|
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة (Re: عوض محمد احمد)
|
صديقي عوض محمد أحمد.. حبابك كتر خيرك على هذه المساهمة.. و التي أفترض أنك معدها و باحثها ( و أرجو الا تتحس من ذلك.. لأني لم أرى اشارة لذلك..).. و مثلما يقول أهلنا.. الكحة ولا صمة الخشم.. و هذا اتجاه صحيح و عملي . . خصوصا و أننا – كأمة سودان- نتحدث أكثر من ما نعمل..و ما تفعله هنا ، اضافة لعمليته ، هو نوع من التفكير بصوت مسموع في قضايا اجتماعية متجذرة.. و عموما هو اتجاه صحي ، على مستوى التفكير و المعالجة..
العنف الأسرى ، خصوصا العنف تجاه المرأة ( متزوجة و غير متزوجة) ظاهرة اجتماعية .. و يمكن تناولها من عدة مداخل .. سوسيولوجي.. انثربولوجي.. سيكولوجي .. ثقافي.. قانوني.. ديني.. اخلاقي.. ديني .. بيولوجي.. طبي.. و سياسي.. و في اعتقادي للباحث الحرية في اختيار المدخل المناسب.. الذي يمكنه من المعايينة و التأمل و التحليل و تقديم الخلاصات.. و في تقديري ( و أنا زول اهالي ساكت ، بالمناسبة) هذه المساهمة افصحت ، و لو قليلا عن هويتها و بالتالي مدخلها.. يعني.. المدخل النظري موجود و ظاهر للعيان .. و يمكن استبيانه و استنكاهه بسهولة و يسر.. و أستغرب في السؤال عن المدخل النظري .. خصوصا النقطة التي اثارتها صديقتي العزيزة بيان..
و تلك النقطة تثير نقطة اخرى.. تحديدا على مستوى القراءة و المناقشة.. و بدوري أتسائل: من أي زاوية يمكننا أن نقرأ مثل هذه المساهمات؟ هل من زاوية المحاكمة.. المراجعة.. أم من باب الإضافة و بالتالي الدفع؟ أقول بذلك .. رغما عن اٍيماني بأن القارئ ، مثل الباحث ، له حرية اختيار المدخل المناسب و الزاوية التي تمكنه من التعاطي و المناقشة.. و المحزن .. أن هذه المساهمة .. مرت بصمت .. مثلها و مثل غيرها .. من المساهمات التي تتناول بعمق قضايانا الإجتماعية .. و هذا ديدن كثير من القراء السودانيين.. خصوصا في هذا المنتدى.. و لكن المحزن حقا تجنب القارئات.. و الذي لا ادري له مبرر واضح.. هل هو الخوف.. التأفف.. أم عدم الدراية بما يكتب عن المرأة و قضاياها.. أقول بذلك ، و أنا ادرك جيدا لطبيعة القراءة في المنتدى.. و التي تحكمها كثيرا من روح التخندق و فلسفة الكيمان .. و الشللية و غيرها من العادات الضارة التي تستوجب الإنتباه و المراجعة..
فيما يخص المساهمة:
بكل احترام ، أختلف مع طريقة تعميم العنوان (دراسة عن العنف ضد المرأة في السودان).. لأن عينة البحث و التناول ، لم تشمل كل حقول السودان .. و اٍنما اقتصرت على مجتمع امدرمان المديني.. و هو بلا شك ليس بمؤشر لإستنتاج خلاصة عامة ، و منها اطلاق، احكام تقيميه على كافة نساء السودان.. فالعنوان بهذه الكيفية مضلل.. أقول بذلك.. و انا افترض .. طريقة تفكير القارئ/ة غير السوداني .. الذي لا علم له عن السودان و مجتمعاته.. فأول ما يتبادر لمثل ذلك القارئ/ة .. أن مجتمع السودان كله.. تحت مجهر الدراسة ..أقول بذلك ، رغما عن أن الباحث ذكر في صلب الدراسة أنها لم تتطرق لمجتمعات الريف.. القبائل .. و غيرها.. , أنا أضيف المدن الأخرى .. لأنها لها نسيج اجتماعي يختلف كثيرا عن ادرمان ، كمجتمع و مدينة..
أتفق مع الخلاصة الأساسية .. و التي تعتمد على العامل الإقتصادي .. كعامل أساسي للعنف ضد المرأة المتزوجة و غير المتزوجة .. و اعتقد أنه أس المشكلة كلها.. و منها اخلص لنتيجة ، اٍفتراضية ، أن اٍستقلال المرأة السودانية اٍقتصاديا .. قد يقلل كثيرا من حالات العنف ضدها .. و يجنبها كثيرا من الذل و المهانة .. أقول بذلك ، و أنا موقن و من باب التجربة ( محاكم الأحوال الشخصية السودانية) أن الخروج للعمل ، كمدخل لتحرير المرأة اٍقتصاديا ، يعد نشوزا و يستوجب ارجاعها لبيت الطاعة .. يعني بالواضح.. محاكم السودان الشرعية .. تحكم لصالح الزوج الذي يرفع دعوى قضائية ضد خروج زوجته للعمل .. و كل ما تفعله المحكمة .. أن تسأله اٍثبات قدرته الإقتصادية للإنفاق على الزوجة و تهيئة بيت الزوجية المناسب .. فلو أثبت ذلك .. تحكم له ببقاء الزوجة في المنزل و بالتالي التقرير باٍطمنان عدم الضرورة لخروجها للعمل .. و قطع شك بقائها في المنزل باب من ابواب العنف ضدها من كل النواحي.. هذه النقطة تقودني لمفهومة العنف المؤسس و المؤسساتي .. و هو نوع من العنف تجاه المرأة السودانية تمارسه كافة مؤسسات المجتمع السوداني ( دولة – قانون – دستور – اخلاق – دين .. الخ) و هو باب جدير بالتأمل و الدراسة..
و بالرغم من قوة العامل الإقتصادي ، كعامل جوهري و محدد للعنف ضد المرأة السودانية ، أضيف عوامل اخرى لا تقل اهمية .. و أقصد بذلك التنشئة الإجتماعية و مؤسساتها ، التي تكرث للمرأة كمواطن من الدرجة الثانية .. و خطورة تلك التنشئة أنها تكرث لأن تكون المرأة ضحية و بالتالي قبول وضعها كضحية .. و كلنا ندرك أن رد الفعل الطبيعي لأسرة المرأة المتزوجة ضحية العنف .. يعني أول سؤال: مالك جيتي من بيتك؟ أو.. أرجعي بيتك .. و هي مؤشرات لرفضها .. و بالتالي تضامن مع الزوج العنيف.. و كل ذلك تؤكده ثقافة سائدة في مجتمعنا .. تهدف لحماية وضع الزوج العنيف .. أكثر من قدرتها على التحليل و دراسة الأسباب و بالتالي تقديم العلاج المناسب. . و السؤال هل يمكننا تغير ذلك الوضع؟ .. نعم هذه النقطة ، نقطة التنشئة الإجتماعية و أثرها ، في اعتقادي هي السبب الأساسي لعدم التبليغ لحالات العنف .. و بالتالي .. وضع مثل تلك الحالات في خانة المسكوت عنه .. و هنا تحضرني طرفة واقعية حدثت و انا طالب متدرب في محكمة القاضي المقيم بمدينة الدلنج .. و كان قاضيها وقتها مولانا أحمد أبوزيد .. و في تلك الواقعة تقدم .. رجل بشكوى ضد زوجته يفيد فيها بأنها صفعته .. فما ما كان من القاضي الإ و قال للرجل: امشي خليها تضربك تاني.. و ما فهمته من وعي مولانا .. أنك يا رجل لا تستاهل الوقوف في محكمتي .. !! و بمعنى أخر .. أن العنف ضد المرأة مسألة عادية جدا .. و لكن ضد الرجل .. و من قبل زوجته .. أمر مستهجن و مدعاة لنقصان الرجولة .. و اخطر البنيات الذهنية .. تظهر عند محاولة المرأة للتبليغ و اتخاذ اجراء قانوني .. و كلنا نعلم عن أقول مثل .. يا ولية ما تختشي.. يا ولية ما تتلمي .. يا ولية بلاش فضايح..!!و الغريبة الواحدة تنزف دم من ضرب زوجها .. و تتمزق وجيعا و غبنا و مغصة من الذل و الهوان .. و لا يعد ذلك فضيحة .. و انما الفضحية في الجهر بالمطالبة بحقوقها و حمايتها .. و الأخطر من ذلك ، الدعوة لإعتبار العنف ضد المرأة .. مسألة أسرية بحتة .. و شأن داخلي لا يجوز نشره على الملأ.. بما في ذلك القانون و المحاكم..