«سعادتك أنت الآن في السلطة، وأنت تعرف أن لديّ أصدقاء في مجلس الثورة السابق و...» قاطعني الرائد فاروق «عارف.. ابو العوض»؟ - يقصد مامون عوض ابوزيد - قلت: «والزين والشيخ»، قاطعني للمرّة الثانية «مالُن»؟ قلتُ «جئتُ لأطمئن عليهم»، ابتسم «ها أنت تعود لحساسية الشاعر ورقته، إنهم اخواننا - اطمئن، وتعال الخرطوم بسرعة عشان تشوف بنفسك..... ثم نادى فاروق «يا صلاح» وجاء العميد صلاح وقال له «يا صلاح الشاعر ذكرني بحاجة مهمة، ارجوك أنقل للأخت بثينة تحيات بابكر وتحياتي وقول ليها تطمئن، جعفر اخونا وما حيحصل ليه أي شيء بطال، ده خلاف بين أخوان، ويا صلاح أديها أي فلوس تحتاج ليها إذا حبّت تسافر تسافر معززة مكرّمة وإذا حبّت تقعد في لندن تقعد معززة مكرّمة»، كانت السيدة الفضلى حرم الرئيس نميري في زيارة خاصة إلى لندن وكان يرافقها اثنان من حرس الرئيس , * وجاءت تظاهرة يقودها بعض الإنجليز وبعض السودانيين وعلى رأسهم السفير يعقوب عثمان والذي كان يقول لي دائماً ( أنا حزب أمّة جناح الإمام الهادي، يعني يمين اليمين!)، سألته ( ما شأنك وهذه التظاهرة!؟) قال (نحن - السودانيين - قادرون على حل - مشاكلنا فلماذا يتدخّل بيننا الآخرون! كنتُ أريدهما أن يصلا الخرطوم وأن نتداوس هناك - جئت أُدين هذه العملية!).(هـ) كانت لندن تنوح مطراً * خرجتُ من السفارة، قصر سنت جيمس على اليمين والسفارة على اليسار. كانت زخات المطر تتناثر عبر الظلام (أين هما في الزحام الآن! رجلان من أميز الرجال. هل يستحقان هذا المصير!؟)، (جعفر أخونا - ده خلاف بين أخوان)، (إنها قرصنة غير مسبوقة)، (كنت أُريدهما أن يصلا الخرطوم وأن نتداوس هناك!) إنني سعيدٌ بإنتمائي إلى وطن هؤلاء الرجال. كان المطر يزخ عنيفاً يجلد الظلام وينهال على الأرض. وكانت لندن كَمَنْ يبكي وينوح!
لكن ! .. هاهما الرجلان يخرجان من محاكم ( إخوتهما ) مذهولين بعد أن تكشفت لهم لا أخلاقية زملاء الأمس و نواياهم التصفوية المريضة , ليستشهدا في جلال ! شكرا للإخوة في sudaniyat.net علي توفير الصورة التاريخية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة