|
Re: كيف يجوز للمهدي أن يختار مصر ملاذاً ومنفى� (Re: محمد فضل)
|
الأخ الفاضل / محمد فضل القراء الأفاضل الكرام التحيات لكم بغض النظر عن الأوزار والعيوب الكثيرة التي لطخت صور الرؤساء الذين حكموا السودان بعد الاستقلال نجد الأمر غريبا ومايعاً حين يتعلق الأمر بموضوع ( حلايب ) ،، ولا يعلم الشعب السوداني موقفا شجاعاً باسلاً لرئيس من رؤساء السودان إلا تلك الوقفة الشجاعة التي أقدم عليها البطل السوداني عبد الله خليل عام 1958 .. ويدرك الشعب السوداني جيداً أن تلك الوقفة لم تكن وقفة لحزب الأمة بقدر ما هي كانت وقفة لشخصية سودانية يملك النخوة والرجولة والكرامة !! .. وإلا فإن حزب الأمة قد حكمت البلاد بعد ذلك مرات ومرات ولم يحسم أو يناقش قضية ( حلايب ) إطلاقاً ،، وكذلك أحزاب أخرى تمكنت من حكم البلاد بالقدر الممكن المتاح ،، كما حكمت البلاد تلك الحكومات العسكرية الديكتاتورية ،، فلم يظهر في الساحة السودانية ذلك الرئيس السوداني الغيور المخلص الذي يرفع الصوت عاليا ويطالب بعودة حلايب لأحضان الأم الشرعية .. بل بالعكس من ذلك فإن الحكم الديكتاتوري في أيام الفريق عبود كان كريما وسخياًً بدرجة الغباء والبلاهة حين تنازلت وباعت لمصر المساحات الشاسعة من الأراضي السودانية التي غمرتها المياه .. وهي تلك المناطق والآثار النوبية التي لم تجد باكياً يبكي أو شاكيا يشتكي في حينها .
أما وضع الحلايب بعد انقلاب البشير فكان وضعا موجعا للغاية ،، وقد تحدى حسن مبارك ذلك البشير جهارا ونهارا ووضع كامل اليد فوق حلايب ،، عند ذلك لم نلتمس غيرة الجعليين كما يسميها البعض .. تلك الغيرة التي اتضحت أنها مجرد زوبعة في الفارغة ! ،، كما لم نشاهد البشير يقف تلك الوقفة البطولية التي وقفها عبد الله خليل من قبل .. ومجرد أن يكون الجيش المصري أقوى من الجيش السوداني فإن ذلك لا يبرر تلك الوقفة السلبية المشينة .. وعندما تحرك عبد الله خليل في ذلك الوقت كان الجيش المصري في أيام عبد الناصر أقوى من الجيش السوداني كذلك ،، ومع ذلك فإن البطل السوداني عبد الله خليل لم يتخاذل خوفاً من قوة الجيش المصري ،، فلو كان البشير ذلك الإنسان السوداني الذي يملك مثقال ذرة من النخوة والرجولة لخاض حرباً من أجل ( حلايب ) ،، وذلك بغض النظر عن إمكانية كسب أو خسارة تلك الحرب ،، لأن مثل تلك الحروب هي عادة تكون للفت أنظار العالم ولتؤكد أن وراء الحق مطالب .. فهي حرب تؤكد أن للسودان حق مشروع في حلايب ,, بغض النظر عن كسب تلك الحرب في الميدان أو خسارتها .. وأن قوة الجيش المصري مهما كانت لا تخيف الآخرين ولا تجعل من الشعب السوداني أن يركع خاضعاً متخاذلاً لمشيئة العجرفة مصر .
إلى هنا نكتفي بخيبة الرؤساء في السودان عبر السنين .. ثم لنتحدث قليلاً عن الكم الهائل من أبناء السودان الذين يمثلون النخب المثقفة ،، الوزراء والوكلاء والمستشارين والقيادات المسئولة والسفراء ورجال القضاء والحقوقيين والمفكرين والعلماء وأساتذة الجامعات والدكاترة وأصحاب المهارات المهنية المتنوعة والوعاظ والأئمة في المنابر،، فلم تبرز في الساحة السودانية منذ استقلال البلاد حالة من حالات الاستنفار الشامل بقيادة هؤلاء المثقفين السودانيين .. ذلك الاستنفار الذي يحرك الشعب السوداني لوقفة جماعية قوية وشجاعة من أجل قضية ( حلايب ) .. وهي الوقفة الضرورية التي تحرص أشد الحرص بأن تتواجد قضية ( حلايب ) فوق الطاولة للأخذ والرد مع الجانب المصري من وقت لآخر مهما تطول السنوات .. وهي الوقفة التي تؤكد أن الجانب السوداني يرفض سياسة الأمر الواقع حتى الرمق الأخير .. ولكن مع الأسف الشديد فأن تلك النخب السودانية المثقفة كالعادة المقيتة لا تتحرك إلا من منطلق عدم المبالاة بالقضايا القومية ،، ومن منطلق ( يا نفسي ويا نفسي ) ،، و( يا وظيفتي ويا وظيفتي !! ) ،، ثم من منطلق أنا مالي ومال ( حلايب ) !. في الوقت الذي فيه يموت المثقف المصري من أجل القضايا المصرية في كل صغيرة وكبيرة ،، ويتكاتف من أجل مصر في الحق والباطل ،، ومن مهازل الأحوال اليوم أن ذلك البشير يرسل الجندي السوداني ليحارب ويموت من أجل حروب الآخرين .. ولا يحارب ويموت من أجل حروب السودان ،، ذلك الجندي السوداني الذي نجده اليوم في أحضان جبال اليمن ليقتل الأشقاء هنالك من أجل حفنة من الدولارات .. ولا نجده يحارب في ( حلايب ) من أجل استرداد الحق المسلوب !!!.
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|