ثارت ضجة كبيرة بسبب تصريحات ترامب التي نعت فيها المهاجرين الافارقة بأنهم قادمين من بالوعات أفريقيا ، اعتبر البعض ان تصريحات ترامب عنصرية ، خاصة اولئك الذين يرون في تاريخ الاسرة الترامبية ماض يصل الى منظمات عنصرية كال كو كلوكس كلان وغيرها. وثارت مجموعات افريقية وتنادت وتداعت للوقوف والتنديد والشجب لتصريحات ترامب التي لم يحاول حتى الاعتذار عنها . لكن دعنا ننظر الى مدى صحة او خطأ هذه التصريحات ، قبل سنة او يزيد قام بعض المهاجرين في اوروبا بتصوير فيديو يتحدثون فيه عن مأساة وجودهم في اوروبا ، وانهم عاطلون عن العمل لأن العمل شاق ، ظهر شاب لم يبلغ العشرين وهو يحمل زجاجة بيرة بيسراه وسجارة بيمناه وهو يتحدث عن مأساته بأوروبا ، ويقول بأنه يعيش كالحيوان يحصل على اعانته الشهرية فيدخن ويحتسي الخمر وينام . هذا يحدث في دول اوروبا التي هي اقرب الى اشتراكية الوسط وحيث تتوفر فيها خدمات اجتماعية واقتصادية وتعليمية كثيرة مجانية للاجئين فما بالكم بأمريكا ذات النمط الرأسمالي المتوحش . يهاجر الأفارقة عبر التهريب والعبور بالمراكب الى العالم الاول ، يهاجرون بلا اي هدف سوى بلوغ حلم وردي وهو حلم الحرية ، يفهم هؤلاء الأفارقة الحرية باعتبارها ممارسة الجنس واللواط واحتساء الخمور وهم يظنون ان العالم الأول الذي وصل الى المريخ قد نما وتطور بمثل ما يفعلون ، يهاجر الافارقة بالفعل من بالوعات افريقيا جهلاء وأميون ، وكسالى لا يجيدون العمل ، وعندما يصلوا الى دولة كأمريكا يتحولوا الى مجموعات من العصابات من بائعي المخدرات والقتلة والبورن ، لا تجد في مجمعات الأفارقة السكنية سوى الموت والمخدرات والجنس والايدز ، وكؤلائك الشباب الذين ظهروا في شريط الفيديو فإن اغلب الافارقة يقضون زمنهم في الصياعة والمخدرات والسجائر والجنس بكافة أنواعه ... لم يستفد ذلك الشاب والذين معه من فرصة وجودهم في دولة تتيح فرص التعليم الاكاديمي والمهني الفني ، فماهي قيمة وجودهم في اوروبا او امريكا ، بل ماهي قيمة وجودهم في الحياة اساسا ، لقد كانت تصوراتهم شديدة السذاجة حينما تصوروا ان أوروبا ستمنحهم عملا بسيطا بدخل كبير وبدون متطلبات الحرفة والخبرة ، فاصطدموا بمجتمعات شديدة التنظيم تحترم القانون ، الذين هاجروا من السودان هاجروا بذات ثقافة السودان البائسة ، التي تعتبر القانون حمار ذيله طويل (كما قال لنا رجل الامن حين طلبنا تصريحا بالتظاهر السلمي قبل سبع سنوات) ، يعتقدون انهم يستطيعون فعل ما يحلوا لهم دون ضابط ولا رابط ، وأنهم اذا سقطوا سيجدوا لهم اقارب يعينونهم على تشردهم ومحاولات افلاتهم من القانون كما يحدث في السودان ، يقضي هؤلاء زمنهم في ضياع مستمر بدون اي معرفة ، لا يقرأون الكتب التي تعج بها مكتبات اوروبا ولا يتعلمون اللغات التي توفرها لهم المعاهد المجانية المخصصة للاجئين والمقيمين ولا يتعلمون صنعة او حرفة تساعدهم على المنافسة في سوق العمل ، انهم مجرد متبطلين يتسولون في قارعة الطريق.. فكيف لا يصفهم ترامب بالقادمين من بالوعات افريقيا ، نعم هم كذلك وقد صدق ترامب في وصفهم بل ربما اساء الى البالوعات التي وصفهم بها. إن المفكرين والفنانين والادباء الذين هاجروا الى العالم الأول استفادوا ايما استفادة من الفرص المتاحة بدول العالم الأول كالكاتب السوداني الكبير عبد العزيز بركة ساكن والطيب صالح وبعض الرياضيين واساتذة الجامعات وغيرهم . ولكن هؤلاء قلة وهؤلاء محيطهم الاجتماعي ضيق جدا ، اما الباقون فهم الواجهة التي يراها ترامب كل يوم في اخبار القتل والمخدرات والدعارة ، لذلك فان ترامب لم يخطئ ، انني اقترح ان تنهض مجموعات شبابية للتنوير بأهمية وضع خطط ايجابية قبل الهجرة لأوروبا وأن تأتي بنماذج ايجابية لمن هاجر الى اوروبا وفي يده موهبة عملية او فكرية ، ان التدريب قبل الهجرة يؤدي الى تحسين صورة المهاجر الافريقي في نظر شعوب العالم الاول التي بدأت تضيق ذرعا بالوجود الأفريقي بينها . يريد ترامب مهاجرين منتجين وليسوا عالة كالمهاجرين الافارقة ، يريد مواطنين صالحين وليس مجرمي مخدرات ودعارة كالمهاجرين الأفارقة ، وأعتقد أن هذا من حقه ، فبالفعل برنامج الهجرة العشوائية او اللوتري ليس فيه اي ضمانات بصلاحية المهاجر للحياة والعطاء لأمريكا ، وهذا خطر جدا على اي دولة ، حين يصل اليها مجرمون وغير منتجين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة