوم أيقنوا أنه كان أقصر بكثير من قامة القدرة الشيوعية على تنظيم المواكب والمهرجانات الجماهيرية..
لهذا فقد ضرب ميقات يوم الثاني والعشرين من يوليو ليكون يوم اللقاء الحاشد مع الثورة التصحيحية وقد نظم لذلك اللقاء اتحاد نقابات عمال السودان.. ولكن حتى ذلك الموكب لم يسم من عيون التقدير السالبة... فقد قعدت أعداده عن التعبير عن (جماهيرية) و(شعبية) الحركة الوليدة، كما ان الرايات الحمر الصارخة التي ارتفعت بصورة ملفتة أقعدت غير الملتزمين بالحزب الشيوعي عن السير في تلك المواكب... وكان الهتاف المتردد يومها هتافاً منحازاً بحدة للحزب الشيوعي، بما جعل صعباً على غير الشيوعيين الهتاف به.. فقد كانت الهتافات من شاكلة:
يا يمين يا جبان... الشيوعيين في الميدان..
يا نميري يا جبان... الشيوعيين في الميدان..
طبقيون أمميون..
كل السلطة بيد الجبهة
وكانت تلك المواكب، ضعيفة العدد وقليلة التنظيم، هي جرس الخطر الأول الذي دق في أسماع القائمين على أمر الثورة التصحيحية.
طريق الانزلاق نحو النهاية
منذ نهار اليوم الثاني بدأ الحزب الشيوعي مشاورات تكوين الحكومة... وكان هذا الأمر برمته في يد عبد الخالق محجوب، حيث دون بخط يده (30) مقترحات تكوين مجلس الوزراء. وقد شملت المقترحات الأسماء التالية: دكتور مصطفى خوجلي لرئاسة الوزراء.. محجوب شورة للتربية.. بدر الدين مدثر للقطاع الثقافي.. سعاد إبراهيم أحمد للإعلام.. دكتور شريف الدشوني للزراعة ... دكتور قريب الله الأنصاري للتخطيط .. مأمون علي عثمان للصناعة .. مهندس مهيد للمواصلات.. صلاح الأمير للتجارة.. مرتضى أحمد إبراهيم للري.. ومحمد سليمان الخليفة للعدل..
مساء الحادي والعشرين ونهار الثاني والعشرين من يوليو كانت برقيات التأييد تتوالى من مختلف وحدات القوات المسلحة المنتشرة في البلاد وحتى خارجها.. فقد وصلت برقيات التأييد من الجنوب والشرق والغرب وحتى من اللواء السوداني الذي كان متواجداً على أرض مصر.. وكانت تلك البرقيات تتم إذاعتها باستمرار من إذاعة أمدرمان، بحيث اضطرت الوحدات التي لم تبعث بتأييدها من إرساله حتى يذاع اسم تلك الوحدة مع الوحدات الأخرى..
وفي ذلك اليوم بدأت ملامح التأييد السياسي من بعض الدول الشيوعية والعربية الراديكالية، كما بدأت برقيات التهنئة الدبلوماسية في الورود الخجل من عدد من الدول الاشتراكية...
في نهار يوم الثاني والعشرين من يوليو كان هاشم العطا قد انتهى من مخاطبة اللقاء الجماهيري، ومن ثم التقى بعدد من السفراء الأجانب وكان يتأهب ليستقبل ثلاثة من أعضاء المجلس القادمين من لندن.. وكان مطار الخرطوم لا زال مغلقاً حتى ذلك الوقت، ولم يفتح إلا لطائرة مصرية جاءت صباح العشرين من يوليو بوفد من شيوعي مصري ضم أحمد حمروش وأحمد فؤاد أرسلهم الرئيس المصري أنور السادات ليتوسطوا لدى المجلس الجديد حتى لا يدعم نميري ورفاقه...
في الوقت الذي كان هاشم العطا وبقية أعضاء المجلس الجديد في انتظار رفيقيهم القادمين من لندن ليحملا معهم الهم الكبير.. وردت أنباء عن احتجاز ليبيا لطائرة الخطوط البريطانية التي تحمل النور وحمد الله...
منذ منتصف نهار ذلك اليوم بدأت الإذاعة السودانية في إذاعة نداءات للجماهير لتقوم بحماية ثورتها..
قالت الإذاعة إن الرائد هاشم العطا قد صرح بأن اعتداءً خارجياً قد وقع على البلاد.. وطالب الجماهير بأن تهب لحماية ثورتها..
وكانت تلك هي بداية العد التنازلي نحو نهاية انقلاب العصر القصير..

أعوام مايو الحُمْر..
ومضى الانقلاب عصراً!
o فقد الانقلابيون الثقة في العسكريين فكان ذلك باباً هبت منه الهزيمة..
o نزف الجيش 31 قتيلاً و119 جريحاً و55 مبعداً..
o زكائب رسائل التأييد للعطا أطعمها الضباط للنار..
=========
منتصف نهار الثاني والعشرين من مايو كانت إذاعة أمدرمان قد فرغت من نقل البث الحي للموكب الشعبي المؤيد للحركة التصحيحية... وبدأت في تقديم برنامج يتناسب وطبيعة التغيير.. بعد نشرة الثالثة بثت الإذاعة لقاءً فنياً ضم المذيع اللامع ذو النون بشرى والشاعر محجوب شريف والفنان الكبير محمد وردي..
وقد اشتهر شريف ووردي بأناشيدهما المتواترة مدحاً لمايو خاصة قصيدة (يا فارسنا وحارسنا .. يا بيتنا ومدارسنا)
بيد ان شريف ووردي كانا يومها في الإذاعة (لتصحيح) قصائدهما المادحة لمايو بقصائد جديدة تمدح التصحيح وتنبذ (التحريف) المايوي .. يومها عمل شريف قصيدته المشهورة لتقرأ (لاك حارسنا ولاك فارسنا)
ويومها قال محجوب قصيدة جديدة كان وردي يدندن ببعض مقاطعها..
حنتقدم..حنتقدم
في وش الريح حنتقدم
حنهدم سد .. ونرفع سد..
واشتراكية لآخر حد..
وكان هناك مقطع في النشيد تم تعديله ليتناسب والتغيير...
كان المقطع يقول: مايو بلاك ما بنسلم..
تعدل في ذلك اليوم إلى: يوليو بلاك ما بنسلم ..
وبينما كان وردي يرفع عقيرته الندية القوية... كانت أصوات الدوي البعيد تطرق مسامع المواطنين المنبهرين بجمال الغناء ورصانة الكلمات المنبعثة من المذياع .. وقد شد صوت الدوي المتواتر.. وأزير جنازير الدبابات على الأسفلت شد الناس بعيداً عن ذلك الغناء الجميل..
التدخل الأجنبي
قطعت الإذاعة بثها في إذاعة بيان يقول إن البلاد قد تعرضت لعدوان خارجي..
ظن الناس – أول الأمر – ان قوات أجنبية قد نزلت إلى السودان من خارجه وان معركة تدور مع تلك القوى الخارجية.. ولكن سرعان ما تبين الناس الأمر.. كان الإعلان عن التدخل الأجنبي إشارة إلى قيام ليبيا باعتراض الطائرة البريطانية التي كانت تقل كلاً من رئيس وعضو مجلس الثورة الجديد النور وحمد الله.. واعتقالهما في طرابلس بليبيا.
وفي الوقت الذي كان المذيع يردد بعصبية نبأ التدخل الأجنبي، كان صرير جنازير الدبابات المتقدم من منطقة الشجرة نحو قلب الخرطوم يرتفع ويتواصل معلناً بداية التحرك المضاد لحركة التصحيح والذي كان مركزه وبدايته سلاح المدرعات بالشجرة..
ولكن ماهي وقائع وملابسات هذا التحرك المضاد.؟ وكيف ومتى بدأ؟ الرواية لها بعدان.. بعد داخلي وآخر خارجي..
التحرك في الخارج
أما البعد الخارجي .. فإنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحركات اللواء خالد حسن عباس الذي كان في طريقه إلى موسكو حين وقع انقلاب العطا التصحيحي .. والواقع ان خالد كان وقتها قد عجز عن الوصول إلى موسكو بسبب تردد السوفييت في منحه والوفد المرافق له تأشيرة دخول إلى موسكو رغم أنه كان ينوي إجراء مباحثات هامة تتصل بالتسليح والتدريب.. لهذا السبب فإنه وجد نفسه في بلغراد حين وقع انقلاب العطا.. فاستأجر خالد طائرة خاصة أقلته والوفد المرافق إلى القاهرة..
في القاهرة أجرى خالد اتصالات سريعة مع السلطات المصرية حول إمكانية تحريك القوات السودانية المتواجدة في القنال.. بيد ان السلطات المصرية رغم أنها أبدت تفهماً لم تتحمس كثيراً لفكرة إرسال قوات سودانية من مصر إلى الخرطوم..
توجه خالد من القاهرة إلى طرابلس حيث التقى بالقذافي ثم أذاع بيانه الشهير للضباط والجنود من إذاعة ليبيا.. وقد نتج عن مباحثات خالد مع ليبيا ان أقدمت ليبيا على إجبار الطائرة البريطانية على النزول...
بعد احتجاز ليبيا لفاروق حمد الله وبابكر النور وافقت القيادة المصرية على توجه القوات المرابطة في مصر إلى الخرطوم .. بيد ان المشكلة كانت تكمن في وجود كافة المطارات السودانية تحت سيطرة الحركة التصحيحية..
كان هذا هو الذراع الخارجي للتحرك المضاد.. أما في الداخل فإن الصورة كانت مختلفة جداً..
التحرك من الداخل
كان كل قادة الوحدات الرئيسية قد تم اعتقالهم واحتجازهم من قبل الانقلابيين.. ومن ثم فإن الوحدات الضاربة التي يمكن ان تشكل خطراً على الانقلاب كانت بلا قيادة أصيلة .. وكان عدد الضباط المعتقلين قد تجاوز المائة معظمهم من الرتب القيادية والوسيطة.. وتحييد هذا العدد من الضباط كان قميناً بشل الجيش بكامله في تلك الأيام المبكرة حيث لم يكن قد توسع وتمدد بحده المعروف اليوم..
وفي الواقع كان انقلاب العطا قد عمل على شكل كل قدرة للجيش على الانقلاب المضاد.. فقد اعتقل القادة ونوابهم ومعظم كبار الضباط في كل الأسلحة .. كما جرد معظم الجنود والضباط (إلا الموالين له تماماً) من أسلحتهم الشخصية.. ونزعت معدات إطلاق النار من الدبابات والمدرعات.. كما أفرغت خزانات الطائرات من وقودها..
وكانت هذه الخطوات هي في واقعها خطوات استفزازية أكسبت القيادة الجديد مشاعر العداء من الضباط والجنود أكثر من ان تعود عليها بالرضي والتأييد .. بل لعل هذه الخطوات هي عينها التي كانت وقود التحرك المضاد.. فقد تبادل الجنود يومها الحديث عن تسريح لهم بالآلاف سيتم من بعد تثبيت أركان النظام.
وكانت العاصمة يومها قد تناقلت نبأ تحطم الطائرة العسكرية العراقية التي كانت في طريقها للخرطوم وفيها المعدات والأسلحة. وقد تناقل الجيش أمر تلك الطائرة باعتبارها بداية التدفق لجنود وسلاح غير سوداني..
ومع غياب معظم القادة أو تحييدهم بتجريدهم من السلاح فإن أي تحرك ضد حركة التصحيح كان لابد ان يعتمد على كوادر من غير الضباط..
وكانت تلك الحقيقة هي مدخل ضباط الصف إلى واقع الفاعلية السياسية في البلاد.. فبالرغم من ان الوثائق تشير إلى أنه كانت هناك نواة لتنظيمات خاصة بضباط الصف في سلاحي المظلات والمدرعات، إلا أن هذه التنظيمات كانت شبحاً من غير أثر في غالب الأحيان...
ولكن حينما وجد ضباط صف المدرعات – خاصة الكتيبة الثانية مدرعات – والتي كانت تعرف باسم كتيبة جعفر (نسبة إلى قائدها الأسبق جعفر نميري)، ان قادتهم وكثيراً من ضباطهم تحت القيد، فإنهم آثروا ان ينسقوا مع بعض الملازمين وبعض ضباط الصف من الوحدات الأخرى.. وقد جاء بيان خالد حسن عباس المذاع من ليبيا ليعطى دفعة قوية لأولئك الجنود في تحركهم، فهو من ناحية القائد العام الفعلي للقوات المسلحة.. ومن ناحية أخرى فإن إذاعة بيانه ذلك جعلت هاشم العطا يقوم بإعادة السلاح الشخصي إلى الأفراد تحسباً لاحتمال ورود قوات من الخارج..
استطاع ضباط صف المدرعات تحريك الدبابات دون (إبر ضرب النار)، وهي القطع الحاسمة في تحويل الدبابة إلى آلة ذات قدرة قتالية .. ولكن بعد قليل تمكن عدد من الضباط من استعادة (إبر ضرب النار) ومن ثم أصبحت الدبابات ذات فاعلية .. وكانت تلك هي بداية التحرك من الشجرة نحو منطقة وسط الخرطوم.. تحركت دبابة في اتجاه القيادة العامة بينما اتجهت أخرى صوب القصر الجمهوري...
مع هدير الدبابات ودوي مدافعها وهي تتجه من الشجرة نحو القيادة والقصر... ومع الصراخ الفزع للإذاعة وهي تدعو المواطنين لحماية ثورتهم من التدخل الأجنبي.. كانت القوة المعنوية للانقلابيين تنهار رويداً رويدا... وبدأ الاضطراب وسوء التقدير يسيطر على تصرفات قادة الانقلاب..
مع اشتداد صوت الهدير والدوي، هجر كثير من طواقم الدبابات مدرعاتهم الرابضة في مداخل المدن الثلاث.. ومن ثم فقد امتطى عدد من مؤيدي مايو – الذين التهبوا حماساً ببدء التحرك المضاد – تلك الدبابات، وكان أشهرهم الوزير المهندس محمد إدريس محمود الذي عرف من يومها (بإدريس دبابة)...
حينما اقتربت إحدى الدبابات التي كان على متنها صلاح عبد العال من القصر شاهدوا نميري وهو يقفز من فوق سور القصر المواجه لوزارة المواصلات.. قفز نميري إلى داخل الدبابة الموالية وأنطلق من القصر إلى الشجرة ثم إلى الإذاعة..
كان نميري قد خرج من الأسر بجلابية.. وفي معسكر الشجرة ارتدى زياً عسكرياً لجندي توجه به إلى مبنى التلفزيون حيث أطل على الناس ليقول لهم إن واجب الشعب هو مطاردة كل شيوعي.. وكان من أشهر ما قاله نميري يومها أنه أشار إلى الضباط الشيوعيين ولم يذكر إلا اسم النقيب خالد الكد حيث ذكره بتعبير (something الكد). وقد اختفى خالد الكد لبعض الوقت ثم سلم نفسه. وحين سأله نميري عن سبب اختفائه قال له أنك لم تستطع تذكر أي اسم سوى اسمي.. وتنتظر مني ان لا أختفي؟
المذبحة في قصر الضيوف
بعد ان آلت الأمور إلى مايو مرة أخرى.. هرع الناس لإطلاق سراح المعتقلين ... في قصر الضيافة الواقع في شارع الجامعة، فوجئ الجميع بالمنظر المروع .. كان مسيل الدماء قد سرى من داخل المبنى على الدرج وحتى خارج المبنى.. في داخل المبنى كان هناك ستة عشر ضابطاً تم حصدهم بالرصاص.. لم ينج إلا عدد قليل، بعضهم عانى من عاهات مستديمة وبعضهم خرج بعناية الله وبشكل هو أقرب ما يكون إلى المعجزات...
ما الذي جرى في قصر الضيوف؟ ومن وراء تلك المجزرة الشهيرة ...؟
لابد ان أسجل هنا ان كاتب هذه السطور عكف على مدى ليال طويلة على ملف التحقيقات حول أحداث 19-22 يوليو.. وقد حرص الكاتب على ان يطلع على كل كلمة قيلت في هذا الصدد ليعرف الحقيقة في أمر المذبحة الشهيرة.. وألخص فيما يلي ما خرجت به من تلك القراءات..
أولاً: كانت هناك (تعليمات مصروفة) بالتخلص من الأسرى في حالة حدوث أية انتكاسة. فقد جاءت أقوال بعض الضباط الذين اعتقلوا في مبنى جهاز الأمن القومي لتشير إلى ان الضابط الموكل بحراستهم كان يتحدث في اللحظات الأخيرة من انقلاب العطا إلى شخص ما. وقال المعتقلون أنهم سمعوه يؤكد ويكرر للطرف الآخر أنه لا يستطيع تنفيذ ما هو مطلوب.. ومع إلحاح الطرف الآخر قال الضابط (متأسف سعادتك أنا ما حأعمل كده). ثم ان ذلك الضابط أخبر أسراه بعد ذلك ان الأمر قد فلت .. وأنهم أحرار منذ تلك اللحظة.. ثم اختفى ذلك الضابط. وقد عرف الجميع يومها ان الضابط رفض تنفيذ تعليمات التخلص من الأسرى..
ثانياً: ليس هناك ما يشير إلى ان هذه التعليمات قد صدرت من أي شخص آخر سوى المقدم أبو شيبة . فقد ذكر ضابط الحراسة المكلف بنميري في القصر أن المقدم أبو شيبة سأله: (ما نفذت تعليماتي ليه ما كان كلامي واضح) ثم أعقب ذلك بقوله: (على العموم أعدم الباقين).. وهو ما يشير على ان التعليمات كانت تتعلق بإعدام المعتقلين(31).
ثالثاً: لم يجد هذا الكاتب أية معلومات في أي من ملفات التحقيق بما يمكن ان تشير إلى الضلوع المباشر للحزب الشيوعي كهيئة سياسية في عمليات الاغتيال تلك..
رابعاً: ليس هناك أية دليل على ان جهة ثالثة- أو حتى رابعة – قد قامت بتنفيذ الاغتيالات. فالعقيد سعد بحر مثلاً كان معتقلاً في قصر الضيوف ونجا من ضمن الناجين... وكان هناك آخرون قد نجوا، منهم المقدم عبد القادر أحمد محمد، والملازم أول عثمان عبد الرسول. أما قوات لواء القنال (القوات السودانية بقناة السويس) فإنها لم تصل إلا في وقت متأخر من تلك الليلة(32).
خامساً: تعرف الضباط الناجون من مذبحة قصر الضيوف على الملازم الذي قام بإطلاق الرصاص عليهم وكان واحداً من الضباط التابعين للمقدم أبو شيبة. وقد أشار أولئك الناجون إلى أن حواراً دار خارج المبنى كان فيه شخص يخاطب شخصاً آخر بعبارة يا ضابط ويطلب منه تنفيذ التعليمات المعطاة له.. وقد أعقب ذلك دخول الملازم إلى غرفة الأسرى وإفراغه الرصاص في أجساد زملائه..
خلاصة القول في هذا الأمر هو ان المذبحة هي من صنع الانقلابيين بلا جدال .. وهي ان لم تكن لها مبرر سياسي فإن مبرراتها الشخصية- في اعتقادي الخاص- تتصل بظروف التكوين النفسي لأولئك الذين أقدموا على المغامرة وهم يضعون حسابات الفشل قبل حسابات النجاح.. فقد أقدموا على الفعل وعزموا – متى ما أحسوا بالخطر – على هدم المعبد عليهم وعلى أعدائهم..
حين انكشف غيوم الليلة الكئيبة اتضح ان ضحايا الليلة الدامية قد بلغ 16 ضابطاً وأربعة ضباط صف وعدد الجرحى 119 من الضباط والصف والجنود..
لم تفقد القوات المسلحة مثل هذا العدد من الضباط والجنود مجتمعاً في تاريخها.. حتى في أحداث توريت 55 لم يبلغ مجموع العسكريين الذين اغتيلوا فيها نصف هذا الرقم..
ودارت طاحونة الدم..
إذا كان انقلابيو يوليو قد أهرقوا دم الزملاء، فإن ذلك الدم المراق على درج القصر فجر براكين أخرى لم تتخير ولم تميز، فقد عصفت براكين الغضب الدامي بالطيب وغير الطيب على مدى الاسبوع المتبقي من شهر يوليو71.
فقد تلاحقت من ليلة الثاني والعشرين من يوليو عمليات المطاردة والاعتقال والإيقاف للضباط والجنود فيما يشبه الهستيريا .. وعلى الصعيد غير العسكري أخذ الناس بالشبهات.. واتهم البريء.. وأسيئ إلى الشرفاء وذُلَّ الأعزاء وأتهم كثيرون بالباطل...
كانت أيام الاسبوع الأخير من يوليو أياماً دامية.. أفرزت حقداً وغلاً.. واصطاد في ليالي الحقد المعتكر تلك كل حاقد وكل ذي غرض..
امتلأت من جراء الاعتقال والتحفظ والإيقاف، ميزات الضباط في معسكرات الشجرة والمهندسين والإشارات. وانطلقت عشرات من لجان التحقيق تذرع المدن الثلاثة من جنوب الخرطوم إلى شمال بحري إلى غرب وشرق أمدرمان .. وقد جرى تقدير أعداد المعتقلين في أسابيع الغضب الظلوم تلك بما يقرب من ألفي معتقل وسجين ومتحفظ عليهم وموضوعين تحت الإيقاف..
وقد بلغت حالات الإعدام التي نتجت عن الانقلاب 11 ضابطاً من بينهم كل أعضاء مجلس الانقلاب التصحيحي ما عدا محمد محجوب عثمان الذي كان من المفترض ان يصل الخرطوم في طائرة النور وحمد الله، إلا أنه لم يصلها لتأخره في الطريق.. بينما تقول رواية أخرى أنه كان في الطائرة مع زميليه إلا أنه لم يتعرف عليها أحد في ليبيا..(33)
وقتل المقدم محمد أحمد الريح وهو يقاتل من على أسطح مباني القيادة العامة، فلم يجرد من رتبته ولم يحرم من معاشه..
ثم أعدم ثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وهم عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق.. وسجن الدكتور مصطفى خوجلي لعشرين عاماً.. وبلغ عدد الذين سجنوا أو طردوا من القوات المسلحة 18 ضابطاً من مختلف الرتب والتخصصات، بينما سجن أو عزل أو طرد 7 من ضباط الصف الذين اشتركوا في الحركة..
ثم أبعد من الجيش في دفعات متتالية عدد من الضباط بلغ في مجمله 55 ضابطاً..
أما على الصعيد المدني، فإن طاحونة الأحقاد دارت في كل اتجاه ... فأدخل السجون والمعتقلات عشرات وطرد من وظائفهم مئات..
ولقد سرت بين الناس من بعد محنة يوليو تلك سحابات دواكن من الشكوك فيها تعامل الناس مع بعضهم البعض بالحذر والريبة وسوء الظنون..
النار تلتهم زكائب التأييد للعطا
الظنون والريب التي أرخت سدولها على العلائق بين الناس بعد ليلة العنف الدموي، كانت أسبابها تلك التصرفات الشوهاء التي صحبت أيام الانقلاب الثلاثة.. فقد شهدت المؤسسات والمصالح – خلال الأيام الثلاثة- بعضاً من العاملين المؤيدين للعطا وانقلابه، وقد أنبروا باسم التصحيح يرهبون الناس ويلهبونهم بسياط من سيئ القول ورديئ الفعل.. وحين ذهبت ثورة التصحيح مخلفة وراءها خيوطاً من الدماء، كانت ردة فعل الذين آذاهم قول وفعل أنصار العطا حادة وعنيفة.. فحين عكفت الدولة على مراجعة ما جرى وإجلاء الحقائق عن دور الأفراد والمؤسسات، وجد الذين أوذوا بسوء القول والفعل فرصة للتشفي من أنصار الانقلاب.. ولقد كان ذلك التشفي مقيتاً وظالماً في بعض الأحيان.. إذ جاء متلفحاً الحقد ومؤتزراً الضغينة، فأفرز سماً زعافاً راح ضحيته العشرات في المصالح والمؤسسات والوزارات..
ولعل القصص التي رويت – والتي لا زالت حبيسة الصدور دون رواية – عما جرى خلال تلك الاسابيع السوداء من تاريخ الوطن كثيرة لا تحصى ولا تعد .. بيد أنني أروى منها في هذا المقام واحدة.. لا أرويها لأنني كنت طرفاً فيها.. بل لما فيها من إضاءات عن الإنسان وطباعه، وعن النفس البشرية وخصالها..
ولقد كنت طرفاً في هذه القصة بما كنته يومها.. ضابطاً تخرج لتوه من الجامعة وانضم- مع كوكبة من الزملاء – إلى التوجيه المعنوي نواة لعمله الإعلامي المنتظر، والذي كانت لحمته وسداه يومها جريدة القوات المسلحة..
وبما ان صحيفة القوات المسلحة كانت – خلال أيام الانقلاب الثلاثة – صوت الحركة التصحيحية الوحيد، فإن كل خطاب وبرقية واردة من كل بقاع السودان مؤيدة لانقلاب العطا كانت ترد إليها..
ولقد كان عجيباً وغريباً منظر تلك الزكائب الممتلئة من برقيات وخطابات المباركة والتأييد التي لم يتوقف انهمارها حتى بعد يوم الثاني والعشرين من يوليو.. فقد وصلت مئات من الرسائل الملتهبة الحماس والمتحمسة في تأييدها للماركسية والنظام الجديد بعد ان زال نظام التصحيح.
وكان الأعجب هو في هوية وأسماء الباعثين .. لقد احتوت تلك الزكائب أسماء لشخصيات وأفراد.. ولجماعات وهيئات ومؤسسات على امتداد الوطن من شماله وشرقه، إلى وسطه وغربه... وكانت بعض تلك الأسماء لامعة ومعروفة، وبعضها له من المواقع والمسؤوليات الاجتماعية مكان رفيع .. بل وكان لبعض من الكاتبين مكانة وتاريخ..
وقد بالغ بعض باعثي تلك الرسائل والبرقيات واشتط في تأكيد هويته السياسية وانتمائه التقدمي .. وقد غالى بعضهم واشتط في المطالبة بمعاقبة أركان مايو ورجالها .. بل ان بعض تلك الرسائل تبرع بمعلومات وتفاصيل عن أفراد وأشخاص اتهموهم بالعمالة والرجعية..!!
ولما كان البحث عن الشيوعيين في تلك الأيام قد طال ماضي الناس وصداقاتهم وصلاتهم وحتى جيرتهم.. ولما كان الكشف عن مؤيدي حركة التصحيح ومسانديها – بالقول أو الفعل – قد شمل كل المواقع والفئات والجهات، فإن زكائب الرسائل تلك كانت وثائق إدانة جاهزة لآلاف من البشر على امتداد السودان العريض..
وبالرغم من ان بعضاً من تلك الرسائل والبرقيات كان قد أذيع ونشر خلال أيام الانقلاب الثلاثة (وقد تعاملت الدولة مع كاتبيها بالعقاب)، فقد كانت هناك آلاف من تلك البرقيات والرسائل التي لم يكشف أمرها لورودها من مصلحة البريد إلى القيادة العامة بعد يوم الثاني والعشرين من يوليو، حيث تم تسليمها لنا في صحيفة القوات المسلحة..
ولابد ان أصحاب الرسائل التي وصلت بعد سقوط انقلاب العطا، حملوا من القلق والهموم ما تنوء عنه الجبال.. فلقد بعث كل واحد من هؤلاء – طائعاً مختاراً- دليل إدانته الدامغ إما بانتمائه الماركسي أو بتأييده الجازم لذلك النظام الماركسي.. وكان ذلك كافياً في أيام البركان تلك لكي يبعث المرء إلى السجون..
ولقد كان لأصحاب تلك الرسائل كل الحق في الهم بما يمكن ان يصير إليه أمر تلك الرسائل والبرقيات، فلو سقطت زكائب الرسائل في أيدي سوءٍ لجعلت منها طريقاً للانتقام والتشفي بل وربما الابتزاز لآلاف من أبناء الوطن...
ولم يكن أمام ثلاثة من صغار الضباط في التوجيه المعنوي يومها إلا ان يستلهموا ضميرهم حسن التصرف أمام ذلك الدليل الدامغ المميت..
ولقد فعلوا..
وكانوا يومها أسعد ما يكونون حين وقفوا يرقبون جندياً من جنودهم وهو يطعم النار – على مدى ساعة كاملة – مافي جوف تلك الزكائب من برقيات ورسائل..
ورغم ان كاتبي تلك الرسائل ما دروا حتى اليوم، فإن تلك النار إنما كانت برداً وسلاماً عليهم...













الهوامش:

(1) صرح بذلك فاروق حمد الله لرئيس تحرير مجلة أفريكا كونفدينشيال التي تصدر في لندن، أثناء لقائه له بالخرطوم بعد نجاح الثورة. راجع أفريكا كونفدينشيال، يوليو 69.
(2) رواية نميري للقائه بنقد والشفيع ثم لقاءه بعبد الخالق محجوب في عادل رضا- الرجل والتحدي. القاهرة: دار الهلال.
(3) وردت هذه المعلومات في باشري، وقد ذكر ان علي صديق عين في أول الأمر عضواً بمجلس الثورة، وهو ما لا نملك تأكيداً له. راجع محجوب باشري (1996) معالم الحركة الوطنية في السودان. بيروت: دار الثقافة.
(4) يشير جعفر نميري في كتاب عادل رضا (الرجل والتحدي)، إلى هذه الحقائق حيث يبدو وكأنه يرد على إدعاءات بعض الضباط عن دورهم في إنفاذ الثورة.
(5) يعلق نميري على هذا الأمر بقوله ان حمد النيل من أشجع الضباط وأنه لم يختلف قط – من تعليقات نميري على مخطوطة هذا الكتاب، الخرطوم يوليو 2003.
(6) يروى محجوب برير كيف طلب منه فاروق تجنيد بابكر عوض الله باستغلال علاقات أسرية تجمعه به. راجع محجوب برير، مواقف على درب الزمان ج(2)، ص، (346).
(7) لا يتفق نميري مع رأينا هذا إذ يقول إن الضباط لم يكونوا يساريين بل (وطنيون عسكريون لا ينتمون لأي حزب أو كيان خلاف الجيش) من تعليقات جعفر نميري على مخطوطة هذا الكتاب، الخرطوم، يوليو،2003.
(8) يعتقد جعفر نميري ان الضباط الذين قادوا مايو لا ينتمون إلى أي تنظيم يساري بل هم (وطنيون عسكريون) جعفر محمد نميري: تعليقات شخصية من نميري للمؤلف، الخرطوم 2003
(9) Issue for the year, 1969-70 Africa Contemporary Records (CAR)
(10) أنظر حاج حمد. محمد أبو القاسم، (1996) السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل، 1956- 1996 المجلد الثاني Indies International Studies and Research Bureau West
(11) خليفة خوجلي، انتخاب الحزب الشيوعي، دمشق: منشورات دار علاء الدين 1999، ص 49.
(12) نص البيان ورد في كتاب الصحفي المصري عادل رضا الرجل والتحدي، مصدر سابق.
(13) المصدر السابق 48
(14) محمد عبد العزيز وهاشم أبو رنات: أسرار جهاز الأسرار، لندن نشر خاص (1993)
(15) راجع كتاب النهج الإسلامي لماذا، جعفر محمد نميري، مصدر سابق.
(16) راجع عادل رضا، الرجل والتحدي. القاهرة، المكتبة المصرية الحديثة
(17) محجوب برير محمد نور، مواقف على درب الزمان، مصدر سابق ، 523-525
(18) بشير نميري في النهج الإسلامي لماذا إلى أنه تصرف بمفرده فيما يتعلق بإذاعة البيان المذكور.
(19) Africa Contemporary Records (CAR), 1970-71
(20) نشرت القوات المسلحة تحقيقاً مع الرقيب الذي كان يقوم بالإشراف على حراسة عبد الخالق محجوب والذي تم اعتقاله بعد ذلك، راجع أعداد صحيفة القوات المسلحة، أبريل – مايو 1971م.
(21) يورد محمد محجوب عثمان – شقيق عبد الخالق – تفاصيل المحاولة. راجع محمد محجوب عثمان الجيش والسياسة في السودان القاهرة – مركز الدراسات السودانية (1997)
(22) عادل رضا (1975) الرجل و التحدي.
(23) راجع محمد محجوب عثمان، (1997) الجيش والسياسة في السودان.
(24) نفس المصدر
(25) B.73. Africa Contemporary Records, Annual Survey and Documents 1971-72 p179
(26) يعلق جعفر نميري على هذه المعلومة بقوله (لم يحصل أبداً. لم أقابل عبد الخالق منذ اعتقاله بالذخيرة). في حين أوردت آفريكا كونتمبوراري ريكوردس الحولية ترجمة مطولة (حوالي صفحة كاملة) بالإنجليزية لنص حوار بين نميري وعبد الخالق الموثوق اليدين بعد فشل انقلاب يوليو.
(27) تعليق نميري على هذا المعلومات: (شئ جديد ومعلومات لم أعرفها من قبل).
(28) تعليق نميري على هذه المعلومات: (دليل آخر على خيانة بعض أعضاء مجلس الثورة)
(29) تعليق نميري على هذه المعلومات: (صحيح جداً).
(30) نشرت الصحف الصادرة في تلك الأيام صورة لهذه الأسماء بخط عبد الخالق محجوب الذي أكد أنه كتب تلك الأسماء..
(31) أخذت هذه النصوص من كتاب الرجل والتحدي، وقد اعتمد الكاتب على وثائق التحقيق مع المتهمين في أحداث يوليو 1971.
(32) وردت اتهامات تنفيذ جهات أخرى للمجزرة في محجوب باشري، معالم الحركة الوطنية في السودان. مصدر سابق.
(34) ذكر محمد محجوب عثمان أنه لم يستطع اللحاق بطائرة فاروق وبابكر النور لاختلاف مواقيت وصول طائرته من ألمانيا الديمقراطية. راجع محمد محجوب عثمان، (1997) مصدر سابق.

Post: #100
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-30-2009, 05:11 PM
Parent: #99

الاخ العزيز المعز شهادتك اعلاه اعتز بها و معك في التدقيق لسلامة مجري البوست
الاخ العزيز سوركتي
في بوست رأفت تسائلت عن بعض مدعيي البطولة الزائفة ممن تملأ صحف الخرطوم صفحاتها بقصصهم وتوقفت عند شخصيتين اري ان هنالك تناقض حقائقي في سردهما للاحداث هما الملازم صديق عبدالعزيز والرائد عمر احمد وقيع الله
شهادة الرائد عمر وقيع الله تأتي في الاهمية قبل شهادة الملازم صديق لسبب ان عمر وقيع الله من الضباط الذين اعتمد علي ولائهم عبدالمنعم الهاموش في قيادة اللواء الاول مدرعات بل هو من قاد عملية الاستيلاء علي هناقر و مبانئ اللواء الاول و اخضاعها لسيطرة قوي 19 يوليو.
شهادة عمر وقيع الله ربما اوقعته دونما يشعر في زلة لسان تأريخية و كشفت عن مساومة ما .
عمر وقيع الله تم تعينه مسؤلا اداريا في محافظة الخرطوم بواسطة ابوالقاسم محمد ابراهيم عقب فشل الانقلاب


Quote: القانون العسكرى فى هذا الأمر واضح جداً والمادة 27 من قانون القوات المسلحه لعام 1957 نصها واضح ولا يحتاج لدرس عصر الاعدام لكل من اشترك ...ياخى ده حتى من لم يشتركوا عملياً وكانوا ساعة الصفر خارج الوطن تم إعدامهم ؟؟؟)

Post: #101
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 04-30-2009, 05:24 PM
Parent: #100

شهادة عمر وقيع الله

Quote: عمر وقيع الله كان اكثر الضباط من منفذي يوليو سخطاً على تطوع الكثيرين بالحديث عن يوليو 19 وهم لا يعرفون عنها شيئاً.
- خذلنا ملازم في العباسية-
انتفاضة يوليو اتت نتاجا طبيعيا لاوضاع لا تسر او لهذه الاوضاع ابتداء بالتفكير في حل تنظيم الضباط الاحرار في بدايات عهد مايو والتي هي مولود لتنظيم الضباط الاحرار، وفكرت فئة من مجلس ثورة مايو بعمل تنظيم موازي لتنظيم الضباط الاحرار وهو تنظيم احرار مايو، والذي كان يضم اعضاء من مجلس الثورة والذين كانت وراء فكرة قيامه دولة اجنبية واستمر مسلسل الغدر حتى انتهى باعفاء ثلاثةمن اعضاء من مجلس قيادة الثورة من بينهم نائب رئيس المجلس المقدم بابكر النور والرائد هاشم العطا والرائد فاروق حمد الله بدعوى انهم ينتمون للحزب الشيوعي وانهم يعملون بتوجيهات منه ولكن السبب الاساسي هو انهم الثلاثة الوحيدون من بين اعضاء المجلس الذين يعترضون على قرارات وهمجية رئيس المجلس والسبب الثاني هو انهم عارضوا بشدة فكرة حل تنظيم الضباط الاحرار الذي اتى لهم بهذا الموقع ومن هنا فكرت هذه المجموعة في تصحيح مسار مايو، وابتدأت اجتماعات الضباط الاحرار في عدد من المناطق احياناً في بيتنا واحيانا في بيت العقيد عبد المنعم محمد احمد الهاموش واحيانا اخرى في منزل ملازم بالعباسية خذلنا ساعة التنفيذ.
- ليست شيوعية-
وللحقيقة والتاريخ لم يكن 19 يوليو هو اليوم المحدد لهذه الحركة التصحيحية بل كان التاريخ في شهر نوفمبر ولم تكن هذه الحركة بتوجيه من اي حزب سوداني وغير صحيح ايضا ان ثورة 19 يوليو شيوعية ولم يكن ذلك بتعليمات من اية دولة اجنبية فقط اجتمعت ارادة البعض من افراد القوات المسلحة الذين امتلأت قلوبهم بحب هذا الوطن.
وهنالك عدة اسباب ادت الى تفجير ثورة يوليو بدلاً من نوفمبر منها:
1/ كان من المفترض ان يوقع ميثاق طرابلس في الفاتح من سبتمبر منه احتفالات الثورة الليبية بين مصر والسودان وليبيا وكانت بعض بنود ذلك الميثاق تتيح لتلك الدول ان تتدخل عسكرياً في اية دولة لحماية النظام الحاكم.
2/ سبب تكتيكي بحت الا وهو ان اجهزة أمن النظام والاستخبارات العسكرية كانت قد تناهى الى علمها ان تحركا سيحدث ضد النظام وقد تم رصد عدد من الضباط وضباط الصف بالرغم من محاولات التأمين لكل حركات المشاركين في تلك الانتفاضة الا انه بالرغم من كل هذا استطاعت هذه الاجهزة من اختراق بعض الخلايا وتم اتخاذ بعض من القرارات التي كانت ستحول دون قيام الثورة فتم ابعاد بعض الضباط من الخدمة وتم تحضير كشف بنقل الاخرين لوحدات خارج العاصمة.
لهذا كان لابد من التعجيل للاستفادة من الزمن ولتحقيق عنصر المفاجأة لاجهزة الامن والاستخبارات العسكرية.
- الاجتماعات الاخيرة في منزل احد اركان مايو-
ولتحقيق اكبر قدر من تأمين الاجتماعات كانت الاجتماعات الاخيرة تنعقد في منزل احد اركان نظام مايو والموثوق به جدا وفي منزلنا تم التنوير وتعليمات التنفيذ وتوزيع الواجبات في نفس يوم 19 صباحاً على ان يبقى جميع المشاركين بعد مواعيد الانصراف في الواحدة والنصف ظهراً وكان التنوير تم لافراد محدودين جداً لا يتجاوز عددهم الثلاثة امعانا في المزيد من التأمين تم التنوير والتعليمات بواسطة العقيد عبد المنعم محمد احمد قائد اللواء الاول مدرعات بمكتبه بالشجرة وبمكتب العقيد عثمان حاج حسين ابو شيبة قائد الحرس الجمهوري
- قبل الثالثة-
ويواصل الرائد وقيع الله قائلاً قبل الساعة الثالثة بقليل تحرك الجميع كل حسب المهمة الموكلة اليه وتم كل شيء بهدوء دون اي مقاومة تمت اذاعة بيان الثورة بواسطة الرائد هاشم العطا بعد ان تم احتلال الاذاعة القيادة العامة اللواء الثاني دبابات بام درمان التي كانت تسمى كتيبة جعفر اعتقال اعضاءمجلس الثورة جميعهم بمنزل الرئيس نميري اذا انهم توجهوا من المطار مباشرة الى هناك بعد استقبال الرائد زين العابدين العائد من القاهرة بعد اجتماعات ميثاق طرابلس وكانوا وقتها حينما تم اعتقالهم يستمعون الى تقريره عن ميثاق طرابلس اثناء تناول الغداء في منزل جعفر نميري وتمت حراسة كل المناطق الحيوية والاستراتيجية بالعاصمة.
- كل شيء تم بهدوء-
وبعد ان تم كل شيء بهدوء ودون مقاومة وبعد ان اذاع البيان هاشم العطا توالت برقيات التأييد من الوحدات داخل وخارج العاصمة توافدت مجموعة كبيرة من الضباط بمختلف الرتب للتأييد والمشاركة والمطالبة بالحاح شديد ان تسند اليهم بعض المهام التأمينية وقد كان ان اسندت لبعضهم بعض المهام بعد موافقة العقيد عبد المنعم والعقيد ابو شيبة وفي صباح اليوم الثاني كان كل شيء يتم بصورة طبيعية وكانت مكاتب القيادة العامة تعج بكبار الضباط مهنئين ضباط الحركة ومشيدين بشجاعتهم وجسارتهم ومن عجائب الصدف ان كثيرا من المؤيدين والمهنئين وجدناهم رؤساء للمحاكم التي قامت بالشجرة.
- المؤامرة تنشط في الخفاء-
كانت الايام تمر هادئة حتى الخميس 22 يوليو وبرقيات التأييد متوالية ولكن المؤامرة على الثورة كانت تنشط في الخفاء وجاءت حادثة الطائرة البريطانية واجبارها على الهبوط في مطار طرابلس.
وكان الانتصار السهل السريع واستلام كل المواقع بدون مقاومة قد بعث في مفجري ثورة يوليو نوعاً من الثقة الزائدة مما جعلهم يتراجعون عن بعض القرارات التي كان من المفترض تنفيذها لتأمين الخرطوم، كنقل بعض الوحدات لخارج العاصمة واعتقال عدد من الضباط الموالين لنظام مايو وكان ايضا لتخاذل بعض الضباط عن اداء مهامهم والتأكيد منهم بانهم انجزوها كذلك الضابط الذي اكد انه قام بتعطيل كل دبابات اللواء الثاني باستخراج ابر ضرب النار الموجودة في داخل الدبابة وبعدها اختفى ولم يظهر الا في 22 يوليو ونتيجة لشجاعة منفذي حركة يوليو لم يرد اسمه في كل مراحل التحقيق واستمر في خدمة القوات المسلحة حتى وصل لرتبة لواء.
- اجهاض الحركة-
تم اجهاض الحركة لكل تلك العوامل ولعوامل اخرى وللامانة والتاريخ اشيد باخلاق اللواء خالد حسن عباس وابو القاسم هاشم والاول رغم ان اخوه قتل في بيت الضيافة الا انهما لم يتعرضا للمعتقلين سواء كانوا عسكريين او مدنيين بالضرب ولا بالسباب بالفاظ نابية.
- محاكمات الشجرة-
تمت المحاكمات تحت الاشجار في سلاح المدرعات دون المراعاة لابسط قواعد العدالة ولم تستغرق اية محاكمة اكثر من ربع ساعة بعدها مباشرة يتم تنفيذ الاعدام بواسطة كتيبة الاعدام بقيادة نقيب بصورة بشعة برروها بانها رد فعل طبيعي لاحداث ببيت الضيافة.
اذ قالوا باننا اطلقنا النار على العزل وهم نيام فهذا القول مردود عليه باننا لم نطلق طلقة واحدة منذ التحرك وحتى اجهاض الحركة وكان بامكان افرادها ان يفعلوا ذلك ان كانوا دمويين او كانوا يريدون فقط الوصول للسلطة الا انهم رفضوا ذلك حتى في اصعب اللحظات عندما رفض هاشم العطا قيام بعض الوحدات المؤيدة للثورة وخاصة سلاح الطيران الذي ابدى استعداده لضرب معسكر الشجرة ودكه تماماً بمن فيه الا انه رفض ذلك حفاظاً على الارواح والمنشآت وتجنبا للدمار الذي كان سيلحق بالعاصمة.
- قصة بيت الضيافة -
أما قصة بيت الضيافة فهي متشعبة وغامضة وكان وراءها تنظيم ثالث اراد ان يقضي على قادة مايو المعتقلين بالقصر وبعد ذلك القضاء على اعوان مايو من العسكريين المعتقلين في بيت الضيافة وان ينسب كل ذلك اخيرا لمفجري ثورة يوليو تبريراً لاعدامهم وبذلك تخلى له الساحة من كل معارض وقد كان هذا هو المخطط وتم تنفيذه باحكام تم ضرب القصر ثم بيت الضيافة اولاً بالدبابات ثم بالاسلحة الخفيفة وحينما ذهب رئيس ذلك التنظيم للاذاعة لاذاعة بيانه رقم واحد فوجئ بالرئيس نميري الذي كان قد سبقه اليها واسقط في يده التي مدها مهنئا بالسلامة والعودة.. بعد ذلك تم الصاق التهمة بنا.

Post: #102
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 04-30-2009, 09:51 PM
Parent: #100

د/بيان (نجاة ) لك التحية وشكراً لاضافاتك القيمه بهذا الملخص مع إفادة الاخ محمد المكى الخطيرة وقد شغل هذا الموضوع كما أعلم مضجعك عدة مرات من قبل وهذا هو الحال مع بداية كل يوليو ولا أدرى ما السبب فى الولوج اليه مبكراً قبل يوليو ب 3 أشهر ..

ولبقية الاخوه المعز وعدلان ومحمد مكى والباقين ...
لكم كل الشكر وانتم تسبرون أغوار هذا الحدث المؤلم وتتلمسون حجم مآسى والآم اليتامى والأرامل من أسر هؤلاء الضباط من القوتين الضاربه والمضروبه وهم جميعاً ضحايا استغلال وغدر الساسة وعملاء الاستخبارات الاجنبيه لعنهم الله ...(البلد دى ما حاكمها إنت حاكمنها المصريين)...(الاذاعه تهيب بالمواطنين الخروج لنجدة ثورتهم من التدخل الاجنبى)...(الوحدة ولدت باسنانها فى الخرطوم) ...(القدع ده ناسى إحنا اللى حامنو)...أولاد عبدالحليم ورئاسة القوات الضاربه الاقوى والمحاكم العسكريه الظالمه (فين الاشرطه ياقدع عاوز تخرب بيتى يلا هاتها بسرعه)

جلست وحاورت وسألت مباشرة العديد من الضباط من شهود ومعاصرى تلك الفترة خلال فترة عملى ضابطاً بالجيش وأعرف معرفةً شخصيهً بعضاً ممن شاركوا فى مايو ويوليو ...ومن حاكم ومن شارك وتنكر ...

المقدم ابوشيبه (الضابط الآمر بتنفيذ مجزرة بيت الضيافه كما يعتقد قلندر؟؟) لماذا لم يأمر بضرب نميرى وزملائه وهم رؤوس مايو ومعتقلون عنده بالقصر حيث يعمل وحيث يسكن وحيث بقى حتى آخر لحظه عند وصول المقدم مظلى يعقوب اسماعيل لبيته وهو صديقه...وكان معاونيه من الضباط الصغار امثال مدنى وسرور يتجولون بين القصر الجمهورى ووحدات الحرس الجمهورى ...ثم من اين اتى قلندر بقصر الضيافه وهو معروف ببيت الضيافه ؟؟؟؟(هل كانت مجرد ذلة لسان مخابراتى)
والسؤال الثانى كيف يعقل ويستقيم لنا أن نصدق أن يشاهد أحد الناجين من المعتقلين ويتحدث للملازمين الضاربين جبارة والحردلو وينجو من ضربهم ...

الملازم العماس قائد جماعة الحرس بمكاتب الامن من المشتركين فى يوليو بصداقته لمحمد جبارة كيف كان لينجو وسرور من طوابير اعدامات الشجرة إذا لم تكن شهاداتهم كما أراد حكام مايو واولاد عبدالحليم والدور الذى قاموا به لا يقل عن أدوار جبارة والحردلو ...وسرور مع جبارة هم من قاموا باعتقال نميرى وزملائه وترحيلهم للقصر ...

جاءت بعض اعدامات الشجرة بمحاكمات وغير محاكمات لاخراس أصوات وخزع عيون الشهود ولطمس حقيقة الدور الاجنبى فى العملية ؟؟؟

Post: #103
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-01-2009, 03:36 PM
Parent: #102





هل كان الغرض من الضرب على مبنى القصر الجمهورى من الناحية الجنوبيه وبهذه القوة (مثلما كان على بيت الضيافه من الواجهة الجنوبيه المطله على شارع الجامعه أيضاً وأُخفيت الصور لاحقاً) تحرير نميرى ومن معه ....

نميرى خرج من القصر تاركاً بقية زملائه على حديقة القصر تحت حراسة جماعة يقودها عريف من ابناء الشلك يعمل بسلاح الاسلحه ولم يكن يعرف كيف يتصرف فيهم إلى أن وصل المقدم يعقوب اسماعيل برفقة 14 عسكرى الى البوابةالشماليه للقصر برفقة ......وسأله العريف الشلكاوى عما يفعل بهم فطلب منه فى البدء تجريد جماعة الحرس من سلاحهم ومن بعد تم خروجهم ولم يتم ذلك إلا بمشيئة الله وحده ...

Post: #104
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-02-2009, 08:54 PM
Parent: #103

بعد انتفاضة ابريل 1985 ترأست لجنه عسكرية لحصر محتويات جزء من القصر الجمهورى ولفت إنتباهى وجود كرتونتين من مخدر البثدين والذى يتم به تخدير المرضى فى المستشفيات وكان ذلك فى الطابق الثالث وهو عبارة عن مجموعة من غرف نوم مجهزة تماماً كغرف العرسان وعرفت للأسف أن حكامنا المايويين كان بعضهم من مدمنى المخدرات وسألنى بعض المرافقين من الجنود عن كيف نتصرف فى هذه الكراتين فطلبت منهم عدم لمسها وتركها فى مكانها مع تضمينها كشف الحصر كماهى وكانت واحدة من الكرتونتين مفتوحة وقد أُخذ منها باكتين صغيرين عبوة 10 حقن ؟؟؟

Post: #105
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-03-2009, 10:58 PM
Parent: #104





سؤال : من هى السيدة التى تجلس يسار نميرى فى هذه الصورة؟؟؟

Post: #106
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-04-2009, 06:27 PM
Parent: #105

وماهو الدور الذى لعبته بالضبط فى تلك اللحظات وبأمر من ؟؟؟؟ ولماذا حاولت إخفاء نفسها بالالتفات ووضع يدها على وجهها فى الجانب الايمن؟؟؟

Post: #107
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-04-2009, 07:40 PM
Parent: #106

تتحدث صحيفة الوطن السودانيه عن أفادات خطيرة لأول مرة عن بيت الضيافه واعدامات الشجرة ...
على هذا الرابط مقدمة الخبر ...رجاءاً نقله لهذا البوست مع الشكر ....

http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=15666

Post: #108
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Ali Sirelkhatim
Date: 05-04-2009, 07:46 PM
Parent: #107

حذف المداخلة لعدم صحة المعلومة

Post: #109
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عمر الفاروق عبد الله الشيخ
Date: 05-04-2009, 08:12 PM
Parent: #108

بل هي صحفية مصرية اسمهامين كدة روبين واتت لعمل مقابلة مع نميري اثناء المحاكمات

Post: #111
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: فيصل عثمان الحسن
Date: 05-04-2009, 08:41 PM
Parent: #108

اعدامات الشجرة.. وتصفيات بيت الضيافة الدامية
توثيق: أشرف إبراهيم
تكشّفت لـ «الوطن» حقائق مذهلة، بعد أن تحصلنا على وثائق خطيرة تتحدث لأول مرة حول أخطر حدث إبان فترة مايو، والمشهور بأحداث بيت الضيافة، برواية شهود عيان من ضباط ومدنيين وسياسيين من قادة العمل السياسي والحزب الشيوعي في ذلك الوقت، وفيما يقول العقيد محمد أحمد كمر كنب، قائد كتيبة جعفر الإستوائية، أنهم بعد قضاء ثلاث ليال هي المدة التي عاشها انقلاب هاشم العطا؛ قضوها في بيت الضيافة تفاجأوا بعدها بالرصاص ينهمر عليهم من الخارج، وحكى كيف أنه نجا بأعجوبة من هذه المجزرة ومعه الملازم محمد علي كباشي. أما الرائد هاشم المبارك هاشم الذي اشترك في احتلال اللواء الثاني مدرع فقد نفى التهمة الموجهة لهم بضرب بيت الضيافة وقال: حقيقة بيت الضيافة أعدمها نميري بسرعة المحاكمات.. ومعلوم أنه قد حدثت إتهامات متبادلة بين قادة مايو وقادة يوليو وحمّل كل طرف الآخر مسؤولية مجزرة بيت الضيافة، في حين يرى آخرون أنّ هناك طرفاً ثالثاً.. (الوطن) استطاعت التعرف على مقبرة ضحايا بيت الضيافة بمقابر حمد النيل وقامت بتصويرها.

أعلاه ما ورد فى الرابط قمت بنقله حسب رغبة الأخ سوركتى .
تحياتى الاخ سوركتى و تشكر كثيرا على هذا البوست التوثيقى الهام , ولعل المتداخلون الكرام يستطيعون بما لديهم من معلومات
اماطة اللثام عن تلك المجزرة البشعة التى راح ضحيتها نفر كريم من أبناء هذا الوطن , لا لذنب جنوه سوى انتمائهم أو قل ايمانهم
بمبادى مايو ان كانت لها مبادى , ولا يجوز أن يدفع الانسان حياته ثمن لاعتقاد او انتماء أو رأى وان ثبت خطله , ليتنا نستفيد من
مثل هذه التجارب القبيحة ونتواصى على دستور تنبثق منه قوانين تحترم الانسان وحقه المقدس فى الحياة والعيشة الكريمة , أنا أحد الذين
وقفوا على آثار تلك المجزرة بعد أن تم فتح مكان الحادث كمعرض للزوار رغم أنى لم أتجاوز العاشرة من عمرى فى تلك الفترة , ويالها من
من صدمة أن ترى برك الدماء البشرية وتشتم رائحتها مخلوطة برائحة الحريق من أثر القصف الذى تعرض له ذلك المكان , ومن خلال مشاهدتى
أستطيع أن أجزم أن ذلك المكان قد تم ضربه بسلاح ثقيل وأغلب الظن أن الضرب قد تم بواسطة دبابة حطمت جزء من سقف ذلك المنزل , وما
زلت أذكر آثار الدماء الموجودة على سور المنزل من الناحية الغربية , أخبرنا أحد الجنود أنها لضابط يسمى عبد العظيم حاول الهرب وعند تسلقه للسور عاجله أحد القتلة بدفعة من الرصاص جعلته معلق على السور بعد أن فارق الحياة .

Post: #110
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Elmuez
Date: 05-04-2009, 08:38 PM
Parent: #106

( ؟؟؟؟ ولماذا حاولت إخفاء نفسها بالالتفات ووضع يدها على وجهها فى الجانب الايمن؟؟؟)

يعني حكاية أنها حاولت إخفاء نفسها بالإلتفات و وضع يدها على وجهها في الجانب الأيمن دي مفروغ منها
و ما عايزة سؤال و يبقى السؤال فقط هو أنها ليه عملت ده كله !
يا سوركتي ياخي يمكن هسة قرايتك ليها دي ما سليمة و في مليون إحتمال آخر !!!

بعدين خليني و ربما لأول مرة أحكي ليك شهادة عويناتي شخصيا ديل بعيدا عن شهادات الآخرين و كنت طفل في حوالي التاسعة
عندما وقع إنقلاب يوليو 71 و حضرت بيان الشهيد هاشم العطا لكن طبعا دون إستيعاب سواء أنهم شالوا النميري عن قيادة البلد
أها , أتذكر بعد غداء يوم 22 يوليو سمعنا صوت أول قذيفة دبابة من نواحي الشجرة و المدرعات و هرع السكان على طول شارع الحرية
الرابط بين مناطق جنوب الخرطوم من ضمنها المدرعات و بين قلب الخرطوم مرورا بكبري الحرية و بدأت الدبابات السودانية مية المية
تأتي مسرعة و متجهة نحو الخرطوم و أتذكر جيدا أن بعضها قد توقف عند إحدى طلمبات البنزين للتذود بالوقود و التفينا حولهم نحن
مجموعة أطفال حينا و عرفنا لحظتها أن صاحب الطلمبة قد تبرع لهم بالوقد مجانا .. لازلت أذكر ذلك .. ظل الناس مرابضون على طول
الطريق و فجأة ظهر النميري و بجواره سيد خليفة على ظهر إحدى الدبابات متجهان نحو المدرعات و النميري يرتدي جلابية من غير أي
غطاء رأس ثم قفلا عائدان نحو الخرطوم على ظهر الدبابة و في نفس المشهد و نميري لا يزال على هيئته بالجلابية و الناس تهتف" عائد
عائد يا نميري" .. الساعة لحظتها كانت قد قاربت لحظة مغيب السمس فاتجهنا إلي منازلنا و سمعنا الحديث الغاضب لنميري في التلفزيون
و قام بتبديل الجلابية بزي جندي "داخل مبنى التلفزيون " و ليس في المدرعات قبل الوصول لمبنى التلفزيون !
في صبيحة اليوم التالي سمعنا أول دفعة من رصاص الإعدامات و تواصل صوت الرصاص لبعض أيام و كله قادم من منطقة الشجرة
باستثناء إعدامات منطقة الحزام الأخضر ..

كانت تلك هي الأيام أو الأسبوع الأول حيث العودة إلي المدارس بعد العطلة الصيفية و ظلت الأحداث هي الحديث الشاغل لنا كتلاميذ
في المرحلة الإبتدائية و لا يكف التلفزيون عن الهجوم المتواصل على الشيوعيين و البحث عنهم كما لا يتوقف عن بث صور و تسجيل الفيديو
من داخل بيت الضيافة و لا زالت عالقة بذهني صورة حائط داخلي في بيت الضيافة و قد كثرت فيه أخرام "الرصاااااااااص !" حيث
قيل أن أحد المعتقلين كان قد حاول القفذ إلي خارج البيت من الناحية الخلفية غير المواجهة لشارع الجامعة لكن حصده الرصاص قبل أن
يكمل محاولته القفذ , أذكر المشهد ده جيدا, يبقى كيف دخلت الدبابة إلي الجزء الخلفي من البيت لاقتناص الشهيد من على الحائط , أصلو
دي دبابة ولا كديسة دي البتدخل البيت من ناحيته الأمامية و تشقه و تصل خلفيته وو .. ده سؤال مهم !

بعد فترة غير طويلة من الأحداث مر أحد الأعياد الدينية و أتيحت لي و مجموعة من الأطفال فرصة المرور من أمام بيت الضيافة و مطالعة
الحال بأعيننا الخاصة و ليس بعيون غيرنا , كنا في طريقنا للكشافة البحرية لقضاء أحد أيام العيد , أتذكر جيدا مشهد أحد حوائط البيت
الأمامية و تبدو عليه آثار أخرام كثيرة لرصاص واضح أنه ناتج عن إستخدام رشاش الدبابة و ليس المدفع الثقيل , أحد أصدقائي الصغار
أتيحت له فرصة الدخول إلي داخل غرف المأساة و حكى لنا عن كثافة آثار الدماء و عن فضلات الأكل ( تحديدا من الشعيرية و السكسكانية)
و بعض أوراق الكتشينة ..

أثر المصريين و المخابرات المصرية على الحياة السياسية في السودان و خاصة في فترة مايو معروف , لكن حكاية قوات مصرية و علم سوفيتي للتمويه
بغرض تخليص النميري و زملاءه مما أدى لتدمير الواجهة الأمامية للقصر و قتل الضباط في بيت الضيافة ده كلام لم
يرد في أي من الكتب الأربعة " الشيوعي و المايوي و العادي و البعثي" و لا أعتقد أنه كلام يمكن أن يتطور إلي فائدة تذكر , نفصل بين
العمل المخابراتي المصري آنذاك و بين العمل أو الأعمال العسكرية الإتفجرت عصر 22 يوليو و شملت الإعدامات .. دي كلها أيادي سودانية
و أسماء معروفة في كل الأطراف المتنازعة و السؤال الملح هو فرز تلك الأدوار بما فيها المشهد في بيت الضيافة و عدد الأيادي المشاركة
في المجزرة .. راجع مداخلاتي فوق هناك,

Post: #112
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-05-2009, 03:24 PM
Parent: #110

الاخ فيصل عثمان الحسن
لك التحية والود ...
كنا نرغب فى تفاصيل الاعترافات والافادات الحديثة على جريدة الوطن عن اعدامات الشجرة ومجزرة بيت الضيافة ...مع علمى التام بأن أخطرها هرب به الضباط الذين اتفقوا فيما بينهم على عدم التصريح بأى شئ وآثروا العيش مع عذاب الضمير هرباً خارج السودان لما قاموا به من نصرة للظلم وإنطبق عليهم قول الرسول الكريم (ص):(من نصر ظالماً سلّطه الله عليه)

الاخ المعز ...
لما الغياب ياخى ونحن ننتظر تعليقاتك واضافاتك ... سيبك من قصة الصحفية المصريه بجانب ابعاج فى ذلك الوقت فدورها معروف ومثلها موسى صبرى وأحمد حمروش وفؤاد مطر وغيرهم ممن حضروا تلك المجازر ولم يصدقوا أن يجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع رئيس دوله فى هذا المكان والزمان ولهذا الغرض (سبحان الله ) يعنى تلاولاد تباروا للحاق بسبق صحفى لا مثيل له فى الدنيا ؟؟؟ويظل الشعب المغلوب على أمره غائباً وحتى الان ,,,

Post: #113
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عمر الفاروق عبد الله الشيخ
Date: 05-05-2009, 09:20 PM
Parent: #112











Post: #114
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عمر الفاروق عبد الله الشيخ
Date: 05-05-2009, 09:25 PM
Parent: #113




Post: #115
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عمر الفاروق عبد الله الشيخ
Date: 05-05-2009, 09:28 PM
Parent: #114

منقول لأستكمال التوثيق
كتب خالد الحاج :

لقاء مع الأستاذ الدكتور محمد محجوب عثمان


أجراه / خالد الحاج


دكتور محمد محجوب عثمان


أولآ أنقل إليك تحيات عضوية سودانيات وإدارتها ولك مني كل الشكر والتقدير علي تفضلك بالحديث إلينا.


سودانيات : معظم من أشاروا أو كتبوا عن يوليو 1971 ذكروا أنك كنت في الطائرة التي أقلت الشهيدين بابكر النور و فاروق عثمان حمد الله وأن السلطات الليبية لم تنتبه لوجودك في الطائرة لذا نجوت من الإعتقال. هناك أيضآ الرواية التي رويت علي لسانك بأنك لم تلحق بالطائرة لعدم تناسب مواعيد الرحلة مع جدول الطيران في تلك الفترة نسبة لإغلاق مطار الخرطوم في وجه الملاحة ؟

محمد محجوب عثمان : معظم ما حدث في تلك الفترة قمت بسرده ولكن بعض الأقوال علي خطأها يتم ترديدها وتصير كالحقيقة ، والقصة هي أني مشيت بارلين مع أخت لي كانت مريضة وذلك للعلاج وكنت علي إتصال
بكل من بابكر وفاروق في لندن وكانت فكرتهم إننا نمش الثلاثة من لندن إلي الخرطوم ولم أجد حينها طائرة متوجهة إلي لندن توافق مع مواعيد رحلة (باكو) طائرة الخطوط البريطانية التي أقلت بابكر وفاروق، وكان البديل هو إقتراح منهم أن آخد طائرة بولندية إلي لندن ومن هناك آخد الخطوط البريطانية وهم سيفتحون لها المجال الجوي، الألمان رفضوا وقالو ممكن أمش بطائرة خاصة منهم.

سودانيات : في لقاء لسودانيات مع أسرة الشهيد فاروق ذكرت إبنته أماني أنها علمت أن والدها لم يكن علي دراية بحركة 19 يوليو وأنه أي فاروق فوجئ بها كغيره . السؤال هو هل كان بابكر النور وفاروق علي دراية
بمخطط وتوقيت الحركة في 19 يوليو 1971 ؟

محمد محجوب عثمان : فيما يتعلق بفاروق وكونو جزء من الحركة لا . كونو فوجئ لا أعتقد لأنه كان معايش للصراعات الموجودة داخل مجلس الثورة والصراع بصورة عامة . بالنسبة لبابكر هو رئيس التنظيم وأذكر بأنو كلف بعمل خطة فيما لو إضطروا للقيام بالحركة وقدم بابكر الخطة وأجيزت ولم يكن هناك تخطيط للتنفيذ إلي أن غادر البلد . من ناحية أخري كان هاشم ورفاقه تحت مراقبة لصيقة من الأمن والمخابرات العسكرية وكان بيستدعوه في الأمن وكان في عزل مستمر للشيوعيين داخل الجيش لدرجة أن قدمت لوائح للسفير الأمريكي.

سودانيات : ذكر زين العابدين ومن بعده إعلام مايو أن خطة الحركة قامت علي تصفية قيادة مايو مع تقديم نميري لمحاكمته كرمز للسلطة المايوية وأن من كلفوا بإعتقال القادة لم يجدوهم وتواجدوا بالصدفة مع نميري فتم إعتقالهم بواسطة جبارة الذي لم يكن مكلف بتصفية نميري فنجوا من التصفية أين الحقيقة وهل صحيح أن الفكرة قامت علي تصفية قادة مايو ؟

محمد محجوب عثمان : هذا كلام غير حقيقي ولا يمكن عمل حركة في الجيش تقوم علي فكرة الإغتيالات وتلاتة أيام كانت كافية لتنفيذ فكرة كهذه إن كانت حقيقة !! كانت فكرة هاشم العطا أن يقدموا لمحاكمة بتهم كثيرة – تخريب الإقتصاد ، والإتصال مع قوي أجنبية، وإنقلابهم علي شعارات مايو 69 ، هم قاموا بتضخيم الفكرة وترسيخها في أذهان الناس لأنهم كانوا خجلانيين أن ضابط صغير الرتبة قام بإعتقال مجلس الثورة كله تقريبآ وكشف عجرفتهم الأمنية والعسكرية ويكفي أن تقارن بتخلص نميري منهم بعد ذلك حينما جعل من نفسه رئيس للجمهورية منفردآ ؟ يبقي كيف هاشم فكر في إغتيالهم؟ والأغرب أن زين العابدين في لقاءه مع قناة أبوظبي كان يهاجم نميري. وقد ذكر كسباوي مسألة لإنقلاب الذي كانوا يعدون له لإستبدال نميري بخالد حسن عباس إلا أن حلّ نميري المجلس وإستطاع بفهلوته لتلاعب عليهم .

سودانيات : إلي ماذا تعزي فشل المعسكر الشيوعي حينها في تجنيب قادة يوليو وزعماء الحزب من المذبحة التي نصبها لهم نميري ؟

محمد محجوب عثمان : في حينها كان هناك إنقلاب فكري عند المنظرين السوفييت (بنلوف و تيفانوفسكي) طلعوا بنظرية وكانوا بيفتكروا أن تحرك الضباط لتغيير الأنظمة شيئ إيجابي ونظروا لتجربة عبد الناصر في مصر وكان هذا خطأ لأنه يحرم الشعوب حريتها . والنتيجة ما حدث في العراق كمثال، تكوين الجيش الطبقي كبرجوازية صغيرة وعدم تحول تلك البرجوازية الصغيرة إلي شيئ ثوري . حدث هذا في الصين وأخذوا أسوأ مافي النظم الإشتراكية الشمولية. وكان خطأ عدم وجود التعدد وحتي الدول التي أخذت بهذا الوضع تراجعت فيما بعد عنه –موزنبيق وأثيوبيا- وفكرة المسك بالسلطة ثم فرض التغيير من أعلي فكرة سيئة والسوفييت علاقتهم بالحزب الشيوعي السوداني لم تكن جيدة حينها.





السيدة الأستاذة ثريا الشيخ، شوقي بدري، محمد محجوب عثمان ، خالد الحاج


سودانيات : ممكن تدينا فكرة عن تنظيم الزنوج الأحرار ؟

عندما يفتح باب الإنقلابات بتلاقي في مجموعات شغالة لإحداث تغيير في السلطة وديل –الزنوج الأحرار- كانوا مدللين من مايو في سلاح المدرعات نسبة لدورهم في خورعمر والتحرك في مايو 1969 وكانت فكرهم حينما تحركوا في يوليو هي ضرب هاشم العطا ومجموعته والإستيلاء علي السلطة وبعد ضرب القصر وبيت الضيافة توجه حينها صلاح عبد العال مبروك للإذاعة لعمل بيان الإنقلاب ، وفي فترة طويلة كانوا فارضيين آراءهم علي الجيش ورفضوا تعيين محمد عبد الحليم قائد للجيش. وحينما وجدوا أن نميري خرج سليمآ من القصر إدعوا أنهم جاءوا لتخليصه وإعادة مايو.

