تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 06:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-16-2010, 08:40 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    الباب الثالث
    التَّعَابِير الظَرْفِيَّة


    وهذا اصطلاح منِّي لكل تعبير أو مقولة، لا يمكن تصنيفها، في ضروب الكوشرثيا المعروفة، أعني التي يمكن أن نُفارسَ بها مواد الفولكلور، مثل الحُجا*، أو الأساطير، الأمثال، الألغاز، الأشعار، الأغاني المجهولة.. إلخ.
    وهذه التعابير بذاتها تُمثِّل برهاناً على ضرورة التعامل مع الكوشرثيا كأثارة حضارية تختلف عن الفولكلور، ونظايره من معارف الدنيا. وتركيزي وولعي الحاضر قائمٌ على تأسيس هذا الإطار تحديداً، وعلى وجه التعيين. فالمواد المشابهة لمواد الفولكلور مثلاً، من جنس ما عَدَّدتُه أعلاه، يسهل على الناس جمعها، وفي ذات الأبواب التي أفردها لها الفولكلور. أمَّا هذه المواد التي أراها متفرِّدة، ولا تُوجد لها أبوابٌ أو تساهيل تقنية تصنيفية في مواد المعارف المناظرة للكوشرثيا، فهي على وجه الخصوص، ما أعمل عليه الآن. كي أُعِينَ غيري، ممن تروق لهم الفكرة، بشق أبواب لها قابلة للتعديل والتطوير، وإن هي ستُمثِّل أساساتٍ للجمع لا بُدَّ منها. فالباب الثاني، أو ما أفردته للأدعية، هو باب خاص أملته عليَّ الكوشرثيا، ولا يُوجد في اشتغال آخر، مما قرأتُه من كتابات في هذا المجال، خصوصاً مسألة "المداعاة"، وكذلك "الندايه" التي تُوجَّه لقوى روحية غير الله، وتتحقَّق فرادتهما هذه بأخذهما في قالبهما الفنِّي هذا بتمامه. إذ للهنود الحمر مثلاً، ندايه، للطبيعة والأرواح، ولا أدري إن كان هنالك من جمعها أم لا. ولكن ما عنيته هو الاختلاف في القالب الفنّي بكامله، خصوصاً المداعاة هذه.
    ولذلك اخترتُ للباب الثاني هذه التعابير، التي تُستخدم على نحوٍ ظرفي، يناسب واقعته المحدودة وظروفها فقط. وأعتقد أنَّ التعابير الظرفية هذه تفوق أيَّ بابٍ آخر من أبواب الكوشرثيا. وتكاد تُغَطِّي مجمل حياة الناس، لدرجة تُوحي بأنَّهم لا يخترعون الكلام بقدر ما ينزلونه من رفوف تلك التعابير الجاهزة، ويستخدمونه فحسب. مع ملاحظة أنَّ "الأمثال" ذاتها هي تعابير ظرفية، وإن كانت تختلف جوهرياً عَمَّا أريده هنا، وسيتضح لاحقاً مع الأمثلة.
    وتُمَثِّلُ هذه التعابير إستوراً ضخماً أو {سَحَّارة} لصنع مواد القيمية إجمالاً، وكذلك يعمل بعضٌ منها على صنع مواد التربية الكوشرثية تحديداً، وجزءٌ وفيرٌ منها فَنِّي بحت، وخالص، ولعلّه أجمل ما فيها. وهي كما جميع أبواب الكوشرثيا تكتظ بوجود النافع، لجوار الضار، فجمعها يساعد على تكوين فكرة عن الثقافة الكوشرثية في تمامها. بل إنَّ عملي عليها، جعلني أتساءل، كيف تكلَّم كلُّ هؤلاء المثقفين السودانيين عن الثقافة السودانية، وهم بالأصل لا يمتلكون معرفة شاملة بهذه الكوشرثيا، ولم يجمعوا منها، إلا بعض الأمثال والأحاجي تقريباً، ولم يسائلوها في قطمير. ومع ذلك يرغبون في حلحلة مشاكلها السياسية، التي هي ظاهرية فحسب، ناجمة عن هذا الباطن الذي لا يكترث به أحد، ولا يهم أحداً في قليل أو كثير.
    بتقسيمي الوصفي حالياً لهذه التعابير الظَرْفِيَّة، استطعتُ أن أُحَدِّد منها ثلاثة مساقات قابلة لأن تتوسَّع داخلياً بباطن هذه المساقات ذاتها.
    المساقُ الأوَّلُ من هذه التعابير هو، الألفاظ الظرفية، والمساق الثاني، هو الجُمَل الظرفية، أما ثالثها فهو مساقُ الأناشيد المُلَحَّنَة الظَرْفيَّة كذلك، المُتَفَرِّعة إلى المنحولات على الطبيعة والأسطورة والحيوان.

    1- ألفاظُ التَّعْبِير الظَرْفيَّة:
    والمعني بها، التعبير الظَرْفِي، الذي لا يُكْمِلُ "جُملةً" تعبيرية تامَّة. فإمَّا أن يكون "لفظة واحدة" فقط، مثل {أجِيْ} وهي لفظة تعبيرية ظَرْفيَّة، تُستخدم للاستنكار والتَّعَجُّب والدُّهُش، وظرفها المناسب لنزولها، وميلادها، هو أن يأتي أحدُ الناس بعملٍ يستدعي إحدى الثلاثية المُتَقَدِّمة هذه فتُطلق لفظة {أجِيْ} التعبيرية في حضوره أو غيابه على حدِّ السواء. غالباً تستخدمها النِّساء، والرجال يستخدمونها على نحوٍ من الهُجْنَة والسُّخْر الذكوري كذلك. ويمكن أن تُضاف لها، قرينة مسرحية، بهدف إشراك الحضور في التجاوب معها بإلحاق تتمَّة استدعاء مسرحي، كأن تقول المرأة التي تستخدمها {أجِيْ، يا بنات أُمِّي} {أجِيْ، يا أخواني}.
    وإمَّا أن يكون التعبير الظَرْفِي "شبه جملة تعبيرية" مثل {الله ورقبتي} وهي شبه جملة تَدُلُّ على ظرفية "الوحدة والخَلْوَة" وتُستخدم للدلالة على أنَّ الشخص كان وحيداً، ما من أحدٍ معه، وبالوسع أن يستخدمها الشخص بنفسه، بذات صورتها هذه، كما يمكن أن يُوصفَ بها حالُ غائبٍ أيضاً. وهي، هذه الألفاظ الظرفية، غالباً إن جَرَّدناها عن ظرفها هذا، تصبح غير ذات قيمة، أي لا يمكن أن تُسْتَخَدَم إلا مع قرينتها الظرفية تلك. وفي هذا يقبع أحد أهم العوامل في تفريقها عن الأمثال، وحديثي هنا بخصوص الألفاظ الظرفية فقط.

    2- جُمَلُ التَّعْبِير الظَرْفيَّة:
    وأعني بها، الجُمَلَ الظَرْفِية التامَّة، التي بوسعها أن تُعْطينا معنى ظَرْفِي، وكذلك معنى إجمالي عبر مادَّتها وحدها، فهي مفهومة وليست مُلْغَزَة مثل الألفاظ الظرفية. مثل {يعميني عَمَى الطوب} أو {يعميني عَمَى التُّرَب}، وهي جُمْلة تعبير تُستخدم، حالَ أو "ظَرْفَ" الإنكار والنَّفي لرؤيةِ شيءٍ ما، الذي هو بحسٍّ مُعَيَّنٍ ينفي اشتباهاً ما، وليس بالضرورة أن يكون هذا الاشتباه تجريمياً، إذ يمكن أن يكون لتفادي لومٍ مثلاً. كأن تسأل أحدَهَم أو إحداهُنَّ ألم "ترنا" أمس نفعل كذا وكذا، لِمَ ما أتيتَ لمساعدتنا؟ فيرد المسؤول {يعميني عَمَى الطوب}. أو أن تسأل الأخت أختها عن فستانها الذي ربَّما خبأته لتلبسه هي، أمَا "رأيتِ" فستاني يا فلانة؟ فتنفي الأخرى {يعميني عَمَى التُّرَب}.

    3- الأناشيد المُلَحَّنَة الظَرْفيَّة:
    أو المنحولات على الطبيعة والأسطورة والحيوان، وهي توقيعاتٌ، أو مُشَعْرَناتٌ، أو أناشيد تُقالُ كلماتٍ وألحاناً أو توقيعاً، لدى ظرفيات مُعَيَّنة تتناسب معها، وقد تكون هذه الظرفيات أسطورية أو واقعية. وهي كثيرة الأشكال والمناسبات الظرفية. ولكي لا يُشْكِل المعنى هنا على الموسيقيين أو الشعراء، فأحياناً تكون هذه الأناشيد "مُوَقَّعَة" فحسب، فليس من الضروري أن تكون ألحانها هذه بمواصفات ومقاييس المواد المعرفية للألحان. أي ربما هي تسير عبر توقيعة أو ترنيم أو حداء، يذهب بها في ناحية الألحان فحسب. ومنها ما يفي بشروط هذه الألحان المعرفية على وجه الكمال والدِّقة، بل وما يُحَقِّق الفَوْت والسَّبْق لهذه المعايير المعرفية الموسيقية ذاتها. وأحياناً لا تكون شاعريتها مضبوطة تماماً، وإنَّما مُجَرَّد تلويح بالموسيقية الشعرية فحسب، ومنها ما يمكن أن يُشبه في رؤيته مدارس الشعر الحديثة. ولن أشمل في هذا الباب، أناشيد وألحان الهَدْهَدَات (Lull bye):
    {النَّوُم النَّوُم، بكريك بالدُّوم، النَّوُم تعال، سكِّت الجُهَال}.
    فالهَدْهَدات ستكون باباً منفصلاً عن هذا الفرع. وهدفي من ذلك هو التسهيل، على المُتَصَفِّحين لهذه الكوشرثيا، من غير أهلها. فتبويب الـ(Lull bye) هو تبويبٌ موجودٌ في معظم ثقافات الدنيا إن لم يكن كلّها. والاشتقاق عن الفعل ("يلولي" الشافع، أو الطفل) ذو حس عالمي أيضاً، مثل حس لفظتي "الأم" و"الأب"، الذي تجده متقارباً بين أغلب ثقافات الدنيا. فلأي مدى هذه المفردات متقاربة، ماما، أم، بابا، أب، ولكم هي منتشرة بهذا الحس العالمي!؟
    وسأضيف لهذا الباب كل ما يمكن أن يشتمل عليه باب النَّوْم هذا، من جنس الألعاب الموقَّعة، كالتي يقولها الكبار للأطفال بينما هم يُعَدِّدون على أصابع صغارهم بدءاً بالإبهام مُسَمِّين له بـ"البِّقيرة" ويستمر التوقيع المُنَشَّد أو المُوَقَّع لحنياً، مع همهمة:
    {دي البقيرة، ودي السخيلة، ودي العجيلة، ودا الضباح، ودا السلاخ...
    حينها تنتهي أصابع الطفل الخمسة، فتتابع يدُ الكبير ساعد الطفل إلى موقع إبطه مدغدغة له بما يستنيم، ومختتمة بـ:
    كِرِبْ يا نائم، بتريد أمّك وألا أبوك؟}.
    كما يستثني هذا التقسيم أيضاً "الجلالات"، أو أهازيج وألحان المارشات العسكرية، فهذه أيضاً ستكون باباً، قائماً بذاته. وما أوفر المواد هنا، مما أنتجه أولئك الجنود المجهولون من جيش الزبير باشا. فمعظمُ، إن لم يكن جُلُّ، ما يستخدمه الجيش السُّوداني الآن من جلالات، هو إمَّا من أثارة الزبير باشا مثل:
    {مدفعنا ضَرَب بالليل، شاويشنا قام جاري
    نسوان رجال شافوا
    شالوا جدعوا بَرَّه
    "بَرَّه" - "بَرَّه".
    الليل بَرَد يا شَمَّة
    ومدفعنا ضَرَب يا شَمَّة
    مدفع حديد يا شَمَّة
    وبضرب بعيد يا شَمَّة}.
    أو الجلالة الأخرى والشهيرة {جندي الزبير باشا، جينا نحييكم، قايدكم ما جَرَى، عسكركم ما جَرَى، مرحبْ سعادة اللواء ... مرحب}. وهي تُستخدم في الجيش السُّوداني، ويا لغرابة الدولة "غير السودانية" في كل شيء، وضد الكوشرثيا في كل نَفَسٍ من أنفاسها وطوبة من طوباتها، لأنَّ هذه الجلالة تُستخدم في الجيش السوداني حتى تاريخ هذه الكتابة! وباسم الزبير النَّخَّاس نفسه، ومع وصفة الباشا كما هي. والأدعى للانتباه، أنَّ الكثير من هذه الجلالات، موضوع مع لكنة كوشية، مما يدُلُّ على أهل صناعتها. بأي حال هي ليست موضوعتي الآن، سأرجئُ الحديثَ عنها لحين مواقيتها وبابها المُخَصَّص لها.
    أمَّا الشِّقُ الآخر، لهذه الجلالات المجهولة المؤلِّفين، فبعضها من أثارة جيوش سلطنة الفور، مثل:
    {حبابو حبابو
    البشع لينا حبابو
    المصطفى مرحبابو
    فقراء شيلوا جلالة
    لعلي وَلـَ.. زكريا
    الرسول خير البريّة
    فاطنة بت النبي
    نور أبوك ما بِنَّبي
    **
    فقراء شيلوا جلالة
    لعلي وَلـَ.. زكريا
    الرسول خير البريّة}.
    سأرجيء "الهدهدات" و"الجلالات" إلى حين أبوابها إذاً. وحالياً سأقوم بتقسيم هذه الأناشيد المُلَحَّنَة إلى فَرْعين، أوَّلُها ما تكون ظرفيته أو مادَّته واقعية، مثل النشيد الذي يُرَدِّدُه الأطفال حالَ أو "ظَرْفَ" أن يقتني أحدهم أو إحداهن قطعة عملة ما {أب قرشين وَقَع، دَنْقَرْتَ أشيلو.. قلبي انقطع}.
    وثانيهما ما تكون ظرفيته أو مادَّته أسطورية، مثل النشيد الذي يُرَدِّدُه الأطفال حالَ أو "ظَرْفَ" أن تصيح القماري على رؤوس الأشجار، خصوصاً الدَّبَاس، أبو حزوز في عنقه، عندما يصيح {قووق، قووق، كَرَّررر}. فينشد الأطفال خلفها، زاعمين زعماً أسطورياً أنَّها تقول {قووق، قووق، أبو الصقير كَتَلللل، أبو الصقير كَتللل}.

    نماذج من ألفاظ التَّعْبِير الظَرْفيَّة

    {أجِيْ} لفظ تعبير نسائي.
    تُستخدم للاستنكار والتَّعَجُّب والدُّهُش، وتقال في غياب المقصود بحمولتها أو حضوره على حدِّ السواء.
    {سَجَمِي} لفظ تعبير نسائي.
    تعبير عن ذهول مفزع. وبحالات أوسع تُستخدم أيضاً للاستنكار والتَّعَجُّب والدُّهُش.
    والسَّجَمُ في الكوشرثيا هو الرَّمَاد الأسود.
    {كُرْ} لفظ تعبير نسائي.
    للتعاطف في حالات الإشفاق غالباً، وكذلك مع تعاطف الحزن من نظير الموت، والرثاء للحال عموماً.
    {بَرِي} تعبير نسائي.
    للنفي الحاد، لدرجة التبرؤ، وكذلك في حالات التمني لما يدفع شَرَّاً عبر الدعاء والبراءة من ذلك الشَّر.
    كما تُغيَّر صيغته قليلاً ليستخدم في حالات التعاطف والإشفاق فتكون {بَريَّة}.
    {أنْقَصْ} لفظ تعبير نسائي.
    قَسَمُ نَفِيٍ، بما يقص الإنسان كشيء صلب. ومن جنسها {تحرق حشاي}.
    {ووب علي} لفظ تعبير نسائي.
    صيحة فزع ورهبة.
    {يا بو مروة}.
    نداء استغاثة ونجدة.
    {يطرشني}
    لنفي السَّمَاع بخبر ما.
    {يندخرلك}.
    أي ما أتيتَ به من صنيع، يُذخر ويُحفظ لك، وربما تقع بك نتائج تماثله ذات يوم. يُستخدم لما هو سلبي من صنيع، لا للإيجابي.
    {الله ورقبتي}.
    يُعَبَّر بها عن الوحدة والعزلة كما تقَدَّم.
    {ختوه قرض} وأصله الذي جاء منه {حَتّوه قَرَض}.
    وهو تعبير يُصَوِّر الخلافات التي تقع بين من كانت تربطهم معرفة لصيقة ببعضهم، وحالَ أو ظرفية اختلافهم وتصارعهم تلك، جعلتهم يخرجون ما كان غير منظور للآخرين إبّان حسن علاقتهم. وهو تشبيه بما يَحُتُّه الرعاةُ بالمحجن من ثمار القَرَظ لبهائمهم. أي أنَّ هذين المتخاصميْن حَتَّا أسرارهما، وكَوَّمَاها، بين أفواه الناس وألسنتهم، كما يَحُتُّ الرعاةُ ثمار القَرَظ ويكوِّمونها بين أفواه بهائمهم وألسنتها.
    ومن جنسه {نَتَّفن ونطلِّع المَدفَّن} {ندق الصفائح، ونطلِّع الفضائح}، وهذان التعبيران يتمان، أو يقالان، كوعيد وتهديد، من أحد الأطراف للآخر بأنَّه لن يهمه شيءٌ، وسيقوم بفضح كل أمرٍ كان بينهما على رؤوس الأشهاد. أي أنَّه سـ{يحتّه قَرَض} مع خصم اليوم، صديق الأمس.
    {بالشيء الفلاني}.
    يُعَبَّر بها عن غلاء الشيء، أو أهميته.
    {يخربني}.
    يُعَبَّر بها عن عدم امتلاك شيء ما. وغالباً تُقال حين يطلب شخصٌ ما ذلك الشيء، لذا جاءت بهذه الحِدّة من أجل دفع الحرج والاعتذار الشديد. ومن جنسها {يبقالي بنار} أو {يبقالي بعدم}، {أعدم وليداتي}، {يبقالي بحريق} أو {ينبشوه وراي}، بمعنى إن كنتُ أخبئ ذلك الشيء عنك، فأتمنى أن أموت ويُنبش من بعد موتي. ومن جنس الأخير هذا {يكفنوني بيهو} هذا إن كان الشيء المطلوب ذلك يصلح للكفن مثل الماء والأغطية أو مما يمكن أن يُباع عموماً ويسخّر ثمنه في شراء الكفن.
    {تدفنِّي}.
    تُستخدم للرجاء الشديد لدرجة التوسُّل وأكثر، وتعني أموت لك، وتكون دافني إن لم تجبني في كذا وكذا.
    ومن جنسها {عَرَّضْتَك القطاعة}، التي تستخدم للتخصيم الشديد، ولـ{القُطاعة، والقِطاعة} معانيها المأخوذة من الحضارتين الكوشية والإرثية سنعرض لهما في باب ذلك.
    {متيمنة بالله}.
    تفيد القسم والتيمُّن هنا بمعنى اليمين المضروبة بالله.
    {ليهو شَنَّة ورنّة}.
    أي له قيمة كبيرة، حتى إنّها تشن وترن، فلها أصوات، والتشبيه مضروب بقيمة العملة المعدنية.
    {أبقوا عشرة}.
    تُستخدم لدى الوداع، ومن جنسها {في الوداعة، أو ودعتكم الله}، أبقوا عشرة، أي اهتموا وخذوا بالكم من أنفسكم، بأصابع اليدين العشرة.
    وكذلك {فتكم عافية} {أرقدوا عافية}.
    {تَكَتِّر تقَلِّل}.
    تعبير وعيد أو تهديد، بمعنى لو أنَّك أكثرت في الجدل حول الموضوع الفلاني، أو الاستمساك بالأمر الفلاني، فإنَّ المتوعِّد يدفع بهذا التعبير أوَّلاً، ثم يليه بوعيده أو تهديده.
    {أقصر الكلام}.
    تعبير عن ضيق بما يقوله المتحدث، وبذا فهو يُدعى للاختصار.
    من جنسه، {أدينا النجيضة}، أو {النجيضة آزول} {من اللاَّخر}.
    {ود السُّرُور}.
    تعبير يطلق حال الثناء والمديح، بمعنى أن المُمْتدَح يملأ بالغِبطة و السُّرُور والفرح.
    من جنسه {جِد لَي}.
    و{كَدي يا يُمَّة}.
    ومن جنسه كذلك:
    {بت السُّرُور}.
    {أريتو ولدي}.
    {أريتها بتي}.
    {أريدو ولدي، أو بتِّي}.
    {ما تلادي} {ما تلادي آزول}.
    لا تتعنَّت وتُصر على أمرك.
    {ما تكاجر} {ما تكاجر آزول}.
    لا تخالف وتُصر على وجهتك.
    {ما تشاتر} {ما تشاتر آزول}.
    وهي جامعة لكل ما سبق، وفحواها لا تشذ وتُصر على مجمل طريقتك في الوجود.
    {أبقوا لا جُوَّه}.
    تعبير للدعوة ودخول البيت لأجل الإكرام والرِّفَادة.
    {حبابك عشرة}، {حبابك عشرة بلا كَشَرَة}.
    تعابير تُستخدم للتِّرْحَاب.
    {كراع تالتة}، يقال {يا بت روقي، أو يا ولد روق.. ما تسوينا في "كراع تالتة"}.
    وهو تعبير جنسي، إذ يُشَبَّه عضوُ الرجل، برجل ثالثة له، ومعناه لا تخترع لنا مشاكل أكثر مما هو معنا. ومن جنسه {ما تسوينا في شديهة} و{ما تسوينا في عاضرة}. والشديهة، هي ما يشغل الناس، إذ يقال شدهنا موتُ فلان عن كذا وكذا. والعاضرة، جاءت من {عضيرة} أي ذوي الأعذار، كالأكفاء، والمقعدين. فإن كان التعبير مستخدماً لطفل، فهم بذا يطلبون منه أن يروق ويهدأ، ولا يلعب لعباً ضارَّاً فيؤذيَه ويُلْحِقَ به عاهةً ما.
    {العب رأسو}.
    كوشرثيا ضَارَّة، تدعو لضرب عَبْدٍ ما على رأسه. وتُطلق حين مشاجرة مع من (يُظَنُّ) أنَّهم أحفاد لمسترقين، غالباً بناء على الشكل والهيئة، أي على نحو كذب أسطوري لما كان واقعاً مختلفاً، كما بَيَّنا سابقاً. والمقصود القتل، فالناس في شجاراتهم التي تُستخدم فيها الأدوات أو السلاح الأبيض والعصي، يُحاذرون الضرب على الرأس، تحاشياً للقتل. أمَّا مع فئة هذا المُشَاجَر، فالدعوة القائمة ببطن هذه المقولة الظرفية، هي للضرب على الرأس تخصيصاً وتعييناً، أي للقتل.
    {عندها دُوُدَة} {أو عنده دودة} وهو يقال للإساءة لأخلاق المرأة بوصفها شهوانية وطالبة جنس، أو {مطلوقة}. أما إساءته للرجل، فهو يُوجَّه لمن كان مثلياً أو يظن فيه ذلك، أو يُراد إساته بإلصاق ذلك به. وهي كوشرثيا ضارَّة، فاحترام الإنسان يجب أن لا يرتبط بتوجهاته الجنسية أو ممارساته الجنسية، فهي شؤون تخصه وحده، ما لم ترتبط بعدوان.
    {بي حِدِّي ومِدِّي}.
    بكل طاقة أمتلكها، من حدِّ طاقتي الأوَّل وإلى آخر مداها.
    {هَرْشَك}، للخلعة والمفاجأة من باب المزاح، كأن تجدك إحداهن أو أحدهم غافلاً، فينادي من زاوية لا تراه فيها، هَرْشَك.
    {فيه شيل وخَتْ}، هذه الحكاية أو الأمر {فيه شيل وخَتْ}.
    ظرفيته أن يُستخدم مع أمرٍ غير مبتوتٍ فيه، ولا محسوم، أو به مُكْنَةٌ ومتسعٌ للحوار والجدل، للأخذ والعطاء.
    {التَّابَا واليَابَا} أو{ التَّابَاني واليَابَاني} يُوصف بها الرجل والمرأة، والمواضيع والأشياء على حَدِّ السواء.
    يُستخدم حين الذم، والهُجنة والرفض. {التَّابَا}، كوشرثيا من (الذي تأباه)، فالمقصود بها المؤنَّث، أي هذا الأمر ترفضه المرأة. و{اليَابَا} كوشرثيا من (الذي يأباه)، المقصود به المُذكّر، أي هذا الأمر يرفضه الرجل أيضاً. ما يعني أنَّ ذلك الشخص المذموم، أو الأمر أو الشيء المُستهجن مرفوض بالإجماع.
    {كَبْ}.
    نداءٌ بالنُّهوض، أو حَثٌّ عليه.
    {هَبَتَلي}.
    لفظ تعبير تُوصف به الأقوال والأفعال، حين تقع دون حسابٍ لها. خبط عشواء كما في ثقافة العرب، أو على نحوٍ عشواوي.
    {هُوي}.
