غادر بلير الحكم بالاستقالة !!!وميتران وجورج بوش بنهاية المدة متي وكيف سيغادر البشير!!!!!!

Quote: ساركوزي يتسلم مفاتيح الإليزيه ويحدد سياسته العامة.. من دون ذكر أميركا شيراك سلم خليفته رموز الردع النووي.. ثم تحول إلى مواطن عادي باريس: ميشال أبو نجم أصبح نيكولا ساركوزي قبيل ظهر أمس، الرئيس الثالث والعشرين للجمهورية الفرنسية والرئيس السادس للجمهورية الخامسة بعد تنصيبه رئيسا في احتفال تم في قصر الأليزيه، بحضور 400 مدعو يتقدمهم كبار رجالات الدولة الفرنسية. وغادر الرئيس جاك شيراك القصر الرئاسي مباشرة، بعد اجتماع مغلق دام نصف ساعة، مع الرئيس الجديد، أطلعه خلاله على الملفات الحساسة وسلمه الرموز المستخدمة للجوء الى استعمال سلاح الردع النووي الفرنسي، وبذلك، أغلق شيراك الذي أصبح منذ أمس رئيسا سابقا فصلا طويلا من تاريخه الشخصي ومن تاريخ فرنسا بعد أن امضى 12 عاما في القصر الرئاسي و40 عاما في الحياة السياسية. وهذه الفترة هي الثانية من حيث طول المدة إذ أن الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران، بقي متربعا على الكرسي الرئاسي طيلة 14 عاما. وتصافح شيراك وساركوزي مطولا أمام عدسات المصورين عند أسفل درج القصر، وتبادلا حديثا قصيرا صعد بعدها شيراك الى سيارته التي فتح نافذتها ليحيي الحاضرين في بهو القصر، وفي مقدمهم معاونوه وموظفو المقر الرئاسي. وشارك ساركوزي في التصفيق تحية للرئيس المغادر. ومن الاليزيه، انتقل شيراك الى مسكنه الجديد القائم في بناية تطل على نهر السين، وتقع في الجهة المقابلة لمتحف اللوفر الشهير. وقامت عائلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، بوضع هذه الشقة المكونة من دوبلكس مساحته 180 مترا مربعا بتصرف عائلة شيراك بشكل «مؤقت» وفق ما أكدته مرارا برناديت شيراك. ومع إتمام عملية التسلم والتسليم، باشر الرئيس الجديد ولايته الممتدة الى خمس سنوات تحت شعار «التغيير»، والحرص على «عدم تخييب آمال الفرنسيين» الذين منحوه أصواتهم بنسبة تزيد على 53 في المائة. وكان اليوم الرئاسي الأول لساركوزي طويلا وحافلا بدأه في مكاتبه المؤقتة في الحي الوزاري في الدائرة السابعة من باريس، وأنهاه في قصر الاليزيه الذي عاد اليه ليلا بعد زيارة رسمية سريعة الى ألمانيا التقى خلالها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ويعكس حرص ساركوزي على زيارة برلين، كما قالت أوساط رئاسية أمس، على تأكيد أمرين: الأول، إبراز تمسكه بالمحافظة على المحور الفرنسي ـ الألماني وعلى علاقة «خاصة» مع المستشارة الألمانية وإقامة «ثنائي متناغم» معها على غرار العلاقة التي قامت بين ميتران وهلموت كول او بين شيراك وشرودر، والثاني تأكيد حرصه على إعادة إطلاق الماكينة الأوروبية التي «تعطلت» منذ عام 2005 بعد أن رفض الفرنسيون التصديق على الدستور الأوروبي. وكان قصر الأليزيه تحول منذ صباح امس الباكر الى خلية نحل تهيئة لعملية التسلم والتسليم. وفرضت في محيط المقر الرئاسي تدابير أمنية وأغلقت الشوارع اللصيقة به بوجه حركة السير باستثناء السيارات الرسمية التي بدأت بالتوافد منذ التاسعة والنصف، بينما ركزت كاميرات التلفزيون على مدخل القصر، وعلى سقفه وزرعت الهوائيات في محيطه. وكالعادة في مثل هذه المناسبات، فإن قسم البروتوكول في القصر كان صارما في تعامله مع الجميع، خصوصا مع الصحافيين. وانتشر في بهو الشرف في الأليزيه الحرس الجمهوري وموسيقاه ومد السجاد الأحمر. واندلعت «تكتكة» كاميرات التصوير مع وصول سيسيليا ساركوزي، «سيدة فرنسا الأولى» الجديدة الى بهو القصر، مرتدية فستانا بالغ الأناقة من غير أكمام وفاتح اللون (بيج). وداخل صالة الأعياد، حيث تمت عملية التنصيب، وقفت سيسيليا مع عائلتها المكونة من شابتين (بنتيها من زواج أول) وشابين (ابني الرئيس الجديد من