سودانيات : هناك الكثير الذي ذكر فيما يتعلق بالأيام الأخيرة للشهيد عبد الخالق محجوب وذهب البعض للقول بأن الرفاق خذلوه وأنه لم يكن يثق كثيرآ في من هم حوله. كما ذكرت بعض الأقوال بأنه تعرض لضغط من أب شيبة للموافقة علي تنفيذ فكرة الإنقلاب. وذهبت بعض الأقوال لدرجة إتهام أب شيبة بالتعاون مع الأميركان وفي بعضها أنه كان متعاون مع نميري للقضاء علي الشيوعيين ؟

كتبت مقالة في الأيام السابقة عن عبد الخلق بمناسبة ذكري 19 يوليو في صحيفة "الأيام" وأنا بكتب في كتيب عنه . وفيما يتعلق بعمله الحزبي لازم يكون في تكليف من الحزب واللجنة المركزية ونضع كل الوثائق علي التربيزة ونكتب عن عبد الخالق بصورة سياسية وأنا إستبعدت الحكاية دي لذا سأكتب عن عبد الخالق إجتماعيآ بمعني تقديمه للأجيال الجديدة فالكثيرون من الأجيال الجديدة لا يعرفون عن عبد الخالق إلا ما ذكرته سلطات مايو وسأقوم بالكتابة عن من هو عبد الخالق من أين جاء ما هي مواقفه وفكره .
فيما يتعلق بي أب شيبة فأب شيبة رجل شيوعي ذكي ومناضل وحكاية إنو كان متعاون مع نميري هذه فكرة فطيرة وأنا أعتقد أنه كان من ألد أعداء نميري ، هو مختلف عن هاشم وقد نقبل أن يقال أنه قدم نصيحة لهاشم بالتخلص منهم لكن تبعيته لجهة معينة هذا كلام غير صحيح خطأ وعيب . ويكفي أنه هو وعبد المنعم محمد أحمد الذين قاموا بالحركة في 19 يوليو 1971 . أذكر أنه حينما إعتقلوا مزمل وكان ناسنا مخترقين للتنظيم المايوي وأحرار مايو وكانوا بيجيبوا لينا أخبار التنظيم . مزمل كان ماشي خشم القربة وقالوا أنه ماشي عشان يقابل زين العابدين الهندي "المعارضة الوطنية" وقالوا أن الزول ده ممكن يكون مزروع ولما إعتقلوه جابوه القصر الجمهوري أب شيبة قال ليهم ده ما سجن وأنا ما سجان ولو إعتقلتوه هنا أنا ما داير مخابرات عسكرية ولا أمن وكان غرضو إبعاد الأمن والمخابرات من القصر. الحزب نفسو دخل الحركة وكان منقسم ولو نظرنا للوضع القيادي بتاع الحزب حينها ما كان بيخلو من العناصر المنقسمة وكانوا موجودين داخل الحزب وبيعتقدوا بصحة التأييد لمايو وكانوا (have hart) وحقيقي الزول الوحيد الكان عارف مكان عبد الخالق هو صلاح مازري كما ذكر اللواء كسباوي "ماعارفو جاب الكلام ده من وين" وده كلام صحيح إنو كان بيشتغل مع الزملاء لكن لا يذهب معهم لأن الحزب كان مخترق ، وأذكر أنه كان بيرسل كلام وكان بعض الكلام كتابة وكان بيصل لي نقد وعبد الخالق كان حريص علي وضع نقد في حالة معرفة بالحاصل .

سودانيات : أثيرت مسألة وجود وصية مكتوبة من عبد الخالق وهناك من ذكر أن هذه الوصية سلمت لنقد
ما هي حقيقة وجود وصية وهل هي وصية تتعلق بالحزب أم وصية أسرية وهل سلمت لكم؟

ما أعرفه هنا أني كنت في الخارج بر البلد في براغ وجاءني واحد من الزملاء -الزميل عبد المجيد شكاك- وقال لي في كلام تركه لك عبد الخالق وأن الناس في الخرطوم بيسألوك هل ممن يطلعوا عليه؟ قلت ليهو مافي مانع. ولم أجد بعدها فرصة للسؤال عن ماهية هذا الكلام المتروك لي . من ناحية أخري أعلم أن طه الكد كتب كراسة وهو كان ملازم لعبد الخالق في أيامه الأخيرة تتعلق المحتويات بوضع عبد الخالق إلي حين إعتقاله وقد سلمها طه للحزب. و الواحد لو حب يسأل ممكن يسأل عن إنطباعاتو ، كذلك كانت ثريا معه في أيامه الأخيرة "إبنة خالة الشهيد عبد الخالق وزوجة محمد محجوب عثمان" .


سودانيات : هل خذل الزملاء الشهيد عبد الخالق ؟ أي أنهم توانوا عن حمايته وتأمين حياته عندما كان مطلوب من سلطات نميري؟

محمد محجوب عثمان : والله لو رجعت لي كلام نقد في الوثيقة المتعلقة ب 19 يوليو التي أصدرها الحزب تجد أنه ذكر (كان بإمكاننا حماية عبد الخالق ولم نفعل) وواضح إنو كان في تقصير في التأمين وده سؤال كبير حزب بيشتغل طوال عمره في سرية يفشل في تأمين سكرتيره العام؟ وواضح إنو كان في تقصير.





سودانيات : هل يمكن تشبيه ماحدث للشهيد عبد الخالق بما حدث لمحمد إبراهيم نقد مؤخرآ ؟

نقد وعلي حسب رواية شخص أثق فيه وشي به جار له في نفس لمبني "جبهجي" مدرس قام بالتبليغ أن شخص يسكن العمارة لا يخرج إلا ليلآ وده كان مدخل ناس الأمن لمعرفة مكان نقد. وقولهم أنهم ما كانوا عايزينو وأنهم كان يعرفون مكانه مجرد زعم عايزين يغطوا بيه ضعفهم وده كلام ما بيدخل العقل ، ومؤكد لما يعتقلوه هم ما زي لما نقد يظهر براه. وقام صلاح بعمل التمثيلية وأطلقوا سراح نقد فقط ليعطوا الإنطباع أنهم كانوا عارفين مكانه وأنه غير مطلوب لهم . والمهم في الموضوع أن نقد نجح أن يكون بعيدآ عن أيديهم 15 سنة وقام بدوه وقد يكون هناك إسترخاء ولكن الأكيد أن ما حدث هزيمة للأمن.

سودانيات : ماهي حقيقة أن الروس كانوا غير راضيين عن عبد الخالق وحقيقة الزعم أنهم كانوا يبحثون عن بديل ليحل محله حسب رواية اللواء كسباوي؟

قرأت إفادة كسباوي وأنا لا أعرف عن الطاهر عبد الباسط سوي أنو منقسم وأنو كان عضو مكتب سياسي وكان تعيين الإنقساميين يتم عن طريق الإذاعة وعينوه مدير للبنك الصناعي وفضل الوظيفة علي أن يكون عضو مكتب سياسي بالحزب. والروس إستفادوا من الحكاية ضربوا مثل للشيوعيين السوريين وقالوا ليهم أخدوا العبرة من الحزب الشيوعي السوداني "كرنكوف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الروسي" وعمومآ كانت هناك إشارات أن الروس ينون إبعاد عبد الخالق إلي منصب فكري دولي وإحلال شخص مكانه كسكرتير للحزب الشيوعي السوداني.

سودانيات : كلمة أخيرة ؟

محمد محجوب عثمان : هذا شعور جميل أن أتعرف عليك وهو شعور صادق كوننا أهل وده بيذكرني بحادثة ، كنت في الفاشر حينما توفي والدي عليه الرحمة وقال لي قائدي حينها أحمد العطا –عم هاشم العطا- : أمش عزي أخوانك فالشايقي لا يضام وكان الرجل حزب شعب ديمقراطي وكان يسبق الحماية علي هاشم ورفاقه ويجيب ليهم الأخبار وبيساعدهم.

Post: #116
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-06-2009, 00:17 AM
Parent: #115

السيدة على الصورة (التى يظهر فيها نميرى وهو يعرض كشف حكومة يوليو على الاستاذ عبدالخالق بخط يده ) هى مريم روبين وهى صحفية من مجلة المصور المصريه وقد شوهدت بجانبه فى عدة صور وهو يستجوب ضباط يوليو ...

ويقال انها سألته فى احد لقاءتها معه عما اذا كان يحب القراءة فذكر لها انه يقرأ عدة كتب فى آن واحد فسألته عما يعنيه فقال انه يقرأ شويه (فصلاً) فى كل كتاب

(يا للنباهة وغزارة الفكر والاطلاع) ....

سبحانك اللهم لا اله إلا إنا كنا من الظالمين

Post: #117
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-06-2009, 00:54 AM
Parent: #116

كتب سالم احمد سالم من باريس عن روبين هذه الكلمات :

Quote: لعل البعض يذكر الصحافية المصرية مريم روبين التي كانت تجلس بصفة دائمة في مكتب رئيس الحكومة العسكرية الثانية (نميرى)أثناء أحداث 19 يوليو1971. فقد نشرت الصحف والمجلات صور روبين وهي تجلس إلى جانب رئيس الحكومة العسكرية الثانية جعفر محمد نميري أثناء مطالعته وتوقيعه أحكام الإعدام التي طالت العسكريين والمدنيين. لا الزمان ولا المكان كانا يسمحان بوجود صحافي بصورة دائمة أو غير دائمة داخل مكتب رئيس حكومة. وحتى إذا قلنا أن ذلك الجو المشبع بالتوتر وروائح الدماء والبارود هو الجو المناسب للصحافي، تظل دائما تلك المسافة التي يضربها الرؤساء بينهم وبين الصحافيين وإن كانت بينهم حميمية كالتي ربطت محمد حسنين هيكل وجمال عبد الناصر. فللحكومات أسرارها، ومكتب رئيس أي حكومة هو معقل الأسرار الوطنية. فالرئيس، أيا كان، يتلقى الاتصالات الحساسة ويناقش ويوقع على قرارات بالغة الأهمية لا يطلع عليها حتى زوجته وأفراد أسرته. وإذا افترضنا في سذاجة متناهية أن (المهمة) صحافية، فمن باب أولى أن يكون الصحافي أو الصحافية سودانيا لا أجنبيا!.

أفضنا في الحلقات السابقة من هذا السياق أن أطقم المخابرات المصرية المدعومة أميريكيا تدفقت على السودان بعد سويعات قليلة من فشل المحاولة الانقلابية لهدف أساسي هو (تأمين) استمرارية رئيس الحكومة العسكرية الثانية. وعليه سوف نكون على درجة عالية من الغباء إذا سألنا بعد ذلك من تكون مريم روبين أو الجهة التي فرضت تواجدها لصق رئيس تلك الحكومة بدوام كامل خلال ظرف مفرط الحساسية. فقد عرف الناس بعد ذلك أن روبين كانت حلقة الاتصال مع الأجهزة المصرية.

عملت روبين ومن كان حولها في اتجاهين متسقين. أولا رصد كل كبيرة وصغيرة من أسرار السودان بصفة عامة، ثم إطلاع القاهرة عما إذا كانت الأحكام التي تصدرها محاكم قاعدة الشجرة العسكرية تسير وفق الوجهة المصرية الأميريكية. وثانيا نقل التوجيهات إلى رئيس الحكومة العسكرية وتلقينه بتقارير مختلقة ومخاطر لا وجود لها تزيد من مخاوفه ليندفع من تلقاء نفسه في الطريق المرسوم له بدقة!.. طريق التصفيات الجسدية والتشريد. وبذلك تم إحكام السيطرة عليه من على بعد بضع سنتيمترات!. وبعد تلك الأحداث بسنوات وهدوء الأحوال كشف العارفون بدقائق تلك الساعات الحرجة أن روبين كانت السبب في تبديل أحكام السجن على بعض المدنيين إلى أحكام بالإعدام بموجب الردود التي كانت ترد عبر قناة الاتصال المفتوحة من واشنطن إلى القاهرة إلى القصر الجمهوري في الخرطوم. وبناء عليه رفض جعفر نميري التوقيع على أحكام السجن وأعاد ملفات الأحكام مرة أخرى وطلب من المحاكم (رفع) الحكم إلى الإعدام. وبذلك سجل رئيس الحكومة العسكرية الثانية سابقة غير مسبوقة. فقد درج العرف العالمي أن يخفف الرؤساء من الأحكام لا العكس!

كانت المحاور الأساسية لعملية (تأمين الرئيس) هي: أولا توجيه ضربة مميتة للتيارات الوطنية السياسية السودانية عن طريق الإعدامات والسجون وإشاعة الإرهاب. وقد نجم عن ذلك عدم تبلور أحزاب أو تيارات سياسية برامجية مؤهلة لقيادة النهضة التي يأمل فيها الشعب السوداني. وبالمقابل سيطرت الأحزاب الطائفية والعقائدية وتراجعت الآلية الديمقراطية. ثانيا تشريد الكفاءات السودانية حاملة الوعي الوطني في التطوير الاقتصادي والاجتماعي، ومن ثم استولى الجهل الوصولي على مواقع الإدارة في المؤسسات والوزارات. وبديهي أن ينتهي كل ذلك إلى تكسير هياكل الاقتصاد السوداني وانحطاط النمو الاقتصادي التقليدي وظهور بواكير هذا الواقع الاقتصادي المرير. وهكذا تم استكمال التبعية والارتهان. وبكل القرائن فقد سجلت تلك الحقبة أول تدخل أجنبي عسكري مباشر في السودان.

وفي إطار خطة (تأمين الرئيس) فقد شملت التصفيات أعضاء ما كان يعرف بمجلس قيادة الثورة بإحالتهم للتقاعد وقطع علاقتهم بالجيش خشية إقدامهم على تنحية الرئيس ضمن موجة (الثورات التصحيحية) التي انتشرت في الأقطار العربية. والواقع أن رئيس الحكومة العسكرية الثانية كان على هواجس من الشك تجاه أولئك الضباط باعتبار أنهم كانوا العنصر المتبقي القادر على تنحيته، فكان يباغتهم في مجالسهم الخاصة ويتهمهم بالتخطيط لإطاحته. لذلك فإن قرار تنحيتهم تماهى مع رغبته. ويبدو أن تنحية رفقاء الانقلابات دخلت التراث السوداني. فقد طبقتها الحكومة العسكرية الثالثة الراهنة!.

السودانيون ينفرون، بحكم تجاربهم، من أي تواجد أجنبي مباشر له صفة عسكرية أو بوليسية. لذلك قوبل الانتشار المصري بامتعاض عام، فبات في حكم المستحيل أن تستمر المخابرات المصرية في أداء مهمة (تأمين الرئيس) على تلك الصورة المباشرة المكشوفة. إذن كان لابد من جهاز يتشكل من عناصر محلية يكون بمثابة الواجهة المحلية في أداء المهمة.. مهمة تأمين الرئيس. لكن لم تكن للسودانيين تجربة في مضمار المخابرات، وأقصى ما عرفوه في تلك الفترة لا يتجاوز حدود (البوليس السّري) الذي لم يكن يخفي هويته حسب التقاليد السودانية آنذاك... وكان الناس يرددون نكتة الرجل الذي كتب على باب منزله "منزل البوليس السرّي فلان الفلاني"!. على تلك الأرض البكر تم تكوين جهاز الأمن القومي كنسخة طبق الأصل عن جهاز الأمن القومي المصري. فقد تم اختيار أطقم الجهاز السوداني بعناية من بين أوساط الموظفين والعاملين في الدوائر والوزارات والقوات النظامية والشركات والمؤسسات والصحف والجامعات والمهن الأخرى. كما تم تعيين المئات من العاطلين عن العمل والذين لا يحملون مؤهلات وإلحاقهم بالعمل في مؤسسات البلاد. أسلوب العمل كان أيضا على الطريقة المصرية، طريقة ازدواجية البطاقتين الأمنية والمهنية. فقد كان على كل واحد من هؤلاء أن يعمل في نطاق دائرة عمله، أي أن يكتب التقارير عن زملائه ونشاطاتهم ويرفعها إلى إدارة (الجهاز) التي كانت تأخذ بما ورد في التقارير دون مفاصلة. ثم قام تحالف تلقائي بين الموظفين المخبرين وبين محدودي الكفاءة. وهكذا ساد الشك بين الأقربين واستشرت التقارير الكيدية والملفقة وتصفية الحسابات الشخصية والتشفي والحسد المهني التي أدت إلى تصفية مئات آلاف الكفاءات السودانية، فاستحوذ الوصوليون والأقل كفاءة على مقاليد إدارة مرافق البلاد، وإن بقي بعض أصحاب الكفاءات هنا وهناك سواء بفقه الضرورة أو بسبب غفلة من كتبة التقارير وحملة الأختام.

من سوء بخت السودان أن جهاز الأمن تم تكوينه في زمن حكم شمولي الأمر الذي أوقعه في جملة من الأخطاء التأسيسية. من ذلك أن مفهوم الأمن أصبح وإلى اليوم هو أمن الحكومة وليس أمن الوطن والمواطن. وبسبب هذا المفهوم صار المواطن هو المستهدف وليس أي قوة خارجية. كذلك لم يتم تكوينه كجهاز مستقل قائم بذاته من حيث كوادره، بل اعتمد على ازدواجية البطاقة التي أشرنا إليها. كل هذه العوامل تفسر حالة النفور والبغضاء التي يكنها عموم الشعب السوداني لأجهزة الأمن بسبب العنت والظلم الذي تعرض له الشعب من أول لحظة تم تكوينه فيها. ففي ذلك الزمن الذي أتحدث عنه كان (أمن النظام) يعني إما أن يكون الشخص مع ثورة مايو أو ضد ثورة مايو. والمفاصلة بين (ضد) و(مع) تقوم على القول لا على الفعل. ذلك أن مجرد كلمة واحدة ينطق بها مواطن يكفي أن يفسرها أو يريد لها المخبر أن تقع في خانة (ضد) فتكون كافية لاعتقال أي بريء وإهانته وسجنه وطرده أو بالأحرى إخلاء وظيفته. وبرغم تصاعد وتيرة الاعتقالات والتعسف فقد استمر السودانيون في النقد والكلام!.

كان من الطبيعي أن تؤدي الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الحكومة العسكرية الثانية إلى تصاعد المعارضة الشعبية والتذمر العسكري. وتبعا لذلك قامت الحكومة بتضخيم أجهزتها الأمنية. وخلال السنوات الأخيرة من عمر تلك الحكومة أصبحت الأجهزة الأمنية موازيا للقوات المسلحة وتتفوق عليها من حيث الصلاحيات المطلقة. لذلك كانت الأجهزة الأمنية هي آخر المعاقل التي أسقطها الجيش.

ليس هدفنا من هذا السياق مجرد سرد الوقائع التاريخية، بقدرما أن نستفيد من تجارب التاريخ في إثراء الواقع وتصحيح المسارات. والأجهزة الأمنية هي في المنتهى أجهزة وطنية نثمن عاليا الدور الذي ينبغي أن تقوم به تجاه أمن الوطن والمواطن أمام القوى الخارجية.. وليس استهداف المواطن الذي ينبغي أن يتمتع بشرط الشخص الأولى بالرعاية والحماية والطمأنينة. والحكمة تقول أن السودان لا محالة خارج من شرنقة الشمولية إلى آفاق الديمقراطية وإن طال السفر!. والمرحلة الانتقالية الراهنة إن صدقت النوايا والأقوال تقتضي انتقال المؤسسات تدريجيا من الحالة الشمولية نحو ما يؤكد الفترة الانتقالية وبما يمهد صدقا للمرحلة القادمة. وعليه لابد من الآتي:

أولا: تنقيح الأجهزة الأمنية من مفاهيم الشمولية الأجنبية التي تأسس عليها. فالذي يصلح في مصر أو أي قطر آخر لا يصلح بالضرورة في السودان. سوف أعترف أن الحكومة الراهنة برغم شموليتها، إلا أنها سعت حثيثا للخروج من كنف ذلك التغلغل الأجنبي. وعلى الحكومة الراهنة أن تعي إن الضغوط الدولية الخارجية التي تتعرض لها ترمي في جزء عظيم منها إلى عودة التغلغل الأجنبي المصري. ما ذهبنا إليه في مجمل السياق لا يقدح في الأخوة وخصوصية العلاقة بين السودان ومصر، فالمصري شقيق لكنه أجنبي لأن ولاءه لمصر أولا. لذلك لابد من علاقة متكافئة وندّية، ومن واجب كل السوداني أن لا ينسى هذه المعادلة في كل علاقات السودان مع الأشقاء.

ثانيا: إلغاء ازدواجية البطاقة الأمنية والمهنية بتسريح جميع أطقم الأمن من حملة البطاقة المزدوجة من مهامهم الأمنية. ونشر أو تسريب قوائم أسماء جميع الذين تم تسريحهم مثلما تفعل المخابرات الأميريكية. إن حملة البطاقات المزدوجة بشر لهم نزواتهم وعداواتهم المهنية، وتقاريرهم مجروحة وشهادتهم منكولة برغم غليظ القسم. إذ يكفي أنهم أسهموا في تشريد مئات آلاف الكفاءات الوطنية.. وأنا بذلك شاهد عصر!.

ثالثا: فتح جميع الملفات الأمنية القديمة أمام أصحابها للأسباب التي ذكرنا، ومنح كل مواطن سوداني حقه الدستوري المشروع في قراءة ملفه الأمني، ومواجهته بكل ما كتب عنه لتثبيته أو تفنيده. فالذي يقوم على باطل يظل باطلا ومضللا للحق والعدل والدين.

رابعا: إجراء مواجهات صريحة بين المواطنين وبين المخبرين الذين كتبوا التقارير على غرار المواجهات التي جرت في جنوب أفريقيا بعد تصفية الحكومة العنصرية. مثل هذه المواجهات من شأنها تصفية النفوس وتصحيح الأخطاء وإشاعة الطمأنينة لدى المواطن وإقامة العلاقة بين المواطن والأجهزة الأمنية على قاعدة التعاون لحماية أمن الوطن وليس الخوف والبغضاء.

في هذه الجزئية أوجه النداء الحار إلى شريكي نيفاشا والأحزاب السودانية ومنظمات العمل المدني إلى أخذ هذه المقترحات خطوة إلى الأمام.

وبعد
إن ازدواجية البطاقة تعيدنا إلى أول حلقة من هذا السياق فنربط بداية الحلقات بنهاية حبلها هذه الحلقة فتكتمل الدائرة وفي النفس شيء من حتى!. ازدواجية البطاقة تضع يدنا على ذلك التماهي غير المسبوق الذي كان قائما بين أجهزة أمن الحكومة العسكرية الثانية وبين بعض العاملين في قطاع الصحافة. ليس مجرد تماهي، بل تداخل وازدواجية في البطاقات تم استغلالها في خدمة المآرب الشخصية وإلحاق الأذى بالأبرياء وفي تصفية الكفاءات الوطنية وتصفية الحسابات الشخصية. لست وحدي من تعرض لتقارير كيدية مهنية من قبل حملة البطاقات المزدوجة أو تقارير أجهزة أجنبية اعتمدتها حكومة يفترض أن تكون سودانية في ذلك الزمن الصديد. نظرة فاحصة واحدة كافية شاهدة أن السودان قد خسر جل خبراته في التخصصات كافة بسبب الكيد والدس.. الفرد يستطيع أن يعالج أوضاعه الخاصة ربما بأحسن مما كان عليه بعون من ربّه.. ويبقى الوطن هو الخاسر الأكبر. ومسك الختام قول الحق:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُِ} سورة الحج الآية 73

سالم أحمد سالم
باريس

Post: #118
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-07-2009, 09:42 PM
Parent: #117

الاخ عمر الفاروق الشيخ
لك الشكر أجزله على الصور أعلاه والتى قام الصحفيون بمجلة المصور المصريه بالتقاطها فى تلك الايام حسبما يظهر على بعضها وللاسف يظهر المقال المصاحب للصور وهو مثقل بالاخطاء

لماذا لم تقم باعلان اسماء من ظهروا عليها..؟؟

Post: #119
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-09-2009, 11:31 PM
Parent: #118

الرائد عبدالقادر احمد محمد من معتقلى بيت الضيافه وكان من المتهورين ومعروف باسم جنى يروى ما حدث فى بيت الضيافه عصر الخميس 22 يوليو 1971 وهو من أبطال العودة (؟؟)...
Quote: ونحن قاعدين يوم الخميس العصر سمعنا صوت دبابات والضرب وصوت الدبابات واضح أنها دبابات اللواء الثاني ولما اقترب الصوت قلت ليهم ديل دباباتي وبدون ما نشعر انفتحت النيران على الأوضة وأول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي وبطبيعة الحال كنا راقدين على الأرض لأنه كان في سرير واحد وباب الحمام كان فاتح ، دخلنا حسن أبونا وأنا وبسرعة قفلنا الباب.
وبعد شوية سمعنا صوت الباب فتح وأنه في طلقات واحدة... واحدة... مما يدل ان الضرب كان على الجثث حتى يتأكدوا أنهم ماتوا... وبعد شويه الدبابة جات داخله جوه قصر الضيافة وسمعت أصوات ناس وعرفتهم ناسي بتاعين اللواء الثاني وجاء اسعاف خليته يشيل الجثث وسألت البلك أمين فقال لي رسلنا دبابات للقصر وللقيادة العامة وللكتيبة جعفر وشمبات والإذاعة ، فركبت الدبابة واتجهت للقيادة العامة كردنت الرئاسة وناديت واحد ملازم كان جوه وقلت ليه عندك خمس دقائق إذا ما كل واحد يسلم نفسه عندي العذر لضرب القيادة ، ودخل الملازم وجاء بعد شويه ومعاه عساكر وطبعاً كلهم ناس مضللين وما بعرفوا حاجة عن الشيوعية.. وسلموا سلاحهم.... وبعد كده دخلت الرئاسة وكانت في بعض المقاومات وابتدأنا نزيل فيها الي ان وصلنا الهانقر بتاع الدبابات وهناك حصلني الرائد عدلي بدبابة.


هذا الضابط ظهر فى القصر الجمهورى مع الملازم صديق عبدالعزيز (البطل الثانى للعودة؟)وفى القيادة العامه أيضاً من بعد كما ذكر الاثنان فى افادتيهما وهذا يعنى أن ضرب المعتقلين ببيت الضيافه تم فى البدء قبل القصر والقيادة والقوات التى كانت تتحرك باتجاه القصر على شارع النيل وشارع الجامعه هى قوات حماد الاحيمر من شارع الجامعه والمقدم يعقوب اسماعيل من شارع النيل اما الملازم صديق فمن شارع القصر وأن الحرس ببيت الضيافه لم يكن موجوداً (بدليل خروج اثنين من المعتقلين للقاء المدرعات وضعف احتمال مقاومة جماعة بتسليح بنادق ج 3 لمدرعات ضاربه) كما شهد بذلك (وراينا لاحقاً على الصور بالصحف)الشاهد الذى كان يقف فى دار العمال المواجه لبيت الضيافه وقمندان الشرطه (فاروق هلال )الذى كان يقف بمتحف السودان الطبيعى ومعه الخضرجى بُر كما أسلفت (شاهدت رجلا يخرج بملابسه الداخليه حصدته الدبابة التى كانت تقف خارج البيت وخرج ثانٍ وحصدته الدبابه أيضاً) هذه الافادة تطابق شهادة الرائد عبدالقادر من داخل البيت والذى ذكر انهم تعرفوا على مدرعاتهم( T-55 ) القادمه من الشجرة مما دفع بالمعتقلين الاول والثانى بالملابس الداخليه للاندفاع نحو المدرعات الجاثمه امام البيت ولكن يبقى السؤال لماذا لم يتعرف المدفعجى والطاقم الداخلى على الخارجين(وهذا يدل على أنهم لا ينتمون للواء الثانى أو غيره من مدرعات الشجرة او تعرفوا عليهم وقصدوا ابادتهم) وللاحتمالين مايدعمهم من شهادات ...

وبعد أقل من ساعتين من الحدث يتم إذاعة اسماء الشهداء والحدث مباشرةً عقب بيان نميرى المعروف ببيان العوده (لاحظ الأولويات اللوجستيه للدور الاعلامى بغرض التعبئه)

Post: #120
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-14-2009, 00:40 AM
Parent: #119

والاحتمال الثانى الذى دفع بالضباط المعتقلين للهروب بملابس داخليه (وليس الخروج) كان الغرض منه الاحتماء بالقوة المدرعه الجاثمه خارج بيت الضيافة والتى تعرفوا على طاقمها الراجل (وليس المدفعجية بداخلها) والتى كانت فى واقع الأمر تقوم بتغطية العملية من الخارج (بدليل أن الضرب بدأ من الخارج بالمدرعات لاحداث الصدمه الاولى وأصابت أول مجموعه رأس العقيد حمودى وسقط جزء من السقف على رأسه واستشهد على الفور )....

أهم شهادة فى تقديرى الشخصى كانت لأحد أكبر ضباط العودة (شهادة مباشرة) والتى أكدت لى أن القوات المدرعه عندما وصلت لبيت الضيافه لم تجد أى أثر لجماعة الحراسة!!!!

ويبقى بذلك ترتيب الاحداث من الناحية الزمنيه واضحاً...

Post: #121
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-21-2009, 01:38 PM
Parent: #120

الاخ عمر الفاروق الصور التى قمت بعرضها لم توضح من عليها نرجو الافادة مع الشكر
لك الود والتحية

Post: #122
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: حسن الجزولي
Date: 05-21-2009, 05:31 PM
Parent: #121

البوست موفق جداً ياسوركتي
نأمل منه في إعادة قراءات واضاءات موضوعية رصينة
لآحداث خطيرة في مسار السودان والسودانيين ..
كنا نأمل من شهود العيان.. أن يساهموا - بعد أن يحكموا
ضمائرهم - ويدلون بما يعلمون! ..
ولكن يبدو أن الذي في يده القلم لا يكتب لنفسه أنه ( كان شقياً)
ولذلك فقد آثروا الصمت ,, ولكن شمس الحقيقة لا يحجبها اصبع!
أتمنى أن نتساعد في التعرف على شخصيات الضباط الموقوفين في الصور
المرفقة
مع تحياتي لمساهمات المتداخلين في بوستك الرائع

Post: #123
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-23-2009, 10:17 PM
Parent: #122

ذكر نميرى فى مقابلة صحفيه قبل سنوات قليلة ان المرحوم الرائد هاشم العطا دخل عليه فى معتقله بالقصر وحاول أن يرهبه بالتلويح بطبنجه فى وجهه !!!
وفى مقابلة تلفزيونيه سابقة (مع قناة ابوظبى فى برنامج بين زمنين) انكر بصورة مخجلة أى دور لمصر أو رئيسها الراحل السادات أو لليبيا وقذافيها فى مساندته وكانت كذبة مغرضة ومخجلة أثبتت بدون شك أن العملية ومنذ بدايتها وهو على علم تام بها ومساعده ابوالقاسم يتابع كل التحركات ويشارك فى الاجتماعات التحضيرية للحركة التصحيحية بل ويحاول فى معتقله بالقصر اللعب على الحبل الاقوى فى تلك الايام الثلاث ...كانت عملية مدبرة قُصد منها النيل من هذا التنظيم الاقوى فى المنطقة العربيه فى ذلك الوقت ....

Quote: يحدثني شقيق هاشم العطا أن (هاشم) جاء الي أسرته في اليوم الثاني للانقلاب فسألوه عن الأخبار التي تناقلها الشارع بأنهم أعدموا نميري وزملاءه قال لهم إني قادم الآن من زيارتهم في القصر الجمهوري وأنهم سيتحفظون عليهم يوم السبت في منازلهم تماما كما فعلوا بنا ويواصل هاشم الحديث: وعندما دخلت علي جعفر في غرفته قال لي: معقول يا هاشم جيت لزيارتي؟؟ قال له: نعم قال نميري: عاوزين تعملوا فينا شنو؟ قال له هاشم كل خير .. وهل أنت محتاج لأي حاجة؟ قال نميري والله يا هاشم قلقان محتاج لي لقزازة شري!! قال هاشم : ما هي دي المصائب الخلتك تتصرف بدون عقل وأدرت ظهرك للشعارات التي رفعناها والبرنامج الذي وضعناه لتحسين حياة المواطنين من أجل التنمية والتقدم الاجتماعي وتنكرت لكل ما جاء في البيانات الأولى التي دفعت المواطنين لتأييد الثورة وحمايتها.
وخرج هاشم ليأمر القائمين علي أمر المرطبات والمشروبات بإخلاء الخمور الموجودة في القصر وإعادتها إلى قسم المرطبات. شهد بذلك عمال القصر والمرطبات الذين تم اعتقالهم وأضافوا أنه أحضر للرائد أبو القاسم هاشم أقراص السكري بعد أن طمأن أسرته وأكد لهم أنه سيعود إلى المنزل يوم السبت القادم أي بعد ثلاثة أيام فقط من تاريخ الانقلاب. وعند لقائه بالرائد أبو القاسم محمد إبراهيم قال أبو القاسم: أنت عارف أنا معاكم وخلي مجلس الثورة يعرف هذه الحقيقة، رد عليه هاشم: سأبلغ المجلس بذلك، وكان أكثر المعتقلين إنهياراً وفزعاً.. وعندما فشل إنقلاب هاشم العطا كان أبو القاسم في الشجرة وحشاً جباناً قاسياً وراح يضرب الشفيع أحمد الشيخ ويركله برجله حتى أدمى وجهه وظهره ووأشك أن يودي بحياته. وفعل كذلك خالد حسن عباس بالشهيد بابكر النور حيث صفعه في وجهه وحينما سأله الصحفي عن تلك الواقعة أنكرها ولكن الصورة فضحت كذبه. سألنا المعتقلين الذين كانوا يشرفون على خدمات نميري وأعضاء مجلس الثورة في القصر هل صحيح كما زعم نميري أنهم حـــرموه من ذهابه للحمام؟ فقال أحدهم ساخراً: هو ساب حاجة عشــــان يروح الحمام؟ ما خلاص كان أكتفى بالغرفة التي كان بها.


منقول عن خليل الياس فى كتابه (كوبر هاجن)



Post: #124
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-23-2009, 11:55 PM
Parent: #123

وعن برنامجهم التصحيحى ...

أعلن الرائد هاشم العطا رحمه الله فى بيانه الأول عبر الاذاعه والتلفزيون :-

إن جماهير الشعب كانت تخوض صراعاً عميقاً وقوياً ضد الرجعية المتحالفه اعتقالاً لتطور البلاد فى شكل جمهورية رئاسيه الامر الذى أورثنا التخلف ...,ان جماهير اكتوبر ظلت تناضل وتجمع قواها ناشدة التغيير وفق مبادئ اكتوبر فى كل المجالات السياسي منها والاقتصادى فى سبيل نشر ألوية الديمقراطيه الجديدة وقفل الطريق امام الرجعية والاستعمار ...انطلاقاً من هذا تجاوبت الجماهير مع حركة 25 مايو لأن الحركة قدمت نفسها باسم الضباط الاحرار رغم انها تمت خلف ظهورهم وقد وقفت معها الجماهير على أمل حماية البلاد ولإشراك القوى الديمقراطية الحادبة وللبعد عن الدكتاتورية العسكرية او تشويه دور الجيش الوطنى فى المحافظه على وحدة التراب السودانى وضد العدوان الصهيونى فى قنال السويس ...
إن حركة 25 مايو ظهر تسلطها وبدأت التناقض والتخبط فى خط سيرها يوم فى اليمين ويوم فى اليسار ويوم بلا إتجاه محدد رغم أنها وعدت بسلطة الجماهير تحت اشراف مجلس الثورة ومجلس الوزراء ولكنها جردت الوزراء من الصلاحيات فانهار مجلس الوزراء وكذلك مجلس الثورة واصبح رئيس المجلس يتخذ أخطر القرارات منفرداً حتى إنحدر الوضع فى شكل جمهورية رئاسيه دكتاتوريه تُحكم بواسطة أجهزة الأمن القومى رافضة لمشاركة الجماهير وشوهت مضامين اكتوبر ورفضت قيام جبهة ديمقراطية وبدلاً من توفير الحريات السياسية شرعت فى تشوية الشعارات الديمقراطيه وبدلتها بالجاسوسيه والدكتاتوريه والارهاب ...
إن الديمقراطيه التى يستدعيها الشعب ويصونها شرط لا بديل له وهذه حقيقة فى تاريخ شعبنا العامر بالنضال ..
إننا فى القوات المسلحة نعدكم بنظام سياسى يشرك الجماهير فى المسائل كبيرها وصغيرها ومن اليوم ستكون السلطة ممثلةً فى تنظيمات الجماهير والشخصيات التى قلبها على السودان سنستند على ماضى الشعب الأصيل وعلى القضاء العادل النزيه وسنعمل لكى يباشر الشعب حريته ويتحرر من الاقطاع الزراعى والحيوانى وفى الجنوب حيث سلكت الطغمة المبادة طريق المناورات سنعمل على ان يقوم الحكم الذاتى على اكتاف المواطنين المخلصين بعد ان احتضنت الطغمة المبادة الانفصاليين وهذه جريمة لا تغفر لهم
ان الوضع الاقتصادى ظل محور صراع منذ الاستقلال عام 56 وقد وعدت الطغمة المبادة لتوفير الفائض للخطة واحتمل الشعب الضرائب وعندما يراجع الحصيلة لا يجد غير قبضة من الهواء وقد ارتفعت تكاليف جهاز الدولة لحماية النظام والتمهيد للدكتاتوريه الرئاسية وكان الغلاء الذى يسحق الجماهير ونسفت خطة التنمية وضاعت فرصة الاستفادة من التعاون مع الدول الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتى العظيم...
إن الأخطاء تتطلب التصحيح الفورى باعادة التحالف للفئات الشعبيه وسنراجع كل الاخطاء التى وقعت فى حق القوى الشعبيه وسنطهر الصفوف من المفسدين والانتهازيين ونضمن فائضاً لتخفيف العبء عن الشعب ..
نعاهد جماهير الشعب على السير فى طريق الثورة الصناعيه والزراعيه ولانجاز خطط التنمية وتشجيع القطاع الخاص وتطبيق الاصلاح الزراعى والتشاور مع التحالف الديمقراطى الشعبى لتخفيف حدة الغلاء ..لقد وعدت الطغمة المبادة باصلاح الجيش وتراجعت عن اعلانها ونشرت الترقيات الاستثنائيه دون مراعاة للكفاءة وانخفضت الروح المعنوية للجيش وكان أخطر مافى الامر ان تلك الطغمة المبادة قد عملت على نشر الفرقه بين الشعب والجيش ...
لقد أدينا القسم للعمل بكل اخلاص لحماية أمل الشعب والجيش ووحدة ترابه وتجنب كل الاخطاء وسنمد يدنا للشباب المثقف واتحادات الشباب والطلاب ..
إن السودان يستطيع أن يلعب دوره فى العالم العربى والافريقى فى إطار استقلاله وسيادته الوطنية ومشاركة الثورتين العربيه والافريقية بلا وصاية ولا تبعية ...سيقدم السودان امكانيته للقضية العربيه ويحمى ظهر الشعب المصرى ويؤيد شعب فلسطين ويدعم حركات التحرر الافريقيه ويحترم ميثاق منظمة الوحدة الافريقيه ....

Post: #125
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Al-Mansour Jaafar
Date: 05-24-2009, 02:55 AM
Parent: #124

القارئي الكريم



لعناية الأستاذ سوركتي



الإحترام



السلام عليكم ورحمة الله




أحيي جهدكم الكبير من أجل تقصي بعض حقائق الحركة التصحيحية في يوليو 1971 وملابساتها



أولاً: لي إتجاه نظر لا يساوي الكثير في الخلاف الذي تم بين القوى الثورية ولكنه يميل لتبين ما قصرنا فيه وهذا الإتجاه في النظر ماثل في سبعة نقاط هي :

1- أن الصراع كان بين تيارين هما:1- تيار التقدم الشعبي عن طريق الإمساك بزمام السلطة وتغيير مستوى الخدمات الضرورية لحياة الناس التعليم والصحة إلخ و2- تيار التقدم الشعبي بالطريق البرلماني

2- تمحور التياران حول نفسيهما في المستويات العليا دون أن يمتلك الحزب القدرة الفعالة على التنسيق بينهما وذلك في وقت إلتبس فيه الصراع السياسي بالصراع الشخصي والعوامل الأسرية والقبيلية المواشجة له من ناحية داخلية مثلما إلتبس في الجهة الدوليةً بالصراع الداخلي للقوميين العرب ناصريين وبعثيين وساداتيين وبالإختلاف المنشفي والبلشفي في الإتحاد السوفييتي وحتى بالصراع السوفييتي الصيني.

3- برزت قوة التيارين ككتلة واحدة في إقصاء تيار الثورة من الريف ثم واصلا إنقسامهمامما أضعف التيارات الثلاثة.


4- أن عملية تولي بعض الضباط الأحرار للسلطة في 25 مايو 1969 كانت نتيجة حركة ثلاثة تيارات هي:

أ- تيار الحركة الجماهيرية والنقابية والإدارية والتعاونية ضد حلف الرأسمالية وشبه الإقطاع
ب- تيار الحركة الوطنية الديمقراطية في الجيش ضد الحرب في الجنوب والفوضى في الشمال
ج- تيار الأحزاب التقدمية ضد حلف الرجعية والإستعمارالماثل في الديكتاتورية المدنية

وأن إنقسام القوى العليا في الأحزاب والقوى التقدمية شتت هذه التيارات الثلاثة وسمح ببروز قيادة الأمر الواقع (De-Facto Leadership) لرئيس مجلس قيادة الثورة ثم تحوله من القيادة إلى التسلط فيما بعد((بشكل قريب لما حدث في الثورة الفرنسية حين تعرض تيار الكادحين والريف الثوري مع تياري البرجوازية المحافظ في المدينة والريف المحافظ وتصعيده نابليون ثم إنفراد الأخير بأمر الثورة حتى صار إمبراطوراً للجمهورية والبلاد الأوربية التي فتحها شمالاً وجنوبا.)


5- ذلك الإنقسام بين التيارات الثلاثة وذلك التفرد بالحكم وما واكبه من مظالم قاد من جديد في ظل التواشج بين الإستغلال الطبقي والتهميش الإقليمي إلى تفتح الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة العقيدالدكتور البطل الشهيد جون قرنق دي مابيور.

6- التباعد بين قيادة الحزب وقيادة الحركةالشعبية لتحرير السودان وتفضيل حزبنا للطريق البرلماني والليبرالي ولتقدم الحياة والمعاملات السودانية بنفس علاقات الإنتاج التي كرست الإستغلال والتهميش قاد إلى مزيد من الإنقسامات في صفوف القوتين وإلى سيطرة حلف الرجعية والإستعمار بقيادة المؤسسات الرأسمالية للإسلام السياسي.

7- المخرج الرئيس من هذه الأزمة هو تنسيق النضال بين القوى الثورية في الريف والقوى الثورية المدينة وفي داخل قطاع منهما وفق هذا الإتجاه الإستراتيجي في تنسيق أشكال النضال الشعبي وجمعها معاًفي نقاط متفق عليها بلا إقصاء أو وصايةلأجل تجفيف جذور الربا الطبقي والإقليمي في السودان.


هذا التقدير لا يقلل بطبيعة الأمور من البطولة والفدائية والجسارة والهاشمية والبسالة النضيرة التي واجهت بها القوى الشيوعية وسط الضباط الأحرار مهام التقدم الوطني الديمقراطي حيث قدمت أرواحها مشاعلاً لمستقبل حركة الشعب السوداني نحو الإشتراكية في السلطة والثروة.




-----------------------

ملحوظتان:
1- وضع جدول بأسماء ضباط يوليو مقسم إلى 3 أيام و72 ساعة إن أمكن يسجل به موقع كل ضابط في كل زمن

2- أعتقد بوجود نقص في بيان يوليو الواردأعلاه مثلاً في فقرة بسيطة منه تناولت رفض ما سمي "الترقيات الإستثنائية" سقطت بعدها عبارة ((إلا ماندر )) .





ولكم مع الود كل التقدير



Post: #126
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 05-27-2009, 10:22 PM
Parent: #125

قبل قليل كنت اتحدث مع الاخ الدكتور عميد (م)محجوب برير محمد نور وهو من رموز تلك الحقبه بالرغم من أنه لم يك حاضراً بالسودان فى يوليو 1971

وساوافيكم بتفاصيل اللقاء لاحقاً

Post: #127
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-01-2009, 11:50 PM
Parent: #126

يحكى العميد صديق حمد عن اعدام الهاموش فيقول :-

Quote: وقت المحاكمات كانت ساحة الشجرة عبارة عن ساحة حرب عسكريون في كل مكان وعسكريون في الاغلال وكل مجموعة من كبار الضباط يشكلون محكمة اشبه بوضعية كتاب العرضحالات وأحكام ميدانية ونميري يرتدي (لبس خمسة ) وهو الذي يصدق على الأحكام النهائية كل هذا اضفي على المحاكمات الصفة الارتجالية وربما هذا هو الذي دفع الذين يقولون انها ظالمة ليقولوا هذا .

انا شاهدت إعدام عدد من ضباط يوليو ويا للدهشة مما رأيت جميعهم استقبلوا الموت بشجاعة غريبة لدرجة انني وقفت مبهورا امام هذه الشجاعة السودانية النادرة وصحت وقتها بصوت اظن ان المقربين مني سمعوه قائلاً ( ديل السودانيين )وإليك جزءا من ضروب تلك الشجاعة التي لا تتكررإلا نادرا جداً.

وقفت وأنا اغالب نفسي حتى لا يصدر مني ما يعبر بالصوت العالي عن اعجابي بوقفة ذلك الفتى الأسمر طويل القامة وهو يقف في شموخه ورأسه لاعلى وسيجارة مشتعلة على شفتيه وهو يدفنها ويصرخ في العسكري الذي يوجه إليه السلاح لاعدامه اضرب صاح يا (مستجد) ارفع السلاح فوق لدرجة ان العسكري رجف والسلاح في يده من فرط قوة وثبات صوته وكان يتقدم نحوه بخطوات عسكرية وهو يدفن السجارة وحينما انطلق السلاح نحوه في عنف رفع يده لاعلى وهو مازال يدخن السجارة عاش السودان حراً مستقلا ونزل تدريجياً حتى خر على الارض وهو جلوس على ركبتيه قبل ان يهتف اخيراً عاش السودان حرا مستقلاً كان ذلك هو عبدالمنعم الهاموش القائد العسكري لانقلاب يوليو
واما الرائد بشير عبدالرازق كان يقف انتباه بكل ثبات وهم يطلقون عليه الرصاص ...
وكنت موجوداً ساعة احضروا الشفيع وكان يرتدي جلابية وحالته مزرية جدا.

المشهد الذي ظل بكل تفاصيله إمام وجهي هو مشهد عبدالخالق محجوب حينما أتوا به لمسكر الشجرة وكان يرتدي جلابية وموثق اليدين للخلف وكان يبدو عليه التعب الشديد كنت واقفا ومعي احمد عبدالحليم قائد المدرعات فسأل هو ده عبدالخالق فما كان من عبدالخالق محجوب الا وان نظر اليه شزراً وهو يقول (ايوه انا عبدالخالق ))فطلب منهم ان يأخذوه للمكتبة فلزة العسكري بعنف فطلبت منهم أن يأخذوه بالراحة .
آخر كلمات فاروق :
مازالت حتى هذه اللحظة كلمات فاروق حمد الله ترن في اذني وهم يأخذونه للدروة قال لي يبدو انك كنت محقاً ...
بعد هذا تم نقلي لدارفور إلى أن احلت للمعاش في 1975م وكانت مدة وجودي في دارفور هي اربعة أعوام وكنت قائد حامية نيالا هناك

Post: #128
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-11-2009, 05:42 PM
Parent: #127

الاخ حسن الجزولى ...لك التحية والود

أوافقك الرأى أن من بيده القلم لن يكتب نفسه شقياً ...
وقد عرفت من بعضهم (فى الامارات) أنهم اتفقوا قيما بينهم على عدم الادلاء بأى تصريحات وأن بعضهم يواجه تهديدات من الحزب الشيوعى قد تصل حد التصفيه ؟؟
ولعل أمر التهديدات فرية قصدوا منها تبرير صمتهم ...وعموماً إن كانت ساحتهم مبرأه من دماء هؤلاء الرجال لما آثروا الصمت حتى ذلك الوقت خاصة فيما يتعلق ببيت الضيافه ...

لنبدأ بالصور وهذه طبعاً صورة الاستاذ الشفيع أحمد الشيخ وكأنه يقول برفع يديه عالياً إننى برئ مما تفترون ...



Post: #129
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-13-2009, 07:46 PM
Parent: #128

اين بقية صور هذا البوست يا جماعة؟؟

Post: #130
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-19-2009, 06:14 PM
Parent: #129

أحمد حمروش الصحفى المخابراتى مبعوث السادات يرثى نميرى فى العربيه نت قائلاً :


Quote: شاءت الظروف أن أكون أول مصري يلتقي مع جعفر نميري رئيس جمهورية السودان الأسبق فور انتصار حركة‏25‏ مايو‏1969‏ التي قادها مع عدد من ضباط الجيش السوداني وذلك بتكليف من الرئيس جمال عبدالناصر الذي كان يحرص علي اقامة علاقات وثيقة بين الحكم في مصر والسودان‏.‏

وتكون في هذه الفترة تشكيل للضباط الأحرار السودانيين‏..‏ ولم يكن لهذا التنظيم اتجاه معين للاستيلاء علي السلطة‏..‏ ولكن الضباط شعروا أن لهم دورا ايجابيا‏,‏ وأنه لابد لهم أن ينظموا أنفسهم ليكونوا علي الأقل صمام أمان في المستقبل اذا انحرف القادة السياسيون عن الطريق القويم‏,‏ ولكن حكومات الاحزاب التقليدية التي تولت السلطة حاكمت بعض الضباط الأحرار‏,‏ وأحيل النقيب جعفر نميري الي الاستيداع‏,‏ وكانت هذه هي المرة الأولي التي يقدم فيها للتحقيق والمحاكمة‏,‏ وقامت عدة محاولات للانقلابات العسكرية ولكنها كانت غير ناجحة‏..‏ وخلال عام‏1961‏ أعيد احياء تنظيم الضباط الأحرار وصدرت مجلته السرية الأولي صوت القوات المسلحة وكانت هذه المجلة عاملا من أهم عوامل تجميع المناضلين في القوات المسلحة السودانية وربطهم بالقوي الوطنية التقدمية‏.‏


واستمر تنظيم الضباط الأحرار ينمو يوما بعد يوم‏,‏ ويزداد صلابة ووعيا‏,‏ حتي أسهم بدور بارز في اسقاط حكم الجنرال ابراهيم عبود عندما وقف بعض ضباط الجيش وفي طليعتهم الضباط الاحرار بقيادة بكباشي جعفر نميري ويوزباشي فاروق عثمان حمد الله‏,‏ يحاصرون قصر عبود في ثورة اكتوبر‏1964‏ ويجبرونه علي الاستقالة بعد تقديم مطالبهم في مذكرة وقعها‏60‏ ضابطا وعادت القوات المسلحة الي ثكناتها بعد انهيار ديكتاورية عبود والمجلس الأعلي وصدر منشور من الضباط الأحرار يقول‏:‏ ان الدوائر الرجعية تحاول أن تردد الاتهام للضباط الاحرار بأنهم يعملون لحساب مصر وهذه محاولة رخيصة لستر الحقيقة من ورائها الدوائر الرجعية أن تبرر موقفها في تصفية الجيش من العناصر الوطنية وفرض سيطرة العناصر الرجعية عليه‏.‏ وتمت حركة انتقالات للضباط الأحرار في الجيش السوداني‏..‏ نقل جعفر نميري الي غرب السودان وفاروق عثمان حمد الله الي جوبا‏.‏ ولكن ذلك لم يوقف تيار المد الثوري‏,‏ أو يعرقل وحدة التجمع التنظيمي‏..‏ بل العكس هو الصحيح اذ انه تكشف لبعض هؤلاء المناضلين مأساة الجيش السوداني‏.‏ ولم يكن تنظيم الضباط الاحرار منعزلا عن التنظيمات الشعبية‏..‏ كان حلقة الاتصال بين القوي الوطنية والتقدمية داخل الجيش وخارجه‏,‏ بابكر عوض الله رئيس القضاة الذي استقال احتجاجا علي تصرفات الحكومة ورفضها تنفيذ قرار المحكمة العليا الصادر بعدم قانونية تعديل الدستور‏.‏

بدأت صلة الضباط الاحرار مع بابكر عوض الله عقب ثورة اكتوبر‏1964‏ عندما شكلت لجنة من القضاة لتطهير الجيش ولم يجد شباب الضباط الاحرار سبيلا الا الحركة لتغيير الحكم من الجذور‏..‏ وانتصرت الثورة في الساعة الثانية صباح يوم‏25‏ مايو‏1969,‏ وأعلن في الصباح تشكيل مجلس قيادة الثورة برئاسة العقيد جعفر نميري وأعلن أيضا تشكيل وزارة جديدة برئاسة بابكر عوض الله وهزت هذه الأنباء أرجاء الوطن العربي‏,‏ وكان لها صدي عالمي كبير‏.‏ وبعد ساعات من الثورة‏..‏ كنت في الخرطوم‏..‏ وسألت اللواء جعفر نميري وهل تعتبر ثورة مايو امتدادا لثورة اكتوبر؟

وقال قائد الثورة في حسم‏:‏ طبعا‏..‏ اننا نعبر عن ارادة الجماهير‏..‏ وتشكيل مجلس الوزراء الجديد يدل علي أن الثورة حريصة أشد الحرص علي اختيار عناصر جديدة لم تتلوث بالارتباط بالحكم القديم وواصل حديثه قائلا‏:‏ البعض يحاول تصوير ثورتنا بأنها انقلاب‏..‏ وهذا غير صحيح‏..‏ لاننا لا نقوم بحركتنا محصورين في اطار الجيش وحده‏..‏ ولكننا ننفتح تماما علي شعبنا الذكي الأصيل‏..‏ ونضع أهدافنا في خدمة الدين عانوا طويلا من الظلم والاستغلال‏.‏

كانت ثورة‏25‏ مايو في السودان والفاتح من سبتمبر في ليبيا سندا لثورة مصر خلال المقاومة التي تجسدت في حرب الاستنزاف ضد العدوان الاسرائيلي في يونيو‏1967.‏ واستمر جعفر نميري في حكم السودان‏16‏ عاما تعرض فيها لانقلاب عسكري مضاد قاده هاشم العطا أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة والذي أوفدني الرئيس أنور السادات لمقابلته فور حدوثه ليلة‏19‏ يوليو‏1971..‏ وهناك في الخرطوم وجدت أن جعفر نميري معتقل في منزل رئيس الحرس الجمهوري لعدة أيام‏..‏ وخلال أيام تغيرت الأحداث واعتقل قائد الانقلاب هاشم العطا وصدر حكم باعدامه مع عدد من السياسيين وتم تنفيذ الحكم‏..‏ وعاد جعفر نميري الي رئاسة الجمهورية الي أن أقامت في يونيو عام‏1985‏ حركة مضادة له نجا بعدها إلي مصر وبقي عدة سنوات الي أن عاد الي السودان‏,‏ حيث توفي في الخرطوم يوم‏30‏ مايو الماضي‏.‏

* نقلا عن صحيفة "الأهرام" المصرية







تعليقات حول الموضوع (عدد التعليقات 6)

--------------------------------------------------------------------------------
1 - اين الحقيقة؟
حميدان العسيري (زائر) |05/06/2009 م، 10:14 صباحاً (السعودية) 07:14 صباحاً (جرينتش)
يا سلام عليك يا احمد حمروش تقفز بين عشرات السنين دون ان تبين للقراء مسيرة حياة ديكتاتور السودان السابق ولا اشارة حتى لاحداث تاريخية طبعت حكمه ويعرفها القاصي والداني فى السودان وفى العالم...لن اقرأ لك يا احمد حمروش بعد اليوم

--------------------------------------------------------------------------------
2 - مراسلة للريس
أحمد إدريس زمراوي (زائر) |05/06/2009 م، 10:21 صباحاً (السعودية) 07:21 صباحاً (جرينتش)
لم يذكر الكاتب شيئا جديدا بل سرد سيرة ذاتية لفترة مايو بالإضافة لوقائع شخصية تنبعث منها رائحة الفخر كونه أول مصري يقابل الرئيس الراحل نميري. ولكنه لم يذكر تفاصيل مقابلته لقائد الانقلاب الفاشل هاشم العطا.. وهنا يجب أن نتوقف عند سؤال يطرح نفسه: لماذا تكون مصر أول من يحشر انفه في مشكلات السودان. ولم يذكر الكاتب كيف قابله الرئيس الراحل نميري (إن كان قد قابله بعد ذلك) بعد إطاحته بقادة إنقلاب هاشم العطا.. رحم الله الرئيس الراحل جعفر محمد نميري.

--------------------------------------------------------------------------------
3 - نظام مايو
علاء عثمان (زائر) |05/06/2009 م، 11:54 صباحاً (السعودية) 08:54 صباحاً (جرينتش)
النميري اخر اقتصاد السودان عشرات السنين بنظامه العسكري الصارم و تارجح سياسته ونظامه الفاسد و لم يضع يه بصمه للسودان وكل المشاريع التي تمت في عهده كانت هبات من دول صديقه ولم ينل السودان دوره الاقليمي المهم في محيطه العربي والافريقي حتى الان للاسف معلومات مهمه عن السودان تاسع بلد بالعالم من حيث المساحه اكبر فائض مائي للمياه في المنطقه اكبر بلد عربي افريقي احتياطي مهم للنفط لم يعلن عنه ممكن ان يكون الرابع على مستوى العالم اهم المعابر والجسور لافريقيا والشرق الاوسط اكبر مراعي مفتوحه على مستوى العالم موقع مهم غرب المملكه السعوديه وجنوب مصر ووسط العالم العربي والافريقي ممكن ان يكون اكبر بلد زراعي في العالم منطقه وجود حضاره قديمه عمرها الاف السنين ووجود مكثف للعنصر الغربي والافريقي وذلك قدر الهي لتلك البقعه من العالم لن تجدها باي بلد مشكله تاريخا سودانيا مليئا بالحضاره والتميز من 8 الاف عام

--------------------------------------------------------------------------------
4 - يا خسارة
DANY (زائر) |05/06/2009 م، 03:37 مساءً (السعودية) 12:37 مساءً (جرينتش)
يا خسارة على أيام السودان بالسابق, وين كان وين صار...... كان لنا الكثير من الأصدقاء السودانين الأكابر والمتعلمين والمثقفين.. طبعا هذا أيام النميري. كنت لما تقول السودان تشعر بهيبة واحترام.

--------------------------------------------------------------------------------
5 - يوليو
سلامة (زائر) |06/06/2009 م، 12:08 صباحاً (السعودية) 09:08 مساءً (جرينتش)
لماذا لم تتحدث عن دورك فى اجهاض 19 يوليو 1971

--------------------------------------------------------------------------------
6 - دور حمروش فى حركة 19 يوليو 1971
sourketti (زائر) |19/06/2009 م، 04:17 مساءً (السعودية) 01:17 مساءً (جرينتش)
كان الدور المنوط به مبعوث السادات فى ذلك الوقت هو جس نبط تفاعل الشارع مع الحركة وكسب الوقت لحين إجراء بعض التدابير لاحباط الحركه وعودة نميرى فقام حمروش بالاجتماع لمدة 10 ساعات مع هاشم العطا بامدرمان وكانت تلك الساعات تعنى الكثير لعمر تلك الحركه البالغ 72 ساعه وهى فى مهدها


Post: #131
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-20-2009, 05:24 PM
Parent: #130

هذه الصورة لمدخل منزل المقدم عثمان حاج حسين ابوشيبه (منزل قائد الحرس الجمهورى) والذى أصبح فيما بعد ميزاً لضباط الحرس الجمهورى وكان يقع على الركن الشمالى الشرقى لمبنى القصر الجمهورى غرب وزارة الاشغال مباشرة على شارع النيل وهو نفس المنزل الذى اخفى بداخله الاستاذ عبدالخالق محجوب وتمت إزالته تماماً فى عهد الانقاذ ...وكان من طابقين غرفة للضيوف وأخرى للسفرة بالطابق الارضى وملحق به من الناحية الجنوبيه غرفة للتابع والطباخ ومخزن ...
وغرفة نوم بالطابق العلوى

حضرالعقيد يعقوب اسماعيل لاعتقال ابوشيبه من هذا المنزل بعد أن ارسل من يخبره ان (الامر قد انتهى) ثم غادر منزله بعد أن ترك له رقيباً مسلحاً خارج المنزل ليقتاده عندما يجهز نفسه ؟؟؟قام ابوشيبه بحرق كل الاوراق الهامه وأخلد للراحه بزيه العسكرى وهو داخل المنزل قبل تسليم نفسه

الشخص الذى يظهر على الصورة هو القائد الاسبق للحرس الجمهورى وقد تمت احالته للتقاعد بعد قيام مايو مباشرة ولا علاقة له بالحدث ...



Post: #132
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-20-2009, 05:46 PM
Parent: #131

السيرة الذاتيه لقادة حركة يوليو التصحيحية ...






Post: #133
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-20-2009, 06:39 PM
Parent: #132

دار هذا الحديث فى لقاء صحفى بين زوجة محجوب طلقه وعفاف ابوكشوة عام 2007


كان الشهيد محجوب إبراهيم نمر(طلقة) أحد الضباط الشيوعيين ومن قيادات تنظيم الضباط الأحرار، الذي استلم السلطة في &#1634;&#1637; مايو &#1633;&#1641;&#1638;&#1641; م،؟ وبعد صراع التنظيم مع مجلس قيادة الثورة أبعد الشهيد من الجيش ضمن عدد من الضباط المشكوك في ولائهم ل &#1634;&#1637; مايو، لعب دوراً في تهريب الشهيد عبد الخالق محجوب من معتلقه بسلاح الذخيرة فتم اعتقاله بالسجن الحربى حتى قام الرائد هاشم العطا باطلاق سراحه بعد نجاح حركة يوليو ...وبعد فشل المحاولة الانقلابية في &#1633;&#1641; يوليو &#1633;&#1641;&#1639;&#1633; م اعتقل مرة ثانية وقدم لمحكمة عسكرية قضت بإعدامه رمياً بالرصاص.

رداً على سؤال حول سيرته الذاتية تقول السيدة جيدة نمر زوجته وابنة عمه بأن الأسرة تنتمي في الأصل لمنطقة الزومة بالعيلفون، أما بالنسبة لمحجوب فقد ولد بأمدرمان وترعرع فيها ودرس كل مراحله التعليمية بها، حيث درس المرحلة الأولية بمدرسة بيت المال ثم الأميرية الوسطى وانتقل إلى المرحلة الثانوية بمدرسة أمدرمان الأهلية، قبل أن يلتحق بالكلية الحربية ليتخرج فيها ضابطاً في صفوف القوات المسلحة السودانية، وقد كان ضمن الدفعة التي ضمت كلاً من هاشم العطا وصلاح عبد العال مبروك وعمل بعد تخرجه في مناطق مختلفة بالسودان كالفاشر وجنوب السودان، تم ابتعاثه عام &#1633;&#1641;&#1638;&#1635; م في بعثة دراسية الى لندن، وكان عام &#1633;&#1641;&#1638;&#1640; هو عام زواجه، وفي أوائل عام &#1633;&#1641;&#1639;&#1632; م أبتعث مرة أخرى إلى جمهورية مصر العربية. لمحجوب ثلاث كريمات كن صغيرات السن عند رحيله نهى وهي متزوجة وكبرى شقيقاتها، وندى التي درست الهندسة الصناعية بالاتحاد السوفيتي متزوجة وتعيش بأمريكا، ثم إمتثال التي درست الاقتصاد بجامعة النيلين ثم إدارة الأعمال بجامعة الأحفاد وهي متزوجة أيضاً، ولمحجوب ثلاثة أشقاء وشقيقتان، والدته توفيت بعد ثلاثة سنوات من استشهاده وظل الحزن يلازمها حتى لحظة رحيلها هي الأخرى،
سمي ب(طلقة) لأنه كان من أمهر الرماة في دفعته وحائز على جوائز عدة وقد خدم لمدة طويلة في سلاح الذخيرة أيضاً.
وفى حديثها عن ميوله السياسية وكيف تكونت؟
-- ما أعلمه إن ذلك بدأ في فترة مبكرة غالباً في المرحلة الدراسية – وانضم للحزب الشيوعي وهو طالب بالأهلية الثانوية.
وربما جذبك أيضا إلى مواقع العمل السياسي ...يا ترى؟
-- هو لم يطلب مني الانضمام للحزب، إلا أنه كان يناقشني في بعض القضايا ويشركني في مناقشة بعض قراءاته.
<حسب علمك ماذا كان وضعه في انقلاب &#1634;&#1637; مايو، باعتباره عضو ً قيادي ً بتنظيم الضباط الأحرار؟
-- ما أعلمه هو إن مشاحنات متعددة كانت تدور بينه وبين أبو القاسم محمد إبراهيم.
< ما طبيعتها؟
-- هي جزء من الصراع المبكر حول توجهات النظام السياسي.
< حول دوره في تهريب عبد الخالق محجوب من معتقله بسلاح الذخيرة، هل حدثك في هذا الموضوع؟
-- هو كان منضبطاً، ولكنه حدثني عن محاولات لتصفية عبد الخالق بالمعتقل، وفي مرة حدثني عن محاولة له للاتصال به في المعتقل.
< وبعد نجاحه في تهريب عبد الخالق؟
-- نعم ... نقل لي خبر الهروب، وقال إنه تخلص من الملابس العسكرية للعريف عثمان عبد القادر الذي شاركه أيضاً في عملية الهروب، وقال إنه رماها في البحر وتوقع أن يعتقل في أي لحظة بعد نجاح العملية، وبالفعل جاءت الشرطة العسكرية ووضعته بالسجن الحربي في أمدرمان، بالمناسبة هو ابن خالة عبد الخالق!.
< كيف علمت بانقلاب &#1633;&#1641; يوليو ... هل حدثك عنه قبل تنفيذ الانقلاب؟
-- أبداً ... إطلاقاً،الذي حدث هو إن هاشم العطا حرص على اطلاق سراحه من السجن الحربي بعد نجاح عملية استلام السلطة مباشرة، وقد فوجئت بحضوره للمنزل، وكان
ذلك قبل أن تبدأ الإذاعة في التنويه للبيان الذي سيلقيه هاشم العطا – لم يمكث طويلاً – ولكنه اتصل بي تلفونياً ونقل لي نبأ نجاح الانقلاب واستلام تنظيم الضباط الأحرار للسلطة بالبلاد، سألته عن نميري ومصيره، فأكد لي إنه أعتقل وإنهم سوف يعاملونه معاملة كريمة وسيقدم لمحاكمة عادلة!
< متى إلتقيته آخر مرة في تلك الأيام؟
-- لم أشاهده طيلة الثلاثة أيام، سوى مرة واحدة عندما شاركت في موكب &#1634;&#1634; يوليو المؤيد للانقلاب وكان يقف إلى جانب هاشم العطا وهو يلقي خطابه أمام الموكب،
وسمعت أيضاً بعض الأخبار غير المؤكدة حول اختطاف القذافي لطائرة بابكر وحمدالله.
<ما الذي حدث بعد ذلك؟
-- في مساء نفس اليوم جاءني جعفر العطا شقيق هاشم ونقل لي خبر المقاومة وإن هاشم وطلقة يقودانها ... الضرر الأكبر في كل ذلك جاء من صلاح عبد العال.
<كيف؟
هم كانوا يثقون به، وهو كان يرتب لشيء آخر!
< ثم؟
-- سارت الأحداث بسرعة، وأذيع خبر إعدام هاشم ذهبت لبيت العزاء، فقد كنا نسكن في تلك الأيام بحي بيت المال بأمدرمان،؟ وأثناء وجودي هناك بدأت أستعيد الاحداث سريعاً، وفجأة غادرت بيت العزاء وبدأنا في بحث وتقصي عن مصير محجوب إلي أن علمنا بنبأ اعتقاله.
< أين تم الاعتقال؟
-- قريباً من أحدى بوابات مبنى القيادة العامة.
<كيف علمتم بنبأ الإعدام؟
-- فقط من الإذاعة في اليوم التالي نهاراً.
< وماذا بخصوص متعلقاته الشخصية ووصاياه للأسرة – هل سلمت لكم؟
-- أبداً لم تسلم لنا أي وصايا، شاركت عام 1973م في موكب لأسر الشهداء، رفعنا فيه مذكرة لوزير الداخلية، نطالب فيها بهذه الأشياء، وبالكشف عن قبورهم فتم اعتقال معظمنا، واعتقلت أنا في أحدى حراسات منطقة بري لمدة &#1633;&#1632; أيام ومنذ ذلك الوقت، ورغم خروجنا في عدة مواكب إلا أن مطالبنا تواجه بالتجاهل التام!.
< هل علمتم بوقائع المحاكمة؟
-- توضح ابنته الكبرى (نهى): عند تنفيذ الانقلاب، الوالد كان معتقلاً بالسجن الحربي بتهمة تهريب عبد الخالق وفي المحكمة ورغم عدم قدرتهم على إثبات التهمتين، تهريب عبد الخالق وتنفيذ الانقلاب، إلا أنهم سارعوا بإعدامه! كما لم تنصف البقية!.
< هل كنتم تتلقون معاش ً ا أو أي إعانة من القوات المسلحة؟
-- تواصل زوجة الشهيد في السنوات الأولى حرمنا من كل ذلك وعندما قرروا إعادة المعاش لنا، رفضنا استلامه وظللنا على هذا الوضع حتى سقوط النظام المايوي، فأعادت لنا الحكومة الديمقراطية فترة رئاسة الصادق المهدي الاعتبار لشهدائنا وصرفت لنا استحقاقات المعاش وتم منحنا قطعة أرض. ثم اختتمت الحديث ابنته (ندى) قائلة بأنهن كن صغيرات السن حين استشهاد والدهن وقالت بعد أن وقفت على الوقائع المتعلقة بدوره وموقفه في تلك الأحداث، كبرت سيرة الوالد في عيونهن لذلك حق لكل الأسرة أن تفاخر به وبثباته وبطولته.
- انتهى -
ما من حركة أثارت من الأسئلة وحشدت من الأراء مع أو ضد ...
وتناولتها الأقلام وفي كل الصحف في السودان مثلما فعلت حركة
هاشم العطا التصحيحية في &#1633;&#1641; يوليو &#1633;&#1641;&#1639;&#1633; م.
• وما زالت الأسئلة تترى وما زال الجدال يحتدم حول هذا
الحدث الاستثنائي الخطير، ومع ذلك سواء اتفق البعض أو اختلفوا
مع هذا الحدث إلا أن حركة يوليو التصحيحية ستظل محطة هامة
في طريق الثورة السودانية بكل تعرجاتها وبكل زخمها وأخطائها، لا يمكن تجاوزها بهذه البساطة ويجب أن يتوقف الناس عندها
طوي ً لا.
• اتفق الناس او اختلفوا فإن الرجال الذين قاموا بهذه الحركة انحدروا من صلب الشعب السوداني وأبناء بررة للثورة السودانية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتبرأ منهم..!. كانوا يحلمون بغد واعد للوطن عاشوا وماتوا وهم على حالهم مخلصين له ولشعبهم حتى وهم يخطون بثبات وشجاعة في إتجاه "الدروة" وهم يهتفون بحياة الشعب السوداني والطبقة العاملة والحزب الشيوعي وزخات الرصاص الجبان تمزق أجسادهم الطاهرة ... فجسدوا البطولة وأبرزوا ثباتاً من نوع نادر.
محجوب طلقة: سيجارة واحدة تكفيني حتى الدروة!
(يحكي الملازم عبد العظيم عوض سرور أحد الضباط الأساسيين المنفذين لانقلاب &#1633;&#1641; يوليو &#1633;&#1641;&#1639;&#1633; م، إنه إلتقى بمعتقل معسكر الشجرة بالخرطوم بعد هزيمة الانقلاب
واعتقاله بالملازم أحمد حسين الذي كان معتقلاً هناك منذ اليوم الأول وقد روى له أخبار المحاكمات والإعدامات، وكيف إن زملاءهم استقبلوا الموت وهم يهتفون بحياة الشعب ونضال الحزب، وكانت آخر وصاياهم لهم ألا يأتوا في التحقيقات والمحكامات على ذكر أي شخص، وروى له بالأخص عن المقدم محجوب إبراهيم نمر (طلقة) الذي أحضر إليهم وهو يرتدي جلباباً فوق جلبابه العسكري بعد محاكمته التي فضت بإعدامه وكيف أنه جلس هادئاً يكرر وصيته للضباط المعتقلين بعدم إيراد اسم أي
شخص سوى الذين أعدموا مهما بلغ الترهيب أو الترغيب (الجوة جوة – والبرة برة) وأن يتمسكوا في أقوالهم بأن أوامر التحرك قد صدرت إليهم من هاشم العطا وعثمان أبو شيبة وعبد المنعم الهاموش وكان ثلاثتهم قد أعدموا، بالإضافة لمحجوب نفسه الذي كان يتأهب لحظتها للتوجه إلى الدروة! وقال ود الحسين لعبد
العظيم إن بقاء (طلقة) معهم لم يدم، وبالفعل سوى فترة قصيرة حيث ما لبث الحراس إن جاءوا لأخذه إلى الدروة، فنهض وأخرج علبة سيجاير ماركة (بنسون) واخرج منها واحدة ، وأعطى البقية للضباط المعتقلين قائلاً إن سيجارة واحدة تكفيه حتى الوصول إلى الدروة، ثم ودع الجميع وانصرف،رابط الجأش ، ثابت الجنان،وإن هي إلا دقائق حتى سمعوا هتافه للوطن والشعب والحزب يعلو على زخات الرصاص الكثيفة التي انطلقت تمزق جسده أشلاءاً

Post: #134
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: محمد أبوالعزائم أبوالريش
Date: 06-20-2009, 06:42 PM
Parent: #132


الأخ العزيز سوركتي ...
لك التحية والتجلّة ...

تساءلت قائلاً:
Quote: سؤال : من هى السيدة التى تجلس يسار نميرى فى هذه الصورة؟؟؟


وفي هذا البوست، والخاص بـ د. شيراز عبدالحي
قراءات فى إنتفاضة 6 أبريل.....دعوه للتوثيق والتحليل!!
تساءل الأخ حمّور زيادة عن نفس الصورة قائلاً:
Quote: سؤالي القديم ..
البت الحمرا الفي ركن الصورة دي منو ؟

فأجابه الأخ حسن الجزولي بالآتي:
Quote: وأما الصورة التي رفعها الأخ حمور زيادة ويسأل عن الفتاة البيضاء التي تجلس على مكتب النميري بقربه
أثناء استجوابه للشهيد عبدالخالق محجوب قبل محاكمته فهي للصحفية المصرية الراحلة عبلة روبين
مندوبة صحيفة أخبار اليوم وقد كانت مع زميلها الصحفي موسى صبري من الصحفيين القلائل في المنطقة ومن المحظيين بتغطية
تلك الأحداث عن سائر الصحفيين بما فيهم السودانيين أنفسهم!!، عدا الصحفيين الذين كانوا يمثلون
وكالات أنباء غربية!.

Post: #135
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-20-2009, 06:52 PM
Parent: #134

صورة المقدم محجوب ابراهيم نمر ألشهير بمحجوب طلقه...



Post: #136
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-20-2009, 08:47 PM
Parent: #135

الصحفية أسمها مريم روبين وكانت تعمل بمجلة (المصور) المصريه وكانت سيدة مثيرة للجدل حيث كانت تُفتح لها الابواب المغلقة للدرجة التي كان فيها بعض الوزراء يطلبون وساطتها بينهم ونميري، والبعض الآخر شاهدها وهي تجلس بقرب نميري في الصور التي ظهر فيها وهو يحقق بنفسه مع قادة إنقلاب يوليو1971 ..
في تلك المقابلة الصحفية سألت روبين نميري عن قراءاته فقال لها أنه «يقرأ أكثر من كتاب في وقت واحد» بمعني أنه يقرأ فصلاً فصلاً من كل كتاب، !!!!

Post: #137
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-21-2009, 11:47 PM
Parent: #136

السلطة والثروة مواطن الشيطان والفتنه ....

قال عليه الصلاة والسلام :(إنكم ستحِرصُون على الإمارةِ وستكونُ ندامة ًيوم القيامة)

Post: #138
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Al-Mansour Jaafar
Date: 06-22-2009, 02:05 AM
Parent: #137

مرة أخرى

القارئي الكريم



لعناية الأستاذ سوركتي



الإحترام



السلام عليكم ورحمة الله




أحيي جهدكم الكبير من أجل تقصي بعض حقائق الحركة التصحيحية في يوليو 1971 وملابساتها



أولاً: لي إتجاه نظر لا يساوي الكثير في الخلاف الذي تم بين القوى الثورية ولكنه يميل لتبين ما قصرنا فيه وهذا الإتجاه في النظر ماثل في سبعة نقاط هي :

1- أن الصراع كان بين تيارين هما:1- تيار التقدم الشعبي عن طريق الإمساك بزمام السلطة وتغيير مستوى الخدمات الضرورية لحياة الناس التعليم والصحة إلخ و2- تيار التقدم الشعبي بالطريق البرلماني

2- تمحور التياران حول نفسيهما في المستويات العليا دون أن يمتلك الحزب القدرة الفعالة على التنسيق بينهما وذلك في وقت إلتبس فيه الصراع السياسي بالصراع الشخصي والعوامل الأسرية والقبيلية المواشجة له من ناحية داخلية مثلما إلتبس في الجهة الدوليةً بالصراع الداخلي للقوميين العرب ناصريين وبعثيين وساداتيين وبالإختلاف المنشفي والبلشفي في الإتحاد السوفييتي وحتى بالصراع السوفييتي الصيني.

3- برزت قوة التيارين ككتلة واحدة في إقصاء تيار الثورة من الريف ثم واصلا إنقسامهمامما أضعف التيارات الثلاثة.


4- أن عملية تولي بعض الضباط الأحرار للسلطة في 25 مايو 1969 كانت نتيجة حركة ثلاثة تيارات هي:

أ- تيار الحركة الجماهيرية والنقابية والإدارية والتعاونية ضد حلف الرأسمالية وشبه الإقطاع
ب- تيار الحركة الوطنية الديمقراطية في الجيش ضد الحرب في الجنوب والفوضى في الشمال
ج- تيار الأحزاب التقدمية ضد حلف الرجعية والإستعمارالماثل في الديكتاتورية المدنية

وأن إنقسام القوى العليا في الأحزاب والقوى التقدمية شتت هذه التيارات الثلاثة وسمح ببروز قيادة الأمر الواقع (De-Facto Leadership) لرئيس مجلس قيادة الثورة ثم تحوله من القيادة إلى التسلط فيما بعد((بشكل قريب لما حدث في الثورة الفرنسية حين تعرض تيار الكادحين والريف الثوري مع تياري البرجوازية المحافظ في المدينة والريف المحافظ وتصعيده نابليون ثم إنفراد الأخير بأمر الثورة حتى صار إمبراطوراً للجمهورية والبلاد الأوربية التي فتحها شمالاً وجنوبا.)


5- ذلك الإنقسام بين التيارات الثلاثة وذلك التفرد بالحكم وما واكبه من مظالم قاد من جديد في ظل التواشج بين الإستغلال الطبقي والتهميش الإقليمي إلى تفتح الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة العقيدالدكتور البطل الشهيد جون قرنق دي مابيور.

6- التباعد بين قيادة الحزب وقيادة الحركةالشعبية لتحرير السودان وتفضيل حزبنا للطريق البرلماني والليبرالي ولتقدم الحياة والمعاملات السودانية بنفس علاقات الإنتاج التي كرست الإستغلال والتهميش قاد إلى مزيد من الإنقسامات في صفوف القوتين وإلى سيطرة حلف الرجعية والإستعمار بقيادة المؤسسات الرأسمالية للإسلام السياسي.

7- المخرج الرئيس من هذه الأزمة هو تنسيق النضال بين القوى الثورية في الريف والقوى الثورية المدينة وفي داخل قطاع منهما وفق هذا الإتجاه الإستراتيجي في تنسيق أشكال النضال الشعبي وجمعها معاًفي نقاط متفق عليها بلا إقصاء أو وصايةلأجل تجفيف جذور الربا الطبقي والإقليمي في السودان.


هذا التقدير لا يقلل بطبيعة الأمور من البطولة والفدائية والجسارة والهاشمية والبسالة النضيرة التي واجهت بها القوى الشيوعية وسط الضباط الأحرار مهام التقدم الوطني الديمقراطي حيث قدمت أرواحها مشاعلاً لمستقبل حركة الشعب السوداني نحو الإشتراكية في السلطة والثروة.




-----------------------

ملحوظتان:
1- وضع جدول بأسماء ضباط يوليو مقسم إلى 3 أيام و72 ساعة إن أمكن يسجل به موقع كل ضابط في كل زمن

2- أعتقد بوجود نقص في بيان يوليو الواردأعلاه مثلاً في فقرة بسيطة منه تناولت رفض ما سمي "الترقيات الإستثنائية" سقطت بعدها عبارة ((إلا ماندر )) .





ولكم مع الود كل التقدير

Post: #139
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-22-2009, 09:44 PM
Parent: #138

الاخ المنصور جعفر لك الود والتحية ...
يوليو وليد شرعى لمايو التى كانت مغامرة ضلت الطريق من ضباط صغار جمعتهم ليالى السمر والسكر فى الشرق قائدهم المرتجل لا يحمل فكراً ولا منهجاً بل حقداً وكرهاً لكل متفوق ...
شاءت أحوال الظرف الزمانى والمكانى أن تجعله قائداً بل رئيساً لهذا الشعب المغلوب على أمره ومن بعد انتفض بحثاً عن شرعية لبقاء سلطانه بعد أن فاق من هتاف جماهير يوليو 1971 وهو محبوس بالقصر الذى صال وجال فيه بدون وجه حق صوت الجماهير التى كانت سنده الاول وهيهات ..هيهات ..أن تحاول تقنين أمرٍ لا شرعية له فتكون مسخرة للأغلبيه الصامته التى لن يضيع لها حق مهما طال البقاء ...
لابد من وجود ريس ومرؤوس للسير بالمركب فى بحر العواصف ومشكلة السودان الرئيسيه أن كل فرد فى شعبه المدنى لا يقبل أن يكون مرؤوساً ناهيك عن محاولة وضع تسلسل سلطوى أو حتى توأمه بين عسكرى ومدنى ...

Post: #140
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-23-2009, 07:32 AM
Parent: #139

أستاذ سوركتي والله مجهودك في التحقيق ده اعظم من كل الحاجات العملتها انا في حياتي بتراودني احلام انو في يوم يجينا حاكم يدفع قروش ويمول عملية التحقيق في تاريخنا اعادة كتابتو ... اتخيل لي ده بجنبنا اننا نكررو في اقل من عشره سنين زي ما بنعمل هسي...وانا اسف اتداخل بدون ما اضيف شي لكن كنت داير انبهك لانو صلاح بشير ما زال موجود ....في طبيب اسمو دهب لو بتذكركويس كان طبيب نميري فتره .. كلمني عن انو كان كل مره اعجابا بي شجاعتو بقول للنميري انو حالتو الصحيه ما بتسمح لانو كان مصاب بي سونكي في صلبو وانواعجابا بي شجاعتو برضو ظل يزن في النميري بانو يعفيه والنميري كان مصر اصرار غريب علي اعدامو في الاول... ممكن احاول احصل ليك علي رقمو ولو رسلت لي ايميل بي أسئله محدده ممكن احاول اجيب ليك منو حاجات مكتوبه.. حاولت احصل علي ايميلك لاني بحس انو كلامي معاك ده ونسه خاصه ما مفروض ازعج بيها الناس هنا لكن ايميلك ما مكتوب في البروفايل...
شكرا ياخي من كل اسرتي واصدقائي وخصوصاً محمد المقبول

Post: #141
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 06-24-2009, 00:15 AM
Parent: #140

الأخ مدثر محمد عمر
لك الود والتحية ...
حكى لى أحد ضباط المدرعات فى الثمانينات وأوائل التسعينات أنه كان يسمع أصواتاً وحركة مشى خارج غرفته فى كل ليلة يقضيها نوبتجياً بالمعسكر ...
وعندما يخرج ليستطلع الأمر لا يجد أحداً ...وذات مرة جمعته الظروف بشيخ كبير فى بلد عربى فحكى له ما كان يسمعه ولا يرى مصدره فجاء رد الشيخ أنها أرواح طيبة لاناس ماتوا فى نفس المكان رحلت أجسادهم وظلت أرواحهم عالقه بمكان وفاتها!!!

يوليو 71 دون غيره يُُعتبر حدثاً مثيراً فى تاريخنا الحديث ووصمة مشينه فى سيرة السياسه والجيش معاً ..اكتنف الحدث غموض وسر كبير آثر أصحابه كتمانه فى بلد

طيب الاهل والسيرة لا يشبههم الحدث بأى حال من الأحوال ...

الناجون الصامتون من بيت الضيافة عصر 22 يوليو 1971 مسئولون أمام الله عما رأوه ...وهذا هو الحدث المحورى فى القضيه الذى تم استغلاله لاثارة مشاعر الجنود البسطاء ومهما يكن من أمر فقد إجتمع رأى بعض المعتقلين فى ذلك الوقت على أنهم سمعوا صوت مدرعاتهم (وبعضهم تعرف على صوت جنوده بالخارج) وصوت المدرعات يختلف عن ضرب المدرعات الذى بدأ قبل ضرب القوات الراجلة...ولا يستقيم لأى شخص متوسط المعرفة فى الشأن العسكرى أن يقبل فرضية ضرب الحراس للمعتقلين والمدرعات جاثمة على بوابة بيت الضيافه ولا يستقيم أن تبقى قوة جماعة (11 فرد) بتسليح خفيف (بنادق كلاشنكوف) متمترسه أمام هجوم مدرعات ,,,وقد هرب الجنود ولم يشاهد المعتقلين الحردلو أو يسمعوا صوت احمد جبارة وقت الضرب بل شهد سكان ميز الهبوب (العمارة الكويتيه) الذى يقع شمال بيت الضيافه بدخول جنود هاربين عليهم قاموا بترك أسلحتهم واستبدال ثيابهم وخرجوا ...وعند سؤالى مباشرة لاثنين من كبار اعضاء تلك المحاكم الجائرة ذكروا بأن الفاعل غير معروف حتى الآن وبالرغم من أن ذلك لا ينفى مسئولية البعض عن مجمل الأحداث لكنه لا يبرر بأى حال من الأحوال إعدام من كانوا خارج البلاد وقت التنفيذ ومن كانوا داخلها بالسجون وفى جميع الأحوال يبقى السؤال (من أعطاكم الحق فى أن تنهوا عن خلق أتيتم بمثله )


وإى ميلى قبل الأرشفه [email protected]

Post: #142
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: محمد الشيخ أرباب
Date: 07-03-2009, 09:37 AM
Parent: #141

الاخ سوركتي

بوست توثيقي جيد

بس الصور دي لو وضعت عليها الاسماء نكون شاكرين

تحياتي لك

Post: #143
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: mekki
Date: 07-06-2009, 07:57 AM
Parent: #142


الأخ سوركتى وضيوفه الكرام،،،
قرأت هذا البوست بكل مشاعرى واحاسيسى....تمعنته كلمة كلمة....وسطر سطر
المعلومات التى يحتويها لا أظن انها تجمعت فى مكان واحد من قبل غير هذا البوست
فقد كتب كل متداخل رأيه بصدق كما يحسه ويعيه

وحيث أن الصدق هو طوق النجاه الوحيد لوهدتنا هذه...فلا شئ غير أن أحاول أن اسير على هداه....
محاولة إستنطاق الصدق فى بلادنا تحفها الهواجس...وتغلفها حسابات السياسة...وتهددها العلاقات الإجتماعيه....فنحن قوم تتحكم فينا المشاعر الجامحه...حيث يتوارى العقل...وتتضمحل الحقيقة

أكتب من منطقة السلمة جنوب حيث تلفحنى نسمات بحرى الصباحية...جو خريفى جميل أشبه بالمكيف الطبيعى...المشحون بالهدوء....والطمأنينة الحذره...فعلى بعد أمتار منى توجد العاصمة بكل جنونها وطموحاتها... صخب شوارعها...تناقضتها الرهيبة...وفرزها المنبت السلبى....!

تأتينى من قريب هتافات التهليل والتكبير من مدرسة بنات إبتدائية يفصلنى عنها شارع رقيق كما المصران العصبى....!
تهتف المُدرسة، كل يوم،.حاثةً طالباتها على التهليل والتكبير....وفى الملمات يهتفن ،أيضاً، مؤيدات لعمر البشير...!

أطلقتُ على منطقتنا لقب أقصى المدينة...لأدندن كل يوم بسورة أسرتنا، الموصاة أبا عن جد، " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى"
وفى أقصى مدينتنا،هذه، يتمدد الفقر برجوله الطويلة السمجة،،،فقرٌ ممزوج بجهل إنسان المنطقة الممتده ما قبل شمال الجيلى ،جنوباً،....وجنوب منطقة الشوايقة، شمالا،ً....!
منطقة ،هى، رأس كل المآسى التى رأيتموها فى هذا البوست....والتى أسمعها بأم أذنى كل يوم ،صباحا،ً تحت نسمات مكيف،بحرى، الطبيعى...!

كحة الأطفال الزائرين لبيتنا تخيفنى أكثر من هواجس إنهيار الوطن...وأعينهم الرمداء تحرك فينى مشاعر الحداثه الغليظة....،،لكن سرعان ما تلحقنى سودانويتى....فإبستم مداعبا خدودهم الجافه فيبادلوننى الضحكات فى فرحٍهم ال(صادق)....!

إنها لا شئ، عزيزى سوركتى، غير ظلال ذلك اليوم المشهود: 19 يوليو...!

بعد ذلك اليوم فقدت بلادنا توازن بوصلتها السياسية- الأيدولوجية- والإنسانية.... صارت الرياح لا تأتى إلا من جهة اليمين....وما طرق طارق على باب بلادنا إلا وقد كان السوء حليفه ولا شئ غير السوء....!
بعيداً عن تهويمات حلقات نظرية المؤامرة -التدخلات الأجنبية وتقليب خدود الصحفية المصرية مرةً عن ذات الشمال...ومرات،أكثر، عن ذات اليمين...أقول أن المتهم الأول ،والأخير، هو الشعب السودانى بيساره ويمينه...بعجمه وعربه...ببجاه ونوبته....بحمرته وزنوجته...وبجعليته وشايقيته...!
فلأهل يوليو ،وكذلك أهل مايو ويونيو، وكل شهور سنيننا الرمضاء أقول: أن الحديث عن وجود دولة،ما، بمعزل عن محيطها الإقليمى والدولى هو حديث عبط لا يوجد إلا فى الخيال السودانى الَنضِب...!
فمنذ أن وعينا وحتى اليوم...لا نسمعُ شيئا غير المؤامرات الخارجية –الأمريكية- السوفيتيه،وفى كل الحقب الزمنيه: الصهيونية اليهودية...!
ما نجح من إنقلاب إلا وقد نجح بسند التدخل الأجنبى....وما فشل آخر إلا وبالسبب نفسه...!
اين نحنُ....ومن نحنُ...هل لسنا شيئا غير مجموعة من الديكه، ذكور الدجاج، فطساء الأنف والعقل؟؟!
لماذا لم يُعمل ساسة 19 يوليو حساباتهم الإقليمية والدولية،،،وفعلوا كما فقير صوفى لا يعتمد إلا على الإستخاره و(متاورة) (شيخه) (المعصوم)؟؟؟!
هل حسب القوم مغبات فشل الإنقلاب وما ستجره على البلاد والعباد مغبات ذلك الفشل....؟؟؟!

موقفى الشخصى من الحزب الشيوعى ،والحديثُ لى، هو مزدوج، كما بطاقات رجال الأمن(!!)، فإعجابى بالحزب الشيوعى ليس مثار جدال داخل نفسى،،،فالحزب وطنى نشأ على حب الإنسانيه والحياة،،،ويتميز أفراده بهمة حث الصدق داخل أنفسهم...وتلمس طرق النظافة وعفة اليد،،،وعند الصدق تتوفر الشجاعة النادرة كما رأيناها بأم أعيننا فى هذا البوست
هذا من جانب،،،لكننى من جانب،مزدوجٍ، آخر إحتقر الماركسية وإستهزاُ بلينين،،،وإعتبرها، بكل إرثها وكتبها، من أتفه ما أنتجته البشرية فى تاريخها المطلق....!
أذكر الدولة السوفيتية بكل إستخفاف وسفه،،،فقد كانت، كشريكاتها الشرقية، وهماً مثله مثل الغول والعنقاء...وخِلْ (الدفعه)،العسكرية، الوفى.....!

لا أنظر الى شهداء يوليو كماركسيين،،،لكن فقط كوطنيين سودانيين حملتهم شجاعتهم ومروءتهم وحبهم لعمل الخير الى ذلك التهور غير جيد (الإستخارة)...!

وحسب رؤيتى التحليليه التى كتبتها فى بوست سابق،أن مصير بلادنا لم ليكن أفضل إن كتب الله النجاح لتلك الحركة...!
فواضح ،جدا،ً أن الحركة عبارة عن لحم رأس فكرى -إنسانى...يجمع ما بين الرحمة (هاشم العطا) والجموح الدموى (أبو شيبة)...ويجمع ما بين الحكمة والرزانة (الشفيع أحمد الشيخ)...والطموح ،الشخصى، الزائد(عبدالخالق محجوب)....!
لا شئ، فى رأيى، إن نجحت الحركة غير سلسلة أخرى من (الثورات) التصحيحية....لابد أن أحدها، فى النهاية، لفاشل...ليعدم عبدالخالق محجوب، هذه المرة، على يد (س) من قادة (يوليو)....!
و(س) حيث (س) ما هو إلا برجوازى صغير (أو كبير)...غير منحاز للطبقة العاملة....و....و.... الخ من تهويمات الماركسية السفهة...!

الفرز العنصرى فى بلادنا يبدو أنه لم يهدأ فى يوم من الأيام،،،حتى وفى قمة الثورية التى هى مثل حديد مصهور فوق كتل سرمدية من جبال جليد التناسل والتناكح،،،لابد أن الجليد لمبتلعٌ،فى يوما ما، كتلة اللهب الثورية الى داخل جوفه (الأبيض) ذى الثقب (الأسود)....!
لا غرو ،إذاً ،إن سمعنا داخل هذا المد (الثورى) عن مصطلح زنوج الجيش...ولا إستغراب ،إذا، إن سرح "حماد (الإحيمر)" بدبابته ومَرَح....!!

إنتهى!!!

فائق تحياتى وتقديرى
مكى الأحمدى-خلطة صوفية-شيوعية-برمجة كمبيوترية....ونظن:شيئاً من إنسانية

Post: #144
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: dardiri satti
Date: 07-06-2009, 09:02 AM
Parent: #100

Quote: أولاً: كانت هناك (تعليمات مصروفة) بالتخلص من الأسرى في حالة حدوث أية انتكاسة. فقد جاءت أقوال بعض الضباط الذين اعتقلوا في مبنى جهاز الأمن القومي لتشير إلى ان الضابط الموكل بحراستهم كان يتحدث في اللحظات الأخيرة من انقلاب العطا إلى شخص ما. وقال المعتقلون أنهم سمعوه يؤكد ويكرر للطرف الآخر أنه لا يستطيع تنفيذ ما هو مطلوب.. ومع إلحاح الطرف الآخر قال الضابط (متأسف سعادتك أنا ما حأعمل كده). ثم ان ذلك الضابط أخبر أسراه بعد ذلك ان الأمر قد فلت .. وأنهم أحرار منذ تلك اللحظة.. ثم اختفى ذلك الضابط. وقد عرف الجميع يومها ان الضابط رفض تنفيذ تعليمات التخلص من الأسرى..
ثانياً: ليس هناك ما يشير إلى ان هذه التعليمات قد صدرت من أي شخص آخر سوى المقدم أبو شيبة . فقد ذكر ضابط الحراسة المكلف بنميري في القصر أن المقدم أبو شيبة سأله: (ما نفذت تعليماتي ليه ما كان كلامي واضح) ثم أعقب ذلك بقوله: (على العموم أعدم الباقين).. وهو ما يشير على ان التعليمات كانت تتعلق بإعدام المعتقلين(31).
ثالثاً: لم يجد هذا الكاتب أية معلومات في أي من ملفات التحقيق بما يمكن ان تشير إلى الضلوع المباشر للحزب الشيوعي كهيئة سياسية في عمليات الاغتيال تلك..
رابعاً: ليس هناك أية دليل على ان جهة ثالثة- أو حتى رابعة – قد قامت بتنفيذ الاغتيالات. فالعقيد سعد بحر مثلاً كان معتقلاً في قصر الضيوف ونجا من ضمن الناجين... وكان هناك آخرون قد نجوا، منهم المقدم عبد القادر أحمد محمد، والملازم أول عثمان عبد الرسول. أما قوات لواء القنال (القوات السودانية بقناة السويس) فإنها لم تصل إلا في وقت متأخر من تلك الليلة(32).
خامساً: تعرف الضباط الناجون من مذبحة قصر الضيوف على الملازم الذي قام بإطلاق الرصاص عليهم وكان واحداً من الضباط التابعين للمقدم أبو شيبة. وقد أشار أولئك الناجون إلى أن حواراً دار خارج المبنى كان فيه شخص يخاطب شخصاً آخر بعبارة يا ضابط ويطلب منه تنفيذ التعليمات المعطاة له.. وقد أعقب ذلك دخول الملازم إلى غرفة الأسرى وإفراغه الرصاص في أجساد زملائه


هل كانت تلك إفادات عسكريين ؟؟ أم فبركة مدنيين؟؟

كانت هناك (تعليمات مصروفة
من الذي ""صرفها""؟؟؟
]فقد جاءت أقوال بعض الضباط

من هم؟؟

]الضابط الموكل بحراستهم

من هو؟؟ هل يعقل ألا يكون بينهم واحد يعرف إسمه أو أوصافه أو حتى رتبته؟؟

كان يتحدث في اللحظات الأخيرة من انقلاب العطا إلى شخص ما.
شخص ما.؟؟ رجل أم إمرأة ؟؟ مدني أم عسكري؟؟ ضابط أم ضابط صف؟؟

ان ذلك الضابط أخبر أسراه بعد ذلك
من هو؟؟ ما رتبته؟؟ من من أسراه أفاد بذلك؟
هذا يعني أنه كان من الممكن ،
إن وجد مثل ذلك الضايط أصلاً ،
أن يمثل أمام لجنة التحقيق
ويميط اللثام عن كل تلك الألغاز
لماذا لم يتم ذلك؟؟

فقد ذكر ضابط الحراسة المكلف بنميري في القصر أن المقدم أبو شيبة سأله:
ضابط الحراسة المكلف بنميري؟؟
ما اسمه ؟؟ ما رتبته؟؟
وأين ، ولمن، ذكر ذلك؟؟
وهل كان ذلك في ""قغدة" أم ""ونسة"" ، أم أمام لجنة تحقيق؟؟
الملازم الذي قام بإطلاق

من هو ذلك الملازم؟؟

مرة أخرى :
هل هذه إفادات عسكريين ؟؟ أم فبركة مدنيين؟؟

تحياتي


Post: #145
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Al-Mansour Jaafar
Date: 07-06-2009, 02:23 PM
Parent: #144

السيد سوركتي :


الإحترام والسلام



مايو (التقدمية) ويوليو التصحيح كانتا هما صوت "الأغلبية الناطقة" اما "الأغلبية الصامتة" فقد حملت السلاح من بعد في الجنوب والنيل الزرق والأنقسنا والبجا ثم في دارفور وحتى الخرطوم .


من دروس التاريخ إن الأغلبية الصامتة عن الكلام المتحدثةالآن بالكلاش ستاخذ حقها من المركز عاجلاً أم آجلاً ولكن من المهم في بوستكم الكريم هذا سرد اهمية بناء حلف بين الثوريين في المدن والثوريين في الريف بدلاً من تكرار الديمقراطيات الفاشلة والإنقلابات الفاشلة في الخرطوم.


ولك التقدير

Post: #146
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 07-16-2009, 00:19 AM
Parent: #145

الأخ الدرديرى ساتى
بعد التحية وأطيب الأمانى
فى هذه الأيام من كل عام يجتر الناس ذكرى تلك الاحداث المؤلمة ومجازرها وترتجف أيادى البعض وهم يتابعون الصحف وتصريحات شهود ومعاصرى تلك الأحداث وبعضهم ترك السودان بعد التهديدات التى ظل يتلقاها بين حين وآخر وبعضهم غادر وهو يجرجر من ورائه أذيال الخيبة وتأنيب الضمير لموقف مخزىٍ أو لشهادة مغلوطة أو لصمت عن حق كشيطان أخرص وعلى الباغين كانت تدور الدوائر ويأتى كيدهم فى نحرهم لتسلط الظالم (الذى ناصروه) عليهم...

الملازم العماس وهو دفعة الملازم أحمد جبارة مختار كان هو الضابط المكلف بحراسة مجموعة الأمن ولم يكن من الضباط المشاركين فى التحضير والتنفيذ لحركة يوليو وجاء إنضمامه لهم متأخراً لصداقته الشخصية بجبارة والشهادة المنسوبة إليه باستقبال مكالمة من ابى شيبه بتصفية المعتقلين بالامن لم تجد سنداً يدعمها لأنها أتت فى وقت كان المقدم ابشيبه مصدر التعليمات قد أسلم الروح لبارئها ...

نميرى كان تحت حراسة النقيب خاطر وهو معتقل بالقصر ومعه بقية أعضاء مجلس مايو وكان هذا النقيب ضعيفاً فى شخصيته وآدائه وقامت المخابرات المصريه (القوة الثانية) باستغلال ذلك الضعف والتأثير عليه وعند وصول عناصرها لبوابة القصر من الناحية الشماليه وذلك قبل اشتداد الضرب على القصر من الناحية الجنوبيه (القوة الثالثة) قام باطلاق سراح نميرى وتأمين خروجه دون مقاومة أو مصارعات وتسلق أسوار وعنتريات مزعومه ...أما بقية اعضاء مايو فلم يهتم بأمرهم أحد وظلوا هايمين بحديقة القصر يحرسهم عريف شلكاوى من سلاح الاسلحة لم يكن يدرى مايفعل بهم وقد انصرفت قوة الحرس الجمهورى للتمترس والدفاع عن موقعهم وكان قائدهم فى ذلك الوقت (ابشيبه) بمنزله بأقصى الركن الشمالى الغربى للقصر يجمع شتات أوراقه ليحرقها ويعلم الله وحده ما كانت تحويه وكان ذلك بمساعده رقيب من جنوده ...لم يكن من ضمن مهام القوة الشماليه اعتقال أحد خاصة المقدم ابشيبه وكل الذى تم هو ترك رقيب مسلح خارج منزله وابلاغه بأن (the matter is over)
والى مقالات الصحف فى الاسبوع القادم باذن الله ...

Post: #147
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 07-18-2009, 04:33 PM
Parent: #146

على هذه الصورة يظهر العقيد أحمد محمد الحسن رئيس فرع القضاء العسكرى وهو يقدم أوراق الأحكام لرئيسه جعفر نميرى للتوقيع عليهاً ...

أين هو احمد محمد الحسن الآن وماذا فعل فى ذلك الوقت ليوقف هرج ومرج الصف والجنود وتجاوزات رئيسهم المخزية بمعسكر الشجرة بالرغم من نصائح زملائه الضباط الحقوقيين له وقد كان هو المسئول الأول عن القضاء العسكرى الذى كانت محاكمه تُدار أحياناً بلا شهود فى ذلك الوقت وهو من ترأس محكمة الاستاذ عبدالخالق محجوب والذى إعترض عليه رئيساً لها لعدائهم الفكرى لهم...



Post: #148
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 07-18-2009, 09:51 PM
Parent: #147

للأسف الشديد فاتنى لقاء على قناة النيل الازرق مع عثمان الكودة عصر اليوم والبرنامج بعنوان (مراجعات) ومقدمه الاستاذ الطاهر حسن التوم ...حضرت منه آخر دقيقتين فقط ولا أعلم إن كان سيعاد أم لا ومتى سيكون ذلك ...كان مقدم البرنامج يلح على ضيفه فى معرفة المتسبب فى مجزرة بيت الضيافه والكودة يؤكد أنه كان يعرف العساكر المكلفين بالحراسه فى بيت الضيافه واحداً واحداً ويبدو من حديثه أنهم كانوا من المستجدين وذكر أنه لا يُمكن أن يفعلوا ذلك حيث أنهم لم يتمرسوا بعد على ضرب النار كما فهمت من حديثه وأن سلاحهم كانت ذخيرته تختلف تماماً عن الذخيرة التى تم بها الضرب وأشار بأصبعه إلى حجم الجبخانه التى تم بها الضرب ....


ارجو ممن حضر هذا اللقاء أن يلخصه أو يحاول إن كان معه تسجيل للقاء أن يضعه على اليوتيوب أو أى موقع آبلود آخر مع شكرى ...

