كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
أسى سلاطين باشا
|
آه .. ما أقسى الجدار . عندما ينهض فى وجه الشروق ربما ننفق كل العمر..كى ننقب ثغرة ليمر النور للأجيال.. مرة! . . . . . . ربما لو لم يكن هذا الجدار.. ما عرفنا قيمة الضوء الطليق !!
,,,, أمل دنقـــل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: عبد الحميد البرنس)
|
لما يقرب من أربع سنوات تقريبا, أجدني أعود على نحو شبه منتظم إلى قراءة كتاب سلاطين باشا "السيف والنار" على ضوء تأملات ميشيل فوكو حول (منهجية تاريخ الفكر), ففي هذا الأخير كما يذهب صاحب حفريات المعرفة "لا نستطيع إعادة بناء منظومة فكرية ما إلا بالإعتماد على مجموعة من الخطابات, ويتم ذلك على نحو يكون الغرض منه هو العثور خلف العبارات نفسها على قصدية الذات المتكلمة, وعلى نشاطها الواعي, وما كانت ترغب في قوله, بل وعلى بعض التجليات اللاشعورية التي برزت إلى واضحة النهار, فيما قالته صراحة أوضمنا; ومهما يكن من أمر, يتعلق الأمر في تاريخ الفكر بإعادة إنشاء خطاب جديد, وبالعثور على الكلام الأبكم الهامس الذي لا يتوقف, والذي يحرك من الداخل الصوت الذي نسمعه. يتعلق باستعادة النص الرفيع اللامنظور الذي يسري مابين السطور المكتوبة ويزاحمها أحيانا. فتحليل الفكر هو دوما وباستمرار تحليل يسعى إلى البحث عن المعنى الحقيقي وراء المعنى المجازي, يبحث عما وراء الخطاب, سؤاله يتجه, بلاشك, نحو إستكناه ماذا كان يقال وراء ما قيل فعلا".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عفواً أخي البرنس.. فالقلوب شواهد.. ومعزتكـ عندي لا تحدها حدود..
تعرف يا الغالي أبدع ما أبتدع فيه اليهودي عبدالقادر سلاطين باشا.. من خلال قراءة أولوية لكتابه "السيف والنار".. إستحضاراً للحالة الآنية ومقارنة حقب الخيرية بواقعنا المزري.. بتقدر تصل للسؤال التالي:
كيف إستطاع سلاطين بكل مكر اليهود وفسقهم المثبت بنصوص هدايات الوحي.. وما نشاهده اليوم بأم أعيننا على شاشات الإعلام المتعددة.. أن يعطل مكتسبات العقل وإبداعه..؟
من خلال تشويه صورة الأنموذج المفروض أن يحتذى به وتشويه الرؤية الثقافية بغرض المعرفة للتدليل على عدم خلود القيم الإسلامية في تجردها عن حدود الزمان والمكان.. أو هذا ما عُرف به اليهود في محاربتهم لقيم الأديان السماوية وقتلهم للأنبياء.. المهم.. الغرض من كتاب سلاطين باشا يا الحبيب.. هو تعطيل إنتاج النماذج الإسلامية المتميزة في كل عصر.. وعقر الأمة أو إخصائها حتى لا تنتج النماذج الإسلامية المتميزة.. الأسوة..
لي طلب أو رجاء.. ولو أمكن إنزال كتاب سلاطين باشا "السيف والنار" كاملاً... وليست مقتطفات مختارة بعناية مثل ما فعل جورج بوكـ في بوسته بعاليه.. حسب ظنه أنها تخدم أجندته ولكنها كشفت عن نفسياته.. وبعض الهنات وهنات.. من هنا وهناكـ..
لا عليكـ..
