الطاهر ساتي في رثاء أخي الحبيب الدكتور زين العابدين عباس الفحل، الزين،

Quote: 🌙 *رمضان يقربنا*🌙 🌙 *شخصيات مجلسية*🌙 🌙 *الحلقة الأخيرة*🌙 🌙 *حلقة الوفاء*🌙 حلقة اليوم من شخصيات مجلسية هي حلقة مختلفة، فضيفنا اليوم "راحل" لكنه في القلوب "باق"، ماضٍ لكنه حاضرٌ في دواخلِ جميع من التقاه، تفوح ذكراه حيثما اتجهت أُنوفنا، ويظهر شخصه حيثما نظرت أعيننا وتنقلت مستفسرة عما دار.. وما يدور.. وما ربما قد يدور بأركان مجلسنا العريق. الدكتور || *زين العابدين عباس الفحل*|| ولو أن الاسم وحده يكفي لنتذكر، لكنا جلسنا إلى عمار أخيه فذّكرنا وحدثنا عنه، وكيف كان خلف كواليس ذلك المظهر الجاد، وقادنا هو وأسرته في رحلةٍ دمعت خلالها الأعين، وتألمت فيها الأفئدة عندما تذكرت غضة الفِراق.. ويا له من فراااااق. ومن ثم استمعنا إلى عددٍ من أصدقاءه.. فحكوا لنا عنه، ومنهم كننا ننتزع الكلماتِ بجهد جهيد، ما يين حلقومٍ انسد بالعَبرة، وذكريااااتٍ تؤلم حين تذكرنا "ما" و"من" فقدناه. رحمةُ الله تغشاك يا زين، ونوافذ الجنانِ تطلُ عليك في قبرك والملائكةُ ترعاك... أيها المغفورُ له بإذن الله. --------------- اعداد: مؤيد ياسر أمين من حوار مع عمار عباس الفحل وآخرين *[ ] السلام عليكم دكتور عمار عباس الفحل.. تحياتي وكل العاملين بالمجلس لكم، ونترحم جميعنا على روح المرحوم الدكتور زين العابدين عباس الفحل..* و عليكم السلام و رحمة الله، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، و نسأل الله الرحمة و المغفرة لكل من رحل عنا وأن يجمعنا بهم في جناته بإذن الله. 💫⭐ *الزين ما قبل المجلس* .. *(الخلفية الأكاديمية للزين، وهل كانت له خبرات قبل المجلس)* *[ ] عمار ممكن تكلمنا عن الخلفية الأكاديمية للدكتور رحمة الله عليه، وما قبل اختياره اميناً عاماً للمجلس.. وهل كان للدكتور خبرات في جهات أخرى قبل المجلس؟* درس دكتور الزين المراحل الابتدائية والوسطي في الشعبية جنوب، والثانوية درسها بمدرسة بحري الحكومية، ثم انتقل بعدها للدراسة الجامعية في دولة الفلبين، وفيها تخرج بمرتبة بكالريوس في الصيدلة من جامعةLyceum Northwestern في العام 1995م، ثم اتبع ذلك بأن نال ماجستيراً في الخدمات الصيدلانية من كلية الصيدلة بجامعة برادفورد بالمملكة المتحدة. عاد بعدها الدكتور لحضن الوطن موظفاً بإدارة الرقابة بإدارة الصيدلة بولاية الخرطوم، ومن ثم مديراً لإدارة الصيدليات الشعبية بوزارة الصحة الولائية، ومديراً لادارة المؤسسات الصيدلانية، وكان عضواً في اللجنة الفنية الدائمة لتسجيل الأدوية البشرية، وامتدت مشاركاته للمجلس القومي للتخصصات الصيدلانية ثم قادته مسيرته ليصير مديراً عاماً للإدارة العامة للصيدلة بولايةِ الخرطوم. واستمرت مسيرة العطاء والتميز في القيادة للدكتور إلى أن عمل نائباً لمدير الإدارة العامة للصيدلة بوزارة الصحة الاتحادية، ومديراً لإدارة شؤون الدواء ثم مديراً للتخطيط، كما شغل منصبَ نائب مدير الهيئة العامة للإمدادات الطبية. كان الدكتور محباً للعمل، وساعياً نحو التجويد فيه، وإن دعى ذلك كان يقاتل ويصارع وكان خياران لا ثالث لها اما الفوز واما الفوز، وكان الفوز بالطبع يعني انتصار المواطن في معارك الصحة والعافية، فعمل الدكتور ايضاً مديراً للاستثمار الطبي في الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي، و بعدها مديراً عاماً لبرنامج الإمداد الموحد لأدوية صندوق الدعم العالمي للملاريا والدرن ونقص المناعة المكتسبة بوزارة الصحة الاتحادية. وما بين هذا وذاك كان للدكتور غيرة شديدة على مهنة الصيدلة فصار مدافعاً لها بأن تقلّد منصب الأمين العام لاتحاد الصيادلة السودانيين في الأعوام 2004 - 2009م، ومن خلال ما قدمه من تعاون مع اتحادات الصيدلة بالدول العربية تم انتخابه اميناً للشؤون الخارجية لاتحاد الصيادلة العرب في الأعوام 2005 - 2011م. ولا ننسى أنه كانت للدكتور ادوراً بارزة في القطاع الخاص حيث كان مساعداً ومستشاراً للمدير العام لمجموعة ايلي التجارية. وهكذا إلى ان شاء الله ان تُختتم تلك المسيرة بتعينه من قبل رئيس الجمهورية ليكون أميناً عاماً للمجلس القومي للأدوية والسُّموم. 💫⭐ *الزين ما خلف كواليس المظهر الجاد..* *(اسرته وجيرانه ومجتمعه الفريد)* *[ ] عرفنا إنو للدكتور أسرة صغيرة.. كلمنا عن أسرة المرحوم وكيف كان الدكتور خارج المجلس مع اسرتو واصدقاءو ومجتمعه القرييبين ليهو؟* لدكتور الزين إبن وحيد، و هو أحمد زين العابدين عباس الفحل، أحمد الان على أعتاب دخوله الجامعة بإذن الله، الزين حقيقةً كان كالسهل الممتنع بقدر ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فعند حديثه أو حواره معك بصورة جادة أو عند استشارتك له في أي شئ.. يأتيك الرد منه سريعاً دون تأخير، ينتابك شعور بأن ذلك الحوار ومحاور الحديث يسهل ترتيبها وتنسيق كلماتها.. ولكن عندما تحاول مجاراته يصعب عليك تماما أن ترتب ذاتك.. بتلك البساطه فهو حقيقه كالسهل الممتنع، شخصية بسيطة جداً تعلمنا منه حب الناس واحترام الأخرين فهو ينزل الناس منازلهم، وله قدره علي استيعاب كل الاشخاص بمختلف ثقافاتهم ووظائفهم العلمية والعملية حتي في أعمارهم وأعرافهم وديانتهم المختلفه فجميعهم كانوا مقربين إليه.. و كان ولائه لكل اصدقائه خصوصاً في الحي فهو اصيل لا ينسي من تربي معهم وعاش بينهم .. فمهما طال انشغاله وهكذا هو دوما في انشغال لقضاء حوائج الناس يعود اليهم.. 💫⭐ *الزين والأعمال الخيرية* .. *(استراحة اطفال السرطان تشهد بأفضال الدكتور)* *[ ] ايضاً عُرف عن الدكتور دعمه ومشاركته في العديد من الأعمال الخيرية، من ضمن ذلك مشاريع علاجية للأطفال المصابين بالسرطان.. حدثنا عن النقطة دي؟* كانت يده بيضاء على المحتاجين يسعى لتوفير احتياجاتهم بتسخير شبكة معارفه من رجال الأعمال.. كان مهتم كثيراً بتوفير الدعم لاستراحة أطفال السرطان ولجمعية المكفوفين وقد سعى لدعم تشييد دار المكفوفين بمنطقة الشعبية بالخرطوم بحري. و في العام ٢٠٠٥م وخلال فترة توليه لمنصب الأمين العام لاتحاد الصيادلة بادر بتكوين جمعية أصدقاء مرضى السرطان والقلب والكلى. كما كانت له إسهامات في توفير دعم للطلاب المحتاجين وللأسر الفقيرة. كان كريماً مع كل من عرفهم من جيران وأصدقاء وكان منزل الأسرة مشرع لكل من له غرض او طلب وذلك جزء مما تعلمناه منه وسرنا في دربه وكان قبلة لشتى ألوان طيف المجتمع السوداني من زملائه الصيادلة ورجال الإعلام وكتاب الأعمدة والفنانين والرياضيين ورجال الطرق الصوفية والإسلاميين واليساريين. و ماكان ينفرد بحديث جانبي وعندما يحدث ذلك اكاد اجزم بأنه كان لقضاء حوائج الناس أو حل لمشكله تخص الغير فهو يمنح الخير للكل وينفرد بما يخصه من تقلبات الأمور لنفسه وحده. 💫⭐ *الزين ومجلس الأدوية والسُّموم*.. *(وهل من شكٍ فيما أحدثه من حراك؟!)* شكّل أمر الدواء اهتماماً بالغاً للدكتور، وبالرغم مما دار من صراعات كانت تهدف لإبعاده عن شأن الدواء كان الدكتور ساعياً لأن يجعل من موظفي المجلس حماةً للمواطن ضد استغلال مافيا الأدوية، يحكي لنا عمار عباس الفحل أن الدكتور كان يُردد كثيراً أن المرض يجعل الإنسان في اضعف حالاته فلابد أن يُوجد من يحميه في تلك الفترة من الضعف، ويضيف عمار أن أكثر ما كان يؤرق الدكتور حين عمله بالمجلس هو مشروع الحوسبة الإلكترونية، ومتابعته اللصيقة مع المهندس راشد والدكتورة هبة يس في التخطيط، وكيف أن ذلك كان الشغل الشاغل له بالرغم مما سواه، وكيف كان سعيداً أيما سعادة عندما نجح وتم تدشين النظام الإلكتروني للمجلس. *[ ] دكتور عمار أنت ايضاً صيدلاني، بحكم تعاملك اللصيق مع الدكتور.. في رأيك وحسب ما عرفت من الدكتور المجلس محتاج لشنو عشان يمشي لقدام؟* المجلس يحتاج إلى التزام حكومي ودعم سياسي لتنفيذ خططه وبرامجه. كما يحتاج من الامين العام أن يبدع وأن يكون قادر على اتخاذ القرارات الصعبة في الوقت المناسب وأن يكون صاحب شخصية قوية ورؤية واسعة ومعرفة بالواقع الدوائي وجعل المواطن البسيط نصب عينيه أو أولي اهتماماته.. المجلس محتاج لأفكار متطورة استباقية ومجارة التطور في عالم تصنيع الادوية والمستلزمات الطبية، كما يحتاج لاستراتيجية قصيرة وطويلة المدي لتنفيذ هذا التطور. وكانت أهم انجازاته خلال فترة توليه في المجلس: - لأول مرة منذ إنشائه في العام 2007 ، الحصول على الاستقلالية المالية للمجلس. - إنشاء و تطبيق النظام الإلكتروني والذي يقدم أكثر من 70 خدمة إلكترونية لعملاء المجلس. - تسجيل أكثر من 1800 دواء بشري و 6167 منتج ما بين دواء بيطري و مكمل غذائي و مستحضر تجميل و جهاز طبي خلال عامين. - أعاد تسعير أكثر من 3800 دواء بشري مسجل. - إنشاء وإطلاق مركز السودان للسلامة الدوائية مع مركز الاتصال المباشر 4545 للإبلاغ أو الاستفسار عن التفاعلات العكسية للأدوية. - تشجيع مصنعي الأدوية الوطنية للوصول للإكتفاء الذاتي لأكثر من 250 دواءً. - إنشاء وتنفيذ نظام الوصفات الصفراء / الخضراء للأدوية الخاضعة للرقابة (الأدوية المخدرة و المؤثرات العقلية). 💫⭐ *فحل الدواء*.. في صحيفة اليوم التالي كان للأستاذ الصحفي مزمل أبو القاسم عبر عموده المقروء "للعطر افتضاح" رأي خاص، حيث أطلق على الدكتور لقباً ظل يتردد صداه لفترة ليست بالقليلة، وحقاً صدق فيما ناداه، فرحمة الله على "فحل الدواء". يقول مزمل أن الآمال المعقودة في عهد الزين كانت تتجاوز مرحلة ضبط الأسعار الى مرحلة فتح التسجيل وزيادة عدد الأدوية المسجلة كي تتحق الوفرة وتتنوع الخيارات وتنخفض الأسعار. وليتنا نستنسخُ فحلاً جديداً للدواء. 💫⭐ *الزين والأخرين* .. *(ما قاله الأخرون في رثاء الفحل)* *د/ علي بابكر سيد أحمد*: "كان الزين متعدد المواهب والإمكانيات، فكان رياضياً لعب كرة القدم وأتقنها، وكان يمكن أن يكون من لاعبي الدرجة الأولى أو الثانية لولا سفره للدراسة، كان محباً للفنون رسماً وشعراً وغناء، ويحدثك عن القصائد والشعراء والملحنين ويتابع بدقة الأخبار الثقافية، ويشارك ويصادق الفنانين والصحفيين والشعراء وبالرغم من أنه لم يكتب الشعر يوماً لكنه كان محباً له وكان كثير الإطلاع والقراءة، متصوفاً بالفطرة زاهداً فيما عند الناس محباً لطريقة المتصوفة في الحياة. كان كريماً بدرجة تخجلك ولا يكترث ولا يراجع نفسه عن الكم الذي بذله وأنفقه، وأغلب الأحيان ما في جيبه ليس ملكه، فهو يُعطي كل من سأله ولا يبالي إن كانت تربطه علاقة بالسائل أو لا، وكان عطوفا لأبعد الحدود ويتعاطف مع كل صاحب قضية ويسعى فى حاجة الناس وكأنها حاجته، ويمكن أن يكون مشغولاً ومهموماً بها لدرجة أن ينسى أمره وهمه، وكان صاحب دعابة عالية وساخراً مرحاً يحب النكتة والقفشات، وفي ذات الوقت كان الحزن يلازمه ولكن لا أحد يلاحظه فيه وكان أكبر أحزانه موت أمه فبكاها سراً بدموع كثيرة وقلب منفطر وكانت أي ذكرى أو حتى خاطرة لأمه يبكي بكاءً حاراً شديداً". *د/ياسر أبو الريش*: "حقيقةً د. الزين كان كتاب مفتوح مبذول لكل من يجلس معه، وبكل أريحية حتى أنك تكاد تخشى أن تُحدثه (بكلام سر)، فهو شخص شفاف وواضح (والفي قلبو على لسانه)، كان كريماً رغم ضيق ذات اليد، وصالونه مفتوح للجميع، الأحباب وغيرهم وحتى الذين خاض ضدهم معارك مهنية فكثيراً ما رأينا بعضهم في ضيافته في بيته الذي كان قبلة لشتى أطياف مكونات المجتمع، لا يجمع بينهم إلا حلو حديث د. الزين وكرمه. وقد هيأت له هذه الزيارات من هؤلاء الناس حصيلة هائلة من المعلومات والأفكار والحكاوي كانت تجعل من مجالستك له متعة لا تضاهيها متعة، وقد أطلق على نفسه في فترة من الفترات لقب (السر قدور) الذي يبدع في سرد القصص. أكثر ما كان يميّزه أنه كان مبدعاً وصاحب مبادرات وأفكار مبتكرة ومسنودة على أرضية من الخبرات والتجارب في مجال عمله ولم يكن يرضى باتباع تجارب الآخرين ما لم تجد في نفسه قناعةً بعد تمحيص. بعد رحيله علمنا من عدد من الناس أنه كان يتكفل بدعم بعض المنظمات والأفراد ويجتهد لتوفير تمويل لهم مستغلاً علاقاته الممتدة بلا ضوضاء ولا رئاء. باختصار د. الزين كان أكتر زول (واقعة) ليهو الدنيا الزايلة دي وكان فاهمها كويس.. له الرحمة والمغفرة ولنا الصبر وحسن العزاء". *د/ هيثم صديق التجاني*: "كان الدكتور جسوراً مقداماً.. صريح العبارة واضح الطرح.. مسكون بروح الإنجاز والاقتحام...لا يخشى التجريب، ويُصارع البيروقراطية وديوانية العمل العام، وانا أعتبره الرائد في منظومة تسربلت بروح وتراث الافندية". 💫⭐ *الرحيل* وانتقل الفحل إلى رحمة مولاه في صباح يوم الإثنين ١٦ ديسمبر من العام ٢٠١٩م، وكان حينهاً يوماً مظلماً على الجميع، وحدثاً صادماً لأسرته ولأصدقائه ومعارفه، لكنها الدنيا هكذا، فالبقاء لله وحده، وكلنا فاااانون. نسأل الله أن يتغمد الدكتور الزين برحمته وأن يبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله فهو ولي ذلك والقادر عليه... *[ ] دكتور عمار عباس الفحل، كنتم معنا من الخرطوم السودان في حوار ولقاء خاص لأسرة المجلس القومي للأدوية والسُّموم مع أسرة المرحوم والمغفور له إذن الله دكتور زين العابدين عباس الفحل محاولين أن نتذكره وأفضاله على المجلس ولو بالقليل..* *كلمات أخيرات والختام.* انابة عن أسرة الراحل زين العابدين عباس الفحل لكم منا كل الشكر والتقدير فرداً فرداً علي تخصيص هذه المساحة لذكراه، ونود أن نشكر كل الذين زاملوه و عرفوه عن قرب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ونتمنى لكم دوام التوفيق و التقدم بإذن الله والحمد لله رب العالمين.