    لفظ تعبير ذائعٌ جداً، ويُستخدم كحرف تنبيه وإلفات ونداء. أحياناً يستخدم للوعيد والتهديد.
    وهو منتشرٌ في ليركس الأغاني بوفرة يستعصي حصرها. من ذلك الأغنية الشهيرة من مواد الكوشرثيا التي اشْتُهِرَ بها بادي محمّد الطيب:
    {الليلة هوي يا ليل، الليل هوي يا ليل... الليلة هووي يا ليل
    غَنِّيت بجيب مُسدار
    زايد بحديثاً يسمعوه الحُضَّار}.
    { شمار في مرقة}.
    تعبير يُستخدم للدلالة عن الضياع أو الانتهاء، مثلما يضيع أو ينتهي الملح إذا صُبّ في المَرَق.
    من الاستخدامات الفنيّة الجميلة لهذا التعبير ما يرد في مسرحية العبَّادي على لسان حمد ود دكين حينما جاء خاطباً لرَيَّا قائلاً:
    {عندكم الغرض لا بِدُور قَلَم لا وَرَقَة
    ما غَرَضاً تسافرولو وتقيسوا الفَرَقَة
    يِقْضَى إن قولتوا خير، لا بدورلو سيف لا دَرَقَة
    وإن قلتوا لا.. يروح "شمار في مَرَقَة"}.
    {ما تَنْجَهْنِي}.
    تعبير يُستخدم، حين يكون الشخص منشغلاً بذات الأمر الذي يسأل عنه السائل، أو عاجزاً عن تحقيق الأمر الذي يسأل عنه السائل. كأن تكون الأم تعد شاياً لأطفالها فيستعجلونها ببكائهم أو أسئلتهم عن موعد فراغها مما تعمله، فتصيح فيهم {خلاص قضى، ما تنجهوني} أو {أصبروا شوية، ما تنجهوني} ويستخدم من قِبَل النِّسَاء والرجال. وهو من فصيح لغة العرب {النَّجْهُ: الزَّجْرُ والرَّدْعُ، نجَهَهُ يَنْجَهُهُ نَجْهاً. ابن منظور} فزجر الأم لأطفالها هذا انسحب على الفعل ذاته.
    {مارق للرِّبَا والتَّلاف}.
    تعبير يستخدم للدلالة على اللامبالاة وعدم الاكتراث لعواقب الأمور.
    الرِّبا هنا بمعنى لا تهمه الزيادة في الضرر، ولا أي مقدارٍ منه، كما لا يخشى أن يتلف له شيءٌ.
    { خربانة أم بناياً قَشْ}.
    تعبير يقال حين النهايات المُحْزِنَة والخَرَاب، مثل الموت، وغيره من مواضيع الفَقْد والدَّمَار.
    ومن جنسه {غَرَّارة العبوس} أو {ما فيها خير} {الزايلة} وكلّه عن الدنيا.
    {أهل الجِلِد والرأس}.
    تعبير يستخدم ليقول إنَّ فلان أو قوم كذا، أحق وأولى من علان أو قوم كذا بالأمر الفلاني. أي هم أهل الحق ولا غيرهم، وأولى من الآخرين كافّة.
    بيّنتُه من قبل في حديثي عن أثارة الإرث الشيعي بالسودان. فأهل الجلد والرأس هم آل البيت. فالجِلْدُ هو لعبد الله بن الزبير، والزبير والده هو ابن صفية بنت عبد المطلب عمّة النبي، لأنَّ الحجّاج بعد قتل أنصار ابن الزبير بمكّة قام بصلب عبد الله وسلخ جلده. والرأس للسبط الحسين بن فاطمة بنت النبي، حين جَذَّه عسسُ بني أُميّة ثم قاموا بإرساله إلى يزيد بن معاوية في بريد.
    (أهل الجِلد والرأس) أي آل البيت، و"آل" أصلها "أهل" في الفصيح، حُوِّرت "هاؤها" إلى همزة لتصبح "أأل" ونظراً لتجاور الهمزتين أُبدلت الثانية "بألف" كما في "آدم"، انظر القواميس.
    {حَق اللهَ، بَق اللهَ}.
    تعبير يستخدم حين يروي المتكلّم قصة ما، عن ذَهاب له، لقوم ما، فيختصر الرواي بهذا التعبير، كيفية سلامه ومطايبته لأولئك القوم وتبادلهم الأسئلة عن الحال والأحوال، أي هو تعبير اختصار. كأن يقول مثلاً، وحين بلغتُهم و{حَق اللهَ، بَق اللهَ} اتسالمنا، فتحتُ معهم أمر القروش، أو الأمر المهم الفلاني، مما كان يروي فيه على السامعين بحسبانه موضوعه الأساس والمهم.
    {مَسَجَّم ومَرَمَّد} {سَجْمَان ورَمْدَان}.
    تعبير يستخدم لوصف الحال، بالسوء الشديد والبؤس، وأحياناً بالضعة. حال "السَّجَم" وهو السَكَن الأسود من النار {الهَبُّوت}، و"الرَّماد" أثارة النار، المعروفة.
    {نَضَرْ بألله} {متنضِّر بألله} {متنضِّرة بألله}.
    وهي من النَّذر لله، أن أفعل كذا وكذا، وتستخدم للوعيد والقسم به في حالة التخويف أو الإصرار الشديد على أمر.
    {موت الضان}.
    يقال لوصف موت الكثرة. وهو تشبيه بموت الضأن، لأنَّه سريع العدوى، فلو انتقل وباء لبهيمة واحدة منه، فحالما تموت الحظيرة بكاملها.
    {حجّيتكم ما بجّيتكم
    خيراً جانا وجاكم}.
    تعبيرٌ تُفترع به أحاجي الكوشرثيا، يستخدمه الراوي، وغالباً يكون هو {الحبّوبة}، أو الجَدَّة، وفي أحايين ثانية يجري على ألسنة الرواة المحترفين أكثر من الجدات في رواية الأحاجي.
    فيرد المنصتون للأحاجي بتعبير {إخير الله مِنْلا حُجاك}، "مِنْلا" هي "مِن" والـ"لا" زائدة. والمقصود بـ"الله" هنا كلامه، أو القرآن. أي يقولون للراوي، لإن قرأت علينا قرآناً، لكان أفضل وأكثر بركة من الأحاجي. وهي تقال من باب الترداد والمحفوظية فحسب، أي يقوله الجمع بينما هم في إنصات تام للأحاجي.
    مجتمعات الكوشرثيا هي مجتمعات أحاجي، أُنس وروايات، ولها تعابير كثيرة لصالح الرواية والسَّرد، وتكنيكات مختلفة وممتعة ومفيدة في آن. من جنس تعابير الرواية هذه {الله يطراهو بالخير}، فلو كان الشخص يروي عن غائبٍ محبوب يستخدم هذا التعبير حين ذكره {الله يطراهو بالخير}، أي ليذكره الله بالخير عند ملأه الأعلى. وإن كان يروي عن شخص غير محبوب فيستخدم حين ذكر اسمه {الله يقطعو} أو {الله يقطع طاريهو}.
    وحين ينسى مما يرويه شيئاً يستخدم تعبير {اللهم صلّي وسلّم على سيدنا محمّد} في بيئات المسلمين، أو يذكّره بها الحضور، المُنصتون له.
    {دنيا فَرَنْدَقَس}.
    تعبير عن الاستياء من الدنيا، لسوء الحظوظ، وكذلك لوجود مفارقات كبيرة. أو حين استقباحٍ لأمر دنيوي ما، وكراهة وطأته، فيشتم به الدنيا في تمامها.
    {البحر مِحَمِّر}.
    تعبير يُستخدم لوصف البحر أوان الفيضان، ومن جنسه {الدَّمِيرة}، و{التَّسَاب}.
    {الليل بَابي لِي}.
    هذا تعبير تُستفتح به الأغاني. حينما يُحَوَّل التعبير إلى {الليل مابي لي} فالقصد منه حين الفروسية والكرم هو "عدم النَّوْم"، لمجابهة الفرسان الغائرين أو لإكرام الضيوف المتمسّيين. وحين العشق، فعدم النَّوْم لعوامل السُّهاد والأرق جَرّاء التفكير في المحبوب.
    وهو منتشرٌ في ليركس الأغاني بوفرة يستعصي حصرها. من ذلك الأغنية الشهيرة من مواد الكوشرثيا:
    {الليل بابي لي.. العوبة، يا نديمة..
    الليل بابي لي.. العوبة، يا نديمة، الليل بابي لي}.
    {خُوَّة النـchـيتو}.
    تعبير عن سوء الإخاء. فلو بَدَر تصرفٌ غير مستحب من أحد الناس تجاه شخص ممن يؤاخيهم، يقول الذي وقع الخطأ بحقه {خُوَّة النـchـيتو}، أي أنَّ إخاءك معي، الذي لم يمنعك عن إتيان تصرّف قبيح كهذا في حقي، هو من قبح وشناءة شخصية (النـchـيتو). التي هي شخصية خرافية وردت في أحجية محمّد الشاطر الشهيرة. وهي من الأبنية التي تقف كدليل على أنَّ الأحاجي تنزل إلى واقع الناس مثلها ومثل الأساطير، ولكن كأمثال فحسب، وكبوادر توجّه، وليس كمعتقدات بثقل الأساطير، راسخة ومؤسِّسة للحضارة.
    ومن التعابير التي ترتبط بهذه الأُحجية أيضاً تعبير {سَعَد الشينة}. فـ{النـchـيتو} الفتاة القبيحة في الأُحجية كانت ستتزوج محمّد الشاطر الذي لم يرها، فقال نسوة بلدها عنها من باب الغَيْرة، هذا {سَعَد الشينة} حتى وصَّفها بشارةُ لمحمّد الشاطر قادحاً، بتلك الطريقة الشعرية، فهَرَبَ محمّد الشاطر وتركها ليتزوّج "اللعيب" الفتاة الجميلة بعد أن وصفَّها له بشارة مادحاً، بالطريقة الشعرية ذاتها. (انظر كتاب الأحاجي لدكتور عبد الله الطيب، ص: 47). ورأيُ أنَّ الإنسان، لا يُحكم عليه من خلال شكله، منظورٌ من الأمر، وهو معيبٌ بالتأكيد، وينتمي للكوشرثيا الضارَّة.
    {أقطع وَشَّك}.
    تعبير بمعنى لا تُرِنِي وجهك بعدها، انقلع دون رجعة.
    {الخمسة فوق اللتنين}، {ختيت، أو خُت، الخمسة فوق اللتنين}.
    تعبير يستخدم في دلالة الصمت، أو اصمت. وهو يعني وضعتُ أصابع يدي الخمسة فوق شفتيْ فمي.

    ألفاظ تعبير تُسْتَخْدَم مع الحيوان
    {جَرْ}
    لنَهْر ال######.
    {عَرْت}
    لنَهْر الحمير.
    {هاج}.
    لزَجْر الإبل.
    {حاويش}.
    لإيقاف الحمير أو تهدئتها.
    {عَيْ}.
    لنَهْر وزَجْر الضأن.
    {هُرت، هُرد}.
    لنَهر الخيل.
    {تَكْ}.
    لزَجْر الماعز.
    {بِسْ}.
    لزَجْر القطط، وتسميها الكوشرثيا "الكديسة للمؤنَّث، الكديس للمُذَكَّر، وجمعها كدايس".
    {كَرْ}.
    لزَجْر الدُّجاج.
    {حَاس}.
    يُصاح بها، في الغنم، زَجْرَاً، خصوصاً حين تثبيتها للحَلْب.

    نماذج من جُمَلِ التَّعْبِير الظَرْفيَّة

    {أمسك لي وأقطع ليك}.
    ظرفيته طلب الاختصار Take it short. وهو تشبيه، بتقطيع اللحم، حين يمسك شخصٌ باللحم، بينما يستخدم الآخر السكين في القطع من الحد الذي يبزمه له المُمْسِك. ولا علاقة له بالجنس كما يتصوَّر البعض.
    ومن جنسه لفظة التعبير {كلمة وغطايتها}.
    {كيف قَيَّلتوا؟} {كيف أمسيتوا؟}، {كيف أصبحتوا؟}.
    تعابير تُستخدم للتِّرْحَاب وللمطايبة حين زيارة، بحسب مواقيت تلك الزيارة.
    {سمعتَ وألا جابو ليك}.
    تعبير لوم، إذ يَسْتَجِوب المُخاطبَ، من غاب عنهم زماناً طويلاً لم يروه فيه، هل سمعت مِنَّا بنفسك ما يسؤوك كي لا تزورنا، أم نُقِل إليك عنّا نميمة تسؤوك وتقطعك منّا!
    فَيُقَدِّمُ المسؤولُ، أو المُخاطبُ بذلك اللوم، دفوعاته وتبريراته إن كان الأمر جاداً. أمَّا لو كان السؤال على نبرة الشوق الممازح، والمعاتب في هَزْر، فغالباً يجيب الشخص بالتعبير المُعَدِّ لذلك وهو أن يقول ضاحكاً {شوف عين}، أي أنَّ ما يسؤوني منكم رأيتُه بعيني ولم يبلغني عبر كلام ولا نمائم. ليضحك بعدها المتسائلان ويتعانقا.
    {الرَّمَادة دي في خشمك}.
    تقال لوصف ظرفية الخيبة والفشل.
    ومن جنسها لفظة التعبير {خُم وصُر}.
    {أها.. الرَّمَادة دي في خشمك. أها.. خُم وصُر}.
    {لا قضيت تب، آلنجيض/ـة} {لا قضيت تب، آلفالح/ ــة}.
    للسخرية من عمل شخص ما، تصرفه إزاء أمر، أو سلوكه، .. إلخ.
    {يِصَرِّرُوها ببعرها}.
    سخرية من شخص، يعالج معضلة، بأدوات أو طرائق معالجة بخسة يستقيها من المعضلة ذاتها.
    إذ تُشَبَّه معالجته بصُرار البهائم، وهو أن يُلَطَّخَ ضرعُ البهيمة بروثها كي لا يرضعها صغيرُها.
    من جنسها تعبير {من دقنو وأفتلِّو}.
    {الشكيَّة لي أبيداً قويّة}.
    تعبير يُستخدم في حالتي اليأس والتَّمَحُّن معاً، بما يرفع الشكوى لله فقط، ذي اليد القوية وحده، حيال ذلك الأمر المعني بالتعبير ورفع الشكوى.
    {(مُشهادك مو يَا)، (مُشهادك مو عديل)، (رأسك مو عديل)}.
    "يَا" اختصار لـ"ياهو"، أي ليس هو المطلوب.
    {(صَدَفك مو يَا)، (صَدَفك مو مَمَيَّز)}، ومَمَيَّز هنا بمعنى مدروس ومُنَظَّم.
    أمَّا كلمتا "المُشْهَاد" و"الصَّدَف" ذاتاهما، ففي تقديري هما من أثرى وأوسع، وأجمل، الكلمات التي حوتها الكوشرثيا، بمعنى حياة الإنسان كلّها، أو شأنه الفلاني، أو أسلوبه المعيّن، أو طريقته الفلانية، أو تصرّفه إزاء الحياة في تمامها، تصرّفه إزاء الشأن الفلاني، ولا أكاد أجدُ لهما تعريفاً مناسباً وجامعاً على الإطلاق.
    جَدَّتي الحرم بت حاج طيفور، حينما تمتدح لي عروساً مُنْتَخَبَة من قِبَلها وبمواصفات الكوشرثيا لذلك لا مواصفاتي أنا، تقول {دي بت ما فيها كلمة، أدب وسماحة و"مُشْهَاد"}. أي بالإضافة لأدبها وجمالها، فهي تعرف كيف تُدَبِّر وتُنَظِّم شؤون حياتها، وبيتها، ومصاريفها، وأحسن من تعتني بأطفالها القادمين. وكيف تجعل الأهل راضين عنها بمواجبتها لهم في أفراحههم وأتراحهم، أي هي فتاة {مَمَشْهَدَة} بمعنى كاملة من ناحية التصَدِّي لكافَّة الأمور الوجوديّة والحياتية معاً.
    {يا سيد اللمنتي ليك} أو {يا ست اللمنتي ليك}.
    تفخيم معنوي للمُخاطب أو المُنادى حين إلفاته، وأحياناً يُعْكَسُ الحسُّ به ليفيد بالسخرية والهزء من المُخاطَب والمُنادَى. مثلما بوسعك أن تعمل بكلمة "ذكي أو عبقري"، التي من الجائز استخدامها بعكس حسها كي تدل على مقلوب معناها الأصل.
    ومن جنسها، {يا سيد أبوك}.
    وكذلك من جنسها ألفاظ تعبير {آلحبوب} أو {يا الحبوب} {آلنجيض}.
    أمَّا {حبوب دلالك آبيض} فأصلها هو السخرية بعكس ما تقدَّم وأحياناً تُستخدم للإطراء الجاد، في حالات أندر، وأحياناً بحذف بادئتها لتكون {أب بيض} أو {أب كَلَع}. وهي تُستخدم مع الرجال فقط، لأنَّها تنادي المُخاطَب بخصيتيه، فهي بذلك لا تسع النِّساء، وهي مما يُصَوِّر الرجل من جهة فحولته.
    ومن جنسها الساخر ألفاظ تعبير {آقنيط}. و{فرطوق} وهذا تشبيه بسوط الجدوة الذي انتقضت خيوطه، فهو حين الفرطقة به، له صوت داوٍ ومفيد في هش البهائم، ولكنه غير مؤذٍ وناجز لمهمته في الضرب كما العنجاوي مثلاً، الذي لم ينتقض خياطُهُ. فهم يطبقون جِلْد البهائم عموماً، أو أذنابها تحديداً، ويخيطون طِبْقَتيْ الجِلْد مع بعضهما، لإنتاج هذه السيطان.
    ومن جنسه السَّاخر كذلك لفظة تعبير {حِمْبِرَّة} وهو من الكوشرثيا صغير الطير في شكله التجريدي ذلك، قبل أن يكسوه الريش وقبل أن تتضح عيناه، وبلحمه الرخو والهش. واللفظ مأخوذ من الحِمْبِرَة وهي (الحَوْصَلة) في الكوشرثيا لا لغة العرب.
    {أقعد ما تشرب دمَّنا} أو {أقعدي ما تشربي دمَّنا} وهو معتقد أسطوري بحسبان أنَّ من يقف فوق رؤوس الجالسين يشرب دمهم بوقوفه ذلك.
    {هَنَّق حمار الوادي}.
    تعبير يستخدم كناية عن الضراط وحين انطلاقه. ومنه يقال على نحو الوعيد المُمازِح، لن أترك هذا الشخص {إلا يهنِّق حمار الوادي} أي حتى يضرط.
    {دار الكلاب ترقع}.
    يُقال للخلوِّ والفراغ، فإذا جاء شخصٌ مثلاً لمكان اجتماع قوم فما وجد منهم أحداً، يقول مشيتُ لهم، أو ذهبتُ لهم فلقيت {دار الكلاب ترقع}.
    أو إذا جاء أحد أفراد الأسرة متأخراً ولم يجد عشاء، يقول فتشتُ المطبخ أو أواني الأكل فوجدتُ {دار الكلاب ترقع}.
    ومن معكوسه تماماً، إذا وجد الشخص ما يطلبه، وبوفرة، يصف ما وجده من تلك الكثرة بـ{خريف أبو السعن}، هذا لكون طيور أبو السعن تكثر في الخريف، وتُوجد بأعداد كبيرة.
    {دنيا دبنقة دردقي بيشيش}.
    تعبير عن تبدُّل أحوال الدنيا، ولكن مع الأناة والدَّرَج، وَفْقَ لين ما، ومهادنة.
    {خَتَّ فوقها الحبل}.
    تعبير يدل على أنَّ فلان تزوَّج فلانة أو بَنَى بها، أي ربطها بهذا الحبل في علاقة معه. وتُسمّى الفرص الثلاث لمراجعة الطلاق، من بعد وقوعه، في إرث مسلمي السودان، بـ{الحبال}. ويقال لِمَنْ طُلِّقت مَرَّةً واحدةً {باقيلها حبلين}، ولمن لم تُطلق طلقة نهائية يقال {لسّع في حباله}. وهو تعبير قبيح يُشَبِّه المرأة بالدابّة التي تربط بحبل في حظيرة.
    ومن جنسه {فلانة سَدُّوا مالها}، أي دفعوا مهرها.
    يرد لدى خلف الله حَمَد في إحدى مقطوعات الليركس الذي يغنيه:
    { غَنِّيت لدابي الرجيمة
    ما بِحَوَى علي البهيمة
    هُولَك الشكرات قديمة
    وما بشيل المال الفي القسيمة}، مادحاً للنعيم ود حَمَد الشهير.
    والقسيمة هي قسيمة الزواج، فهو لا يتلقّى مالاً عن بناته ولا مهراً، ويَعُدُّ ذلك عيباً، وشراءً وبيعاً في جَنَاه. وربما هي خصيصة كوشية ما، فالممدوح كوشي يُشبّه بـ"ثعبان" الرجيمة، ذي العقل، ومن يفرز خصومه، فيأخذ فرسان الإنس لا البهائم. ولولا الأبقار التي تُدفع كمهر تلك، من كوشرثيا الجنوب، لقرأتُ هذه الخَصْلَة الحميدة على ضوء الحضارة الكوشية.
    {خَلَّى خشمه مِلِح مِلِح}.
    تعبير يُستخدم إذا قام أحدُ الناس بسَلْبِ شيءٍ، أو صفةٍ، من آخر، فتركه صِفْر اليدين. أي جعل طعم فمه مالحاً بعد حلاوة ولَذَّة ما كان يجده، ويعيش فيه، من عذوبة ذلك الأمر المسلوب منه.
    ويقال من جنسه البنائي {خَلَّى ريحته طَيَر طَيَر} إذا لَقَّنَ أحدُهُم الأخرَ درساً لن ينساه في أمرٍ ما. فكأنَّما هو أبدل حال المُعَاقَب ذلك لدرجة أن تغدو له رائحة الطير الكريهة. أكثر من يستخدمه الوالدان، في وعيد صغارهم ونهيهم {روق يا ولد أو يا بت، وألا بقوم عليك هسّع، أخلّي ريحتك طَيَر طَيَر}، أي سأضربك حتى تتبوَّل وتخرأ في ملابسك وأحيلك من حال ورائحة بشر، إلى حال ورائحة طير.
    {حساب هو وألا كوار؟}. {حساب وألا كُوار}.
    وهو تعبير استفهام، يقال حين المحاصصة والمُحاققة، ليُعَبَّر به عن أنَّ الخصم لا يحسب الأمر، أو الأشياء، بدقة. وإنَّما يكاور كُواراً. والكُوَار، هو أن تغرف أشياء دون فرز لماهيتها ولا عددها وتلقي بها في زكيبة مثلاً.
    {خَرْبَانه من كُبَارها}.
    تعبير إساءة، يستخدم لنعت كبار السن وغالباً الوالدين أو الجَدّين، حينما يأتون برأي خائب أو غير مُتوقَّع. فلو أخطأ صغير لهما مثلاً، واشتكى أحدُ الناس إليهم من فعلة صغيرهم ذلك، فأجابوه بما لا يرضيه، أو إن دافعوا عن صنيع صغيرهم أو صغيرتهم، يقول الشاكي {خَرْبَانه من كُبَارها}، أي فلماذا ألوم الصغير، وما جدوى ذلك، إن كان موئل تربيته من شاكلته!؟

    نماذج من الأناشيد الواقعية المُلَحَّنَة


    {الكَضَّاب ما بريدو والسكين تقطع إيدو}.
    يقوله الأطفال، أعتقد بأنَّه مُحَرَّف عن توقيعة {السَّرَّاق ما بريدو والسكين تقطع إيدو}.
    فقطع اليد من ثقافة الإسلام للسَّرَّاق لا الكَذَّاب.
    {الدرب لا حَدُّو
    والمسير لا مَقَدُّو
    البريدنا نريدوا، واليابانا قَدُّو}.
    يقوله الشوايقة من جغرافيا الكوشرثيا، وهو دلالة على أنَّ الشخص سيمضي معك في الأمور إلى منتهاها، ولن يهمه شيء أو أحد، فمن يحبه ويحب ما يفعل مرحباً به، ومن لا يعجبه، فـ{قَدُّو}. والقَدُّ هنا مرادف "الإست"، لا القامة. أراه تعبيراً ناجز اللؤم، ومتقناً، استخدمتُه في تموليلت.
    {دُوَهَا يا دُوَهَا
    من زمزم فتحوها
    والحُجَّاج شربوها}.
    يقوله الكبار والصغار، وغالباً يرتبط باحتفالات قادم من حجّ المسلمين. وأحياناً يستخدمه الأطفال مع المطر.
    {أب قرشين وَقَع، دَنْقَرَت أشيلو! قلبي انقطع}.
    تعبير مُنغَّم يستخدمه الأطفال، وربما أكثر هذه الأناشيد مما يقوله الأطفال، أو مما يقوله الكبار للأطفال كذلك. ولكن للكبار من هذا الباب مناحيهم أيضاً، مثل التعابير الجنسية كما سيأتي، وغيرها من التعابير الأخرى.
    وللبنات، حصراً على اسم سلوى، لعامل الموسيقى غالباً:
    {سلوى يا سلوى مالك بتبكي؟
    دايره أمّي
    سلوى يا سلوى مالك بتبكي؟
    شِلْنِي وقع منّي} أو {قرشي وقع منّي}.
    {سلوى سلولو.. ضنبها ملولو}.
    هذا يقال لأي بنت اسمها سلوى، لأجل المناكفة وغيظها.
    {البسيسة البسيسة، كلو حوتة بقرشين، الله يجازي الحواتة}.
    هو نشيد بَحَّارة، وعندما أُخرج في أحد الأعمال الدراميّة السودانية، عن شرق السودان، وبعد الاشتغال عليه موسيقياً، كان مما خَلَبَ ألباب النَّاس. فلكم مثله من المواد المُهْمَلة!؟
    {الحارَّة ما مَرَقت هووي.. وست الدوكة ما ضَرَطَتْ هووي}.
    تعبير تقوم ظرفيته حين {الرحمتات}، يقوله الأطفال للمرأة البخيلة التي لا تمنحهم شيئاً.
    {حليل البَلَّة هوووي... جَيَّاب الغَلَّة هووي}.
    توقيعة قديمة جداً، منذ زمن استخدام {المُرْحَاكَة} كُنَّ النساء يُرددنها بينما هُنَّ يدرشن العيش.
    {الوادي أب سيّال وااا شوقي ... سَمُر وسيّال وااا شوقي}.
    يقوله الرعاة، حين رعيهم.

    تعابير جنسية شعرية

    وهي ستكون فصلاً طويلاً بوسط هذه المادَّة، ولكنني سأكتفي منها حالياً بنماذج فحسب، فمادَّتها تحتاج للكثير من العمل عليها، لأجل تهيئتها مع الشُّروح اللازمة والضرورية.
    هناك ما يُقالُ مثلاً من هذه التعابير الشعرية، لدى أبواب العرسان الجُدد، مما يُسمَّى في أرياف السودان الوسطية عموماً بـ{اللَّبُّوديَّة} من الفعل لَبَد. إذ يلبد أقرباء العرسان، رجالاً ونساءً، أمام بابهما في ليلة الدُّخْلَة، ليتفرجوا من الشقوق والفُرَج على ما يفعلان بالداخل. ينهرهم العريس عادةً ويطردهم، ومن يقبض عليه يضربه، وأحياناً يرشوهم بالمال كي يبتعدوا. أما العروس فحَلُّها معهم دائماً، هو الرشوة، خصوصاً قريباتها، وصويحباتها. إذ تمنحهن، ملابسها القديمة بعد تلقيها لجهاز عرسها الجديد بالطبع، وكذلك تمدهن بهدايا صغيرة ثانية. وتشترط عليهن، أن لا يتلبدن عليها ليلة دخلتها، كي لا يتندرن بها في المستقبل. وهن يأخذن الهدايا هذي ومع ذلك يأتين للتلبُّد. وهي تعرف ذلك، وتعرف أنَّ المسألة متعة جماعية في حدِّ ذاتها، وهي نفسها قد تكون جَرَّبَتْهَا على من سبقنها في الزواج.
    ولا بُدَّ هنا من الإشارة المهمّة، لكون هذه العروس مختونة، فمسألة النوم معها لأوَّل مرَّة ليست يسيرة. وكل ما يمكن أن ينجم عن ألمها ومعاناتها، ومعاناة الرجل أيضاً وخوفه من التعيير، وكذلك المقايسة التي تُمَكّنهم منها هذه {اللَّبُّوديَّة} ذاتها. فالعريس فلان انتهى من مهمته في ظرف كذا، بينما أنت {باطل} انتهيت في ظرف كذا. وقطعاً سيُنْعَت بالوصفة القاضية في تلك المجتمعات الفحوليّة وهي {أب زِبَّاً ليِّن}، مما قد يمرضه نفسياً، وينعكس على علاقته الجنسية والزوجية معاً. وهذا الجو كلّه، جو {اللَّبُّوديَّة} سينتج تراجوكوميك شريرة، وله امتدادات إلى الحياة الزوجية للعروسين خطيرة، سأعرضها في وقت تناول هذا النمط السُّلوكي الجمعي، الشِّرير.
    ولا أدري إن كان هذا النمط السُّلوكي يُوجد في مناحي أخرى من غرب وشرق وجنوب السودان أم لا. أكثر مناطق انتشاره كانت في الجزيرة والوسط. لن أُسرف في تناول {اللَّبُّوديَّة} هنا، لأنَّني سأفَصِّل مع الشروح الوافية عنها، لدى أنماط السُّلوك الجمعي. هذه مسألة دراستها مهمة للغاية، لأنَّ النظام القيمي البرجوازي، الديني هذا، أتى قريباً إلى السودان. وهنا لا أنتقده في رفضه لمثل هذه الأشياء بالطبع، بل أُقرّه على رفض الأنماط السُّلوكية من جنس {اللَّبُّوديَّة} هذه. ولكن في ذات الوقت، لا بُدَّ من استقصاء تاريخه، لأنَّه يحتاج لنقد عريض وعميم في مناطق أخرى من جسد الكوشرثيا الضخم. فهذا النظام القيمي، البرجوازي، الديني، يناقض الكثير والوفير، من أنماط سلوكيات الكوشرثيا التي كانت لها في الماضي القريب فحسب.
    وبالعودة لموضوعة التعابير الشعرية، نجد هنالك المئات من هذه التعابير، التي ظَلَّت ذائعة من بقايا هذه {اللَّبُّوديَّة} ويقولها الناس من باب الأُنس والضحك، وإن هم، في المناطق الحضرية خصوصاً، لا يعرفون جذرها الذي تَحَدَّرت عنه، أي هذا النمط السُّلوكي الجمعي تحديداً، المُسَمَّى {اللَّبُّوديَّة}.
    فمن تلك التعابير الشعرية التي تُستخدم من قِبَل المُتَلَبِّدين، ما يهازرون به العروس مثلاً، فيصيحون فيها من بين الفُرَج وهي مع زوجها، مع تنغيم وتوقيع:
    {الداندلَكَة مَسِّحِي الفَلَكة
    الدانديلو قومي عاينيلو}.
    الداندلكة، والدانديلو، هذه أصوات تنغيم فحسب، ولا معنى لها. أمَّا {الفَلَكَة} فالمراد بها حَشَفَةُ عضو الرجل. ومما يرد في مادّتها من لسان العرب {فَلْكَةُ اللِّسان: الهَنَةُ الناتئة على رأس أَصل اللسان. وفَلْكةُ الزَّوْر: جانِبُه وما استدار منه. وفَلْكة المِغْزَلِ: معروفة سُمِّيت لاستدارتها، وكلُّ مستدير فَلْكة. ابن منظور}.
    أمَّا ما يُطلب منها، أن تقوم وتنظر إليه أو تعاينه، إذ هي بِكْرٌ ولأوَّل مرة تطلع على عورات الرجال، فهو العضو بتمامه.
    ومما يهازرون به العريس، هذه التنغيمة التي تشبه رباعيات الدوبيت:
    {وكت الليل يهوِّد والنجوم تتاكى
    راجل السمحة كلو عندي معاه شراكة
    أما النص عديل أمَّا التلت في أوراكها}.
    أو مما يقوله العُزَّاب على وجه الخصوص، متمنين لحال العريس، مما استخدمتُ قطعته هذه في تموليلت:
    {الليل بَرَد.. وكُل زول طَبَق بُرّيبتو
    وخلوا المتلي راقد في السَّقَط وا صَيبو}.
    والبُّرِّيبة، هي الأريل، أو {الرّيلة} كما يقال في الكوشرثيا، جنى الغزلان.
    وهناك من أغاني الكوشرثيا ما هو ذائع، ومصبوغ بروح هذه اللَّبُّوديَّة مثل أغنية الكوشرثيا التي تغنيها البنات:
    {اللول، اللول، أنا... سووا ليها اللول
    العروس بت الهَناء، حِقُّو لَي القول..
    اللول اللول أنا، سووا ليها اللول}.
    والمقصود أنَّ الزوج "يلولي" زوجته، بمعنى ذلك الاحتضان الحميم، مع حركة الجسد بتمامها في المواقعة. فهذه الأغنية ونظيراتها الكثير، مُتَحَدِّرٌ عن هذا النمط السلوكي، وعن التَّلَبُّد لدى أبواب العرسان، وسأعرض لجنس هذه المواد في حينه كما أسلفت.
    أيضاً هناك "جلالات" جنسية، سأتركها لباب "الجلالات" في وقتها، من نظير:
    {البنيّة أم سَدُر
    الكلام بعدين
    فوق سرير الدَّبُل
    البشيل اتنين}.

    نماذج من الأناشيد الأسطوريَّة المُلَحَّنَة
    المنحولات على الطبيعة والأسطورة والحيوان

    {يا ود أمبووور...!! مودينك وين يا غول؟ موديني لسلمان التور، كان يقلبني ليهم زول}.
    هناك حشرة صغيرة، لها رويشات ومُلَوَّنة، بلون براون خفيف، تحفر في الأرض حُفَراً، مخروطية، قعرها المتسع على السطح، ويمضي رأس هرمها المُدَبَّب إلى أسفل. بقدر ما بحثتُ في الإنترنت عنها، أو عن حشرة شبيهة بها، لم أجد. يُسَمُّونها {أُمبور}. وقطعاً سيغدو من المفيد جِدَّاً لو عرفنا ماذا تعني كلمة "بور" في الكوشرثيا الجنوبية. ويُعْتَقد أسطورياً أنَّ هذه الحشرة، أُمُّ الصدى، وهي التي تلده. صدى الصوت، أعني. هذا حنان الكوشرثيا الوفير، وفلكها الدائر حول استنطاق واحتضان كل شيء. حتى الصدى هذا فله أم تلده، وترضعه ومسؤولة عنه، ولذلك يُسَمُّون الصدى في ذاته بـ{ود أمبور}. أخذتُ الكثير من الصور لبعض الهوام والحشرات، من على جدران المعابد في مصر، وصوّرتُ حتى أشكالاً لرسوماتٍ غامضة، بَدَتْ لي حشرية غريبة، هي الأخرى قمتُ بجمعها. وأشتغلُ على مقارنتها بمثل هذه الحشرات المنسوبة لها الأساطير كي أعرف منبتها الكوشي أو الفرعوني.
    {يا ود أمبووور...!! مودِّينك وين يا غول؟ موديني لسلمان التور، كان يقلبني ليهم زول}.
    وهو تنغيم، إنشادي، في شكل حوار Dialogue قصصي:
    {- يا ود أمبووور...!!
    "مودينك وين يا غـول؟".
    - موديني لسلمان التور،
    كان يقلبني ليهم زول}.
    سلمان، هو الولي الصالح الشهير، الذي تَقَدَّم تعريفه في باب الأدعية.
    ووصفة الثور بمعناه "العظيم" و"المُقَدَّس"، تابعة لحضارة كوش لا الإرث. وهي في ثقافة التصوف السوداني لا تُطلق إلا على كبار الأولياء الباتعين والعظام، المشهورين بالغارات وابتلاع الوَحَش والمخلوقات، وكذلك ابتلاع الأولياء الغائرين. الثور من كوشرثيا الدينكا يُسمَّى "ميور MIOR" على لسان دينكا "نقوك"، و"موور MOOR" على لسان دينكا "أويل". وهي هنا بمعنى وحجم "الفيل" نفسه، لارتباطها بالمُقَدَّس. ففي أسطورة رحلة الدينكا أنَّ الجَدَّ "دينق ديد" بعد أن وَكَلَ أمر تقسيم الدينكا إلى "أرياط مكوي" كان قد أوصاه بعد أن يصل إلى المكان الذي به شجرة "عرديب ضخمة"، المُسمَّى بلغتهم "شوين مور أنقاج CHWEN MOR ANGACH" أن يذبح ثوراً رمادياً، وهو يقصد "الفيل"، الذي يُسَمّى بلغتهم "أكون AKON". وتقول الأسطورة إنَّهم بعد بلوغ مكان شجرة العرديب الضخمة، ذبحوا ذلك الفيل، ولكن لم يجدوا ماءً للطبخ. لولا أنَّ سحابة جاءتهم خصيصاً وأمطرت في مكان ذلك الجمع وتلك الذبيحة المقدَّسة، وملأت خوراً مجاوراً، فأكملوا إعداد ذبيحتهم وطبخهم، ومن ثم قام الجَدُّ "أرياط مكوي" بتقسيم الدينكا. وكانت علاقة "احترام الفيل" من نصيب نسله وذريته بطبيعة الحال، إنفاذاً للعهد المقدّس ومواصلة لتعاليم تلك الأضحية المقدسة التي تلقوها من الجدِّ "دينق ديد".
    أي سلمان، هو سلمان الثور الرمادي، الفيل، الضخم، المُقَدَّس، واجب الاحترام.
    أمَّا القصة الأسطورية بكاملها، بعد مزجها بشق التراث، وتحولها إلى كوشرثيا، فهي تقول إنّ الأمهات، إذا تَرَكَنَ أطفالهن وحيدين لدى المغارب، فإنَّ الجوان يستبدلونهم بالمُسوخ، والمشوَّهين، من أطفالهم هم. وهذا المُنادَىَ فيه والمُنادِي من القصة هم أبناء جوان، يسخرون من البشر، وحتى من شيوخهم الكبار، مثل سلمان الثور الرمادي، الفيل. تقول الأمهات هذه الأسطورة لأطفالهن الأوعى قليلاً كي يحرسوا إخوتهم وأخواتهن من الرُّضَّع، ولا يتركونهم وحيدين، منشغلين عنهم باللعب، ولاهين مع الكبار من أندادهم. عبر تحذير، من أنَّك إذا تركتَ أخاك أو أختك الصغار وحدهما، فإنَّ الجوان سيأخوذنهما ويستبدلونهما بمولودٍ "مسخ وشرير" من أولادهم.
    وها هي القصة برهانٌ مخيفٌ تحتشد فيه الحشرات، والذَّهاب إلى الأضرحة، وأبناء الجوان الأشرار، من يتنكّرون في هيئة صدى الصوت ذاته ويلزقون به، فلا تدري حتّى لو استغثت، أنَّ من جاءك نجدةٌ أم واحدٌ منهم!
    تَكْثُرُ حكاوي الجوان في بلاد الكوشرثيا، ومما يقال في أدب ذلك {سمعت لي حِس "تختخة" بالليل}، أو {الشيء دا، أو الدُّهْمَة دي، مالها بتختخ كدي؟} وربما هذه المفردة بمعناها هذا، غير حَيَّة إلا في الكوشرثيا فقط، {التَّخْتَخَةُ، "حكاية أصوات الجن"، المُحكم والمحيط الأعظم}.
    وغموض هذه الأسطورة، وتشابكها مع أساطير وحشرات وحيوان كثير، هذا مقصود وهو تكنيك رفيع القدرات الفنيّة، لأجل التأثير القوي. فالجن لا يقتربون من عالم البشر إلا إذا كان البشر في غفلة من أمرهم، أو في غفلةٍ من رعاية أطفالهم. فها هو ابنٌ لجوان لا بشر، محمولٌ إلى الولي الصالح سلمان، لأنَّ إخوة ذلك المولود المسروق، الأكبر منه قليلاً، أهملوا حراسته، وتركوه وحيداً. أحياناً يصفون نقل ابن الجوان ذلك في قُفَّة بشعة، من شِدَّة بشاعة الطفل وحرص أهله البشريين، على أن لا يراه النَّاس. هذا لأجل التأثير في الصغار، وهي كوشرثيا ضارَّة، من هذه الناحية.
    بأي حال، فالابن لجوان لا بشر، وهو في محل ابن بشر مسروق، ولَمَّا اكتشف الوالدان من البشر أنّ عيني صغيرهما صارتا حوصاوين، أو أنَّ أذنيه صارتا أطول وغريبتين، شكّوا في مَسِّ الجوان لصغيرهم. وها هم ذاهبون بولد الجن الشرير، لشيخهم سلمان ليرى ما الأمر؟ وأثناء الرحلة، ينادي صغير الجوان المحمول في القفّة، ود أُمبور، الصدى، بأنْ خُذْ صوتي، واذهب به بعيداً لممالك أهلي من الجوان، يا ود أُمبووور أنْصِت لي وهَيِئْنِي في هيئتك، واذهب برسالتي.
    كي يحدث بعدها، ذلك الحوار، إذ يلتقط الرسالة المبثوثة عبر الصدى ابنُ جوان آخر، ما يزال عند قَبِيِلِه من الجوان. فيسأل رفيقه المحمول إلى الشيخ سلمان، قائلاً له، ومتنكِّراً أيضاً في هيئة ود أمبور، الصدى: مودينك وين يا غول؟
    فيجيبه هذا {المُبَدَّل}، {موديني لسلمان التور، كان يقلبني ليهم زول}. أي هو جِنِّي، يتهكم، فماذا سيفعل سلمان، ثورهم الرمادي هذا، الفيل، المُقَدَّس، واجب الاحترام، هل سيقلبني لهم بشراً، أو سيحيلني لزول!؟
    و{المَبَدَّل} و{المَبْدُول} صفات شهيرة، في الكوشرثيا، وتُطلق على نمط خاص، من السلوك النَّفسي، الموسوم بـ{الطَّرْشَة}. ومنها جاء النعت {مَطْرُوُش}. والمطروش في الكوشرثيا، هو الإنسان {المجنَّن}، لأنَّه صفعه جانٌّ. والفعل طَرَشَ يُسْتَخدم مع الصفع ويقال {أطرشك كف هسّع}، مثلما هو مع القيء. فـ{المَبَدَّل} و{المَبْدُول} هو الشخص الذكي، ولكنه في ذات الوقت {مَجنَّن}، أي به جِنَّة، وذكاؤه قد يهلكه، لأنَّه لجوان لا لبشر*.
    من مواد الكوشرثيا عن "العين"، وطاقة الإنسان على السَّحْرِ، بحسب الفئات العمرية:
    {عين الفتاة قَدَّت الواطة
    عين الصغير تمشي وتعير زي البعير
    عين العزباء قَدَّت العتبة
    عين الصبي كتلت النَّبي}.

    تعابير أناشيد المطر
    الكوشرثيا ترتبط مع الطبيعة ارتباطاً وثيقاً، إنّها شقيقة الطبيعة، وبانية السماء. فالعلاقة مع المطر، والخطابات النغمية الموجّهة إليها وإلى مفرداتها، هي ذاتها علاقة أسطورية. فهناك مثلاً حشرة تُسَمَّى "بنت المطر"، وهي مفتاح مهم من مفاتيح أسطورة الكوشرثيا. فالأسطورة تقول إنَّ أحد جدود الدينكا الكبار، وهو الجَدُّ "دينق ديت" قد ولَدَته أُمٌّ اسمها "ألوت" وهي في لغة الدينكا تعني "بنت المطر". وقد صَعِدت هذه الأم إلى السماء وتركت ابنها "دينق ديت" ليكون سارياً وهادياً لشعوبه وأقوامه من الدينكا. ما أوجد نذر "ديت" بثقافة الدينكا، من أبقار وخلافه، لهذا الجَدِّ ولأمه المقدّسة "ألوت" بنت المطر، التي صَعِدت إلى السماء.
    أمَّا التجسيد، والتمثيل الكائناتي للأسطورة، فقد جرى لأن يُطلق هذا الاسم "بت المطر" على حشرة حمراء، صغيرة جداً، لامعة ورهيفة البناء وشفّافته، هي حشرة بت المطر.
    وهذه الأناشيد للمطر تبدأ منذ أن تتحيَّن السماء بالسحب، أو تزرقن كما يقول شعراء البادية. فينطلق الأطفال في صفوف دائرية، بينما هم يدورون حول أنفسهم، متامسكي الأيدي، يُرَدِّدون:
    {عِيّا عِيّا.. بلاد أبوي القِدَّاميَّة
    يا السنبرية أم قدوم
    عيش أبوي متين بقوم؟
    بقوم باكر مع العساكر}*.
    أو بالنشيد الآخر، مطالبين ومستحثين ميكال، أو ميكائيل، الذي هو في الكوشرثيا ملاك المطر المُوكل بإنزالها:
    {كيل يا مكاييل بالتِّعْل الكبير وخَلِّي الوادي يسيل}.
    وحينما تبدأ قطرات السماء، يقابلها الأطفال بوجوههم، ضاحكين ومحرّضين لها:
    {قِيرا قيرا.. يا مطيرة.. صُبِّي لينا، فوق إيدينا.
    قِيرا قيرا.. يا مطيرة.. صُبِّي لينا، في عينينا}.
    ويستزيدون من تلك المطر، مستشفعين ومتوسّلين بمحمّد الكوشرثيا الأسطوري، الذي هو هنا ابن "ألوت" أيضاً، بنت المطر، وشقيق "دينق ديت" الراعي لأمور المطر والطبيعة وغيرها مما يهم أقوامه وشعوبه:
    {المطر المطر.. يا أبو فاطنة هووي، تصب المطر}.
    ومن جنس هذه الأناشيد المرتبطة بالمطر كذلك:
    {يا بلال تبل الدار
    نحن صغار .. كروشنا كبار}.
    يقوله الأطفال بينما هم يمسِّدون على كرشوهم، المنفوخة عمداً ليكبر حجمها.
    {أبو الضِلِّيل تعال تعال
    بدِّيك ريال}.
    وهو يقال لـ"التَّخَا"، أو للغمام بينما هو يتجمّع في السماء، يُنَادَى فيه كي يأتي فيبرد الجو قليلاً، من حَرِّ هاجرة النهار.

    تعابير أناشيد الطيور والحيوان
    {الصوت صوت غنمي، كضَّاب يا عربي}.
    وهذا التوقيع أو النشيد لُعبة طويلة، تحكي عن راعٍ سُرِقت أغنامه. فيمضي ويجد أنّ السعالي احتجزت أغنامه تلك في حظيرة على رأس جبل. تُنكر السعالي عليه إدعاءه ذلك وتطالبه ببرهان على أنَّها أغنامه. تُعَيَّنُ دائرةُ {ميس} اللعب على أنَّها بيت السعالي، وغالباً تؤدّي دور كبيرة السعالي بنت، فهي لعبة مختلطة. ويقوم بدور الراعي، صبي. بينما يتجمهر باقي اللاعبين في وسط الدائرة منتظرين اللحظة التي يحين فيها اختطافهم مرة ثانية من داخل الميس على يدي الراعي.
    ينادي الراعي منغّماً، {الصوت صوت غنمي}.
    لتُجيبه كبيرة السعالي {كضَّاب يا عربي}.
    ثم يبدأ ينده أو ينادي على أغنامه بأوصافها وألوانها، {يا حَمُّورا}، وترد الغنماية، أو أحد أطفال الميس، بنتاً سواءٌ صبياً، بحسب الدور {مييييع}. وهكذا، حتى يُعَدِّد أغنامه كلها، التي هي بعدد الأطفال داخل الميس. ثم ينتهي به الحال إلى أن يشرع في اختطافها، أي اختطاف زملاء اللعبة من داخل الميس، بينما هو يصيح: {أنا صقراً بختف} ويتصدّاه الشخص الذي يحرس الميس بقوله {وأنا أمَّاً بحجز}.
    {أنا صقراً بختف... وأنا أُمَّاً بحجز}.

