لكن المستجد في المشهد ان عصابات الهوس والمتاجرة بالدين المغتصبة للشرعية في الوطن قد انقسمت علي نفسها انقسامات اميبية اذت كثيرا عرشهم الطغياني واوهنته بسبب تقاطع المصالح والمطامع في هذا المستنقع الكبير بين الاخوة الاعداء والمستفيد الاوحد من هذه الظرفية صار جناحهم العسكري الذي جلبوه لاغتصاب الشرعية من الاحزاب والذي ايضا انقلب عليهم اخيرا بعدما تعود علي هيلمانة السلطة وبهرجتها وقد قرر ان يستأثر بالسلطة وحده وفي معيته ايضا بعض من اعضاء المافيا الكبارالمستميتين في الدفاع عن مصالحهم التي غنموها من هذا المستنقع القذر الذي عهر قيم الدين وعهر الوطنية والاخلاق.. ولذلك المرشح في المشهد الراهن هو حتمية الاقتتال بين المافيا المدنية من تجار الدين والذين سرا صاروا يتوحدون في مواجهة شقهم العسكري الذي صار محتكرا كل مصادر القوة قابضا بزمام الامور بل جاهزا في اي لحظة للاجهاز عليهم مستفيدا من تمزقهم... والمخيف جدا في هذه المعادلة هو دخول اللاعب الاقليمي اساسيا في هذه المعركة القادمة وهو لاعب اقليمي مستقطب في هذا الصراع القذر بين مافيا ( الانقاذ) المدنية والعسكرية......فالبشير وعصبته صاروا يبحثون عن حماية مضمونة من غدر اصحابهم في المافيا المدنية والذين علي اتصال بمركزهم الخارجي في التنظيم العالمي للاخوان المسلمين والذي بعد ان ضرب في معقله في قلب مصر قرر الا يفرط في السودن تحت هيمنة اشقائهم الكيزان وباي ثمن حتي لو يصير السودان سوريا او ليبيا او صومال اخري لان ضياع هذا السودان من ايديهم سوف يقضي عليهم هذا الحلف الرسمي ( المصري السعودي الاماراتي) المستند عليه البشير وعصبته -والشاهد في ذلك التعاون السوداني السعودي الراهن في حرب الحوثيين في اليمن- وبالتالي ستتبخر احلامهم السقيمة في انشاء خلافتهم المزعومة في هذه المنطقة الهامة.... ولذلك ستقع الطامة الكبري والتي ستدمر ما تبقي من الوطن تحت وطأة العامل الاقليمي المتورط والمستقطب في صراع الاخوة الاعداء و الذي صار شبحا يهدد وجود ما تبقي من السودان اذا لم تنهض معارضة وطنية حقيقية للقضاء علي هذه العصبة الاجرامية قبل ان يبدأ الطوفان ونسمع حينها بوصول قوات مصرية وسعودية واماراتية الي موانيء السودان لمكافحة حركة الاخوان المسلمين في السودان !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة