الاخ الاستاذ ياسر الشريف
تحياتي واشواقى
لقد دار بيننا حوار قبل الآن فيما يتعلق بالدين الاسلامي وما اصابه من تحجر فينا، وهذه النقطة التى توقفنا عندها
ومن ثم تناولنا علاقة الفلسفة بالدين، حيث كان لي راي واضح وهو استحالة الجمع بينهما. ولا اريد ان ابدا من الاول
وكنت بصدد عمل لينك للموضوع ولكن بحثت عنه ولم اجده.
والآن دعني ابدا معك من هنا وخاصة فيما يتعلق بالاعلان العالم لحقوق الانسان والذي يدعمه كل الدعم عبدالله النعيم
وروادا والاخ دينق. و الآخران هذان لا اريد ان اقف عندهما طويلا. وذلك لقناعتي التامه بأنهم ليس لهم هوية الا هوية
الضد لاهل الشمال المسلين تحديدا. وهذا الفهم من اكثر الاسباب التى جعلت اهل الجنوب بكل تنوعهم معلقين بين السماء
والارض. اي ان دينق وروادا فى مرحلة اكتشاف ذات و لا ارى عيب فى هذا، خاصة وانني اشفق عليهم كثيرا، وكل ما اتمناها
منهما الاجتهاد والبحث اكثر حتى يجدوا هويتهم الضائعه واتمنى لهم حظا سعيدا.
والان عودة للاعلان العالم لحقوق الانسان
ودعنا نبدا من قولك ان العدالة المطلقة لم تقم فى الارض، واقول لك ولكن هذا لا يعني انه لايمكن تحقيقها او على الاقل تحقيق
الصحيح. وحتى الغاية من هذا الاعلان هو السعي الى الصحيح ليس شي اكثر من ذلك اخي ياسر. والآن هل شرع
الله لم يكفل هذه الحقوق للبشر؟؟؟؟ ارى فى ردودك كانك فاقد الثقة المطلقة فى كتاب الله، وترتكب نفس الخطا الذي يقع
فيه الكثير من المتثقفين والذي لا يشبهك من قريب او بعيد. عندما قال رسولنا الكريم (ص) ان هذا القرآن صالح لكل
زمان ومكان، كان يريد منا فى البدء الثسليم والايمان المطلق بصحة هذا القول. ام كيف؟؟ فهذا واجبنا حتى نبحث وننقب فى القرآن واضعين فى اعتبارنا ان به ما يكفل حقوق البشر بكل اختلافاتهم. ويبدو لي جليا اخي انكم تعانون من خلط كبير جدا بين كيفية البحث والتجديد وبما هو مسلم به. وهذا يبدو واضحا فى قولك ان الشريعة لا تحترم حقوق المشرك وانه يقتل ان لم يكتم شركه!!!!
القتل فى الشريعة لا يطبق الا على المسلم المرتد يا اخي العزيز، ام غير المسلم اساسا، فليس هنالك ما يوجب قتله ولمجرد
انه غير مسلم، فهذا افتراء واضح على شرع الله ولقد سبق وذكرت لك فيما ما مضى من حوار بيننا انكم تجعلون من الحريات
ثوب فضفاض يحمل الكثير الكثير الذي يسئ الى كتاب الله فى داخله باسم الحرية، وهذا يبدو واضحافي دعوة التجديد اللوثرية التى اتيتم بها الآن.
واقول لك اخي العزيز ان شرع الله يحترم ويكفل حقوق كل البشر وبما فيها حريات الاديان.وكان الاحرى بك ان تجعل
من قول رسولنا الكريم محمد (ص) فى ان شرع الله يصلح لكل زمان ومكان قاعدة تنطلق منها وتسلم بهذه الحقيقة تسليما مطلقا ومن ثم تشرع فى الكيفية
التى تجعلنا نصل لهذه الحقيقة. ام ان تأتي وتسلم تسليما مطلقا بهذا الاعلان وتصل مرحلة من الايمان المطلق به لدرجة ان تسعى لتضعه
فوق القرآن، وتعمل جاهدا وتكيل بمكيالين لتثبت صحة الاعلان وعجز شرع الله فى توفير الحقوق الانسانية للبشر جميعا.
لماذا الكيل بمكيالين فى قولك هنا اخي ياسر
Quote: من قال لك أن كل الناس سواسية أمام القانون؟؟ إن الجارية المسترقة لا يطبق عليها نفس ما على الحرة من العقاب.. وهذا على زمن الجواري والرق، ولا أعتقد بأنه له مكان اليوم في التشريع.. أما إذا كنت تريدين النص الذي يقول بعدم المساواة في العقاب:
|
تحدثت عن تعدد الزوجات وقلت هنالك تشريع مرحلي له ظروفه المحيطة به، راميا بذلك ان هنالك تشريعات وضعت وفق ظروف
معينه ولمرحلة زمنية محددة. كلام جميل يوجب اعادة النظر فى كثير من التشريعات بالرجوع للنصوص القرآنية مرة اخرى. وهذا ما جعل
من شرع الله مميزا عن كل القوانيين الوضعية الاخرى لانها كلها تفتقد لمرجعية كالقرآن الكريم. ام ان تاتي بعد هذا الكلام الجميل والموضوعي
وتذكر حديث الجارية وملك اليمين وانت الذي يعلم علم اليقين اننا هنالك اكثر من منطوق لشرح وتفسير لما ذكرت ومن داخل كتاب الله وبنفس فهم التشريع المرحلي الذي يعتبر من اهم اساسيات تأكيد حقيقة ان كتاب الله يصلح لكل زمان ومكان. تاتي وتنسف كل ما ذكرته والذي اتفق معك فيه
ومن اجل ان تؤكد الافضلية المطلقة للاعلان العالمي لحقوق الانسان لا غير، وتقول كيف تفسرين ملك اليمين يا دكتورة؟؟؟