حفــــلة تزويــــر ابتهاجــــآ بالنصــــر المتوهـــــــم

Quote: الاربعـاء 22 رجـب 1427 هـ 16 اغسطس 2006 العدد 10123 بالفعل إنها حفلة تزوير ألم نقل إن الحرب على لبنان لم تكن إلا حرب إيران وسورية؟ كذب من كذب، وشكك من شكك، واليوم سمعنا، ولاحظنا التزامن، والتناغم، في خطابي الرئيس السوري، الذي أعلن تأييده الكامل لحزب الله، طبعا بعد الحرب، وطالب بعدم نزع سلاحه، والرئيس الإيراني الذي خرج أمس أيضاً ليتحدث عن انتصار حزب الله بينما كان أحد رجال الدين في طهران يهدد بضرب تل ابيب بالصواريخ الإيرانية التي جربت في لبنان على يد حزب الله، هذه الصواريخ التي قال أحد الظرفاء إنها تبدو وكأنها مبرمجة لضرب العرب أساساً ولذلك ظلت تسقط على الأحياء العربية في إسرائيل! عندما كان العالم يقول إنها حرب سورية وإيران، كانت طهران ودمشق تنفيان بشدة، واليوم وبعد أن وضعت الحرب اوزارها خرج نصر الله، وأحمدي نجاد، والأسد، يعلنون «الانتصار الاستراتيجي»، انتصار من، سورية وإيران، أم لبنان؟ اليوم كلٌ يدعي النصر، والحقائق تقول إن إيران لم تطلق رصاصة إنقاذا للبنان، والسيد حسن نصر الله، الذي بدأ المعركة قائلا «لا نحتاج دعم أحد»، أصبحت كل خطاباته تسير في طلب وقف إطلاق النار، وكله هدوء وهو يتحدث عن الوحدة الوطنية، إلا أنه وبعد وقف اطلاق النار، وحديثه عن أنه خرج منتصرا، تحدث مخرجا طرف السكين محذرا من المس بسلاح حزب الله. أما سورية البطولة والصمود، والتي توزع التهم والتخوين اليوم هنا وهناك، كلنا كان يعرف انها كانت متفرجا مع مرتبة الشرف في الحرب على لبنان، بل طوال أيام الحرب كانت تنفي أي نفوذ لها على حزب الله، تخرج اليوم، وبعد خراب لبنان، لتعلن «النصر الاستراتيجي»! بحق، إنها حرب ايران وسورية، وسيدفع ثمنها لبنان والدول العربية الرافضة للمغامرين والمغامرات، الذين هاجمهم الرئيس الأسد وقال لهم إن من لم يخبر الحرب، عليه أن لا يكون مرشدا للسلام! وبالطبع لا يوجد في عالمنا العربي أي مرشد، وان كان هناك من يريد اقحامه في قضايانا! وهنا لا بد من الإشارة إلى التناغم أيضاً بين دمشق وطهران حتى في الهجوم على الدول العربية الأخرى. فقد قال أحمدي نجاد إن العديد من ساسة المنطقة «مطأطأو الرؤوس... وسقطوا في اختبار» هذه الحرب التي شنها حزب الله. ويأتي هذا الكلام بعد وقف النار، علماً بأن مسؤولين إيرانيين في جولاتهم المكوكية الأخيرة كانوا يدعون القيادات العربية للمساعدة في ترتيب وقف النار. أما بالنسبة لسورية فلا أدري أي حرب تلك التي خبرتها، فغير حرب 67 التي خاضتها دمشق وخلفت لها الجولان المحتل، لم تطلق عاصمة الصمود رصاصة على طير في سماء الجولان! فلم تطلق من دمشق إلا شعارات التخوين والتحريض. بالفعل انها حفلة تزوير، وتحوير للحقائق، وهروب من مستحقات قادمة أبرزها اغتيال الحريري، والعبث بالدستور الذي أبقى لحود، كما انه نهش لجسد لبنان وعبث بتركيبته، لبنان الذي لم يكن يوما إيرانيا، ولا يستطيع ان يتنفس الديكتاتورية السورية طويلا. فحديث الرئيس السوري عن المقاومة والشرف والحرب، كله عن لبنان، والدم اللبناني، والسؤال: ماذا عن سورية؟ لماذا لا تفتح دمشق فرعا لحزب الله في أراضيها، وتطلق معركة التحرير، طالما ان المقاومة هي الخيار. [email protected]