زواج سابق) وولد في التاسعة من عمره هو لويس ابنهما المشترك، الى جانب والد ووالدة ساركوزي المنفصلين عن بعضهما البعض. ووصل الرئيس الجديد الى باحة القصر الرئاسي في الحادية عشرة تماما، حيث كان شيراك في استقباله لدى أسفل الدرج. وهذه المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الفرنسية تنتقل الرئاسة من رئيس مغادر الى رئيس وافد من الحزب نفسه لا بل من رئيس الى وزير سابق لديه. وكان ساركوزي خلال أكثر من أربع سنوات وزيرا في كل وزارات الرئيس الفرنسي في ولايته الثانية. وأطلقت من قصر الأنفاليد حيث رفات الأمبراطور نابوليون الأول، الذي هو أيضا مقر القيادة العسكرية لمنطقة باريس، 21 طلقة مدفع تكريما للرئيس الجديد وإيذانا ببدء عهده. وفي الكلمة التي ألقاها عقب إعلانه رسمياً بدء ولايته من قبل رئيس المجلس الدستوري جان لوي دوبريه، ومنحه قلادة الصليب الأكبر لجوقة الشرف من قبل الجنرال جان بيار كلش، رئيس أركان الجيش الفرنسي، ألقى الرئيس الجديد خطابا من تسع دقائق، ضمنه أولوياته وخطته للسنوات القادمة في الداخل والخارج. وكال ساركوزي المديح لسلفه شيراك الذي «عمل طيلة 12 عاما من أجل السلام، ومن أجل أن تعم الكون قيم فرنسا العالمية». وقال ساركوزي إنه «في هذه اللحظة يفكر بالشعب الفرنسي، وبما ينتظره» منه وبما تستوجبه ولايته الرئاسية، مشيرا الى أنه «لا يحق له أن يخيب أمله». وشدد ساركوزي على أهمية «توحيد» الفرنسيين و«احترام الوعود» التي أعطيت لهم مثل توفير الأمن والحماية والرعاية والمحافظة على النظام وعلى هيبة الدولة مع تحقيق «التغيير» والتخلي عن الجمود. وركز الرئيس الجديد على انه يريد «تحقيق نتائج» من أجل تغيير الظروف الحياتية للفرنسيين و«قطع الصلة مع ممارسات الماضي». وفي المجال الخارجي، قال ساركوزي إنه يريد بناء «أوروبا تحمي مواطنيها»، وإنشاء الاتحاد المتوسطي ومساعدة أفريقيا على تحقيق التنمية. ولم يأت الرئيس الجديد لا على ذكر الولايات المتحدة ولا على المشاكل الساخنة في العالم، بل جعل من الدفاع عن حقوق الإنسان ومواجهة الاحتباس الحراري والبيئة «من أولويات العمل الدبلوماسي» لبلاده. وعقب خطابه، صافح ساركوزي كبار رجال الدولة الذين تجمعوا حوله. لكن أول ما فعله أن ذهب لتقبيل زوجته سيسيليا التي كانت تقف مع أفراد عائلتها، ولكن ليس مع والد ووالدة ساركوزي. وفي بادرة ذات مغزى، قامت فرقة موسيقية عسكرية بعزف مقطوعة تحمل عنوان «أستورياس» من تأليف الفنان الإسباني اسحق ألبانيز، وهو الجد الأعلى لسيسيليا ساركوزي. ومعروف أن العلاقة بين الطرفين عرفت مراحل توتر. وحيا ساركوزي سفيرة الأردن دينا قعوار، التي تربطها علاقة صداقة قوية مع سيسيليا. وكانت الأخيرة حضرت حفل العشاء الذي أقيم قبل أسابيع في اليونيسكو بحضور الملكة رانيا العبد الله، دعما لجمعية نهر الأردن. وبعد ظهر أمس، «صعد» ساركوزي جادة الشانزليزيه محاطا بالحرس الجمهوري ليضع إكليلا من الزهر على ضريح الجندي المجهول، فيما احتشد الباريسيون والسياح على جانبي الطريق لتحيته. واستقبل ساركوزي رئيسا الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ ورئيس بلدية باريس، فيما أحاط كبار العسكريين بالرئيس الجديد. وعقب ذلك، وضع ساركوزي إكليلين من الزهر، الأول عند نصب رئيس الوزراء جورج كليمنصو، الملقب بـ«النمر» الذي يعد بطل فرنسا في الحرب العالمية الأولى، ثم عند نصب الجنرال شارل ديغول، رمز المقاومة الفرنسية ضد الغزاة النازيين. وختم الرئيس الجديد نهاره الباريسي في غابة بولونيا، عند نصب يخلد ذكرى المقاومين ضد الاحتلال الألماني، حيث أعدم الشاب الشيوعي الفرنسي غي موكيه عام 1941. وقرئت بالمناسبة رسالة غي موكيه الى والديه. وأعلن الرئيس الجديد أنه سيطلب أن تقرأ هذه الرسالة في كل الثانويات الفرنسية في بداية كل عام.