|
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا (Re: Mohamed Suleiman)
|
التاريخ سيحكي سيحكي عن كيف قادة من الحركات المسلحة بدارفور ... هجروا أهلهم الصامتين و الصامدين في معسكرات الموت ... و دلقوا مبادئ الثورة .. و هرولوا خلف إمام لم يري السودان منه غير النرجسية السياسية و حب السلطة ... بل الإمام الصادق المهدي هو في المعارضة ممثلاً للحرس القديم .. وما يجمعه مع البشير و علي عثمان و غازي صلاح الدين و الميرغني و يسار المركز و وسطه و يمينه ... أقوي من هم كيف يبقي أهل دارفور علي قيد الحياة ..
لكن مأزق المركز الآن ... مأزق تاريخي و مفصلي .....
أن دارفور دخلت بطون كتب القانون و التشريع الأمريكي و الدولي ... لن يحتاج أحد الي عبقرية أينشتاين ليتنبأ بمصير السودان ... و الدولار يعبر حاجز ال 15 الف جنيه ... التفكير الضيق و الأناني لحد السطحية ... أن يصر البشير علي الإستمرار في السيطرة علي البلاد .. بينما يتحول السودان كله كدولة و قطر .. الي تايتنك .... بل الأغرب هو موقف النخب السياسية و المثقفة ... و هم يرون السودان يذوب تحت الحصار و العقوبات ... و الجميع يدرك تماماً أسباب العلّة ..
لكن الإمام الفهلوي يقنع البشير ... أنه دون إحضار قادة حركات دارفور المسلحة الي الخرطوم ... بأي حيلة .. فإن المجتمع الدولي ( الإسم الآخر لأمريكا) ... لن يقبل برفع العقوبات و فك الحصار ليعود السودان كدولة عادية ...
بالطبع هنا يتجاهل الجميع الأسباب اللتي دعت الي فرض العقوبات و إحكام الحصار علي نظام لا يزال يمارس هواية القتل و النهب و التدمير .. كما أفصح عن ذلك نساء و شيوخ و شباب المعسكرات اللذين قابلهم السفير دونالد بوث و طلب منهم الحكي بكل صراحة ... السفير دونالد ليس كالسابقين من المبعوثين الأمريكان ... أو مثل سيئ الذكر قريشن ... السفير دونالد بوث يفهم تماماً عقلية الجلابة .. فلقد كان موظفاً صغيراً في الخارجية الأمريكية في مكتب السودان ... أيام النميري ... و يعرف بالضبط عمق مشكلة التهميش في السودان ... و يعرف لامبالاة النخبة اللتي تحتكر كل شيء في الخرطوم و باقي السودان و لعقود .. بحياة أهل الهامش ... و كان منذ إستلامه منصب المبعوث .. يسأل أسئلة في الصميم .. تخرق كل جدر المجاملة و التهرب من مواجهة الواقع في السودان .. بدأ توجيه هذه الأسئلة للناشطين في أمريكا .. اللذين إجتمعوا به في مكتبه بعد إستلامه المنصب ... و كان يتبع السؤال بسؤال إستفساري أو إستنكاري .. من منطلق شخص خبير بمتعرجات حيل إحتكار السلطة من قِبل فئة دون السواد الأعظم من أهل السودان ... لقد كان واضحاً انه يدرك تماماً لماذا لم تتحرك النخبة للجم نظام البشير و وهو ينفذ جرائم الإبادة الجماعية بدارفور ... و مدن العالم يومها تضج بالمظاهرات الإستنكارية ... إلا الخرطوم ... اللتي تنطلق منها طائرات الأنتونف مثقلة بحممها وجهتها قري دارفور. كان يعلم أن الإمام و بقية النخبة لم يخرجوا في مظاهرة واحدة إستنكاراً لمحرقة دارفور ... لكنهم خرجوا في مظاهرات السكر و البنزين .. الإمام و بناته. الآن يسوق اليسار مجهودات المبعوث أن كل هذا هو ضغط علي حركات دارفور لتوقع علي ورقة أخري تضاف الي مخزن أوراق إتفاقيات النظام .... و سمّوه " الهبوط الناعم" .. ما ظل يطالب به المبعوث الخاص هو وقف قتل الناس في مناطق الحروب و إنقاذ من بقي علي قيد الحياة ب: 1- وقف إعتداءات الحكومة علي المدنيين 2- فتح الممرات للإغاثة ..
الإمام و أمبيكي يعملون لإنقاذ النظام الأكبر بإنقاذ نظام البشير ... و توريط مني أركو مناوي و دكتور جبريل في توقيع متاهات تسمي خارطة لطريق الي .. المجهول ... لكن ... أمبيكي أقنع الجميع أنه يمكنه أن يقنع المجتمع الدولي ( الإسم الآخر لأمريكا) ... بفك الحصار و رفع العقوبات بمجرد جمع التوقيعات من متسكعي باريس أن السودانيين كلهم إجتمعوا علي كلمة (زول) واحد .. الوضع الإقتصادي و المالي الآن في السودان ... لا يسمح للإنقاذ بالمناورة و المساومة ... لقد رفضت حكومة الإنقاذ من قبل مرات و مرات منح هذا المبعوث تأشيرة دخول و لسنوات ... لأنهم يدركون جيداً أنه هو أول مسؤول أمريكي فاهم لطبيعتهم المراوغة الخبيثة ... و لا يفل الحديد إلا الحديد ... و عاملهم بالمثل .. الآن الحكومة كلها في حالة إنبراش ... أمامه فيدخل البلاد و لا يصافح أو يقابل رئيس النظام .. لأنه .. أي رئيس النظام .. و بتعليمات من الإدارة الأمريكية .. لا يجوز لأي مسؤول أمريكي مقابلة أو مصافحة متهم ملاحق من قبل القانون بتهم جرائم الإبادة الجماعية و جرائم حرب ... و بلعوا أشياءاً كثر .. مع كرامتهم ... فهم مدركون جيّداً ما معني السماح لهذا المبعوث برحلة الي دارفور لثلاثة أيام و مقابلة النازحين دون مضايقة من جهاز الامن و الجنجويد و غيرهم ....
خلاصة الأمر :
أن خارطة الطريق هذه ... ليست خارطة السلام ... لكنها الوسيلة الآن اللتي يستخدمها المبعوث لحماية أهل مني أركو مناوي و أهل دكتور جبريل و أهل عبدالواحد و أهل الحلو و أهل مالك عقار ...... من إستمرار حملات الإبادة الجماعية .. لكن المفترض أن يستفيد هؤلاء أعلاه من هذه السانحة و الدفع بقضايا أهلهم سياسياً و مصيرياً .. بدلاً من أن يتحولوا ملازمين للإمام . فطريق هذه الخارطة ... طريق طويل يمتد الي الإدارة الأمريكية القادمة ... قبل أن ينظر الكونغرس الأمريكي في أمر رفع الحصار و رفع العقوبات عن نظام البشير.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, المبعوث الأمريكي يستمع لصوت النازحين في دارفور | Mohamed Suleiman | 07-29-16, 11:26 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 07-29-16, 11:29 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 07-29-16, 11:32 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 07-29-16, 11:34 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 07-29-16, 11:37 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 07-29-16, 11:42 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 07-30-16, 04:50 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | azhary taha | 07-30-16, 07:11 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 07-31-16, 00:34 AM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | جمعة هري بوش | 07-31-16, 02:13 AM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 07-31-16, 09:25 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | د.أسامة عبدالحليم | 07-31-16, 10:40 AM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 07-31-16, 10:23 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 07-31-16, 10:34 PM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | Mohamed Suleiman | 08-01-16, 10:45 AM |
Re: بينما يهرول الإنتهازيون الي أديس أبابا, ا | د.أسامة عبدالحليم | 08-01-16, 11:13 AM |
|
|
|