    {قوق قوق، الشَّال سعيد، ما يحضر العيد. قوق قوق الشَّال بلال ما يحضر الهلال}.
    إن استرجعت صوت القمري في ذهنك، ستجد أنَّ صياح القماري يقارب هذه الألفاظ صوتياً. وأسطورتها أنَّه كان للقمرية توأم من الصغار، تركتهما في العش، وذهبت تبحث عن رزقها. وحين عودتها وجدت أن "أبو الصقير" خطفهما وأكلهما. أحد الصغيرين اسمه سعيد، والآخر اسمه بلال، فهي منذ ذلك اليوم تدعي على "أبو الصقير" بهذا الدعاء.

    {قوق قوق، أنا كان أكلتو.. القوق قوق.. يمرق بي فَرْتُو}.
    هذه التوقيعة، تُنسب أحياناً لـ"أبو الصقير" وهو ينفي فيها تهمة القمرية بأكل جناها. وإنِّي أستبعد هذه النسبة، وأعتقد بأنَّ القصة الثانية، أو الأسطورة الأخرى، التي أُتهمت فيها القمرية بأكلها لعيش فرخ قمري مريض، هي الملائمة. فهي تنفي تهمة أكلها العيش، وتقول بأنَّها إن كانت قد أكلته، فتتمنّى أن يخرج ذلك العيش بفرته، أي بفَرْثه. {والفَرْثُ السِّرْجين ما دام في الكَرِش. وثريدٌ فَرْثٌ، غير مُدَقَّق الثَّرْد، ابن منظور}.



    ----------هـوامـش---------------
    * الأحاجي، من تعريفي لها في الكوشرثيا، هي القصص المُعَدَّة إعداداً لأجل التسلية والمتعة، ويتناقلها الناس بناءً على هذا المفهوم. أمَّا الأساطير فهي الروايات التي تستند عليها حضارة الكوشرثيا وتاريخ ثقافاتها، وما يعتقد أهلها بأنَّها حقائق على نحوٍ مباشر، أو ما يعتقدون فيه على نحوٍ غير مُباشر، بوصفها جوهراً مخبؤواً بباطن هذه المعتقدات وأنماط السلوك الجمعية حتى وإن لم يدركه هؤلاء المعنيون أنفسهم. فقصة ثعبان "كاي" الأسود، هي أسطورة بانية للثقافة، وما هي بأُحجية.
    الأحاجي، من جنس الإحدى وعشرون قصةً التي جمعها د. عبد الله الطيب في كتابه (الأحاجي السودانية). وهو مجهودٌ عظيم، جَبّارٌ حَقَّاً، وفي غاية الأهميّة. ولا أدري لِمَ أسماها بـ(الأحاجي السودانية) مع "ألف" و"لام" التعريف! فهذه الأحاجي لا تُمَثِّل شيئاً من الأحاجي السودانية في تمامها. كان من الأوفق أن يُسمّيَ الكتاب (أحاجي سودانية) فقط، بدون ألف ولام التعريف. لأنَّ ما جمعه من أحاجي، هو ناتج بيئة وثقافة محدودة وصغيرة جداً من بيئات وثقافات الكوشرثيا الهائلة.
    * الإشارات الواردة عن فكرتي الثور الرمادي، أو الفيل، وبنت المطر، راجع لأجل مادتهما تامَّة كلام الأخ شول، ببوست دومبيك.
    * سأنزل قطعة هنا، من قصة طويلة لي باسم (المبدول) لإيضاح بعض الجوانب النَّفْسِيَّة والسلوكية لهذا التوصيف الكوشرثي للشخصيّة.
    * هذه محاولة كانت منّي لمجاراة هذا النشيد، وإسقاط لفظة العساكر تلك منه:
    عِيَّا عِيَّا... بلاد أبوي القِدَّاميَّة
    يا السنبريَّة أم قَدُّوم.. عيش أبوي متين بقوم؟
    عِيَّا عِيَّا... بلاد أبوي الورَّانيَّة
    يا السنبريَّة أم ساقين.. مراح أبوي برعى متين؟
    عِيَّا عِيَّا... بلاد أبوي الفوقَانيَّة
    يا أم غيردون خمجانة الطير.. الفقراء اتلمّوا فوق الخير
    عِيَّا عِيَّا... بلاد أبوي التحتانيَّة
    يا الدَبَاس أب حِزوز.. بيت العمدة فوق القوز
    عِيَّا عِيَّا... بلاد أبوي القِدَّاميَّة
    يا الحِدَيْ والصقير.. بيت العمدة شالو السيل

    (عدل بواسطة محسن خالد on 05-25-2010, 00:37 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-10-10, 12:12 PM
  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" عمران حسن صالح04-10-10, 12:26 PM
  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" عمار عبدالله عبدالرحمن04-10-10, 12:26 PM
    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" البدري عبد الله04-10-10, 12:53 PM
      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد إبراهيم علي04-10-10, 01:06 PM
        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Omayma Alfargony04-10-10, 01:27 PM
          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-10-10, 04:19 PM
            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-10-10, 04:28 PM
              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" د.نجاة محمود04-10-10, 04:40 PM
                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-10-10, 04:46 PM
                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Al Badawi04-10-10, 07:36 PM
                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" وليد محمد المبارك04-10-10, 07:51 PM
                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" AnwarKing04-10-10, 09:25 PM
            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Amjad ibrahim04-12-10, 01:19 AM
  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Osman04-10-10, 08:36 PM
    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" صلاح عباس فقير04-10-10, 09:53 PM
    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-10-10, 11:38 PM
      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد قرشي عباس04-11-10, 00:19 AM
        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" د.نجاة محمود04-11-10, 03:05 AM
          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد عبد الماجد الصايم04-11-10, 07:15 AM
            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" أيمن الطيب04-11-10, 07:27 AM
              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" حبيب نورة04-11-10, 07:59 AM
                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" نيازي عبدالله مرحوم احمد04-11-10, 08:59 AM
                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-11-10, 12:42 PM
                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Siham Elmugammar04-11-10, 01:43 PM
                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" ابو جهينة04-11-10, 01:59 PM
                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-11-10, 11:03 PM
                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Al Badawi04-11-10, 11:17 PM
                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-12-10, 00:45 AM
                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" أمين محمد سليمان04-12-10, 01:35 AM
                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" شول اشوانق دينق04-12-10, 09:55 AM
                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Medhat Osman04-12-10, 11:38 PM
                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohamed Abdelgaleel04-13-10, 07:13 AM
                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" صديق الموج04-13-10, 07:31 AM
                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Al Badawi04-14-10, 08:21 PM
                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-17-10, 11:26 AM
                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-17-10, 11:45 AM
                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-18-10, 06:45 PM
                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" حمور زيادة04-18-10, 06:50 PM
                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-18-10, 11:19 PM
                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Omayma Alfargony04-19-10, 04:10 AM
                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" دينا خالد04-19-10, 08:00 AM
                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-19-10, 04:31 PM
                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-20-10, 02:25 AM
                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد قرشي عباس04-20-10, 02:37 AM
                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-20-10, 10:18 AM
                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" آدم صيام04-20-10, 04:29 PM
                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-20-10, 09:28 PM
                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-21-10, 00:00 AM
                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد عبد الماجد الصايم04-21-10, 06:23 AM
                                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-21-10, 02:06 PM
                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohammed Haroun04-21-10, 02:56 PM
                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" وليد محمد المبارك04-21-10, 04:05 PM
                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-21-10, 04:24 PM
                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد المختار الزيادى04-21-10, 04:19 PM
                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-21-10, 10:17 PM
                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الصادق اسماعيل04-22-10, 00:43 AM
                                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohammed Haroun04-22-10, 10:33 AM
                                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" أحمد أمين04-22-10, 11:06 AM
                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Al Badawi04-23-10, 00:40 AM
                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" ابو جهينة04-23-10, 04:39 PM
                                                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-24-10, 08:40 PM
                                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-24-10, 09:10 PM
                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-24-10, 09:57 PM
                                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-25-10, 03:14 AM
                                                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-26-10, 10:09 PM
                                                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-01-10, 04:46 AM
                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-02-10, 01:41 AM
                                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-02-10, 03:36 AM
                                                                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-02-10, 03:42 AM
                                                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohamed E. Seliaman05-02-10, 06:09 AM
                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الصادق اسماعيل05-02-10, 09:25 AM
                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الصادق اسماعيل05-02-10, 09:25 AM
                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الصادق اسماعيل05-02-10, 09:25 AM
                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الصادق اسماعيل05-02-10, 09:25 AM
                                                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-02-10, 03:42 PM
                                                                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-02-10, 04:06 PM
                                                                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-03-10, 04:21 PM
                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" عبدالله ود البوش05-03-10, 04:52 PM
                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الجندرية05-03-10, 04:55 PM
                                                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-04-10, 01:23 PM
                                                                                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-04-10, 01:41 PM
                                                                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الجندرية05-04-10, 01:52 PM
                                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-04-10, 10:42 PM
                                                                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" أمين محمد سليمان05-04-10, 11:29 PM
                                                                                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد زكريا05-05-10, 01:20 AM
                                                                                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Al Badawi05-05-10, 11:18 AM
                                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" عمر التاج05-05-10, 01:42 PM
                                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-05-10, 02:16 PM
                                                                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد حسبو05-05-10, 07:32 PM
                                                                                                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" هاشم الحسن05-05-10, 09:45 PM
                                                                                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-06-10, 10:29 PM
                                                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد قرشي عباس05-07-10, 01:38 PM
                                                                                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohamed Abdelgaleel05-08-10, 08:08 AM
                                                                                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-08-10, 01:21 PM
                                                                                                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohamed E. Seliaman05-08-10, 06:51 PM
                                                                                                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة Kabar05-09-10, 04:09 AM
                                                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة Mohamed Abdelgaleel05-09-10, 12:50 PM
                                                                                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة عبدالكريم الامين احمد05-09-10, 01:43 PM
                                                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة محسن خالد05-09-10, 08:14 PM
                                                                                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة محمد جميل أحمد05-09-10, 09:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de