|
كرهونا !
|
كرهونا !! ... والله العظيم كرهونا !
عبارتين رمى بها فى مسمعى صاحب مكتبة وهو يسارع الى انزال اطرافها الحديدية شاحذا همة الصبى العامل معه للاسراع باحضار عكاز وسيخة - حدد موقعها داخل المكتبة - ثم اضاف وانا امد له بحزمة اوراق نقدية قيمة صحف ومجلات .. ياخ نحن مالنا ومال الحكومة ومشاكل عبد الواحد معاها واولاد الغرب .. نحن مالنا .. واضاف بضجر ظاهر وضيق رسم تقطيبة كبيرة على وجهه ( انا ذنبى شنو كل يومين تلاتة القى السوق بقى فاضى والناس جارية وزباينى يطشو لانو فى ولدين تلاتة لامين فى الناس خبط من طرف ) .. ومضى وهو يعلن الارض وما فيها من عالم ومن اشباح ومضيت انا اتلمس طريقى بصعوبة وسط السيارات المرتاعة هربا من مظاهرة عنيفة جوار برج البركة لا تسمع فيها هتافا او ترى فيها شعارا لكن الذى تراه حجارة تنهال على المارة وحرق عشوائى للسيارات ومهاجمة لبعض المتاجر تحت غطاء رفض اتفاق ابوجا ! المسالة تكررت بالخرطوم مؤخرا وخسر مواطنون عزل وابرياء ممتلكات اصيبت باضرار ،احدهم وهو ضيف فى اجازته السنوية فوجى عقب خروجه من مكتب احد المحامين بعربة شقيقه التى يستغلها تحترق امام ناظريه رغم انه لا علاقة له بالحكومة والجبهة الاسلامية وعلى النقيض تماما فقد هاجر (البروف ) مطلع التسعينات بعد ان طاله سيف الصالح العام فالتمس الرزق فى احد الدول الغربية ناشطا باحد مراكز البحوث ، والرجل الذى تربطنى به اصرة دم وصلة قربى التقيته مساء امس الاول محتارا وان تسامح مع خسارته التى وقعت عليه وقال لى حديثا مؤثرا خلاصته ان هذه الافعال الخرقاء لن تفعل شيئا سوى تكريس صورة شائهة عن مطالب هؤلاء الرافضون لابوجا حيث ستصطدم بالاغلبية الصامتة من السودانيين والذين يجبرهم هؤلاء على دفع فاتورة لا يملكون لها دفعا مشيرا الى ان العنف سلوك مؤذى بالقضية مهما كانت مشروعيتها وسلامة مقصدها وهو فى النهاية اى العنف يولد ردة فعل مضادة منها ما هو ظاهر كرد العدوان على المعتدى ومنها ما هو مستتر كتكوين موقف يمقت تلك الجهة ويكرهها وبالتالى يحاصر اى مستقبل لها من جهة القبول فى الشارع . اصدقكم القول .. ما قاله الرجل صحيح .. كثيرون ممن واجهوا المظاهرات الاخيرة - وهى محدودة - صارت مواقفهم (كارهة ) وبصورة بينة لهذا السلوك وبدا ان لديهم استعداد لقبول اى تحرك حكومى لسحق اى مظاهرة مقبلة بعنف وشدة وتراجع وبصورة مريعة حجم اى تعاطف قد يذكر مع موقف عبد الواحد نور او اى من القائلين برفض اتفاق السلام فى ابوجا وقضية دارفور جملة وهى قضية رغم عدالة كثير من اوجهها فان الطريقة المتحاملة والمتحيزة والسالبة والمجرمة فى عرضها وشرحها اضعفتها بشكل بين فهل يتعظ اولئك الذين يروعون العمال وطالبى الارزاق باليومية من اصحاب متاجر وباعة واهل مصالح واغراض من العامة بالكف عن شكل هذا السلوك المرفوض فى التعبير ام يواصلون افعالهم ومن ثم يفسدون قضيتهم ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|