واصل عزيزي البرنس..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: A.Razek Althalib)
|
يطيب لي بداية أن أشكر مرورك الكريم من هنا, لكن تلك العبارة قد أثارت قلقي إلى حد بعيد, وأعني عبارتك القائلة (اليهودي سلاطين باشا..), ليس فقط لأنه لم يقع ضمن معارفي المتواضعة ما يفيد بيهودية سلاطين باشا بقدر تأكيده هو شخصيا على جوانب روحية ذات جذر مسيحي عبر أكثر من إشارة في كتابه المذكور أعلاه, بل لأن مسألة التصنيف العقدي والجهوي مسألة تقع خارج نطاق ما أعتبره جوهريا حين أقارب نصا تاريخيا مثل (السيف والنار), إنني لا أهتم هنا بدين أوعرق سلاطين قدر اهتمامي ب(ماذا) قال سلاطين و(كيف) قال ذلك. وأكثر من ذلك, أسعى ما أمكن لحظة مقاربة نص ما إلى تجاوز ما يعلنه كاتبه أوقائله من هوية آيديولوجية خارج النص وداخله في آن, إذ ثمة فرق حسب بعض الباحثين بين (الهوية) بوصفها واقع الجماعة المادي العملي وبين (تصور الجماعة) لتلك الهوية, ثمة (يساريون) لا يختلفون على مستوى السلوك العملي عن يميني صغير أوآخر. ربما لهذا يرى باحثون أن من واجب الفكر النقدي الكشف عن تلك الحقائق المحتجبة أوالتي تم حجبها تحت ستار كثيف من أوهام الآيديولوجيا.
لقد كتبت نص المداخلة هذه ليلة أمس, ولم أكن واثقا لحظتها في ظل كل ذلك التعب من وضوحها, أي إن هذا تم قبل قراءة مداخلتك الأخيرة التي سأعود إليها تفصيلا ما سمح زحام العمل هنا وهناك, كن بخير دائما.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: عبد الحميد البرنس)
|
من جهة, أسعى في هذا البوست ما أمكن إلى فض شبكة الأحكام الآيديولوجية التي حالت تاريخيا دون قراءة موضوعية وأخرى لنتاج سلاطين باشا. وهذا كما أزعم بداية ليس من باب إنتاج آيديولوجيا مؤيدة له على نحو كلي بموازاة آيديولوجيات قائمة أومضادة سعت بشكل أوآخر إلى نفي إنتاجه بالسكوت عنه تارة أوبتقييده تارة أخرى عبر سلسلة من أحكام القيمة المجانية التي ظلت تستمد وجودها في الغالب من مبرر ما هو (وطني) وعلى النقيض مما هو (أجنبي) مموهة بذلك المصالح الحقيقية المحركة لها كذات في العالم. من جهة أخرى:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: عبد الحميد البرنس)
|
على نحو جوهري, كما يدل عنوان هذا البوست, أحاول هنا كسارد أن أشتغل على الجانب الإنساني لهذه الشخصية الغنية على المستوى الدرامي بما لديها من قدرة على التكيف في واقع تاريخي بالغ التعقيد!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: عبد الحميد البرنس)
|
لعل ثمة فارق شاسع بيني وبينك هنا من حيث زاوية النظر إلى العالم وكيفية التعاطي مع الناس والأشياء. وهذا أمر لا أراه مؤسفا بقدر ما أرى فيه دلالة إيجابية لتطور البشر طالما أقر كل منا في حق الآخر في الاختلاف والتعبير السلمي عما يراه معبرا عن وجوده ومتسقا معه في آن. إلى ذلك, أقر معك بداية بضرورة العودة إلى التاريخ لفهم أوعقل ما نعانيه حاضرا في شكل أزمات قائمة هنا وهناك. لكن ما أسميته للتو بالفارق الشاسع ما يلبث هنا أن يطل برأسه مرة أخرى حين أكتشف من سياق حديثك أعلاه أن العودة إلى الماضي ليست سوى قاعدة ذهبية تقع خارج حدود الزمان والمكان كمقياس فوق مستوى النقد لمحاسبة ومساءلة التطورات التاريخية والاجتماعية اللاحقة. ذلك إن العودة إلى الماضي وإن بدت لي من الأهمية بمكان إلا إنها عودة نقدية لذلك الماضي بوصفه جملة معطيات زمانية ومكانية تقع تحت مستوى النقد وهي معطيات مهمة على نحو عام لعقل (أسباب) أزمة قائمة أوتتبع منحنياتها أومنعطفاتها أوتمفصلاتها التاريخية. ربما على ضوء هذه الخلفية أستطيع من جانبي مقاربة مداخلتك الثانية:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الأخ/ عبدالحميد البرنس.. تحية طيبة.. وبعد، ذكرت أنه:
Quote: لم يقع ضمن معارفي المتواضعة ما يفيد بيهودية سلاطين باشا بقدر تأكيده هو شخصيا على جوانب روحية ذات جذر مسيحي عبر أكثر من إشارة في كتابه المذكور أعلاه |
لا عبدالحميد البرنس.. فقد ذكر الشيخ الكاروري في رسالته: Re: عرّاب الغزو الماضي يهودي نمساوي هو « سلاطين باشا »
Quote: حذار أن يتكرر التاريخ بدخول الاستعمار من ثغرة الغرب كما دخله من قبل من ثغرة الشمال . وإذا كان عرّاب الغزو الماضي يهودي نمساوي هو « سلاطين باشا » صاحب « السيف والنار » الذي كان يبشر بالغزو في العرضة قائلاً ( أنا المصيبة المعلقة بالسبيبة ) فالمصيبة الآن أكبر فمشروع النمساوي الآخر » هرتزل » قد أصبح دولة حكمت فلسطين كلها وغزت العراق وها هي وكالاتها اليهودية الآن تدعو صراحة لغزو السودان لإنقاذ شعبه كما أنقذوا شعب العراق ! |
وسبق أن قرأتها للنوبي برفسور أبو سليم وغيره من المؤرخين السودانيين الأفذاذ.. سأحاول البحث عن المرجع في مكتبتي..
آمل أن تفي توضيحات الشيخ الكاروري بالغرض..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: shammashi)
|
Quote: مسألة التصنيف العقدي والجهوي مسألة تقع خارج نطاق ما أعتبره جوهريا حين أقارب نصا تاريخيا مثل (السيف والنار), |
يا الحبيب التصنيف العقائدي والجهوي هو خلاصة الأسفين الذي أراده سلاطين باشا دقه بين المجتمع السوداني..
دوافع سلوكـ اليهود حول العالم وقبل وعد بلفور لم تكن تخرج عن دائرة البحث عن وطن بديل..
ولا أخالكـ تنكر تلك العروض التي قدمت لهم [الأرجنتين أوغندا.. وغيرها] كأوطان بديلة.. وأحتجو عليها بنصوصهم توراتية بتقول "النيل وأرض مروره هي بلاد إسرائيل"..
فإعمال العقل للنصوص القرآنية بشأن اليهود.. للمقاربة بواقعنا الحالي.. أعتقد هي خير معين كي يخرج شعبنا المبتلى بهم من دائرة كتاب كتاب سلاطين باشا "السيف والنار" اللعينة.. ولا إلا..
فلا أظن أن يكون حالنا بأحسن من حال الشيخ بشير ود عقيد من قرية أم الطيور بالقرب من عطبرة ذهب للقاهرة شاكياً ملكـ الجعليين في العام 1816م طالباً العون على خصمه الذي أقصاه من مشيخته.. وهكذا حال الكثير مننا اليوم فقد أعتقد ود عقيد أن الباشا سيساعده على وجه الله.. وأُرسل مع الجيش سنة 1820م ضمن الحملة المتوجه إلى سنار ليعين فيما بعد شيخاً على شندي التي إستباحتها قوات الدفتردار عقب الهروب الكبير للمكـ نمر فيما بعد.. يا البرنس لسلاطين باشا ومحمد علي باشا حكاوي إذا لم تُفكـ طلاسمها للأجيال القادمة بحجة المسكوت عنو.. سيظل حالنا كما جاء في موقع الويكـ بيديا.. تماماً أو كما وردت أسوأ الأخبار عن بلدنا السودان والسعيد بيشوف في أخوانو على نمط وفي قصصهم عبرة كما جاءت في بعض المرجع.. فقد أرادونا ضعافاً تأخذنا جيفة العنصرية تماماً كحال حكام ممالكـ شمال السودان الذين وجدوا أنفسهم ضعافاً أمام الحملة المجردة خصيصاً لهم بعد أن عُرف عنهم تفرقهم إلى ممالك صغيرة.. فقد سلموا أمرهم إلى إسماعيل باشا..
وأي تسليم.. وأي النتائج..
ولكـ العبرة في وثيقة محمد ود عدلان..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: A.Razek Althalib)
|
Quote: إنني لا أهتم هنا بدين أوعرق سلاطين قدر اهتمامي ب(ماذا) قال سلاطين و(كيف) قال ذلك. |
أما هو .. فقد أهتم كثيراً بدين وعرق مطهرهالخليفة عبد الله بن محمد تورشين (رجل الدولة القوي)
فأخرج لنا أسوأ إنتاجه المتمثل في كتابه "السيف والنار".. الإهتمام بالكيفية هي الإجابة عن لماذا ولا كيف.. لأنها توضح بجلاء دوافع السلوكـ هنا..
خذ د. منصور خالد مثال..
فلماذا لا تكون أسافين سلاطين باشا (مناطق النزاعات) في جسد السودان.. هي الدافع الرئيس لدفعنا إلى التدافع الماثل اليوم.. في تبني العنصرية وحقوق القبيلة والجهوية لا لشيء إلا الإرتقاء السياسي.. فالشأن السوداني الماثل اليوم هو حقيقة أمام أعيننا..
أو ليست حقيقة تحتاج إلى إعمال النظر كرتين لنشلنا من الهواده الأنحنا فيها دي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: A.Razek Althalib)
|
الاخ/ عبدالحميد البرنس تحياتي.. دعني أنقل لك بعضاً من بهتة اليهودي للخليفة عبدالله التعايشي.. لاحظ.. ثم ركز.. كتاب : السيف والنار صفحة (210) يقول فيه:
Quote: ثم سألني فجأة: ((ألست مسلماً؟ أين تركت زوجاتك إذن؟))
وكان هذا السؤال مربكاً فقلت: ((لي زوجة واحدة تركتها في داره وقد بلغني أنها أسرت مع الخدم وأنهم الآن في بيت المال))
فقال: ((وهل لكل أولاد؟)) فأجبته بالنفي فقال: (الرجل بلا ولد كالشجر بلا ثمرة وبما أنك قد صرت في خدمتي فسأعطيك بضع زوجات حتى تعيش عيشة هنية)) فشكرت له عنايته بي ورجوته أن يؤجل هديته إلى أن أنتهي من بناء عشتي وقلت له في ذلك أن الحريم يجب ألا يعرض لنظر الأغراب. |
تلمس جانب من نفاقه هنا وكضبه هناكـ.. تجد في إشارته للزعيم الديني الذي أتي من صلب هذا المجتمع لأجل تصحيح المفاهيم الدينية ومحاربة العادات المخالفة لقيم الدين الإسلامي التي ما فتئ على نشرها وسط المجتمع السوداني تخالف تماماً ما كان يرمي إليه.. وهو يقول "أن الحريم يجب ألا يعرض لنظر الأغراب..
تخيل بالله عليكـ تحريفه للكلم وتبنيه للفكرة.. -- فائدة لطيفة.. داره : الاسم القديم لمدينة نيالا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسى سلاطين باشا (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عبد الحميد البرنس
Quote: سأعود إلى هذا البوست قريبا: |
أما أنا وإلى وقت عودتكـ.. سأركز على نظرة سلاطين للمرأة السودانية.. وعلى مفاصل رؤيته الإستعلائية للعنصر الزنجي..
في إنتظاركـ..
| |
|
|
|
|
|
|
|