|
جنوبية تم هورتن
|
احيانا هذه الحياة تعلمنا دروس دون ان ندفع مقابلا لتلك المحاضرات وبالطبع منها القاسى واخر غير ذلك تتفاوت الدرجات كما ان النتيجة النهائية تمايز الناس حسب درجات نجاحهم نكهة قهوة تم هورتن قادنى الى احد فروعها وسط تورنتو ومعى صغيرتى التى لم تتجاوز عامها الثالث وكنت اعتقد اننا البجا اكثر شعوب العالم احتساء للقهوة ولكننى اكتشفت ان الكنديين اكثر منا حبا لهذه القهوة وهذه النتيجة لاننى عشت بينهم وليس مقرانة بينهم وبين شعوب العالم قد يكون هنالك شعب يفوقهم فى كمية تناول القهوة ولكن ليست هذه الحكاية التى افترعت لها هذا الخيط لان صغيرتى دائمة الحركة كنت حريص جدا بالتحدث معها "بالبلويت" حتى لا تتسبب فى ازعاج من هم هناك لا ادرى كيف فعلتها حيث انشغلت عنها لبرهة حيث حصلت فى تلك اللحظات على بعض ما يباع فى ذلك المكان من الحلويات واستغربت كيف حصل هذا ومن اعطاك فاشارت الى موظفة فى المحل فقالت تلك الفتاة هى التى اهدتنى كل هذا وحاولت دفع قيمة ما تحمله ابنتى للموظفة فقالت لى بصوت سودانى "الحاجة المع بنتك دفعتها براى وانا اديتها لاننى عرفتكم سودانيين بكلامكم" وقفت استرجع ذاكرتى واسال نفسى بالله كم نحن الشماليين ظلمنا هؤلاء ترى كم من اصدقائى قتل من اهل هذه الفتاة التى غمرت بنتى بكل هذا الحب فقط لانها عرفتنا من السودان وشعرت بالذنب ربما يكون فى امكانى منع القتل فى هؤلاء ولم افعل ولماذا هى الان هنا السنا سببا فى ذلك؟ هل الحياة تستحق ان نقتل بعضنا بعضا كسودانيين؟ كل هذه الاسئلة الصعبة لم اجد عليها اجابة شافية وبل ازداد قلقى حيث قلت لنفسى كيف سيكون حالك غدا اذا وجدت دارفورى/رية فى مكان هذه الاخت الصغيرة "فارق العمر" احياننا نشعر باننا اقويا وفى امكاننى تحمل اى شئ ولكن موقف بسيط فى الحياة يعلمنا كم نحن ضعفاء
|
|
|
|
|
|
|
|
|