إلى مبارك الفاضل, ما لم أقله في ندوة دالاس

Quote: الطريق الأمثل لمواجهة الواقع هو الاعتراف به, والاعتراف بالواقع لا يعني الاستسلام له. والسودان تقسم عند التوقيع على نيفاشا وتسليم حكم الجنوب للحركة الشعبية وسحب الجيش منه وانتهاء سيادة الدولة عليه, ولسنا هنا بصدد من وقع على نيفاشا ولماذا وان كان السيد مبارك الفاضل يعتقد أن تضييق الخناق غلى نظام الخرطوم من قبل الأمريكان هو السبب الأساسي في ذلك فهذا عندي عذر غير مقبول. يا أخي الذين يستسلمون ويفرطون في تراب وطنهم يسقطون ويحاسبون. فالفرنسيان بيتان ولافال حوكما بالإعدام لاستسلامهما وان كان عذرهما هو حقن دماء أبناء الوطن ومنع تدمير باريس وكنوزها الثقافية ونجحا في ذلك فلم يلحق باريس ومواطنوها من الدمار ما لحق بلندن ووارسو وسان بيتربسبرج (لينين غراد وقتها) أبان الحرب العالمية الثانية ولكن سكان هذه المدن يعيشون الآن مرفوعين الرأس فخورين بأجدادهم الذين ضحوا من أجل وطنهم وأما من فرط في تراب وطنه فقد اعدم وهكذا تفعل كل شعوب العالم إلا السودان فمن فرط في تراب الوطن وتخلى عن ثلث أرضه يعاد انتخابه ولا يحاسب على ما فعل (وانظر سيدي إلى هذا المنبر الحر فلن تجد بوستا واحدا يطالب في عنوانه بمحاكمة من فرط في تراب الوطن ثم تحدث لي عن المعارضة). يا سيدي الهاوية التي أحدثك عنها بدأ الانحدار إليها ولن أستطيع أن أغير شيئا. أنا أفعل ما أستطيع في حدود إمكانياتي ولوطني دين لن أستطيع أن أؤديه. أخدم أبنائه ما استطعت وأعارض متى ما رأيت أنني أقدر على التغيير وأما معارضو الخارج الآن فلا أرى فيما يفعلونه سوى تهريج هو في معظمه عبث وفي بعضه خيانة. لا يا سيدي لا أرى الاستسلام حلا ولكني أرى أن ما سيحدث قد بدأ في الحدوث والتغيير القادم سيكون تلقائيا وغير مخطط ورجائي أن يكون إلى الأحسن وأن تتم محاسبة من قسم الوطن وقتل الملايين من أبنائه وشرد ملايين أخرى. ونعم سيدي أتمنى العودة لأرض وسأعود إليه متى حكم القضاء وسمح الزمان