|
قصــات من المحاكم: و خســر الحــب
|
تقـــديم اصدقائي و صديقاتي .. حبابكم راودني إحساس بأن كثير من أهل هذا المنتدى قد لم تتاح له السانحة ليرى ما يدور في محاكمنا ، سواء كان طرف في التقاضي أو قاضي أو محامي أو شرطي محكمة .. و معظمنا قد يكون كل ما يعلمه عن المحاكم هو ما تجود به الدراما ، تلفزيونية أو إذاعية ، أو السنما ، و معظمها أجنبية عن واقعنا ، أو ربما المقروء من صحف و مجلات و كتب .. أما واقعنا في السودان ، تحديدا محاكمنا ، فهو لا زال مجهول .. الغرض من هذه القصاصات ، هو إلقاء نظرة ، مع أن الفكرة السائدة عن أهل القانون بأنهم ناس جافين و كل حواراتهم تدور في المهنة .. و لا نهدف الى الإساءة الى أحد أو كشف حال أحد ، وإنما هي جوانب مهمة في حياة مجتمعنا ، وقد تفيد الحوارات حولها الى لفت نظر المشرع للإنتباه لأشياء قد لا يسمح له برجه العالي بالإقتراب منها .. نعم القانون للجميع ، لكن في كثير من الأحايين تقوم بصياغته القلة القليلة.. عزاؤنا في هذه القصاصات و مفارقاتها بأنها فعلا حدثت على أرض الواقع , نتمنى أن تحوز اهتمامكم حرصت أن تعرض الأمور بأبسط ما يكون بعيدا عن تعقيدات لغة القانون و مصطلحاتها التي تفلق الرأس.. و كل ذلك لإيماني التام بأننا لازلنا في السودان في أمس الحاجة لتأسيس ثقافة قانونية شعبية تبصر الناس بالقانون و جوانبه .. و الى القصاصة الأولى
و خســر الحب
نوع الدعوى .. أحوال شخصية للمسلمين موضوعها .. إبطال عقد زواج القانون.. قانون الأحوال الشخصية 1991 في السودان الأحوال الشخصية نوعين: للمسلمين و لغير المسلمين، لغير المسلمين يحكمها قانون الإجراءات المدنية لسنة 1983 بكل تعديلاته ، أما الأحوال الشخصية للمسلمين فيحكمها قانون الأحوال الشخصية لسنة 1991، فبل ذلك كان الأمر يدار عن طريق المنشورات القضائية التي يصدها رئيس القضاء .. و الشاهد أن الإخوة الجمهوريين هم من اوائل الناس الذين دعوا لتقنين و كتابة قانون جامع للأحوال الشخصية و الأسرة ، ولكن الأمر لم يكن واقعا الإ في سنة 1991.. و الغريبة أن ناس الجبهة الإسلامية حتى في دعوتهم لتطبيق الشريعة الإسلامية في سنة 1983 لم يهتموا بهذا الأمر و تلك حكاية .. أصل القصاصة .. كان ذلك في المحكمة الشرعية لإحدى مدن غرب السودان خالد و عفاف ، شابين ، كانا على علاقة حب دامت قرابة الخمس سنوات ، كللت بعقد الزواج.. السيدة والدة العروس كانت ذات قبضة قوية على قرارات الأسرة ، و ظهر ذلك في إصرارها على أن يتم عقد الزواج حتى في غياب السيد والد العروس.. و يبدو أن هنالك مكايدات فيما بينهما .. يعني من نوع أوريك و توريني.. والد العروس كان في مدينة أخرى .. و ظهر بعد أن تم العرس ووزعت شربات الفرح و الحفل الساهر الذي كلف الشئ الفلاني.. بعد ظهوره أعلن أن هذا العقد باطل و هو لا يعترف به أو يقره ، و أصرت الوالدة – المرأة الحديدية – أن العقد صحيح ، و لأنه لم تكن هناك إمكانية أو آلية لتسوية الأمر في إطار الأسرة و الأجاويد .. أصبحت المسألة أمام المحكمة الشرعية.. حجة الوالد ، و هو مقيم الدعوى ، بأنه الولي الشرعي ، و بالمناسبة القانون يمنح والد الفتاة البكر الحق في تزويجها أو المصادقة على عقد زواجها أو إبطاله... الوالدة كانت حجتها أن العقد صحيح لأنه مكتوب.. أصبح النزاع في كيفية إثبات علم الوالد و رضاه ، و لم تقدم بينة تعضد ذلك .. و فعلا أصدرت المحكمة قرارا بإبطال العقد.. كانت لحظة لا توصف .. إنهيار العروس و دموع السيد العريس ، التي لم تشفع مطلقا امام الوالد .. بل حتى نظرات الحسرة و زفرات الغيظ من السادة بقية افراد الأسرة و الحضور المنتظرين خارج قاعة المحكمة.. و لأن للمحاكم أحيانا دور إنساني ، فلقد أرشد السيد القاضي ، والد العروس و أخبره بأن له الحق في إلغاء العقد الحالي و تأسيس عقد جديد بحضوره و رضاه ، لكن السيد الوالد رفض هذا العرض و أصر على رأيه و أعلن أنه سيزوج بنته لشخص اخر .. وطبعا كل إنسان حريص و يعرف جيدا مصلحة جناهو.. المفارقة في هذه المسألة تكمن في عدم الإعتراف بمشاعر العروس أو تقدير حقها في تقرير مصيرها ، بالرغم من إعلانها بأنها ترتضي هذا الزوج و أنه الشخص الكفؤ و الأنسب لها و القادر على إسعادها و تأسيس حياة زوجية مستقرة معها .. و تم كل ذلك على أساس تصفية حسابات خاصة بين الوالد و الوالدة ، و خســر الحب.. ماذا ترين عزيزتي .. ماذا ترى عزيزي؟ هل تؤيدون أن تتقدم الفتاة بعريضة دعوى لنفس المحكمة و تطلب تزويجها غصبا عن إرادة والدها؟ و هل تؤثر قيم مثل السعادة الزوجية و الحب و الرضا على سير العدالة في بلادنا ؟ هي دعوة للمفاكرة دعونا نسمع منكم و الى قصاصة أخرى و دمتم
محمد النور كبر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | Kabar | 07-30-03, 07:11 AM |
Re: قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | Kabar | 07-30-03, 09:39 PM |
Re: قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | bayan | 07-31-03, 04:28 AM |
Re: قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | Kabar | 07-31-03, 06:36 AM |
Re: قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | bayan | 07-31-03, 07:08 AM |
Re: قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | Bakry Eljack | 07-31-03, 04:34 PM |
Re: قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | لنا جعفر | 07-31-03, 11:04 PM |
Re: قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | Kabar | 08-01-03, 03:01 AM |
Re: قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | Kabar | 08-01-03, 03:10 AM |
Re: قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | Kabar | 08-01-03, 03:25 AM |
Re: قصــات من المحاكم: و خســر الحــب | لنا جعفر | 08-01-03, 12:32 PM |
|
|
|