Post: #149
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 07-19-2009, 09:21 PM
Parent: #148

بهذا اليوم تكون حركة 19 يوليو 1971 قد اكملت 38 عاماً ....

هل من شهادات جديدة على الصحف السودانية؟؟؟

Post: #150
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 07-20-2009, 03:24 PM
Parent: #149

هذه الايام تسرح الاذهان وتحلق ولا يهدأ البال حتى نهاية الشهر وربما يستمر على مر الاعوام حتى نهاية تصريحات ومقالات شهود العيان لتلك الايام الحافلة بالاحداث ...

والسؤال الأهم من أجل العبرة والموعظة ما هو حال هؤلاء المشاركين الآن الذين كانت لهم مواقف مخزية وحال الصامتين عن أمر لا تزال توابعه ومحور الاثارة فيه غامضاً حتى اليوم ألا وهو ماحدث فى بيت الضيافة ومن المسئول عنه ؟؟؟

Post: #151
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Bashasha
Date: 07-20-2009, 11:14 PM
Parent: #100

Quote: كانت الضربة القويه الاولى خارجيةً
نجدها فى مقولة الرائد هاشم العطا بعد القبض عليه فى قرقول مدرعات الشجرة لنميرى (البلد دى إنت ما حاكمها حاكمنها المصريين)


وقع ليكم كلامنا، كيف الي اليوم المخابرات المصرية هي الحاكم الفعلي لدويلة الاقلية، الصاغوها المصريين؟

اتعجب من البمجدو المغامر والانقلابي هاشم العطا، مع الهجوم علي الاهبل نميري!

ماالفرق؟

الم يكن انقلاب هاشم العطا الاول "مايو" مصريا، ايضا؟

الفرق شنو بين انقلاب احمد المصري، او حاج احمد، الاصلا مصري، ككل الانقلابات في تكية الخديوية، بزعامة طفل انابيب الخديوية، اي الجلابة؟

الطريف كالمعتاد الشيوعيين مشغليين مزازيكم، بتاعة يامايو الخلاص، كان لم يكن!

Post: #152
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Bashasha
Date: 07-20-2009, 11:29 PM
Parent: #151

Quote: نميرى خرج من القصر تاركاً بقية زملائه على حديقة القصر تحت حراسة جماعة يقودها عريف من ابناء الشلك يعمل بسلاح الاسلحه ولم يكن يعرف كيف يتصرف فيهم


مش من "ابناء الشلك"؟

اكيد مخو بجي الساعة 12 منتصف الليل!

لوما كده، ليه الزول ده تحديدا، فصلتا، اصولو؟

اما الجلابة، ادوات غزاتنا العرب، من حد ليبيا، لي عند ميسم ساكن بغداد التكريتي، فاكيد مخهم نضيف!

Post: #153
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Bashasha
Date: 07-20-2009, 11:51 PM
Parent: #152

Quote: منصور خالد هذا العميل والذى اشترك فى التجسس على الوطنيين من ابناء الشعب السودانى وهو مازال طالب والشعب السودانى يناضل وينافح الاستعمار...


حولا ولا قوة!

سيف الدين جبريل، شلوم!

العمالة بقت علي منصور خالد، في الانتا شايفو؟

ماشايف المصري ده بيحكي كيف بمفردو او بي اشارة من سبابتو، كان بحرك عجل ديزل تاريخ امة بحالا كيف؟

الم يكن عبدالخالق محجوب نفسو، صنيعة واداة للمخابرات المصرية، بتنفيذو لي انقلاب مايو لصالح دويلة الخديوية؟

طبقا لشوقي بدري، بابكر عوض الله رئيس وزراء انقلاب عبدالخالق، لما سالو كيف وافق يعمل تحت امرة واحد زي نميري قال بعضمة لسانو:

من اجل مصر!

نعم، من اجل عيون مصر، رئيس مجلس وزراء عبدالخالق، قام بالانقلاب!

ورغم ذلك يظل "وطني" طبقا للمعايير العجيبة، السائدة الان، في عصر انحطاطنا الحالي، بزعامة ارجوزات الخديوية!

قال الشعب السوداني..يناضل وينافح الاستعمار، قال!

Post: #154
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: Bashasha
Date: 07-21-2009, 00:27 AM
Parent: #153

Quote: مايو (التقدمية) ويوليو التصحيح كانتا هما صوت "الأغلبية الناطقة"



سلام يالمنصور،

ياتو اغلبية، ياحبيب، انقلابات المخابرات العربية، كانت ناطقة بصوتا؟

كل من ولغ في انقلابات غزاتنا، كاداة، يظل عميل والسلام!

Post: #155
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: بهاء بكري
Date: 07-21-2009, 00:32 AM
Parent: #153

Quote: العقيد يعقوب اسماعيل


الاخ سوركتي .......... سلام
ارجو ان تحاول استكتاب العقيد (وقتها ) يعقوب اسماعيل , اعتقد لديه الكثير الذي ممكن ان يضيف لهذا التوثيق طبعا اذا وافق .

Post: #156
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 10-03-2009, 11:45 PM
Parent: #155





هذه الصورة للنقيب محمد مصطفى عثمان الشهير بالجوكر وهو من ضباط الكلية الحربيه الذين كانت تربطهم علاقة وثيقة بالهاموش ومن المشاركين فى يوليو 1971 ؟؟؟

س 1 كيف خرج من الاعدام؟
س 2 لماذا ظل صامتاً طيلة 38 عاماً ؟؟
س 3 إلى متى يظل الآخرين صامتين؟؟؟

وإلى مرابط الروايه التى حكاها ونشرتها جريدة الرأى العام فى أيام 23 و30 اغسطس 2009و3 سبتمبر2009 م

Quote: ورد اسم الضابط محمد مصطفى عثمان ( الجوكر) ضمن الذين تم اعدامهم في محاكمات الشجرة... قبل أيام جاءت معلومة صغيرة تفيد بأن الشخص المذكور حي يرزق يسكن الخرطوم بحي جبرة يعيش بعيداً عن الاضواء....
عندما التقينا به قال لنا انه ظل لسنوات طويلة يتابع ما يكتب عن (19) يوليو ويتحسر من جراءة البعض على الكذب وتلوين المعلومات لخدمة رؤيتهم... ومصطفى الملقب «بالجوكر» ولهذا اللقب قصة لا تقل اثارة عن قصة تضمين خبر اعدامه في وثائق أهم دولة في العالم اليوم.. كانت تجمعه علاقة وطيدة بأحد قيادات حركة (19) يوليو «الهاموش» وعبر هذه العلاقة كان جزءاً من الحركة في أهم مراحلها صعوبة..وللجوكر علاقة غريبة الاطوار بجعفرنميري سيرويها في هذه الحوارات التي تمثل أولى افادات الرجل في قضية واسعة الجدل كثيرة اللغط...ومع الحوار تنشر الصورة التي التقطت للجوكر وهو يرفع يديه الى أعلى لحظة القاء القبض عليه بعد فشل الانقلاب،الصورة التي تناقلتها وكالات الانباء والصحف العالمية والاقليمية وقتها..على ثلاثة اجزاء سيروي الجوكر لقراء «الرأي العام» قصته مع 19 يوليو من الألف الى الياء:
--------
* كيف كانت بداية دخولك للكلية الحربية؟
- الدراسة في الخرطوم الثانوية الحكومية القديمة ومن ثم الكلية الحربية والتخرج في 1/1/1965م الدفعة (16)، أول عمل لي كان بالمنطقة الشرقية القضارف، توريت (3) سنوات، كسلا، حامية الخرطوم، معلم بمدرسة المشاة جبيت وإتنقلت كبير المساعدين بالكلية الحربية.
إبان فترة وجودي بتوريت تعرفت فيها على جعفر نميري، عبد المنعم محمد أحمد الهاموش قائدي المباشر وبعد فترة تم نقل عبد المنعم للقيادة فأستلم عنه جعفر نميري وهي الأيام التي بدأت تطلع علينا فيها منشورات تنظيم الضباط الأحرار.
* مقاطعة .. كنت ضابطاً شيوعياً؟
- أنا لم أكن شيوعياً، ولكني متعاطف معهم، وفي الثانوي كنا نجتمع مع الشيوعيين ولكني لم أصنف معهم (كنت من بعيد لبعيد) .
* أي لم يتم تجنيدك؟
- أبداً أبداً .. المهم أنه في تلك الفترة بدأت تخرج منشورات الضباط الأحرار وكان المنشور يأتيني وبقية الضباط وكنت (بشيل) الظرف أقدمه لجعفر نميري الذي كان يقول لي أفتحه وأقرأه واتركه معاك.
* أحكي لنا قليلاً عن علاقتك بالهاموش؟
- هو أول ضابط أعمل معه كرئيس لي، وكان قائد سرية القيادة بينما كنا قوة المقدمة التي كان يجب أن تتسلم من الأورطة الثانية بتوريت ، وسرية القيادة، كان قائدها الهاموش الذي كان يتمتع بعلاقة قوية ومتينة مع الضباط وبالتالي مع جعفر نميري.
* كيف كانت علاقته بجعفر نميري؟
- ممتازة للغاية..
كان فؤاد ماهر فريد قائدنا والتسليم والتسلم (عملتو) في مكتب الأركان بتاعنا بين فريد والمقدم معتصم المقبول ومن ثم بين معتصم وجعفر نميري.
الهاموش كان صديقاً للناس كلها، وجعفر نميري عندما إستلم كان بالتأكيد صديقاً وأخاً لكل الضباط وأنا أشتغلت معاه كأركان وحصلت مشكلة بينه والقيادة الجنوبية حتى أنه أصابني نوع من الذعر والخوف فذهبت للهاموش وقلت له يا أخي أنا ما عايز أشتغل في الأركان مع جعفر نميري وكانت هناك خلافات بين القيادات في الضفة الشرقية توريت والقيادة الجنوبية.
* من كان على رأس القيادة الجنوبية؟
- كان أحمد الشريف الحبيب وعندما أحتدت الخلافات رسلوا لينا (بلوك) فيه أخونا إبراهيم أحمد جلك رحمه الله ، وقتها جئت لعبد المنعم وكنت ضابط الإشارة الذي أوكل إليه حل الشفرة بإعتباري الوحيد الذي أخذت كورس إشارة في الشرقية وطلبت منه نقلي للعمل بوحدة خارجية.
فبلغّ الهاموش جعفر نميري وقال ليهو الضابط ده جا وقال كده، فناداني نميري في المكتب تاني يوم وقال لي بكل رجولة: شوف أى خطأ تعملو أنت أو الناس المعاك في المكتب اعتبرني عملتو أنا، وأي شىء تعملو أعرضو علىّ، ولا أسمعه من جهة ثانية، وأي خطأ حدث منك أعتبر أنني من فعله، وأنا أدافع عن أى زول إشتغلت معاه.
المهم بعد ذلك جاءت أحداث (ديتو) فأشتركنا فيها بعملية ضخمة اسمها (الريشة الخضراء) وكبدّنا المتمردين خسائر فادحة. بعدها أنتقلت لكسلا ومن ..
* مقاطعة .. أحكي لينا أيام الضباط الأحرار؟
- أيام الضباط الأحرار كانت منشورات التنظيم تأتي لهناك وكنا نتناقش في هذه الأمور خاصة الهاموش وهو طبعاً معروف أنه شيوعي وكنا نتناقش حول أشياء كثيرة: وضع الجنود في الجنوب والذي كان مزرياً، إضافة لوحدات القوات المسلحة التي تلقت هزائم كثيرة من المتمردين الذين بدأوا في تلقى أسلحة من ثوار الكنغو ومن جهات خارجية وكانت الأسلحة أحدث وأقوى من أسلحة الجيش السوداني بالإضافة الى ان تعيينات جنودنا كانت لا تطاق فما كان من الممكن في عساكر ذاهبين للقتال أن يأكلوا (عصيدة وملاح ويكة) فالكلام ده كله أترفعت به مذكرة للخرطوم وتبنى ذلك ضباط بالقيادة الجنوبية على رأسهم فاروق عثمان حمدالله، وابو القاسم هاشم ضابط الإشارة وقتها وأرسلوا للقائد العام ووزير الدفاع فيما سمى بعد ذلك بـ (حركة جوبا) وأشترطوا أن يأتي القائد العام ووزير الدفاع لوحدهما وأن من يأتي غيرهما بحسب ما سمعناه سيعتقل، وفعلاً حضرا وإجتمع بهما الضباط وحصلت بلبلة قبل مجيئهم على أساس أنهم جايبين القائد العام ووزير الدفاع وأنه حـ يعتقلهم وهناك عساكر إنشقوا وآخرون بدأوا يمشوا (يشتغلوا) مع بعض الضباط، المهم أن الضباط إجتمعوا بيهم في المبني ووضحوا ليهم حالة القوات المسلحة حتى أن عبد الحميد صالح أقسم بالله أنه لم يكن يظن أن الجيش مبتلى بمثل هذه الحالة، وعلى العموم نحنا من هنا بنرجع نمشي الخرطوم ونشوف أوضاع القوات المسلحة كلها ونصلحها وفعلاً رجعوا الخرطوم لكنهم قاموا بإقالة (11) ضابطاً من الضباط الداعين لإجتماع جوبا ومعظمهم من الضباط الأحرار.
وعند إقالة الـ (11) ضابطاً، معظم الضباط الأحرار في المديريات الجنوبية الثلاث إتفقوا على تقديم إستقالات جماعية وفعلاً قدمنا إستقالاتنا وطبعاً في الجيش مافي إتنين أو تلاتة بيتفقوا مع بعض بأعتبار أن ذلك وبحسب القوانين يعد مؤامرة وتمرداً فكل واحد منا كتب نفس صيغة الإستقالة بتاعت الأخ التاني وإتكتبت كلها ومشت القيادة الجنوبية ومنها تحولت الى الخرطوم.
والإجراء الذي حصل في رئاسة الأركان أو القيادة العامة إن ضباطاً أحيلوا للتقاعد تدخلوا لحل المشكلة وعلى رأسهم ضابط عظيم رحمه الله وهو أحمد حسن العطا كان قائد القيادة الوسطى وأنتدب من الخرطوم على أساس أن يجىء ويتباحث مع الضباط في المديريات المختلفة.
* متى دخلت مجال العمل السري؟
- منذ أن كنا في توريت أبتدا الكلام عن التذمر والأوضاع الحاصلة.
* الضباط الأحرار كان بينهم ضباط قوميون عرب وشيوعيون و ..؟
- (مقاطعة) .. لم يكن هناك تفصيل الكلام كله عن القوات المسلحة أهميتها ووضعها.
بعد الجنوب وكما قلت سابقاً أتيت وتعينت في حامية الخرطوم ولكن قبل أن أستلم عملي بها سافرت لإنجلترا وبعدها إتنقلت لمدرسة المشاة جبيت، وهناك أبتدأ الكلام يكون بصورة واضحة، فجعفر نميري وعدد من الضباط ضمنهم أبو القاسم أبراهيم، منير حمد، مامون عوض أبو زيد الذي كان يعطي محاضرات وطبعاً الرئيس نميري في ذلك الوقت كان يمتلك شخصية طاغية لديه قرار وإنسان محبوب وضابط ذا كفاءة ممتازة وأبتدأ الضباط الإلتفاف من حوله، والضباط البيجوا جبيت وهم أغلبية الجيش السوداني حيث كان لزاماً على كل الضباط في الرتب الكبيرة أو الصغيرة المرور على جبيت وأخذ كورسات قواد السرايا أو الفصائل ما جعل من شعبية نميري طاغية، كما أبتدأ في ذلك الوقت حديث بين الناس وأتذكر انه في واحدة من (القعدات) مع جعفر نميري في بيت من بيوت الضباط وكان عندي (ريكوردر) جهاز تسجيل أشتريته بجوبا من الكنغوليين فقال جيبوا لينا وتعال فمشيت أديتو ليهو وشغلتو، وقتها جعفر نميري كان بادي بكلام مع أبو القاسم عن أحسن تكون المواطنين الثوار؟ واللا المواطنين الأحرار؟ فأبتدأ يقول بطريقة تمثيلية: أيها المواطنون الثوار أيها المواطنون الأحرار ترتيباً للبيان وكان ذلك في العام (1968).
والذي حدث أننا بعد كل دورة وكورس في جبيت نأتي للخرطوم إجازة بتاعت إسبوع أو عشرة يوم وبالذات المعلمين فحدث أن جينا بالقطر وكان حينها من مهامي كاركان حرب لنميري في جبيت بالإضافة لعملي كقائد سرية البيان العملي وعلىَّ أن ألاقيه تاني يوم من وصولنا لترتيبات وتجهيزات للمدرسة، وفعلاً تاني يوم إتلاقينا ومشينا طوالي القيادة العامة ودخل مكتب مكتبين وفي التالت الذي كان مكتب بابكر النور تجاذبنا الحديث وكانت المرة الأولى لي التي أشاهد فيها بابكر النور ولم يكن في الحديث أمامي شيء ظاهر ولكن بعدما خرجت ووقف معه قليلاً وبرضو لم يكن حينها ظاهرا ما الذي يحصل، المهم أنني عندما حضرت معه كنت مريضاً ولدى إجازة مرضية ، فقضيت عملي معه وذهبت، أما هو «نميري»- فكانت زوجته عندها عملية في المستشفى الجنوبي فذهبت وزرتها الكلام ده كان تقريباً يوم (22) أو (23) مايو .. وعندما رأتني قالت لي وين أنت؟ وجعفر بيسأل منك وقال ليك ضروري جداً لو جيت هنا تجيهو في ود البصير وانشغلت لسبب ما حتى عرفت بالانقلاب فارتديت البزة الرسمية وذهبت للقيادة.
بعد ذلك عملت مع مدير مكتب نميري؟
كان ضابطاً أعلى مني رتبة وهو المرحوم حسن أبو العائلة وأنا كنت مساعداً له، أرتب اللقاءات مع الصحفيين والضباط البيجوا وغير ذلك، وأخذنا فترة لغاية ما تترتب الأوضاع وإلى أن حدث اللقاء التاريخي بتاع ميدان عبد المنعم -نادي الأسرة حالياً- وبعدها بيومين تلاتة أستقرت الأوضاع جراء المجهودات والعمل الشاق.
المهم ان كل هؤلاء الضباط كانوا موجودين وبينهم صداقة وأخوة وعدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة أنا بعرفهم معرفة شخصية، وبسبب مسألة مقابلة الناس وتحديد المواعيد وجدت أن (الدنيا دي كلها عندها مطالب) وهذا الأمر ضايقني جداً فطلبت من نميري أرجع جبيت وقلت ليه: ياريس عايز أرجع جبيت؟ وأنا تأهلت بالجيش لكي أكون معلماً وأمارس عملي بجبيت. فقال لي: خلاص كويس وأضاف: أنت زهجت ولا شنو؟ فأجبته والله زهجت وكان ذلك في (برندة) القائد العام لكنه قال لي: قبل أن تمشي شوف الإحتياجات بتاعت قوة المشاة شنو؟ وأية جهة تمشي ليها يقصروا معاك في حاجة قول ليهم أنا جاي من الرئيس وهذه كانت بالنسبة لي فرصة جميلة جداً بإعتبار أن مدرسة المشاة في جبيت تفتقر لحاجات كتيرة جداً. فكنت أذهب لسلاح المهندسين، المخازن، المهمات، وغيرها وأقول ليهم داير كذا وكذا وأني جاي من الرئيس (يضحك) وهم يعرفون أن الرئيس هو قائد المدرسة، في ذلك الوقت العميد مزمل سلمان غندور القائد الأول للمدرسة كان في بعثة عسكرية بمصر.
مشيت المدرسة وشاءت الأقدار أن تنقطع صلتي بالضباط الأحرار لكني كنت متابعاً عن بعد وقتها نقلي من مدرسة المشاة جبيت لوادي سيدنا يوم البيان بتاع (12) فبراير المشهور الذي انقلب فيه نميري على الشيوعيين وكنت حينها في القطار.
* أين كنت من التوترات التي كانت حاصلة بين الشيوعيين ونميري؟
- إبتدت الخلافات تظهر ومن الأشياء المهمة جداً وهي البذرة بتاعت يوليو حركة تنقلات حدثت في صفوف الضباط بتاعين التنظيم الذين كانوا حول القيادة العامة، ثانياً ان مجموعة من الضباط الكبار تذمروا تذمراً شديداً من الترقيات التي حصلت لضباط الصف على أساس أنهم ساعدوا في قيام حركة (25) مايو.
وعندما جئت الخرطوم أبتدأت تكون هنالك حركات في القوات المسلحة كنت أسمع بها وشفت في بعض اللقاءات أعضاء بحركة أحرار مايو (متعجباً) طيب مايو كلنا أحرار بتاعينها، وحركة أخرى اسمها أنصار خالد، ومجموعة من الناس بدأوا في تكوين أنصار جعفر، ما جعل هناك حالة من التشرذم داخل القوات المسلحة كما ظهرت وحدات متخصصة في مواجهة التنظيم أو الثورة «كتيبة جعفر على سبيل المثال» وهذا يعني أنها من المفترض بأن تكون أول وحدة تتحرك، اللواء الثاني مدرعات إختاروا له ناس معينين بكفاءات وولاءات معينة والمسألة دي الناس تجادلوا حولها وأذكر أنني قابلت عبد المنعم الهاموش في الخرطوم..
* (مقاطعة) .. أين كان يعمل وقتها وما هي الرتبة التي كان يتقلدها؟
- وقتها كان برتبة العقيد في سلاح المدرعات بينما كنت نقيباً ولأربع سنوات أي منذ مجيئ من إنجلترا، جلسنا في إجتماع محدود يضمني وإتنين او تلاتة بمنزلي بوادي سيدنا وأتكلمنا فيما يحدث وكان عبد المنعم (رجل بلدي نضيف ويتحدث دوماً باسم العائلة) قال لي بعد أن خرجنا نحو الباب: وحياة محمد وحياة زينب الأمور دي ما بتمشي بالطريقة دي؟ وده كان ديدنه منذ توريت فعندما تحدث مشكلة يقسم بأبنائه.
توقيت (19) يوليو لا يمكن لأي واحد من الضباط بأن يقول إنه كان بيعرفه كان في ثلاثة ضباط أو أربعة على الأكثر يعرفوا التوقيت وهم: عبد المنعم الهاموش وهاشم العطا، (المحرر لم يضف اسماً آخر) لكن الناس كانت على أهبة الإستعداد توقعاً لشىء.
* أنتم لم يتم تنويركم؟
- ما قاله الهاموش بأن الأمور دي ما بتمشي كده. كان كافياً.
* إذاً هو شغل مرتب؟
- لا .. ولكن هناك احساساً بأن شيئاً ما سيحصل، المهم أول ما حصلت (19) يوليو وبعد البيان بتاع هاشم ..
* مقاطعة أين كنت ساعتها؟
- كنت في وادي سيدنا مساعد كبير المعلمين كانت هنالك لقاءات، وفي تنوير وقناعة بأن الأمور لن تمضي بهذه الصورة وأنه سيحدث شيء وأبتدينا نسمع رسائل فحواها أن الأمور ما ماشة تمام ويوم (19) سمعنا البيان ومافي أي زول أدانا خبر بأي شيء.
* لم تعرفوا البيان ولكنكم عرفتم هاشم العطا؟
- نعم فهو كان قدامنا في التلفزيون وبعدها بساعتين أتصل بنا عبد المنعم.
* كان يعدك معهم بالرغم من أن علاقتك بالنميري كانت جيدة؟
- نميري نفسه كان صديقاً لعبد المنعم.
* وكيف كانت علاقتك بنميري في ذلك الوقت تحديداً؟
- ممتازة ولا يشوبها شيء حتى أنني التقيت أبو القاسم في الوزارة وقال لي: تعال لينا بعدين، أنا كلمت نميري يجينا نتونس، وعندما سألته أجيكم متين؟ أجابني بعد الساعة أتنين صباحاً فرددت عليه: ياخي معقول؟ البيجبني شنو؟ (ضحك) علاقتي ونميري كانت أخوية.
* لم تكن لك غبينة تجاه نميري؟
- لا مطلقاً.
* ولم يكن لديك التزام تجاه الحزب شيوعي؟
- ولا التزام.
* لديك فقط علاقة بالهاموش؟
_ علاقتي بالهاموش وما يحدث داخل القوات المسلحة بدأ الإنتشار بين الناس وأنا واحد منهم .. أنا كنت مؤيداً لموقف الهاموش.
* مؤيد للتغيير ولو أودى بنميري؟
_ بالتأكيد حال حدوث تغيير كان النميري حـ يكون برة.
* ألم تعترض بإعتبار علاقاتكم بنميرى؟ - لا .. عندما تقول تغيير معناه أن تتقبل نتائجه؟
* ما هو دافعك الشخصي من هذا التغيير؟
_ الإنتماء للقوات المسلحة والدفاع عن سمعتها وعن الإنجازات التي تحققت.
* وأنت.. ألم تكن تعرف بأن هذا العمل لصالح الحزب الشيوعي السوداني؟
_ لا.
وأن الهاموش شيوعي؟
_ أعرف ذلك ولكنه ضابط.
* .. دافعك كان فقط القوات المسلحة؟
_ بس
أين كنت ساعة بيان (19) يوليو؟
_ كنت أزاول عملي بالكلية الحربية، سمعنا البيان عبر التلفزيون والراديو وبعدها إتصل بنا تلفونياً عبد المنعم محمد أحمد وقال: تعالوا القيادة، ولم نستطع الذهاب ليلتها فلم أكن حينها أمتلك سيارة، كما أن الحركة من وادي سيدنا لم تكن كما هو الحال اليوم ولكننا صبيحة اليوم الثاني توجهنا للقيادة العامة. وكان الهاموش طلبنا بالاسم شخصي، وضابطين: شرف الدين إسماعيل يونس، وعبد الوهاب حسن حسين.
? كنت تعرف أنه إنقلاب شيوعيين؟
- لم يكن معروفاً أنهم شيوعيون، وسأخبرك لاحقاًً باللحظة التي عرفت فيها وماذا قلت. وتابع: اتحركنا جينا القيادة العامة وعرفنا موقفهم مع جنود المظلات والذين تم إعتقالهم ووضعوا في (البركسات) وتم نزع سلاحهم، الأمر الذي كان بالنسبة للعساكر مهيناً.
وركبنا مع عبد المنعم ومشينا الشجرة وشفنا المنظر بتاع الصف والجنود باللواء الثاني الذي كان الآخر مهيناً فأقترحت على عبد المنعم تعيين مجلس عسكري إيجازي عالي يحاكم الناس دي ولو بتهمة الإنتماء لجهات معينة ومن ثم يتركوا لحال سبيلهم ولا يظلوا متكدسين بمكان واحد خيفة ان يحدث منهم شىء في يوم من الأيام فاجابني: لا كلهم بنعرفهم وما بتحصل حاجة.. كانت هناك ثقة زائدة من عبد المنعم وهاشم العطا.
? هل قابلت هاشم قبلها؟
- لا .. ما عدا أن التقيته صبيحة ذات اليوم في القيادة العامة.
? وكيف كان العطا؟
_ كان عادياً جداً وبعد ذلك خرجنا من الشجرة بعد ان سلمنا عبد المنعم مسدسات وقال: ما معروف يحصل شنو؟
? الكلام ده يوم (20)؟
_ نعم .. ورجعنا مباشرة وذهبنا للأركان حرب وطلبنا مقابلة القائد، وفقاً للطريقة العسكرية الصحيحة، والقائد ساعتها كان صاحب ولاء شخصي لواحد من أعضاء مجلس قيادة الثورة الجديد وعندما دخلنا سلم علينا وهنأنا بقوله (مبروك). وأخبرناه بأننا تم أستدعاؤنا وأنه يفترض أن يكون هنالك تأمين، وقال لنا: جداً مافي أية حاجة وأن أي شىء سيتم بالطريقة العسكرية والأركان حرب موجود وإذا حصل شىء أدوني خبر في أى وقت.
? كان القائد موالياً بصورة مباشرة؟
_ مافي أي شك، حتى أنه طلع طوالي وقدم تنويراً للطلبة الحربيين الدفعة (24) حينها، وعمل تنويراً للسرايا المختلفة وكنت حينها قائداً للسرية الأولى، كما عمل تنويراً لسرية البيان العملي وكان قائدها شرف الدين إسماعيل.
في اليوم التالي -كذلك- ذهبنا صباحاً للقيادة العامة وكنا نتحدث عن تأمين حركة التصحيح وكيفية ذلك وقابلت عبد الجليل محمد أحمد، شقيق عبد المنعم وتحدثنا في ذلك الشأن.
? هل بدأتم تستشعرون الخطر؟
_ نعم .. في خطر متمثل في وجود الجنود الذين يحسون بالغبن، وبنفس الطريقة وجود جنود بالمدرعات، وتحليق عدد من الضباط حولهم، وتحدثت مع محمد أحمد الزين (ود الزين)، وأمن على كلامي وأخبرني بأنهم سيجتمعون وهاشم العطا. وفي يوم (22) جئنا الخرطوم وقابلت هاشم للمرة الثانية وأيضاً تكلمت معه عن التأمين ومن ثم وبعد ذلك كله جاء خبر إختطاف الطائرة.
? أين كنت ساعتها؟
_ كنت في الخرطوم مع معاوية عبد الحي - رحمه الله -، وكان ابن دفعتي وصديقي، وعندما التقيته في القيادة العامة، طلب مني مرافقته للقصر وفي حديقة القصر كان يجلس هاشم العطا، وعبد المنعم، وعدد من الضباط وساعتها كانت الطائرة أختطفت طبعاً.
? أشعرت بالخطر؟
- نعم حسينا بالخطر.
? وأين كان الهاموش؟
- كان يجلس بالقرب مني.
? كيف كانت ردة فعلهم؟
_ كانوا متأكدين للغاية بأنه لن يحصل شىء، ولكني قلت لعبد المنعم إن لدي أقتراحاً، فأجابني أنت مالك أقتراحاتك اليومين دي كترت؟! قلت له: الناس المعتقلين جوة القصر عينوا لهم ضابطاً - وانا نفسي جاهز- لنقلهم من القصر الجمهوري لأي مكان آخر ... قال لي نوديهم (شقدم) مثلاً فضحك.
? أي بمعنى أنه لم يكن جاداً؟
- لا ولكن (شقدم) بالجنوب، ما يجعلها بعيدة جداً، فأقترحت عليه عمل حراسة، وإعتقال افراد السفارتين المصرية والليبية فوراً. عبد الجليل أعجب بالفكرة وقال لي: ده أحسن كلام مفيد أسمعه. وقام عبد المنعم بنقل إقتراحي لهاشم العطا الذي خاطبني قائلاً: يا محمد التمّ ده نحنا عندنا ليه إجراءات على مستوى كويس جداً وإن شاء الله ما تحصل حاجة. وهكذا إنتهى الموضوع وبعدها بـ (شوية) إبتدت المواكب تظهر في ميدان الشهداء.
? أين كنت عندما بدأت المظاهرات؟
- كنت لا أزال بحديقة القصر.
? هل عرفتم ذلك بواسطة الصوت أم بطريقة أخرى؟
- نعم، كانت هنالك هتافات بالخارج وأعلام حمراء وفعلاً خرجنا مع هاشم.
ووقفنا مع الشفيع أحمد الشيخ، وسلم عليه هاشم وسلمت عليه وبعد قليل صعدنا على المنصة وهي عبارة عن لوري مرسيدس ضخم . بعدها رجعنا وادي سيدنا وبعد ان وصلناها أبتدأت الأحداث تحصل.
? كيف وصلكم الخبر؟
- بالتلفونات.
اتفاجأنا بحدوث مشاكل في الخرطوم، قلنا : (يا أخوانا نحنا طالعين قبل شوية، حتى أنه تم تعيين عربية لينا من القيادة العامة بواسطة عبد المنعم عشان ترحلنا، ودي واحدة من التهم التي وجهت لي فيما بعد، وأنا وجهت لي (17) تهمة من ضمنها أني كنت راكب عربة ضابط من الضباط الأعلى، وعلى خلفية أنني درست القانون العسكرى بررت بأن العربية دي إتعينت لي من القيادة العامة وأنا ما سقتها براي، المهم جينا وحصل الإعتقال).
? كيف تم أعتقالك؟
- طبعاً ما في زول جاني أعتقلني أنا مشيت القيادة.
? عرفت أن الموضوع خلاص إنتهى؟
- نعم .. الموضوع إنتهى ونميري ظهر في التلفزيون في يوم (22)، وهناك نقطة -ما متأكد منها تماماً- أخبرني بها الأخوان الذين قالوا لي بأن نميري قال: إن من قام بهذه الحركة ضباط أعرفهم جيداً أمثال (الجوكر) وخالد الكد.. والجوكر كان لقبي ولايزال.
جيت القيادة وزوجتي حينها كانت حبلى بابني الأول، وذهبت مباشرة للأركان حرب عبد المنعم زين العابدين وفكيت الحزام بتاعي، وطلعت (الطبنجة الروسية) التي أعطاني لها عبد المنعم محمد أحمد، ومعي شرف الدين، وقعدنا في مكتب الأركان حرب، فحضر قائد الكلية وعدد من الضباط، بل كل الكلية جات للمكتب.
? ديل كانوا مؤيدين أول الأمر لانقلاب هاشم العطا؟
- نعم وفيهم ضباط، ولما نحنا جينا بالعربية ونزلنا منها وكنا نحمل (الطبنجات) عرفوا ما كنا نفعله، وفيهم كان ناس بيترجوا فينا: يا جماعة بعدين ما تنسونا، وخلوا بالكم مننا. المهم هؤلاء كانوا أشد شراسة وإبتدا يكون في لغط وكلام في مكتب القيادة بوجود القائد.
? هل تم الإعتداء عليكم؟
- لا .. الى أن قام واحد من الضباط الكبار (العاقلين) وقال: النظام وين؟ وين الضبط والربط؟ ما ممكن يحصل الكلام والمهاترات والقائد موجود.
? أكانوا يشتمونكم؟
_ نعم هناك من قال لنا: خونة، ودايرين تمسكوا البلد.
? ألم يتم تقييدكم؟
- لا .. تم إعتقالنا في أحد بيوت الضباط (الفاضية) وكانت زوجتي أرسلت لي حقيبة صغيرة فيها (جلابية وعراقي وسروال وفرشاة أسنان وغيرها) وساقونا الصباح بمدرعة الى الشجرة.
? الوقت داك عرفت إنو في عمليات قتل بالشجرة؟
- لم تكن عمليات القتل قد بدأت بعد، وجينا يوم (23) صباحاً للشجرة.. ومن الأشياء التي أريد ان أتكلم عنها والناس لم يذكروها مطلقاً المعاملات التى حصلت بين عدد من الضباط وضباط الصف والجنود، للضباط زملائهم. سواء أكان وقت الإعتقال أو في فترة الإعتقال (فترة السجن) فقد كانت مزرية للغاية، ويخيل لي أن هذا أحدث تحولا كاملا في الجيش السوداني يعني لم يكن في يوم من الأيام من العسكرية..
? (مقاطعة)
هل تقصد بأن هناك أناساً كانت تربطك بهم علاقات جيدة أو هم أصدقاء لك (وقلبوا ليك الوش)؟
- نعم في عدد من الناس (أتقلبوا) ونحنا وصلنا الشجرة لقينا -وعفواً للتعبير- (كلاب جائعة)، فهجم علينا أول حاجة عساكر، ونزعوا العلامات بتاعتنا.
? عساكر فقط أم كان معهم ضباط؟
- نعم عساكر .. ولكن في ضباط كانوا واقفين وشايفنهم. كان في حالة (جنون) والضباط الواقفين ما بيقدروا يوقفوهم، ولم يكن هناك أحد يتجرأ على الكلام، (قلعوا) العلامات التي لا يجوز (قلعها) الا بواسطة القانون وفي ناس دخلوهم معانا مضروبين وهكذا.
? هل تم ضربكم؟
- نحنا ما أنضربنا ولكن في الفترة دي دخلونا في مكتب الخبراء الروس وهو يجاور مكتب الأركان حرب.
? من كان معك؟ والهاموش ورفاقه هل رأيتهم؟
- لا ما شفتهم ولكنهم كانوا في المكتب المجاور لنا وبعد دخولنا بقليل صدر حكم الإعدام في هاشم، وعبد المنعم، وأبو شيبة.
? هل تم ذلك يوم (23)؟
- أيوه .. وكنا قاعدين (23) ضابطاً ومدنياً في غرفة (4 في 4) لدرجة أن سحب قدمك يحتاج أن تستأذن من أخيك (ليشد) رجله قليلاً (زحمة شديدة) وفي نصف مكتب الإعتقال كانت توجد (تربيزة) حديد وواقف جوة جندي حرس علينا ويحمل بندقية (جيم 3) وفيها طلقة في الماسورة.
? يعني شنو طلقة في الماسورة؟
- يعني (معمرة) وجاهزة لإطلاق النار، بالرغم من أن الناس كانوا معتقلين ومتعبين، ومرهقين، ومرّ علينا اليوم الأول فالثاني، مكثنا تسعة أيام في الشجرة كانت عبارة عن تسعين سنة.
? التسعة أيام وأنتم تعانون الإزدحام؟
- مزحومون ولكنه حصل ولو بدرجة قليلة (تسرب)، والمهم أن العسكري كان يضرب التربيزة بـ (القاش) ليمنعنا من النوم والتركيز على ذلك. وأظنه في اليوم الثاني أو الثالث (حتى) جابوا لينا (جردل) بتاع زنك فيه (موية) وبعدها جردل زنك فيه عيش (رغيف) وملاح (فاصوليا).
وداخل الغرفة كان بعض الضباط - لهم وضعهم المميز- يمرون علينا وكان بعضهم يقول: ربنا يكضب الشينة.
? وكيف عرفتم ذلك؟
- بـ (المايكرفون) الذي كان يعلن أنه تم الحكم على الخائن (فلان الفلاني) بالإعدام رمياً بالرصاص (والدروة) كانت على بعد (300) متر منا وكنا نسمع صوت الرصاص وشايفين بالشباك.
الإعدام لم يتم بالطريقة التي نعرفها أو التي سمعنا بها، بل كان بأن يقف طابور بتاع عساكر وأول ما الضابط يجي تنهال عليه (الجبخانة)، وأي عسكري يسمع بالمايكرفون انه تم الحكم على الخائن (فلان)، يجي جاري وبندقيته فوق ثم يطلق كمية من الرصاص.
? كنتم ترون هذا المشهد ؟
- أيوه شايفين.
? وتشعرون أنكم ذاهبون لذات المصير؟
نعم .. حاسين إنو نحنا ماشين لذات المصير وجاهزين ليهو..

متى التقيت بالرئيس نميري بعد القاء القبض عليك وفشل انقلاب ( 19) يوليو؟
_ هو أبتدأ يسأل عن الضباط الـذين التفوا حول الحركة وقاموا بها وبدأ في القيام بإستطلاع الوجوه التي شاركت، واصبح ينادي على الضباط. دخل عليه المرحوم الملازم محمد جبارة وهو من ضباط القصر الجمهوري وقال له نميري: إنت ضابط جبان. فأحتد الشاب وقال له: عارف نفسي حـ أمشي الدروة هسة، ولكني ما جبان، ولو قتلت ناس بيت الضيافة حـ أقول ليك أنا قتلتهم، لأني أصلاً ماشي الدروة، وعشان ما في زول تاني يأخدالعقاب ده. فكررها له الرئيس (جبان يا جبارة) ..فهجم جبارة على الحرس وقبض على (الإستيرلنغ) ووجه السلاح على التربيزة الفيها الرئيس الذي استطاع أن (يتخارج) من الموقف..العساكر الموجودين وقتها ضربوا جبارة بـ (الدبشيك) في رأسه وجروه جراً نحو الدروة.
بعدها جاءت تعليمات واضحة أن أي ضابط يجي للرئيس توجه نحوه بندقية على (كوعه) اليمين وأخرى (لكوعه) اليسار، إضافة لأخرى في الظهر. قاموا بإستدعاء اثنين من الضباط وكنت أنا رقم ثلاثة. نميري يعرفني حق المعرفة رمقني بنظرات قاسية ..وظل لثونٍ ينظر في صمت.
- قال لي: (الجوكر)؟!
فقلت: أهلا يا ريس.
وكانت الى جواره صحفية مصرية.
وقال لها: إنت عارفة سموه الجوكر ليه؟
فأشارت له بالنفي .
فأجابها: ده إشترك في عدة إنقلابات.
قلت له (طوالي): ليه أنا عبد الفضيل الماظ ؟
قال لي: إسكت .
.ووجه لي الكلام وقال: أنت عضو في اللجنة العشرينية للحزب الشيوعي؟
فقلت: لأول مرة أسمع أن الحزب الشيوعي عنده لجنة عشرينية.
قال: إسكت .. أنت بتعرف أكتر مني؟ أنت ما بتعرف ولا حاجة.
وأضاف: ليه أتعاملت مع المجرمين ديل ضدي؟
قلت: والله دي أشياء كان مخطط ليها ومعروفة من بدري حتى أنت يفترض تكون عارفها.
قال: أنا أعرف أنهم حـ يعتقلوني؟
قلت له: أنا لا أتكلم عن الإعتقال أنا بتكلم عن التغيير.
قال: أنت متهم إنك قمت بـ (17) عملاً ضد الحكومة؟
قلت: أنا عندما تم استدعائي يوم (20) تم ذلك بواسطة الضابط الأعلى في القوات المسلحة الموجود في القيادة العامة (وهذا دفع قانوني) وأنا أديت القسم.
قال: إسكت .. وسألني: أنا لو قدمتك لمحاكمة ستبرىء نفسك؟
قلت: نعم.
وهل صحيح إنك إشتركت في محاولات إنقلابية من قبل؟
- أبداً ما حصل لكنه نوع من الإثارة.
ألم يسىء نميري اليك؟
- لا .. هو سألني أشتغلت مع منو؟
رديت: مع قائدي الأول عبد المنعم محمد ومن ثم كنت أنت قائد الكتيبة بتاعتي وأنا أشتغلت أركان حربك وغيره من الكلام.
قال: قفلت مطار قاعدة ناصر ليه؟
قلت: قفلناه لأنو جات تعليمات بذلك لإحتمالية أن تأتي طائرات شايلة القوات السودانية الموجودة في الجبهة وتنزل في مطار وادي سيدنا وأغلقنا المطار بأن أفرغنا هواء إطارات (19) عربة في الرن وي.
قال: إنت ما بتعرف جغرافية البلد ؟ السودان بلد (بور) وممكن للطائرات أن تنزل في أي حتة.
قلت: خلاص نحن أدينا الواجب بتاعنا وكونها تنزل في أي منطقة أخرى ده ما شغلنا.
بعد ذلك رجعت الغرفة وعرفت أن نفس الكلام تم توجيهه لشرف الدين إسماعيل يونس وكان زميلي في وادي سيدنا وتم إستدعاؤنا سوية.
حينها عرفتم ان الهاموش وهاشم اعدما؟
- أيوه .. القتل كان شغال طوالي.
هل تم الاعتداء عليكم؟
=أنا سأتحدث عن حادثين فقط لإبرىء ذمتي أمام الله بإعتباري كنت شاهداً على ما حدث...في وقفتنا (وإذا حبيت سأذكر الاسم ).
نعم..تحدث بذكر الاسماء؟
=أبو القاسم إبراهيم شال كرسي بتاع خيزران وقام بتكسيره فوق رأس حامد الإنصاري وهو مدني وأعزل ومريض فضربه ضرباً مبرحاً وشتمه شتيمة مقذعة.
الثانية: وفي رجوع للمعاملة السيئة كان قضاء الحاجة يتم بإصطحاب حرس للحمام وينتظرك وكان معنا الشفيع أحمد الشيخ، والأنصارى، وجوزيف قرنق وعندما خرج الشفيع من الحمام وأثناء مروره أمام باب غرفتنا تم الإعتداء عليه من قبل أحد الضباط بـ (الدبشيك) فكسر وجناته وأضلاعه وكان يصرخ بأعلى صوته ويردد :(أنـا إنتهيت ليكم من إشاعة اسمها عبد الخالق).
وهل كان يظنه عبد الخالق؟
- أيوه.
وهل تعرف هذا الضابط؟
- ما في داعي لذكر الأسماء .
(للتوثيق فقط) ؟
- هو ضابط مشهور بـ (اليمني).
أثناء ضربه للشفيع جاء أحد ضباط المدرعات وأمسك به من يده وقال له: إنت بتعمل في شنو؟ فرد عليه: بنتهي ليكم من إشاعة اسمها عبد الخالق، فقال له ضابط المدرعات ولكن دا ليس عبد الخالق، فقال ليه ده منو؟ فرد الضابط: الشفيع أحمد الشيخ فأجابه: ديل كلهم سوا.
ودخل الشفيع علينا الغرفة وكان يئن من شدة الألم والوجع والدم يملأ (جلابيته) فزحف على د. مصطفى خوجلي واستفسر عن حقيبة بالغرفة (لا أعرف مصيرها حتى الآن) فقلت إنها تخصني فسألني: فيها جلابية فأجبته: أيوه، فقام بتمزيق جلباب الشفيع، وغرف ماء من الجردل بيده ليعمل ضمادات لوقف نزيف الدم، ومن ثم ألبسوه جلبابي .. وهذه بعض أمثلة عن سوء المعاملة.
قاموا بإخراجهم أيضاً من الغرفة وقتلوهم أمامكم؟
- لا .. ديل ساقوهم سجن كوبر .
المحرر: (المدنيين)؟
- نعم .. وكان جوزيف قرنق تنبأ بهذا الموضوع، فعندما لم يأتنا أحد وسمع الأشياء الـ حصلت مع سورج، والإنشقاق الـ حصل في الحزب الشيوعي، وأن سورج هو من وشى بالناس قال لمن معه: نحنا وقتنا ضيق.
(مقاطعة) .. الكلام كان داخل الغرفة؟
- نعم داخلها.. وعند الساعة الثانية والنصف صباحا جاءوا وبصورة مزعجة جداً قدموا الأسماء: جوزيف قرنق كان شجاعاً للغاية كان يقول: (نحنا ماشين نموت خلاص)، والشفيع أحمد الشيخ كان ساعتها يئن وحول عينيه هالة سوداء وبحالة سيئة جداً.
وفي نكتة ظريفة وهي أن أحد العساكر قال لي جوزيف: يا سيد قرنق شيل شنطتك (وكان لديه حقيبة صغيرة تحتوى على أدوات حلاقة) فرد عليه: انت مجنون ولا شنو؟ أودين وين تاني أنا؟.
المحرر: كان ضاحكاً؟
- كان ضاحكاً وساخراً جداً. قال ذات مرة لواحد من الضباط المعانا إن شاء الله إنتوا يدخلوكم السجن، السجن مدرسة، وبعلم الناس حاجات كتيرة، وحـ تطلعوا من السجن أناس آخرين، بمفاهيم تانية. ولكن فيهو حاجة واحد بس بطالة؟ فسأله واحد من الضباط: شنو؟ فرد: ما يقوموا يكتبوا ليكم جراية. فسأله مرة أخرى: جراية دي شنو؟ فأجابه: جراية ده عيش دقيق بيعملوه بطريقة إنت زي بياكل في جراية كأنك (تجك) في الجلابية بتاعك (أي كأنما تمضغ في جلابيتك).
وهو ما حصل، فعندما ذهبنا للسجن أرانيك السجن الـ مشت لسجن كوبر بخط يد الرئيس مكتوب فيها معاملة من الدرجة التالتة، والحرمان من الصحف والمذياع، وكان الأكل بتاعنا جراية.
هل تمت محاكمتك في ذلك الوقت؟
- لم تتم محاكمتنا في ذلك الوقت، وأبتدأت جلسات المحكمة العسكرية فتمت الجلسات من الأولى والي الثالثة وفي اليوم الثامن تقريباً.
المحرر مقاطعاً: حينها هدأت الأجواء؟
- نعم وكان يأتينا كلام من الضباط الذين يمرون على المحاكمات وكان بعضها يتم تحت الأشجار نحو:( يا أخوانا شدوا حيلكم الحكم قاسي شوية، الحكم لغاية هسة عشرينات، والعبارة قالها لنا صديق لشرف الدين).
وبعدها تم إستدعاؤنا للجلسة الأخيرة وكنا قد أحضرنا شاهداً للدفاع ولكن للأسف الشديد إنقلب وأصبح شاهد إتهام فأستبعدناه. كما لم نستدع شهود إتهام على الرغم من أنه كان يمكننا توريط مجموعة كبيرة جداً من الضباط، تم سؤالنا عنهم وعن أعمالهم أثناءالانقلاب، وفي مقابلتي للرئيس كان يسأل معاك منو؟ وقابلت منو؟ وقال ليك شنو؟ ولكنا لم نورط أي شخص وبعدها ذهبنا للسجون.
وما هو الحكم الذي صدر بحقكم؟
- تم الحكم علينا بـ (20) سنة وبعدها أتى من أخبرنا انه تم التخفيف أنا لـ (5) سنوات، وشرف لـ (4) سنوات ولكن بدايةً حكموا علينا بالإعدام (وهي نقطة مهمة جداً) حيث كان مقرراً أن يعدم جميع الضباط الموجودين في الشجرة (بحسب ما كنا نسمع) ولكن في يوم (25) أو (26) جانا الوفد المصري الليبي بقيادة حسين الشافعي وأبوبكر يونس (وزير الدفاع)، ومروا علينا بالغرف، حسين الى اليمين والى يساره أبوبكر يونس وقدامهم دخلوا ناس التلفزيون والمصورين فنصبوا (السيبيا) بتاعت الإضاءة وكانت مزعجة جداً بالنسبة لينا في الغرفة، وكان بعضنا نمت ذقونهم وتمزقت ملابسهم (ووسخانين) فدخل أبوبكر يونس وبعد ان نظر الينا قال: السلام عليكم فرددنا له التحية: عليكم السلام، فضرب السيبيا بتاعت الإضاءة برجله وقال: أيش تصور؟ شيل برة، فتم إخراجها ولم يصور أحد. وماعرفناه أن هناك رسالة من الرئيس أنور السادات للرئيس النميري فحواها (كفاية دم)، وكان وقتها تم إعدام حوالي (15) ضابطاً، بعدها بدأت المحاكمات والتي كانت إجراءاتها طويلة شوية.
بكم تم الحكم عليك؟
- بـ (5) سنوات.
ولكن ورد أنه نُفذ عليك حكم الإعدام في الوثائق الامريكية؟
- أنا سمعت في الأول أن الحكم الذي أصدر ضدي (الإعدام) وأخبرني به أحد الضباط الذين يمرون علينا ولكن بعد أن جاء الوفد تم التخفيف.
بعد أن خرجت، هل سافرت مباشرة للخارج؟
- لا أبداً .. مكثت في السودان لفترة.
هل قضيت فترة العقوبة كاملة (5) سنوات؟
- تم إعفائي بعد (3) سنوات وخرجت في العام (1973) من السجن.
لم تلاق نميري مرة ثانية؟
- لا .. لم أقابله بالرغم من أن الفرصة كانت سانحة أمامي لذلك.
...........
في ملاحظة أود ذكرها..وهي ان المعلومة التي ذكرت أن هاشم العطا ظهر في التلفزيون وهو مبلل بالعرق من رأسه ووجهه، حتى ظن انه خائف.. اود ان أقول ان كثرة العرق كانت مرتبطة بهاشم في كل الاوضاع ولا علاقة لها بالخوف او الاضطراب.
من أين جاءك لقب (الجوكر)؟
=من الكلية الحربية بعد ان تم قبولنا من المدارس الثانوية نشر احد الأخوان خبراً بـ (الصحافة) و (الأيام) بحسب ما أذكر قال: تم إختيار الأخ محمد مصطفى عثمان للإنضمام لأسرة الكلية الحربية هذا العام، ومصطفى كان (جوكراً) للحفلات طيلة الأسبوع الماضي بمناسبة إنضمامه للكلية ... ومنذ ذلك الوقت التصق اللقب باسمي.



Post: #157
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 10-04-2009, 00:07 AM
Parent: #156





من ساحة الشهداء جنوب القصر الجمهورى صبيحة يوم 22 يوليو 1971





من داخل معسكر الشجرة والمحاكم العسكريه

Post: #158
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 11-30-2009, 04:20 PM
Parent: #157

توفى لرحمة مولاه يوم الخميس الماضى الموافق 26 نوفمبر 2009 م بمسقط الرائد(عميد م لاحقاً) محمد حسن منصور أحد الضباط الفنيين الناجين من بيت الضيافه عصر 23 يوليو 1971 وقد حاولت مراراً الاتصال به من قبل عن طريق بعض الاخوان بعمان ولكن دون جدوى ...رحم الله الفقيد وألهم آله وزويه الصبر والسلوان وجعل البركة فى زريته ...

وسأتعرض للمقابلة التى تمت بين الملازم أحمد جبارة ونميرى بالشجرة بعد أن سلم الأول نفسه ليعقوب اسماعيل بالقصر بعد اقتحامه

Post: #160
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 12-01-2009, 00:49 AM
Parent: #158

Quote: بعد انتفاضة ابريل 1985 ترأست لجنه عسكرية لحصر محتويات جزء من القصر الجمهورى ولفت إنتباهى وجود كرتونتين من مخدر البثدين والذى يتم به تخدير المرضى فى المستشفيات وكان ذلك فى الطابق الثالث وهو عبارة عن مجموعة من غرف نوم مجهزة تماماً كغرف العرسان وعرفت للأسف أن حكامنا المايويين كان بعضهم من مدمنى المخدرات وسألنى بعض المرافقين من الجنود عن كيف نتصرف فى هذه الكراتين فطلبت منهم عدم لمسها وتركها فى مكانها مع تضمينها كشف الحصر كماهى وكانت واحدة من الكرتونتين مفتوحة وقد أُخذ منها باكتين صغيرين عبوة 10 حقن ؟؟؟




العزيز سوركتي
أتابع بوستك المميز باهتمام
بعض ما يكتب هنا مؤسف من هولاء القادة والجميع يعرف ضباط مايو حتى بعد خروجهم من الخدمة
بعضهم من توفي والبعض من هو على قيد الحياة وقد تقدم بهم السن
فهل تعتقد ان هولاء إن كانو مدمني مخدرات إلا يكون ذلك الشي ظاهر عليهم
وهم جميعا حتى مماتهم كانو بصحة جيدة وحاضري الذهن بل غن بعضهم كانو من اهل طرفة مثل الرائد زين العابدين عبد القادر
إبن توتي البار رحمه الله , وجعفر النميري ظل حتى سنواته الاخيرة حاضر الذهن يتذكر حتي ادق الامور ولم يزل الرائد أبوالقاسم
مشارك في الحياة العامة , مايو قد نتفق أو نختلف معها لكن تبقي جزء من تاريخ بلادنا نتمني أن يكون التوثيق له بحيادية
ووقائع تقبل التصديق .

ملحوظة عرفت من هولاء الاعمام عن قرب كثيرون وجميعا كانو شخوص محترمون للغاية


لك أكيد إحترامي ,,,

Post: #161
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 12-30-2009, 10:25 PM
Parent: #160

أخى عبدالناصر الخطيب ...
لك الود وعاطر التحايا وشكراً على المشاركة ...
أتفق معك فى الرأى أن إرث السودان وأحداثه المؤلم منها والمفرح أصبحت فى معظمها موجهة لخدمةً الاجندة الحزبيه والفكرية ونسى الجميع أن التاريخ لا يرحم والحقائق مهما طال عليها الزمن وطواها النسيان لن تتبدل أو تزول ...

وكل ما يأتى هنا من أقوال المسئوليه عنها أمام الله على من يدلى بها سوا أن كان حياً أو ميتاً ...ومنهم شخصى الضعيف .

ولائى الشخصى يا أخى الكريم للسودان ولقواته المسلحه القابضة على قرون البقرة الحلوب وللأغلبيه الصامته المغلوبة على أمرها من جموع شعبه الملول المهلل لكل مارشات عسكرية...

الاجلال والتقدير لمفكريه بمختلف معتقداتهم مادامت رفاهية السودان وشعبه بكل توجهاته تتصدر أولويات اهتمامات ذلك الفكر وتسمو فوق أهواء السلطة الشيطانيه والاحقاد والنزعات الشخصيه والنعرات القبليه والتعصبات الحزبيه ....إلخ

مارأيت فى عيادة القصر الجمهورى فى ابريل 1985 كرئيس للجنة جرد وحصر وجاء فى معرض السرد المجرد أعلاه لم يأتى لخدمة أى أجندة فكريه دون الأخرى فكل الفرقاء عندى سواء ولا تخلو جيادهم من الكبوات على مر العصور والاوقات (إن كانت لهم جياداً)؟؟

لم يكن السودان فى حاجة لاراقة دماء بنيه وجيشه فى أحداث يوليو 1971 وماسبقها من مجازر بالجزيرة ابا ومسجد ودنوباوى وما تبعها من مجازر فى 1975 و 1976 وغيرها لإطالة عمر مايو ل 16 عاماً تأرجح فيها الركبان between the two extremes وياليت سيرتها كانت عظة وعبرةً للاحقين بخواتيمها التى فاقت تصور الجميع...

Post: #162
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 12-30-2009, 10:41 PM
Parent: #160

هكذا كان يقف الرجل اثناء محاكمته بالشجرة ,,,,

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #163
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 12-31-2009, 05:44 PM
Parent: #162

Quote: محاكمة عبدالخالق محجوب
ظل عبدالخالق محجوب معتقلا لوحده في المكتبه بمعسكر المدرعات بالشجرة ومحاطاً بمجموعة من الحراس من جنود المدرعات والمظلات ومنعت عنه الزيارة او مقابلة أي شخص كان، وجرت الترتيبات لتجهيز قاعة المحكمة والتي تم اعدادها باحدى القاعات بمقر اللواء الثاني دبابات وتم تجهيز منصة لجلوس القضاة العسكريين ومنصة للمتهم وصديقه ومنصة للاتهام والادعاء وزودت القاعة بكل المستلزمات الضرورية وخصصت اماكن لرجال الصحافة والاعلام.
وقد قام القضاء العسكري باجراء كل الترتيبات اللازمة واصدار مواد الاتهام التي ستوجه لعبد الخالق محجوب وشملت مواد اتهام بأثارة الحرب ضد الحكومة والدولة واشعال التمرد في القوات المسلحة وغير ذلك من الاتهامات وتم تعيين قضاة عسكريين كهيئة للمحكمة و وتشكلت من العميد حقوقي احمد محمد الحسن رئيسا للمحكمة العسكرية وكان في ذاك الوقت مديرا للقضاء العسكري واعضاء بالمحكمة العسكرية العقيد عبدالسلام صالح والعقيد منير حمد، وعين العميد عبدالوهاب البكري ممثلا للاتهام وللادعاء وعين العميد محمود عبدالرحمن الفكي صديقا للمتهم وهو يقوم بمساعدة المتهم في فهم الاجراءات العسكرية ومخاطبة المحكمة والاجابة على أي استفسارات يرى المتهم انها ضرورية وهامة لقضيته.
وقام الرئيس الاسبق جعفر نميري بتوقيع امر تشكيل المحكمة وصادق على قيامها وعلى اجراءاتها كاملة، وسلم امر التشكيل واوراق الادعاء للسيد عبدالخالق محجوب ليقوم بالاطلاع عليها وتسجيل نقاط دفاعه وتحضير مرافعته امام المحكمة للرد على الاتهامات الموجهة اليه وقد اعطيت له فترة زمنية ليوم كامل اذ تسلم المستندات في صباح يوم المحاكمة التي تمت بعد الظهر في نفس اليوم وقامت الجهات المختصة بتفتيش قاعة المحكمة ووضع حراسة عليها في كل الجنبات وعلى المداخل والمخارج وصدرت التعليمات بان يتم تفتيش الصحفيين ورجال الاعلام ومنع دخول أي آلات تصوير ومنع ادخال أي اجهزة ارسال الى داخل المحكمة او اجهزة استقبال.
وبعد الساعة الرابعة ظهرا تم ادخال رجال الصحافة والاعلام الذين احضروا لمقر المحكمة بحافلات اقلتهم الى داخل المعسكر والى مقر المحكمة.
وقام افراد الاستخبارات والامن بتفتيش الصحفيين ورجال الاعلام وتمت مراجعة اوراقهم الثبوتية وتم التأكد من عدم حملهم لآلات تصوير او لاجهزة استقبال وارسال وقد تم اخطارهم بتعليمات المحكمة العسكرية.
وتم احضار عبدالخالق محجوب الى مقر المحكمة تحت حراسة مشددة وادخل الى قاعة المحكمة وكان يرتدي ملابسه المكونة من البنطلون والقميص وفي هيئة محترمة وكان يمسك بيديه المستندات التي سلمت له من القضاء العسكري فيما يخص الادعاء والاتهامات الموجهة اليه وجلس الى جانبه العميد محمود عبدالرحمن الفكي كصديق للمتهم والذي شرح له طريقة اجراءات المحكمة العسكرية وكيفية اداء عملها وانه مسموح له بالرد على المحكمة او الامتناع عن ذلك وكذلك انه مسموح له بالغاء مرافعة امام المحكمة (مرافعة دفاع).
وبدأ رئيس المحكمة واعضاؤها بعد ان جلسوا في منصتهم بالنداء على المتهم عبدالخالق محجوب ووجه له الاتهام بانه مذنب فأجاب بانه غير مذنب ثم وجهت له المحكمة مواد الاتهام ومن بينها المشاركة في تمرد عسكري وغيرها من التهم ثم تلا ممثل الادعاء خطبة الادعاء والتي ادان فيها المتهم وانه تسبب في قيام فتنة بين ابناء الوطن وطالب بمعاقبته على ما اقترفه.
ثم شرع عبدالخالق محجوب في الغاء مرافعة طويلة وتحدث فيها عن نضاله ضد الاستعمار واشار الى نضال الجبهة المعادية للاستعمار حديثا مطولا وكان رئيس المحكمة العسكرية يوجهه للرد على الاتهامات المحددة وعدم الغاء خطبة سياسية.
ولكن كان عبدالخالق يستمر في المرافعة كخطبة سياسية معددا اسهامات الجبهة المعادية للاستعمار والتي كان ينتمي اليها في نيل الاستقلال وكفاحه ونضاله في هذا المجال واستمر رئيس المحكمة بطلب منه الاجابة والرد والتركيز على موضوع الاتهامات الموجهة له (ولكن ليس كما ذكر البعض من ان رئيس المحكمة كان يقول له خلصنا خلصنا ) ان رئيس المحكمة كان يوجه عبدالخالق لحصر مرافعته في التهم المحددة الموجهة له لان المسائل السياسية ليست من اختصاص المحكمة العسكرية وان جاز لي وقد كنت حاضرا داخل قاعة المحكمة فقد كنت اود ان يرد عبدالخالق ويقدم الدفوع على التهم التي وجهت له بنوع من التركيز بدلا عن الحديث السياسي فهؤلاء الضباط رئيس المحكمة والاعضاء بالمحكمة غير معنين بالمسألة السياسية وبمسألة النضال والكفاح ضد الاستعمار وما شابه ذلك ولكنهم كقضاة عسكريين يتقيدون بالمواد الموجهة الى السيد/ عبدالخالق محجوب كمواد اتهام محددة ولو فعل ذلك لربما تغير الامر ولكان دفاعه قد يؤثر على المحكمة لتجد مسوغا واسبابا لاصدار حكم يتناسب مع ما وجه له من اتهامات ولكن يبدو ان عبدالخالق محجوب كان مقتنعا ان الحكم سيصدر ضده سواء قام بالرد او لم يقم بالرد على الاتهامات المحددة الموجهة له ولكن حسب علمنا انه لم يكن الضباط (رئيس واعضاء المحكمة) لم يكن ممكنا لهم اصدار حكم من دون الاستماع لدفاع المتهم عن نفسه وهم ضباط وذوي ضمير حي ومعروف عنهم السلوك القويم والمشرف خلال خدمتهم بالقوات المسلحة.
وعلى كل فقد استمعت المحكمة للادعاء الموجه لعبد الخالق محجوب والذي طالب بتوقيع اقصى العقوبة عليه، وبعد مداولات المحكمة التي كانت سرية واخذت اكثر من ساعة قامت باصدار حكم الاعدام شنقا على عبدالخالق محجوب (أي بمعنى ان قضاة المحكمة قضوا ساعة كاملة يدرسون اصدار الحكم) وقد كان كل الصحفيين ورجال الاعلام المحلي والاجنبي حضورا في هذه المحكمة منذ بداية المحاكمة وحتى انتهائها ورفعت المحكمة قرارها للقضاء العسكري الذي صادق عليها وحولت الى الرئيس جعفر النميري الذي صادق على حكم المحكمة.
ولقد ابلغ عبدالخالق محجوب بمنطوق الحكم بواسطة المحكمة وسلمت المستندات الخاصة بالتصديق على الحكم بعد توقيع وتصديق الرئيس الاسبق جعفر النميري عليه أي انه صدق على الحكم باعدام عبدالخالق محجوب، وقد اعيد عبدالخالق محجوب الى الغرفة التي كان يعتقل فيها ثم نقل الى مكتبة المطالعة برئاسة القوات المدرعة وتم احاطتها بقوة كبيرة من الحرس يتكون من عدد اثنين مدرعات خفيفة وعدد من الجنود بينهم جنود من القوات المظلية جلسوا على الباب الرئيسي وعلى الجنبات.
وفي المساء حوالي الساعة التاسعة مساءا قمت بالدخول الى عبدالخالق محجوب وابلغني الحراس ان الاوامر صادرة بعدم دخول أي ضابط او خلافه اليه ولكني ذكرت لهم انني مسؤول هنا ولا بد من مقابلته ودخلت الى داخل المكتبة ووجدت عبدالخالق محجوب جالسا الى قاعة الجلوس ويمسك في يده القرار الخاص بالحكم الذي صدر عليه وهو حكم الاعدام وسلمت عليه ورد علي التحية وذكرت له انني اعرف بعض افراد اسرته وان شقيقه قد قام بتدريسي بمدرسة المؤتمر الثانوية وانني على استعداد لتبليغ أي رسالة منه او أي وصية لعائلته وكان يتملكه الذهول والحزن فاجابني انه في هذه اللحظات مشوش التفكير وانه لا وصية له الآن وكأنما كان يعتقد ان هذا الحكم لن ينفذ فيه او ان ذلك سيكون بعد ايام والمهم هو شكرني على ذلك وقلت له : انا اسمي فلان وموجود خارج المكتبة ويمكن له ان يطلبني اذا اراد أي شئ او انه تذكر أي وصية او رسالة يريد ارسالها لاهله ولاسرته وكانت المفاجأة ان صدرت التعليمات باخذه لتنفيذ الحكم عليه في نفس الليلة .. وفي الواحدة صباحا فوجئنا بتجهيز حراسة ومدرعة وضع فيها عبدالخالق محجوب وقاد الحراسة النقيب عبدالله خير الله والملازم (مظلي) محمد ابراهيم الشايقي والذي اخذوه الى وزارة الداخلية ولما عادوا صباحا سألناهم عما حدث فذكروا لنا انه تم تنفيذ الحكم في عبدالخالق محجوب بسجن كوبر وانهم وجدوا كل الاجراءات جاهزة هناك لقد عانى عبدالخالق محجوب وقطعا في هذه اللحظات فقد عرف انهم أي جماعته قد قاموا بعملية فاشلة لم يحسنوا اعدادها واوهموه ان انقلابهم ناجح 100% وهو قطعا لا يعرف في المسائل العسكرية الكثير وانهم ادخلوه في مجازفة لم يحسبوا عواقبها ومعظم العسكريين الذين قادوا انقلاب 19 يوليو لم يدافعوا، بل هرب معظمهم او استسلم في اللحظات الاولى من الهجوم عليهم وهكذا وجد عبدالخالق محجوب نفسه كبش فداء، ويقينا لو بقى عبدالخالق في معتقله ولم يخرجوه منه ولو انهم تركوه في معتقله فلربما كانت المسألة ستكون بعيدة عنه ولن يتحمل اوزار اخطاء الاخرين وعلى كل فقد كانت المسألة مأساوية ومحزنة ومؤلمة، انه يجب عدم لوم احد فالعسكريون يعرفون قائدهم ويعرفون ان عليهم تنفيذ الاوامر التي تصدر اليهم طالما انها كانت اوامر عسكرية تعني تنفيذ العمل القانوني بصيغة عسكرية ولكن لا تعني ان تقتل الاخرين بعد ان تعتقلهم وقضاة المحاكم العسكرية ينفذون اوامر التشكيل التي تصدر اليهم واشير الى انني اعتذرت من لجنة التحقيق التي تم تشكيلها في السابق للتحقيق مع العميد مزمل سليمان غندور والحاج مضوي محمد احمد فجاءتني الاوامر ان اسمك ضمن هيئة التحقيق التي صدرت والتي تم التوقيع عليها من السلطة الآمرة ولا يمكنك الاعتذار عن ذلك وكان اعتذاري لان اهلنا واسرتنا تقيم مع عائلة واسرة العميد مزمل سليمان غندور في حي واحد بام درمان واهلنا جيران لهم لسنين طويلة ولكن لم يقبل مني ذلك أي لم يقبل اعتذاري وسيعتبر عدم اطاعة للاوامر الذي يمكن ان يتسبب لي في محاكمة ضدي.

Post: #164
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 12-31-2009, 07:16 PM
Parent: #163

وماذا قال الصحفى إدريس حسن الذى حضر المحاكمة لاحقاً فى مقابلة مع الطاهر حسن التوم مقدم برنامج مراجعات بالقناة الفضائية (النيل الازرق)

Quote: في هذه اللحظة فقط اهتزّ عبد الخالق محجوب أثناء محاكمته!!>

أين تلقيت نبأ انقلاب التاسع عشر من يوليو على يد الرائد هاشم العطا؟

ــ كانت هناك إرهاصات بأن الشيوعيين يريدون تنفيذ انقلاب، ولقد كتبت في صحيفة (الأيام) أنه لم يوجد انقلاب في السودان لم أعرف به قبل حدوثه، فمهمتي هي البحث عن الأخبار، ولديّ صلات واسعة، مثلاً انقلاب السابع عشر من نوفمبر، ومن متابعتي للأحداث لاحظت وجود صراع داخل حكومة السيدين، بين حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي، وكانت هنالك مشروعات أمريكية يروج لها في المنطقة، كالمعونة الأمريكية وغيرها، كان عبد الله خليل، رئيس الوزراء، وحزبه (الأمة) يوافقان على برنامج المعونة الأمريكية ويتعاملون مع الأمريكان، وفي هذا الوقت كان جمال عبد الناصر يرفع راية مواجهة الولايات المتحدة ومشاريعها في المنطقة، وحزب الشعب ــ كما تعلم ــ حليف تاريخي لمصر، فحدثت الأزمة. كان هناك حديث يدور عن أن المصريين يريدون توحيد حزب الشعب الديمقراطي والحزب الوطني الاتحادي اللذين انقسما سابقاً، بغرض إسقاط حكومة عبد الله خليل، وتوجه وفد برئاسة إسماعيل الأزهري، قيل في الصحف إنه سيزور بعض الدول العربية، إلى العراق ولبنان، ثم انتهى به المطاف في القاهرة، وكان بها أيضاً الشيخ علي عبد الرحمن، زعيم حزب الشعب الديمقراطي، وبدت المسألة كما لو كانت معدة سلفاً، وكتب المرحوم يوسف التني، سفير السودان في القاهرة حينها وهو أحد شخصيات حزب الأمة، مذكرة لعبد الله خليل أن المصريين يعملون على توحيد الحزبين للإطاحة بحكومتك، وحدث أن سألَت جريدة (الأخبار) المصرية الشيخ علي عبد الرحمن عن موقف حزبه من المعونة والمشروعات الأمريكية، فقال إنه سيقود المظاهرات ضدها في الخرطوم بنفسه، ووصلت الصحيفة إلى الخرطوم في ذات اليوم فحملتُها وذهبت إلى أمين التوم، الذي كان أميناً لشؤون مجلس الوزراء ببيته في ود نوباوي، ومضينا معاً إلى عبد الله خليل الذي قرأ الخبر وقال: (الله؟.. دا إيه ده وزير الداخلية يعمل مظاهرات؟.. دي شغلانتو إنو هو يوقف المظاهرات!). ثم طلبا مني الانتظار خارجاً ففعلت، بعدها أتى أمين التوم ومد لي ورقة مكتوب فيها: (صرح السيد عبد الله خليل، رئيس الوزراء، بأن السودان سيشهد تغييراً جذرياً في نظام الحكم في الأيام القليلة القادمة).

> وكان ذلك تمهيداً لتسليمه السلطة للجيش؟

ــ نعم، كانت جريدتي تصدر يوم الاثنين، ولم تكن هناك حينها مانشيتات، كان هناك خط يسمى 54 وكتبنا الخبر به، صدرت الجريدة يوم الاثنين، وهو ذات اليوم الذي خرجت فيه الدبابات للشارع.

> كيف عرفت عن انقلاب التاسع عشر من يوليو؟

ــ في الفترة التي سبقت الانقلاب كنا نلتقي بعض الشيوعيين في الأمكنة العامة، وكانت تصرفاتهم توحي بأن شيئاً ما سيحدث.

> ماذا تقصد بتصرفاتهم، هل كان كلاماً صريحاً؟

ــ تصرفاتهم كان فيها حدة وتوعد، وحينما يكون لديك شعور كهذا، ويهرب عبد الخالق محجوب من سجنه، ويقابلك رجل عسكري مثقف كمحمد عبد الحليم ويقول لك إن من هرّب عبد الخالق محجوب سيقوم بانقلاب، ماذا يعي كل ذلك؟، هل تنتظر أن يكتب لك أحد الخبر؟، في يوم الانقلاب ذهبت لأقابل وزير الداخلية بالإنابة؛ الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم، وبلغت سكرتيره الأخ صلاح محمود، وجلست معه. أخبرني صلاح بأن المعلومات عن انقلاب الشيوعيين كثيرة لدى الأمن، ودّعته وذهبت لغداء مع زملائي في (الأيام) بمنزل نائب رئيس التحرير المرحوم رحمي سليمان، وكان هناك الأخ الفاتح التجاني، رئيس التحرير، وعبد الله الجمري، نائب رئيس التحرير، والأخ محمد أحمد عجيب، ودخل علينا المرحوم يوسف محمد عطية، شقيق الفنان الراحل حسن عطية، فقال لنا: ود العطا استلم البلد.

> ثمة حادثة مهمة في حياتك، فأنت الصحفي الوحيد الذي شهد محاكمة عبد الخالق محجوب، سكرتير عام الحزب الشيوعي، كيف تمكنت من حضور هذه المحاكمة؟

ــ لم يكن الأمر مرتباً، اتصل بي الأستاذ فؤاد مطر وكان يعمل رئيساً للقسم العربي في جريدة (النهار) وكنت أراسل الصحيفة من الخرطوم، أخبرني بوصوله وأنه يقيم في أحد الفنادق فمضيت إليه، وسألني عن ما يجري وذلك يوم 22 يوليو 1971، وأتى شخص يقول إن هناك بصاً بالخارج سيقل الصحفيين الأجانب إلى قيادة سلاح المدرعات في الشجرة.

> هل دعا الرئيس نميري الإعلام الغربي؟

ــ لا أدري، تقديري أن إعلاماً غربياً كثيفاً حضر المحاكمة، وأنه شن حملة ضد الإعدامات السابقة، إعدام فاروق حمد الله وبابكر النور، وأراد النظام تحسين صورته، فركبت معهم وركب معنا أحد صحافيي وكالة السودان للأنباء (سونا)، كانت الشوارع محطمة ومليئة بأخاديد الدبابات التي أتت في الانقلاب المضاد من الشجرة، وفي ذلك قصة طريفة كتبها أحد الصحفيين الأجانب، فعندما وصلت دبابات الانقلاب المضاد إلى كبري الحرية وجدت التقاطع يضئ باللون الأحمر فتوقفت. دخلنا إلى المدرعات وتوقف البص، ولا زلت أندهش كيف سمحوا لنا بحضور المحاكمة، هل اعتقدوا أننا من الإعلام الرسمي، وزارة الإعلام مثلاً، أم اعتقدوا أننا من المخابرات العسكرية أو جهاز الأمن، المهم أنني بعد ثلاثة أيام من بقائي هناك اكتسبت مشروعية بسبب الوقت، أخبرونا أن لا نتحدث مع أي عسكري، ورأيت المرحوم عبد الخالق محجوب يسير في حراسة، كانت ذقنه كثيفة وملابسه متسخة ويبدو مرهقاً، غاب حوالي ساعتين أو أكثر، وأعلنوا أن المحكمة ستبدأ.

> من كان رئيس المحكمة؟

ــ رئيس المحكمة كان العميد أحمد محمد الحسن، وهو ضابط قدم من الجيش المصري ودرس بالكلية الحربية المصرية، وكان معهم الأخ منير حمد، وكنت أتأمل قاعة المحكمة فوجدت منير ومعه شخص آخر ينظران في ساعاتهما دائماً، فظننت أنهما إما متضايقان أو أن لديهما موعداً لاحقاً.

> ومن تلا مرافعة الاتهام؟

ــ كان العقيد عبد الوهاب البكري أبو حراز، أما «صَدِيق» المتهم فكان محمود عبد الرحمن الفكي، ففي المحاكم العسكرية ليس للمتهم محامٍ فيحضرون له عسكرياً ليساعده في تفسير القانون العسكري.

> حدثنا عن المحاكمة نفسها وما قاله عبد الخالق؟

ــ وجه رئيس المحكمة إلى عبد الخالق تهمة التحريض والتدبير للإطاحة بالنظام القائم وشرح له القانون، وأذن لممثل الاتهام بأن يتلو خطبة الاتهام، وكانت الخطبة قاسية اتهمت عبد الخالق والحزب الشيوعي بأن شهوة الحكم أعمت أبصارهم، وقد حصلت على هذه الخطبة لكن أفراد الأمن أتوا لبيتي ذات مرة ووجدوها فصادروها عقب انقلاب حسن حسين. وعندما تحدث عبد الخالق قدم مرافعة طويلة للغاية، وقد تبرأ من الانقلاب، وقال إن لا صلة له به، وقال إنه بعد عودته من القاهرة أخبره الشفيع أحمد الشيخ بأن بعض الإخوة يفكرون في تنفيذ انقلاب. ومن الأشياء التي توقفت عندها كثيراً قوله إنه عندما تم حل الحزب الشيوعي وطرده من البرلمان شعروا هم بأن الحزب مستهدف من القوى الرجعية في المنطقة ومن أمريكا والاستعمار، وقال إن الرئيس عبد الناصر أرسل لهم أسلحة ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، وكانت السلطات قد ضبطت سابقاً قبل مايو سلاحاً في امتداد الدرجة الثالثة من الناحية الشرقية، ووجدوا قوائم، وكان يفترض أن يحدث تحقيق وتحرٍّ، لكن القضية ماتت، فربطت بين حديثه والحادثة.
وكنت سألت حينها محمد أحمد المحجوب عن قضية السلاح وقلت له إن هناك حديثاً عن أنه سحبها بواسطة النائب العام، فقال لي صحيح لأنني لا أريد أن تقف زوجة صديقي أمام المحكمة، ويقال إن من بين الأسماء التي تم ضبطها اسم زوجة الأستاذ أحمد سليمان المحامي، وفي العام 1977م قابلت الشريف حسين في لندن فسألته عن الحادثة فأخبرني أن المحجوب لم يسحب القضية بسبب زوجة أحمد سليمان بل بطلب من عبد الناصر.

> رغم أن الشفيع قال إن لا علاقة له من قريب أو بعيد بالانقلاب؟

ــ لم يقل عبد الخالق أن الشفيع كان مشاركاً أو مدبراً.

> لم لا تربط ذلك بطلب الشفيع ــ أثناء محاكمته ــ شهادة معاوية سورج ليؤكد عدم صلته بالانقلاب الذي كان يرتبط نفسه بعبد الخالق؟

ــ لقد أصبح هذا الانقلاب يتيماً في آخر الأمر، ونفى كل شخص صلته به، أما محاكمة الشفيع فقد حكى لي الأخ عبد الوهاب البكري، وكان يحقّق مع الشفيع، أن الشفيع طلب شهادة معاوية إبراهيم سورج كشاهد دفاع يثبت أنه كان ضد الانقلاب، فأحضر عبد الوهاب سورج، وسأل الشفيع سورج: هل تذكر في وقت كذا وزمان كذا أن هناك أشخاصاً كانوا يتحدثون عن الانقلاب بحماس وكنا أنا وأنت الوحيدين ضد فكرة الانقلاب؟، فقال سورج: لا أذكر، فسأله الشفيع: هل تذكر في وقت لاحق في المكان الفلاني أن الناس تحدثوا عن ذات الموضوع وكنا أنا وأنت نعارض الانقلاب؟، فقال سورج: لا أتذكر؟، هنا سأل الشفيع سورج بحزن شديد: يا معاوية.. هل تذكر ما هو اسمي؟.

> هل شعرت أن كلمة عبد الخالق كانت الأخيرة في الدنيا، أم كان يرغب في إثبات براءته؟

ــ كانت كلمة للتاريخ، ولم تكن مسألة البراءة واردة، وحتى رئيس المحكمة كان يشعر بأن القضية عبء ثقيل يريد أن يستريح منه.

> هل كان القاضي يغفو بالفعل؟

ــ كان يغمض عينيه ويصحو ليلتفت لعبد الخالق ويقول له بلهجة مصرية: (خَلَّصْ.. خَلَّصْ.. دا ما بفيدكش بحاجة)، وكان عبد الخالق ثابتاً، لكن اللحظة الوحيدة التي شعرت أنه اهتز فيها كانت عندما قال رئيس المحكمة ذلك، فرد عليه قائلاً: (أرجو أن توسع لي صدرك لأنك تعرف إلى أين ستمضي بعد أن تخرج من هنا، ستمضي إلى أولادك، أما أنا فلا أدري إلى أين، وكانت صورة عبد الخالق في المحكمة تختلف عن هيأته الرثة التي كان فيها قبل ذلك، فقد كان حليق الذقن والرأس، يرتدى بدلة سفاري سمنية اللون وحذاءً لامعاً، وقد وصفته بأنه أشبه بفرسان العصور الوسطى، وحال دخوله التف حوله الصحفيون الأجانب وحيوه بكل اللغات، ووقف معه لمدة طويلة إريك لارو الصحفي الفرنسي الجزائري.

> كم ساعة استمرت المحكمة؟

ــ المرحلة الأولى كانت خمس ساعات، وبعدها قيل للصحفيين إن وقت التداول قد حان، وبعدها بدأت الجلسة الثانية المغلقة من دون صحفيين وكنت فيها.

> هل صحيح أن السوفيت طلبوا من السادات التدخل لدى نميري لوقف إعدام عبد الخالق؟

ــ كنت دائماً أقف في الشباك الغربي لمكتب العميد أحمد عبد الحليم الذي يوجد فيه الرئيس جعفر نميري، وأرى ما يحدث، كان يتحدث في التلفون، أو ينادي الضباط المعتقلين ويوجه لهم التهم والشتائم، وأتى من يقول إن الرئيس أنور السادات في التلفون، هنا أغلق الشباك وطلبوا مني أن أقف بعيداً، وفي آخر اليوم التقيت بالعميد أحمد عبد الحليم، الذي كان قائد سلاح المدرعات، فسألته عما حدث، فقال إن الرئيس السادات نقل للرئيس نميري رسالة من السوفيت بإيقاف إعدام الشفيع أحمد الشيخ باعتباره حاملاً لوسام لينين أرفع وسام سو?ييتي.

> وماذا بشأن عبد الخالق؟

ــ لم يتحدث عن عبد الخالق، وسألته عن إجابة الرئيس نميري فقال إن الرئيس قال للسادات: (سبق تنفيذ الإعدام في الشفيع)، وأخبرني عبد الحليم أن السادات قال لنميري: (خلّص على رأس الحية)، والإشارة واضحة.

> هل صحيح أن الرئيس نميري كان مدفوعاً بضغط العساكر الذين طالبوا بالإعدام؟

ــ محاكمة عبد الخالق كانت في «جملون» لأنها محاكمة كبيرة، لكن بقية المحاكمات تمت في مكاتب، وكان العساكر يقفون في «البرندات»، وعندما يقدم شخص للمحاكمة كانوا يضربون الأرض بكعوب البنادق ويطالبون بالإعدام، وكنت أشك أنهم ربما يطلقون الرصاص على من لا تحكم المحكمة بإعدامه.

> مذبحة قصر الضيافة، هناك تبرُّؤ من الجميع عن المسؤولية عنها، هل قام الحراس الانقلابيون بالمذبحة بعد اليأس من نجاح الانقلاب؟، أم أن مجموعة أخرى كما يقال الآن نفذت المذبحة؟

ــ فهمت من الأخ أحمد موسى الخير، الذي كان رائداً وقتها ورئيس الاستخبارات العسكرية في الأبيض وتم تعيينه قنصلاً للسودان بكمبالا وأتى قبل الانقلاب بأيام، لا أدري إذا كان على صلة بالانقلاب، لكنه كان على صلة بانقلاب مايو، اذكر أنني في يناير 1970م ذهبت لتغطية مؤتمر الشباب في جوبا، وكان في الوفد المقدم بابكر النور والرائد هاشم العطا، وقابلت أحمد موسى وأخبرني بأنهم اجتمعوا بالعطا وأخبروه أن انقلاب مايو لم يكن وطنياً بل كان شيوعياً، وقال لي إن هاشم العطا وعدهم بالتصحيح، عندما حضر أحمد موسى ليمضي إلى كمبالا وجد الانقلاب، وانضم للانقلابيين، وأتاني في عشية يوم الانقلاب حوالي منتصف الليل وكان يركب عربة جيب، شكا لي من عودة الشيوعيين في الانقلاب، إذ إن القيادة امتلأت بالشيوعيين، وقال إنه لن يفارق هاشم العطا، وبالفعل لم يفارقه حتى سقوط الانقلاب، قال لي عن بيت الضيافة إن من ألقي عليهم القبض حين بدء الانقلاب كانوا أعضاء في تنظيم أحرار مايو، وهو يشابه التنظيم الطليعي للاتحاد الاشتراكي في مصر، ويعتقد موسى أن المذبحة كانت تصفية حسابات، لأن تنظيم أحرار مايو كانت لديه مشاكل مع الشيوعيين، ودليله أن المذبحة كانت بالدبابات، وكل من كان مستلقياً لم يصبه مكروه، وقتل من كان واقفاً لأن الدبابة تضرب في مستوى مرتقع.

> هناك روايات ناجين تقول إن من أطلقوا النار كانوا أشخاصاً راجلين؟

ــ هذا ما أخبرني به موسى، أما رأيي فهو أنها تصفية حسابات، لأن هنالك من أتوا وأخذوا العميد سعد بحر عقب الانقلاب، ومعروف أنه قومي عربي.

> أنت تبرئ إذاً الانقلابيين من دم شهداء بيت الضيافة؟

ــ لقد شعروا بأن الانقلاب فشل، وربما أرادوا تصفيتهم لأنهم خصومهم، لكنني لا أستطيع أن أجزم فتلك حقيقة غائبة عني، وهناك لجنة تشكلت برئاسة مولانا حسن علوب، وهو قاضي محكمة عليا، وأعدت لجنته تقريراً لكنه اختفى.

> لماذا؟

ــ أعتقد أن هناك بعض الأشياء لم يرد لها جعفر نميري أن تخرج، فالتقرير اتهم جهات في السلطة وربما طال الاتهام جعفر نميري نفسه.

Post: #165
Title: Re: إعدامات الشجرة 1971 ( صور)
Author: sourketti
Date: 12-31-2009, 07:31 PM
Parent: #164

وللمرة الثانية شهادة اللواء م عبدالحى محجوب وأرجوالتركيز على أمر هام جداً عما حدث فى بيت الضيافة وكيف بدأ الضرب عليهم ؟؟؟ووضعه الذى كان عليه؟؟ ثم نهاية أقواله!!!

Quote: كان من الواضح أن الشيوعيين يسيطرون على مايو، وبرز ذلك منذ حشد ميدان عبد المنعم بعد ستة أيام من الانقلاب؟

نعم، كانت غلبة الشيوعيين واضحة لا تخطئها العين، ربما بسبب أن تنظيم الضباط الأحرار كان جزءاً من الشيوعيين منذ الثانوية، وفي خلال العام اتضح أن معظم الناس يرفضون ذلك التوجه، وبرزت المشاكل، وعرف أعضاء مجلس قيادة الثورة أن معظم الأشياء التي يناقشونها تتم مناقشتها لاحقاً في الحزب الشيوعي، فحدث الخلاف حتى داخل الحزب الشيوعي نفسه، وكان الأستاذ عبد الخالق محجوب موجوداً حينها، وأذكر أن العساكر في سلاح الذخيرة- حيث كان محجوب سجيناً- ما كانوا ينادونه باسمه بل ينادونه الأستاذ، وذلك يوحي بتأثير عبد الخالق عليهم، المهم أن خلافاً حدث داخل الحزب وانقسم هو نفسه إلى أجنحة، وفصلوا ثلاثة من أعضاء مجلس قيادة الثورة، هاشم العطا، وفاروق حمد الله، وبابكر النور، وظهرت حينها تيارات كثيرة، من بينها تنظيم معتدل برز من داخل الضباط الأحرار أنفسهم حمل اسم أحرار مايو، وكنت من الأشخاص الذين انضموا لأحرار مايو لتأمين الثورة، وكان هناك شيوعيين غير معروفين داخل تنظيم أحرار مايو، وألقي القبض على عبد الخالق وأحضر لنا في مصنع الذخيرة على اعتبار أنه يقع في مكان بعيد جنوب الخرطوم، وتسهل حراسته، وضعوه في ميز الضباط حيث كان يحرسه ضابطاً، وكان ضابط الاستخبارات حينها النقيب اسحق إبراهيم، أحد الذين كانوا في بيت الضيافة، وهناك ضباط تم فصلهم مثل المقدم محجوب إبراهيم الشهير بـ«محجوب طلقة»، وكان نشطاً، وبدأت إرهاصات فتم تشديد الحراسة، وأذكر أننا كنا نحتفل يوم التاسع من يوليو، وانطفأ النور فحدثت فوضى، وعرفنا لاحقاً أن هذا كان توقيتاً للانقلاب لكن تم تغييره في اللحظات الأخيرة، وفي الثلاثين من يوليو أتيت ووجدت الضابط النبطشي وكان اسمه عبد الله مرجان يجلس محتاراً فسألته، وأخبرني بأن عبد الخالق هرب ومعه عثمان عبد القادر الذي كان يحرسه، حاولت الإتصال بمكتب خالد حسن عباس القائد العام في القيادة العامة عبر الهاتف، وذهبت إلى القيادة فوجدتها خالية، وقالوا إنهم مضوا إلى مقابر حمد النيل ليدفنوا النقيب حسن الذي قدم جثمانه من لندن، انتظرت حتى أتى خالد وسألني «دا شنو العملتو دا»، وكان معه عثمان أبو شيبة رئيس الحرس الجمهوري الذي كان عبد الخالق محجوب يختبئ في بيته، وعرف أنني من سلاح الذخيرة، وقال لخالد إن هؤلاء ملكية فنيين غير منضبطين ولا يعرفون كيف تكون الحراسات، وهاج هياجاً شديداً أمامنا بسبب هروب عبد الخالق وأمر بإغلاق طريق جبل أولياء، بينما كان عبد الخالق يختبئ في بيته هو شخصياً، ذهبنا وأوقفنا الجنود ولمناهم على هروبه، وأذكر أن الشهيد مصطفي عثمان أورتيشي- الذي استشهد في بيت الضيافة لاحقاً- كان مدير مصنع الذخيرة وكان يفترض أن يسافر في وفد إلى القاهرة في الثامن عشر من يوليو ولكنه أجل سفره إلى يوم عشرين، وعندما استودعته في يوم التاسع عشر من يوليو طلب أولاً أن نهدئ من خواطر الجنود بعد لومنا العنيف لهم، ونجعلهم يفهمون أننا لا نجازيهم، وكان يسكن في العمارات وكنت أسكن في السجانة فمضيت معه في سيارته، ووصلنا منطقة المدرعات التي كانت تحيطها مساحات خالية فقال لي: «والله لو في كفوة حتجينا من المدرعات دي»، وضحكنا، وأوصلني إلى البيت وسلم على الوالدة ومضى، وبعد الغداء سمعت عن دبابات في الشوارع.

< كان انقلاباً نهارياً وليس في الليل على غير العادة؟

- نعم، وحاولت الاتصال عبر التلفونات لكنها كانت معطلة، حملت زي العسكري في حقيبة ومضيت بالزي المدني، فوجدت رائداً يدعي فاروق عكود- وهو من الأشخاص الذين حوكموا فيما بعد- وأمرني بأن ألبس ملابسي العسكرية، فذهبت وعندما عدت أردت أن أحمل مسدسي وجدت ملازماً يدعى فخر الدين فأخبرني بأنني موقوف.

< وسبب ايقافك كان انتماؤك إلى تنظيم أحرار مايو؟

- نعم، اصطحبوني إلى سكن الضباط، وبقيت هناك، ووضعوا معي الملازم أول الطاهر أحمد التوم الذي كان المدير المالي في سلاح الذخيرة، والملازم عبد الله مرجان الذي كان يحرس عبد الخالق ليلة هروبه، ومحمد الحسن منصور أحد الفنيين، وفي اليوم التالي نقلونا على بيت الضيافة بسيارة إسعاف مغلقة، وعندما نزلنا ودخلت بيت الضيافة وجدت مجموعة من الناس مستلقين على الأرض بـ«فنايل»، ولم أصدق أنهم ضباط، وكان هناك سرير واحد وكرسيين فقط، وقد أحضروا الناس بملابسهم التي كانوا يرتدونها ساعة توقيفهم.

< من أبرز الشخصيات التي وجدتها في غرفتك ببيت الضيافة؟

- سعد بحر قائد اللواء الثاني مدرعات، وأورتشي مدير مصنع الذخيرة، وعثمان كنب قائد كتيبة المدرعات في أمدرمان، وفي الغرفة الثانية التي تفتح علينا كان هناك محمد حسن عباس أخ خالد حسن عباس ومجموعة من الضباط.

< كم كان عددكم؟

- كنا حوالي خمسة عشر شخصاً في ثلاث غرف، وفي الغرفة الثالثة كان هناك سيد أحمد حمودي قائد المظلات.

< حراسكم هل تذكرهم؟

- كان هناك أحمد جبارة والحردلو، وكان الحراس برتب ملازم ولم نكن نعرفهم، كنا بدرجة نقيب.

< المعاملة، كيف كانت؟

- وضع ضباط كبار مع ضباط صغار كان يدل على أن هؤلاء ليسوا عسكريين، كان هناك ملازمين، وعقيد، ووضعوا جميعاً على الأرض في مكان واحد، وكان هناك حمام واحد فقط، وعندما يحضروا شخصاً جديداً كانوا يغلقون الباب ورائهم بعنف.

< هل كنت ممن تم دفعه عنوة؟

- تلقيت دفعة خفيفة، وفي يوم الأربعاء أحضروا الرائد فتحي أبوزيد، وزارنا حينها إبراهيم محجوب طلقة، وكانوا هم يزوروننا أحياناً ويستفزوننا عبر طلب الوقوف والسير «معتدل مارش»، وكنا كشباب نتحمس لكن الأكبر سناً كانوا يطالبوننا بالهدوء، وسألنا فتحي عن الموقف بالخارج فقال إن الوضع لن يستمر، وفي يوم الخميس أتت في الصباح مظاهرة أمام بيت الضيافة وهتفت لا تحفظ بل إعدام، ولم أكن أحمل الأمر محمل الجد فداعبت من معي قائلاً: «يا جماعة جرسكم ضرب».

< ألم تكن تتوقع أن تقتلوا؟

- لم أكن أتخيل أن الأمر كذلك، وفي ذلك اليوم تحديداً أحضروا لنا طعام غداء فاخر وشاي، وقبلها كان الحردلو قد أحضر لي حقيبة من والدتي، وكانت بيننا معرفة، ووجدت في الحقيبة جلابية «سكروتا» ومعجون وفرشاة أسنان وزجاجة عطر، وأذكر أنني منحت المعجون لأورتشي، وجلسنا نتحدث، وسمعنا صوت ذخيرة، واعتقدنا أنها رصاصات لتفريق المظاهرة التي سمعنا هتافها في الصباح، بعدها بقليل سمعنا صوت دانة، وهنا قال سعد بحر إن هذا هو اللواء الثاني الذي يقوده قد بدأ يتحرك، واستدل بأن طلقة الدانة تخص دبابة 55، وليس لدى الانقلابيين مثلها، وطلب منا أن نستلقي على الأرض لنحمي أنفسنا من الشظايا، وكان لدي مكان جوار الباب كتبت عليه موقف خاص، كناية عن أنه يخصني، لكنني غادرت المكان لأنني تخيلت أن من يدخل سيبدأ بإطلاق النار علي أولاً، فغادرت إلى مكان آخر داخل الغرفة، واستلقى في مكاني الرائد سيد المبارك شقيق د.عبد الرازق المبارك، فقلت له أبقى في مكانك يا سعادتك، فقال لي: هل أبقى قبالة الباب، فقلت له لن يصيبك مكروه، ولكن أول رصاصة أصابته ولا يزال ذلك يؤلمني حتى الآن، كنا مستلقين، وسمعنا شخصاً في الخارج يقول: «اضرب الناس الجوة بالرصاص».

< سمعتم هذه العبارة بوضوح؟

- نعم، قالوا له نضربهم جميعاً فقال نعم ولا تتركوا أحداً، ودخلوا غرفتنا وضربونا بالرصاص، وكان هناك صوت اطلاق نار في الغرفة الثانية وجلبة، ودفعوا باب الحمام فوجدوا سيد أحمد عبد الرحيم أحد أبناء دفعتنا وكان يرتدي فانلة داخلية وبنطال الجيش، وسألوه عن رتبته فأخبرهم أنه نقيب، فضربوه بالرصاص وسقط، وكنا نستلقي على الأرض، وعندما أرادوا الخروج قال أحدهم إن هناك بعض من لا يزالون أحياء.

< بعد أن دخل فتح النار على الجميع؟

- نعم، وبعد ذلك دخلوا وأخذوا يقلبون الناس ليعرفوا الموتى والأحياء.

< هل كان حراسكم من فعلوا ذلك؟

- لم نتمكن من الرؤية بسبب أننا كنا مستلقين على الأرض، وبسبب رائحة الدم الساخن التي انتشرت، ورائحة الحريق الذي نشب في المراتب، لم يكن المرء يعرف ما يحدث.

< هناك رواية تقول إن من أطلقوا النار كانوا أشخاصاً غير حراسكم؟

- هناك من تمكنوا من الرؤية.

< من رأى ما حدث؟

- العميد عثمان عبد الرسول، كان جالساً في الغرفة الأخرى وتحدث مع الحراس، وقال لهم نحن زملاؤكم، يومها، أخذوا يقلبون الناس، وكان فيهم من انقطعت أنفاسه، وشعرت أنا بشخص يضع سلاحاً على جسدي، لم أرفع رأسي، وسمعت صوت التكة، ويبدو أن السلاح كان خالياً من الطلقات.

< نجوت؟

- نعم، لكن في ذلك الكسر من الثانية الذي سمعت فيه تكتكة السلاح شاهدت كل حياتي في لحظة واحدة، بعد ذلك سمعنا صوت دخول دبابة، هرب من أطلقوا النار، ودخل آخرون يهتفون: الله أكبر ولله الحمد، وقلت في سري إن هؤلاء هم الأنصار، وفي ذهني أحداث الجزيرة أبا وود نوباوي، وقلت إنه الذبح لا محالة، ولم أنهض من رقدتي لكنني في النهاية نظرت للأعلى فرأيت شخصاً على وجهه شلوخ على شكل سلم ويرتدى طاقية المدرعات، فعرفت أنهم ليسوا الأنصار، وسألني: هل أنت حي يا جنابو، قلت نعم، تعال لترفعني، ونهضت فوجدت رأس أورتشي ينزف، وسعد بحر ينادي لإخراجه من تحت أحد الكراسي.

< من هم الناجون يومها؟

- نجا من غرفتنا عثمان كنب، وفتحي أبوزيد، واسحق إبراهيم عمر، وسعد بحر، وعندما خرجت وجدت أن جميع الناس ركبوا على الدبابة، وسألت سعد بحر فأخبرني أن الرئيس نميري مضى على المدرعات، كانت الدبابة ممتلئة فخرجت مع الملازم حسن البدري إلى الشارع، وكنا متعبين فاستندنا إلى شجرة أمام بيت الضيافة، ثم جلسنا على الأرض، وأتت مظاهرة تهتف: عائد عائد يا نميري، وقال البعض هؤلاء جماعة نميري فاسعفوهم، والبعض الآخر قال هؤلاء جماعة هاشم العطا فاضربوهم، وعندما اقتربوا أخبرناهم أننا كنا مسجونين عدة أيام، ووجدوا سيارة متوقفة فوضعونا فيها لكن السائق لم يكن جيداً فانقلبت السيارة قرب صينية سان جيمس، ورفع الناس السيارة وأخرجونا وأسرعوا بنا إلى الحوادث، أول من قابلني كان د.أحمد عبد العزيز، سألني فقلت له إنني أشعر بدوار، فطلب أن يمددوني على شارع الأسفلت ويحضروا حقنة تيتانوس، طعنني الحقنة ومعي حسن البدري، وأخبرني أحمد عبد العزيز أن أحد زملائنا ممدد على طاولة العمليات في انتظار طبيب التخدير، وكان ذلك الشخص هو عثمان عبد الرسول، بعدها دخلنا مبنى الحوادث، ولم يجدوا طبيب التخدير فقرروا أن يدخلونا إلى عملية لإخراج الشظايا من دون تخدير، وطلبت من حسن الدخول أولاً فقال إنه ملازم وأنا نقيب، وأصر على تقديمي فدخلت، ووجدت عثمان وأمعائه كلها في الخارج، وفي الفجر نقلوه إلى انجلترا ليخضع لعملية جراحية.

< لو عدنا إلى بيت الضيافة، الروايات تقول إن انقلاباً آخر كان يتبلور حولها، ليس لصالح جعفر النميري ولا هاشم العطا، وأن هؤلاء الانقلابيين الجدد هم من نفذ مذبحة بيت الضيافة، وقال الأخ عثمان الكودة أن المذبحة نفذتها المدرعة التي جاءت على بيت الضيافة وليس من الحراس؟

- هل دخلت المدرعة الغرف وضربت الناس، مستحيل بالطبع، ثانياً، عدد المدرعات معروف ولا يمكن أن يقودها أي شخص وإذا خرجت من الشجرة حتى بيت الضيافة فإنها ستعرف، ويقودها عدد من الناس ومن غير الوارد أن لا يعرفوا جميعاً، كما أن الوحدات التي كان يمكن أن تقود انقلاباً كانت المدرعات أو المظلات، ولو تحرك منهما شخص لعرف، ولم تضربنا مدرعة، لقد ضربنا بذخائر بنادق، من أشخاص دخلوا على الغرف، كما أن قادة الدبابات معروفين.

< من عرف بالعماس، وهو الآن حي يرزق، وكان يعتقل مجموعة من الضباط، هل سمعتم أن هناك أوامر تصفية؟

- من المعاملة عرفنا أن الأمر لن يمر بسهولة، في الإنقلاب تعتقل الناس وتعاملهم باحترام، لكن الأمر لم يكن كذلك.

< الحديث عن وجود انقلاب آخر كان يدبر له السيد صلاح عبد العال مبروك، إلى أي مدى هو صحيح؟

- الناس يمنحون بعض الأحداث وزناً كبيراً، صلاح ضابط إشارة، وكان من بين الضباط الأحرار، ولم يكونوا كباراً أو في الوحدات المقاتلة، وأتاني صلاح نفسه في المستشفى وسألته فنفى الأمر.

< شاهدوه في الإذاعة؟

- لا ، ربما لأن له علاقة بالآخرين، هاشم العطا كان دفعته، وكانت لهاشم العطا قدسية وسط الضباط من دفعته.

< مشاهدة صلاح عبد العال في الإذاعة، والروايات حول أنه أراد أن يتحدث، ألا يعزز ذلك من وجود محاولة انقلاب؟

- لا، لم تكن لدى صلاح مدرعات، وأي انقلاب ليست فيه مدرعات ليس انقلاباً، ولم تكن وحدات الخرطوم الأخرى مشاركة في الأحداث.

< إذاً أنت على يقين أن من نفذوا مذبحة بيت الضيافة كانوا هم الحراس؟

- نعم، وأنا شاهد عيان، وعثمان عبد الرسول، وأتمنى أن تسألوه.