و كل تلك محددات تهدف لضرورة قبول المرأة للعنف ضدها و اعتباره من الأمور العادية .. فيما يخص المقترحات التي تقدمت بها المساهمة .. أقول هي جيدة ، مع تحفظي على عموميتها ، و هي حجر زاوية.. أقول بذلك و أنا أدرك جيدا أن دولة السودان .. ليس في اعتباراتها مثل تلك المشاكل .. فمثل تلك الدولة يمكنها ان تصرف البلايين من الجنيهات في حملات جهادها و حروبها العجيبة.. و لكن ليست على استعداد للصرف فيما يخص القضايا الأجتماعية الملحة .. و أضيف .. ضرورة مراجعة مناهجنا الأكاديمية .. و ضرورة ادخال الدراسات الإجتماعية من مرحلة مبكرة .. يعني لو الطفل السوداني من قولة تيت.. وجد ما يدعو لمعاملة المرأة باٍحترام و تقدير ..حتما سؤثر ذلك كثيرا في مستقبل حياته .. و بالتالي يجنبه ورطة الدخول في عنف تجاه امه.. أخته .. زميلته .. صديقته .. حبيبته .. و زوجته.. و كذلك ضرورة تفعيل منظمات العمل الطوعي .. و ضرورة أن تتبنى المرأة في ذات نفسها الدعوى و التأسيس لمجموعات ضغط و مصلحة .. و أخص بالحديث السودانية .. المثقفة.. الأكاديمية .. السياسية .. الخ فالمسألة ما عادت تحتمل التباكي و التأسي ، بقدر ما هي في حاجة لخطوات عملية .. و أرجو .. و أدعو .. لتفعيل دور المسجد .. و ذلك لخطورة المسجد اجتماعيا .. و ليه لأ؟.. و نفس الزوج الذي يرتكب العنف ضد زوجته .. يذهب الى المسجد دون أن يرمش له جفن.. عفوا للإطالة .. كتر خيرك صديقي عوض من تاني .. و دي خطوة مهمة .. و أرجو مواصلة الحفر فيها و في غيرها من قضايا.. و من عبرك أحي زميلاتي و زملائي في ديوان النائب العام ، و و الذين أعرف فيهن و فيهم حرص شديد على مثل هذه الإتجاهات .. و ضرورة وضعها في خانة العمل .. و هن و هم من المهموميين بتأسيس ثقافة قانونية شعبية تبصر الناس و تقلل كثيرا من بعض المشاكل.. و حقا اليد الواحدة ما بتصفق.. و دمتم كبر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
وزير العدل و العنف ضد المراة | عوض محمد احمد | 02-01-06, 05:46 AM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | عوض محمد احمد | 02-04-06, 05:03 AM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | bayan | 02-04-06, 06:09 AM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | Mohamed E. Seliaman | 02-04-06, 06:18 AM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | عوض محمد احمد | 02-07-06, 03:56 AM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | عوض محمد احمد | 02-08-06, 07:18 AM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | nour tawir | 02-09-06, 01:59 PM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | عوض محمد احمد | 02-11-06, 08:01 AM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | Kabar | 02-12-06, 05:37 PM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | Kabar | 02-12-06, 05:47 PM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | Kabar | 02-12-06, 05:49 PM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | nour tawir | 02-12-06, 07:25 PM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | عوض محمد احمد | 02-14-06, 05:22 AM |
Re: وزير العدل و العنف ضد المراة | Sabri Elshareef | 05-04-06, 06:27 PM |
|
|
|